الدواعش العائدون لبلدانهم قنابل موقوتة تثير الرعب
تخوفات من تحوّلهم إلى خلايا نائمة تتصيّد الفرص للقيام بأعمال إجرامية
استطلاع «البيان »:العائدون من «داعش» قنابل موقوتة تثير الرعب
التاريخ: 12 نوفمبر 2017
يثار جدل كبير في العالم حول ما بعد هزيمة تنظيم داعش في العراق وسوريا، إزاء احتمالات عودة مئات من الشباب التونسي الذين يقاتلون في صفوف تنظيم داعش إلى بلادهم، وكيفية التصرف والتعاطي معهم.
وأظهر استطلاعان للرأي، أجرتهما «البيان» على موقعها الإلكتروني وحسابها في «تويتر» حول هل ستشكل عودة «الدواعش» إلى بلدانهم، خطراً على العالم أن ما بين 72 الى74 في المئة من المستطلع آراؤهم يرون أن العالم مقبل على قنبلة موقوتة نظراً لما يمثّله الإرهابيون العائدون من تهديد للدولة والأمن العام، إذ يخشى أن يتحوّلوا إلى خلايا نائمة تتصيّد الفرص للقيام بأعمال إجرامية بعد أن كانت قد تنظّمت وحازت الأموال والسلاح.
وفي استطلاع «البيان» على الموقع الإلكتروني: اعتبر 74 في المئة من المستطلع آراؤهم أن عودة «الدواعش» إلى مواطنهم سيكون خطراً على العالم، بتأكيد أن انهيار تنظيم داعش في سوريا والعراق سيكون له تأثير على أوروبا ودول أخرى وربما ستتدفق موجات من المقاتلين للعودة إلى أوطانهم وتنفيذ هجمات إرهابية فيها، فيما قال14في المئة من المستطلع آراؤهم إنهم لا يمثلون أي خطر إذا ما تم احتواؤهم من قبل دولهم بتدابير مصالحة كفيلة بتوبتهم وإعادة ادماجهم اجتماعيا في حين توقع 12 في المئة أن الارهابيين قد يلجأون إلى استعراض قوة من خلال هجمات متفرقة لكنهم لن يؤثروا على أمن بلدانهم على اعتبار انهم سيكونون تحت المراقبة.
أما على حساب «البيان» في «تويتر»، فكانت النتائج مشابهة نوعاً ما للاستطلاع في الموقع، إذ اعتبرت نسبة 72في المئة من المستطلع آراؤهم أن بعض هؤلاء «الدواعش العائدين» عادوا بهدف شن هجمات إرهابية في بلدانهم على وجه التحديد كإجراء انتقامي على دحرهم في العراق وسوريا حيث إن انكسار داعش أوجد عناصر متخبطة لديها رغبة واسعة في الانتقام قد تقود إلى المزيد من العمليات الإرهابية النوعية حول العالم من خلال تسلل تلك العناصر العائدة إلى عددٍ من البلدان في الشرق الأوسط وأوروبا، بما ينذر بأحداث أكثر سخونة، فيما اعتبر 15 في المئة أن هؤلاء لن يشكلوا خطراً لأنهم ببساطة متابعون من الأجهزة الأمنية في حين توقع 13 في المئة أن الإرهابيين سيؤجلون نوعاً ما خياراتهم التصعيدية.
تهديد
يشير الباحث في شؤون الجماعات المتطرّفة سامح عيد، إلى ما تمثله عودة الدواعش إلى بلدانهم أو تسربهم إلى بلدان أخرى من خطر داهم على العالم أجمع، لاسيما أن أعداد «الدواعش» في سوريا والعراق وبحسب إحصائيات أوروبية يصل إلى 80 ألف مقاتل، وإذا ما تم ضم العناصر المقاتلة في سيناء في مصر وأيضاً في ليبيا، فإن العدد قد يفوق 100 ألف مقاتل يشكلون تهديداً كبيرًا على العالم بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط بصورة خاصة.
ويأتي ذلك الخطرحسب الباحث انطلاقًا من أنه ستكون وجهتهم الرئيسية كذلك مناطق الصراع المشتعلة الأخرى مثل ليبيا واليمن، وربما يتسرب بعضهم إلى دول أوروبا عن طريق تدفق اللاجئين، ومن ثم يتفرغوا إلى «حرب العصابات»، بما يجعل العالم مُهددًا بعمليات إرهابية نوعية كبرى خلال الفترات المقبلة.
مسميات أخرى
ويلفت عيد في السياق ذاته، في تصريحات لـ «البيان»، إلى أن العالم سيشهد موجات إرهابية جديدة، تمامًا كما حدث فيما يرتبط بتنظيم القاعدة وبعد ما تعرض له، وهي المرحلة التي شهدت العديد من العمليات الإرهابية التي عانت منها العديد من الدول حول العالم وحتى أحداث الحادي عشر من سبتمبر، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن يقوم العائدون إلى بلدانهم بالانضمام إلى «القاعدة» أو أن تظهر جماعات بمسميات أخرى تتبنى نفس التوجه.
3 محاور
في السياق، يقول الخبير في شؤون الجماعات المتطرّفة نبيل نعيم، في تصريحات لـ «البيان»، إن «الدواعش العائدون سيشكلون خطرًا كبيرًا على بلدانهم، سواء في الشرق الأوسط أو في أوروبا، وأن مصيرهم مرتبط بثلاثة محاور رئيسية، المحور الأول يتعلق بتشكيلهم لخلايا نائمة في عددٍ من الدول الآمنة نسبيًا مثل دول أوروبا وبمجرد أن تصل إليهم الأوامر سيشرعون في تنفيذ عمليات إرهابية في تلك الدول.
والمحور الثاني مرتبط بنشوء تنظيمات إرهابية جديدة تتخذ مسميات أخرى منبثقة عن تنظيم داعش، ومشكلة من قبل العائدين من مناطق الصراع، وتنطلق تلك التنظيمات من نفس الأيدلوجية ومبادئ فكر تنظيمي القاعدة وداعش، بينما المحور الثالث وفق نعيم يتعلق بانضمام العديد من عناصر داعش إلى القاعدة التي كانوا ينتمون إليها سابقًا.
عبء أمني
رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، د. محمد الخريشة أكد أن عودة الدواعش تمثل خطراً كبيراً بدون شك، خاصة أن من انتمى لمثل هذا التنظيم لن يعود كما كان قبل أن يغادر بلاده، بل سيصبح أكثر عنفاً وتطرفاً ويصاحبه الفكر الدموي أينما ذهب، وعند عودتهم تلعب الدولة الدور الأكبر بداية في محاسبتهم ومن ثم تأهيلهم وإصلاحهم قبل دمجهم في المجتمع، ومن المؤكد أن هناك أعداداً لن تقبل الدولة بإطلاق سراحهم كونهم يشكلون خطراً يجب التعامل معه.
نشر العنف
من جهته، يعتقد المحلل السياسي الفلسطيني مهند عبد الحميد، أن خطر الدواعش إلى حد ما سيكون فاعلاً، لأنهم عادوا إلى بلدانهم مهزومين.
فيما، قال المحلل السياسي أكرم عطالله، أن الدواعش يشكلون خطراً على بلدانهم، وأكبر دليل على ذلك عندما عادوا في نهاية الثمانينات من أفغانستان، عادوا لبلدانهم العربية ونشروا العنف في كل المناطق العربية، لأن هذه عقيدة متطرفة، وعادوا لبلدانهم لتطبيقها وترجمتها. وأكد أن هؤلاء الأشخاص بحاجة إلى تأهيل ودمج في المجتمع، ويتطلب ذلك متابعتهم والاهتمام بهم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire