Tunisiens Libres

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

jeudi 22 août 2019

الإرهاب .. منتج إخواني (التنّظير والممارسة)


الإرهاب .. منتج إخواني (التنّظير والممارسة)


الإثنين 05/نوفمبر/2018 -
مدخل:
تعد جماعة الإخوان المسلمين من أقدم حركات الإسلام السياسي في العصر الحديث ومن أوائل الحركات التي استخدمت العنف تجاه المعارضين لها، وأسست لهذا جهازا خاصا، كانت أهم اولوياته الرد على المختلفين مع الجماعة والمناهضين لها اما باغتيالهم أو إرهابهم كما ساعدت هذه الجماعة في صناعة الكثير من الجماعات التي تتخذ العنف منهجا في اعمالها.

والأمثلة متعددة أبرزها "جماعة المسلمين" والتي عرفت اعلاميا بجماعة التكفير والهجرة، حيث كان مؤسسها شكري مصطفى واحدا من شباب الاخوان المرموقين ،وتنظيم الفنية العسكرية وقائده صالح سرية الذي تربى في صفوف الجماعة ،وبايع مرشدها، وحتى ايمن الظواهري زعيم ومنظر القاعدة عرف في بداياته الطريق لجماعة الاخوان المسلمين، وغيرهم الكثير ممن اصبحوا قادة ومنظرين للجماعات الجهادية الراديكالية داخل مصر وعلى امتداد العالميين العربي والاسلامي .

"الارهاب" من ثوابت النهج الاخواني :

عندما أصدرت جماعة الإخوان مجلة النذير (1358 ه – 36 – 1937 م) حرص الشيخ "عبد الرحمن الساعاتي" والد المرشد العام الأول الأستاذ حسن البنا على كتابة أفتتاحية صاعقة قال فيها:

"استعدوا يا جنود، وليأخذ كل منكم أهبته، ويعد سلاحه، ولا يلتفت منكم أحد، وامضوا إلى حيث تؤمرون ثم خذوا هذه الأمة برفق فما أحوجها إلى العناية والتدليل، وصفوا لها الدواء فكم على ضفاف النيل من قلب مريض وجسم عليل، واعكفوا على اعداده في صيدليتكم، ولتقم على إعطائه فرقة الانقاذ منكم، فإذا الامة أبت فأوثقوا يديها بالقيود وأثقلوا ظهرها بالحديد، وجرعوها الدواء بالقوة، وان وجدتم في جسمها عضوا خبيثا فاقطعوه، أو سرطانا خطيرا فأزيلوه." (1)

ان هذه الأفتتاحية التي كتبها الشيخ الساعاتي والد المرشد العام الأول انما ترسم الطريق الذي سوف تسلكه جماعة الإخوان في الدعوة ومحاولاتها للوصول إلى السلطة، فمنذ بدايات الجماعة وقد رسم طريق العنف في محاولاتها السيطرة وفرض الهيمنة على المجتمع المصري حتى الأن وخاصة حينما اتيحت للجماعة فرصة الحكم. وما تؤكده هذه الافتتاحية أن منذ اللحظة الأولى لجماعة الإخوان وهي تتخذ من ممارسة الإرهاب سبيلا في أحيان كثيرة لتحقيق أهدافها، وكذلك أن الجماعة تملك الحقيقة وحدها وانها جماعة المسلمين وهم الذين بيدهم صلاح هذه الأمة،

فهم حسب الافتتاحية الجنود الذين يملكون الدواء وهم فرقة انقاذ الامة، ومن عاداهم فهو سقيم مريض إما أن يكون معهم وإما أن يقضى عليه لأنه سرطان ينخر في جسد الأمة حسب قولهم في النصف الأول من القرن الماضي، وهكذا نرى الخلط بين الدين والرأي الإنساني في أمور الدين بأنه أمر مخيف لأنه الخطوة الأولى في طريق العنف والإرهاب. وهو جوهر الاستعلاء بأفكارهم وممارساتهم واعتبارهم المصدر الوحيد للصحة المطلقة.

ولان أفكارهم هي وحدها، كانت وتكون، وستكون صحيح الإسلام فإنها دوما صحيحة، ولا يمكن مراجعتها، بل ويتعين استعادتها.

الإخوان صّناع الإرهاب.. فكرا وممارسة:

لم يخف على أحد التاريخ الإجرامي الطويل لجماعة الإخوان منذ النشأة وحتى الآن، فإن لم تكن هي مرتكبة العنف والإرهاب فإنها تغض الطرف عنه ولا تعمل على إدانته إلا إذا كانت هذه الإدانة سوف تصب في مصلحتها، وأيضا لا يخفى على أحد أن معظم التنظيمات الإرهابية والمسلحة التي عملت في مصر خارجة من رحم الإخوان، سواء كانت الجماعة الإسلامية أو الجهاد الإسلامي أو التكفير والهجرة..وفي مرحلة تالية "تنظيم القاعدة" و"داعش" وغيرها من هذه الجماعات والكيانات الارهابية .

لكي ندرك مدى ما تسببت فيه أفكارجماعة الاخوان المسلمين ورؤاها ،وتجربة "النظام الخاص"- الجناح العسكري لتنظيم الاخوان- وبشكل خاص أفكار سيد قطب،العلم والمنظر الاخواني ، من دمار في عالمنا المعاصر- نتعرف في عجالة، على تأثيرات سيد قطب، على أجيال عديدة منذ بدء ما سُمي "بالصحوة الإسلامية" في سبعينيات القرن الماضي،

فقد أثر الرجل على عقول الكثير من الشباب الذين تداولوا أقواله جيلاً بعد جيل، بدءاً من مجموعة الفنية العسكرية (التي حاولت الاستيلاء على السلطة بالقوة عام 1974 عن طريق الاستيلاء على أسلحة كلية الفنية العسكرية واستخدامها في مهاجمة مقر الاتحاد الاشتراكي الذي كان يجتمع فيه الرئيس الراحل أنور السادات مع قادة نظامه)، وانتهاء بأجيال تنظيم القاعدة المختلفة، مروراً بأفكار تنظيمي الجماعة الإسلامية والجهاد المصريين.

هذا فضلاً عن أشهر منظري الجهاديين في العالم كـ"سيد إمام الشريف" المعروف بالدكتور فضل، ومصطفى الست مريم المعروف بأبي مصعب السوري.

ونبدأ بمصطفى الست مريم الذى يقول، في كتابه "دعوة المقاومة الإسلامية العالمية": "لقد توصل نفر من المفكرين والدعاة الأوائل، مطلع الستينيات، إلى أن مشاكل الأمة قائمة تطول: أولها حكم الكفر وولاء الأعداء...

وليس أقلها العدوان والظلم والاحتلال وسرقة الثروات وا...وا.... وهذه مشاكل يحرص العدو على بقائها عبر نوابه بقوة السلاح والحديد والنار وسلاسل السجون وسياط الجلادين وتوصلوا إلى أن مقتضى دين الله في مثل هذه الأحوال هو أن يكون الجهاد فرض عين لإقامة حكم الله في البلاد أولا وكذلك دفاعاً عن الدين والأنفس والأموال والأعراض....

فبدأت تتكون بوادر الفكر الجهادي؛ حيث طرح فكر الحاكمية والولاء والبراء والتمايز والمفاصلة، وكان رائد هذه الصحوة بلا منازع الأستاذ المعلم سيد قطب رحمه الله"(36).

وفي معرض حديثه عن فساد القوانين الوضعية ينقل سيد إمام الشريف-الجهادي المصري ، ومؤلف كتاب "العمدة"المرجعية الفقهية الاساسية لتنظيم القاعدة- عن قطب قوله: "قال الأستاذ سيد قطب رحمه الله (لقد جاء كل ديـن من عند الله ليكون منهج حياة، منهج حياة واقعية.

جاء الدين ليتولى قيادة الحياة البشرية وتنظيمها وتوجيهها، وصيانتها. ولم يجئ دين من عند الله، ليكون مجرد عقيدة في الضمير، ولا ليكون كذلك مجرد شعائر تعبدية تُؤدى في الهيكل والمحراب. فهذه وتلك - على ضرورتهما للحياة البشرية وأهميتهما في تربية الضمير البشري- لا يكفيان وحدهما لقيادة الحياة وتنظيمها وتوجيهها وصيانتها، ما لم يقم على أساسهما منهج ونظام وشريعة تطبق عملياً في حياة الناس، ويؤخذ الناس بها بحكم القانون والسلطان، ويؤاخذ الناس على مخالفتها، ويؤخذون بالعقوبات.

والحياة البشرية لا تستقيم إلا إذا تلقت العقيدة والشعائر والشـرائع من مصدر واحد، يملك السلطان على الضمائر والسرائر، كما يملك السلطان على الحركة والسلوك. ويجزي الناس وفق شرائعه في الحياة الدنيا كما يجزيهم وفق حسابه في الحياة الآخرة.

فأما حين تتوزع السلطة، وتتـعدد مصادر التلقي...

حين تكـون السلطة لله في الضمائر والشعائر، بينما السلطة لغيره في الأنظمة والشرائع... وحين تكون السلطة لله في جزاء الآخرة، بينما السلطة لغيره في عقوبات الدنيا.. حينئذ تتمزق النفس البشرية بين سلطتين مختلفتين، وبين اتجاهين مختلفين، وبين منهجين مختلفين.. وحينئذ تفسد الحياة البشرية ذلك الفساد الذي تشير إليه آيات القرآن في مناسبات شتى: «لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا»... «ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن».. «ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون»..) من كتابه (في ظلال القرآن) جـ 6 صـ 895 ــ 896".

ويعلق الشريف: "وقد كان هذا كله في بيان مفاسد الحكم بالقوانين الوضعية، قال تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون، ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون) المائدة 50(37).

الظواهري وسيد قطب:

يقول الظواهري في كتابه "فرسان تحت راية النبي": "إن كلمات سيد قطب الأخيرة وهو يرفض أن يتقدم بطلب عفو من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مشدداً على (أن أصبع السبابة التي تشهد لله بالتوحيد في كل صلاة تأبى أن تكتب استرحاماً)، باتت دستوراً ومنهجاً يدرسه الأصوليون (في جميع أنحاء المعمورة)، في الثبات على المبدأ.

ويشدد الظواهري على أن قطب هو أول من أكد "على مدى أهمية قضية التوحيد في الإسلام، وأن المعركة بين الإسلام وأعدائه هي في الأصل معركة عقائدية حول قضية التوحيد، أو حول لمن يكون الحكم والسلطان: لمنهج الله أو لشرعه، أم للمناهج الأرضية والمبادئ المادية، أم لمدعى الوساطة بين الخالق وخلقه.

ويؤكد الظواهري: "كان لفكر قطب أثره الواضح في معرفة الحركة الإسلامية لأعدائها وتحديدها لهم وإدراكها أن العدو الداخلي لا يقل خطورة عن العدو الخارجي، بل إنه الأداة التي يستخدمها العدو الخارجي والستار الذي يحتمي وراءه في شن حربه على الإسلام". ويضيف الظواهري، في معرض حديثه عن خطة قطب ورفاقه في مواجهة نظام عبد الناصر: "كان المعنى في هذا التخطيط أكبر من قوته المادية، فقد كان يعنى بوضوح أن الحركة الإسلامية قد بدأت خوض حربها ضد النظام (نظام عبد الناصر) باعتباره عدواً للإسلام، بعد أن كانت أدبياتها ومبادئها من قبل تؤكد على أن عدو الإسلام هو العدو الخارجي فقط".

ويشدد الظواهري على أنه "بالرغم من أن مجموعة سيد قطب تم البطش بها والتنكيل بأفرادها على أيدي الحكم الناصري، إلا أن ذلك كان أعجز من أن يحد من تأثيرها المتعاظم في أوساط الشباب المسلم، فقد كانت ومازالت دعوة سيد قطب إلى إخلاص التوحيد لله والتسليم الكامل لحاكمية الله ولسيادة المنهج الرباني شرارة البدء في إشعال الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام في الداخل والخارج والتي مازالت فصولها الدامية تتجدد يوماً بعد يوم".

الزرقاوي وسيد قطب:

لن نبالغ إذا قلنا إن تأثير سيد قطب قد بلغ مدى لم يبلغه مفكر إسلامي من قبل، خاصة في أجيال السلفية الجهادية، هذا ما تنطق به مئات من الوثائق التي تزخر بها مكتبتي، والتي خطها العشرات من مفكري هذا التيار ومن "الحركيين" به، ولا سيما من ينتمون إلى أجيال "القاعدة المختلفة"،وماتلاها وخرج من رحمها "داعش" ونظراً لأن المجال لا يتسع، فسوف نورد بعضاً من تأثير سيد قطب على واحد من أشرس أبناء هذا الجيل، وهو أبو مصعب الزرقاوي (الملقب بالذباح) الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين (العراق)،

والذي قتلته القوات الأمريكية في يونيو عام 2006، يقول الزرقاوي في كتابه "وصايا المجاهدين": "ما أجمل ما قاله سيد قطب رحمه الله تعليقاً على قوله تعالى "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"، فهذه هي القاعدة في حس الذين يقولون إنهم ملاقو الله، فالقاعدة أن تكون الفئة المؤمنة قليلة؛ لأنها هي التي ترقى الدرج الشاق حتى تنتهي إلى حزب الاصطفاء والاختيار، ولكنها تكون الغالبة، لأنها تتصل بمصدر القوة ولأنها تمثل القوة الغالبة، قوة الله الغالب على أمره، القاهر فوق عباده، محطم الجبارين، ومخزي الظالمين، وقاهر المتكبرين" انتهى!!.

الخلاصة:

من خلال هذا العرض المختصر نستنتج أن:

1- جماعة الإخوان مارست الإرهاب منذ اللحظة الأولى من تكوينها وهذا ما تؤكده أفتتاحية اول عدد من المجلة الرسمية المعبرة عن فكر ونهج الجماعة "النذير"

2- أن من مّهد وأصّل لفكر العنف والارهاب ودفع الشباب إلى انتهاج العنف، ووضع أقدامهم على طريق الإرهاب إنما هي جماعة الإخوان المسلمين، بداية من أفكارالمؤسس" البنا"،و محمد قطب وسيد قطب، ومروراً بالقيادات التي مهدت لهم الطريق إلى الوصول لما وصلوا إليه من تطرف وإرهاب، ليس هم وحدهم بل أجيال متعاقبة من المتطرفين والإرهابيين، أنتجتهم لنا جماعة الإخوان، وأن التطرف والإرهاب ليس من انتاج مجتمعات همجية أو فقيرة، إنما هو خارج من تأويلات شاذة ومتطرفة في بعض كتب الفقه الإسلامي وكتب التراث وكتابات من استلهموها وأنتجوا على مثيلها، أمثال (المودودي وسيد قطب ومحمد قطب، والندوي).

3- مع ان الجماعة سعت لتقديم نفسها للجمهور وكأنها تمثل تيارا وموقفًا وسطيًّا- وهو ماأكسبها بعض القبول لدى قطاعات جماهيرية،في مراحل من مسيرتها التاريخية- بين أقصى يمين التيار الإسلامي (أنصار السنة المحمدية والجمعية الشرعية، والأزهر)، وبين أقصى الجماعات الاسلامية راديكالية (مثلتهم جماعات تكفيرية متشددة كجماعة محمد إبراهيم سالم وجماعة شكري مصطفي)."جماعة المسلمين "التكفير والهجرة"وجماعة الفنية العسكرية..وجماعة الجهاد المصرية، وماتلاها "الناجون من النار" وجماعة التوحيد والجهاد، وصولا للقاعدة وداعش ومخرجاتهما التنظيمية والعقيدية.)

وكان أقصى اليمين يشهد بإسلام الأمة حكامًا ومحكومين ويدعو إلى التعايش مع الأوضاع القائمة والتصالح معها، أما التيار الجهادي فقد حكموا على الأمة كلها بالكفر حكاماً ومحكومين وقصروا الإسلام عليهم. الى أن حقيقة الامر وواقعه تثبت بجلاء ان فكر العنف والإرهاب خرج من معطف الإخوان، وإن من قادوا وأسسوا التنظيمات الجهادية الإرهابية قد تربوا فكريا وفقهيا –وبعضهم انتظموا- في مدرسة الإخوان.

فساد الإخوان (الإخوانجية---الكيزان )


فساد الإخوان (الإخوانجية---الكيزان )


الإخوان .. والتحرش الجنسي !!
أكتوبر ١٤ - ٢٠١٧ راديو دبنقا

د. عمر القراي
(وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ)
صدق الله التتعظيم

ليس هنالك قبيل من الناس، جمع الرذائل بكل أنواعها، وأحتواها من جميع أقطارها، مثلما فعل تنظيم الإخوان المسلمين، الذي يحكم السودان اليوم !! ولقد فاقت منكراتهم، وفواحشهم الحصر، وتجاوزت أسوأ التصورات عنهم، حتى شهدوا على أنفسهم، بكل فعل قبيح ..

ولأن قضية الأخلاق لا تتجزأ ، فقد كان الفساد المالي، ونهب أموال الفقراء والمساكين، وما تبعه من ترف، وبذخ، وبطر، وتطاول في البنيان، وثراء فاحش، وسط شعب جائع، دافعاً للمزيد من التردي، في معاطن الفسوق والفجور ..

ولأن الإخوان المسلمين كانوا ولا زالوا، يتمسحون بالدين، ويضللون به البسطاء، فإن هذا الإستهزاء بأرفع القيم، هو الذي جعل الله لهم بالمرصاد، يتعقبهم بالخزي، فكلما خانوا في السر، إفتضحوا في العلن، حتى تنكشف عورتهم لكل الناس، فيتخلصون من عقابيل تضليلهم.

ولم نسمع قبل الإخوان المنحرفين، بأن سفير أي دولة، خاصة الدول الأفريقية أو العربية أو المسلمة، قبض في جريمة تحرش جنسي ..

ولكننا سمعنا بالأخ المسلم الذي تحرش بإمرأة في مركبة عامة في نيويورك، في شهر يناير الماضي، وحين تم القبض عليه، أخرج بطاقة تدل على أنه ملحق بالسفارة السودانية، ليتخلص بها من مسؤولية فعلته النكراء !!

والآن هناك أخ مسلم آخر، ودبلوماسي أيضاً، تحرش بفتاة في بار في "مانهاتن" بنيويورك، وحين تم استدعاء الشرطة، حاول الهرب، ولكنه قبض، فأخرج بطاقته الدبلوماسية، كما فعل أخوه من قبل ..

ولقد جاء في التعريف، بهذا الأخ المسلم، المتحرش جنسياً بالفتيات في البارات (حسن إدريس صالح سكرتير ثاني بالبعثة الدائمة لجمهورية السودان بالأمم المتحدة ... تحرش بفتاة عمرها 23 عاماً في أحد البارات في " مانهاتن" .. خريج جامعة جوبا كلية القانون وأخ مسلم من أيام الجامعة وكان يعفى من الرسوم الدراسية ... وعمل سكرتيراً لحرم السيد رئيس الجمهورية قبل إلتحاقه بالخارجية ) (وسائل التواصل الاجتماعي 10/10/2017م)

ولو كانت الجريمة الجنسية، حالة فردية، تخص شخصاً معيناً، لما وقفنا عندها، ولما ربطنا بينها وبين تنظيم الاخوان المسلمين .. وذلك لأن الضعف البشري، وعجز كثير من الناس عن السيطرة على شهواتهم وغرائزهم، أمر موجود، كحالات فردية، في كل المجتمعات..

ولكن أن يشتهر بمثل هذه الممارسات، تنظيم كامل، يرفع لواء الإسلام، فهذا ما يجب الوقوف عنده طويلاً !!

وإذا كان الفساد الأخلاقي، قد إزداد في حكم الاخوان المسلمين، فلأن كوادرهم هي التي تمارسه، ولا يتم عقابها.. ولم يحدث في السودان، قبل حكومة "الإنقاذ"، أن انتشر الاعتداء الجنسي على الأطفال، حتى خاف الناس على أولادهم من المدارس ومن المساجد !!

وانتشر زواج المثليين حتى عبروا عنه في جلسات البرلمان !!

فقد جاء ( وكان أعضاء بالمجلس الوطني أكدوا في جلسة إستماع لتقرير لجنة الشئون الاجتماعية والصحية والانسانية وشئون الاسرة بالمجلس 1 مايو 2013 ، تزايد حالات زواج المثليين بالبلاد، وتفشي معدلات الاصابة بمرض "الايدز" وتنامي ظواهر الدجل والشعوذة والتطرف.

وقال عضو المجلس إبراهيم نصر الدين البدوي، ان " البلاد تشهد إرتفاعاً في معدلات زواج المثليين وإنتشار مرض الأيدز والدجل والشعوذة")(حريات 31/3/2014م).

وعن أبلغ إدانة من الإخوان المسلمين لنظامهم، في إطار الفساد الأخلاقي، جاء (رسم القيادي بالمؤتمر الوطني ورئيس منظمة أنا السودان د. محمد محي الدين الجميعابي صورة قاتمة للشباب في البلاد وكشف عن دراسة علمية أكدت زيادة أعداد الشواذ جنسيا وانتشار زنا المحارم بسبب ارتفاع نسبة العطالة وسط الشباب وانعدام القدوة الدينية والسياسية منوها الى أن حزبه كان لديه شيخ واحد وهو الترابي واستدرك "ولكن مرمطوه وفقدناه".

وقال الجميعابي في ندوة حول المخدرات نظمتها الأمانة الاتحادية بالمؤتمر الوطني إن الدراسة أثبتت سرعة إنتشار الايدز بسبب زيادة الشواذ وتابع "لو كل أبو ربط ولدو في ظهرو لن يضمن عدم وصول الشواذ اليه"

رافضا الافصاح عن احصاءات الدراسة وأضاف ستصابون بالذهول لو ذكرت الأرقام، وانتقد تفاقم زيادة نسبة التهرب المدرسي مبينا إن والي الخرطوم إعترف في حديث سابق معه بأن نسبة التسهرب من مدارس الولاية بلغت 66 ألف طالب سنويا، وسخر من المشروع الحضاري بسبب عجز الحكومة عن تشغيل الخريجين)(الراكوبة 21/2/2014م).

هذا هو تصريح د. الجميعابي – والجميعابي لمن لا يعرفه - كان من أبرز قيادات الأخوان المسلمين، في جامعة الخرطوم في السبعينات .. وكما قال د. عبد الحليم المتعافي، في برنامج مراجعات الذي يقدمه السيد الطاهر التوم،

كان المتعافي والجميعابي من الكوادر التي كلفت بالاختلاط بالطالبات، غير المحجبات، ومصادقتهن بغرض تجنيدهن للإتجاه الإسلامي !! والترابي، الذي يأسف الجميعابي الآن لفقدانه لشياخته، كان قد افتى لهم في ذلك الوقت، فيما اخبرنا المتعافي، في نفس البرنامج، بأن لا يترددوا في التعامل مع الطالبات غير المحجبات، وتجنيدهن بكل سبيل، لأن أسوأ ما يمكن ان يحدث هو أن يقع أحد الإسلاميين مع إحداهن في ممارسة الرذيلة !!

أما إذا ابتعدوا عن الطالبات، فإن الشيوعيين سيقومون بتجنيدهن فيتحولن الى ملحدات، والزنا أفضل من الإلحاد !! هذه هي تربية الترابي، ولهذا حين وصل تلاميذه للسلطة، حدث هذا الوضع المشين الذي اشتكى منه الجميعابي. ومن النماذج أيضاً ما نقلته الأخبار عن الأخ المسلم المسؤول في ولاية البحر الأحمر والذي ضبط وهو يمارس الدعارة مع عدة نساء في نهار رمضان !!

وأسوأ من إنحراف الإخوان المسلمين، عدم محاسبتهم للفاسدين من أعضاء تنظيمهم، فقد جاء (أعفى المشير عمر البشير إمام مسجد أدين في جريمة إغتصاب طالبة وحكم عليه بالسجن "10" أعوام . واصدر أمراً رئاسياً بإعفاء المجرم عن العقوبة بموجب القرار الجمهورى رقم ٢٠٦/٢٠١٣.

وكانت محكمة جنايات الدويم حكمت العام الماضي على / نور الهادى عباس نور الهادي بالسجن "10" سنوات والجلد 100 جلدة وذلك لإغتصابه الطالبة "ر.ح" . وتعود حيثيات القضية إلى أن المجني عليها حضرت اليه باعتباره "شيخا" لمساعدتها في النجاح بالإمتحانات، وذلك بـ "العزيمة" على قلمها فقام بتخديرها ومن ثم إغتصابها.

وتم القبض على المتهم ورفعت الأوراق إلى المحكمة التى استمعت إلى المجني عليها التى أفادت بأن المتهم قام بتخديرها ثم إغتصبها، واثبتت البينات اتيانه الفعل المذكور بما في ذلك فحص الحامض النووى DNA ، وحكمت عليه المحكمة بالسجن والجلد وإستنفذ كافة مراحل التقاضي وقد أيدت المحكمة العليا الحكم)(حريات 29/8/213م).

لقد أساء هذا الأخ المسلم، المتحرش بالفتاة الأمريكية، الى الشعب السوداني إساءة بالغة .. ولا شك أن هنالك مسؤولين أمريكيين، يحاولون الآن، الربط بين الشعب السوداني والتحرش الجنسي !! بل إن هذا الأخ المسلم قد أساء الى الأمم المتحدة نفسها .. فقد جاء (طالب تقرير من منظمة UN Watch باستبعاد الدبلوماسي حسن ادريس محمد صالح من منصب نائب رئيس لجنة الأمم المتحدة المشرفة على 4500 منظمة حقوق انسان غير حكومية وقال هيليل نوير المدير التنفيذي لمنظمة مراقبة الأمم المتحدة : إذا سمح للرجل المتهم بالإعتداء الجنسي أن يواصل الإشراف على مئات من منظمات حقوق الإنسان المدافعة عن حقوق المرأة فإن ذلك سيلقي بظلاله على سمعة الأمم المتحدة ككل. وأضاف "إنه الثعلب الذي يحرس الدجاج")(رابط التقرير: https://goo.gl/afrQJD)

لماذا نجد هذه الجرائم المنكرة، متفشية في تنظيم الإخوان المسلمين ؟!

إن تنظيم الإخوان المسلمين يرفع شعارات إسلامية، ولكن ليس لديه أي تربية لأعضائه على قيم الإسلام .. فهم يظنون أن أحدهم لو صلى وصام وحج وزكى، أصبح نموذجاً للمسلم الصحيح، مع أن المنافقين كانوا يؤدون كل الشعائر !!

وحين تحدث مرشد التنظيم حسن الترابي رحمه الله عن الفساد في حكومة الإنقاذ، وذكر له محاوره أن هؤلاء المفسدين كانوا تلاميذه، قال أن الاخوان لم يكن لديهم تجربة في إدارة المال العام، ووجدوا في أيديهم أموالاً طائلة، فلم يستطيعوا منع أنفسهم من السرقة !!

وقال إنهم سقطوا في الإمتحان لأن المال العام لم يكن ضمن المقرر الذي درسوه وعرفوه!! (لقاء الترابي مع قناة الجزيرة في برنامج أحمد منصور)

ولم يسأله محاوره: هل تحريم السرقة، لم يكن من ضمن تربيتهم في تنظيمهم ؟!

ونحن نسألهم الآن هل مقرر التربية الإسلامية، الذي عرفوه في تنظيمهم، ليس فيه تحريم قتل النفس، والإغتصاب، والزنا، ودخول البارات، والتحرش الجنسي ؟! على ماذا تربى أعضاء التنظيم إذاً، إذا كانوا يفعلون كل هذه المنكرات ويظلون إخواناً مسلمين ؟!
أسباب سقوط الإخوان المسلمين، تعاليهم، وظنهم أنهم أفضل من غيرهم، لرفعهم للشعارات الإسلامية.. والنظر للآخرين على أساس أنهم غير مسلمين، ومن هنا إستحلوا أموالهم، وأعراضهم. فهم يعتبرون أنفسهم مجاهدين والنساء الأخريات جواري لهم !! وهذا ما فعله هذا الدبلوماسي الصعلوك، فهو يعتبر الفتاة الأمريكية كافرة، ولا قيمة لها كإنسان، ولهذا يعتدي عليها !! والتحرش الجنسي، والإغتصاب، جريمة دافعها استحقار المرأة، وإزدرائها، ومحاولة إنتهاكها، لتأكيد إخضاعها وإذلالها .. وهذا يفسر ما قام به الإخوان المسلمون، في المليشيات من إغتصابات في دارفور.

وحتى يؤخذ حق الفتاة الأمريكية، وما لحق بالشعب السوداني من إساءة، فإنا نطالب حكومة الإخوان المسلمين، ألا تكتفي بإبعاد الدبلوماسي عن منصبه، أو نقله الى إدارة أخرى، وكأنه أخطأ في عمل مهني أو إداري .. وإنما يجب أن يعتبر هذا الاخ المسلم مجرماً، ويحاكم وفق الشريعة الإسلامية، التي ظل يدعو لتطبيقها، منذ أن كان طالباً في جامعة جوبا !!

والشريعة الإسلامية تعتبر التحرش مقدمة للإغتصاب، ولهذا فهو من ضمن الفساد في الأرض، وعقوبة الفساد في الأرض واضحة في القرآن ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).. فإذا كان الأخوان المسلمين لا يحتملون أن تطبق عليهم الشريعة، فهل يريدونها عصا يلوحون بها للآخرين ؟!

إن تنظيم الإخوان المسلمين، جماعة دخيلة على الشعب السوداني، لا تشبه أخلاقه، ولاتعيش قيمه .. ولقد دمرت هذه الجماعة الفاجرة، حياة السودانيين داخل السودان، بشتى الوسائل ..

وهاهي تشوه سمعتهم في الخارج، فهل ترك الإخوان لهذا الشعب، فرصة غير الإعراض عنهم، ثم مواجهتهم، وإزالتهم، وتطهير البلد من رجسهم ؟! قال تعالى (فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) صدق الله العظيم.

تكون المجتمعات على صورة الأحزاب التي تحكمها



تكون المجتمعات على صورة الأحزاب التي تحكمها


الإخوانجية حزبهم مبني على المبايعة بالسمع و الطاعة ويدّعون أنهم مع مدنية الدولة و مع الديمقراطية فمن يستبهلون؟ فهم يعملون على بيعة كلّ المجتمع لهم عند تمكّنهم و عندها سيستحلّون دم كل معارض لحكمهم كمرتدّ

نصّ البيعة:"أبايع بعهد الله وميثاقه أن أكون جُنديًا مُخلصًا ...، وأن أسمع وأطيع في العسر واليسر، وألا أنازع الأمر أهله، وأن أحل الجماعة من دمي إذا ما أفشيت لها سرا والله على ما أقوله شهيد".

سياسات الإخوان المسلمين السبب وراء معاناة السودان . . تجربة فاسدة ونظام قديم ثار عليه الشعب السوداني وأسقطه

روّج الاخوان المسلمون، ممثلين في حسن الترابي، لعقود طويلة، لما أسموه بـ “أخلاقية الممارسة السياسية”، وظلوا يقللون من كسب الأحزاب الأخرى في الصدد ذي الإحالات والمرجعيات الفكرية والقيمية الدينية فقط، بحسب الترابي وتلاميذه.

استطاع الإسلامويون، منذ ظهورهم على مسرح السياسة السودانية، وحتى انقلابهم على الديمقراطية، عام 1989، إيهام عامة الناس بأنهم ذوو أخلاق عظيمة مستمدة من تدينهم وزهدهم في عرض الدنيا وتوقهم للثواب الأخروي، بوصفهم فسطاط إيمان، وغيرهم من الأحزاب السياسة فسطاط كفر لا أخلاق له ولا قيم.

لكن، ما إن وصلوا إلى السلطة، عبر انقلاب عسكري، حتى بدأ الاختبار الحقيقي لأخلاقهم، فما هي النتيجة؟
افتراق ومفاصلة

يقول الباحث في علم الاجتماعي السياسي، د. بهاء عطا الفضيل، لـ “حفريات”: لعلّ الاخوان السودانيين استمدوا هذا التمييز بينهم وبين الآخرين في كلّ شيء من فكر سيد قطب، القائل: “الافتراق الذي لا التقاء فيه، والاختلاف الذي لا تشابه فيه، والانفصال الذي لا اتصال فيه، والتمييز الذي لا اختلاط فيه، وتميّز واضح دقيق”. ويقول: “وهذه المفاصلة بهذا الوضوح ضرورية للداعية، وضرورية للمدعوين”، و”بغير هذه المفاصلة، سيبقى الغبش، وتبقى المداهنة، ويبقى اللبس، ويبقى الترقيع، والدعوة إلى الإسلام لا تقوم على هذه الأسس المدخولة الواهنة الضعيفة، إنها لا تقوم إلّا على الحسم والصراحة والشجاعة والوضوح”.

الإخوان السودانيون لا يؤمنون بالديمقراطية وتبنت حكومتهم الانقلابية برنامجاً دينياً رسالياً يتخطى حدود السودان ويهدف لإحياء الخلافة الإسلامية

هذه الدعوة إلى المفاصلة الشاملة؛ هي التي جعلت الإخوان المسلمين في السودان يعتقدون أنهم الحزب الأكثر نقاءً وصدقاً وأخلاقيةً، طالما يحكمون بما أنزل الله تعالى ويطبقون الشريعة الإسلامية، وأنّ سواهم محض محنطين قيمياً وأخلاقياً، ليس لهم وازع ديني، ولا رادع أخلاقي، يمنعهم من ارتكاب كافة الموبقات في السياسة وغيرها.

ويستدرك عطا الفضيل: إلّا أنّ الجماعة رسبت في أول اختبار حقيقي لها، فأصبح شعارها المفضل “ما لدنيا قد عملنا، نحن للدين فداء”، محض كلمات بلا قيمة؛ حيث عمّ الفساد، وضرب سائر المؤسسات. ووفق تقارير المراجع العام؛ فإنّ المؤسسات ذات الطابع الديني كانت الأكثر فساداً، مثل: ديوان الزكاة، وهيئة الحج والعمرة، فيما مؤسسات أخرى شبيهة لا تتم مراجعة حساباتها، مثل هيئة علماء السودان، وبحسب المؤشرا العالمية لمدركات الفساد ومؤشرات منظمة الشفافية الدولية، فإنّ السودان ظلّ على رأس قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم، منذ تسلّم الإخوان المسلمين السلطة فيه، وحتى اللحظة.

الفساد الاخواني

وأشار عطا الله إلى أمر آخر، رآه أسّ الفساد الاخواني في السودان، بحسب تعبيره، وهو ما سمّي “سياسة التمكين”؛ التي أقرها حسن الترابي، والقاضية بتمكين أعضاء الجماعة، وتسكينهم في أجهزة الدولة، وإحلالهم في الوظائف العامة والأجهزة الأمنية والجيش، بدلاً من منتسبي الأحزاب السياسية الأخرى، وعامة الموظفين من غير ذوي الانتماءات السياسية، الأمر الذي أفسد الخدمة المدنية وأضعفها.

فشل شعارات الإخوان المسلمين من شاكلة “الإسلام هو الحل”

نتائج كارثية

إلى ذلك، لفتت الباحثة في علم الاجتماع، سامية الجاك، إلى أنّ البعض يرى أنّ الاخلاق والسياسة مختلفتان بطبيعتهما، لكن في الواقع يمكن دمجهما في تفاعل متبادل إذا ما توفر مناخ من الحرية والاعتدال، وذلك لأن الفضيلة السياسية لا يمكن أن تنمو في مناخات التطرف والعنف والغلو، ومع غياب حقوق المواطنة والعدالة والمساواة والمشاركة، وهذا ما تؤمنه الديمقراطية، خصوصاً مع ثورة الاتصالات ومواقع الاتصال الاجتماعي، حيث أدى ذلك إلى سرعة تبادل المعلومات والخبرات، وتنامى بذلك الشعور بالتضامن المشترك، حول القيم الأساسية العامة، ما يمكن أن يؤدي إلى الثقة بإمكانية نمو موقف عالمي، قادر على نصرة الشعوب وقيم الخير والحق، ورفض العنف والحروب، لتكريس نظام عالمي عادل يصون حقوق الناس بالتساوي، مع رعاية العلاقات بين الدول على أساس التنافس، الذي أدى إلى اتساع رقعة ما يعبر عنها بدول الحريات في العالم؛ حيث غزت الديمقراطية معظم الدول التي تفككت عنه.

لا يؤمنون بالديمقراطية

وأضافت الجاك: الإخوان السودانيون، لا يؤمنون بالديمقراطية، وبالتالي؛ تبنت حكومتهم الانقلابية برنامجاً دينياً رسالياً، يتخطى حدود السودان، ويهدف لإحياء الخلافة الإسلامية، فأفضت تجربتهم إلى تكريس نظام حكم استبدادي شمولي فاسد، كانت نتائجه كارثية، ومنها: استشراء الفساد، والسير بالاقتصاد نحو الهاوية، مما أدى إلى هجرة ملايين السودانيين من أصحاب الكفاءات والمؤهلات العلمية بحثاً عن لقمة العيش الكريم.

ومن الناحية الأخلاقية؛ كان الفشل أكبر بكثير من النواحي السياسية والاقتصادية، وهنا جوهر المأساة؛ فمشروع الإخوان المسلمين يطرح موضوع القيم كأساس لجميع شعاراته، ومع ذلك يشهد السودانيون كيف صار الفساد ونهب مال الدولة فعلاً عادياً ويومياً، إلى جانب الانتشار الواسع للمخدرات وغسيل الأموال وعصابات النهب، وهذه مؤشرات واقعية وملموسة على فشل شعارات الاخوان المسلمين من شاكلة “الإسلام هو الحل”، ودعوتهم لتطبيق الشريعة، وإقامة الدولة الإسلامية، باعتبار أنها ستجلب الحلول السحرية لجميع المشاكل، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تعاني منها المجتمعات الإسلامية.

نقلا عن موقع حفريات