هي مزمّرة و زادولها زمَّارة لا فايدة لا منفعة لا ضمارة
قصيدة للشاعر عبد الرحمان الكافي يشكو غلاء الأسعار (1924 فترة تاسيس اول حركة نقابية تونسية بزعامة محمد علي الحامي )
هي مزمّرة و زادولها زمَّارة
لا فايدة لا منفعة لا ضمارة
***
الوقت مزمّر
الشرّ خلط على ذرعانه شمّر
الناس تشكي من الغلاء تتذمّر
والفقري صايرة عيشتو مرّارة
يا من آتيت وجيت باش تعمّر
دزّتك ماهي شبوب عمارة
***
الأمة حـــــــــــارت
الاسعار في يومين صعدت طارت
التجّار علينا يا رفيقي جارت
بياع الخضرة عاند الجزارة
على بعضها العباد راهي غارت
سبب الهم حريّة التجارة
***
زمّرتوهــــــــ ـا
على الضعيف من ساسها قلبتوها
في الجو الخبزة عليه طيّرتوها
التاجر استغنى، ربح في مشواره
غنيتو البعض و البعض فقـّرتوها
ما تخصنا كان نغمة الزمارة
***
خصّتنــــــا نغمة
وقت اللي صرنا نشربو بالجغمة
ليام سودة كالليالي الدغمة
تهردت الحالة و قامت الغبَّارة
ما يخصنا على الموت كانش فغمة
آشكون مش يسمع الزمّارة
***
إذا متنــــــــــــ ـــــــــــا
آشكون يسخف ينظر لحالتنا
ذنوبنا في رقبة رجَّالتنا
اللي خلـَّتنا امّيزرين فقارة
شكينالها قداش ما سمعتنا
أظنها تلهات بالزمّارة
***
رانا جعنــــــــا
من الغلا في هاوية تبلعنا
حس التزمير في روسنا صدّعنا
من الشر صرنا مزمرين سكارة
غلو المعيشة ضامنا و ضعضعنا
مليحنا ما بقاش يكسب بارة
***
الغلا راهو كوانـــــــا
سيب علينا عسكره و أعوانه
اللي نشكوله ما سمع دعوانا
من جيهتنا مغمضين أنظاره
طبيبنا ما حب يعطي دوانا
في عوض المسهل جاب هالزمّارة
***
جت من غـــــادي
صياحها يا رفيق موحش صادي
نا فهمت منها على خلاها تنادي
نبقاو عشرة نرفعو على حمارة
بفلوسنا يشريو في الغرّادي
تسعين ألف فرنك راحو خسارة
***
راحو رزيــّــــــة
تسعين ألف فرنك موش شويّة
تسعين ألف يأسسو كلية
و يعملو بابور أو طيارة
تسعين ألف يعاونو الخيريّة
أحسن و أفضل من شراء الزمّارة
***
لو كان يجونــــي
يداوولي ميزيريتي وجنوني
تسعين ألف فرنك يا مضنوني
يسيّدو المزلوط بين أجواره
تسعين ألف من الفقر يغنوني
نشري منهم هنشير لا زمّارة
***
لا زمّيــــرة
تسعين ألف فرنك حاجة كبيرة
يبنيولي بالاص في البحيرة
و يعرسولي إبّنت خالي عمارة
تسعين ألف يفيّضو الخميرة
لا يحرم منهم ناظم الزمّارة