Tunisiens Libres: الأحاديث النبوية وأسئلة لا بد منها

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

mercredi 2 mars 2016

الأحاديث النبوية وأسئلة لا بد منها



الأحاديث النبوية وأسئلة لا بد منها

حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 2587 - 2009 / 3 / 16 - 08:40

المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

.الأحاديث النبوية وأسئلة لا بد منها

يعد الحديث النبوي الشريف، مصدرا للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، ورافدا رئيسيا من روافد الفكر الديني، وتراثاً دينيا واسعاً، يوفر للمسلمين كماً هائلاً من  الأحكام و التشريعات المتنوع لها آثار بالغة في حياة المسلمين عموما، و صياغة شخصية "المتدينين" منهم خصوصا، إلى جانب بصمته الواضحة في تفكيرهم وتوجيه بوصلة رؤاهم، وحكمهم على الأشياء من حولهم.

فالفهم العميق والواقعي لحقيقة العلاقة القائمة بيننا كمسلمين من جهة وبين تركة نبينا العظيم من جهة أخرى، يفرض أسئلة كثيرة وضرورية وهامة جدا، خاصة إذا عرفنا مقدار التقديس المفرط الذي يهمين على الكثيرين في تلقي تلك النصوص وإعمالها. فهل هذه التركة النبوية كنز خالص، لم تخالطه الشوائب و الإيحاءات السلبية التي لا تليقق برسول عظيم كمحمد "ص"؟ أم أن يد التلويث امتدت لها، ورفعت من نسبة العبث بها، بالوضع والكذب و الافتراء، الذي فاقم من خطورة الآثار السلبية التي تركها التعامل معها و الأخذ بها والحكم من خلالها..

لقد ابتليت أمتنا بداء عضال تفشى فيها ولا زال ووصلت عدواه الى كافة طبقات المجتمع، وعم كل المذاهب والتوجهات، هو داء تقديس التراث إذا لم نقل عبادته. داء لا يختص بمذهب دون آخر، بل هو متفش في كل مكان بحيث تجد التعصب للتراث وللناقلين له يتجاوز حد المنطق والتعقل ليصل إلى درجة التسليم والاستسلام ظنا من الكثيرين، أنه عين الكنوز التي تركها الرسول العظيم، والتي اقتصرالتركيز المفرط فيها على أحاديث الفقه فقط دون أحاديث العقائد، بسبب منهج البركة والمزاج الشخصي أو المذهبي، وهو ما ينبغي أن يعاد فيه النظر ببالغ الأهمية والإلحاحية، نظرا لتأثير هذا الصنف من الأحاديث في مساحات التعايش والحكم على قضايا الحياة، و موضوعاتها المختلفة، الشيء الذي دفع بكثير من الفقهاء والشيوخ إلى وضع الأحاديث، ونسبها للرسول لأغراض شتى وأهداف عدة، منها ما يتصل بالجانب العقدي، ومنها ما يتصل بجوانب أخرى سياسية واجتماعية وشخصية ومادية.

الوضع إذن، تخريب للدين - في المجال العقدي بالخصوص-، له بواعث كثيرة، ودوافع عديدة، أهمها الدافع المذهبي، وقد تم من قبل فئات ثلاث: الزنادقة واليهود والغلاة، وهي عوامل لا تختص بمذهب إسلامي دون آخر بل هي إشكالية منتشرة فيها جميعا. ويبقى "الوضع حسبة" هو أخطر العوامل وأكثرها زرعا للألغام والمتفجرات، والمقصود بالوضع حسبة هو " الوضع للتقرب الى الله " وقد قام به بعض "الصالحين" بهدف ترغيب الناس في فعل الخيرات وترهيبهم وزجرهم عن فعل المنكرات، يقول يحيى بن سعيد القطان: " لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث(صحيح مسلم١/٣١)، ومن أبرز الأدلة على ذلك، وضع الأحاديث في فضائل السور القرآنية، بحجة ترغيب الناس في قراءة القرآن، فقد قيل لأبي عصمة: من أين لك عن عكرمة عن أبن عباس في فضل سور القرآن سورة سورة؟ فقال: "إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن فوضعت هذا الحديث حسبة"(مقدمة ابن الصلاح ص:١٨)، ولما عوتب بعضهم وذُكّر بقول رسول الله(ص): من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" قال: إنما كذبت له ليس عليه !
ومن هنا كانت "الحسبة" هو السبب الأول لكثرة الوضع، والكذب على الرسول، إلى جانب دوافع أخرى لا تقل عنها خطورة كانت وراء انتشار الأحاديث الموضوعة والفتاوى المغلوطة إلى أن امتزج الحديث الشريف بالخوارق والخرافات، فضاق هامش الاختيار، وانطفأ التنوع، وتضخم الممنوع، إلى درجة صادرت حريات الناس التي كفلها الدين قبل صهره في بوتقة فوضى الواضعين الذين عظم خطرهم، حتى أصبح يخرج علينا كل يوم شيخ بأحاديث جديدة لم نسمع بها من قبل، همه الأوحد أن يتماشى ذلك الحديث مع مهازل فتاوى عالمنا العربي المتخلف، ويساير عقليتنا الجامدة التي تحول معها شيوخ ديننا الأفاضل بهلوانيين يتمتعون بروح الفكاهة والضحك أكثر من أي ممثل كوميديا في العالم.

فمن الأحاديث الوهابـية التي تمنع المرأة السعودية من قيادة السيارة، إلى أحاديث طالبان التي تحرّم على المرأة الأفغانية أكل الموز. ومن الأحاديث التي لا تبـيح للمرأة الجلوس على الكرسي، إلى الأحاديث التي تُلزم بائعي الخضر أن يفرقـوا بين الخيار والطماطم. ومن أحاديث رفض التداوي بالأدوية الغربية و حث الناس على التداوي ببول الإبل، إلى أحاديث إرضاع الكبير... إلى آخر الأحاديث التي يستدل بها الشيوخ/الفقهاء على قدسية ووجوب الجهاد ضد الفئران، وعلى رأسها فأرة الرسوم المتحركة لديزني" ميكي ماوس" الشهيرة والموجهة للأطفال.

فأمر معالجة مسألة الوضع- المستعصية على الفهم، و غير المستعصية على الحل و المعالجة الموضوعية- أصبحت ضرورة ملحة جدا، وذلك لتشخيص مواقع الخطورة في هذا التراث، وفصل المنسوب فيه حقيقة للرسول ( ص ) من المكذوب، و معرفة موقع الحديث الكنز من الحديث الموضوع.

وهي مسؤولية تقع على عاتق المتخصصين من كل المذاهب الإسلامية، وغير منحصرة في أتباع مذهب دون آخر، وهي في ذات الوقت مادة خصبة للحوار والنقاش، الذي يفترض فيه عدم الخصوصية في بحث المسائل المشتركة و المعايير العريضة.

وقد تنبه أئمة المذاهب و علماء المسلمين -منذ أمد بعيد- إلى خطورة ذلك، فانكروا الوضع ورفعوا عقيرة النكير بوجه المقلدين و الدعاة الجهلة المعممين والرعاع الضالين وهمج السلفية المنحرفين وجهادهم المستميت على الكذب على الرسول الكريم، وعملوا على تنقية موروثه (ص) مبتكرين لتلك الغاية ضوابط وموازين دقيقة لتشخيص الخبر الموضوع عما عداه. وهذه بعض أقوال أئمة المذاهب يدعون بها إلى الاجتهاد و إعمال العقل، عبرة لمن أراد الاعتبار والتدبر:

يقول إلإمام مالك :(إنما أنا بشر أصيب وأخطئ فاعرضوا قولي على كتاب اللهوالسنة) تهذيب التهذيب لابن حجر ج10 ص8-6723

ويقول الإمام أبو حنيفة النعمان :(هذا رأي وهذا أحسن ما رأيت فمن جاء برأي غير هذا قبلناه .حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتى بكلامي ) ملخص ابطال القياس ورأى لابن حزم ص69

ويقول الإمام احمد بن حنبل :(من ضيق علم الرجال أن يقلدوا الرجال لا تقلد دينك الرجال فإنهم لن يسلموا من أن يغلطوا وقيل له: لم لا تضع لأصحابك كتابا في الفقه؟ قال: لأحد كلام مع كلام الله ورسوله ؟..انظر تلبيس إبليس لابن الجوزي ص65 أعلام الموقعين ج6ص204 وفتاوى ابن تيمية ص20و212

ويقول الإمام الشافعي:(إذا صح الحديث بخلاف قولي فاضربوا بقولي الحائط) المجموع ج1 ص673

ويقول محي الدين ابن عربي :(لا يجوز ترك آية أو خبر صحيح لقول صاحب أو إمام ومن يفعل ذلك فقد ضل ضلالا مبينا وخرج عن دين الله ) الفتوحات المكية لابن عربي ج2ص 164

وقد ألِّفت الكثير من الكتب باسم "الموضوعات" رصد مؤلفوها المئات من الأحاديث الموضوعة التي لا تملك سوى إعادة إنتاج الأفكارالمأزومة وتدوير الأزماتها و تمكين الفكر و الثقافي الخرافي الذي يغرقنا في جدالات وسجالات ومناقشات سخيفة ولا طائل من ورائها..

فما تشهده الساحة اليوم، من إقحام الحديث الشريف في كل شيء، بكثير من السطحية واللاعقلانية والانفلات والتحلل من أية ضوابط عقلية ومنطقية- وكأن المعركة على أشدها بين فقهاء وشيوخ السلف، والحداثة والعولمة التي يبدو أنها بدأت تجرف كل شيء في طريقها وتميل في غير صالح المتفيقهين الذين أعرض الناس عنهم- دفع حتى بالعامة ليقهقهوا، ويضربوا كفاً بكف، كلما سمعوا بحديث أو فتوى جديدة من أحاديثهم و فتاواهم الغريبة العجيبة والمضحكة وكأنها لأناس يعيشون في زمان ومكان آخرين.

المهم في هذا المشهد بكل عناصره – المضحكة المبكية- هو أن مسؤولية مواجهة و إصلاح ما ألم بواقع الأحاديث النبوية، يكمن بالأساس أنه أسندت في كثير من الأحيان إلى فقهاء لا يعرفون شيئاً عن الفقه وعن معناه، وأقل ما يمكن أن يقال عنهم، أنهم كانوا ولازالوا، جزءاً من المشكل ولم يكونوا يوماً جزءاً من الحل، لأنهم لم يسجلوا رصيداً حقيقياً في العمل القائم على الأفكار والإبداع والتنظيم والإنجاز؛ وما على المعنيين بالأمر إلا أن يدركوا أن المرحلة والأوضاع الراهنة والمقبلة لا تحتمل هذا التأخير و التماطل.

ورغم تقديرنا لدور الكثير من علمائنا الأفاضل الذين عملوا على تجنيب المجتمعات ويلات المفاسد والانحرافات والوقوع في شرك الرذيلة، بإهتمامهم بالأحاديث النبوية وتنقيتها. لازال الكثير من شيوخ الدين، ينصبون أنفسهم " وكلاء" من الله على الأرض ! ويضعون الأحاديث المتعارضة مع طبيعة الإسلام السمحاء، لتتماشى مع نفسياتهم المعقدة و ثقافتهم المتخلفة.

فلننظر إلى أحوال المرأة عندهم، وكيف بنيت على الدونية والانصهار في شخصيتهم الذكورية، فهي عندهم ناقصة العقل والدين، وهي الفتنة التي لا يؤمن شرها، والعورة التي يجب حجبها، وهي مكسب الرجل، وحرثه، بيده تسعد أو تشقى. ٍ

و لو تمكن هؤلاء من زمام الأمور لحرموا عليها كل شيء حتي استنشاق الهواء في الدنيا قبل حلول موعد جهنم التي يزجون بها فيها بما يضعونه من أحاديث نبوية النبي بريء منها براء الذئب من دم يوسف. فهل يقبل العقل السليم أن تصدر مثل هذا عن نبي عظيم أحب المرأة وكرمها امتثالا لربه، وهذه بعض من دررهم :

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن النساء هن أكثر أهل النار فعن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاء)َ . رواه البخاري 3241 ومسلم 2737 .

أما سبب ذلك فقد سُئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم وبَيَّن الجواب: فعَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( َأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ ) قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ : ( بِكُفْرِهِنَّ ) قِيلَ : يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ ، قَالَ : ( يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ ) رواه البخاري 1052 .

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ : ( يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ ) فَقُلْنَ : وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: ( تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِير مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ ) قُلْنَ : وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ) قُلْنَ : بَلَى ، قَالَ : ( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ ) قُلْن َ: بَلَى ، قَالَ : ( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا ) رواه البخاري 304

.وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاةَ يَوْمَ الْعِيدِ فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ ثُمَّ قَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى بِلالٍ فَأَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَحَثَّ عَلَى طَاعَتِهِ وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ فَقَالَ : ( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ ) فَقَامَتِ امْرَأَةٌ مِنْ سِطَةِ النِّسَاءِ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ فَقَالَتْ : لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( لأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ) قَالَ : فَجَعَلْنَ يَتَصَدَّقْنَ مِنْ حُلِيِّهِنَّ يُلْقِينَ فِي ثَوْبِ بِلالٍ مِنْ أَقْرِطَتِهِنَّ وَخَوَاتِمِهِ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) الأحزاب21نَّ . رواه مسلم 885.

وليست المرأة وحدها من نالت منها هذه الأحاديث التي لا يمكن لمن به ذرة عقل أن يصدق صحتها، بل هناك فئة عريضة من المسلمين صدق إسلامهم وأخلصوا لله ورسوله وأبلوا البلاء الحسن في نشر الدين في بقاع الأندلس، فجلب عليهم ذلك وعلى قائدهم- طارق بن زياد المغتال-كره قادة العرب وحسدهم وغيرتهم.

وحتى تحقق أهدافهم وأغراضهم الخسيسة القذرة، اخترعوا أحاديث كاذبة ومنافية للإسلام وتتعارض مع مبادئ أعظم الرسالات، ووصلت بهم الوقاحة أن نسبوها لأعظم رسول كما هو الشأن بالنسبة لهذه الأحديث: "جئت إلى النبي (ص)، ومعي وصيف بربري، فقال: يا أنس ما جنس هذا الغلام؟ فقلت: بربري يا رسول الله، فقال: يا أنس بعه ولو بدينار، فقلت له: ولم يا رسول الله؟ قال: إنهم أمة بعث الله إليهم نبيا فذبحوه وطبخوه وأكلوا لحمه، وبعثوا من المرق إلى النساء فلم يتحسوه، فقال الله: لا اتخذت منكم نبيا ولا بعثت فيكم رسولا".

وفي حديث آخر جاء فيه: "ما تحت أديم السماء وعلى الأرض خلق شر من البربر، ولئن أتصدق بعلاقة سوطي في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق رقبة بربري".

وفي حديث آخر ورد فيه: "قال رسول الله (ص) نساء البربر خير من رجالهم، بعث إليهم نبي فقتلوه، فتولت النساء دفنه، والحدة عشرة أجزاء وتسعة منها في البربر وجزء في الناس"،

وفي حديث آخر ذكر أن الرسول (ص) قال: "إن البربر لا يجاوز إيمانهم تراقيهم".

ومن الغريب أن يستسيغ بعضنا العمل كالأبواق الفارغة!! ويردد كل ما يسمعه دون تمحيص أو تنقيح،.حتى وإن حمل الإساءة لنا ولأمتنا ولرسولنا، كالحديث الذي يقولون فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم مسح على كفل حماره فبكي الحمار، وسأله النبي صلى الله عليه وسلم مايبكيك؟

فرد الحمار قائلا، حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن جده عن الحمار الأكبر الذي ركب مع نوح في السفينة أن نبي الله نوح مسح على كفله وقال، يخرج من صلبك حمار يركبه خاتم النبيين. فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار.

أو كما يروجون دون وعي لما يؤمن به بعضٌ من الإيرانيين من خرافة المهدي المنتظَر، وبالعقيدة السياسية المشتقة من هذه الخرافة، و لعقيدة "ولاية الفقيه"، وبضرورة طاعة "الإمام القائد المرجع السيد الخامنئي قدس سره"، بوصفه تجسيداً آنياً لـ "ولاية الفقيه"، اكتشف في أوباما علامة على قرب ظهور المهدي المنتظَر (أو المنتظِر في سردابه) فسيِّد البيت الأبيض المقبل إنَّما هو، بحسب الحديث المنسوب إلى الإمام علي، "الرجل الأسود طويل القامة الذي سيحكم الغرب، ويقود أقوى جيش على الأرض قبل ظهور المهدي". أمَّا المرجع الذي ورد فيه هذا الحديث فهو كتاب "بحار الأنوار (أي بحار الظلمات)"، الذي ألَّفه محمد باقر المجلسي، في العهد الصفوي، في القرن السابع عشر.

وأختم مقالي بما قال الله تبارك و تعالى :في مثل هذا ﴿ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾ [الإسراء : 36]

و قال الحق سبحانه : ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [قـ : 18]

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" كفى بالمرءِ كَذِباً أنْ يُحدِّثَ بِكُلَّ ما سمِعَ"رواه مسلم

.و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " من تقول علي ما لم أقل ، فليتبوأ مقعده من النار" صحيح الجامع .

و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم" إياكم و كثرة الحديث عني ، فمن قال علي ، فليقل حقا ، أو صدقا ، و من تقول علي ما لم أقل ؛ فليتبوأ مقعده من النار " صحيح الجامع .

و قال رسول الله صلى الله عليـه و سلم " مَنْ حدَّثَ عنِّي بحديثٍ يرى أنَّه كذبٌ فهو أحدُ الكاذبيـن " رواه مسلم .

... والحاصل أنه يجب على الإنسـان أن يتثبت فيما يقول ويتثبت فيمـن ينقل إليه الخبر هل هو ثقـة أو غير ثقـة" لذلك يجب أن نحذر كل متفقه، لا يمتلك ما يخشى فقده من علم أورقيّ أو نبالة، وإن كان صديقا صادقا.

لأنه سيكون كأحمق يحمل سيفا. بينما العالم ذو النبالة لا يخشى جانبه ولو كان عدوًّا. ذاك أن علمه ونبالته ورُقيّ خُلُقه سيُحدّان من سقف الممكن بالنسبة إليه. و بالتالي مستحيل أن يزّلَ أو يسقط في وحل الخِسّة، مهما كانت الغايات والمقاصد.

 فيما الجاهل الذي يعوزه العلم والتفقه في الدين قد يؤذيك من حيث أراد أن ينفعك.مصداقا للمثل الإنجليزي: “Don’t challenge someone who has nothing to loose”.

لا تتحدى إنسانا ليس لديه ما يفقده. فالعالم ذو المكانة الرفيعة أو الخلق أو الجمال، الروحي طبعا، يخاف أن يتورطَ في أمر يشوب هذه المكانة أو يمسسها. يخاف أن يُخدش بياضُ هالته. وامتلاكه قيما غالية يزيد لا شك من ثرائه

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire