الفرق بين حكومة وطنية و حكومة عميلة في ظل العولمة
لكي تعرفون الفرق بين حكومة تدافع عن مصالح الطبقات الشعبية وعن مصلحة بلادها وبين حكومة يمينة تدافع عن مصالح كمشة من الرأسماليين المحليين والأجانب تابعوا النقاشات الدائرة حاليا بين الحكومة اليسارية في اليونان من جهة وبين الاتحاد الأوروبي والصندوق النقد الدولي والبنك العالمي من جهة ثانية، وقارنوها بسياسة حكومتنا الفاسدة.
لقد تعرّضت ومازالت الحكومة اليسارية اليونانية لضغوط دولية كبيرة من أجل الرضوخ لإملاءات صناديق النهب الدولية وخلاص ديونها بشروط مجحفة ولكنها صمدت ورفضت الاستجابة لمطالبهم وتمسكت بمطلب قد يبدو للبعض منكم بسيطا ولكنه يكشف البعد الشعبي لسياسة هذه الحكومة هذا المطلب يتمثل في التخفيض من منحة التقاعد التي يتقاضاها اليونانيون حيث ردّ رئيس الوزراء بدم بارد قائلا:" الفقراء ليس لهم دخل في هذه الأزمة ومن الظلم تحميلهم تبعاتها".
الحكومة اليونانية جلبت احترام شعبها بما في ذلك عديد رجال الأعمال الوطنيين ونجحت في تحويل أزمة اليونان إلى أزمة للنظام الرأسمالي العالمي الذي ارتعدت فرائصه وهو يرى اليونان تلوي العصا في يده وتشجع الشعوب الأخرى وخاصة في إسبانيا التي تعاني نفس الأزمة من إعلان التمرد على الليبيرالية المتوحشة.
رئيس الوزراء اليوناني سافر اليوم إلى روسيا وبعدها سيصل إلى الصين ثم إلى فيزويلا وباقي دول أمريكا اللاتينية ليقول لوحوش أوروبا والولايات المتحدة أن العالم أوسع بكثير من منطقة الأورو التي يهدد الاتحاد الأوروربي بإخراج اليونان منها.
في نفس الوقت تخضع حكومة اللصوص والعملاء في تونس لإملاءات أسيادها الأجانب وتجوّع الشعب وتمنح نواب البرلمان، هذا اليوم، منحة تقاعد !!! حتى نظام بن علي لم يجرأ يوما على منحها لنوابه إلا بعد أن يحصلوا على دورتين فأكثر
عبد الجبّار مدّوري
