لا للخلط بين الدين السياسة
إن لم يعتذر رئيس الجمهورية لحمة الهمامي فإن المطالبة باستقالته تصبح واجبا أخلاقيا وسياسيا بقلم الاستاذ أنور القوصري
بقلم اسطرلاب 19-09-2017 15:36
كثرت التفسيرات لكلمة فاسق التي استعملها رئيس الجمهورية في توصيفه للمتكلم باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي في الشبكة الإجتماعية…فتوافقت…وتقاطعت…واختلفت جزئيا…وأحيانا جوهريا….
واستعمل البعض أحد التفسيرات التي تخدم موقفه السياسي…وبعض هؤلاء من "اليسار" لغرض مرضي في نفس يعقوب… وهم قلة والحمد لله…للتخفيف من وطاة المعنى و لينتهي به تفسيره بأن الأمر عادي..ولا ضرر منه…هذا علاوة على ما نظّر له بعض « الثقفوت. » ..في إطار مهامهم…وما يقبضونه…او يأملون قبضه من منافع …وهؤلاء لا حرج عليهم… ف « الخبزة مرة « كما يقول المثل الشعبي
ولكن طالما ان الباجي قائد السبسي بوصفه رئيسا للجمهورية …خاطب أساسا… وفي وقت الذروة التلفزي…عقول عموم الناس الذين لا يلتفتون عموما لما يقوله المهتمون بالسياسة…وبعث اليهم برسالة يعرف مسبقا الطريقة التي سيفهمونها. بها ..
قمت اليوم بسؤال بعضهم في المقهى بمناسبة قهوة الصباح…وكان سؤالي التالي: « بالله ما معنى كلمة » فاسق ؟ » فوجدت لديهم نفس المعنى وبدون تنظير: »الفاسق هو إلي ما يخافش ربي وما يعمل كان في الحرام…خرج على الملة ومصيرو النار »…
ذكرتني اجاباتهم بمن صوتوا في انتخابات المجلس التأسيسي « للي يخافو ربي »…( يخشون الله)
وهذا يعني ان كلام السبسي لم يكن سياسيا حول خلافات سياسية…
وإنما وظف الدين والمعتقد في مسائل سياسية وهو لا يختلف في ذلك عمن فعل نفس الشيء قبله في خلط مرفوض بين الدين والسياسة .
ولهذا فانه مطلوب من رئيس الجهورية بوصفه هذا تقديم الاعتذار للسيد حمة الهمامي
….
وخصوصا للمليون مرأة اللواتي وضعنه على كرسي الرئاسة …
فالرؤساء الحقيقيون هم الذين يحترمون دستور بلادهم وهيبة دولتهم ويعتذرون لشعوبهم عندما يرتكبون خطأ …
وان لم يفعل…و »ركب راسه « ّ…كما هو حاله عادة…فالمطالبة باستقالته تصبح واجبا اخلاقيا وممارسة تفترضها شروط الديمقراطية…بل تضحي مسألة شرعية ومشروعة
ان رئيس الجمهورية هو الساهر على احترام دستور مدني ديمقراطي يتضمن مبادئ ديمقراطية وإنسانية سامية… فهل يعقل ان يصبح من منتهكيه…وبكامل الوعي والارادة . ؟.
بل تصبح المصيبة اخطر وافدح … إن كان غير واع بذلك لأنه يكون في هذه الحالة غير قادر على أداء وظائفه الدستورية ومهامه السامية التي بها تتعلق مصالح البلاد والعباد
أنور القوصري
محام وناشط حقوقي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire