العلماء والثوار الذين نفتخر بهم كانوا ما بين كافر وزنديق وهرطقي
كتب المحامي والناشط الحقوقي Souheil Medimegh هذا المقال:
إن تصفية الخصوم السياسيين من قبل السلطة الحاكمة كان تاريخيا يتم بتكفيرهم و إستغلال الدين بإستصدار فتاوى في الغرض تُشرِّعُ قتلهم.
هؤلاء العلماء و الفلاسة و الأطباء و المفكرين كانوا أحرارا وهو ما جلب لهم عداء السلطة السياسية التي عبر التاريخ مارست القمع و الإستبداد و القتل و تبرير جرائمها بخطاب ديني مُقدس فليس جديدا أن تتورط مجاميع إرهابية في و الترويكا بقيادة النهضة في التحريض على الشهيدين شكري بلعيد و الحاج محمد البراهمي و تخوينهما
و الآن يجري التحريض على حمة الهمامي من قبل رئيس الدولة رغم إدعائه الحداثة
و لعلي لن أخطأ إذا عدت للتاريخ للتدليل على مآسي إستغلال جهة سياسية للخطاب الديني و إحتكار المرجعية الدينية لتصفية خصوم فكروا بشكل مُخالف فلم يكونوا أبواق دعاية للسلطان .
هؤلاء العلماء و الفلاسفة و الأطباء الثوار المسلمين الذين نفتخر بهم الآن أُتهموا بالزندقة و الردة و الكفر و قتل أغلبهم على أيدي مسلمين مثلهم و من أبرزهم إبن المقفع والفارابي وابن سينا و أبو العلاء المعري و
أبو بكر الرازي و يعقوب إبن إسحاق ( الكندي ) و ابن النديم و ابن طفيل و ابن الهيثم و الطوسي و الجاحظ و عباس بن فرناس وابن رشد و محمد بن الشاكر و ثابت بن قرة وابنه إبراهيم بن ثابت وحفيده ثابت بن سنان...
هؤلاء يمثل كل واحد منهم مفخرة في مجاله و في أكثر من مجال علمي و فكري و لكن ذلك العلم و تلك المعرفة لم تمنعا عنهم الأذى الذي لحقهم بسبب خروجهم عن طاعة السلطة و إعتبارهم من السلطان فتم تكفيرهم بفتاوى أصدرها شيوخ وفقهاء فرميوا بالزندقة و الضلالة و الهرطقة وهي أوصاف تجيز قتلهم و تستبيح دمهم
حديثا لم يتخلف الحاكم سواء كان أميرا أو سلطانا أو خليفة أو ملكا أو حتى رئيس جمهورية عن إتهام مُعارضيه بالكفر أو الخيانة أو الفسوق مما يطرح فعلا حاجة المجتمع السياسي إلى الفصل الكامل و التام بين الدين و السياسة فلا مُقدس في الشأن العام و لا وكيل عن السماء
سهيل مديمغ
محامي بسوسة وناشط ومناضل حقوقي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire