المرشد الإيرانى على خامنئى
ثروات هائلة استطاع نظام الملالى الاستحواذ عليها، وذلك بفضل فساد رجال الدين الذين وجهوا سهامهم بعد نهب ثروات بلادهم إلى مشروعات متطرفة لا تخدم سوى ولاية الفقيه وأعوانه.
السياسات التى انتهجها النظام الديكتاتورى بحق أبناء الشعب الإيرانى، عجلت من خروج الشارع فى احتجاجات واسعة رفضًا للفساد الذى تفشى بين رجال الدين والساسة فى ربوع البلاد، قبل أن تتحول المطالب إلى إسقاط النظام.
بالنظر إلى ثروة نظام الملالى وبالأخص آية الله خامنئى فى إيران، نجد أنها تخطت حاجز الـ95 مليار دولار، وهى النسبة التى قدرها معهد يورجن للإحصاءات بأنها تمثل انتكاسة للشعب الإيرانى الذى عانى من ويلات الفقر.
والسؤال هنا.. كيف استحوذ نظام الملالى على ثروات إيران؟
مجلة فوربس، كشفت فى تقرير لها، عن حقيقة قوة رجال الدين بعد بلوغهم السلطة فى إيران وسيطرتهم على ثروات البلاد، رغم رفعهم شعار ترسيخ الحياة البسيطة.
بالتدقيق قليلًا فى ثروات البلاد، نجد أن مليارات الملالى جاءت نتيجة احتكار المؤسسات الخيرية وإدارة المزارات الدينية والمرافق الحكومية، واحتكارهم الاقتصاد الإيرانى بالكامل من البنوك إلى الفنادق والشركات، وصولاً إلى محال البقالة والصيدليات، إضافة للاستثمارات الواقعة خارج الحدود.
ولمعرفة الأصول المالية لكبار القادة فى إيران، أخذ الكونجرس على عاتقه، إصدار مشروع قانون رقم 1638 لمعرفة استثمارات أبناء الملالى.
وعمل المشروع الأمريكى على تحديد أصول ممتلكاتهم وثرواتهم واستثماراتهم عدد من قادة ومؤسسات نظام الملالى، وأهمهم: الولى الفقيه ورئيس نظام الملالى وأعضاء مجلس صيانة الدستور ومجلس الخبراء وأعضاء المخابرات والأمن وقائد قوات الحرس ونائبه، وقادة ونواب القوات البرية والقوات الجوية والقوات البحرية فى الجيش الإيرانى وقائد قوات التعبئة (الباسيج) المعادية للشعب الإيرانى وقائد قوات فيلق القدس وقائد شرطة النظام ورئيس منظمة الطاقة الذرية للنظام.
وتوصل المشروع إلى أن نحو 80 شخصًا تمكنوا من السيطرة على معظم اقتصاد إيران، فى الوقت الذى يعيش 80 مليون مواطن تحت خط الفقر.
ما آلت إليه مجريات الأحداث خلال الأيام الماضية، تؤكد أن الشعب الإيرانى لن يرضخ مجددًا لنظام لم يجد سوى لغة التهديد والوعيد فى التعامل مع أبناءه، وأن هناك استعداد لإقامة السيادة الشعبية من أجل استرداد الأموال المنهوبة وإسقاط نظام الملال
إيران.. ابنة شقيقة خامنئي تدعو العالم لمقاطعة "النظام الدموي"
دعت فريدة مرادخاني، ابنة شقيقة الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي، الحكومات الأجنبية لقطع كل علاقاتها بطهران بسبب حملة القمع العنيفة التي تقوم بها السلطات لكبح احتجاجات حاشدة أطلقت شرارتها وفاة الشابة مهسا أميني وهي قيد احتجاز الشرطة.
وحظي بيان في مقطع فيديو لفريدة، وهي مهندسة كان والدها شخصية بارزة في المعارضة وتزوج شقيقة خامنئي، بانتشار واسع على الإنترنت بعد ما ذكرته وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) عن اعتقالها في 23 نوفمبر، وفق رويترز.
وقالت في الفيديو: "أيتها الشعوب الحرة، ساندونا وأبلغوا حكوماتكم بأن تتوقف عن دعم هذا النظام الدموي قاتل الأطفال. هذا النظام ليس وفيا لأي من مبادئه الدينية ولا يعرف أي قواعد سوى القوة والتشبث بالسلطة".
ولم يرد مكتب خامنئي بعد على طلب من "رويترز" للحصول على تعقيب.
وقالت "هرانا" إن 450 محتجا قتلوا حتى 26 نوفمبر خلال اضطرابات في أنحاء البلاد مستمرة منذ أكثر من شهرين، من بينهم 63 قاصرا.
وأضافت أن 60 فردا من قوات الأمن قتلوا واعتقلت السلطات 18173 شخصا.
وتشكل الاحتجاجات، التي اندلعت إثر مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد أن اعتقلتها شرطة الأخلاق بسبب "ملابس غير لائقة" أحد أكبر التحديات التي تواجهها المؤسسة الدينية الحاكمة في البلاد منذ الثورة الإسلامية في 1979.
وفي تحد لمشروعية الجمهورية الإسلامية، أحرق محتجون من شتى الأطياف صورا لخامنئي وطالبوا بسقوط الحكم الديني للبلاد.
ونشر محمود مرادخاني شقيق فريدة المقيم في فرنسا الفيديو على يوتيوب.
ويعرف محمود نفسه على حسابه على تويتر بأنه "معارض للجمهورية الإسلامية". وأعاد نشر الفيديو نشطاء إيرانيون بارزون معنيون بالدفاع عن حقوق الإنسان.
وفي 23 نوفمبر، ذكر محمود أن شقيقته اعتقلت لدى امتثالها لأمر قضائي بالمثول أمام مكتب الادعاء في طهران. وكانت وزارة الاستخبارات الإيرانية قد اعتقلت فريدة هذا العام ثم أفرجت عنها بكفالة في ما بعد.
وصرح خامنئي، السبت، أن أفراد قوات الباسيج ضحوا بأرواحهم في "أحداث الشغب" التي اندلعت بعد وفاة أميني.
وكانت قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني في مقدمة حملة نفذتها الدولة مستهدفة الاحتجاجات التي انتشرت في أنحاء البلاد.
وقال خامنئي في كلمة بثها التلفزيون "ضحوا بأرواحهم لحماية الشعب من مثيري الشغب"، حسبي تعبيره.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، الجمعة، أن الحرس الثوري عزز وجوده في مناطق كردية مضطربة ضمن حملة تهدف لاحتواء الاحتجاجات.
شقيقة خامنئي تتبرأ منه.. “قلبي وروحي مع شعب إيران”
بعثت بدري حسيني خامنئي، شقيقة المرشد الإيراني علي خامنئي، برسالة مفتوحة باللغتين الفارسيّة والإنكليزيّة، نشرها نجلها محمد مراد خاني طهراني، عبر حسابه على تويتر، تبرأت فيها من خامنئي، ومن “خلافته الاستبداديّة”، حسب وصفها.
وكتبت بدري خامنئي في رسالتها التي نُشرت الثلاثاء “العديد من الأمهات أصبحن ثكالى خلال العقود الأربعة الماضية، لذا أرى أنّه من المناسب أن أقف إلى جانبهن عبر إعلان البراءة من شقيقي، وأعرب عن تعاطفي مع جميع الأمهات الحزينات إثر جرائم نظام الجمهوريّة الإسلاميّة من عهد الخميني إلى العصر الحالي للخلافة الاستبداديّة لعلي خامنئي”.
كما أضافت في الرسالة “مثل كل أمهات الإيرانيات، اللواتي يعشن الحداد، أشعر بالحزن أيضاً لابتعاد ابنتي عني، فعندما يعتقلون ابنتي بالعنف، من الواضح أنهم يمارسون العنف آلاف المرات على أبناء وبنات الآخرين المضطهدين”.
يذكر أنه ألقي القبض على فريدة مراد خاني طهراني، ابنة شقيقة علي خامنئي، قبل أسبوع، عندما توجهت إلى مكتب المدعي العام تلبية لاستدعائها من قبل مكتب المدعي العام في طهران، وكانت فريدة قبل ذلك قد نشرت مقطع فيديو دعت فيه المجتمع الدولي لقطع العلاقات مع النظام الإيراني الذي يقوده خالها خامنئي.
وقالت بدري خامنئي في رسالتها: “شقيقي لا يستمع إلى صوت الشعب الإيراني، ويعتبر خطأً أنّ صوت مرتزقته وعملائه هو صوت الشعب الإيراني”.
وفي إشارة إلى معارضة زوجها علي طهراني لعلي خامنئي وإلى أنشطة ابنتها، أضافت: “منذ سنوات أوصلت أصوات الناس إلى آذان أخي علي خامنئي، كواجب إنساني، ولكن بعد أن رأيت عدم استماعه ومواصلته طريقة الخميني في قمع وقتل الأبرياء، قطعت العلاقات معه”.
واختتمت بدري خامنئي بالقول: “إنّ نظام جمهوريّة الخميني الإسلاميّة وعلي خامنئي لم يجلب إلّا الألم والمعاناة والقمع لإيران والإيرانيين. أتمنى انتصار الشعب وإسقاط نظام الاستبداد الحاكم في إيران”.