Tunisiens Libres

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

lundi 12 janvier 2015

فصول من الدولة و الثورة قد تفيدنا في فهم ثورتنا


فصول من الدولة و الثورة قد تفيدنا في فهم ثورتنا


الفصل الثالث
خبرة كومونة باريس سنة 1871. تحليل ماركس


1. بمَ تتلخص البطولة في محاولة الكومونيين ؟

من المعروف أن ماركس قد حذر العمال الباريسيين قبل الكومونة بعدة أشهر، في خريف سنة 1870، مبرهنا أن محاولة إسقاط الحكومة تكون حماقة اليأس. ولكن عندما فرضت على العمال المعركة الفاصلة في مارس سنة 1871، وعندما قبلها هؤلاء وغدا الإنتفاض أمرا واقعا، حيا ماركس الثورة البروليتارية بمنتهى الحماسة رغم نذير الشؤم. لم يتشبث ماركس بشجب دعي لحركة « جاءت في غير أوانيها » على غرار المرتد الروسي السيئ الشهرة عن الماركسية بليخانوف الذي كتب في نوفمبر سنة 1905 مشجعا نضال العمال والفلاحين، ثم، بعد ديسمبر سنة 1905، أخذ يصرخ على نمط الليبراليين: « ما كان علينا حمل السلاح ».

ولكن ماركس لم يكتف بالإعجاب ببطولة الكومونيين الذين « هبوا لمهاجمة السماء » حسب تعبيره. ففي هذه الحركة الثورية الجماهيرية، وإن كانت لم تبلغ الهدف، قد رأى خبرة تاريخية ذات أهمية كبرى، خطوة معينة إلى الأمام تخطوها الثورة البروليتارية العالمية، خطوة عملية أهم من مئات البرامج والمحاكمات. وقد وضع ماركس نصب عينيه مهمة تحليل هذه الخبرة واستخلاص الدروس التكتيكية منها وإعادة النظر في نظريته على أساس هذه الخبرة.

« فالتعديل » الوحيد الذي اعتبر ماركس من الضروري إدخاله على « البيان الشيوعي » قد استوحاه من خبرة الكومونيين الباريسيين الثورية.

إن آخر مقدمة لطبعة ألمانية جديدة من « البيان الشيوعي » وقعها مؤلفاه معا تحمل تاريخ 24 يونيو سنة 1872. وفي هذه المقدمة يقول المؤلفان كارل ماركس وفريدريك إنجلس أم برنامج « البيان الشيوعي » « قد شاخ اليوم في بعض أماكنه ».

« … وبوجه خاص برهنت الكومونة أن « الطبقة العاملة لا تستطيع أن تكتفي بالاستيلاء على آلة الدولة جاهزة وأن تحركها لأهدافها الخاصة »… »

والكلمات الموضوعة ضمن القوسين المزدوجين في هذا المقتطف قد اقتبسهما المؤلفات من كتاب ماركس: « الحرب الأهلية في فرنسا ».

وهكذا، إن ماركس وإنجلس قد اعتبرا درسا من الدروس الأساسية الرئيسية التي أعطتها كومونة باريس على درجة من الجسامة بحيث أدخلاه في « البيان الشيوعي » باعتباره تعديلا جوهريا.

ومما هو بليغ في مدلوله أن الإنتهازيين قد شوهوا هذا التعديل الجوهري بالذات، وأن تسعة أعشار قراء « البيان الشيوعي »، إن لم يكن تسعة وتسعين بالمائة منهم، يجهلون التأكيد على معناه. وسنتناول هذا التشويه بالتفصيل فيما يأتي، في فصل خاص بالتشويهات. أمّا هنا فحسبنا أن نشير إلى أن « المفهوم » المبتذل الشائع لعبارة ماركس المعروفة التي أوردناها يتلخص في زعم مفاده أن ماركس يؤكد هنا فكرة التطور البطيء خلافا للاستيلاء على السلطة وهلم جرا.

والحقيقة هي العكس تماما. تتلخص فكرة ماركس في أن واجب الطبقة العاملة هو تحطيم « آلة الدولة الجاهزة » وكسرها، لا الإكتفاء بمجرد الاستيلاء عليها.

ففي الثاني عشر من أبريل سنة 1871، أي في أيام الكومونة بالذات، كتب ماركس إلى كوغلمان:

« … إذا ما ألقيت نظرة إلى الفصل الأخير من كتابي « 18 برومير » رأيت أني أعلنت أن المحاولة التالية للثورة الفرنسية يجب أن تكون لا نقل الآلة البيروقراطية العسكرية من يد إلى أخرى كما كان يحدث حتى الآن، بل تحطيمها » (التشديد لماركس. وفي الأصل كلمة zerbrechen). « وهذا هو الشرط الأولي لكل ثورة شعبية حقا في القارة. وفي هذا بالذات تتلخص محاولة رفاقنا الباريسيين الأبطال » (ص 709 في « Neue Zeit »، 20، 1، سنة 1901-1902). (صدرت رسائل ماركس إلى كوغلمان بالروسية فيما لا يقل عن طبعتين أشرفت على تحرير احداهما وقدمت لها).

في هذه الكلمات: « تحطيم الآلة الدولة البيروقراطية العسكرية » أعرب بإيجاز عن درس الماركسية الرئيسي بشأن واجبات البروليتاريا في الثورة حيال الدولة. وهذا الدرس بالذات لم يقتصر « تأويل » الماركسية الكاوتسكي السائد على نسيانه تماماً بل وشوهه تشويها !

وفيما يخص الفقرة التي يرجع إليها ماركس من « 18 برومير » فقد أوردناها كاملة فيما تقدم.

وتنبغي الإشارة بوجه خاص إلى نقطتين من فقرة ماركس المذكورة. أولا، أنه يقتصر استنتاجه على القارة. وقد كان هذا مفهوما سنة 1871، عندما كانت إنجلترا ما تزال نموذجا لبلاد رأسمالية صرف، ولكنها خالية من الطغمة العسكرية ولحد بعيد من البيروقراطية. ولذا استثنى ماركس إنجلترا حيث كانت الثورة، بما في ذلك الثورة الشعبية، تبدو آنذاك ممكنة، وكانت ممكنة بدون تحطيم « آلة الدولة الجاهزة » كشرط أولي.

في الوقت الحاضر، في سنة 1917، في عصر أول حرب إمبريالية كبرى، يسقط تحديد ماركس هذا. فإنجلترا وأمريكا، أكبر وآخر ممثلي « الحرية » الأنجلو-سكسونية في العالم قاطبة، بمعنى انعدام الطغمة العسكرية والبيروقراطية، قد انزلقتا بصورة تامة في المستنقع الأوروبي العام، المستنقع القذر والدامي للمؤسسات البيروقراطية والعسكرية التي تخضع لنفسها كل شيء، وتخمد كل شيء. « فالشرط الأولي لكل ثورة شعبية حقاً » هو، في الوقت الحاضر، في إنجلترا وأمريكا كذلك، تحطيم وتدمير « آلة الدولة الجاهزة » (التي أعدت في هذين البلدين خلال سنوات 1914-1917 لدرجة الكمال « الأوروبي »، الامبريالي العام).

ثانيا، تستحق انتباها خاصا ملاحظة ماركس العميقة منتهى العمق القائلة أن تحطيم آلة الدولة البيروقراطية والعسكرية هو « الشرط الأولي لكل ثورة شعبية حقا ». ويبدو مفهوم الثورة « الشعبية » هذا مستغربا على لسان ماركس. ويبدو أن بإمكان البليخانوفيين والمناشفة الروس، اتباع ستروفه هؤلاء الذين يريدون أن يُعتبروا ماركسيين، فقد شوهوا الماركسية تشويها ليبراليا حقيرا بحيث لم يعودوا يرون معه غير معارضة الثورة البرجوازية بالثورة البروليتارية، وهم فوق ذلك يفهمون هذا التعارض بجمود ما بعده جمود.

إذا ما أخذنا على سبيل المثل ثورات القرن العشرين فلا بد من الاعتراف طبعا بأن الثورتين البرتغالية والتركية هما على حد سواء ثورتان برجوازيتان. ولكن لم تكن لا هذه ولا تلك ثورة « شعبية » لأن جمهور الشعب، أكثريته الكبرى، لم تبرز بصورة ملحوظة، نشيطة ومستقلة، بمطالبها الخاصة الاقتصادية والسياسية لا في هذه الثورة ولا في تلك. وبالعكس فإن الثورة البرجوازية الروسية في سنوات 1905-1907، وإن كانت لم تصب من النجاحات « الباهرة » ما أصابته أحيانا الثورتان البرتغالية والتركية، قد كانت دون شك « شعبية حقا »، لأن جمهور الشعب، أكثريته، فئاته الاجتماعية « السفلى » البعيدة الغور والرازحة تحت وطأة الظلم والاستثمار، قد نهضت مستقلة وطبعت مجرى الثورة بأكمله بطابع مطالبها هي، بطابع محاولتها هي لأن تبني على طريقتها مجتمعا جديدا مكان المجتمع القديم الجاري هدمه.

في سنة 1871، لم تكن البروليتاريا تشكل أكثرية الشعب في أي بلد من بلدان القارة الأوروبية. لم تكن الثورة تستطيع أن تكون ثورة « شعبية » تجذب للحركة الأكثرية حقا، إلاّ إذا شملت البروليتاريا والفلاحين. فهاتان الطبقتان كانتا تؤلفان « الشعب » في ذلك الحين. ويوحد هاتين الطبقتين واقع أن « آلة الدولة البيروقراطية والعسكرية » تظلمهما، تضغط عليهما وتستثمرهما. وتحطيم هذه الآلة وكسرها هو مصلحة « الشعب » الحقيقية، مصلحة أكثريته، مصلحة العمال وأكثرية الفلاحين – هو « الشرط الأولي » للتحالف الحر بين فقراء الفلاحين والبروليتاريا؛ وبدون هذا التحالف لا تكون الديموقراطية وطيدة ولا يمكن التحول الاشتراكي.

ومن المعروف أن كومونة باريس كانت تشق طريقها إلى مثل هذا التحالف، وهي لم تبلغ الهدف بحكم جملة من أسباب ذات طابع داخلي وخارجي.

إذن، فعندما تكلم ماركس عن « الثورة الشعبية حقا »، راعى ببالغ الدقة النسبة الفعلية بين الطبقات في أكثرية دول القارة الأوروبية في سنة 1871، دون أن ينسى للحظة خصائص البرجوازية الصغيرة (الخصائص التي كثيرا ما تكلم عنها وأكثر عنها الكلام). وقد قرر، من الجهة الأخرى، أن « تحطيم » آلة الدولة نفرضه مصالح العمال ومصالح الفلاحين على السواء وأنه يوحدهم ويضع أمامهم واجبا مشتركا هو القضاء على « الطفيلي » والاستعاضة عنه بشيء ما جديد.

بأي شيء على وجه التحقيق ؟



2. بم يستعاض عن آلة الدولة المحطمة ؟

في سنة 1847، لم يعط ماركس في « البيان الشيوعي » عن هذا السؤال غير جواب مجرد جدا، أو بالأصح، أعطى جوابا يشير إلى المهام لا إلى طريق حلها. فقد كان جواي « البيان الشيوعي » هكذا: الاستعاضة عنها « بتنظيم البروليتاريا في طبقة سائدة »، « بالظفر بالديموقراطية ».

لم ينسق ماركس مع الخيال وانتظر من خبرة الحركة الجماهيرية أن تجيب على السؤال: ما هي الأشكال الملموسة التي سيتخذها تنظيم البروليتاريا بوصفها طبقة سائدة وبأية صورة سيقترن هذا التنظيم مع « بالظفر بالديموقراطية » الأتم والأكمل.

وفي كتاب « الحرب الأهلية في فرنسا » يحلل ماركس أدق التحليل خبرة الكومونة على ضآلة هذه الخبرة. فلنورد أهم الفقرات من هذا المؤلف:

في القرن التاسع عشر، تطورت « سلطة الدولة المتمركزة مع أجهزتها المنتشرة في كل مكان: الجيش النظامي والشرطة والبيروقراطية والاكليروس والفئة القضائية »، هذه السلطة المتحدرة من القرون الوسطى. ومع اشتداد التناحر الطبقي بين رأس المال والعمل، « كانت سلطة الدولة تتخذ أكثر فأكثر طابع سلطة عامة لظلم العمل، طابع أداة للسيطرة الطبقية. وبعد كل ثورة تشكل خطوة معينة إلى الأمام خطاها النضال الطبقي يتجلى طابع الاضطهاد المحض لسلطة الدولة على نحو أوضح فأوضح ». وبعد ثورة سنتي 1748-1849، غدت سلطة الدولة « آلة قومية لحرب الرأسمال ضد العمل ». وجاءت الإمبراطورية الثانية توطد ذلك.

« كانت الكومونة النقيض المباشر للإمبراطورية ». « فقد كانت شكلا معينا » « لجمهورية ينبغي لها أن تزيل لا الشكل الملكي للحكم الطبقي فحسب، بل أيضا الحكم الطبقي ذاته… »

بمَ على وجه التدقيق، ظهر هذا الشكل « المعين » للجمهورية البروليتارية، الاشتراكية ؟ وكيف كانت الدولة التي شرعت بتأسيسها ؟

« … كان أول مرسوم أصدرته الكومونة يقضي بإلغاء الجيش النظامي والاستعاضة عنه بالشعب المسلح… »

وهذا المطلب يرد الآن في برامج جميع الأحزاب التي تريد أن تدعي اشتراكية. ولكن تظهر قيمة برامجها بالشكل الأوضح من سلوك الاشتراكيين-الثوريين والمناشفة عندنا، إذ أنهم تخلوا في الواقع عن تنفيذ هذا المطلب عقب ثورة 17 فبراير بالذات !

« … لقد تشكلت الكومونة من نواب البلدية الذين تم انتخابهم عن طريق الاقتراع العام في مختلف دوائر باريس. كانوا مسؤولين وكان يمكن سحبهم في أي وقت كان. وكانت أكثريتهم، بطبيعة الحال، من العمال أو من ممثلي الطبقة العاملة المعترف بهم…

… والشرطة التي كانت حتى ذلك الحين أداة في يد الحكومة المركزية جردت في الحال من جميع وظائفها السياسية وحولت إلى هيئة للكومونة مسؤولة يمكن تبديلها في أي وقت كان… وهكذا كان الحال أيضا بالنسبة لموظفي سائر فروع الإدارة…ومن فوق إلى أسفل، ابتداء من أعضاء الكومونة كان يتعين أداء الخدمة العامة لقاء أجرة تساوي أجرة عامل. وقد أزيلت جميع الامتيازات وعلاوات التمثيل التي كان يتقاضاها كبار موظفي الدولة مع زوال هؤلاء الموظفين… وبعد أن زالت الكومونة الجيش النظامي والشرطة، وهما أداتا الحكم المادي في يد الحكومة القديمة، أخذت في الحال تكسر أداة الاستعباد الروحي، قوة الكهنة… وفقد الموظفون القضائيون استقلالهم الصوري… وأصبح من المترتب عليهم أن يُنتخبوا علنا وأن يكونوا مسؤولين وقابلين للسحب… ».

وهكذا يبدو أن الكومونة لم تستعيض عن آلة الدولة المحطمة « إلاّ » بديموقراطية أتم: القضاء على الجيش النظامي، مبدأ انتخاب وسحب جميع الموظفين. ولكن هذه الـ« الا » تعني في حقيقة الأمر تبديلا هائلا لنوع من مؤسسات بنوع آخر يختلف اختلافا مبدئيا. نحن هنا في الحقيقة أمام حالة من حالات « تحول الكمية إلى كيفية »: فالديموقراطية المطبقة بأتم وأوفى شكل يمكن تصوره عموما تتحول من ديموقراطية برجوازية إلى ديموقراطية بروليتارية، من دولة (= قوة خاصة لقمع طبقة معينة) إلى شيء ليس الدولة بمفهومها.

إن قمع البرجوازية ومقاومتها كان ما يزال أمرا ضروريا وكانت هذه الضرورة تفرض ذاتها على الكومونة بوجه خاص. فأحد أسباب انهزامها يتلخص في كونها لم تقم بذلك بالحزم المطلوب. ولكن هيئة القمع تغدو في هذه الحالة أغلبية السكان، لا الأقلية كما كان الحال على الدوام في عهد نظام العبودية وفي عهد نظام القنانة وفي عهد عبودية العمل المأجور. وبما أن أغلبية الشعب تمارس بنفسها قمع ظالميها فلا تبقى ثمة حاجة إلى « قوة خاصة » للقمع ! وبهذا المعنى تأخذ الدولة بالإضمحلال. وبدلا من المؤسسات الخاصة العائدة للقيام بذلك بصورة مباشرة؛ وبقدرما يتخذ القيام بوظائف سلطة الدولة طابعا شعبيا أشمل بمقدار ما تقل الحاجة إلى هذه السلطة.

إن التدبير الذي اتخذته الكومونة وأشار إليه ماركس هو رائع جدا بهذا الصدد: إلغاء كل علاوات التمثيل، إلغاء جميع امتيازات الموظفين في الدولة إلى مستوى « أجرة العامل ». وبهذا بالذات يتجلى بأوضح ما يكون الإنعطاف من الديموقراطية البرجوازية إلى الديموقراطية البروليتارية، من ديموقراطية الظالمين إلى ديموقراطية الطبقات المظلومة، من الدولة بوصفها « قوة خاصة » لقمع طبقة معينة إلى قمع الظالمين بمجموع قوة أغلبية الشعب: العمال والفلاحين. وهنا، في هذه النقطة بالذات من مسألة الدولة، التي هي الأبرز ولعلها الأهم بين جميع النقاط، بلغ نسيان دروس ماركس حده الأقصى ! لا ينبسون ببنت شفة عن هذا الأمر فيما ينشرونه من تعليقات مبسطة عديدة لا تحصى. فمن « المألوف » لزوم الصمت عن ذلك كما يلزم الصمت عن « سذاجة » عفا عليها الزمن مثلما « نسي » المسيحيون، عندما غدا دينهم دين الدولة، « سذاجات » مسيحية العهد الأول مع روحها الثورية الديموقراطية.

تخفيض رواتب كبار الموظفين في جهاز الدولة يبدو « مجرد » مطلب من مطالب ديموقراطية ساذجة، بدائية. إن أحد « مؤسسي » الانتهازية الحديثة، الإشتراكي-الديموقراطي سابقا، إد. برنشتين، قد لاك مرارا وكرر التهكمات البرجوازية الحقيرة على الديموقراطية « البدائية ». فهو كشأن جميع الانتهازيين وكشأن الكاوتسكيين الحاليين لم يفهم بتاتا، أولا، أن الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية يستحيل بدون « عودة » ما إلى الديموقراطية « البدائية » (وإلاّ كيف يمكن الانتقال إلى قيام أكثرية السكان والسكان عن آخرهم بوظائف الدولة ؟)، وثانيا، أن « الديموقراطية البدائية » على أساس الرأسمالية والحضارة الرأسمالية تختلف عن الديموقراطية البدائية في العهود البدائية أو عهود ما قبل الرأسمالية. فقد خلقت الحضارة الرأسمالية الإنتاج الضخم، والمعامل والسكك الحديدية والبريد والتلفون وما شاكل ذلك، وعلى هذا الأساس بلغت الأكثرية الكبرى من وظائف « سلطة الدولة » القديمة درجة من البساطة وغدا بالإمكان تحويلها إلى عمليات من التسجيل والتدوين والتثبيت على درجة من السهولة بحيث تصبح تماما في منال جميع الذين يحسنون القراءة والكتابة، بحيث يمكن تماما القيام بهذه الوظائف مقابل « أجرة عامل » المعتادة، ويمكن ويجب تجريد هذه الوظائف من أي ظل لطابع امتياز و« ترؤس ».

انتخاب جميع الموظفين دون استثناء وإمكانية سحبهم في كل لحظة وإنقاص رواتبهم حتى « أجرة العامل » المعتادة، هذه التدابير الديموقراطية البسيطة و« البديهية » التي توحد تماما مصالح العمال وأكثرية الفلاحين هي في الوقت نفسه جسر الإنتقال من لرأسمالية إلى الإشتراكية. وهذه التدابير تتعلق بإعادة تنظيم الدولة، بإعادة تنظيم المجتمع من الناحية السياسية الصرف ولكنها لا تكسب بطبيعة الحال كل مغزاها وأهميتها إلاّ في حالة تحقيق أو تحضير « مصادرة ملكية مغتصبي الملكية »، أي تحويل الملكية الخاصة الرأسمالية لوسائل الإنتاج إلى ملكية إجتماعية.

وقد كتب ماركس:

« لقد جعلت الكومونة من ذلك الشعار الذي نادت به جميع الثورات البرجوازية – الحكومة القليلة النفقات – حقيقة، وذلك بإلغاء أكبر بابين من أبواب النفقات: الجيش النظامي وسلك الموظفين ».

ليس غير نفر ضئيل من الفلاحين والفئات البرجوازية الصغيرة الأخرى يستطيع أن « يترقى » و« يصبح من الناس المحترمين » بالمعنى البرجوازي للكلمة، أي أن يصبح أمّا من الميسورين، البرجوازيين، وأمّا من الموظفين الميسورين المميزين. أمّا الأكثرية الكبرى من الفلاحين في أي بلد رأسمالي يوجد فيه الفلاحون (ومثل هذه البلدان الرأسمالية هي الأكثرية) فهي تلاقي الظلم من الحكومة وهي متعطشة إلى إسقاطها، متعطشة إلى حكومة « رخيصة ». ولا يستطيع تحقيق ذلك غير البروليتاريا، وهي بتحقيقها لذلك تخطو في الوقت نفسه خطوة نحو إعادة تنظيم الدولة على أساس الاشتراكي.



3. إلغاء البرلمانية

لقد كتب ماركس: « وكان يراد بالكومونة أن تكون لا هيئة برلمانية، بل هيئة عاملة تتمتع بالسلطتين التشريعية والتنفيذية في الوقت عينه…

…وبدلا من البت مرة كل ثلاث سنوات أو ست في مسألة معرفة أي عضو من الطبقة المسيطرة يجب أن يمثل ويقمع (ver-und zertreten) الشعب في البرلمان، كان يجب على حق الانتخاب العام، بدلا من ذلك، أن يخدم الشعب، المنظم في الكومونة قصد البحث لمؤسسته عن عمال ومراقبين ومحاسبين، كما يخدم حق الانتخاب الفردي لهذا الغرض أياً كان من أرباب العمل ».

إن هذا النقد الرائع للبرلمانية، المكتوب في سنة 1871، قد غدا الآن هو الآخر، بفضل سيطرة الاشتراكية-الشوفينية والانتهازية، وفي عداد « الكلمات المنسية » من الماركسية. أن الوزراء والبرلمانيين، وعلى هذا الأساس المعقول لحد خارق نعتوا « بالفوضوية »كل انتقاد للبرلمانية ! ! فلا غرو إذا كانت بروليتاريا البلدان البرلمانية « الطليعية » تشمئز من رؤية « الاشتراكيين » من أمثال شيدمان ودافيد وليغين وسامبا ورينوديل وهندرسون وفانرفيلده وستاونينغ وبرانتينغ وبيسولاتي وأضرابهم وشركاهم وتميل أكثر فأكثر بعواطفها إلى السينديكالية الفوضوية، رغم أن هذه كانت شقيقة الانتهازية.

بيد أن الدياليكتيك الثوري لم يكن قط في نظر ماركس عبارة فارغة، على الموضة، لم يكن مسبحة للطقطقة كما صيّره بليخانوف وكاوتسكي وأضرابهما. فكان ماركس يحسن القطيعة مع الفوضوية دونما إشفاق لعجزها عن الإستفادة حتى من « حظيرة » البرلمانية البرجوازية ولا سيما حينما يكون من البين عدم وجود وضع ثوري، ولكنه في الوقت نفسه قد أحسن كذلك انتقاد البرلمانية انتقادا بروليتاريا ثوريا حقا.

البت مرة كل عدة سنوات في مسألة معرفة أي عضو من الطبقة السائدة سيقوم بقمع الشعب في البرلمان، – هذا هو الجوهر الحقيقي للبرلمانية البرجوازية، ليس فقط في المَلكيات البرلمانية الدستورية، بل كذلك في الجمهوريات الأوسع ديموقراطية.

ولكن إذا ما طرحت مسألة الدولة، وإذا ما نظر المرء إلى البرلمانية على أنها مؤسسة من مؤسسات الدولة، من وجهة نظر مهام البروليتاريا في هذا الحقل، فأين المخرج من البرلمانية ؟ وكيف يمكن الاستغناء عنها ؟

لا بد لنا من أن نقول وأن نكرر القول: أن دروس ماركس القائمة على دراسة الكومونة قد نسيت لحد جعل « الاشتراكي-الديموقراطي » الحالي (اقرأ: خائن الاشتراكي الحالي) لا يفهم بتاتا أي انتقاد للبرلمانية غير الانتقاد الفوضوي أو الرجعي.

المخرج من البرلمانية ليس بطبيعة الحال في إلغاء المؤسسات التمثيلية والمبدأ الانتخابي، بل في تحويل المؤسسات التمثيلية من ندوات للثرثرة إلى مؤسسات « عاملة ». « كان يراد بالكومونة أن تكون لا هيئة برلمانية، بل هيئة تتمتع بالسلطتين التشريعية والتنفيذية في الوقت عينه ».

مؤسسة « غير برلمانية، بل مؤسسة عاملة ». ‘ن هذا القول قد فقأ عيون البرلمانيين المعاصرين و« كلاب الصالونات » البرلمانية للاشتراكية-الديموقراطية بالذات ! امعنوا النظر في أي بلد برلماني من أمريكا حتى سويسرا ومن فرنسا حتى انجلترا والنروج وغيرها، تروا أن عمل « الدولة » الحقيقي يجري وراء الكواليس وتنفذه الدواويني والمكاتب وهيئات الأركان. ففي البرلمانات يكتفون بالهذر بقصد معين هو خداع « العامة ». وهذا صحيح لدرجة أن جميع سوآت البرلمانية هذه قد برزت حالا حتى في الجمهورية الروسية، وهي جمهورية برجوازية ديموقراطية، قبل أن يتسنى لها تكوين برلمان حقيقي. فأبطال البرجوازية الصغيرة المتعفنة من أضراب سكوبيليف وتسيريتيلي وتشيرنوف وأفكسنتييف قد استطاعوا تقبيح السوفييتات أيضا على نمط البرلمانية البرجوازية وذلك بجعلها ندوات للهذر الفارغ. إن السادة الوزراء « الاشتراكيين » يخدعون في السوفييتات الفلاحين السريعي التصديق بطنين عباراتهم وقراراتهم. وفي الحكومة تتغير المشاهد دون انقطاع، من جهة، ليجلس بالتناوب على « مائدة » المقاعد المدرارة والمشرفة أكبر عدد ممكن من الاشتراكيين-الثوريين والمناشفة، ومن الجهة الأخرى، بقصد « تحويل أنظار » الشعب. أمّا في الدواوين وفي مقرات الأركان « فينهمكون » في أعمال « الدولة » !

لأمد قريب كتبت جريدة « ديلو نارودا »، لسان حال حزب « الاشتراكيين-الثوريين » الحاكم، معترفة في مقال افتتاحي لهيئة التحرير – معترفة بقحة أعضاء « البيئة الطيبة » التي يتعاطى فيها « الجميع » الدعارة السياسية – بأن جهاز الموظفين بأكمله ظل في الجوهر ودونما تغيير حتى في الوزارات العائدة « للاشتراكيين » (ولا مؤاخذة على هذا التعبير !) وبأنه يعمل على النمط القديم ويعرقل « بكل حرية » المبادرات الثورية ! وعلى فرض أن هذا للاعتراف لم يوجد، أفلا يبرهن على ذلك واقع اشتراك الاشتراكيين-الثوريين والمناشفة الفعلي في الحكومة ؟ والبعيد الدلالة هنا واقع وحيد، هو أن السادة تشيرنوف وروسانوف وزينزينوف وأضرابهم من محرري « ديلو نارودا » الموجودين بجمعية الديموقراطيين الدستوريين (الكاديت) في الوزارة قد فقدوا الحياء لحد غدوا معه لا يستحون من أن يعلنوا إلى الملأ دون أن تعلو وجوههم حمرة الخجل كأنما يعلنون أمرا تافها، إن كل شيء يجري على النمط القديم « عندهم » في الوزارات ! ! العبادة الديموقراطية الثورية لخداع سذج الأرياف، ومماطلات الدواوين البيروقراطية « لإرضاء » الرأسماليين – هذا هو فحوى الإئتلاف « الشريف ».

لقد استعاضت الكومونة عن برلمانية المجتمع البرجوازي المرتشية والمتعفنة بمؤسسات لا تنحط فيها حرية الرأي والبحث إلى خداع، لأنه يتوجب على البرلمانيين أن يعملوا هم أنفسهم، أن ينفذوا قوانينهم بأنفسهم، أن يتحققوا بأنفسهم من نتائجها العملية، أن يقدموا الحساب مباشرة لناخبيهم. تبقى المؤسسات التمثيلية، ولكن البرلمانية باعتبارها نظاما خاصا، باعتبارها فصلا للعمل التشريعي عن التنفيذي، باعتبارها وضعا ممتازا للنواب، تنعدم هنا. لا يمكننا أن نتصور الديموقراطية، وحتى الديموقراطية البروليتارية، بدون مؤسسات تمثيلية؛ ولكن يمكننا ومن واجبنا أن نتصورها بدون البرلمانية إذا لم يكن انتقاد المجتمع البرجوازي في نظرنا مجرد عبارات فارغة، وإذا كان طموحنا إلى إسقاط سيطرة البرجوازية صادقا وجديا، لا عبارة « انتخابية » لتصيد أصوات العمال كما هو حال المناشفة والاشتراكيين-الثوريين، كما هو حال شيدمان وليغين وسامبا وفانرفيلده، ومن لف لفهم.

والبليغ أبلغ الدلالة أن ماركس، عندما تكلم عن وظائف أولئك الموظفين الذين تحتاج إليهم الكومونة وكذلك الديموقراطية البروليتارية، أخذ للمقارنة المستخدمين عند « أي كان من أرباب العمل »، أي معملا رأسماليا معتادا بما فيه من « عمال ومراقبين ومحاسبين ».

إن ماركس براء كليا من الطوباوية، بمعنى أنه لا يختلق، لا يتخيل مجتمعا « جديدا ». كلا. يدرس، كما يدرس مجرى التاريخ الطبيعي، ولادة المجتمع الجديد من القديم وأشكال الانتقال من هذا إلى ذاك. وهو يأخذ الخبرة العملية للحركة البروليتارية الجماهيرية، ويسعى ليستخلص منها الدروس العملية. وهو « يتعلم » من الكومونة على غرار جميع المفكرين الثوريين العظام الذين لم يتهيبوا التعلم من خبرة الحركات الكبرى التي قامت بها الطبقة المظلومة ولم يلقوا عليها « المواعظ » بعجرفة المتزاهي بعمله (على غرار موعظة بليخانوف: « ما كان ينبغي حمل السلاح » أو موعظة تسيرتيلي: « من واجب الطبقة أن تلزم حدها »).

لا يمكن أن تطرح مسألة القضاء على الدواوينية دفعة واحدة، وفي كل مكان وبصورة تامة. إن هذا من الطوباويات. ولكن تكسير الآلة الدواوينية القديمة دفعة واحدة والشروع دونما إبطاء ببناء آلة جديدة تمكن من القضاء بصورة تدريجية على واجب البروليتاريا الثورية المباشر.

تبسط الرأسمالية وظائف إدارة « الدولة »، وهي تمكن من حصر الأمر كله في منظمة البروليتاريين (بوصفهم الطبقة السائدة)، التي تستأجر باسم المجتمع كله « العمال والمراقبين والمحاسبين ».

نحن لسنا طوبويين. نحن لا « نحلم » بالاستغناء دفعة واحدة عن كل إدارة، عم كل خضوع. فهذه الأحلام الفوضوية الناشئة عن عدم فهم مهام ديكتاتورية البروليتاريا هي غريبة تماما عن الماركسية ولا تفعل في الواقع غير تأجيل الثورة الاشتراكية إلى أن يصبح الناس غير ما هم عليه. لا. نحن نريد الثورة الاشتراكية مع الناس على ما هم عليه اليوم، مع هؤلاء الناس الذين لا يستطيعون الاستغناء عن الخضوع، عن المراقبة، عن « المراقبين والمحاسبين ».

ولكن ينبغي الخضوع للطليعة المسلحة، لطليعة جميع المستثثمَرين وجميع الشغيلة، للبروليتاريا. يمكن وينبغي أن يشرع على الفور، بين عشية وضحاها، بالاستعاضة عن « ترؤس » موظفي الدولة المتميز بوظائف « المراقبين والمحاسبين » البسيطة، بوظائف هي منذ اليوم كليا في مستوى تطور سكان المدن بوجه عام ويمكن القيام بها تماما مقابل « أجرة عامل ».

سننظم الإنتاج الكبير انطلاقا مما أنشأته الرأسمالية وسنقوم نحن العمال بأنفسنا، مستندين إلى خبرتنا العمالية وواضعين انضباطا صارما جدا، انضباطا حديديا تدعمه سلطة الدولة للعمال المسلحين، بحصر دور موظفي الدولة في دور مجرد منفذين لما تكلفهم به، في دور « مراقبين ومحاسبين » (طبعا، مع التكنيكيين من جميع الأصناف والأنواع والدرجات) يتحملون المسؤولية ويمكن سحبهم ويتقاضون رواتب متواضعة. هذه هي مهمتنا البروليتارية، هذا ما يمكن وما يجب أن نبدأ به عند القيام بالثورة البروليتارية. وهذه البداية القائمة على الإنتاج الضخم تؤدي بطبيعة الحال إلى « اضمحلال » الدواوينية كلها بصورة تدريجية، تؤدي بصورة تدريجية إلى نشوء نظام – نظام بدون معترضتين، نظام لا يشبه عبودية العمل المأجور – يجري فيه تحقيق وظائف المراقبة والمحاسبة التي تغدو أبسط فأبسط من قبل الجميع بالتناوب ثم تغدو هذه الوظائف عادة لتزول في النهاية باعتبارها وظائف خاصة تقوم بها فئة خاصة من الناس.

إن أحد الاشتراكيين-الديموقراطيين الألمان الأذكياء من تسعينات القرن الماضي قد نعث دائرة البريد بنموذج للمشروع الاشتراكي. وهذا صحيح كل الصحة. فالبريد هو الآن منظم على طراز احتكار رأسمالية الدولة. والإمبريالية تحول بالتدريج جميع التروستات إلى مشاريع من هذا الطراز. فالشغيلة « البسطاء » الغارقون في العمل حتى الآذان والجياع تتربع فوقهم فيها البيروقراطية البرجوازية عينها. ولكن آلية الإدارة الاجتماعية هي في هذه المشاريع جاهزة. فما أن يسقط الرأسماليون وتحطم يد العمال المسلحين الحديدية مقاومة هؤلاء المستثمِرين وتكسر الآلة البيروقراطية للدولة الراهنة حتى نرى أمامنا آلة محررة من « الطفيلي » ومجهزة أحسن تجهيز من الناحية التكنيكية يستطيع العمال المتحدون أنفسهم تشغيلها على خير وجه باستئجار الخبراء الفنيين والمراقبين والمحاسبين مكافئينهم على عملهم جميعهم شأنهم شأن جميع موظفي « الدولة » على العموم بأجرة عامل. هذه هي المهمة العملية الملموسة الممكنة التحقيق على الفور حيال جميع التروستات، المهمة التي تخلص الشغيلة من الاستثمار وتأخذ بعين الاعتبار التجربة التي قد بدأتها الكومونة عمليا (ولا سيما في حقل بناء الدولة).

تنظيم الاقتصاد الوطني برمته على نمط البريد على أن لا تزيد رواتب الخبراء الفنيين والمراقبين المحاسبين، شأنهم شأن جميع الموظفين، على « أجرة العامل »، وذلك تحت رقابة وقيادة البروليتاريا المسلحة، -هذا هو هدفنا المباشر. هذه هي الدولة التي نحتاج إليها. وهذا هو الأساس الاقتصادي الذي ينبغي أن تقوم عليه. وهذا ما سيسفر عنه القضاء على البرلمانية والحفاظ على المؤسسات التمثيلية. وهذا ما سيخلص الطبقات الكادحة من تعهير هذه المؤسسات من قبل البرجوازية.



4. تنظيم وحدة الأمة

« …وقد ورد بوضوح تام في موجز التنظيم القومي الذي لم يتوفر للكومونة الوقت لوضعه بتفصيل أكبر، إن الكومونة يجب أن … تصير الشكل السياسي حتى لأصغر قرية » …والكومونة هي التي كان عليها أن تنتخب « منتدبي الأمة » في باريس.

« …والوظائف القليلة، ولكنها الهامة جدا، التي كانت ستظل في يد الحكومة المركزية لم تكن لتلغى، – ومثل هذا الزعم كان تزويرا عن عمد – بل كان يجب نقلها إلى موظفي الكومونة، أي إلى موظفين ذوي مسؤولية محددة تحديدا دقيقا…

… ووحدة الأمة لم تكن لتفصم، بل بالعكس كانت ستنظم عن طرق البناء الكوموني. وكان لوحدة الأمة أن تصبح حقيقة واقعة بالقضاء على سلطة الدولة التي كانت تدعي بأنها تجسيد لتلك الوحدة، ولكنها كانت ترغب في أن تكون مستقلة عن الأمة، مستعلية عليها. أمّا في الواقع، فلم تكن سلطة الدولة هذه إلاّ بمثابة الزائدة الطفيلية على جسم الأمة … وكانت المهمة هي بتر أجهزة الاضطهاد البحتة التابعة للسلطة الحكومية القديمة، وانتزاع الوظائف المعتادة من سلطة تطمع بأن تكون فوق المجتمع وتسليمها إلى خدم المجتمع المسؤولين ».

إن كتاب المرتد برنشتين « ممهدات الاشتراكية ومهام الاشتراكية-الديموقراطية » الذي ذاع صيته على نمط هيراسترات يظهر لنا على الوجه الأوضح لأي مدى لم يفهم الانتهازيون في الاشتراكية-الديموقراطية المعاصرة – وقد يصح القول: لم يرغبوا في أن يفهموا –  محاكمات ماركس هذه بالذات إن هذا البرنامج « من حيث مضمونه السياسي يشبه في جميع سماته الجوهرية شبها كبيرا جدا اتحادية برودون … ورغم كل الاختلافات بين ماركس و« البرجوازي الصغير » برودون (يضع برنشتين كلمتي « برجوازي صغير » بين قوسين مزدوجين ينبغي لهما حسب رأيه أن يضفيا على التعبير شيئا من النكهة) فإن مجرى التفكير عندهما في هذه النقاط متقارب لأقصى حد ». وما من شك – يتابع برنشتين – في أن أهمية المجالس البلدية في ازدياد، ولكن « يبدو لي من المشكوك فيه أن يكون واجب الديموقراطية الأول إلغاء (Auflosung حرفيا: حل) الدول الحديثة وتغيير (Umwandlung: قلب) تنظيمها تغييرا تاما كما يتصور ماركس وبرودون، أي تشكيل مجلس الأمة من مندوبين عن مجالس الأقاليم أو المحافظات التي تتألف بدورها من مندوبين عن الكومونات، بحيث يزول بصورة تامة شكل التمثيل الوطني السابق بأكمله » (برنشتين، « ممهدات »، ص 134 و136، الطبعة الألمانية، سنة 1899).

إنه لمن منتهى الفظاعة أن يخلط المرء نظرات ماركس بصدد « القضاء على سلطة الدولة، على الطفيلي » مع اتحاد برودون ! ولكن ليس من باب الصدفة، لأنه لا يمكن حتى أن يخطر ببال الانتهازي أن ماركس لا يتكلم هنا البتة عن الاتحادية باعتبارها نقيض المركزية، بل عن تحطيم آلة الدولة القديمة، البرجوازية، الموجودة في جميع البلدان البرجوازية.

لا يخطر ببال الانتهازي إلاّ ما يراه من حوله من بيئة التافهين صغار البرجوازيين والركود « الإصلاحي »، أي يضطر بباله مجرد « المجالس البلدية » ! أما ثورة البروليتاريا فقد أضاع الانتهازي حتى المقدرة على التفكير بها.

إن هذا مضحك. ولكن البليغ الدلالة أن أحدا لم يجادل برنشتين حول هذه النقطة. فقد دحضه كثيرون ولاسيما بليخانوف في الأدب الروسي وكاوتسكي في الأدب الأوروبي، ولكن لم يتحدث لا هذا ولا ذاك عن هذا التشويه لماركس من جانب برنشتين.

لقد أضاع الانتهازي مقدرته على التفكير الثوري والتفكير بالثورة إلى حد أنه ينسب إلى ماركس « الاتحادية » ويخلط بينه وبين مؤسس الفوضوية برودون. أمّا كاوتسكي وبليخانوف الراغبان في أن يكونا من الماركسيين الأرثوذكس وفي الذود عن تعاليم الماركسية الثورية فيصمتان عن ذلك ! وهنا يكمن جذر من جذور الإبتذال المفرط للآراء بصدد الفرق بين الماركسية والفوضوية، ذلك الابتذال الذي يلازم الكاوتسكيين والانتهازيين على حد سواء والذي سنتحدث عنه فيما بعد.

لا يوجد للاتحادية أثر فيما أوردناه من محاكمات ماركس عن خبرة الكومونة. يلتقي ماركس وبرودون بالضبط فيما لا يراه الانتهازي برنشتين. ويفترق ماركس وبرودون بالضبط فيما يراه برنشتين وجه الشبه.

يلتقي ماركس وبرودون في كون الاثنين يناديان بـ« تحطيم » آلة الدولة الحديثة. وهذا الشبه بين الماركسية والفوضوية (برودون وباكونين على حد سواء) لا يريد أن يراه الانتهازيون ولا الكاوتسكيون لأنهم حادوا عن الماركسية في هذه النقطة.

ويفترق ماركس عن برودون وكذلك عن باكونين في مسألة الاتحادية على وجه التحقيق (فضلا عن ديكتاتورية البروليتاريا). الاتحادية تنبثق مبدئيا عن النظرات البرجوازية الصغيرة للفوضوية. إن ماركس من القائلين بالمركزية. وفيما أوردناه من محاكماته لا يوجد أي تراجع عن المركزية. فقط الناس الذين حشيت رؤوسهم حشوا « بالإيمان الخرافي الأعمى » البرجوازي الصغير بالدولة يستطيعون أن يروا في القضاء على آلة الدولة البرجوازية قضاء على المركزية !

ولكن إذا ما أخذ البروليتاريون وفقراء الفلاحين بأيديهم سلطة الدولة وإذا تنظموا بملء الحرية في كومونة ووحدوا عمل جميع الكومونات في ضربات يوجهونها ضد الرأسمال، في تحطيم مقاومة الرأسماليين، في نقل الملكية الخاصة للسكك الحديدية والمصانع والأرض وغيرها إلى الأمة بأسرها، إلى المجتمع بأسره، أفلا يكون ذلك من المركزية ؟ أليس ذلك بالمركزية الديموقراطية المستقيمة أشد الاستقامة ؟ بله المركزية البروليتارية ؟

لا يمكن البتة أن يخطر لبرنشتين ببال احتمال مركزية طوعية، توحيد طوعي للكومونات في أمة، تلاحم طوعي للكومونات البروليتارية في أمر تحطيم السيادة البرجوازية وآلة الدولة البرجوازية. فبرنشتين، شأنه شأن جميع ذوي الذهنية البرجوازية الصغيرة، يتصور المركزية بمثابة شيء لا يمكن فرضه والإبقاء عليه إلاّ من أعلى، وعن طريق دواوين الموظفين والطغمة العسكرية.

لقد أشار ماركس عمدا، وكأنه توقع إمكانية تشويه نظراته، إلى أن اتهام الكومونة بالرغبة في القضاء على وحدة الأمة وفي إلغاء السلطة المركزية هو من التزوير المتعمد. وقد تقصد ماركس استعمال تعبير « تنظيم وحدة الأمة » لكيما يعارض المركزية البرجوازية والعسكرية البيروقراطية بالمركزية البروليتارية الواعية والديموقراطية.

ولكن… قد استمعت لو ناديت حيا. والحال، أن الانتهازيين في الاشتراكية-الديموقراطية الحديثة لا يريدون بتاتا أن يسمعوا بالقضاء على سلطة الدولة، ببتر الطفيلي.



5. القضاء على الطفيلي، على الدولة

لقد أوردنا أقوال ماركس المناسبة وعلينا أن نردفها بأقوال أخرى له.

لقد كتب ماركس:

« … إن النصيب المعتاد للابداع التاريخي الجديد أنه يعتبر صنوا لأشكال قديمة أو حتى لأشكال بائدة للحياة الاجتماعية تشبهها مؤسسات جديدة بعض الشبه. وهكذا، أن هذه الكومونة الجديدة التي تحطم (bricht-تكسر) سلطة الدولة الحديثة اعتبرت بمثابة بعث لكومونات العصور الوسطى… بمثابة اتحاد للدول الصغيرة (مونتيسكيو، الجيرونديون)،… بمثابة شكل مضخم للكفاح القديم ضد التمركز المفرط…

… إن التنظيم الكوموني كان سيعيد إلى الجسم الإجتماعي جميع القوى التي ابتلعتها حتى ذلك الحين « الدولة »، تلك الزائدة الطفيلية التي تقتات على حساب المجتمع وتعيق تقدمه الحر. وهذا وحده كان يكفي لأن يتقدم بعث فرنسا…

…أن التنظيم الكوموني كان سيضع المنتجين الريفيين تحت القيادة الروحية للمدن الرئيسية في كل منطقة ويؤمن لهم هناك، في شخص عمال المدن، الممثلين الطبيعيين لمصالحهم. إن وجود الكومونة انطوى في حد ذاته، وكشيء بديهي، على الإدارة الذاتية المحلية، ولكن ليس كنقيض لسلطة الدولة التي تغدو منذ الآن زائدة ».

« القضاء على سلطة الدولة » التي كانت « زائدة طفيلية »، « بتر »ها، « تحطيم »ها؛ « سلطة الدولة تغدو منذ الآن زائدة » – بهذه التعابير تكلم ماركس عن الدولة في تقديره وتحليله لخبرة الكومونة.

كتب كل ذلك منذ نصف قرن تقريبا ويتأتي الآن أن نقوم بما يشبه الحفريات لنوصل إلى إدراك الجماهير الغفيرة تعاليم الماركسية غير مشوهة. فعندما حل عهد الثورات البروليتارية الكبرى الجديدة، في هذا العهد بالضبط نسوا الاستنتاجات التي خلص إليها ماركس من تتبع آخر ثورة كبرى حدثت في حياته.

« …إن تعدد الشروح التي استتبعتها الكومونة وتعدد المصالح التي وجدت فيها تعبيرا عنها يثبتان أنها كانت شكلا سياسيا مرنا للغاية، بينما كانت جميع الأشكال السابقة للحكومة أشكالا للإضطهاد من حيث جوهرها. وكان سر الكومونة الحقيقي هو هذا: كانت، من حيث الجوهر، حكومة الطبقة العاملة، كانت نتاج كفاح طبقة منتجين ضد طبقة المستأثرين، كانت الشكل السياسي الذي اكتشف أخيرا والذي كان يمكن في ظله أن يتحقق التحرر الاقتصادي للعمل…

ولولا هذا الشرط الأخير لكان التنظيم الكوموني أمرا مستحيلا ولكان غشا… »

لقدانصرف الطوباويون إلى « اكتشاف » الأشكال السياسية التي ينبغي أن تحدث في ظلها إعادة تنظيم المجتمع على أساس الاشتراكية. وقد أشاح الفوضويون بوجوههم عن مسألة الأشكال السياسية بوجه عام. وقبل الانتهازيون في الاشتراكية-الديموقراطية البرلمانية كحد لا يمكن تخطيه وعفروا جباههم في الركوع والسجود أمام هذا « المعبود » وأعلنوا من الفوضوية كل نزعة إلى تحطيم هذه الأشكال.

لقد استخلص ماركس من كامل تاريخ الاشتراكية والنضال السياسي أنه لا بد للدولة أن تزول وأن الشكل الإنتقالي لزوالها (الانتقال من الدولة إلى اللادولة) سيكون « البروليتاريا المنظمة في طبقة سائدة ». ولكن ماركس لم يأخذ على عاتقه اكتشاف الأشكال لهذا المستقبل. لقد اقتصر على تتبع التاريخ الفرنسي بصورة دقيقة، على تحليله وعلى استخلاص الاستنتاج الذي قادت إليه سنة 1851: تقترب الأمور من تحطيم آلة الدولة البرجوازية.

وعندما اندلعت حركة البروليتاريا الثورية الجماهيرية أخذ ماركس، رغم إخفاق هذه الحركة، رغم قصرها، رغم ضعفها البين، في دراسة ما اكتشفته من أشكال.

الكومونة هي الشكل الذي « اكتشفته أخيرا » الثورة البروليتارية والذي يمكن في ظله أن يتحقق التحرر الاقتصادي للعمل.

الكومونة هي أول محاولة تقوم بها الثورة البروليتارية لتحطيم آلة الدولة البرجوازية والشكل السياسي الذي « أُكتشف أخيرا » والذي يمكن ويجب أن يستعاض به عن المحطَّم.

وسنرى فيما يأتي من البحث أن الثوريين الروسيين في سنتي 1905 و1917 تابعتا قضية الكومونة في حالة أخرى وفي ظروف أخرى وأنها تثبتان تحليل ماركس التاريخي العبقري.

الإضرابات العشوائية لا تجلب إلا الإستنكار و التنديد


الإضرابات العشوائية لا تجلب إلا الإستنكار و التنديد





من يتحمل مسؤولية الاف التونسيين من شيوخ و نساء حوامل و أطفال و مرضى و أناس يسكنون مسافات كبيرة عن مراكز عملهم كل هؤلاء و غيرهم من اللذين وجدوا انفسهم في الشوارع بدون وسائل نقل...تعيدهم الى بيوتهم؟؟؟؟؟؟مع تشمت أصحاب التاكسيات و النقل الجماعي فهل من رادع لهذه السلوكات المتخلفة لآن الإضرابات العشوائية لا تجلب إلا الإستنكار و التنديد و الرفض

dimanche 11 janvier 2015

زارعي الإرهاب في العالم في مسيرة ضدّ أنفسهم



  زارعي الإرهاب في العالم في مسيرة ضدّ أنفسهم 





هل بخروج هولاند الذي سلح جبهة النصرة ؟

و بخروج نتانيهو صاحب المجازر الفلسطينية ؟

و بخرروج بارنار ليفي هانري زارع الارهاب في كل مكان ؟

و بخروج حكام الخليج الارهابيين في باريس سنقضي على الارهاب ...؟؟! 

كل هذه الجوقة بالنسبة لي مهزلة ...يتظاهرون ضد من ؟ ضد ماذا ؟ 

ضد انفسهم و ضد سياسياتهم الاستعمارية و المهيمنة علينا لمحقنا و الداعمة للارهاب و للارهابيين ؟! 

المطلوب منهم اخذ القرارات فهم الحكام و ليس التظاهر ! 

ليتركوا التظاهر لنا لنحتج على قراراتهم الفاشلة ؟ 

هولند يخرج مع امراء السعودية الذين يجلدون رئيف بدوي أمام الجامع لانه مدون حر ادان وجود المليشيات الدينية في بلاده .

Mariem Tangour

علاش النهضة عيّنت عبد الكريم العبيدي متاع الأمن الموازي في المطار بالتحديد ؟


علاش النهضة عيّنت عبد الكريم العبيدي متاع الأمن الموازي في المطار بالتحديد ؟


تذكير : لعريض خصّّص مدرسة سيدي سعد لتدريب 


الحرس الاسلامي السرّي



برشا عباد يتساءلوا علاش النهضة عيّنت عبد الكريم العبيدي متاع الأمن الموازي في المطار بالتحديد .........

ساهلة ياسر ......... 

شوفوا عدد التوانسة اللي سافروا لسوريا ..... 

شوفوا قدّاش من شيخ تكفيري دخل يعلّم فينا في الإسلام .........

وشوفوا قدّاش من واحد دخل يعمل في الرياضة في الشعانبي يتدرّب ويدرّب ............

شوفو قدّاش من واحد دخل يفركس مع الجماعة في الكنوز والآثار ...... 

و الله أعلم عاد على عبد الحكيم بالحاج قدّاش دخل وخرج من مرة و عمل قهوة مع أصحابو وروّح ............. ولا من شاف ولا من رى .

تمّام لعبيدي Tammem Labidi     



من شارلي هبدو الى الامن الموازي في تونس:نهضة إرهاب و إغتيالات



من شارلي هبدو الى الامن الموازي في تونس: اي خيط رابط؟ الاخوان كواشي ينتمون الى خلية ارهابية تعرف باسم butte chaumont. انتمى الى هذه الخلية أبو بكر الحكيم وعديد الصور تثبت ذلك وعلاقته بالاخوبن كواشي. ابو بكر الحكيم المتهم بقتل محمد البراهمي استعمل سيارة عبد الكريم العبيدي في تنقلاته وهو اطار من الداخلية(راجع الصباح). عبد الكريم العبيدي تم تعيينه زمن الترويكا النهضوية في سلك حماية الطائرات وتم إيقافه منذ يومين وسجنه في علاقة باغتيال البراهمي. هو متهم بأنه مهندس الأمن الموازي.. ولكم سديد النظر..
‫#‏امن_موازي‬
(عادل اللطيفي)  

Arab news


Des Français viennent s'entrainer avec des jihadistes tunisiens

هل زارا تونس منفذا العملية الإرهابية في فرنسا سنة 2013 بغطاء من المدعو عبد الكريم العبيدي آمر فرقة أمن الطائرات ؟ وإذا تمت الزيارة فعلا فما هي علاقتها بتصريحات المرحوم فوزي بن مراد الذي تحدث في ندوة صحفية إثر إغتيال شكري بلعيد عن زيارة شخصين يشتبه انهما من الجزائر إلى تونس ثم غادرا البلاد ؟ مع العلم أن منفذا العملية هما فرنسيان من أصول جزائرية                           

وليد زروق : "لدي معلومات خطيرة بخصوص الامن الموازي ...ويجب تحجير السفر على علي العريض" !
السبت, 10 جانفي 2015 



تونس/ الاخبارية / اخبار وطنية / رصد 

وجه النقابي الامني وليد زروق رسالة عاجلة الى النيابة العمومية العسكرية من خلال صفحته الرسمية هذا نهصا :

"دعوة الى السيد ممثل النيابة العمومية العسكرية لاستدعائي مع ثلة من النقابيين الأمنيين اذكر منهم عصام الدردوري والصحبي الجويني لفتح بحث حول جهاز أمن موازي قائم الذات داخل مؤسستنا الأمنية ساهم في توفير الحماية واللوجيستيك لعصابات ارهابية اغتالت شخصيات وطنية واغتالت حماة الوطن من مؤسستنا الأمنية والعسكرية والتعجيل بتحجير السفر عن كل من الآتي ذكرهم : علي العريض = الطاهر بوبحري = فتحي البلدي = محرز الزواري = محمد اللجمي = الحبيب السبوعي مدير عام السجون والاصلاح السابق وحاليا بتفقدية وزارة الداخلية = صلاح الوسلاتي مدير المواصلات واللاسلكية =مصطفى بن عمر = فتحي بوصيدة = سمير التومي = عبد العزيز الحبيبي وكل من يكشف عنه البحث في التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي والخيانة العظمى للوطن ."   

vendredi 9 janvier 2015

نقابة الأمن الجمهوري هي من كشفت الأمن الموازي


نقابة الأمن الجمهوري هي من كشفت الأمن الموازي



عصام الدردوري

تفاعلا مع ما بثّته قناة نسمة حول إيقاف عبد الكريم العبيدي ومسارعة العديدين إلى المنابر الإعلامية:
17 جويلية 2012 وقبل يوم من دخول شهر رمضان الكريم لتلك السنة تمّ إيقافي في مطار تونس قرطاج من طرف الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بعد أن وُجّهت لي تهمة الدعوة للعصيان وتعطيل سير مرفق عام والتي برّأني فيها القضاء في كامل أطوار التقاضي. إيقافي في تلك الفترة كان لغاية التخلّص مني وإسكات صوتي الذي علا رفقة أصوات العديد من الأمنيين الأحرار بمطار تونس قرطاج ضدّ اعتزام عبد الكريم العبيدي ومحرز الزواري وفتحي بوصيدة الذي وقع تهريبه وتعيينه ملحقا أمنيا بسفارة تونس بمصر تكون مجموعة أمنية للإشراف على تكوين أمن موازٍ.
17 جويلية 2012 إلى حدود 8 جانفي 2015 تاريخ إيقاف عبد الكريم العبيدي لم أرم المنديل ولم أشخّص الأمور وسعيت إلى الاستقصاء والتحرّي وأكملت متابعة ما أودعوني السجن بسببه ذات شهر رمضان، سنتان وأنا أتطرّق إلى ذكر العبيدي وغيره وإجرامهم في مقالات صحفية ولم يردّها عليّ منهم أيا كان وما خفي كان أعظم.
اليوم يتسابق أشباه الرجال إلى المنابر الإعلامية لينسبوا كشف تورّط الإطار الأمني عبد الكريم العبيدي لجهودهم وكثيرون عرضوا عليّ الكلام في هذا الموضوع فاخترت الصمت لأني ببساطة واجهته وهو طليق متنفّذ ذو حيلة ويد طولى وأتعفّف عن أن أكون ممن يتسابقون إلى الظهور في ثوب المتشفّي الناقم فالمسألة بيننا ليست شخصية والعدالة تأخذ مجراها. ما تمّ الكشف عنه هو غيض من فيض، عبد الكريم العبيدي وراء القضبان وهو ليس سوى حلقة من شبكة، وإن كان حلقة على غاية من الأهمية، سنفكّكها تدريجيا بالصبر والثبات على المواقف وعدم الوقوع في الأخطاء وهاجس الانتقام لذواتنا فالمعركة بيننا معركة مبدئيّة معركة بين الفضيلة والرذيلة. طُويت صفحة العبيدي وأنا شخصيا سأرفض مستقبلا الحديث عن هذا الشخص إعلاميا لأنّ محرز الزواري وعلي البوغانمي وفتحي البلدي وفتحي بوصيدة وجمال النفزي وعادل المرابط ومنير الكسيكسي وصلاح الوسلاتي وسمير التومي وعبد العزيز الحبيبي وحسن الزاهي (الذي كان مرافقا لعبد الكريم العبيدي إلى حدود اليوم الأخير قبل إيقافه وهو المسؤول عن تفريق اعتصام باردو بالقوّة) إلى جانب خليفة هارون وسمير الطرهوني (الذي يبدو أنه على علاقة بما ارتكبه العبيدي حيب تصريحاته) هم تقريبا من أبرز مكوّني الحلقة.
وبالعربي نحن نصنع الحدث ونكشف الحقيقة ونعرّي الخونة وأنتم تمتطون الحدث.

وليد زروق

دعوة الى السيد ممثل النيابة العمومية العسكرية لاستدعائي مع ثلة من النقابيين الأمنيين اذكر منهم عصام الدردوري والصحبي الجويني لفتح بحث حول جهاز أمن موازي قائم الذات داخل مؤسستنا الأمنية ساهم في توفير الحماية واللوجيستيك لعصابات ارهابية اغتالت شخصيات وطنية واغتالت حماة الوطن من مؤسستنا الأمنية والعسكرية والتعجيل بتحجير السفر عن كل من الآتي ذكرهم : علي العريض = الطاهر بوبحري = فتحي البلدي = محرز الزواري = محمد اللجمي = الحبيب السبوعي مدير عام السجون والاصلاح السابق وحاليا بتفقدية وزارة الداخلية = صلاح الوسلاتي مدير المواصلات واللاسلكية = فتحي بوصيدة = سمير التومي = عبد العزيز الحبيبي وكل من يكشف عنه البحث في التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي والخيانة العظمى للوطن .

jeudi 8 janvier 2015

يا حافر حفرة السو ما تحفر كان قياسك


يا حافر حفرة السو ما تحفر كان قياسك


le Tunisien Rachid Ghanucci, par exemple, qui aura souvent servi d'intermédiaire efficace entre les factions afghanes antisoviétiques lorsque celles-ci commençaient à s'entre-déchirer. En 1991, un sous-secrétaire d'Etat de George Bush prononcera même un vibrant plaidoyer au Congrès en sa faveur. Selon Bodansky, pourtant, Ghanucci était devenu, avec le Soudanais El-Turabi et le cheikh égyptien Abdel Rahman, l'un des principaux responsables des réseaux clandestins islamistes en Occident.

Quand la CIA aidait les fous de Dieu


Par Jean Lesieur publié le 25/11/1993

Les islamistes seraient-ils une telle menace si l'Amérique ne les avait pas choyés pendant si longtemps? Durant les années 80, Washington s'est servi d'eux face à l'URSS. Une politique aveugle qui a enfanté un monstre. Lequel a déclaré la guerre sainte à ses anciens protecteurs.

Malgré les menottes qui leur entravent les mains derrière le dos, les quatre prévenus sont entrés dans la salle d'audience portant un petit tapis de prière. Tout à l'heure, quand le juge de la cour fédérale de Manhattan décrétera une pause dans leur procès, les quatre islamistes, premiers inculpés à comparaître pour leur rôle dans l'attentat du World Trade Center, pourront ainsi présenter dans les règles leurs respects à leur seul Dieu et maître: Allah. En attendant, armés d'une impassibilité confinant à l'arrogance, ils ne broncheront pas quand ils verront plusieurs membres du jury pleurer en découvrant des photos des six morts, victimes de l'épouvantable explosion du 26 février 1993, à New York. Rien n'importe à ces quatre fous de Dieu, au regard de leur mission suprême. "Aujourd'hui, proclamait, il y a peu, l'un de leurs alliés spirituels, le Tunisien Rachid Ghanucci, la guerre contre l'Amérique est une priorité pour l'islam." 

Drôle de guerre, en l'occurrence, déclarée par des hommes qui, il y a quelques années, devaient tout, justement, à l'Amérique. C'était au temps de la guerre froide. Obnubilés par l' "empire du mal" et leur volonté de déstabiliser celui-ci, les Américains passèrent à l'action. Ils allaient le faire en Afghanistan, envahi par l'Armée rouge. Leur bras armé: les islamistes, accourus de partout pour "purifier leur âme" lors de cette croisade contre les communistes, ennemis de Dieu. Financés, armés, conseillés par l'Amérique, ils boutèrent l'adversaire hors de cette terre d'islam. Avant de se retourner contre leur bienfaiteur imprudent. 

C'est un chapitre extraordinaire de l'histoire contemporaine, une version moderne de Frankenstein. "Nous avons créé un monstre, dit un Américain qui eut à connaître de cette politique aux effets tragiquement pervers. Nous devons aujourd'hui en payer le prix." Prix estimé par certains à 55 millions de dollars, somme inscrite au budget 1993 de la CIA pour le rachat, au marché noir, de plusieurs dizaines de missiles Stinger, donnés aux rebelles afghans lors de la guerre contre l'Armée rouge. Et qui ont disparu. Or c'est une arme terrible: elle n'a besoin que de deux tireurs et peut abattre un avion ou un hélicoptère à cinq kilomètres de distance. Il y en a aujourd'hui plus de 200 disséminés dans la nature, non utilisés pendant la guerre afghane et qui sont donc sur le marché. Craignant qu'ils ne servent à des terroristes islamistes pour abattre des avions de ligne occidentaux, des agents de la CIA ont été envoyés un peu partout pour les récupérer. On rapporte qu'ils sont prêts à les payer six fois leur prix d'origine. "Au point qu'on peut aussi se demander si les Américains ne cherchent pas surtout à acheter le silence de leurs anciens protégés, s'interroge Olivier Roy, spécialiste de la région, qui conseilla les autorités françaises au moment de la guerre en Afghanistan. Car les Américains ont beaucoup à cacher." 

ATTISER LES BRAISES
Les prémices de l'histoire remontent à 1979, dans les bureaux d'une poignée d'opérateurs désoeuvrés de la Central Intelligence Agency. Jimmy Carter est à la Maison-Blanche, et la CIA est en pleine dépression, harcelée par le Congrès pour diverses turpitudes passées. Des milliers d'employés ont été licenciés, d'autres "placardisés". Quelques-uns, cependant, continuent à faire du zèle sans en référer à leur "boss". L'un d'eux, ancien haut responsable d'un département de l'agence, monte ainsi, dans le plus grand secret, une opération modeste mais extraordinaire, et jamais révélée jusqu'ici. Objectif: attiser les braises du feu nationaliste, et donc anticommuniste, qui couve dans les Républiques musulmanes d'Union soviétique. Sous l'autorité du seul Zbigniew Brzezinski, "le Polonais", patron du Conseil national de sécurité, des réseaux de propagande islamo-nationaliste sont mis sur pied par un tout petit groupe de la CIA, au Tadjikistan, en Ouzbékistan, au Turkménistan. On introduit, clandestinement mais en masse, des exemplaires du Coran et de la littérature, interdite par Moscou, sur les héros de guerres anciennes contre les Russes. On fournit même des armes. Déjà, quelques opérationnels américains s'élèvent contre le fait qu'on aide exclusivement les musulmans. "Mais on considérait que ces derniers étaient ceux qui pouvaient faire le plus de dégâts", dit un connaisseur de cette époque. Le décor est planté. Voilà le processus en place. 

Survient l'invasion de l'Afghanistan, le 27 décembre 1979. Brzezinski, toujours lui, enrage. "Il faut saigner les Soviétiques", proclame-t-il en guise de réaction. Le 15 janvier 1981, quand Stansfield Turner, patron de la CIA, reçoit Ronald Reagan, George Bush et son remplaçant désigné, William Casey, il informe les nouveaux dirigeants de l'Amérique des opérations clandestines en cours: en collaboration avec le Pakistan, des réseaux d'aide aux rebelles afghans ont été constitués. La nouvelle administration va les renforcer. Une officine s'installe à Francfort. La CIA contacte des immigrés afghans un peu partout en Europe, recrute les plus motivés, les infiltre dans des compagnies de fret international qui font du commerce avec le Pakistan, base arrière des rebelles. L'argent et les armes affluent. Du Maroc à l'Indonésie, tout ce que l'islam compte de fondamentalistes est encouragé par diverses agences américaines à aller faire le djihad en Afghanistan. A New York même, un centre de recrutement est ouvert, à Brooklyn, en 1982, par un Egyptien, Mustafa Shalabi, ami d'Abdullah Ezzam, un Palestinien fondateur de la Légion islamique à Peshawar, quartier général, au Pakistan, du djihad afghan. L'Al-Kifah Center, à Brooklyn, sera, dit-on, financé par les Américains, qui toléreront longtemps, en tout cas, que ses "volontaires pour l'Afghanistan" s'entraînent à tirer au High Rock Shooting Range de Naugatuck, dans le Connecticut. Et l'Al-Kifah Center de Brooklyn fera des petits à travers les Etats-Unis, où 17 centres semblables ouvriront. Or c'est ce même Shalabi qui sera le "sponsor" du cheikh Abdel Rahman, inspirateur présumé de l'attentat du World Trade Center, lors de l'entrée de ce dernier en Amérique. Et c'est dans ces centres-là que se recruteront la plupart des soldats du djihad antiaméricain aujourd'hui. Mais on y reviendra. 

Pour le moment, nous sommes en 1984, et William Casey préside à l'escalade américaine. Sans trop s'interroger sur les moyens ni sur ceux à qui ils sont fournis. Washington ne voulant pas être officiellement mêlé de trop près aux opérations, ce sont les services pakistanais qui ont la haute main sur la ventilation de l'aide aux rebelles. Et le Pakistan, pays islamique, traverse à ce moment-là une phase intégriste. Parmi les 7 groupes qui composent la résistance, Islamabad a donc choisi le plus déchaîné des fondamentalistes: Gulbudin Hekmatyar, recruté comme agent pakistanais alors qu'il était étudiant à Kaboul, en 1976. Trafiquant d'armes, de drogue, extraordinairement ambitieux, aussi soucieux de défaire les 6 autres groupes de résistants que l'Armée rouge (il reste d'ailleurs actuellement le principal obstacle au rétablissement de la paix à Kaboul), il sera pourtant le préféré des Pakistanais, et donc de William Casey. "Un jour, je me suis fait éjecter de son bureau par William Casey parce que je me permettais de poser des questions sur la sagesse de nos choix en Afghanistan, raconte Vincent Cannistraro, un ancien de la CIA. Mais Casey et quelques autres croyaient à 110% ce que leur disaient les Pakistanais: que Hekmatyar était le meilleur chef militaire, et donc qu'il porterait les coups les plus rudes aux Soviétiques." Ce qui sera toujours l'objectif américain. Amplifiant l'opération de 1979, William Casey ira même jusqu'à suggérer aux moudjahidine de porter la guerre sur le territoire de l'Union soviétique. Mais, cette fois, on ne se contentera pas de distribuer le Coran. En 1985, des moudjahidine patronnés par Washington mèneront de véritables raids contre des installations militaires, des dépôts et des usines sur le territoire de l'URSS. Se rendant compte qu'il s'agissait là d'une escalade risquée pour la paix mondiale, Ronald Reagan mit fin assez rapidement à de pareilles expéditions. Mais, pour le reste, tout continua. 

Hekmatyar sera donc le chouchou entretenu par Washington, où l'on fermera les yeux sur tout. Voilà donc la CIA couvrant d'incroyables trafics d'héroïne. Car les camions fournis par l'agence et utilisés pour les transports d'armes du Pakistan en Afghanistan ne revenaient jamais à vide. On dit que les militaires pakistanais contrôlent aujourd'hui une bonne partie du marché de l'héroïne aux Etats-Unis eux-mêmes. "Evidemment, tout le monde était complice, reconnaît un opérationnel des services occidentaux. La CIA, mais aussi la DEA, chargée de la lutte contre les trafics de drogue." 

"FAIRE MAL" À MOSCOU
Cependant, le principal effet pervers de cette politique est ailleurs, dans la naissance, assistée par les Américains, du monstre islamiste. Car ils sont aux premières loges pour voir monter cette vague, qu'ils encouragent néanmoins. "Au début des années 80, précise Yusef Bodansky, animateur d'un centre de recherche du Parti républicain au Congrès sur le terrorisme et la guerre non conventionnelle, il y avait de 3 000 à 3 500 Arabes combattant en Afghanistan. Au milieu des années 80, il y en avait 16 000 auprès du seul Hekmatyar." Et c'est dans ce vivier, qui se constitue avec l'active complicité de Washington, que va naître, croître et embellir la menace islamiste. Outre la volonté de "faire mal" à Moscou, un autre concept stratégique se profile en effet derrière cette assistance. On envisage, chez les Américains, d'encourager un fondamentalisme sunnite et conservateur, allié de l'Occident, pour neutraliser l'intégrisme chiite, celui des amis de Téhéran. Les fous d'Allah afghans, et ceux qui les rejoignent, sont sunnites. Selon ce concept, on peut donc compter sur eux. Grave erreur, sur laquelle l'administration américaine fut pourtant alertée à temps par des gens comme Cannistraro ou le "congressman" républicain de Floride Bill McCollum. Hekmatyar aurait en effet, dès juin 1987, passé un accord avec Téhéran: en échange d'une aide accrue des Iraniens à son mouvement, il aurait profité de ses liens avec les services américains pour infiltrer en Occident, surtout aux Etats-Unis et au Canada, des agents qui pourraient servir plus tard. "Mais on était myope à Washington, dit McCollum. L'obsession, c'était l'Union soviétique." 

Dans le feu de l'action, l'Amérique se retrouve donc à entretenir des relations complices avec des soldats d'Allah, qui, après avoir réglé leur compte aux athées de Moscou, n'auront bientôt plus qu'une envie: en découdre avec les Occidentaux. Mais, au nom des services rendus dans le combat commun contre l'URSS, il faut se montrer reconnaissant. Avec le Tunisien Rachid Ghanucci, par exemple, qui aura souvent servi d'intermédiaire efficace entre les factions afghanes antisoviétiques lorsque celles-ci commençaient à s'entre-déchirer. En 1991, un sous-secrétaire d'Etat de George Bush prononcera même un vibrant plaidoyer au Congrès en sa faveur. Selon Bodansky, pourtant, Ghanucci était devenu, avec le Soudanais El-Turabi et le cheikh égyptien Abdel Rahman, l'un des principaux responsables des réseaux clandestins islamistes en Occident. Le cas de l'Egyptien Rahman est, lui aussi, mystérieux et fascinant. Selon une version de l'histoire, il n'a pu se retrouver aux Etats-Unis qu'avec la complicité d'agents des services américains, à qui Hekmatyar l'aurait présenté au Pakistan, en 1988. Le fait que ce soit un agent de la CIA posant comme employé consulaire à l'ambassade des Etats-Unis à Khartoum qui lui ait délivré son visa d'entrée aux Etats-Unis en 1991 plaide plutôt en faveur de cette thèse, réfutée par les hiérarques de l'agence. Ceux-ci affirment qu'un agent irano-soudanais infiltré dans l'ambassade aurait abusé l'homme de la CIA. 

En tout cas, l'Amérique, aujourd'hui, se réveille. Car, au fur et à mesure que progresse l'enquête sur l'attentat du World Trade Center et sur les réseaux islamistes implantés en Amérique, l'héritage afghan se fait de plus en plus lourd à assumer. L'immense majorité des inculpés de cette affaire est constituée d'anciens "afghans". La maison de New York où habitait Tarig el-Hassan, un Soudanais arrêté l'été dernier, quelques jours avant que son réseau tente de faire sauter deux tunnels, les Nations unies et le bâtiment new-yorkais du FBI, avait servi pendant longtemps de centre de transit pour les volontaires américains d'Afghanistan. Et puis, un mois avant l'attentat de Wall Street, une mystérieuse fusillade devant l'entrée de la CIA, dans la banlieue de Washington, avait déjà secoué le pays. Ce matin-là, 25 janvier, un homme armé d'un fusil AK-47 tua deux employés de l'agence, en blessa trois, avant de s'enfuir dans une camionnette qui l'attendait. On retrouva bien la trace du tueur, un immigré pakistanais de 28 ans, Mir Amail Kansi; d'abord dans les registres d'une société de courrier rapide en rapport avec la CIA, société pour laquelle Kansi travaillait depuis son arrivée aux Etats-Unis, deux ans plus tôt; ensuite, sur les sentiers tortueux de la région frontalière entre le Pakistan et l'Afghanistan, où il alla se réfugier une fois son forfait accompli. Là encore, les explications de cet événement diffèrent. Selon Bodansky, Kansi serait un terroriste au service de l'Iran, recruté par Téhéran en 1987, alors qu'il servait auprès des moudjahidine afghans. Il aurait été activé par les Iraniens au début de l'année, à la suite d'une visite non fructueuse d'une délégation iranienne venue à Washington tenter un rapprochement avec l'administration Clinton. Selon d'autres, Kansi avait des comptes à régler avec la CIA, datant de son engagement auprès des Afghans et de promesses non tenues par Washington. Mais, quelle que soit la vérité, l'Amérique découvrit alors que les feux mal éteints de l'Afghanistan allaient la hanter encore longtemps. 

"ALLAH EST LE PLUS GRAND"
Peu de temps avant son arrestation, le cheikh Rahman fut interrogé par le magazine "New Yorker" sur l'ingratitude des islamistes à l'égard de la CIA et de Washington, qui firent exister la rébellion afghane. "Avec ou sans les milliards de la CIA, rien n'aurait été possible sans Allah, répondit-il dans un grand éclat de rire. Sans Allah, les Etats-Unis n'auraient jamais réussi à défaire l'URSS. Allah est le plus grand." C'est pour prouver cela que Rahman et ses complices se sont maintenant retournés contre leurs anciens maîtres. En utilisant la bienveillance et la protection anciennes de ces derniers. Selon les experts, les fondamentalistes islamistes disposent aujourd'hui de plusieurs centaines d'agents dormants aux Etats-Unis, prêts à frapper. 

Pourtant, les officiels américains qui mirent en place ou appliquèrent la politique afghane de Washington ne regrettent rien. "C'est l'un des plus grands succès de l'administration républicaine", affirme sèchement Robert Gates, ancien directeur de la CIA. Jack Blum, lui, dresse un autre bilan. A présent avocat pour un grand cabinet de Washington, il fut le chef de l'équipe d'enquêteurs chargés par une commission du Congrès, il y a quelques années, de décortiquer les circuits de financement de la drogue et du terrorisme. Il fut, notamment, à l'origine de bon nombre de trouvailles sur le scandale de la BCCI, cette banque - d'origine pakistanaise, précisément - qui se mit au service de divers trafiquants et agences de renseignement, dont la CIA. Blum s'intéressa donc tout particulièrement à l'Afghanistan et à la politique américaine là-bas. "Au bout de dix ans d'engagement dans la région, d'aveuglement, mais aussi de complicité active, nous avons réussi deux choses, dit-il: nous avons fait de la région l'un des principaux centres internationaux du trafic de drogue et le noyau central du terrorisme mondial. Vous appelez cela un succès?" 

mardi 6 janvier 2015

رسالة مفتوحة للأغبياء: النداء و النهضة أصدقاء


رسالة مفتوحة للأغبياء: النداء و النهضة أصدقاء 


الندائيين يريدون إقناعنا بأننا يمكن أن نجد الماء الصالح للشراب في مستنقع إن كنتم تستطعون شرب هذا الماء فغيركم لا يستسيغه و يبقى ماء المستنقع مضر بالصحة و يوم تجدون و تثبتون بالتحاليل المخبرية و تستطيعون شرب قطرة من ذلك الماء سنصدقكم بأن في النهضة أناس شرفاء و يحبون تونس 

حكم النداء أو حكمت النهضة النتيجة واحدة . النداء و النهضة أصدقاء حكم هذا أو حكم ذاك أو اشتركا في الحكم فالإختيارات هي هي التفقير و المزيد من التفقير و التهميش و المزيد من التهميش و نهب المال العام  و الفقير سيزداد فقرا و الغني سيزداد غنا و الجهات المحرومة ستزداد حرمانا ... و كما لم تحاسب النهضة التجمعيين فالتجمعيين لن يحاسبوا النهضة و على الأغبياء أن يعوا ذلك و يكفوا عن ملاحقة السراب و يشمروا على سواعد النضال