Tunisiens Libres

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

vendredi 4 mars 2016

الفضائح الأخلاقية للاخوان من صهر الغنوشي إلى صهر البنا


الفضائح الأخلاقية للاخوان من صهر الغنوشي إلى صهر البنا




شيراطون قايت قصة عبد السلام بوشلاكة زوج سمية و صهر الغنوشي تعرفونها كلكم

و إليكم قصة عبد الحكيم عابدين.. راسبوتين الاخوان صهر البنا



الثلاثاء 09/ديسمبر/2014 - 07:37 م طباعةعبدالحكيم عابدين
عبدالحكيم عابدين .. راسبوتين الاخوان

عبد الحكيم عابدين (1914- 1976م) شاعر وسياسي إسلامي مصري، شغل منصب الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، ومستشار رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.

الفضيحة التي قسمت الجماعة

أول محاكمة داخلية في تاريخ الجماعة حينما حاول حسن البنا مرشد الإخوان المسلمين تبرئة زوج شقيقته عبدالحكيم عابدين من واقعة التحرش بنساء الإخوان.

ويكشف الاستاذ عبد الرحيم  عن وثيقه مكتوبه من الدكتور إبراهيم حسن وكيل الجماعة ـ آنذاك ـ وعضو مكتب الارشاد, يروي وقائع ما حدث عبر مذكرته التي قدمها للهيئة التأسيسية للجماعة

كتبها وقدمها للهيئة التأسيسية للجماعة في أبريل من عام1947

ويقول فيها أصل قضية عبدالحكيم عابدين:

ويضيف في يوم من الأيام لاحظت تغيب الأخ عبدالحكيم أفندي عابدين( زوج شقية حسن البنا آنذاك وسكرتير عام الجماعة) عن حضور جلسات مكتب الارشاد العام وعدم قيامه بالسكرتارية فسألت فضيلة المرشد سؤالا عابرا فقال: خلاص الأستاذ عبده قاسم سيقوم بالسكرتارية أما عبدالحكيم فسيكون معي في أعمالي الخاصة فلم أراجعه في ذلك لفرط الثقة رغم إنني كنت وكيل الجماعة وقتذاك, حتي ولو لم يؤخذ رأيي في ذلك أو أخطر به من قبيل العلم لا من قبيل المشورة والرأي.

وتوالت الاجتماعات علي هذا النحو حتي كنا في إجتماع في منزل فضيلة المرشد وانتهينا من نظر الأمور العادية وهممنا بالانصراف, أشار فضيلة المرشد لبعضنا بالبقاء فبقيت أنا والأستاذ أحمد السكري والأستاذ أمين اسماعيل والأستاذ محمد شريف والدكتور محمد سليمان والأستاذ سالم غيث والأستاذ صالح عشماوي والأستاذ عبده قاسم, وكان في هذه الجلسة الأستاذ عبدالحكيم افندي عابدين ثم عرض فضيلة المرشد مسألة كانت غريبة علي اسماعنا أو أكثرنا وبسطها كل التبسيط وخلاصتها أن بعض الاخوان شكوا إليه من الأستاذ عبدالحكيم مما اعتقدوا أنه اعتداء علي بيوتهم وجرح لكرامتهم.

فاستبعدت أنا ذلك أن يصدر عن أي أخ من الاخوان فما باله وقد نسب إلي أخ من أبرز الاخوان هو سكرتير عام الجماعة بل واستنكرت ذكره حتي لأخص الأخصاء وفهمت من ذلك أن إقصاءه عن السكرتارية كان لمثل هذه الأسباب وطلبت من فضيلة المرشد إعادته خشية القيل والقال وقلت علي كل حال نحن نستغفر الله جميعا ونتوب إليه ونتحري الدقة في اتصالنا بالاخوان وبيوتهم إلي غير ذلك وقال الأستاذ أحمد السكري مثل ماقلت وكادت الجلسة تنتهي بسلام لولا أن الأستاذ أمين اسماعيل عضو مكتب الارشاد حينئذ ومن أكثرهم رزانة وارجحهم عقلا ثار ثورة عنيفة وقال إلي متي تعالجون الأمور مثل هذا العلاج السطحي ولاتتحرون الحقائق وقدم اقتراحا مكتوبا بفصل الاستاذ عبدالحكيم عابدين بعد أن ذكر وقائع معينة يعلمها هو علم اليقين ثم هدد بالاستقالة والانتقام!! وشايعه في ذلك الأستاذ محمد شريف والدكتور محمد سليمان الأستاذ سالم غيث فأنهينا الجلسة وقمنا آسفين محزونين.

ويواصل وكيل الجماعة شرح الأزمة الكاشفة قائلا: حدث بعد ذلك أن تغيبت عن المكتب جلستين متواليتين لسبب عملي بالمستشفي فعلمت أن اللغط كثر والجدل احتدم حول هذه المسألة فقابلت فضيلة المرشد في منزله واستوضحته الأمر فعلمت منه أن كثيرين من اعضاء المكتب شددوا الحملة علي أخينا عبدالحكيم عابدين وأن الدكتور سليمان أكثرهم حدة وشدة وكذلك الأستاذ سالم غيث فعرضت علي فضيلته أن أتدخل في الموضوع لاسيما وأن بيني وبين الدكتور محمد سليمان صلة خاصة قوية ولعلي أستطيع إصلاح نفسه وكذلك الأستاذ سالم غيث فشكر لي فضيلته حسن استعدادي وفعلا دعوت فضيلته لتناول الغداء معي وأخبرته السر في ذلك كما ذهبت إلي الأستاذ عابدين في منزله ودعوته لتناول.

الغداء بمنزلي دون أن أخبره بالسر كما دعوت الدكتور سليمان والأستاذ سالم دون أن يعلما شيئا عن سر الاجتماع أو سر الدعوة للغداء حتي اجتمعنا بالمنزل فإذا بالجميع وجها لوجه وبعد تناول الغداء بدأت الحديث مع الدكتور سليمان والأستاذ سالم غيث وكان حديثا كله عطف علي أخري وصفيي وقتذاك الأستاذ عبدالحكيم عابدين وفيه شبه حملة علي الأخوين الكريمين الدكتور محمد سليمان والأستاذ سالم غيث وكنت أعتقد أن المسألة لا تتعدي شائعات وشبهة فما شعرت إلا وقد تغير الدكتور محمد سليمان واكفهر وجهه وقال لي إنك لا تعرف الحقائق إذن فلتعلم أن عبدالحكيم عابدين اعتدي علي بيوت الاخوان باسم الدعوة وقام غاضبا وخرج ومعه الأستاذ سالم غيث غير أنني لم أيأس من الاصلاح ووعدت فضيلة المرشد والأستاذ عبدالحكيم عابدين بمواصلة المسعي.

ويستمر وكيل الجماعة في رواية الأحداث فيقول: استمرت حملة أعضاء مكتب الارشاد علي الأستاذ عبدالحكيم عابدين عنيفة كما هي فاقترح فضيلة المرشد إخراج عبدالحكيم افندي عابدين والثائرين عليه من عضوية المكتب بطريقة لطيفة لا تلفت الأنظار وذلك بجعل مكتب الارشاد12 بدل عشرين وفعلا تم ذلك.

إلا أن الحملة ازدادت شدة وعنفا وكثر القيل فاجتمع مكتب الارشاد العام وقدم فضيلة المرشد اقتراحا بتشكيل لجنة من كبار الاخوان للتوفيق بين الأستاذ عبدالحكيم عابدين والشاكين من الاخوان فإن لم تستطع التوفيق بينهم عرضت عليهم التحقيق فألفت اللجنة من الأستاذ أحمد السكري والدكتور ابراهيم حسن وحسين بك عبدالرازق ومحمود بك لبيب والأستاذ صالح عشماوي والأستاذ أمين اسماعيل والأستاذ حسين بدر وكلهم من أعضاء مكتب الارشاد العام عدا الأستاذ حسين بدر الذي كان عضوا قديما بالجماعة.

اجتمعت هذه اللجنة وقررت استدعاء الاخوان الأربعة الشاكين فحضروا وبدأنا بنصحهم بالتنازل عن شكواهم فطلبوا منا سماع هذه الشكوي فترددنا طويلا في سماع أقوالهم وكنت أنا والأستاذ أحمد السكري أكثر الأعضاء اعتراضا علي سماع أي كلام في الموضوع ولكن اللجنة إزاء إصرارهم وتمسكهم برأيهم وتفويض اللجنة في التصرف في أمرهم قررت سماع أقوالهم, فما أن بدأوا يتكلمون حتي اشمأزت النفوس واقشعرت الأبدان

 فجعل الأستاذ حسين بك عبدالرازق أصبعيه في أذنيه وثار محمود بك لبيب كما فجعت أنا في أحب الاخوان إلي وأوثقهم بي صلة وكان الأستاذ حسين بدر يكتب ما يسمع وانتهت الجلسة ونحن في أشد الحزن والكآبة ولكني شخصيا كنت مازلت أطمع في أن اسمع من الاستاذ عابدين ما يدفع به عن نفسه وقلت لأعضاء اللجنة إننا تأثرنا لسماعنا من جانب واحد وقررنا استدعاء الأستاذ عابدين في الليلة التالية وقلنا له ما سمعناه فكاد يغمي عليه إذ ارتمي علي الأرض يضرب بيديه هنا وهناك ولم يستطع أن يقنع اللجنة بعدم صحة ما سمعته وأمهلناه إلي الليلة التالية فكان كما هو ضعفه وعجزه عن الدفاع عن نفسه

وبدأت اللجنة تتحري الوقائع وتسمع بدقة وتقدم إليها غير الشاكين الأربعة آخرون بشكاوي جديدة من نفس النوع حتي اقتنعت اللجنة بصحة الوقائع ونسبتها إلي الأخ الأستاذ عبدالحكيم عابدين فكتبت تقريرا بل تقارير كتب أكثرها الاستاذ حسين بدر وقال في احدها إن هذه القضية تعيد إلي الأذهان قصة راسبوتين وأن عبدالحكيم عابدين راسبوتين هذه الجماعة واستقرت اللجنة علي تقدير تقرير بعدم استطاعتها التوفيق واقتراح بفصل عبدالحكيم أفندي عابدين من الجماعة تطهيرا لها ولسمعتها وعدم إجراء أي تحقيق آخر حفاظا علي الدعوة من أن تلوكها الألسن ويشهر بها خصومها وأعداؤها وعقد مكتب الارشاد العام وقدم التقرير والاقتراح.


اللجنة تفصل عابدين والمرشد يعلن غضبه:

وافق أعضاء مكتب الارشاد علي فصل الأستاذ عبدالحكيم عابدين من الجماعة بأغلبية ثمانية من تسعة كانوا حاضرين إذ احتفظ التاسع برأيه. وثار فضيلة المرشد ثورة عنيفة وقال إنه لو أجمع أعضاء المكتب الاثنا عشر علي قبول الاقتراح فإنه سيختلف معهم ويحتكم إلي الهيئة التأسيسية فدهشنا جميعا لهذه السابقة الخطيرة إذ كان الرأي دائما بالأغلبية إلا في هذه المرة بل أكثر من ذلك أن فضيلة المرشد قال إن الهيئة التأسيسية إذا خذلته فإنه سيحتكم إلي رؤساء المناطق والشعب ومراكز الجهاد فقرر بذلك قاعدة قانوية جديدة وحاولنا تهدئته واقناعه برأينا فلم يقبل ولم يقتنع وأصر على تكوين لجنة للتحقيق وفعلا كونت اللجنة من الدكتور ابراهيم حسن والشيخ محمد فرغلي والأستاذ طاهر الخشاب والأستاذ الفضيل الورتلاني والشيخ خالد محمد خالد ولم يكن بين أعضائها عضو من مكتب الارشاد العام غيري علي حين كانت لجنة التوفيق كلها من أعضاء مكتب الارشاد العام عدا الأستاذ حسين بدر الذي كان عضوا سابقا بالمكتب.

بدأت لجنة التحقيق عملها في21 يناير سنة1946 بكل دقة وسارت فيه سيرا جديا وراء الحقائق بل كانت تبالغ في التدقيق وفي الصغير والكبير من الحقائق وظهرت المخازي واضحة جلية لا يختلف فيها اثنان ولا يحتاج إلي برهان, غير أنه قبيل الحكم سمعت بعض الآراء تتردد خارج اللجنة ثم بين أعضائها بأن هذه القضية هي قضية الأستاذ المرشد لا قضية الأستاذ عابدين وأن فضيلته أبدي رأيه فيها فأي رأي يخالف رأيه يعتبر هزيمة له.

كذلك ترددت الأقوال وتواترت بأن الحكم سيكون بالبراءة لا محالة, ورأيت فعلا هذا الميل داخل اللجنة فطلبت عقد مكتب الارشاد العام وأخبرتهم بأن التحقيق انتهي وأن ما فيه ثابت لا يقبل الشك, ومع ذلك فان الحق لن يكون هو المقصود وطلبت منهم أن يسمحوا للأعضاء بابداء رأيهم في القضية كتابة فإننا هيئة تحقيق سمعت من الطرفين وتبدي شهادة بما سمعت, ثم أنا بعد ذلك نازل علي حكم الأغلبية بمعني أنه إن قال اثنان بالادانة وقال ثلاثة بالبراءة كما حدث كان الحكم بالبراءة, ولكن يعرف لكل واحد رأيه,

فقال أعضاء المكتب جميعا كما قال فضيلة المرشد إن هذه المسألة يجب أن تنتهي بأي شكل وهم جميعا لا يشكون في إجرام عبدالحكيم افندي عابدين وإنهم سيقررون صلته بالدعوة بعد ذلك وإن الحكم سيكون أمام الناس فقط إلي غير ذلك.

وأعلن الحكم بالبراءة التي يعلم الله مقدار بعدها عن البريء المزعوم وأوراق التحقيق مازالت موجودة تشهد بالمخازي والجرائم ولولا أنها تناولت أعراض إخوان كرام لكانت بين أيديكم الآن, ولكنهم إئتمنونا علي أعراضهم وأسرار بيوتهم فلن نخون الأمانة ونفضح الأعراض ونعرضها إلا إذا رضوا هم بذلك وأقروه كتابة فعند ذلك أتحلل أنا من الأمانة وأسلم الأوراق.


والأكثر اثارة من ذلك كله يأتي في إقرار البنا لبراءة زوج شقيقته من التهم المنسوبة إليه ، وتأكيده أن المحكمين في القضية قد أثبتوا براءته من تهمة التحرش بنساء الإخوان ، في ذات الوقت الذي يقر فيه البنا بأن الدكتور ابراهيم حسن أخفي وثائق محاكمه «عابدين» ورفض تسليمها للإخوان ؟!!.


و أسفرت فضيحة عبد الحكيم عابدين عن خروج عدد كبير من الإخوان، وأحدثت شرخاً هائلاً في بنيان الجماعة وأثارت التساؤلات لدي الكثيرين عن مدي مصداقية القائمين عليها، وكان علي رأس الخارجين أحمد السكري وكيل الجماعة وبانيها الحقيقي ورفيق درب حسن البنا والممارس السياسي المحترف والذي كانت فضيحة عابدين السبب الحقيقي لانشقاقه وخروجه، لكن المؤكد أن السبب الحقيقي لخروجه كان فقدان الثقة بينه وبين المرشد بسبب هذه الفضيحة.

تقرير اللجنة الخماسية في التحقيق مع عابدين

تقرير اللجنة الخماسية

عندما اصر السكري على اتخاذ موقف محدد من فضائح عبدالحكيم عابدين قام الشيخ البنا بتشكيل لجنة مكونة من كل من احمد السكري، صالح عشماوي، وحسين بدر، الدكتور ابراهيم حسن، ومحمود لبيب، حسين عبدالرازق، امين اسماعيل للتحقيق فيما نسب الى عبدالحكيم عابدين وقدمت اللجنة تقريرا بتاريخ 1946/1/9 ونصه كالاتي:

فضيلة الاستاذ المرشد العام: السلام عليكم ورحمة الله وبعد - هذه اللجنة التي كلفت بالنظر في مسألة الاستاذ عابدين وحضرات حسن سليمان، فهمي السيد، محمد عمار، زكي هلال، لم توفق في ايجاد التفاهم بين الطرفين - كذا لا تستطيع تحديد المسؤولية بصفة قاطعة بالنسبة لافشاء هذه الفتنة.. وكان لابد لها في مهمتها ان تستوضح الطرفين فجمعت لهذا الغرض البيانات والاستدلالات في المحاضر المرفقة ملخصة بعض الوقائع او كثير منها ولم تشأ ان تخرج عن مهمتها الى التحقيق الشامل ولكنها خرجت من هذه البيانات برأي قاطع - رأت ان تنصح بعدم اجراء تحقيق اخر وتكوين لجنة تحكيم او غير ذلك ورأت حسما للموضوع ان يكتفى بما توفر للجنة اساسا لتكوين فكرة صحيحة نبرزها فيما يأتي:

1 - موقف هؤلاء الاخوة الاربعة يكون سليما من كل وجه.

2 - اقتنعت اللجنة اقتناعا كاملا بما تجمع لديها من بيانات سواء من طريق الاربعة المذكورين او من طريق غيرهم ممن تقدم اليها من الاخوان - بأن الاستاذ »عابدين« مذنب خصوصا اذا اضفنا الى ذلك اعترافه الى بعض اعضاء اللجنة - وان الذنب بالنسبة اليه - وهو من قادة الدعوة - كبير في حق الدعوة وفي حق الاشخاص الذين جرحوا في اعراضهم - ويحتم عليها واجبها نحو الدعوة توقيع اقصى العقوبة لهذا ترى اللجنة بالإجماع فصل الاستاذ عابدين من عضوية الجماعة ونشر هذا القرار والعمل على مداواة الجروح التي حدثت.

رفض البنا للتقرير وتوجيه اللجنة خطاب للبنا

رفض الشيخ البنا هذا التقرير الذي قدمته اللجنة وادعى انه سيقوم بتشكيل لجنة اخرى محايدة فما كان من اعضاء هذه اللجنة الا ان تقدموا له بمذكرة اخرى ننشرها بخط يدهم وبتوقيعاتهم ونصها كالآتي: (حضرة صاحب الفضيلة الاستاذ المرشد العام - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - يرى الموقعون على هذا وقد كانوا اعضاء في اللجنة المؤلفة للتوفيق بين الاستاذ عابدين والاخوان.. ما يأتي:
أولا: عدم اجراء اي تحقيق اخر في الموضوع المذكور لما يجره من فضائح للعائلات وتشهير بالأعراض واساءة الى الدعوة.

ثانيا: يرى الموقعون عليها درءا للفتنة وحرصا على الدعوة وسمعتها في حاضرها ومستقبلها فصل الاستاذ عابدين من جماعة الاخوان المسلمين - والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

توقيع »أمين اسماعيل، صالح عشماوي، الدكتور ابراهيم حسن، محمود لبيب، حسين عبدالرازق«.

البنا يرفض قرار ادانة عابدين ويفصل اعضاء اللجنة

البنا يرفض قرار ادانة

وضرب حسن البنا عرض الحائط قبل ذلك وناصر عابدين بقوة وعناد لأسباب نجهلها حتى الان اللهم الا اذا كان هو نفسه راضيا عن انحرافات عبدالحكيم عابدين.. كانت قمة المأساة ان اصدر القرار رقم 5 لسنة 1947 بفصل احمد السكري واعقبه بفصل حسين عبدالرازق وغيرهم ممن خالفوه الرأي مثل الاستاذ والعالم الجليل خالد محمد خالد والشيخ محمد الغزالي والشيخ سيد سابق وغيرهم..

وقام بتعيين عبدالحكيم عابدين وكيلا للجماعة واطلق له العنان للتصرف في امور كثيرة، وكان لقرار الفصل ولتعيين عبدالحكيم عابدين وكيلا للجماعة ردود فعل قوية، فقد قام احمد السكري بنشر الكثير من المقالات في جريدة صوت الامة وجريدة مصر الفتاة وتبعه الكثيرون من اعضاء جماعة الاخوان المسلمين الذين ايدوا موقف احمد السكري وكشفوا انحرافات حسن البنا وعبدالحكيم عابدين.ِ

mercredi 2 mars 2016

إعتبار حزب الله إرهابيا لا يمثّلني


إعتبار حزب الله إرهابيا لا يمثّلني


إن موقف الحكومة التونسية من حزب الله و اعتباره حزبا إرهابيا لا يمثّلني

الأحاديث النبوية وأسئلة لا بد منها



الأحاديث النبوية وأسئلة لا بد منها

حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 2587 - 2009 / 3 / 16 - 08:40

المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

.الأحاديث النبوية وأسئلة لا بد منها

يعد الحديث النبوي الشريف، مصدرا للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، ورافدا رئيسيا من روافد الفكر الديني، وتراثاً دينيا واسعاً، يوفر للمسلمين كماً هائلاً من  الأحكام و التشريعات المتنوع لها آثار بالغة في حياة المسلمين عموما، و صياغة شخصية "المتدينين" منهم خصوصا، إلى جانب بصمته الواضحة في تفكيرهم وتوجيه بوصلة رؤاهم، وحكمهم على الأشياء من حولهم.

فالفهم العميق والواقعي لحقيقة العلاقة القائمة بيننا كمسلمين من جهة وبين تركة نبينا العظيم من جهة أخرى، يفرض أسئلة كثيرة وضرورية وهامة جدا، خاصة إذا عرفنا مقدار التقديس المفرط الذي يهمين على الكثيرين في تلقي تلك النصوص وإعمالها. فهل هذه التركة النبوية كنز خالص، لم تخالطه الشوائب و الإيحاءات السلبية التي لا تليقق برسول عظيم كمحمد "ص"؟ أم أن يد التلويث امتدت لها، ورفعت من نسبة العبث بها، بالوضع والكذب و الافتراء، الذي فاقم من خطورة الآثار السلبية التي تركها التعامل معها و الأخذ بها والحكم من خلالها..

لقد ابتليت أمتنا بداء عضال تفشى فيها ولا زال ووصلت عدواه الى كافة طبقات المجتمع، وعم كل المذاهب والتوجهات، هو داء تقديس التراث إذا لم نقل عبادته. داء لا يختص بمذهب دون آخر، بل هو متفش في كل مكان بحيث تجد التعصب للتراث وللناقلين له يتجاوز حد المنطق والتعقل ليصل إلى درجة التسليم والاستسلام ظنا من الكثيرين، أنه عين الكنوز التي تركها الرسول العظيم، والتي اقتصرالتركيز المفرط فيها على أحاديث الفقه فقط دون أحاديث العقائد، بسبب منهج البركة والمزاج الشخصي أو المذهبي، وهو ما ينبغي أن يعاد فيه النظر ببالغ الأهمية والإلحاحية، نظرا لتأثير هذا الصنف من الأحاديث في مساحات التعايش والحكم على قضايا الحياة، و موضوعاتها المختلفة، الشيء الذي دفع بكثير من الفقهاء والشيوخ إلى وضع الأحاديث، ونسبها للرسول لأغراض شتى وأهداف عدة، منها ما يتصل بالجانب العقدي، ومنها ما يتصل بجوانب أخرى سياسية واجتماعية وشخصية ومادية.

الوضع إذن، تخريب للدين - في المجال العقدي بالخصوص-، له بواعث كثيرة، ودوافع عديدة، أهمها الدافع المذهبي، وقد تم من قبل فئات ثلاث: الزنادقة واليهود والغلاة، وهي عوامل لا تختص بمذهب إسلامي دون آخر بل هي إشكالية منتشرة فيها جميعا. ويبقى "الوضع حسبة" هو أخطر العوامل وأكثرها زرعا للألغام والمتفجرات، والمقصود بالوضع حسبة هو " الوضع للتقرب الى الله " وقد قام به بعض "الصالحين" بهدف ترغيب الناس في فعل الخيرات وترهيبهم وزجرهم عن فعل المنكرات، يقول يحيى بن سعيد القطان: " لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث(صحيح مسلم١/٣١)، ومن أبرز الأدلة على ذلك، وضع الأحاديث في فضائل السور القرآنية، بحجة ترغيب الناس في قراءة القرآن، فقد قيل لأبي عصمة: من أين لك عن عكرمة عن أبن عباس في فضل سور القرآن سورة سورة؟ فقال: "إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن فوضعت هذا الحديث حسبة"(مقدمة ابن الصلاح ص:١٨)، ولما عوتب بعضهم وذُكّر بقول رسول الله(ص): من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" قال: إنما كذبت له ليس عليه !
ومن هنا كانت "الحسبة" هو السبب الأول لكثرة الوضع، والكذب على الرسول، إلى جانب دوافع أخرى لا تقل عنها خطورة كانت وراء انتشار الأحاديث الموضوعة والفتاوى المغلوطة إلى أن امتزج الحديث الشريف بالخوارق والخرافات، فضاق هامش الاختيار، وانطفأ التنوع، وتضخم الممنوع، إلى درجة صادرت حريات الناس التي كفلها الدين قبل صهره في بوتقة فوضى الواضعين الذين عظم خطرهم، حتى أصبح يخرج علينا كل يوم شيخ بأحاديث جديدة لم نسمع بها من قبل، همه الأوحد أن يتماشى ذلك الحديث مع مهازل فتاوى عالمنا العربي المتخلف، ويساير عقليتنا الجامدة التي تحول معها شيوخ ديننا الأفاضل بهلوانيين يتمتعون بروح الفكاهة والضحك أكثر من أي ممثل كوميديا في العالم.

فمن الأحاديث الوهابـية التي تمنع المرأة السعودية من قيادة السيارة، إلى أحاديث طالبان التي تحرّم على المرأة الأفغانية أكل الموز. ومن الأحاديث التي لا تبـيح للمرأة الجلوس على الكرسي، إلى الأحاديث التي تُلزم بائعي الخضر أن يفرقـوا بين الخيار والطماطم. ومن أحاديث رفض التداوي بالأدوية الغربية و حث الناس على التداوي ببول الإبل، إلى أحاديث إرضاع الكبير... إلى آخر الأحاديث التي يستدل بها الشيوخ/الفقهاء على قدسية ووجوب الجهاد ضد الفئران، وعلى رأسها فأرة الرسوم المتحركة لديزني" ميكي ماوس" الشهيرة والموجهة للأطفال.

فأمر معالجة مسألة الوضع- المستعصية على الفهم، و غير المستعصية على الحل و المعالجة الموضوعية- أصبحت ضرورة ملحة جدا، وذلك لتشخيص مواقع الخطورة في هذا التراث، وفصل المنسوب فيه حقيقة للرسول ( ص ) من المكذوب، و معرفة موقع الحديث الكنز من الحديث الموضوع.

وهي مسؤولية تقع على عاتق المتخصصين من كل المذاهب الإسلامية، وغير منحصرة في أتباع مذهب دون آخر، وهي في ذات الوقت مادة خصبة للحوار والنقاش، الذي يفترض فيه عدم الخصوصية في بحث المسائل المشتركة و المعايير العريضة.

وقد تنبه أئمة المذاهب و علماء المسلمين -منذ أمد بعيد- إلى خطورة ذلك، فانكروا الوضع ورفعوا عقيرة النكير بوجه المقلدين و الدعاة الجهلة المعممين والرعاع الضالين وهمج السلفية المنحرفين وجهادهم المستميت على الكذب على الرسول الكريم، وعملوا على تنقية موروثه (ص) مبتكرين لتلك الغاية ضوابط وموازين دقيقة لتشخيص الخبر الموضوع عما عداه. وهذه بعض أقوال أئمة المذاهب يدعون بها إلى الاجتهاد و إعمال العقل، عبرة لمن أراد الاعتبار والتدبر:

يقول إلإمام مالك :(إنما أنا بشر أصيب وأخطئ فاعرضوا قولي على كتاب اللهوالسنة) تهذيب التهذيب لابن حجر ج10 ص8-6723

ويقول الإمام أبو حنيفة النعمان :(هذا رأي وهذا أحسن ما رأيت فمن جاء برأي غير هذا قبلناه .حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتى بكلامي ) ملخص ابطال القياس ورأى لابن حزم ص69

ويقول الإمام احمد بن حنبل :(من ضيق علم الرجال أن يقلدوا الرجال لا تقلد دينك الرجال فإنهم لن يسلموا من أن يغلطوا وقيل له: لم لا تضع لأصحابك كتابا في الفقه؟ قال: لأحد كلام مع كلام الله ورسوله ؟..انظر تلبيس إبليس لابن الجوزي ص65 أعلام الموقعين ج6ص204 وفتاوى ابن تيمية ص20و212

ويقول الإمام الشافعي:(إذا صح الحديث بخلاف قولي فاضربوا بقولي الحائط) المجموع ج1 ص673

ويقول محي الدين ابن عربي :(لا يجوز ترك آية أو خبر صحيح لقول صاحب أو إمام ومن يفعل ذلك فقد ضل ضلالا مبينا وخرج عن دين الله ) الفتوحات المكية لابن عربي ج2ص 164

وقد ألِّفت الكثير من الكتب باسم "الموضوعات" رصد مؤلفوها المئات من الأحاديث الموضوعة التي لا تملك سوى إعادة إنتاج الأفكارالمأزومة وتدوير الأزماتها و تمكين الفكر و الثقافي الخرافي الذي يغرقنا في جدالات وسجالات ومناقشات سخيفة ولا طائل من ورائها..

فما تشهده الساحة اليوم، من إقحام الحديث الشريف في كل شيء، بكثير من السطحية واللاعقلانية والانفلات والتحلل من أية ضوابط عقلية ومنطقية- وكأن المعركة على أشدها بين فقهاء وشيوخ السلف، والحداثة والعولمة التي يبدو أنها بدأت تجرف كل شيء في طريقها وتميل في غير صالح المتفيقهين الذين أعرض الناس عنهم- دفع حتى بالعامة ليقهقهوا، ويضربوا كفاً بكف، كلما سمعوا بحديث أو فتوى جديدة من أحاديثهم و فتاواهم الغريبة العجيبة والمضحكة وكأنها لأناس يعيشون في زمان ومكان آخرين.

المهم في هذا المشهد بكل عناصره – المضحكة المبكية- هو أن مسؤولية مواجهة و إصلاح ما ألم بواقع الأحاديث النبوية، يكمن بالأساس أنه أسندت في كثير من الأحيان إلى فقهاء لا يعرفون شيئاً عن الفقه وعن معناه، وأقل ما يمكن أن يقال عنهم، أنهم كانوا ولازالوا، جزءاً من المشكل ولم يكونوا يوماً جزءاً من الحل، لأنهم لم يسجلوا رصيداً حقيقياً في العمل القائم على الأفكار والإبداع والتنظيم والإنجاز؛ وما على المعنيين بالأمر إلا أن يدركوا أن المرحلة والأوضاع الراهنة والمقبلة لا تحتمل هذا التأخير و التماطل.

ورغم تقديرنا لدور الكثير من علمائنا الأفاضل الذين عملوا على تجنيب المجتمعات ويلات المفاسد والانحرافات والوقوع في شرك الرذيلة، بإهتمامهم بالأحاديث النبوية وتنقيتها. لازال الكثير من شيوخ الدين، ينصبون أنفسهم " وكلاء" من الله على الأرض ! ويضعون الأحاديث المتعارضة مع طبيعة الإسلام السمحاء، لتتماشى مع نفسياتهم المعقدة و ثقافتهم المتخلفة.

فلننظر إلى أحوال المرأة عندهم، وكيف بنيت على الدونية والانصهار في شخصيتهم الذكورية، فهي عندهم ناقصة العقل والدين، وهي الفتنة التي لا يؤمن شرها، والعورة التي يجب حجبها، وهي مكسب الرجل، وحرثه، بيده تسعد أو تشقى. ٍ

و لو تمكن هؤلاء من زمام الأمور لحرموا عليها كل شيء حتي استنشاق الهواء في الدنيا قبل حلول موعد جهنم التي يزجون بها فيها بما يضعونه من أحاديث نبوية النبي بريء منها براء الذئب من دم يوسف. فهل يقبل العقل السليم أن تصدر مثل هذا عن نبي عظيم أحب المرأة وكرمها امتثالا لربه، وهذه بعض من دررهم :

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن النساء هن أكثر أهل النار فعن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاء)َ . رواه البخاري 3241 ومسلم 2737 .

أما سبب ذلك فقد سُئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم وبَيَّن الجواب: فعَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( َأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ ) قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ : ( بِكُفْرِهِنَّ ) قِيلَ : يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ ، قَالَ : ( يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ ) رواه البخاري 1052 .

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ : ( يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ ) فَقُلْنَ : وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: ( تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِير مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ ) قُلْنَ : وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ) قُلْنَ : بَلَى ، قَالَ : ( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ ) قُلْن َ: بَلَى ، قَالَ : ( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا ) رواه البخاري 304

.وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاةَ يَوْمَ الْعِيدِ فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ ثُمَّ قَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى بِلالٍ فَأَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَحَثَّ عَلَى طَاعَتِهِ وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ فَقَالَ : ( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ ) فَقَامَتِ امْرَأَةٌ مِنْ سِطَةِ النِّسَاءِ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ فَقَالَتْ : لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( لأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ) قَالَ : فَجَعَلْنَ يَتَصَدَّقْنَ مِنْ حُلِيِّهِنَّ يُلْقِينَ فِي ثَوْبِ بِلالٍ مِنْ أَقْرِطَتِهِنَّ وَخَوَاتِمِهِ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) الأحزاب21نَّ . رواه مسلم 885.

وليست المرأة وحدها من نالت منها هذه الأحاديث التي لا يمكن لمن به ذرة عقل أن يصدق صحتها، بل هناك فئة عريضة من المسلمين صدق إسلامهم وأخلصوا لله ورسوله وأبلوا البلاء الحسن في نشر الدين في بقاع الأندلس، فجلب عليهم ذلك وعلى قائدهم- طارق بن زياد المغتال-كره قادة العرب وحسدهم وغيرتهم.

وحتى تحقق أهدافهم وأغراضهم الخسيسة القذرة، اخترعوا أحاديث كاذبة ومنافية للإسلام وتتعارض مع مبادئ أعظم الرسالات، ووصلت بهم الوقاحة أن نسبوها لأعظم رسول كما هو الشأن بالنسبة لهذه الأحديث: "جئت إلى النبي (ص)، ومعي وصيف بربري، فقال: يا أنس ما جنس هذا الغلام؟ فقلت: بربري يا رسول الله، فقال: يا أنس بعه ولو بدينار، فقلت له: ولم يا رسول الله؟ قال: إنهم أمة بعث الله إليهم نبيا فذبحوه وطبخوه وأكلوا لحمه، وبعثوا من المرق إلى النساء فلم يتحسوه، فقال الله: لا اتخذت منكم نبيا ولا بعثت فيكم رسولا".

وفي حديث آخر جاء فيه: "ما تحت أديم السماء وعلى الأرض خلق شر من البربر، ولئن أتصدق بعلاقة سوطي في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق رقبة بربري".

وفي حديث آخر ورد فيه: "قال رسول الله (ص) نساء البربر خير من رجالهم، بعث إليهم نبي فقتلوه، فتولت النساء دفنه، والحدة عشرة أجزاء وتسعة منها في البربر وجزء في الناس"،

وفي حديث آخر ذكر أن الرسول (ص) قال: "إن البربر لا يجاوز إيمانهم تراقيهم".

ومن الغريب أن يستسيغ بعضنا العمل كالأبواق الفارغة!! ويردد كل ما يسمعه دون تمحيص أو تنقيح،.حتى وإن حمل الإساءة لنا ولأمتنا ولرسولنا، كالحديث الذي يقولون فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم مسح على كفل حماره فبكي الحمار، وسأله النبي صلى الله عليه وسلم مايبكيك؟

فرد الحمار قائلا، حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن جده عن الحمار الأكبر الذي ركب مع نوح في السفينة أن نبي الله نوح مسح على كفله وقال، يخرج من صلبك حمار يركبه خاتم النبيين. فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار.

أو كما يروجون دون وعي لما يؤمن به بعضٌ من الإيرانيين من خرافة المهدي المنتظَر، وبالعقيدة السياسية المشتقة من هذه الخرافة، و لعقيدة "ولاية الفقيه"، وبضرورة طاعة "الإمام القائد المرجع السيد الخامنئي قدس سره"، بوصفه تجسيداً آنياً لـ "ولاية الفقيه"، اكتشف في أوباما علامة على قرب ظهور المهدي المنتظَر (أو المنتظِر في سردابه) فسيِّد البيت الأبيض المقبل إنَّما هو، بحسب الحديث المنسوب إلى الإمام علي، "الرجل الأسود طويل القامة الذي سيحكم الغرب، ويقود أقوى جيش على الأرض قبل ظهور المهدي". أمَّا المرجع الذي ورد فيه هذا الحديث فهو كتاب "بحار الأنوار (أي بحار الظلمات)"، الذي ألَّفه محمد باقر المجلسي، في العهد الصفوي، في القرن السابع عشر.

وأختم مقالي بما قال الله تبارك و تعالى :في مثل هذا ﴿ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾ [الإسراء : 36]

و قال الحق سبحانه : ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [قـ : 18]

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" كفى بالمرءِ كَذِباً أنْ يُحدِّثَ بِكُلَّ ما سمِعَ"رواه مسلم

.و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " من تقول علي ما لم أقل ، فليتبوأ مقعده من النار" صحيح الجامع .

و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم" إياكم و كثرة الحديث عني ، فمن قال علي ، فليقل حقا ، أو صدقا ، و من تقول علي ما لم أقل ؛ فليتبوأ مقعده من النار " صحيح الجامع .

و قال رسول الله صلى الله عليـه و سلم " مَنْ حدَّثَ عنِّي بحديثٍ يرى أنَّه كذبٌ فهو أحدُ الكاذبيـن " رواه مسلم .

... والحاصل أنه يجب على الإنسـان أن يتثبت فيما يقول ويتثبت فيمـن ينقل إليه الخبر هل هو ثقـة أو غير ثقـة" لذلك يجب أن نحذر كل متفقه، لا يمتلك ما يخشى فقده من علم أورقيّ أو نبالة، وإن كان صديقا صادقا.

لأنه سيكون كأحمق يحمل سيفا. بينما العالم ذو النبالة لا يخشى جانبه ولو كان عدوًّا. ذاك أن علمه ونبالته ورُقيّ خُلُقه سيُحدّان من سقف الممكن بالنسبة إليه. و بالتالي مستحيل أن يزّلَ أو يسقط في وحل الخِسّة، مهما كانت الغايات والمقاصد.

 فيما الجاهل الذي يعوزه العلم والتفقه في الدين قد يؤذيك من حيث أراد أن ينفعك.مصداقا للمثل الإنجليزي: “Don’t challenge someone who has nothing to loose”.

لا تتحدى إنسانا ليس لديه ما يفقده. فالعالم ذو المكانة الرفيعة أو الخلق أو الجمال، الروحي طبعا، يخاف أن يتورطَ في أمر يشوب هذه المكانة أو يمسسها. يخاف أن يُخدش بياضُ هالته. وامتلاكه قيما غالية يزيد لا شك من ثرائه