Tunisiens Libres: janvier 2015

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

vendredi 30 janvier 2015

إلى حكامنا العملاء أنظروا للوطنيين



  إلى حكامنا العملاء  أنظروا للوطنيين


يا من ترتعدون كلما سمعتم الجبهة الشعبية تطالب بتعليق المديونية و إجراء عمليات تدقيق حولها

أول قرار لزعيم "حزب سيريزا" اليكسيس تسيبراس بعد تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، هو الغاء برنامج تسديد الديون الذي وقع بين الحكومة السابقة والاتحاد الأوروبي.

وتعهد تسيبراس، انه في حالة رفض الاتحاد الأوروبي لهذه المطالب فإنه سيدرس مسألة الخروج من منطقة اليورو وحتى من الاتحاد الأوروبي، واعادة النظر في العلاقات مع الناتو.

في حين أن العملاء متاعنا مصرون علي تسديد ديون بعلول وليلوته

La Grèce veut que l'Allemagne lui rembourse les prêts qu'elle lui a consentis pendant la guerre

PAR MYLÈNE VANDECASTEELE · 13 JANV. 2015


LIKE US ON FACEBOOK: 
L’Allemagne doit la somme de 11 milliards d’euros à la Grèce à raison d’un prêt forcé qu’elle l’avait obligée à lui consentir au cours de la Seconde Guerre mondiale, et qui n’a jamais été remboursé à ce jour. C’est ce qui ressort d’un nouveau rapport publié par un comité d'audit grec, qui a été remis au ministère des Finances grec.

La Grèce a été conquise par les troupes allemandes et italiennes au printemps 1941. Cette occupation aura finalement duré trois ans et demi. Panagiotis Karakousis, président du comité de vérification et ancien directeur général du Trésor grec, indique que les occupants avaient exigé un prêt de 1,5 milliards de drachmes de la Banque nationale grecque.

Karakousis souligne que cette demande n'a aucun lien avec des réparations qui pourraient être réclamées pour les dommages occasionnés par les Allemands au cours de l’occupation de la Grèce, et qui pourraient atteindre un montant de plusieurs dizaines de milliards d'euros.

Un porte-parole du ministère des Finances allemand, Martin Jager, a indiqué que l’Allemagne ne devait rien à la Grèce au titre de la guerre. Il a précisé qu’il n’y avait pas eu de demande de réparations  d’Athènes et que de ce fait, cette question était déjà réglée. « 70 ans après la fin de la guerre, la question des réparations a perdu sa légitimité. Nous ne voyons aucune base à une telle demande », a-t-il dit, tout en faisant référence à la Convention de 1960 pour donner un caractère juridique à sa réponse.

Selon le héros de guerre grec Manolis Glezos, actuel député européen pour le parti de gauche grec SYRIZA, c’est la somme de 162 milliards d'euros, hors intérêts cumulés, que l’Allemagne doit rembourser à la Grèce au titre des prêts forcés extorqués pendant l’occupation. Il argue qu’elle a remboursé les prêts forcés qu’elle avait exigés de la Pologne et de l’ancienne Yougoslavie, mais qu’elle n’a jamais remboursé celui de la Grèce.

Au début des années soixante, l’Allemagne de l'Ouest a payé à la Grèce une indemnité de 115 millions de marks au titre des victimes grecques de l'occupation nazie.

La guerre en Grèce a fait 1,4 million de décès et de blessés, ce qui correspond à environ 19% de la population grecque totale. En outre, la Wehrmacht allemande a envoyé 70 000 Juifs grecs dans des camps de concentration. Pratiquement personne n’en est revenu. De plus, 130 000 citoyens grecs ont été exécutés.

jeudi 29 janvier 2015

لن تزول عنا الأمراض الإجتماعية إلا في ظل حكم الجبهة الشعبية


لن تزول عنا الأمراض الإجتماعية إلا في ظل حكم الجبهة الشعبية



عيب عليكم يا من  ترددون في شتائم و كلام الإخوانجية و تدعون التقدمية أو الحداثية و كلامكم هذا و شتائمكم تحقّر منكم و تجعلكم و لا شيء

 و ليكن في علمكم أنه لو إجتمعت النهضة و النداء و زادوا معاهم كل الأحزاب إلي تكره الجبهة لن يحركوا شعرة من الجبهة و لن يفتّون في عزمها بل بالعكس سيجعلها تتشبث أكثر بمواقفها و يدفعها إلى النضال ضد كل المستنقعات تلك التي ورثناها من العهود السابقة و تلك التي أتت بها الثورة

لماذا الجبهة لا يؤثر فيها الشتم و التشويه؟ لأن الجبهة مشروع حضاري و مشروع حكم لفائدة تونس لم يسبق له أن حكم أو أن تعرّف عليه التونسي و ككل الرسالات سماوية كانت أم أرضية و ككل المشاريع المستقبلية يجدون في أول ظهورهم الصدّ و الشتم و المقاومة و يعلنون عليهم حروبا ضروسا و لكنهم لم يسقطوا  كما أن الجبهة لن تسقط إلا إذا تخلت هي عن مشروعها الحضاري و انضمت لأحد المستنقعات التي تعج بها تونس هذه الأيام

فالجبهة الشعبية عكس بقية الأحزاب الذين هم اجترار لمشاريع أثبت الزمان فشلها و هم قد سقطوا تاريخيا حتى و هم في السلطة (سعيبة عليكم هذه الحجاية) هؤلاء الأحزاب بالفلاقي هم أموات سياسيا و إقتصاديا في شكل أشباح تحكمنا أو تريد أن تحكمنا لذلك نبقى نعاني من الأزمات و من التفقير و التهميش و التخلف ... و كل الأمراض الإجتماعية 

و لن تزول تلك الأمراض إلا بزوال حكمهم و يحل علينا حكم الجبهة الشعبية



فشل ذريع لمقولة "vote utile" وتجرّعوا نتائجها الوخيمة:



جماعة "التصويت المفيد" (vote utile) ماذا تقولون في حساباتكم الفاشلة، تلك التي قلنا عنها نحن في الجبهة الشّعبيّة، أنها مجرّد حِيَل لا غير، ومغالطة للمواطنين وتزوير لإراداتهم؟ ماذا تقولون وقد ظهر بالملموس وهم الصّراع بين قطبي اليمين، بين "يمين حداثي" و"يمين ديني"، وانّ نقاط اختلافهم ليست حاسمة بقدر نقاط التقائهم، التقائهم حول مصالح طبقة معيّنة، طبقة المستفيدين من خدمات الدّولة، إن لم نقل أنّ الدولة بعموم مؤسّساتها في خدمة أغراضهم ومطامح الاستثراء لديهم.؟ ألم نقل أنّ كلا الخيارين هم على طرف النّقيض من مطالب الثّورة وأهدافها، بل هم يكدّون في الإجهاز عليها وحتّى على النّزر القليل ممّا تحقّق؟

في البداية قلنا، ونأنتم كنتم موافقون، أن نتّفق على إسقاط حكومة الترويكا باعتبارها أثبتت عدائها ليس فقط لأهداف الثورة، وإنما أيضا لمكاسب الحركة الديمقراطية ومكاسب المجتمع عموما، حيث سعت لإعادة مفاهيم قروسطيّة وزجّت بالسّجال نحو منزلقات ماضويّة رجعيّة. ووقع الاتفاق في جبهة للإنقاذ وكان ما كان، وأُسقِطت حكومة العجز والفشل.

كنّا مبادرون نحن في الجبهة قبلكم، وأنتم كنتم راضون، بضرورة أن تتولّى قيادة المرحلة حكومة مستقلّة وكفؤة تجهّز فقط لإجراء انتخابات حرة وشفّافة ونزيهة وتطهّر الإدارة والمؤسّسات من "الموالين" وخدم الحكومة المُقالةوتتّخذ إجراءات عاجلة ..غير أنّكم زكّيتم فريقا استعراضيّا يوهم فقط بالإنجازات في حين أنّ الأرقام المقدّمة كحصيلة كارثيّة بأتمّ معنى الكلمة.

جاءت الانتخابات وتدفّقت الأموال وسخّرتم إعلاما مأجورا (طبعا هناك شرفاء القطاع) للتّغطية عن المطالب المرجوّة من الانتخابات الجديدة ودفعتم التونسيات والتونسيّين دفعا لكي يختاروا إمّا حكومة من رحم الترويكا "ستعيد تونس إلى عهود غابرة وتدفع بها نحو الاقتتال والإرهاب" وإمّا "حكومة تكرّس الحداثة والتقدّم وتتصدّى للمشاريع الظلاميّة"، وفي الواقع ليس هذا الخيار غير إعادة الحياة لمنظومة حكم وفريق من اللّصوص ثار ضدّهم الشعب ودفع ضريبة ثورته الدّماء والدّموع...وكلّ ذلك وأنتم تقنعون أنفسكم أنّكم في الاتّجاه الصّحيح، وأنّ الجبهة "غير قادرة على الحكم" و"أنها لا تحوز على كفاءات" و"أنّها تعراض من أجل المعارضة" وخوّنتم قياداتها وشككتم في حسن نواياهم...فإلى أين وصلتم؟

تجدون أنفسكم أخيرا منقادون رغم أنوفكم للقبول بدعاية جديدة، صنعها "من هم فوق" ويطبّقها ويدعو لها "من هم تحت"، أولئك الذين يغرقون في الأزمة وفي وحلها... تجدون أنفسكم تقبلون "الأمر الواقع" ولصعوبة الظّرف "لا بدّ من قبول التعايش بين النهضة والنّداء" وأنّه "لا مستقبل لغير ائتلاف واسع بين الحزبين الكبيرين" (مثلما يوهمكم بذلك أبواق كلا الحزبين ومهندسي "الحلف المقدّس")... إذن "ذوقوا ممّما كنتم به تكذّبون"، وأمّا نحن في الجبهة فقد أحرزنا تقدّما هامّا وهو وحدة جبهتنا وصحّة مواقفنا ومبدئيّتها وسوف تتجسّد في الواقع، مثلما تثبته الأيّام دوما"

أتركوا الجبهة الشعبية في حالها إن لم تستطيعون الإنخراط في نضالاتها فهي 
و كما قال القائد والمفكّر الأممي ف.إ.لينين (ما العمل):

"نحن نسير جماعة متراصة في طريق وعر صعب، متكاتفين بقوة. ومن جميع الجهات يطوقنا الأعداء، وينبغي لنا أن نسير على الدوام تقريبا ونحن عرضة لنيرانهم .
لقد اتحدنا بملء إرادتنا، اتحدنا بغية مقارعة الأعـداء بالذات، لا للوقوع في المستنقع المجاورالذي لامنا سكانه منذ البدء لأننا اتحدنا في جماعة على حدة وفضلنا طريق النضال على طريق المهادنة.

وإذا بعض منا يأخذ بالصياح : "هلمّوا إلى هذا المستنقع! وعندما يقال لهم : ألا تخجلون، يعترضون قائلين :ما أجهلكم يا هؤلاء ! ألا تستحون أن تنكروا علينا حرية دعوتكم إلى الطريق الأحسن !

– صحيح، صحيح أيها السادة! إنكم أحرار لا في أن تدعوا وحسب، بل أيضا في الذهاب إلى المكان الذي يطيب لكم، إلى المستنقع إن شئتم؛ ونحن نرى أن مكانكم أنتم هو المستنقع بالذات، ونحن على استعداد للمساعدة بقدر الطاقة على انتقالكم أنتم إليه.

ولكن رجاءنا أن تتركوا أيدينا، أن لا تتعلقوا بأذيالنا، أن لا تلطخوا كلمة الحــرية العظمى، ذلك لأننا نحن أيضا "أحرار" في السير إلى حيث نريد، أحرار في النضال لا ضد المستنقع وحسب بل أيضا ضد الذين يعرجون عليه!"



شريف الخرايفي

mardi 27 janvier 2015

رسالة مفتوحة للنداء



رسالة مفتوحة للنداء


راهو الغنوشي يتمسكن حتى يتمكن و ما يكون خصيمكم كان هو

سيبوا الجبهة و تشويه الجبهة 

راهي الجبهة تحب الخير لتونس و ما هيش غدّارة و مقترحاتها و نقدها يفيدكم و يقويكم لو كنتم صادقين مع تونس و مع شعبها 

أما النهضة فهي تتعامل مع تونس كغزات و مع خيراتها كغنيمة حرب و مع أهلها كموالي

أما إذا كنتم بيوعة و خونة و لا تريدون الخير لتونس فعليكم بالنهضة و فخّار يكسّر بعضو و لا قمتو

و الشعب سيجد طريقه و سيعرف منهو خانو و منهو هانو و سيلقي بكم في مزبلة التاريخ طال الزمان أو قصر

الجبهة الشعبية بيــــــــــــــــــــان حول الانتخابات في اليونان




الجبهة الشعبية بيــــــــــــــــــــان حول الانتخابات في اليونان



بعد أن حققت جبهة "سيريزا" المكونة من القوى التقدمية واليسارية الاجتماعية فوزا تاريخيا في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس الأحد 25 جانفي 2015 في اليونان الذي عاش طيلة السنوات الأخيرة أوضاعا اقتصادية واجتماعية صعبة أفضت إلى أزمة سياسية حادة عصفت بالقوى الليبرالية اليمينية الحاكمة وبسياساتها اللاشعبية، فإن الجبهة الشعبية إذ تهنئ الشعب اليوناني وقيادته الجديدة، تعتبر أن هذه النتائج جاءت لتؤكد :

- فشل إملاءات الصناديق الدولية المكوّنة أساسا من ترويكا (الاتحاد الأوربي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي) ووصفاتها الجاهزة التي سهرت على تنفيذها وإخضاع اليونانيين لها.

- رغبة الشعب اليوناني في اختيار القيادة السياسية الجديدة التي قدمت برامج عاجلة للإنقاذ بالاعتماد على اقتصاد وطني تلعب فيه الدولة دورا مهمّا ويقرّ بصورة عاجلة إجراءات لفائدة الفئات الضعيفة لضمان حقها في مجانية الخدمات الصحية ومعالجة الفقر والبطالة التي ضربت ربع سكان هذا البلد.

- نجاح الشعب اليوناني في القطع مع السياسات الاقتصادية الظالمة وهو ما يمثل دلالة من داخل أوروبا على فشل نمط التنمية التقليدي القائم على التداين والتبعية وزيادة تفقير الفئات المسحوقة تحت غطاء "التقشف" وعلى وجود بدائل أخرى قادرة على تحسين أوضاع هذه الفئات.

- أهمية اتحاد القوى التقدمية والاجتماعية في جبهة سياسية واحدة لتتحمّل مسؤوليتها أمام شعبها وأمام التاريخ، فكلما كانت هذه القوى مصرّة على وحدتها ووحدة الشعب إلاّ وازدادت قدرتها على مجابهة مخططات الرأسمالية الليبرالية المتوحشة وأدواتها في كل مكان.

 إن ما جرى في اليونان فيه درس لكل شعوب أوروبا التي تحملها حكوماتها تبعات أزمات لا مسئولية فيها. كما أن فيه عبرة لشعبنا في تونس الذي ظلت مختلف الحكومات التي تعاقبت على السلطة بعد سقوط بن علي تغالطه وتفرض عليه سياسات اقتصادية واجتماعية معادية لمصالحه وتقدمها على أنها قدر محتوم.

تونس في 26 جانفي 2015 الجبهة الشعبية




Habib Bououny


ما جرى في اليونان العظيمة هو جماع ما توصل إليه وعي البشرية جمعاء في مسارها النضالي ضد غطرسة الرأسمالية ، فلا الآنحراف اليميني الداعي للخضوع إلى واقع الامر والقبول بإملاءات الدوائر المالية الرأسماية على البلدان الواقعة تحت هيمنته ولا التنطع اليسراوي الرافض قطعيا لكل نضال من أجل تحقيق مكاسب آقتصادية وآجتماعيةفي ظل الرأسمالية السائدة عالميا بقادرين على تحقيق أي نصر مهما كان جزئيا ضد هيمنة رأس المال ولا على الآرتقاء بنضالات الشعوب وتدريبها على الصراع ضد أباطرة الثروة والمال. إن آنتصار الطبقة العاملة وعموم الشعب الكادح في اليونان خير مثال يحتذى من أجل تعميم آنتصار الشعوب في جميع أصقاع العالم ضد الحيتان الكبيرة وضد الرأسمالية.فلنعمل على توسيع الجبهة الشعبية ضد الرأسمالية المتوحشةولنعط الفرصة لشعبنا ولسائر الشعوب التائقة إلى الحرية من أجل التحرر والآنعتاق من ربقة آستعباد الإنسان لأخيه الإنسان

lundi 26 janvier 2015

فبحيث جاب الصيد من وذنو ياخي طلع صيد بوحصيرة


فبحيث جاب الصيد من وذنو ياخي طلع صيد بوحصيرة


الصيد طلع صيد بوحصيرة 

كما رواه لنا أبي: إذ كان في الماضي و في القرى الداخلية و في بعض الحفلات العمومية يتنكر أحدهم برأس صيد و يغطوه بحصيرة و يبدأ يتبختر فوق الركح و يزأر و الأطفال يتصايحون خوفا منه لأنهم يظنونه صيد بالحق

samedi 24 janvier 2015

لا تستحمروا الشعب التونسي


لا تستحمروا الشعب التونسي

وزير الداخلية المعين محمد ناجم الغرسلي هو نتاج صفقة بين نداء تونس وحركة النهضة لتمرير المصادقة على الحكومة في مجلس نواب الشعب 

ناجم الغرسلي لم ينجح كوالي في المهدية و التي بقيت اتعس ولاية من حيث التنمية 

الوالي الوحيد عين اثناء حكومة السبسي الاولى وبقي في حكومة الترويكا وحكومة التكنوقراط لانه انبطح لحركة النهضة 

ونظرا لقرابته لبن جدو .ناجم الغرسلي والي المهدية لكن النهضة كانت الامر الناهي في الولاية والى يومنا هذا لان الغرسلي ترك لهم المجال الغرسلي الذي لا يهمه سوى الكرسي الذي يجلس عليه . 

اهالي المهدية قاموا بثلاث محاولات ديقاج للوالي لكن الوالي كان يغيب ايام ويدير الولاية من الفندق الذي يختبأ فيه ثم يعود لما تهدأ الاجواء وبمساندة من النهضة وبن جدو 

لا تقولوا لنا ان ناجم الغرسلي كفاءة ،هو صحيح قاضي **(انظروا تعليق القضاة ككلثوم كنو في ذلك)،لكنه فشل كوالي وسيفشل كوزير لان شخص يحتقر الزوالي ويساند النافذين على حساب الفقراء وضعاف الحال ستكشف اوراقه بسرعة وسيكون السبب في افشال الحكومة والمائة يوم من الحكم ستبين للتونسيين حقيقة وزير الداخلية

منقول عن فيصل ميلادي

**
______________كلثوم كنو
شخصيا أقولها وبدون خوف ولا تردد وزير الداخلية ناجم الغرسلي أسوء اختيار قام به رئيس الحكومة انه قاضي غير مستقل لعب أدوارا قذرة في السابق تسبب في هرسلة زملائه القضاة الشرفاء تسبب في خصم أجورهم بدون موجب تعسف عليهم ارضاءا لأسياده اناذاك وهو من الانتهازيين الكبار ولا أثق فيه أبدا ولا أطمئن لادائه فهو من جماعة قلابة الفيستة
المفروض يكون مشمولا بالعدالة الانتقالية
ومثلما لم أكن احترمه في السابق وهو قاض ورئيس محكمة القصرين فانني لن أحترمه اليوم وهو وزيرا
_____________
Jamel Zemzmi *
اختيار سياسي ابداعي وموفق لوزير الداخلية الجديد القاضي محمد الناجم الغرسلي رجل قلبه مع نفسه وسيفه مع نفسه ومبدأه في الحياة " راجل امي هو بابا " ...
رجل الانتهازية في اعلى مراتبها = ثلثه الاول كان مع بورقيبة وبن علي كقاض وثلثه الثاني كان مع النهضة كوال وثلثه الاخير - وليس اخرا - مع التجمع كوزير ...
لا يعرف كلمة لا مطلقا الا لمنع حق او للتسويق لباطل ...
ومن الواضح ان اختياره راعى مصالح الاخوان والتجمعيين معا على اكمل وجه باعتباره قادر على الانتماء للطرفين معا ..
" وقال نوح رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا " (سورة نوح ) صدق الله العظيم .
________________
* سي جمال قاضي فاضل من أعضاء جمعية القضاء استقال مؤخّرا رفضا لاستمرار تكبيل القضاء 
______________

vendredi 23 janvier 2015

لماذا الحداد على ملك السعودية ؟؟؟؟



لماذا الحداد على ملك السعودية ؟؟؟؟ 




عوض أن يضغط حكامنا ما بعد الثورة الذين أقروا تحت ضغط شعبي كبير حرية التعبير و الضمير و المعتقد في الدستور و الذين هم مطالبون اليوم بوضع القوانين الاساسية و القوانين العادية لتطبيق الدستور و تفعيله على أرض الواقع و الارتقاء بالتونسيين انسانيا ، 

و الضغط على حكام السعودية من أجل اطلاق سراح رائف بدوي 

و الكف عن تشويه الاسلام بممارساتهم البشعة و الهمجية 

سكتوا عن هذه الجرائم و اكتفوا بتوكيل أمرهم الى الحكومات الغربية و منها الامريكية بالقيام بذلك

 و صمتوا عن جريمة اهتزّ لها العالم و اعتبروها شأنا داخليا لا يستحق التدخل فيه ؟؟؟ الجبن مازال يعتري حكامنا و طبقتنا السياسية بصفة عامة إزاء الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان في العالم الاسلامي العربي منه و غير العربي.

لماذا الحداد على ملك السعودية ؟؟؟؟ 

هل نال هذا الشرف جنودنا البواسل الذين سقطوا بفعل الارهاب الذي نشرته السعودية و موله حكامها على مدى عقود ؟؟؟

أي خدمة قدمها هذا الملك للإنسانية الذي يبيح جلد رائف بدوي و غيره من المواطنين السعوديين و قطع الرقاب و بتر الاطراف أمام المساجد و في الساحات العامة ؟؟؟

الدولة التونسية يبدو أنها لا زالت متفردة بالرأي و تتصرف وفق ميزاج سياسيها الذين لا يزالون بعيدين عن مستوى وعي الشعب التونسي و تطلعاته طمعا في بعض الدولارات المسمومة التي يجود بها السعوديون على حكامنا مقابل الاذعان لاملاءاتهم الدموية و السكيزوفرانية ؟؟؟؟

فضاعات  تمارس باسم الاسلام في السعودية و في البلدان التي تحكمها أنظمة دينية إسلامية ....ثم تقوم الطبقة الحاكمة في تونس باعلان الحداد على موت ملك السعودية متغاضية على كل هذه البشاعة المتسببة فيها المملكة السعودية بنشرها للوهابية و بتمويلها للارهاب و لتجنيدها للارهابيين.

مريم طنقورMariem Tangour

jeudi 22 janvier 2015

نضال لينين وستالين ضد التحريفية والانتهازية



نضال لينين وستالين ضد التحريفية والانتهازية




بدأ لينين حياته الفكرية والسياسية بعد دراسته للماركسية بشكل عميق ، وانخراطه في اتحاد النضال من أجل الطبقة العاملة ، وبرز نشاطه الفكري في العقد الأخير من القرن التاسع عشر ، وبداية القرن العشرين بعد أن كانت الماركسية قد حلت محل النظريات المعادية لها، ولكن الميول التي كانت تعبر عنها هذه النظريات ظهرت بأساليب جديدة داخل الماركسية مشكلة تيار معاديا لها ، وقد عبر لينين عن ذلك بأن هذه الظاهرة تعود تاريخيا إلى البرجوازية ، وقد ظهرت على شكل نزعة تحريفية من خلال الصراع الذي منيت فيه الاشتراكية الطوباوية بالهزيمة أمام الاشتراكية العلمية في ظل الماركسية وبين لينين مايلي:

1- في حقل الفلسفة:

ظهرت هذه النزعة التحريفية ضد المادية الديالكتيكية واستقى المحرفون أفكارهم من المثالية ، وحاولوا دحض الماركسية والصراع الطبقي معتمدين على الفلسفة الموروثة من القرون الوسطى \"اللاهوت\" ومكيفين مناهجهم المثالية والانتقادية وفقها.

2- في حقل الاقتصاد السياسي:

بين لينين أن المحرفين زعموا أن تمركز الإنتاج وإزالة الإنتاج الكبير للصغير لا يظهران في الزراعة ولا يسيران في التجارة والصناعة إلا ببطء شديدين ، وأن الأزمات في النظام الرأسمالي العالمي ، بدأت تضمحل وأن حدة التناقضات الطبقية تميل نحو الهبوط وهكذا برهن لينين أن المحرفين يريدون تجميل الإنتاج الصغير. كما أظهر بشكل محسوس تفوق الإنتاج الكبير على الصغير واندماج الزراعة في نظام التبادل للاقتصاد العالمي كما استنتج أن كل خطوة يخطوها العلم والتكنيك إلى الأمام تقوض بلا رحمة ولا هوادة أسس الإنتاج الصغير في المجتمع الرأسمالي، وما على المنتج الصغير والفلاح في هذا الواقع إلا أن يتبنى وجهة نظر البروليتاري في هذه المسألة . واكتشف أن المحرفين في القرن التاسع عشر ارتكبوا خطأ كبيرا من الناحية العملية عندما قاموا بتعميم سطحي لوقائع مختارة بصورة مغرضة دون النظر إلى صلتها بمجمل النظام الرأسمالي وبالتالي دفعوا الفلاحين وصغار المنتجين من الناحية السياسية إلى اعتناق وجهة النظر البرجوازية ،بدلا من دفعهم إلى تبني وجهة نظر البروليتاريا الثورية ، وقد بين لينين كل هذه المسائل في أوائل القرن العشرين وأثبت خلال دراساته مراحل الازدهار والنهوض الصناعيين ، وأن هذه الأزمات تزيد من حدة فوضى الإنتاج ومن تفاقم الشروط القاسية لمعيشة البروليتاريا ، ومن شدة طغيان الرأسمال وبالتالي تؤدي إلى ازدياد حدة التناقضات الطبقية إلى درجة لم يعرف لها مثيل من قبل وتؤدي في النهاية إلى إفلاس الرأسمالية تجاه الأزمات. 

3- في حقل السياسة: 

فند لينين مزاعم التحريفيين بكل جلاء ووضوح والقائلين بأن البرلمانية البرجوازية تقضي على الطبقات والصراع الطبقي ، مبينا أن هذه المفاهيم تندرج في نهج البرجوازية الليبرالية التي تدعي أن المواطنين كلهم يتمتعون بحق التصويت والاشتراك في شؤون الدولة وأنهم متساوون في الحقوق غير أنه أوضح بشكل ملموس في عصر الديمقراطية البرجوازية البرلمانية ، لا تخف حدة الفوارق الاقتصادية بين الطبقات بل تشتد وتتفاقم وأن النظام البرلماني يكشف جوهر أكثر الجمهوريات البرجوازية ديمقراطية بوصفها أجهزة للاضطهاد الطبقي ، وربما أن النظام البرلماني يساعد في تنوير وتنظيم جماهير من السكان إلا أنه لا يهيأ الوضع لزوال الأزمات والثورات السياسية ، بل يهيئ الحد الأقصى من تفاقم الحرب الأهلية إبان هذه الثورات. واستشهد بأحداث كومونة باريس عام 1871 والثورة الروسية الأولى علم 1905-1907 وأكد لينين أن من لا يدرك الديالكتيك الداخلي المحتوم في النظام البرلماني والديمقراطية البرجوازية لا يعرف كيف يقوم بدعاية وتحريض متطابقين مع المبادئ الاشتراكية واللذين من شأنهما تحضير الجماهير العمالية للاشتراك في النزاعات والانتفاضات والثورات اشتراكا مظفرا.

ونبه لينين من خطورة موقف التحريفية من الهدف النهائي للحركة الاشتراكية ودحض قول التحريفي إدوارد برنشتاين \"الهدف النهائي ليس بشيء\" الحركة هي كل شيء قائلا \" أن يحدد المرء سلوكه تبعا لكل حالة ووضع، أن يتكيف تبعا لأحداث الساعة لتغيرات الأمور السياسية الطفيفة ، أن ينسى مصالح البروليتاريا الجذرية من أجل منافع وقتية فعلية أو مفترضة تلك هي خطوط السياسية التحريفية\".

وفس لينين سبب كون التحريفية أعمق من اختلاف الخصائص القومية ودرجات تطور الرأسمالية؟ وأجاب لأنه في كل بلد رأسمالي تقوم أبدا إلى جانب البروليتاريا فئات واسعة من البرجوازية الصغيرة ومن صغار أرباب العمل ، إن الإنتاج الصغير قد ولد ولا يزال يولد الرأسمالية على الدوام . وأن هؤلاء المنتجين الصغار الجدد يدفعون بدورهم حتما إلى صفوف البروليتاريا وعليه يكون من الطبيعي تماما أن تتسرب المفاهيم البرجوازية الصغيرة أيضا إلى صفوف الأحزاب العمالية الواسعة ، وتنبأ لينين بأن نضال الماركسية الثورية الفكري ضد النزعة التحريفية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، هو ليس سوى مقدمة للمعارك الثورية الكبيرة التي ستخوضها البروليتاريا السائرة إلى الأمام نحو انتصار قضيتها التام \"انتصار الثورة البروليتارية وتحقيق الاشتراكية \" رغم كل تردد العناصر البرجوازية الصغيرة وتخاذلها.

غير أن المرحلة التي أعقبت تشكيل الأممية الثانية والتي كانت ذات طابع سلمي نسبيا في الحركة العمالية قد غذت التيار الانتهازي بوصفه اتجاها وأخيرا بوصفه جماعة أو فئة من البيروقراطية العمالية ورفاق الطريق البرجوازيين الصغار الذين خدعوا الجماهير العمالية بخطاباتهم وتصريحاتهم الزاعمة أن العمل السلمي ليس إلا تحضير للثورة البروليتارية ثم أيدوا برجوازية بلادهم في الحرب العالمية الأولى 1914-1918 تلك الحرب التي قامت من أجل اقتسام العالم من قبل البرجوازية الأوروبية واستثماره ومن أجل اضطهاد الشعوب واستغلال ثرواتها وقد عبر لينين عن هؤلاء الانتهازيين بمايلي: \" إن الأساس الطبقي للاشتراكية الشوفنية والانتهازية واحد كما أن المضمون السياسي لهما واحد أيضا\" . وكثيرون الذين خانوا الطبقة العاملة وخدعوها وعادوا الثورة البروليتارية عندما نضجت الظروف لقيادتها وفي مقدمتهم كاوتسكي بتروجهم لـ \"التعاون بين الطبقات ـ رفض ديكتاتورية البروليتاريا ـ رفض الأعمال الثورية والعنف الثوري ـ الإعتراف بلا قيد أو شرط بالشرعية البرجوازية ـ عدم الثقة باليروليتاريا\".

وذلك لأنهم قبلوا رشوة البرجوازية من فتات موائدها العامرة التي حققتها من استغلال واضطهاد واستثمار شعوب المستعمرات ومن عذاب سواد البروليتاريا وأنصاف البروليتاريا في الغرب وأصبح هؤلاء أيضا من رموز التوفيقية الوسطية الذين يريدون الجمع بين الاشتراكيين الثوريين والاشتراكيين الانتهازيين ، أي كانوا يريدون التوفيق بين الجماهير المناضلة وبين الأحزاب الإنتهازية المعادية للثورة وذلك ببضع جمل ذات دور ثوري ، لقد درس لينين ظاهرة التحريفية والانتهازية بشكل علمي عميق والتي نشأت في الحركة العمالية الأروبية والأمريكية في أوائل القرن العشرين وبدأ النضال ضد اتجاهين هما 1- النزعة التحريفية المتمثلة بـ \"الانتهازية والاصلاحية\" 2- الفوضوية المتمثلة بـ \"النقابية الفوضوية ، الاشتراكية الفوضوية \" .

وبين أن هذين الاتجاهين يظهران على شكل انحراف يميني انتهازي أو انحراف يساري متطرف وهذان الانحرافان هما انعكاس للفكر والسياسة عند البرجوازية الصغيرة ، وبدخول هذه الأفكار إلى الحركة العمالية يبدأ التردد في تكتيك البروليتاريا أو إلى إتباع نهج تكتيكي وحيد الجانب وإلى الاعتماد على منهج القفز من طرف إلى اخر الذي تتبعه البرجوازية في نضالها . هذا يتنافى مع المنهج الديالكتيكي الماركسي وهذا ما يؤثر في تعزيز النزعة التحريفية في الحركة العمالية وغالبا ما تدفع الخلافات داخل هذه الحركة إلى حد الانشقاق السافر ، ودعا لينين الحزب الماركسي الثوري إلى النضال ضد الانتهازية والتحريفية في الحركة العمالية والانفصال عنها حيث يقول : واجبنا إذا شئنا أن نظل اشتراكيين هو السير إلى أدنى إلى أعمق نحو الجماهير الحقيقية ، وأن الانفصال عن الانتهازية حتمي وضروري وهو طريق لا هوادة فيه ضد الانتهازية بدلا من سترها ـ تلك هي الخطة الماركسية الوحيدة في الحركة العمالية العالمية. 

وقد ناضل لينين ضد التيار الانتهازي في مؤتمرات الاحزاب الاشتراكية والاشتراكية الديمقراطية التي عقدوها منذ بداية القرن العشرين وحتى الحرب العالمية الاولى وذلك عندما ناقشوا جملة من المسائل أهمها:

1- مسألة المستعمرات والسياسة الاستعمارية.
2- علاقة الاحزاب الاشتراكية بالنقابات العمالية.
3- مسألة هجرة العمال.
4- مسألة حق النساء الانتخابي ومساوتهم بالرجال.

وفند لينين أفكار الانتهازيين وفضح مواقفهم ودل الاحزاب الاشتراكية على طريق النضال الصحيح. وأدى هذا النضال في مؤتمر / شتوتغارت/ عام /1907/ إلى الاعتراف بتضامن العمال من جميع البلدان في النضال الطبقي وكذلك في حق النساء الانتخابي ومساواتهم بالرجال وفي الوقوف ضد الحروب الاستعمارية واحتلال أراضي الغير بالقوة وإلى التقارب بين الأحزاب الاشتراكية والنقابات العمالية ثم التحالف معها ضد البرجوازية دون الوقوف على الحياد كما دعا التيار الانتهازي وإلى إقرار الثورة الاجتماعية والعزم على النضال حتى النهاية والاستعداد لأشد وسائل النضال ثورية.

وقد رد لينين فكريا على الكثير من التحريفين أمثال مارتوف وكاوتسكي مبينا أن الديمقراطية لها طابع طبقي وأنه لا توجد ديمقراطية خالصة ، وفي قضية دكتاتورية البروليتاريا بين أنها قضية موقف الدولة البروليتارية من البرجوازية وأنه بين المجتمع الرأسمالي والمجتمع الشيوعي تقع مرحلة انتقال تحدث فيها تحولات ثورية عميقة تناسبها مرحلة انتقال سياسي لا يمكن أن تكون الدولة فيها سوى الدكتاتورية الثورية للبروليتاريا ، أي أن لها طابع العنف الثوري وبيّن أن سلطة السوفيتات في روسيا هي أكثر ديمقراطية بمليون مرة من أوفر الجمهوريات البرجوازية ديمقراطية في أوروبا ، وأنه لا يمكن أن تقوم مساواة حقيقية بين المستثمرين والمستثمرين (بفتح التاء) ، كما برهن بأنه إذا لم تأخذ السوفييتات دورها الحقيقي كهيئات للدولة البروليتارية وتقوم بتحطيم آلة الدولة البرجوازية فإن ذلك قد يؤدي إلى الإفلاس المخزي ثم الارتداد والقمع من قبل البرجوازية في خضم هذا النضال الطبقي الضاري.

ومن المعروف أن التيار البلشقي الثوري الماركسي قد تصلب عوده في أوائل القرن العشرين داخل حزب العمال الاشتراكي الروسي من خلال نضاله الشديد ضد التحريفية والانتهازية بكافة أشكالها وأدى هذا النضال إلى انتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى في روسيا القيصرية بقيادة لينين عام /1917/ وتشكيل الاممية الثالثة عام /1919/ التي انبثقت عنها الاحزاب الشيوعية في أنحاء العالم والتي أدت دورا هاما في الحركة الثورية العالمية في النضال ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية وإلى دعم حركة التحرر الوطني العالمية ومن ثم القضاء على الاستعمار القديم الكولونيالي ومقاومة الاستعمار الحديث (الاقتصادي).

كانت تعاليم لينين بشأن هذه الظواهر والمسائل هامة في الحركة العمالية والشيوعية العالمية ودلت الماركسيين الثوريين على الطريق الثوري الصحيح في النضال من أجل سعادة الطبقة العاملة ومن أجل بناء حزب من طراز جديد يقود هذا النضال نحو النصر المظفر في الثورة البروليتارية وإقامة النظام الاشتراكي في أول دولة للعمال والفلاحين في العالم ألا وهي روسيا السوفيتية ثم اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية.

ستالين المناضل بلا هوادة من أجل نقاء الماركسية ـ اللينينية....

تابع ستالين ذلك الماركسي ـ اللينيني البلشفي نضاله العنيد والدائم ضد التحريفية والانتهازية بعد أن قاد الحركة العمالية في القفقاس في أوائل القرن العشرين بنجاح وكذلك قاد المعارك في العديد من الجبهات بنجاح تام ودحر جيوش كولتشاك ودينيكن وفرلانجل يودينيش في الحرب الأهلية بين عامي /1918-1920/ وكان مناضلا ومنظما حزبيا رفيع المستوى كما كان مفكرا مناهضا لأفكار وطروحات المناشفة ويبدو ذلك في كراسه (الثورة المسلحة وتكتيكنا) حيث أكد فيه على ضرورة النضال المسلح في سبيل القضاء على القيصرية واشرف على إصدار الصحف البلشفية في فترات السر والعلن وعلى رأسها جريدة \"البرفدا\".

ورغم إبعاده ونفيه إلى سبيريا خمس مرات بين عامي /1903-1917/ فإنه أصدر مؤلفه المشهور (الماركسية والمسألة القومية) هاجم فيه الاستقلال الثقافي القومي داخل حزب العمال الاشتراكي الروسي وأدانه باعتباره النهج الذي يؤدي إلى إنقسام في الحزب وإلى التبعية الاشتراكية للقومية ودافع عن وحدة ومختلف الجنسيات داخل الحزب المركزي الواحد وكان أحد البلاشفة الاوائل الذين آمنوا بانتصار الثورة في بلد واحد حيث قال: \"لا يمكننا أن نستبعد إمكانية أن تكون روسيا هي البلد التي ستفتح الطريق نحو الاشتراكية علينا التخلي عن الفكرة القديمة التي ترى أن أوروبا وحدها هي التي بمقدورها أن ترشدنا إلى الطريق\" وعندما أصبح بعد قيام ثورة أوكتوبر مفوض الشعب لشؤون القوميات أدرك بشكل بأن البرجوازية العالمية ستدعم البرجوازيات المحلية للأقليات القومية وكتب في هذا الصدد مايلي: (إن تقرير المصير ليس من حقوق الطبقة البرجوازية وإنما هو حق جماهير العمال في أية أمة من الأمم ينبغي أن يستخدم حق تقرير المصير كأداة للصراع من أجل الاشتراكية ولا بد أن يكون هذا الحق خاضعا للمبادىء الاشتراكية).

وعلى الضد من المناشفة الانتهازيين والتحريفيين بزعامة مارتوف وبلخنوف وغيرهم من الاشتراكيين والشعبيين والبرجوازين الذين كانوا يقولون أنه من المستحيل أن تنتصر الاشتراكية في روسيا ذلك البلد المتخلف وأن تزعم البلاشفة لحركة الثورة سيولد استبداد الديكتاتورية وسيشكل أرستقراطية جديدة فوق الجماهير ، ونادوا بتحرير روسيا من الطغيان البلشفي وإقامة النظام الديمقراطي البديل مروجين لفكرة الديمقراطية في المجتمع . وعندما احتدم الصراع داخل حزب البلاشفة (الحزب الشيوعي السوفياتي) بعد أن تغلبت ديكتاتورية البروليتاريا سياسيا وعسكريا على خصومها وذلك بتحالفها مع الفلاحين الفقراء والمتوسطين وبرز أمام قيادة الحزب ومفكريه السؤال الكبير هل ستكون البروليتاريا السوفيتية قادرة على بناء الاشتراكية في بلد متخلف يسوده الدمار؟ وقد أجاب لينين على ذلك بعبارة مكثفة : \"الشيوعية هي السلطة السوفيتية بالاضافة إلى كهربة البلاد بأسرها\" . وصاغ تعالميه بعد قيام دولة الاتحاد السوفيتي تشريعيا عام 1922 من أجل بناء الاشتراكية على شكل مهمات ثلاث يجب إنجازها وهي:

1- بناء الصناعة الثقيلة وتطوير الصناعة الحديثة.
2- بناء التعاونيات الزراعية الفلاحية.
3- إنجاز الثورة الثقافية.

وكانت السياسة الاقتصادية الجديدة \"النيب\" التي اتبعت منذ أوائل العشرينيات من القرن العشرين قد أحدثت سجالا إمتد حتى عام/1927/ داخل حزب البلاشفة كما ظهرت عدة تيارات داخل حزب البلاشفة مخالفة التعاليم اللينينية في بناء الدولة الاشتراكية الفتية. وبرز تروتسكي وأنصاره معارضين الاحتمالات والآفاق التي رسمها لينين للثورة الديمقراطية والثورة الاشتراكية في روسيا وأكدوا بأن ديكتاتورية البروليتاريا ستدخل في صدام مع جماهير الفلاحين وأن الاشتراكية السوفيتية لم تنتصر بدون مساعدة الثورة البروليتارية في أوروبا ، وفد استخدم تروتسكي مصطلحات كنظرية الثورة الدائمة ضد الملكية الاقطاعية والملكية البرجوازية التي ستتبعها البروليتاريا الروسية والتي لن تجد الحل إلا في مساعدة الثورة البروليتارية العالمية ، ولم يقتنع بأن البروليتاريا الروسية وحدها قد برهنت على كونها في الواقع ثورية حتى النهاية عندما قامت الثورة وانتصرت فيها ، وأن الثورة في أوروبا الغربية قد تخلفت في مضمونها وعادت إلى الماضي وبالتالي كان في لغوه اليساري حول \"الثورة العالمية\" قد التصق بفكر المناشفة الذين كانوا يعلنون بأنه لا الجماهير ولا الشروط الموضوعة ناضجة لبناء الاشتراكية في روسيا، وكان يقف منذ البداية منذ إصدار كتابه \"مهامنا الجديدة\" عام /1904/ وحتى كراسه \"مسارنا الجديد\" عام /1922/ ضد المبادىء اللينينية في بناء حزب من طراز جديد متهما لينين بشتى التهم السيئة وصابا افتراءاته وشتائمه فوق رأس ستالين طامحا للإمساك بزمام السلطة في الحزب البلشفي ومحاولا إقصاء الكوادر البشفية القديمة وإحلال محلها كوادر شابه ليس عندها الخبرة الكافية متسترا باتهامات لقيادة الحزب ما أنزل الله بها من سلطان . 

لقد ناضل ستالين والخط اللينيني في مرحلة بناء الصناعة الثقيلة والتعاون الزراعي ضد كل التيارات التحريفية والانتهازية التي ظهرت داخل الحزب فوقف ضد أفكار بوخارين القائلة (بأن التصنيع قد أدى إلى استغلال عسكري – إقطاعي للفلاحين) وأنه (يجب تلبية الحاجات التموينية الشعبية قبل البدء في عملية التصنيع الواسع الأبعاد) وأنه يمكن التقدم عبر علاقات السوق ودعا الفلاحين أن يغتنوا وقد وجه ستالين له انتقادا بأن شعار (اغتنوا) ليس شعار البلاشفة وإنما الشعار الصحيح هو (التراكم الاشتراكي).

وعندما رأت قيادة الحزب أن المخرج من حدوث مجاعة مرتقبة لدى سكان المدن بسبب احتكار الكولاك للقمح هو تطوير الكولخوزات بسرعة وقف بخارين ضد ذلك مشجعا المزارع الفلاحية الفردية وداعيا إلى إقامة (سلام طبقي) مع الكولاك الذين بدأوا يفرضون شروطهم على الحكومة السوفيتية، عندها أدرك الخط اللينيني وعلى رأسه ستالين أن الاشتراكية مهددة بالخطر من ثلاث جهات: 1- خطر اندلاع ثورات الجياع في المدن 2- وخطر تعزيز وضع الكولاك في الريف بحيث يصبح التصنيع الاشتراكي في حكم المستحيل 3- خطر التدخلات الاجنبية العسكرية المثير للقلق.

قرر ستالين نقل الثورة للريف وخوض الصراع النهائي ضد الطبقة الرأسمالية الاخيرة في الاتحاد السوفيتي وهي طبقة الكولاك أو البرجوازية الزراعية ، وأدى ذلك إلى تسريع عملية التعاون الزراعي بشكل يفوق الوصف من قبل الفلاحين الفقراء والمتوسطين وشن حملة ضد الكولاك وانتزع أملاكهم وطردهم من الارض في بعص الأحيان وإلى تصفية نفوذهم الاقتصادي والسياسي في الريف وذلك بمساعدة البروليتاريا عبر صراع طبقي حاد.

وعندما شنت الانتهازية اليمينية الممثلة بالمجموعة البوخارينية والمجموعة التروتسكية التي أخذت تشكك في العملية الانتاجية وتعتبر نزع أملاك الكولاك (مغامرة بيروقراطية) وأن الكولخوزات ستنهار ووصفوا التعاون الزراعي بأنه ذو طابع طوباوي كل ذلك بهدف تشويه موقف القيادة اللينينية وعلى رأسها ستالين ودعوا إلى الاطاحة بها غير أن النتائج الباهرة التي حققها التعاون الزراعي في الريف رد على كل تخرصاتهم وانتهازيتهم.

لقد شن تروتسكي على الخط الماركسي ـ اللينيني في الحزب البلشفي حملة يصف فيها قيادة الحزب (بالبيروقراطية الستالينية) وكان الهدف من ذلك الاطاحة بدكتاتورية البروليتاريا وتزعم الحزب ، غير أن لينين وستالين ورفاقهم المبدئيين كانوا يشنون حملة ضد البيروقراطية من أجل الحفاظ على نقاء الخط البلشفي وإلى تطوير الديمقراطية داخل الحزب وتنشيط التربية السياسية من أجل رفع الوعي السياسي للأعضاء الجدد. ومن أجل القضاء على الفساد البيروقراطي في الدولة والجهاز الحزبي طبقوا طريقة المراجعة والتطهير في الحزب في أعوام /1927-1929-1932-1937/ لكل الأعضاء غير المطابقين للمعاير الأولية (المعادون للثورة ـ الكولاك ـ الظباط البيض) والوصوليون والفاسدون والبيروقراطيون الذين يرفضون الانظباط الحزبي ويتجاهلون قرارات اللجنة المركزية ومرتكبوا الجرائم والمدمنون على الخمور.

وتصدى ستالين للمؤامرة التي انكشفت والتي قامت بها المجموعة التروتسكية المتعاونة مع كامنيف وزينوفييف عضو المكتب السياسي والتي كانت تدعم منظمة سرية معادية للشيوعية قامت باغتيال الشخصية البلشفية المعروفة (كيروف) عام /1934/ وأدى ذلك إلى إبعادهم إلى منفى داخل روسيا بينما تابع تروتسكي حملته الفكرية والإعلامية ضد القيادة البلشفية وضد ديكتاتورية البروليتاريا واصفا المناخ السياسي بأنه ملائم للإرهاب ومناديا بإقامة أممية رابعة ومشجعا على (الارهاب الفردي) وممجدا لقيام ثورة مسلحة ضد البلاشفة وبذلك أصبح ناطقا باسم الطبقات الرجعية المهزومة (الكولاك ـ القيصريون ـ البرجوازيون ـ والضباط البيض) أي أصبح ضد الشيوعية.

وناضل التيار المبدئي اللينيني وعلى رأسه ستالين ضد أعمال التخريب والتجسس والعبث التي يقوم بها جواسيس الدول الاجنبية في المناطق الاقتصادية في كازخستان والأورال وضد عملاء الدول الأجنبية في الداخل وعلى رأسهم التروتسكيون الذين وصلوا إلى بعض مواقع المسؤولية في الحزب والدولة وضد بعض القادة والذين ساهموا في إيصال عملاء الدول الأجنبية إلى هذه المواقع الهامة وتوصل ستالين إلى نتيجتين :

1- التخلص من السذاجة السياسية وسرعة التصديق وتعزيز اليقظة الثورية في الحزب وقال قوله المشهور \"كلما تقدمنا نحو الاشتراكية كلما تزداد حدة الصراع الطبقي\" .

2- الارتقاء بالتربية السياسية لكوادر الحزب عن طريق إقامة دورات سياسية بدءا من قيادة الخلايا وانتهاء بالقادة في قمة هرم الحزب وذلك من أجل الوقوف ضد كافة الانحرافات في الحزب وعلى الأخص اليسارية البيروقراطية ولكنه حذر من توسيع حملة التطهير في الحزب بدون معايير وكذلك حذر من القمع بطريقة تعسفية.

وتصدى لبرنامج بوخارين الذي كان يرتكز على إنهاء الصراع الطبقي وإنهاء اليقظة الثورية السياسية تجاه القوى المعادية للإشتراكية ويعد بتحسين فوري لمستوى حياة السكان، والديمقراطية للتيارات الانتهازية والاشتراكية الديمقراطية أي أن برنامجه كان يهدف إلى حماية البرجوازية الزراعية والتجارية وإيقاف التصنيع الثقيل وإقامة الصناعة الخفيفة ، كان تطبيق مثل هذا البرنامج سيؤدي حتما إلى الهزيمة أمام الفاشية والنازية أبان الحرب العالمية الثانية . والتطهيرات التي نفذتها القيادة البلشفية في الحزب (المدنيون والعسكريون) وضد معظم المعارضة التحريفية والانتهازية في الحزب والدولة هيأت الأجواء والأرضية الملائمة للرد على ألمانيا النازية وقادت الجيش والشعب إلى النصر المؤزر في 9/5/1945 عليها مجترحة المآثر والمعجزات في الوقت الذي كان ينادي فيه تروتسكي لقيام ثورة سياسية جديدة تسحق ما زعم بأنه بيروقراطية بلشفية.

وفي مقولته التي ساوى فيها (البلشفية بالنازية) يصف الستالينية بأنها تمهد الطريق لصعود الفاشية وانتصارها ويصفها بحليفتها المنحطة ويقول(تروتسكي): \" إن انحطاط الستالينية هو المشهد الأكثر فظاعة والأكثر قبحا في تاريخ الإنسانية\". يروج تروتسكي بهذه المقولات للدعاية الانهزامية وللروح الاستسلامية بشكل مضلل بغية خنق الثورة البلشفية والبروليتارية من خلال حقده على القيادة البلشفية واصفا إياها بأنها قوضت القوى الأخلاقية وروح المقاومة في البلاد عامة وفي اللحظات العصيبة ستجد نفسها عديمة الشرف والذمة ومرغمة على خيانة البلاد وبهذه المقولة يحرض النازية على الحرب ضد الاتحاد السوفييتي ويؤكد لها بأنها ستكسب الحرب . وكان معارضا لكل تدابير الحزب البلشفي الرامية إلى ممارسة رقابته السياسية على الجيش الأحمر بإدخال الفوضويين السياسيين إلى الجيش مدغدغا مشاعر النخبة لدى العسكريين وضباط الجيش ضد الحزب من أجل تفجير الجيش الأحمر من داخله وإشعال حرب أهلية وهم على أعتاب الحرب العالمية الثانية.

وفي دفاعه عن الموضوعة التي تقول : \" من أجل الاستعداد للحرب العدوانية النازية ينبغي ضرب البلاشفة وعلى رأسهم ستالين \" أصبح تروتسكي يتمرد ضد النظام القائم من أجل الإطاحة به فكشف عن نفسه بأنه العدو اللدود للشيوعية ، لقد ناضل ستالين وواجه تيارات مناهضة للماركسية اللينينية وعلى رأسها التروتسكية ـ المنشفية المتسترة خلف لغة يسارية متطرفة والبوخارينية (الانحراف نحو الاشتراكية الديمقراطية) والميول البونابرتية (داخل الجيش الأحمر) والقومية البرجوازية (التيتوية) التي اتخذت داخل الحزب الشيوعي اليوعسلافي مواقف مناهضة للماركسي ـ اللينينية قد بدأت تصدع الجبهة الموحدة للإشتراكية في أوروبا والواقفة ضد الإمبريالية وأدت هذه المواقف إلى تصفية الشيوعيين الحقيقيين في الحزب مما سبب انحرافا نحو الاشتراكية الديمقراطية التي تنادي بالانتقال إلى الاشتراكية دون صراع طبقي وإحلال السوق محل التخطيط الاقتصادي كما هاجم هذا التيار شعار \"ديكتاتورية البروليتاريا\" ثم أضعف دور الدولة في المجال الاقتصادي ومهاجمة الاتحاد السوفييتي وتأيده للعدوان الأمريكي على كوريا وبذلك تحولت التيتوية إلى أداة في يد الإمبريالية المعادية للشيوعية.

وقد حذر ستالين من تنامي النزعة القومية في الأحزاب الشيوعية واعتبرها عقبة إيديولوجية أساسية في طريق تشكيل الكوادر الطليعية الماركسية داخل هذه الأحزاب ، ورغم انشغاله في إعادة بناء ما دمر في الحرب العالمية الثانية داخل الاتحاد السوفييتي واهتمامه بالقضايا الدولية، فإنه أوضح بأن تأثير البرجوازية في الداخل والإمبريالية من الخارج كان ينعكس داخل الحزب في ظل أشكال من الانتهازية وكان على قناعة تامة بأن تطهيرا جديد داخل الحزب يجب أن يحدث ضد الانتهازية فقد ضعف النقد والنقد الذاتي والرقابة الحزبية من القاعدة وكذلك الانضباط الحزبي وعدم التزام بعض القادة بقرارات الحزب وقوانين الدولة وانتشار الفساد في أوساطهم وتراجع الاهتمام بالعمل الأيديولوجي مما هيأ أرضية لنمو البيروقراطية التي كان نبه منها لينين وقاومها ستالين ، كما هيأ لبروز تيار انتهازي تحريفي في قيادة الحزب بزعامة بيريا وخروتشوف ، وبعد موت ستالين عام /1953/ بدأ التراجع عن الخط اللينيني في المجال الفكري والسياسي وأعيد الاعتبار إلى العديد من الانتهازيين وأعداء اللينينية الذين أبعدهم ستالين مما هيأ ذلك لبداية الانحراف نحو نهج أدى بعد أربعين عاما إلى إنتصار ثورة مضادة للاشتراكية في الاتحاد السوفييتي على أيد الانتهازيين والتحريفيين والصهيونيين والمرتدين.

لقد صدق ستالين القول \"سيضعون الزبل على قبري ولكن التاريخ كفيل بإزالته\"

جهاد البطل

ردا على محسن مرزوق :


ردا على محسن مرزوق :




عاشت الجبهة الشعبية في المعارضة أحسن من أن تكون ضمن فريق العملاء و القتلة  و الفاسدين و الإنتهازيين و الفاشلين

mardi 20 janvier 2015

منذ متى الأحرار يقولون للكلب يا سيدي؟



منذ متى الأحرار يقولون للكلب يا سيدي؟


في تعليق لفريد الإمام:

نسيتو حرق مقرّات النداء في كلّ مناطق الجمهوريّة؟
نسيتو الهجومات على الإجتماعات وتفسيدها؟
نسيتو التهديد بالقتل والتهديد بحرق النزل في جربة لأنّه سوّغ قاعة الاجتماعات للنداء؟
نسيتو السبّان في الباجي (الكوش،ماهوش باش يعيش للانتخابات...)؟
نسيتو السبّان في النداء (التجمّع، داء تونس...)؟
نسيتو مساندة النهضاويٌين المطلقة للمخلوع 2 مرزوقي في الدور الأوّل ثمّ في الدور الثاني؟
لماذا استشهد لطفي نڤص؟
لماذا أستشهد شكري بلعيد؟
لماذا أستشهد البراهمي؟
لماذا أستشهد سقراط؟
لماذا قضينا "قْوَايِل" تحت 45 درجة سخانة في باردو نطالبهم بالرحيل؟
لماذا شقّينا الفطر في ساحة باردو على كاس ماء وكسكروت؟
لماذا شيّحنا ريقنا في إقناع أصدقاءنا وجيراننا ومن نعرف ومن لا نعرف في الشارع، عند الحجّام، في الكار... وفي كلّ مكان لانتخاب النداء والباجي؟
لماذا ذهبنا أصلا للانتخابات 3 مرّات متتالية؟
هل فعلنا كلّ هذا يا باجي يا قائد السبسي لتغدر بنا وتشرّك النهضة في الحكومة

و كما قالت النائبة عن نداء تونس فاطمة المسدي: "إذا كان للنهضة كفاءات ومشاريع فلماذا لم توظفها في فترة 
" حكمها؟




و على رأي روضة الدريدي:"انتخبتوا المؤتمر القيتوا النهضة , انتخبتوا التّكتّل القيتوا النهضة انتخبتوا النّداء ان شاء الله ما تلقاوِشْ النهضة ...؟ و الاّ فاش قام مصاريف بالمليارات و انتخابات كنتم اختصرتم الطريق وبايعتوهم في خربة مونبليزير و ارتحنا ...قالوا ديمقراطية و انتخابات ..."


النهضة جربناهم، فكانت النتيجة كارثية، ما شفنا منهم كان النهب و الارهاب والقتل والأوساخ و بث الفتن.


بعض الندائيين و يعبّر عنهم أحدهم وهو يسمي نفسه سيدي المنصف و ما أنظف هذا الإسم الذي استعاره لأنه لا ينسجم معه فكان عليه بتسمية نفسه قرملة لا دين لا ملّة حسب منطوق كلامه في تبرير تشريك النداء للنهضة في الحكم 

يقول هذا النجس :"اذا ما يشاركوش في الحكومة البلاد ما ترحكش و يخوضوها و اذا عندك حاجة عند الكلب قلو يا سيدي حتى يتفاضى بيهم الباجي و مبعد يحاسبهم"

منذ متى الأحرار يقولون للكلب يا سيدي؟

 فهذا المنطق هو منطق العبيد و الجبناء و الإنتهازيين و حثالة القوم و إذا كان النداء من طينة هذا السيد الغير محترم و يتبع منهجه فعلى الدنيا السلام و بئس النداء هو و عليه تغيير اسمه ليصبح النعيق

lundi 19 janvier 2015

تكونشي تونس تباعت شقف وسلعة..؟



تكونشي تونس تباعت شقف وسلعة..؟




دَادَهْ بوشمّاوي قالتلكم لازم مصارحة الشّعب ... آش أكثر مناش باش تصارحوه هالشّعب المِبْلِي:
- البلاد و مرهونة لصندوق النقد الدّولي 

- والخزينة فارغة 

- و النّاس تتضارب على الكراسي 

- والإرهاب متربص بأولادها خدمة للسّياسة 

- ومافماش عدالة انتقالية وضريبية ... 

وبعد باش آش ما زال الشعب ما يعرفوش؟

- تكونشي تونس تباعت شقف وسلعة و فرّطوا فيها مقابل الدّيون ؟ 

روضة الدريدي

dimanche 18 janvier 2015

حكومة الباجي قد تعيدنا لماضي ثرنا عليه



حكومة الباجي قد تعيدنا لماضي ثرنا عليه

المرحلة القادمة حرجة بالنسبة للشعب التونسي الذي يأمل من الحكومة الجديدة بعض الإصلاحات الإقتصادية الضرورية و المستعجلة  لتحدّ من البطالة و غلاء الأسعار و التخفيف من حدّة التهميش للجهات المحرومة و مقاومة الإرهاب ..و كلها
ستبقى من الوعود الإنتخابية يسمعها في كل الحملات الإنتخابية و لا يراها تتجسد في الواقع و لو للحظة هذا من جهة

ومن جهة ثانية المرحلة القادمة حرجة بالنسبة للحكومة التونسية الجديدة التّي ستكون بين المطرقة والسندان.

سيكون على الحكومة اعتماد تدابير تقشّفية من قبيل خفض الدّعم ورفع الأسعار، بالإضافة إلى خفض الإنفاق، لمواجهة عجز الموازنة وتفاقم المديونيّة، بما يتلاءم مع شروط المؤسّسات الماليّة العالميّة التّي تدفع نحو "إصلاحات هيكليّة" في المرحلة المقبلة. صعوبة هذه الإجراءات لا تكمن فقط في الغضب الشعبي الذّي قد تخلفه بل أيضا في غياب التوافق حول كلفتها الاجتماعيّة 

فهي مطالبة بترميم الوضع الاقتصادي بما يضمن حدّا
 أدنى من الاستقرار من جهة، والعمل على الحدّ من المطلبيّة وترويض الحراك الاجتماعي من دون إجراء إصلاحات جذريّة باتّجاه إعادة توزيع الثروة، من جهة ثانية. 

هذا يعني عمليّا العودة إلى المعالجات الأمنيّة للتناقضات الاقتصادية. واختيار الحبيب الصّيد يجب أن يُوضع في هذا الإطار.

تونس تعيش اليوم حالة إرتداد من ثورة إلى إعادة تشكّل للنظام القديم، ولو في شكل معدّل، خصوصا بعد فوز حركة نداء تونس في الانتخابات التشريعيّة وصعود رئيس الحركة الباجي قايد السبسي إلى رئاسة الجمهوريّة. 

و تكليف الحبيب الصّيد، المسؤول المخضرم، الذّي عمل في وزارة الداخليّة إبّان حكم بن علي قبل أن يُعيّن وزيرا للداخليّة بعد الثورة، ومن ثَمّ وزيرا مستشارا مكلّفا بالشؤون الأمنيّة لدى حمّادي الجبالي رئيس الحكومة الأولى التّي شكّلتها حركة النهضة المتأسلمة مع حلفائها إثر انتخابات المجلس التأسيسي في 2011.. 

و نظرا أن حركة نداء تونس لا تريد أن تتحمّل بمفردها ثقل إدارة مرحلة قد تستنزف شعبيتها، وهي تعلم أن إشراك حركة النهضة قد يساهم في تحمل الأعباء معا أو في استقرار الأوضاع بالنظر إلى وزنها السياسي كالقوّة الثانية، وإلى التقارب في الطروحات الاقتصادية، وبالنظر خصوصا إلى الخارطة الانتخابيّة التّي أفرزت استقطابا بين الشمال وبين الجنوب الذّي صوّت بكثافة للإسلاميين. إشراك حركة النهضة في الحكم سيفتح مجال المشاركة لنخب من الأطراف والجهات الداخليّة، وعموما لنُخب جديدة كانت مقصيّة لعقود، ممّا سيسمح بترويض الحراك الاجتماعي وضمان توازن النظام السياسي الجديد..

و هذا ما أثار المخاوف من عودة السلطويّة القديمة (التجمع)و الجديدة (النهضة)والتضييق على الحريّات وإمكانية العودة إلى الاستبداد.

samedi 17 janvier 2015

"من لم ينتخب النداء كأنه إنتخب النهضة" ؛Poisson d'avril


"من لم ينتخب النداء كأنه إنتخب النهضة" ؛Poisson d'avril




حمة الهمامي يصرّح:

يلزم اشارات للشعب باش يحس بالامل أهمها ملف جرحى الثورة وإصلاح الجهاز الأمني في إطار جمهوري وضرورة تحسين العلاقات مع عدة دول العربية والتدخل الأجنبي ما هوشي باش يلقى حل لأنو التدخل الأجنبي ساهم في انتشار ظاهرة الإرهاب ...

يلزم تنسيق جهوي بين الدول العربية ويلزم نقاومو الارهاب بالتنمية والتشغيل خاصة في المناطق الحدودية والحل الامني وحدو ميقضيش على الظاهرة

وقال النّاطق بإسم الجبهة الشعبية في حوار مع “موزاييك أف أم” اليوم الجمعة 16 جانفي 2015، إن مشاورات الجبهة مع رئيس الحكومة المكلّف الحبيب الصّيد تبيّن أنّه من الوارد تشريك عناصر أو مقرّبين من حركة النهضة، بالتالي فإن الجبهة الشعبية غير معنية بالمشاركة في هذه الحكومة.

كما أكّد النّاطق الرّسمي بإسم الجبهة الشعبية حمّة الهمّامي تمسّك الجبهة بعدم تشريك حركة النهضة في الحكومة القادمة، مضيفا أن هذا الموقف لا يعني إقصاءها من الحياة السياسية

كما بيّن الهمّامي أنّه من الأجدر لنداء تونس أن يتحالف مع الأحزاب الليبرالية التي تتّفق معه، مشيرا إلى أنّه إذا ما تمّ تشريك النهضة فإن ذلك يعتبر تراجعا عن الوعود التي قطعها النداء خلال حملته الانتخابية و يعدّ خيانة للمليون إمرأة التي إنتخبته على أساس أن حملته الإنتخابية أقامها ضد النهضة :'من لم ينتخب النداء كأنه انتخب النهضة"


كما إلتقي وفد من الجبهة الشعبية يوم الخميس 15 جانفي 2015، برئيس الحكومة المكلّف الحبيب الصّيد، وتمّ خلال هذا اللقاء مناقشة المقترحات الكتابية التي تقدّمت بها الجبهة منذ أيام وأهمّها:
- استبعاد الحكومة رموز النظام القديم والترويكا من تركيبتها
- وضوح المهام ومحدودية العدد بأقل تكلفة لميزانية الدولة
- كشف الحقيقة في الاغتيالات السياسية
- الشروع الفعلي في إصلاح وهيكلة المنظومة الأمنية والدفاعية واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأعوان والجنود
- إعادة النظر في قانون العدالة الانتقالية بما يضمن محاسبة كل من أجرم في حق الشعب
- إجراءات اقتصادية واجتماعية وتربوية عاجلة لا تقبل التأجيل

للتذكير، فإن الجبهة الشعبية لن تقدّم أسماء إلى رئيس الحكومة المكلّف.

vendredi 16 janvier 2015

الحركة الملعونة



الحركة الملعونة


ستلاحقهم لعنة شكري و البراهمي و لطفي نقض و لعنة جنودنا و أمنيينا و مواطني سليانة و غيرهم إلى أبد الآبدين و سيكونون ملعونين هؤلاء المجرمين 

كما ستلاحق هذه اللعنة كل من سيضع يده في يد النهضة و لكم في التكتّل و الCPR و الجمهوري ...و غيرهم أحسن مثال يا ذوي الألباب

mardi 13 janvier 2015

10 دروس من "شارلي ايبدو":



10 دروس من "شارلي ايبدو":





الدرس الأول: لا يمكن بأي حال من الأحوال تبرير القتل والإرهاب...

الدرس الثاني: لا يمكن مواجهة القلم والريشة بالكلاشنكوف والرشاش والأحزمة الناسفة

الدرس الثالث: استفزاز المشاعر الدينية بطريقة عنصرية لا يدخل ضمن حرية الرأي والتعبير، والرسوم التي تنشرها شارلي ايبدو هي رسوم عنصرية ضد عموم المسلمين وهي جريمة من المفروض أن يعاقب عليها القانون.

الدرس الرابع: استفزاز المشاعر الدينية يقوي الإرهاب

الدرس الخامس: مواجهة المواقف العنصرية ضد المسلمين باّلإرهاب والعنف يقوي هذه المواقف ويزيد من انتشارها والدليل أن "شارلي ايبدو" سوف تصدر بعد العملية الإرهابية الأخيرة بالملايين وبأكثر من لغة.

الدرس السادس: مازال دم العربي والمسلم رخيص أمام الدم الغربي وقد رأينا كيف وقف كل العالم مع فرنسا في حين لا أحد يهتم بالعشرات من المسلمين والعرب الذين يقتلون كل يوم بدم بارد في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين إلخ...

الدرس السابع: لا يمكن القضاء على الإرهاب العالمي والعالم يحكمه الإرهابيون من رؤساء وملوك وسلاطين وعصابات إجرامية... فأغلب الحكام الذين نددوا بالعملية الإرهابية الأخيرة في فرنسا وشاركوا في المسيرة التاريخية بباريس إرهابيون غارقون في الدم حتى الركبة...

الدرس الثامن: الإرهاب هو ممارسة جبانة وسهلة ولا يتطلب ذكاء كبيرا من منفذيه ما عدى تسلحهم بإيديولوجيا القتل والتدمير لذلك فإن القضاء على الإرهاب يتطلب القضاء على أسبابه ومن أهمها الجهل والفقر والشعور بالظلم والقهر والغبن.

الدرس التاسع: الإرهاب هو ورقة في يد القوى الامبريالية والصهيونية والرجعيات العربية تلعبها كلما اشتدت أزماتها وفشلت في احتواء الهزات الاجتماعية التي تهدد سلطتها.

الدرس العاشر: لا يمكن للعرب والمسلمين أن ينهضوا وهم مكبلون بأنظمة رجعية واستبدادية تغذي الإرهاب وتمهد التربة لإنتشاره.


عبد الجبار المدّوري

هكذا تستفيد الحكومات من مآسي شبابنا


هكذا تستفيد الحكومات من مآسي شبابنا




الشباب من همّ البطالة يلقي بنفسه من محرقة لمحرقة و وزيرنا يحسب في كل الشباب الذين إنتحروا يأسا من البطالة و الشباب الذين حرقوا لإيطاليا و أهلهم ما يعرفوش عليهم هل هم حيين أو ميتين و الحكومة لم تحرك ساكنا للبحث عنهم و معرفة مصيرهم  و يحسب في كل من جنّدته الدواعش و  التيارات الإرهابية ضمن الذين وجدوا عملا هكذا يستفيدون من مآسي شبابنا في إحصائياتهم

lundi 12 janvier 2015

فصول من الدولة و الثورة قد تفيدنا في فهم ثورتنا


فصول من الدولة و الثورة قد تفيدنا في فهم ثورتنا


الفصل الثالث
خبرة كومونة باريس سنة 1871. تحليل ماركس


1. بمَ تتلخص البطولة في محاولة الكومونيين ؟

من المعروف أن ماركس قد حذر العمال الباريسيين قبل الكومونة بعدة أشهر، في خريف سنة 1870، مبرهنا أن محاولة إسقاط الحكومة تكون حماقة اليأس. ولكن عندما فرضت على العمال المعركة الفاصلة في مارس سنة 1871، وعندما قبلها هؤلاء وغدا الإنتفاض أمرا واقعا، حيا ماركس الثورة البروليتارية بمنتهى الحماسة رغم نذير الشؤم. لم يتشبث ماركس بشجب دعي لحركة « جاءت في غير أوانيها » على غرار المرتد الروسي السيئ الشهرة عن الماركسية بليخانوف الذي كتب في نوفمبر سنة 1905 مشجعا نضال العمال والفلاحين، ثم، بعد ديسمبر سنة 1905، أخذ يصرخ على نمط الليبراليين: « ما كان علينا حمل السلاح ».

ولكن ماركس لم يكتف بالإعجاب ببطولة الكومونيين الذين « هبوا لمهاجمة السماء » حسب تعبيره. ففي هذه الحركة الثورية الجماهيرية، وإن كانت لم تبلغ الهدف، قد رأى خبرة تاريخية ذات أهمية كبرى، خطوة معينة إلى الأمام تخطوها الثورة البروليتارية العالمية، خطوة عملية أهم من مئات البرامج والمحاكمات. وقد وضع ماركس نصب عينيه مهمة تحليل هذه الخبرة واستخلاص الدروس التكتيكية منها وإعادة النظر في نظريته على أساس هذه الخبرة.

« فالتعديل » الوحيد الذي اعتبر ماركس من الضروري إدخاله على « البيان الشيوعي » قد استوحاه من خبرة الكومونيين الباريسيين الثورية.

إن آخر مقدمة لطبعة ألمانية جديدة من « البيان الشيوعي » وقعها مؤلفاه معا تحمل تاريخ 24 يونيو سنة 1872. وفي هذه المقدمة يقول المؤلفان كارل ماركس وفريدريك إنجلس أم برنامج « البيان الشيوعي » « قد شاخ اليوم في بعض أماكنه ».

« … وبوجه خاص برهنت الكومونة أن « الطبقة العاملة لا تستطيع أن تكتفي بالاستيلاء على آلة الدولة جاهزة وأن تحركها لأهدافها الخاصة »… »

والكلمات الموضوعة ضمن القوسين المزدوجين في هذا المقتطف قد اقتبسهما المؤلفات من كتاب ماركس: « الحرب الأهلية في فرنسا ».

وهكذا، إن ماركس وإنجلس قد اعتبرا درسا من الدروس الأساسية الرئيسية التي أعطتها كومونة باريس على درجة من الجسامة بحيث أدخلاه في « البيان الشيوعي » باعتباره تعديلا جوهريا.

ومما هو بليغ في مدلوله أن الإنتهازيين قد شوهوا هذا التعديل الجوهري بالذات، وأن تسعة أعشار قراء « البيان الشيوعي »، إن لم يكن تسعة وتسعين بالمائة منهم، يجهلون التأكيد على معناه. وسنتناول هذا التشويه بالتفصيل فيما يأتي، في فصل خاص بالتشويهات. أمّا هنا فحسبنا أن نشير إلى أن « المفهوم » المبتذل الشائع لعبارة ماركس المعروفة التي أوردناها يتلخص في زعم مفاده أن ماركس يؤكد هنا فكرة التطور البطيء خلافا للاستيلاء على السلطة وهلم جرا.

والحقيقة هي العكس تماما. تتلخص فكرة ماركس في أن واجب الطبقة العاملة هو تحطيم « آلة الدولة الجاهزة » وكسرها، لا الإكتفاء بمجرد الاستيلاء عليها.

ففي الثاني عشر من أبريل سنة 1871، أي في أيام الكومونة بالذات، كتب ماركس إلى كوغلمان:

« … إذا ما ألقيت نظرة إلى الفصل الأخير من كتابي « 18 برومير » رأيت أني أعلنت أن المحاولة التالية للثورة الفرنسية يجب أن تكون لا نقل الآلة البيروقراطية العسكرية من يد إلى أخرى كما كان يحدث حتى الآن، بل تحطيمها » (التشديد لماركس. وفي الأصل كلمة zerbrechen). « وهذا هو الشرط الأولي لكل ثورة شعبية حقا في القارة. وفي هذا بالذات تتلخص محاولة رفاقنا الباريسيين الأبطال » (ص 709 في « Neue Zeit »، 20، 1، سنة 1901-1902). (صدرت رسائل ماركس إلى كوغلمان بالروسية فيما لا يقل عن طبعتين أشرفت على تحرير احداهما وقدمت لها).

في هذه الكلمات: « تحطيم الآلة الدولة البيروقراطية العسكرية » أعرب بإيجاز عن درس الماركسية الرئيسي بشأن واجبات البروليتاريا في الثورة حيال الدولة. وهذا الدرس بالذات لم يقتصر « تأويل » الماركسية الكاوتسكي السائد على نسيانه تماماً بل وشوهه تشويها !

وفيما يخص الفقرة التي يرجع إليها ماركس من « 18 برومير » فقد أوردناها كاملة فيما تقدم.

وتنبغي الإشارة بوجه خاص إلى نقطتين من فقرة ماركس المذكورة. أولا، أنه يقتصر استنتاجه على القارة. وقد كان هذا مفهوما سنة 1871، عندما كانت إنجلترا ما تزال نموذجا لبلاد رأسمالية صرف، ولكنها خالية من الطغمة العسكرية ولحد بعيد من البيروقراطية. ولذا استثنى ماركس إنجلترا حيث كانت الثورة، بما في ذلك الثورة الشعبية، تبدو آنذاك ممكنة، وكانت ممكنة بدون تحطيم « آلة الدولة الجاهزة » كشرط أولي.

في الوقت الحاضر، في سنة 1917، في عصر أول حرب إمبريالية كبرى، يسقط تحديد ماركس هذا. فإنجلترا وأمريكا، أكبر وآخر ممثلي « الحرية » الأنجلو-سكسونية في العالم قاطبة، بمعنى انعدام الطغمة العسكرية والبيروقراطية، قد انزلقتا بصورة تامة في المستنقع الأوروبي العام، المستنقع القذر والدامي للمؤسسات البيروقراطية والعسكرية التي تخضع لنفسها كل شيء، وتخمد كل شيء. « فالشرط الأولي لكل ثورة شعبية حقاً » هو، في الوقت الحاضر، في إنجلترا وأمريكا كذلك، تحطيم وتدمير « آلة الدولة الجاهزة » (التي أعدت في هذين البلدين خلال سنوات 1914-1917 لدرجة الكمال « الأوروبي »، الامبريالي العام).

ثانيا، تستحق انتباها خاصا ملاحظة ماركس العميقة منتهى العمق القائلة أن تحطيم آلة الدولة البيروقراطية والعسكرية هو « الشرط الأولي لكل ثورة شعبية حقا ». ويبدو مفهوم الثورة « الشعبية » هذا مستغربا على لسان ماركس. ويبدو أن بإمكان البليخانوفيين والمناشفة الروس، اتباع ستروفه هؤلاء الذين يريدون أن يُعتبروا ماركسيين، فقد شوهوا الماركسية تشويها ليبراليا حقيرا بحيث لم يعودوا يرون معه غير معارضة الثورة البرجوازية بالثورة البروليتارية، وهم فوق ذلك يفهمون هذا التعارض بجمود ما بعده جمود.

إذا ما أخذنا على سبيل المثل ثورات القرن العشرين فلا بد من الاعتراف طبعا بأن الثورتين البرتغالية والتركية هما على حد سواء ثورتان برجوازيتان. ولكن لم تكن لا هذه ولا تلك ثورة « شعبية » لأن جمهور الشعب، أكثريته الكبرى، لم تبرز بصورة ملحوظة، نشيطة ومستقلة، بمطالبها الخاصة الاقتصادية والسياسية لا في هذه الثورة ولا في تلك. وبالعكس فإن الثورة البرجوازية الروسية في سنوات 1905-1907، وإن كانت لم تصب من النجاحات « الباهرة » ما أصابته أحيانا الثورتان البرتغالية والتركية، قد كانت دون شك « شعبية حقا »، لأن جمهور الشعب، أكثريته، فئاته الاجتماعية « السفلى » البعيدة الغور والرازحة تحت وطأة الظلم والاستثمار، قد نهضت مستقلة وطبعت مجرى الثورة بأكمله بطابع مطالبها هي، بطابع محاولتها هي لأن تبني على طريقتها مجتمعا جديدا مكان المجتمع القديم الجاري هدمه.

في سنة 1871، لم تكن البروليتاريا تشكل أكثرية الشعب في أي بلد من بلدان القارة الأوروبية. لم تكن الثورة تستطيع أن تكون ثورة « شعبية » تجذب للحركة الأكثرية حقا، إلاّ إذا شملت البروليتاريا والفلاحين. فهاتان الطبقتان كانتا تؤلفان « الشعب » في ذلك الحين. ويوحد هاتين الطبقتين واقع أن « آلة الدولة البيروقراطية والعسكرية » تظلمهما، تضغط عليهما وتستثمرهما. وتحطيم هذه الآلة وكسرها هو مصلحة « الشعب » الحقيقية، مصلحة أكثريته، مصلحة العمال وأكثرية الفلاحين – هو « الشرط الأولي » للتحالف الحر بين فقراء الفلاحين والبروليتاريا؛ وبدون هذا التحالف لا تكون الديموقراطية وطيدة ولا يمكن التحول الاشتراكي.

ومن المعروف أن كومونة باريس كانت تشق طريقها إلى مثل هذا التحالف، وهي لم تبلغ الهدف بحكم جملة من أسباب ذات طابع داخلي وخارجي.

إذن، فعندما تكلم ماركس عن « الثورة الشعبية حقا »، راعى ببالغ الدقة النسبة الفعلية بين الطبقات في أكثرية دول القارة الأوروبية في سنة 1871، دون أن ينسى للحظة خصائص البرجوازية الصغيرة (الخصائص التي كثيرا ما تكلم عنها وأكثر عنها الكلام). وقد قرر، من الجهة الأخرى، أن « تحطيم » آلة الدولة نفرضه مصالح العمال ومصالح الفلاحين على السواء وأنه يوحدهم ويضع أمامهم واجبا مشتركا هو القضاء على « الطفيلي » والاستعاضة عنه بشيء ما جديد.

بأي شيء على وجه التحقيق ؟



2. بم يستعاض عن آلة الدولة المحطمة ؟

في سنة 1847، لم يعط ماركس في « البيان الشيوعي » عن هذا السؤال غير جواب مجرد جدا، أو بالأصح، أعطى جوابا يشير إلى المهام لا إلى طريق حلها. فقد كان جواي « البيان الشيوعي » هكذا: الاستعاضة عنها « بتنظيم البروليتاريا في طبقة سائدة »، « بالظفر بالديموقراطية ».

لم ينسق ماركس مع الخيال وانتظر من خبرة الحركة الجماهيرية أن تجيب على السؤال: ما هي الأشكال الملموسة التي سيتخذها تنظيم البروليتاريا بوصفها طبقة سائدة وبأية صورة سيقترن هذا التنظيم مع « بالظفر بالديموقراطية » الأتم والأكمل.

وفي كتاب « الحرب الأهلية في فرنسا » يحلل ماركس أدق التحليل خبرة الكومونة على ضآلة هذه الخبرة. فلنورد أهم الفقرات من هذا المؤلف:

في القرن التاسع عشر، تطورت « سلطة الدولة المتمركزة مع أجهزتها المنتشرة في كل مكان: الجيش النظامي والشرطة والبيروقراطية والاكليروس والفئة القضائية »، هذه السلطة المتحدرة من القرون الوسطى. ومع اشتداد التناحر الطبقي بين رأس المال والعمل، « كانت سلطة الدولة تتخذ أكثر فأكثر طابع سلطة عامة لظلم العمل، طابع أداة للسيطرة الطبقية. وبعد كل ثورة تشكل خطوة معينة إلى الأمام خطاها النضال الطبقي يتجلى طابع الاضطهاد المحض لسلطة الدولة على نحو أوضح فأوضح ». وبعد ثورة سنتي 1748-1849، غدت سلطة الدولة « آلة قومية لحرب الرأسمال ضد العمل ». وجاءت الإمبراطورية الثانية توطد ذلك.

« كانت الكومونة النقيض المباشر للإمبراطورية ». « فقد كانت شكلا معينا » « لجمهورية ينبغي لها أن تزيل لا الشكل الملكي للحكم الطبقي فحسب، بل أيضا الحكم الطبقي ذاته… »

بمَ على وجه التدقيق، ظهر هذا الشكل « المعين » للجمهورية البروليتارية، الاشتراكية ؟ وكيف كانت الدولة التي شرعت بتأسيسها ؟

« … كان أول مرسوم أصدرته الكومونة يقضي بإلغاء الجيش النظامي والاستعاضة عنه بالشعب المسلح… »

وهذا المطلب يرد الآن في برامج جميع الأحزاب التي تريد أن تدعي اشتراكية. ولكن تظهر قيمة برامجها بالشكل الأوضح من سلوك الاشتراكيين-الثوريين والمناشفة عندنا، إذ أنهم تخلوا في الواقع عن تنفيذ هذا المطلب عقب ثورة 17 فبراير بالذات !

« … لقد تشكلت الكومونة من نواب البلدية الذين تم انتخابهم عن طريق الاقتراع العام في مختلف دوائر باريس. كانوا مسؤولين وكان يمكن سحبهم في أي وقت كان. وكانت أكثريتهم، بطبيعة الحال، من العمال أو من ممثلي الطبقة العاملة المعترف بهم…

… والشرطة التي كانت حتى ذلك الحين أداة في يد الحكومة المركزية جردت في الحال من جميع وظائفها السياسية وحولت إلى هيئة للكومونة مسؤولة يمكن تبديلها في أي وقت كان… وهكذا كان الحال أيضا بالنسبة لموظفي سائر فروع الإدارة…ومن فوق إلى أسفل، ابتداء من أعضاء الكومونة كان يتعين أداء الخدمة العامة لقاء أجرة تساوي أجرة عامل. وقد أزيلت جميع الامتيازات وعلاوات التمثيل التي كان يتقاضاها كبار موظفي الدولة مع زوال هؤلاء الموظفين… وبعد أن زالت الكومونة الجيش النظامي والشرطة، وهما أداتا الحكم المادي في يد الحكومة القديمة، أخذت في الحال تكسر أداة الاستعباد الروحي، قوة الكهنة… وفقد الموظفون القضائيون استقلالهم الصوري… وأصبح من المترتب عليهم أن يُنتخبوا علنا وأن يكونوا مسؤولين وقابلين للسحب… ».

وهكذا يبدو أن الكومونة لم تستعيض عن آلة الدولة المحطمة « إلاّ » بديموقراطية أتم: القضاء على الجيش النظامي، مبدأ انتخاب وسحب جميع الموظفين. ولكن هذه الـ« الا » تعني في حقيقة الأمر تبديلا هائلا لنوع من مؤسسات بنوع آخر يختلف اختلافا مبدئيا. نحن هنا في الحقيقة أمام حالة من حالات « تحول الكمية إلى كيفية »: فالديموقراطية المطبقة بأتم وأوفى شكل يمكن تصوره عموما تتحول من ديموقراطية برجوازية إلى ديموقراطية بروليتارية، من دولة (= قوة خاصة لقمع طبقة معينة) إلى شيء ليس الدولة بمفهومها.

إن قمع البرجوازية ومقاومتها كان ما يزال أمرا ضروريا وكانت هذه الضرورة تفرض ذاتها على الكومونة بوجه خاص. فأحد أسباب انهزامها يتلخص في كونها لم تقم بذلك بالحزم المطلوب. ولكن هيئة القمع تغدو في هذه الحالة أغلبية السكان، لا الأقلية كما كان الحال على الدوام في عهد نظام العبودية وفي عهد نظام القنانة وفي عهد عبودية العمل المأجور. وبما أن أغلبية الشعب تمارس بنفسها قمع ظالميها فلا تبقى ثمة حاجة إلى « قوة خاصة » للقمع ! وبهذا المعنى تأخذ الدولة بالإضمحلال. وبدلا من المؤسسات الخاصة العائدة للقيام بذلك بصورة مباشرة؛ وبقدرما يتخذ القيام بوظائف سلطة الدولة طابعا شعبيا أشمل بمقدار ما تقل الحاجة إلى هذه السلطة.

إن التدبير الذي اتخذته الكومونة وأشار إليه ماركس هو رائع جدا بهذا الصدد: إلغاء كل علاوات التمثيل، إلغاء جميع امتيازات الموظفين في الدولة إلى مستوى « أجرة العامل ». وبهذا بالذات يتجلى بأوضح ما يكون الإنعطاف من الديموقراطية البرجوازية إلى الديموقراطية البروليتارية، من ديموقراطية الظالمين إلى ديموقراطية الطبقات المظلومة، من الدولة بوصفها « قوة خاصة » لقمع طبقة معينة إلى قمع الظالمين بمجموع قوة أغلبية الشعب: العمال والفلاحين. وهنا، في هذه النقطة بالذات من مسألة الدولة، التي هي الأبرز ولعلها الأهم بين جميع النقاط، بلغ نسيان دروس ماركس حده الأقصى ! لا ينبسون ببنت شفة عن هذا الأمر فيما ينشرونه من تعليقات مبسطة عديدة لا تحصى. فمن « المألوف » لزوم الصمت عن ذلك كما يلزم الصمت عن « سذاجة » عفا عليها الزمن مثلما « نسي » المسيحيون، عندما غدا دينهم دين الدولة، « سذاجات » مسيحية العهد الأول مع روحها الثورية الديموقراطية.

تخفيض رواتب كبار الموظفين في جهاز الدولة يبدو « مجرد » مطلب من مطالب ديموقراطية ساذجة، بدائية. إن أحد « مؤسسي » الانتهازية الحديثة، الإشتراكي-الديموقراطي سابقا، إد. برنشتين، قد لاك مرارا وكرر التهكمات البرجوازية الحقيرة على الديموقراطية « البدائية ». فهو كشأن جميع الانتهازيين وكشأن الكاوتسكيين الحاليين لم يفهم بتاتا، أولا، أن الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية يستحيل بدون « عودة » ما إلى الديموقراطية « البدائية » (وإلاّ كيف يمكن الانتقال إلى قيام أكثرية السكان والسكان عن آخرهم بوظائف الدولة ؟)، وثانيا، أن « الديموقراطية البدائية » على أساس الرأسمالية والحضارة الرأسمالية تختلف عن الديموقراطية البدائية في العهود البدائية أو عهود ما قبل الرأسمالية. فقد خلقت الحضارة الرأسمالية الإنتاج الضخم، والمعامل والسكك الحديدية والبريد والتلفون وما شاكل ذلك، وعلى هذا الأساس بلغت الأكثرية الكبرى من وظائف « سلطة الدولة » القديمة درجة من البساطة وغدا بالإمكان تحويلها إلى عمليات من التسجيل والتدوين والتثبيت على درجة من السهولة بحيث تصبح تماما في منال جميع الذين يحسنون القراءة والكتابة، بحيث يمكن تماما القيام بهذه الوظائف مقابل « أجرة عامل » المعتادة، ويمكن ويجب تجريد هذه الوظائف من أي ظل لطابع امتياز و« ترؤس ».

انتخاب جميع الموظفين دون استثناء وإمكانية سحبهم في كل لحظة وإنقاص رواتبهم حتى « أجرة العامل » المعتادة، هذه التدابير الديموقراطية البسيطة و« البديهية » التي توحد تماما مصالح العمال وأكثرية الفلاحين هي في الوقت نفسه جسر الإنتقال من لرأسمالية إلى الإشتراكية. وهذه التدابير تتعلق بإعادة تنظيم الدولة، بإعادة تنظيم المجتمع من الناحية السياسية الصرف ولكنها لا تكسب بطبيعة الحال كل مغزاها وأهميتها إلاّ في حالة تحقيق أو تحضير « مصادرة ملكية مغتصبي الملكية »، أي تحويل الملكية الخاصة الرأسمالية لوسائل الإنتاج إلى ملكية إجتماعية.

وقد كتب ماركس:

« لقد جعلت الكومونة من ذلك الشعار الذي نادت به جميع الثورات البرجوازية – الحكومة القليلة النفقات – حقيقة، وذلك بإلغاء أكبر بابين من أبواب النفقات: الجيش النظامي وسلك الموظفين ».

ليس غير نفر ضئيل من الفلاحين والفئات البرجوازية الصغيرة الأخرى يستطيع أن « يترقى » و« يصبح من الناس المحترمين » بالمعنى البرجوازي للكلمة، أي أن يصبح أمّا من الميسورين، البرجوازيين، وأمّا من الموظفين الميسورين المميزين. أمّا الأكثرية الكبرى من الفلاحين في أي بلد رأسمالي يوجد فيه الفلاحون (ومثل هذه البلدان الرأسمالية هي الأكثرية) فهي تلاقي الظلم من الحكومة وهي متعطشة إلى إسقاطها، متعطشة إلى حكومة « رخيصة ». ولا يستطيع تحقيق ذلك غير البروليتاريا، وهي بتحقيقها لذلك تخطو في الوقت نفسه خطوة نحو إعادة تنظيم الدولة على أساس الاشتراكي.



3. إلغاء البرلمانية

لقد كتب ماركس: « وكان يراد بالكومونة أن تكون لا هيئة برلمانية، بل هيئة عاملة تتمتع بالسلطتين التشريعية والتنفيذية في الوقت عينه…

…وبدلا من البت مرة كل ثلاث سنوات أو ست في مسألة معرفة أي عضو من الطبقة المسيطرة يجب أن يمثل ويقمع (ver-und zertreten) الشعب في البرلمان، كان يجب على حق الانتخاب العام، بدلا من ذلك، أن يخدم الشعب، المنظم في الكومونة قصد البحث لمؤسسته عن عمال ومراقبين ومحاسبين، كما يخدم حق الانتخاب الفردي لهذا الغرض أياً كان من أرباب العمل ».

إن هذا النقد الرائع للبرلمانية، المكتوب في سنة 1871، قد غدا الآن هو الآخر، بفضل سيطرة الاشتراكية-الشوفينية والانتهازية، وفي عداد « الكلمات المنسية » من الماركسية. أن الوزراء والبرلمانيين، وعلى هذا الأساس المعقول لحد خارق نعتوا « بالفوضوية »كل انتقاد للبرلمانية ! ! فلا غرو إذا كانت بروليتاريا البلدان البرلمانية « الطليعية » تشمئز من رؤية « الاشتراكيين » من أمثال شيدمان ودافيد وليغين وسامبا ورينوديل وهندرسون وفانرفيلده وستاونينغ وبرانتينغ وبيسولاتي وأضرابهم وشركاهم وتميل أكثر فأكثر بعواطفها إلى السينديكالية الفوضوية، رغم أن هذه كانت شقيقة الانتهازية.

بيد أن الدياليكتيك الثوري لم يكن قط في نظر ماركس عبارة فارغة، على الموضة، لم يكن مسبحة للطقطقة كما صيّره بليخانوف وكاوتسكي وأضرابهما. فكان ماركس يحسن القطيعة مع الفوضوية دونما إشفاق لعجزها عن الإستفادة حتى من « حظيرة » البرلمانية البرجوازية ولا سيما حينما يكون من البين عدم وجود وضع ثوري، ولكنه في الوقت نفسه قد أحسن كذلك انتقاد البرلمانية انتقادا بروليتاريا ثوريا حقا.

البت مرة كل عدة سنوات في مسألة معرفة أي عضو من الطبقة السائدة سيقوم بقمع الشعب في البرلمان، – هذا هو الجوهر الحقيقي للبرلمانية البرجوازية، ليس فقط في المَلكيات البرلمانية الدستورية، بل كذلك في الجمهوريات الأوسع ديموقراطية.

ولكن إذا ما طرحت مسألة الدولة، وإذا ما نظر المرء إلى البرلمانية على أنها مؤسسة من مؤسسات الدولة، من وجهة نظر مهام البروليتاريا في هذا الحقل، فأين المخرج من البرلمانية ؟ وكيف يمكن الاستغناء عنها ؟

لا بد لنا من أن نقول وأن نكرر القول: أن دروس ماركس القائمة على دراسة الكومونة قد نسيت لحد جعل « الاشتراكي-الديموقراطي » الحالي (اقرأ: خائن الاشتراكي الحالي) لا يفهم بتاتا أي انتقاد للبرلمانية غير الانتقاد الفوضوي أو الرجعي.

المخرج من البرلمانية ليس بطبيعة الحال في إلغاء المؤسسات التمثيلية والمبدأ الانتخابي، بل في تحويل المؤسسات التمثيلية من ندوات للثرثرة إلى مؤسسات « عاملة ». « كان يراد بالكومونة أن تكون لا هيئة برلمانية، بل هيئة تتمتع بالسلطتين التشريعية والتنفيذية في الوقت عينه ».

مؤسسة « غير برلمانية، بل مؤسسة عاملة ». ‘ن هذا القول قد فقأ عيون البرلمانيين المعاصرين و« كلاب الصالونات » البرلمانية للاشتراكية-الديموقراطية بالذات ! امعنوا النظر في أي بلد برلماني من أمريكا حتى سويسرا ومن فرنسا حتى انجلترا والنروج وغيرها، تروا أن عمل « الدولة » الحقيقي يجري وراء الكواليس وتنفذه الدواويني والمكاتب وهيئات الأركان. ففي البرلمانات يكتفون بالهذر بقصد معين هو خداع « العامة ». وهذا صحيح لدرجة أن جميع سوآت البرلمانية هذه قد برزت حالا حتى في الجمهورية الروسية، وهي جمهورية برجوازية ديموقراطية، قبل أن يتسنى لها تكوين برلمان حقيقي. فأبطال البرجوازية الصغيرة المتعفنة من أضراب سكوبيليف وتسيريتيلي وتشيرنوف وأفكسنتييف قد استطاعوا تقبيح السوفييتات أيضا على نمط البرلمانية البرجوازية وذلك بجعلها ندوات للهذر الفارغ. إن السادة الوزراء « الاشتراكيين » يخدعون في السوفييتات الفلاحين السريعي التصديق بطنين عباراتهم وقراراتهم. وفي الحكومة تتغير المشاهد دون انقطاع، من جهة، ليجلس بالتناوب على « مائدة » المقاعد المدرارة والمشرفة أكبر عدد ممكن من الاشتراكيين-الثوريين والمناشفة، ومن الجهة الأخرى، بقصد « تحويل أنظار » الشعب. أمّا في الدواوين وفي مقرات الأركان « فينهمكون » في أعمال « الدولة » !

لأمد قريب كتبت جريدة « ديلو نارودا »، لسان حال حزب « الاشتراكيين-الثوريين » الحاكم، معترفة في مقال افتتاحي لهيئة التحرير – معترفة بقحة أعضاء « البيئة الطيبة » التي يتعاطى فيها « الجميع » الدعارة السياسية – بأن جهاز الموظفين بأكمله ظل في الجوهر ودونما تغيير حتى في الوزارات العائدة « للاشتراكيين » (ولا مؤاخذة على هذا التعبير !) وبأنه يعمل على النمط القديم ويعرقل « بكل حرية » المبادرات الثورية ! وعلى فرض أن هذا للاعتراف لم يوجد، أفلا يبرهن على ذلك واقع اشتراك الاشتراكيين-الثوريين والمناشفة الفعلي في الحكومة ؟ والبعيد الدلالة هنا واقع وحيد، هو أن السادة تشيرنوف وروسانوف وزينزينوف وأضرابهم من محرري « ديلو نارودا » الموجودين بجمعية الديموقراطيين الدستوريين (الكاديت) في الوزارة قد فقدوا الحياء لحد غدوا معه لا يستحون من أن يعلنوا إلى الملأ دون أن تعلو وجوههم حمرة الخجل كأنما يعلنون أمرا تافها، إن كل شيء يجري على النمط القديم « عندهم » في الوزارات ! ! العبادة الديموقراطية الثورية لخداع سذج الأرياف، ومماطلات الدواوين البيروقراطية « لإرضاء » الرأسماليين – هذا هو فحوى الإئتلاف « الشريف ».

لقد استعاضت الكومونة عن برلمانية المجتمع البرجوازي المرتشية والمتعفنة بمؤسسات لا تنحط فيها حرية الرأي والبحث إلى خداع، لأنه يتوجب على البرلمانيين أن يعملوا هم أنفسهم، أن ينفذوا قوانينهم بأنفسهم، أن يتحققوا بأنفسهم من نتائجها العملية، أن يقدموا الحساب مباشرة لناخبيهم. تبقى المؤسسات التمثيلية، ولكن البرلمانية باعتبارها نظاما خاصا، باعتبارها فصلا للعمل التشريعي عن التنفيذي، باعتبارها وضعا ممتازا للنواب، تنعدم هنا. لا يمكننا أن نتصور الديموقراطية، وحتى الديموقراطية البروليتارية، بدون مؤسسات تمثيلية؛ ولكن يمكننا ومن واجبنا أن نتصورها بدون البرلمانية إذا لم يكن انتقاد المجتمع البرجوازي في نظرنا مجرد عبارات فارغة، وإذا كان طموحنا إلى إسقاط سيطرة البرجوازية صادقا وجديا، لا عبارة « انتخابية » لتصيد أصوات العمال كما هو حال المناشفة والاشتراكيين-الثوريين، كما هو حال شيدمان وليغين وسامبا وفانرفيلده، ومن لف لفهم.

والبليغ أبلغ الدلالة أن ماركس، عندما تكلم عن وظائف أولئك الموظفين الذين تحتاج إليهم الكومونة وكذلك الديموقراطية البروليتارية، أخذ للمقارنة المستخدمين عند « أي كان من أرباب العمل »، أي معملا رأسماليا معتادا بما فيه من « عمال ومراقبين ومحاسبين ».

إن ماركس براء كليا من الطوباوية، بمعنى أنه لا يختلق، لا يتخيل مجتمعا « جديدا ». كلا. يدرس، كما يدرس مجرى التاريخ الطبيعي، ولادة المجتمع الجديد من القديم وأشكال الانتقال من هذا إلى ذاك. وهو يأخذ الخبرة العملية للحركة البروليتارية الجماهيرية، ويسعى ليستخلص منها الدروس العملية. وهو « يتعلم » من الكومونة على غرار جميع المفكرين الثوريين العظام الذين لم يتهيبوا التعلم من خبرة الحركات الكبرى التي قامت بها الطبقة المظلومة ولم يلقوا عليها « المواعظ » بعجرفة المتزاهي بعمله (على غرار موعظة بليخانوف: « ما كان ينبغي حمل السلاح » أو موعظة تسيرتيلي: « من واجب الطبقة أن تلزم حدها »).

لا يمكن أن تطرح مسألة القضاء على الدواوينية دفعة واحدة، وفي كل مكان وبصورة تامة. إن هذا من الطوباويات. ولكن تكسير الآلة الدواوينية القديمة دفعة واحدة والشروع دونما إبطاء ببناء آلة جديدة تمكن من القضاء بصورة تدريجية على واجب البروليتاريا الثورية المباشر.

تبسط الرأسمالية وظائف إدارة « الدولة »، وهي تمكن من حصر الأمر كله في منظمة البروليتاريين (بوصفهم الطبقة السائدة)، التي تستأجر باسم المجتمع كله « العمال والمراقبين والمحاسبين ».

نحن لسنا طوبويين. نحن لا « نحلم » بالاستغناء دفعة واحدة عن كل إدارة، عم كل خضوع. فهذه الأحلام الفوضوية الناشئة عن عدم فهم مهام ديكتاتورية البروليتاريا هي غريبة تماما عن الماركسية ولا تفعل في الواقع غير تأجيل الثورة الاشتراكية إلى أن يصبح الناس غير ما هم عليه. لا. نحن نريد الثورة الاشتراكية مع الناس على ما هم عليه اليوم، مع هؤلاء الناس الذين لا يستطيعون الاستغناء عن الخضوع، عن المراقبة، عن « المراقبين والمحاسبين ».

ولكن ينبغي الخضوع للطليعة المسلحة، لطليعة جميع المستثثمَرين وجميع الشغيلة، للبروليتاريا. يمكن وينبغي أن يشرع على الفور، بين عشية وضحاها، بالاستعاضة عن « ترؤس » موظفي الدولة المتميز بوظائف « المراقبين والمحاسبين » البسيطة، بوظائف هي منذ اليوم كليا في مستوى تطور سكان المدن بوجه عام ويمكن القيام بها تماما مقابل « أجرة عامل ».

سننظم الإنتاج الكبير انطلاقا مما أنشأته الرأسمالية وسنقوم نحن العمال بأنفسنا، مستندين إلى خبرتنا العمالية وواضعين انضباطا صارما جدا، انضباطا حديديا تدعمه سلطة الدولة للعمال المسلحين، بحصر دور موظفي الدولة في دور مجرد منفذين لما تكلفهم به، في دور « مراقبين ومحاسبين » (طبعا، مع التكنيكيين من جميع الأصناف والأنواع والدرجات) يتحملون المسؤولية ويمكن سحبهم ويتقاضون رواتب متواضعة. هذه هي مهمتنا البروليتارية، هذا ما يمكن وما يجب أن نبدأ به عند القيام بالثورة البروليتارية. وهذه البداية القائمة على الإنتاج الضخم تؤدي بطبيعة الحال إلى « اضمحلال » الدواوينية كلها بصورة تدريجية، تؤدي بصورة تدريجية إلى نشوء نظام – نظام بدون معترضتين، نظام لا يشبه عبودية العمل المأجور – يجري فيه تحقيق وظائف المراقبة والمحاسبة التي تغدو أبسط فأبسط من قبل الجميع بالتناوب ثم تغدو هذه الوظائف عادة لتزول في النهاية باعتبارها وظائف خاصة تقوم بها فئة خاصة من الناس.

إن أحد الاشتراكيين-الديموقراطيين الألمان الأذكياء من تسعينات القرن الماضي قد نعث دائرة البريد بنموذج للمشروع الاشتراكي. وهذا صحيح كل الصحة. فالبريد هو الآن منظم على طراز احتكار رأسمالية الدولة. والإمبريالية تحول بالتدريج جميع التروستات إلى مشاريع من هذا الطراز. فالشغيلة « البسطاء » الغارقون في العمل حتى الآذان والجياع تتربع فوقهم فيها البيروقراطية البرجوازية عينها. ولكن آلية الإدارة الاجتماعية هي في هذه المشاريع جاهزة. فما أن يسقط الرأسماليون وتحطم يد العمال المسلحين الحديدية مقاومة هؤلاء المستثمِرين وتكسر الآلة البيروقراطية للدولة الراهنة حتى نرى أمامنا آلة محررة من « الطفيلي » ومجهزة أحسن تجهيز من الناحية التكنيكية يستطيع العمال المتحدون أنفسهم تشغيلها على خير وجه باستئجار الخبراء الفنيين والمراقبين والمحاسبين مكافئينهم على عملهم جميعهم شأنهم شأن جميع موظفي « الدولة » على العموم بأجرة عامل. هذه هي المهمة العملية الملموسة الممكنة التحقيق على الفور حيال جميع التروستات، المهمة التي تخلص الشغيلة من الاستثمار وتأخذ بعين الاعتبار التجربة التي قد بدأتها الكومونة عمليا (ولا سيما في حقل بناء الدولة).

تنظيم الاقتصاد الوطني برمته على نمط البريد على أن لا تزيد رواتب الخبراء الفنيين والمراقبين المحاسبين، شأنهم شأن جميع الموظفين، على « أجرة العامل »، وذلك تحت رقابة وقيادة البروليتاريا المسلحة، -هذا هو هدفنا المباشر. هذه هي الدولة التي نحتاج إليها. وهذا هو الأساس الاقتصادي الذي ينبغي أن تقوم عليه. وهذا ما سيسفر عنه القضاء على البرلمانية والحفاظ على المؤسسات التمثيلية. وهذا ما سيخلص الطبقات الكادحة من تعهير هذه المؤسسات من قبل البرجوازية.



4. تنظيم وحدة الأمة

« …وقد ورد بوضوح تام في موجز التنظيم القومي الذي لم يتوفر للكومونة الوقت لوضعه بتفصيل أكبر، إن الكومونة يجب أن … تصير الشكل السياسي حتى لأصغر قرية » …والكومونة هي التي كان عليها أن تنتخب « منتدبي الأمة » في باريس.

« …والوظائف القليلة، ولكنها الهامة جدا، التي كانت ستظل في يد الحكومة المركزية لم تكن لتلغى، – ومثل هذا الزعم كان تزويرا عن عمد – بل كان يجب نقلها إلى موظفي الكومونة، أي إلى موظفين ذوي مسؤولية محددة تحديدا دقيقا…

… ووحدة الأمة لم تكن لتفصم، بل بالعكس كانت ستنظم عن طرق البناء الكوموني. وكان لوحدة الأمة أن تصبح حقيقة واقعة بالقضاء على سلطة الدولة التي كانت تدعي بأنها تجسيد لتلك الوحدة، ولكنها كانت ترغب في أن تكون مستقلة عن الأمة، مستعلية عليها. أمّا في الواقع، فلم تكن سلطة الدولة هذه إلاّ بمثابة الزائدة الطفيلية على جسم الأمة … وكانت المهمة هي بتر أجهزة الاضطهاد البحتة التابعة للسلطة الحكومية القديمة، وانتزاع الوظائف المعتادة من سلطة تطمع بأن تكون فوق المجتمع وتسليمها إلى خدم المجتمع المسؤولين ».

إن كتاب المرتد برنشتين « ممهدات الاشتراكية ومهام الاشتراكية-الديموقراطية » الذي ذاع صيته على نمط هيراسترات يظهر لنا على الوجه الأوضح لأي مدى لم يفهم الانتهازيون في الاشتراكية-الديموقراطية المعاصرة – وقد يصح القول: لم يرغبوا في أن يفهموا –  محاكمات ماركس هذه بالذات إن هذا البرنامج « من حيث مضمونه السياسي يشبه في جميع سماته الجوهرية شبها كبيرا جدا اتحادية برودون … ورغم كل الاختلافات بين ماركس و« البرجوازي الصغير » برودون (يضع برنشتين كلمتي « برجوازي صغير » بين قوسين مزدوجين ينبغي لهما حسب رأيه أن يضفيا على التعبير شيئا من النكهة) فإن مجرى التفكير عندهما في هذه النقاط متقارب لأقصى حد ». وما من شك – يتابع برنشتين – في أن أهمية المجالس البلدية في ازدياد، ولكن « يبدو لي من المشكوك فيه أن يكون واجب الديموقراطية الأول إلغاء (Auflosung حرفيا: حل) الدول الحديثة وتغيير (Umwandlung: قلب) تنظيمها تغييرا تاما كما يتصور ماركس وبرودون، أي تشكيل مجلس الأمة من مندوبين عن مجالس الأقاليم أو المحافظات التي تتألف بدورها من مندوبين عن الكومونات، بحيث يزول بصورة تامة شكل التمثيل الوطني السابق بأكمله » (برنشتين، « ممهدات »، ص 134 و136، الطبعة الألمانية، سنة 1899).

إنه لمن منتهى الفظاعة أن يخلط المرء نظرات ماركس بصدد « القضاء على سلطة الدولة، على الطفيلي » مع اتحاد برودون ! ولكن ليس من باب الصدفة، لأنه لا يمكن حتى أن يخطر ببال الانتهازي أن ماركس لا يتكلم هنا البتة عن الاتحادية باعتبارها نقيض المركزية، بل عن تحطيم آلة الدولة القديمة، البرجوازية، الموجودة في جميع البلدان البرجوازية.

لا يخطر ببال الانتهازي إلاّ ما يراه من حوله من بيئة التافهين صغار البرجوازيين والركود « الإصلاحي »، أي يضطر بباله مجرد « المجالس البلدية » ! أما ثورة البروليتاريا فقد أضاع الانتهازي حتى المقدرة على التفكير بها.

إن هذا مضحك. ولكن البليغ الدلالة أن أحدا لم يجادل برنشتين حول هذه النقطة. فقد دحضه كثيرون ولاسيما بليخانوف في الأدب الروسي وكاوتسكي في الأدب الأوروبي، ولكن لم يتحدث لا هذا ولا ذاك عن هذا التشويه لماركس من جانب برنشتين.

لقد أضاع الانتهازي مقدرته على التفكير الثوري والتفكير بالثورة إلى حد أنه ينسب إلى ماركس « الاتحادية » ويخلط بينه وبين مؤسس الفوضوية برودون. أمّا كاوتسكي وبليخانوف الراغبان في أن يكونا من الماركسيين الأرثوذكس وفي الذود عن تعاليم الماركسية الثورية فيصمتان عن ذلك ! وهنا يكمن جذر من جذور الإبتذال المفرط للآراء بصدد الفرق بين الماركسية والفوضوية، ذلك الابتذال الذي يلازم الكاوتسكيين والانتهازيين على حد سواء والذي سنتحدث عنه فيما بعد.

لا يوجد للاتحادية أثر فيما أوردناه من محاكمات ماركس عن خبرة الكومونة. يلتقي ماركس وبرودون بالضبط فيما لا يراه الانتهازي برنشتين. ويفترق ماركس وبرودون بالضبط فيما يراه برنشتين وجه الشبه.

يلتقي ماركس وبرودون في كون الاثنين يناديان بـ« تحطيم » آلة الدولة الحديثة. وهذا الشبه بين الماركسية والفوضوية (برودون وباكونين على حد سواء) لا يريد أن يراه الانتهازيون ولا الكاوتسكيون لأنهم حادوا عن الماركسية في هذه النقطة.

ويفترق ماركس عن برودون وكذلك عن باكونين في مسألة الاتحادية على وجه التحقيق (فضلا عن ديكتاتورية البروليتاريا). الاتحادية تنبثق مبدئيا عن النظرات البرجوازية الصغيرة للفوضوية. إن ماركس من القائلين بالمركزية. وفيما أوردناه من محاكماته لا يوجد أي تراجع عن المركزية. فقط الناس الذين حشيت رؤوسهم حشوا « بالإيمان الخرافي الأعمى » البرجوازي الصغير بالدولة يستطيعون أن يروا في القضاء على آلة الدولة البرجوازية قضاء على المركزية !

ولكن إذا ما أخذ البروليتاريون وفقراء الفلاحين بأيديهم سلطة الدولة وإذا تنظموا بملء الحرية في كومونة ووحدوا عمل جميع الكومونات في ضربات يوجهونها ضد الرأسمال، في تحطيم مقاومة الرأسماليين، في نقل الملكية الخاصة للسكك الحديدية والمصانع والأرض وغيرها إلى الأمة بأسرها، إلى المجتمع بأسره، أفلا يكون ذلك من المركزية ؟ أليس ذلك بالمركزية الديموقراطية المستقيمة أشد الاستقامة ؟ بله المركزية البروليتارية ؟

لا يمكن البتة أن يخطر لبرنشتين ببال احتمال مركزية طوعية، توحيد طوعي للكومونات في أمة، تلاحم طوعي للكومونات البروليتارية في أمر تحطيم السيادة البرجوازية وآلة الدولة البرجوازية. فبرنشتين، شأنه شأن جميع ذوي الذهنية البرجوازية الصغيرة، يتصور المركزية بمثابة شيء لا يمكن فرضه والإبقاء عليه إلاّ من أعلى، وعن طريق دواوين الموظفين والطغمة العسكرية.

لقد أشار ماركس عمدا، وكأنه توقع إمكانية تشويه نظراته، إلى أن اتهام الكومونة بالرغبة في القضاء على وحدة الأمة وفي إلغاء السلطة المركزية هو من التزوير المتعمد. وقد تقصد ماركس استعمال تعبير « تنظيم وحدة الأمة » لكيما يعارض المركزية البرجوازية والعسكرية البيروقراطية بالمركزية البروليتارية الواعية والديموقراطية.

ولكن… قد استمعت لو ناديت حيا. والحال، أن الانتهازيين في الاشتراكية-الديموقراطية الحديثة لا يريدون بتاتا أن يسمعوا بالقضاء على سلطة الدولة، ببتر الطفيلي.



5. القضاء على الطفيلي، على الدولة

لقد أوردنا أقوال ماركس المناسبة وعلينا أن نردفها بأقوال أخرى له.

لقد كتب ماركس:

« … إن النصيب المعتاد للابداع التاريخي الجديد أنه يعتبر صنوا لأشكال قديمة أو حتى لأشكال بائدة للحياة الاجتماعية تشبهها مؤسسات جديدة بعض الشبه. وهكذا، أن هذه الكومونة الجديدة التي تحطم (bricht-تكسر) سلطة الدولة الحديثة اعتبرت بمثابة بعث لكومونات العصور الوسطى… بمثابة اتحاد للدول الصغيرة (مونتيسكيو، الجيرونديون)،… بمثابة شكل مضخم للكفاح القديم ضد التمركز المفرط…

… إن التنظيم الكوموني كان سيعيد إلى الجسم الإجتماعي جميع القوى التي ابتلعتها حتى ذلك الحين « الدولة »، تلك الزائدة الطفيلية التي تقتات على حساب المجتمع وتعيق تقدمه الحر. وهذا وحده كان يكفي لأن يتقدم بعث فرنسا…

…أن التنظيم الكوموني كان سيضع المنتجين الريفيين تحت القيادة الروحية للمدن الرئيسية في كل منطقة ويؤمن لهم هناك، في شخص عمال المدن، الممثلين الطبيعيين لمصالحهم. إن وجود الكومونة انطوى في حد ذاته، وكشيء بديهي، على الإدارة الذاتية المحلية، ولكن ليس كنقيض لسلطة الدولة التي تغدو منذ الآن زائدة ».

« القضاء على سلطة الدولة » التي كانت « زائدة طفيلية »، « بتر »ها، « تحطيم »ها؛ « سلطة الدولة تغدو منذ الآن زائدة » – بهذه التعابير تكلم ماركس عن الدولة في تقديره وتحليله لخبرة الكومونة.

كتب كل ذلك منذ نصف قرن تقريبا ويتأتي الآن أن نقوم بما يشبه الحفريات لنوصل إلى إدراك الجماهير الغفيرة تعاليم الماركسية غير مشوهة. فعندما حل عهد الثورات البروليتارية الكبرى الجديدة، في هذا العهد بالضبط نسوا الاستنتاجات التي خلص إليها ماركس من تتبع آخر ثورة كبرى حدثت في حياته.

« …إن تعدد الشروح التي استتبعتها الكومونة وتعدد المصالح التي وجدت فيها تعبيرا عنها يثبتان أنها كانت شكلا سياسيا مرنا للغاية، بينما كانت جميع الأشكال السابقة للحكومة أشكالا للإضطهاد من حيث جوهرها. وكان سر الكومونة الحقيقي هو هذا: كانت، من حيث الجوهر، حكومة الطبقة العاملة، كانت نتاج كفاح طبقة منتجين ضد طبقة المستأثرين، كانت الشكل السياسي الذي اكتشف أخيرا والذي كان يمكن في ظله أن يتحقق التحرر الاقتصادي للعمل…

ولولا هذا الشرط الأخير لكان التنظيم الكوموني أمرا مستحيلا ولكان غشا… »

لقدانصرف الطوباويون إلى « اكتشاف » الأشكال السياسية التي ينبغي أن تحدث في ظلها إعادة تنظيم المجتمع على أساس الاشتراكية. وقد أشاح الفوضويون بوجوههم عن مسألة الأشكال السياسية بوجه عام. وقبل الانتهازيون في الاشتراكية-الديموقراطية البرلمانية كحد لا يمكن تخطيه وعفروا جباههم في الركوع والسجود أمام هذا « المعبود » وأعلنوا من الفوضوية كل نزعة إلى تحطيم هذه الأشكال.

لقد استخلص ماركس من كامل تاريخ الاشتراكية والنضال السياسي أنه لا بد للدولة أن تزول وأن الشكل الإنتقالي لزوالها (الانتقال من الدولة إلى اللادولة) سيكون « البروليتاريا المنظمة في طبقة سائدة ». ولكن ماركس لم يأخذ على عاتقه اكتشاف الأشكال لهذا المستقبل. لقد اقتصر على تتبع التاريخ الفرنسي بصورة دقيقة، على تحليله وعلى استخلاص الاستنتاج الذي قادت إليه سنة 1851: تقترب الأمور من تحطيم آلة الدولة البرجوازية.

وعندما اندلعت حركة البروليتاريا الثورية الجماهيرية أخذ ماركس، رغم إخفاق هذه الحركة، رغم قصرها، رغم ضعفها البين، في دراسة ما اكتشفته من أشكال.

الكومونة هي الشكل الذي « اكتشفته أخيرا » الثورة البروليتارية والذي يمكن في ظله أن يتحقق التحرر الاقتصادي للعمل.

الكومونة هي أول محاولة تقوم بها الثورة البروليتارية لتحطيم آلة الدولة البرجوازية والشكل السياسي الذي « أُكتشف أخيرا » والذي يمكن ويجب أن يستعاض به عن المحطَّم.

وسنرى فيما يأتي من البحث أن الثوريين الروسيين في سنتي 1905 و1917 تابعتا قضية الكومونة في حالة أخرى وفي ظروف أخرى وأنها تثبتان تحليل ماركس التاريخي العبقري.