Tunisiens Libres: الإرهاب .. منتج إخواني (التنّظير والممارسة)

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

jeudi 22 août 2019

الإرهاب .. منتج إخواني (التنّظير والممارسة)


الإرهاب .. منتج إخواني (التنّظير والممارسة)


الإثنين 05/نوفمبر/2018 -
مدخل:
تعد جماعة الإخوان المسلمين من أقدم حركات الإسلام السياسي في العصر الحديث ومن أوائل الحركات التي استخدمت العنف تجاه المعارضين لها، وأسست لهذا جهازا خاصا، كانت أهم اولوياته الرد على المختلفين مع الجماعة والمناهضين لها اما باغتيالهم أو إرهابهم كما ساعدت هذه الجماعة في صناعة الكثير من الجماعات التي تتخذ العنف منهجا في اعمالها.

والأمثلة متعددة أبرزها "جماعة المسلمين" والتي عرفت اعلاميا بجماعة التكفير والهجرة، حيث كان مؤسسها شكري مصطفى واحدا من شباب الاخوان المرموقين ،وتنظيم الفنية العسكرية وقائده صالح سرية الذي تربى في صفوف الجماعة ،وبايع مرشدها، وحتى ايمن الظواهري زعيم ومنظر القاعدة عرف في بداياته الطريق لجماعة الاخوان المسلمين، وغيرهم الكثير ممن اصبحوا قادة ومنظرين للجماعات الجهادية الراديكالية داخل مصر وعلى امتداد العالميين العربي والاسلامي .

"الارهاب" من ثوابت النهج الاخواني :

عندما أصدرت جماعة الإخوان مجلة النذير (1358 ه – 36 – 1937 م) حرص الشيخ "عبد الرحمن الساعاتي" والد المرشد العام الأول الأستاذ حسن البنا على كتابة أفتتاحية صاعقة قال فيها:

"استعدوا يا جنود، وليأخذ كل منكم أهبته، ويعد سلاحه، ولا يلتفت منكم أحد، وامضوا إلى حيث تؤمرون ثم خذوا هذه الأمة برفق فما أحوجها إلى العناية والتدليل، وصفوا لها الدواء فكم على ضفاف النيل من قلب مريض وجسم عليل، واعكفوا على اعداده في صيدليتكم، ولتقم على إعطائه فرقة الانقاذ منكم، فإذا الامة أبت فأوثقوا يديها بالقيود وأثقلوا ظهرها بالحديد، وجرعوها الدواء بالقوة، وان وجدتم في جسمها عضوا خبيثا فاقطعوه، أو سرطانا خطيرا فأزيلوه." (1)

ان هذه الأفتتاحية التي كتبها الشيخ الساعاتي والد المرشد العام الأول انما ترسم الطريق الذي سوف تسلكه جماعة الإخوان في الدعوة ومحاولاتها للوصول إلى السلطة، فمنذ بدايات الجماعة وقد رسم طريق العنف في محاولاتها السيطرة وفرض الهيمنة على المجتمع المصري حتى الأن وخاصة حينما اتيحت للجماعة فرصة الحكم. وما تؤكده هذه الافتتاحية أن منذ اللحظة الأولى لجماعة الإخوان وهي تتخذ من ممارسة الإرهاب سبيلا في أحيان كثيرة لتحقيق أهدافها، وكذلك أن الجماعة تملك الحقيقة وحدها وانها جماعة المسلمين وهم الذين بيدهم صلاح هذه الأمة،

فهم حسب الافتتاحية الجنود الذين يملكون الدواء وهم فرقة انقاذ الامة، ومن عاداهم فهو سقيم مريض إما أن يكون معهم وإما أن يقضى عليه لأنه سرطان ينخر في جسد الأمة حسب قولهم في النصف الأول من القرن الماضي، وهكذا نرى الخلط بين الدين والرأي الإنساني في أمور الدين بأنه أمر مخيف لأنه الخطوة الأولى في طريق العنف والإرهاب. وهو جوهر الاستعلاء بأفكارهم وممارساتهم واعتبارهم المصدر الوحيد للصحة المطلقة.

ولان أفكارهم هي وحدها، كانت وتكون، وستكون صحيح الإسلام فإنها دوما صحيحة، ولا يمكن مراجعتها، بل ويتعين استعادتها.

الإخوان صّناع الإرهاب.. فكرا وممارسة:

لم يخف على أحد التاريخ الإجرامي الطويل لجماعة الإخوان منذ النشأة وحتى الآن، فإن لم تكن هي مرتكبة العنف والإرهاب فإنها تغض الطرف عنه ولا تعمل على إدانته إلا إذا كانت هذه الإدانة سوف تصب في مصلحتها، وأيضا لا يخفى على أحد أن معظم التنظيمات الإرهابية والمسلحة التي عملت في مصر خارجة من رحم الإخوان، سواء كانت الجماعة الإسلامية أو الجهاد الإسلامي أو التكفير والهجرة..وفي مرحلة تالية "تنظيم القاعدة" و"داعش" وغيرها من هذه الجماعات والكيانات الارهابية .

لكي ندرك مدى ما تسببت فيه أفكارجماعة الاخوان المسلمين ورؤاها ،وتجربة "النظام الخاص"- الجناح العسكري لتنظيم الاخوان- وبشكل خاص أفكار سيد قطب،العلم والمنظر الاخواني ، من دمار في عالمنا المعاصر- نتعرف في عجالة، على تأثيرات سيد قطب، على أجيال عديدة منذ بدء ما سُمي "بالصحوة الإسلامية" في سبعينيات القرن الماضي،

فقد أثر الرجل على عقول الكثير من الشباب الذين تداولوا أقواله جيلاً بعد جيل، بدءاً من مجموعة الفنية العسكرية (التي حاولت الاستيلاء على السلطة بالقوة عام 1974 عن طريق الاستيلاء على أسلحة كلية الفنية العسكرية واستخدامها في مهاجمة مقر الاتحاد الاشتراكي الذي كان يجتمع فيه الرئيس الراحل أنور السادات مع قادة نظامه)، وانتهاء بأجيال تنظيم القاعدة المختلفة، مروراً بأفكار تنظيمي الجماعة الإسلامية والجهاد المصريين.

هذا فضلاً عن أشهر منظري الجهاديين في العالم كـ"سيد إمام الشريف" المعروف بالدكتور فضل، ومصطفى الست مريم المعروف بأبي مصعب السوري.

ونبدأ بمصطفى الست مريم الذى يقول، في كتابه "دعوة المقاومة الإسلامية العالمية": "لقد توصل نفر من المفكرين والدعاة الأوائل، مطلع الستينيات، إلى أن مشاكل الأمة قائمة تطول: أولها حكم الكفر وولاء الأعداء...

وليس أقلها العدوان والظلم والاحتلال وسرقة الثروات وا...وا.... وهذه مشاكل يحرص العدو على بقائها عبر نوابه بقوة السلاح والحديد والنار وسلاسل السجون وسياط الجلادين وتوصلوا إلى أن مقتضى دين الله في مثل هذه الأحوال هو أن يكون الجهاد فرض عين لإقامة حكم الله في البلاد أولا وكذلك دفاعاً عن الدين والأنفس والأموال والأعراض....

فبدأت تتكون بوادر الفكر الجهادي؛ حيث طرح فكر الحاكمية والولاء والبراء والتمايز والمفاصلة، وكان رائد هذه الصحوة بلا منازع الأستاذ المعلم سيد قطب رحمه الله"(36).

وفي معرض حديثه عن فساد القوانين الوضعية ينقل سيد إمام الشريف-الجهادي المصري ، ومؤلف كتاب "العمدة"المرجعية الفقهية الاساسية لتنظيم القاعدة- عن قطب قوله: "قال الأستاذ سيد قطب رحمه الله (لقد جاء كل ديـن من عند الله ليكون منهج حياة، منهج حياة واقعية.

جاء الدين ليتولى قيادة الحياة البشرية وتنظيمها وتوجيهها، وصيانتها. ولم يجئ دين من عند الله، ليكون مجرد عقيدة في الضمير، ولا ليكون كذلك مجرد شعائر تعبدية تُؤدى في الهيكل والمحراب. فهذه وتلك - على ضرورتهما للحياة البشرية وأهميتهما في تربية الضمير البشري- لا يكفيان وحدهما لقيادة الحياة وتنظيمها وتوجيهها وصيانتها، ما لم يقم على أساسهما منهج ونظام وشريعة تطبق عملياً في حياة الناس، ويؤخذ الناس بها بحكم القانون والسلطان، ويؤاخذ الناس على مخالفتها، ويؤخذون بالعقوبات.

والحياة البشرية لا تستقيم إلا إذا تلقت العقيدة والشعائر والشـرائع من مصدر واحد، يملك السلطان على الضمائر والسرائر، كما يملك السلطان على الحركة والسلوك. ويجزي الناس وفق شرائعه في الحياة الدنيا كما يجزيهم وفق حسابه في الحياة الآخرة.

فأما حين تتوزع السلطة، وتتـعدد مصادر التلقي...

حين تكـون السلطة لله في الضمائر والشعائر، بينما السلطة لغيره في الأنظمة والشرائع... وحين تكون السلطة لله في جزاء الآخرة، بينما السلطة لغيره في عقوبات الدنيا.. حينئذ تتمزق النفس البشرية بين سلطتين مختلفتين، وبين اتجاهين مختلفين، وبين منهجين مختلفين.. وحينئذ تفسد الحياة البشرية ذلك الفساد الذي تشير إليه آيات القرآن في مناسبات شتى: «لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا»... «ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن».. «ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون»..) من كتابه (في ظلال القرآن) جـ 6 صـ 895 ــ 896".

ويعلق الشريف: "وقد كان هذا كله في بيان مفاسد الحكم بالقوانين الوضعية، قال تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون، ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون) المائدة 50(37).

الظواهري وسيد قطب:

يقول الظواهري في كتابه "فرسان تحت راية النبي": "إن كلمات سيد قطب الأخيرة وهو يرفض أن يتقدم بطلب عفو من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مشدداً على (أن أصبع السبابة التي تشهد لله بالتوحيد في كل صلاة تأبى أن تكتب استرحاماً)، باتت دستوراً ومنهجاً يدرسه الأصوليون (في جميع أنحاء المعمورة)، في الثبات على المبدأ.

ويشدد الظواهري على أن قطب هو أول من أكد "على مدى أهمية قضية التوحيد في الإسلام، وأن المعركة بين الإسلام وأعدائه هي في الأصل معركة عقائدية حول قضية التوحيد، أو حول لمن يكون الحكم والسلطان: لمنهج الله أو لشرعه، أم للمناهج الأرضية والمبادئ المادية، أم لمدعى الوساطة بين الخالق وخلقه.

ويؤكد الظواهري: "كان لفكر قطب أثره الواضح في معرفة الحركة الإسلامية لأعدائها وتحديدها لهم وإدراكها أن العدو الداخلي لا يقل خطورة عن العدو الخارجي، بل إنه الأداة التي يستخدمها العدو الخارجي والستار الذي يحتمي وراءه في شن حربه على الإسلام". ويضيف الظواهري، في معرض حديثه عن خطة قطب ورفاقه في مواجهة نظام عبد الناصر: "كان المعنى في هذا التخطيط أكبر من قوته المادية، فقد كان يعنى بوضوح أن الحركة الإسلامية قد بدأت خوض حربها ضد النظام (نظام عبد الناصر) باعتباره عدواً للإسلام، بعد أن كانت أدبياتها ومبادئها من قبل تؤكد على أن عدو الإسلام هو العدو الخارجي فقط".

ويشدد الظواهري على أنه "بالرغم من أن مجموعة سيد قطب تم البطش بها والتنكيل بأفرادها على أيدي الحكم الناصري، إلا أن ذلك كان أعجز من أن يحد من تأثيرها المتعاظم في أوساط الشباب المسلم، فقد كانت ومازالت دعوة سيد قطب إلى إخلاص التوحيد لله والتسليم الكامل لحاكمية الله ولسيادة المنهج الرباني شرارة البدء في إشعال الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام في الداخل والخارج والتي مازالت فصولها الدامية تتجدد يوماً بعد يوم".

الزرقاوي وسيد قطب:

لن نبالغ إذا قلنا إن تأثير سيد قطب قد بلغ مدى لم يبلغه مفكر إسلامي من قبل، خاصة في أجيال السلفية الجهادية، هذا ما تنطق به مئات من الوثائق التي تزخر بها مكتبتي، والتي خطها العشرات من مفكري هذا التيار ومن "الحركيين" به، ولا سيما من ينتمون إلى أجيال "القاعدة المختلفة"،وماتلاها وخرج من رحمها "داعش" ونظراً لأن المجال لا يتسع، فسوف نورد بعضاً من تأثير سيد قطب على واحد من أشرس أبناء هذا الجيل، وهو أبو مصعب الزرقاوي (الملقب بالذباح) الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين (العراق)،

والذي قتلته القوات الأمريكية في يونيو عام 2006، يقول الزرقاوي في كتابه "وصايا المجاهدين": "ما أجمل ما قاله سيد قطب رحمه الله تعليقاً على قوله تعالى "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"، فهذه هي القاعدة في حس الذين يقولون إنهم ملاقو الله، فالقاعدة أن تكون الفئة المؤمنة قليلة؛ لأنها هي التي ترقى الدرج الشاق حتى تنتهي إلى حزب الاصطفاء والاختيار، ولكنها تكون الغالبة، لأنها تتصل بمصدر القوة ولأنها تمثل القوة الغالبة، قوة الله الغالب على أمره، القاهر فوق عباده، محطم الجبارين، ومخزي الظالمين، وقاهر المتكبرين" انتهى!!.

الخلاصة:

من خلال هذا العرض المختصر نستنتج أن:

1- جماعة الإخوان مارست الإرهاب منذ اللحظة الأولى من تكوينها وهذا ما تؤكده أفتتاحية اول عدد من المجلة الرسمية المعبرة عن فكر ونهج الجماعة "النذير"

2- أن من مّهد وأصّل لفكر العنف والارهاب ودفع الشباب إلى انتهاج العنف، ووضع أقدامهم على طريق الإرهاب إنما هي جماعة الإخوان المسلمين، بداية من أفكارالمؤسس" البنا"،و محمد قطب وسيد قطب، ومروراً بالقيادات التي مهدت لهم الطريق إلى الوصول لما وصلوا إليه من تطرف وإرهاب، ليس هم وحدهم بل أجيال متعاقبة من المتطرفين والإرهابيين، أنتجتهم لنا جماعة الإخوان، وأن التطرف والإرهاب ليس من انتاج مجتمعات همجية أو فقيرة، إنما هو خارج من تأويلات شاذة ومتطرفة في بعض كتب الفقه الإسلامي وكتب التراث وكتابات من استلهموها وأنتجوا على مثيلها، أمثال (المودودي وسيد قطب ومحمد قطب، والندوي).

3- مع ان الجماعة سعت لتقديم نفسها للجمهور وكأنها تمثل تيارا وموقفًا وسطيًّا- وهو ماأكسبها بعض القبول لدى قطاعات جماهيرية،في مراحل من مسيرتها التاريخية- بين أقصى يمين التيار الإسلامي (أنصار السنة المحمدية والجمعية الشرعية، والأزهر)، وبين أقصى الجماعات الاسلامية راديكالية (مثلتهم جماعات تكفيرية متشددة كجماعة محمد إبراهيم سالم وجماعة شكري مصطفي)."جماعة المسلمين "التكفير والهجرة"وجماعة الفنية العسكرية..وجماعة الجهاد المصرية، وماتلاها "الناجون من النار" وجماعة التوحيد والجهاد، وصولا للقاعدة وداعش ومخرجاتهما التنظيمية والعقيدية.)

وكان أقصى اليمين يشهد بإسلام الأمة حكامًا ومحكومين ويدعو إلى التعايش مع الأوضاع القائمة والتصالح معها، أما التيار الجهادي فقد حكموا على الأمة كلها بالكفر حكاماً ومحكومين وقصروا الإسلام عليهم. الى أن حقيقة الامر وواقعه تثبت بجلاء ان فكر العنف والإرهاب خرج من معطف الإخوان، وإن من قادوا وأسسوا التنظيمات الجهادية الإرهابية قد تربوا فكريا وفقهيا –وبعضهم انتظموا- في مدرسة الإخوان.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire