أبو بكر الحكيم..من السجون الفرنسية إلى أنصار الشريعة
قال كاتب عام نقابة السجون والإصلاح وليد زروق أن لديه معلومات مؤكدة تفيد بأن الإرهابي المدعو أبو بكر الحكيم كان بمنزل رواد مع كمال القضقاضي خلال عملية مداهمة المنزل.
وأشار زروق في تصريح للصباح الأسبوعي في عددها الصادر اليوم الاثنين 10 فيفري2014 أن الحكيم تمكن من الفرار مع عناصر آخرين في سيارتين رباعيتي الدفع وقد تمت مطاردته حتى جهة مونبليزير أين اختفت السيارتين وفقد أثرهما على حد قوله.
أبو بكر الحكيم..من السجون الفرنسية إلى أنصار الشريعة يملك سرّ الإرهاب والأمن الموازي في تونس
عاد اسم أبي بكر الحكيم ليطفو من جديد على سطح الأحداث، يطفو بطريقة "ثلاثية الأبعاد" ويمتد على ثلاث قارات، فابن المهاجر التونسي الذي ولد يوم 1 أوت 1983 بإحدى ضواحي باريس الفقيرة وتحديدا بالدائرة 19 وترعرع مع خمسة إخوة في أحياء المهاجرين الفقيرة و ضواحي الجريمة والمخدرات أصبح كل العالم يلهث خلفه للقبض عليه حيّا أو ميّتا
الشاب المنحرف ... ،تحوّل إلى نجم إرهابي وأمير داعشي، تشير كل الأدلة إلى أن له «علاقة ما» بالأخوين "كواشي" منفذي مجزرة "شارلي ابيدو"» وله علاقة بـ"كوليبالي" الذي هاجم واعتقل رهائن المتجر اليهودي، وله أيضا علاقة مباشرة باغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وذبح الجنود في الشعانبي وله أيضا علاقة بمعسكرات تدريب الجهاديين في درنة الليبية، وهو اليوم أحد أشرس أمراء "داعش" في سوريا
أبو بكر الحكيم أو "الذئب الأبيض" كما وصفته المخابرات الفرنسية ذات يوم ،مرّ بكل المراحل الكلاسيكية التي تميّز سيرة أمراء الموت والقتل "الحلال" في تنظيم "داعش" ،فمن الانحراف والجريمة إلى مجاهد في جيش محمد بالفلوجة في 2002 إلى طالب في العلم الشرعي بسوريا في 2004 إلى معتقل في السجون الفرنسية في 2008 إلى إرهابي يقتل بدم بارد في 2013 بتونس إلى أمير داعشي في 2015 بسوريا
كيف عاد أبو بكر الحكيم إلى تونس قبل أن ينهي عقوبة بسبع سنوات سجن؟
من يكون عون الأمن الذي قام بعملية تضليل عندما تمت مداهمة بيته قصد إلقاء القبض عليه ؟
ومن ساعده على الفرار من موقع جريمة اغتيال البراهمي؟
ما حقيقة علاقته بعبد الكريم العبيدي رئيس فرقة حماية الطائرات الموقوف حاليا؟
وهل فعلا كان الحكيم موجودا في عملية رواد وفرّ من المكان؟
ما علاقته بحياة بومدين زوجة امدي كوليبالي معتقل الرهائن بالمتجر اليهودي؟
نحن نريد الجنة..نريد الموت..سنفجّر الأمريكان بالديناميت" كان صاحبها يصرخ وهو يلقي هذه الكلمات بطريقة سريعة ومتشنّجة ،كلمات تعكس رغبة محمومة في القتل وتنم عن شخصية دموية لا يمكن ردعها بسهولة،هذا هو أبو بكر الحكيم كما ظهر في تسجيل تلفزيوني فرنسي تم الكشف عنه بعد أن أكّدت وزارة الداخلية تورّطه المباشر في اغتيال محمّد البراهمي في 25 جويلية 2013
الحكيم المعروف لدى جهاز المخابرات الفرنسية كان من بين مؤسسي ما يعرف أمنيا في فرنسا بـ«الخلية العراقية» المتهمة بتحريض شباب المهاجرين من المسلمين في أغلبهم يحملون جنسية مزدوجة- وكلهم ما دون الـ25 عاما، والقاطنين بالدائرة الـ19 في باريس، للسفر والقتال والجهاد في العراق بين عامي 2003 و 2005 أي بعد غزوالعراق
وعلى عكس «الأخوين كواشي» اللذين التقاهما أبو بكر الحكيم في 2003 بمسجد الدعوة ،فقد تمكّن هذا الأخير من بلوغ العراق، وذلك منذ 2002 وقد دخل العراق في 4 مناسبات والتحق بالتنظيم الإرهابي الذي يشرف عليه الزرقاوي «جيش محمّد» وقاتل الحكيم الأمريكان صحبة شقيقه الذي فجّر نفسه في عملية انتحارية بالفلوجة،ثم بعد ذلك عاد أبو بكر الحكيم إلى باريس وحده وعاود الاتصال بمجموعة من القيادات الجهادية في فرنسا كجمال بيغال «معلّم» كوليبالي وحياة بومدين ومنظّر "الدواعش" اليوم فرنسا
الحكيم الذي فرّ من تونس بعد أن تلطّخت يداه بدماء الشهداء،نشر فيديو يوم 17 ديسمبر يتبّجح فيه وبكل وقاحة- بقتل الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي ويتوعّد التونسيين بقدوم داعش
لكن اخطر ما في الأمر ليس تورّط إرهابي متعطّش للدماء وسفك دم التونسيين بل من ساعد هذا الإرهابي على الفرار من قبضة الأمن في أكثر من مناسبة
ففي شهادة خطيرة أدلى بها الأستاذ عبد الناصر العويني في حصّة تلفزية أكّد أن قبل اغتيال البراهمي ،صدر أمر بالقبض على أبي بكر الحكيم وفعلا توجهت فرقة مختصة لانجاز المهمة وكان «مرشد» هذه الفرقة على مكان تواجد الحكيم هو احد عناصر الأمن بالزي المدني ،لكن هذا المرشد قام بعملية تضليل الفرقة ولم ينعتهم على المنزل الذي يقطنه الحكيم وكان متحصّنا فيه ،هذا التضليل أتاح له فرصة الهرب ليترك «قهوته ساخنة» و حذاءه ومسدسه الشخصي الذي يحمله في كل تنقلاته
أبو بكر حكيم تمكّن أيضا من الهروب بعد اغتيال محمّد البراهمي، حيث تبخّر دون ترك أدنى أثر واليوم تم إيقاف أحد رموز الأمن الموازي في وزارة الداخلية وهوعبد الكريم العبيدي المكلّف بأمن الطائرات في مطار تونس قرطاج لضلوعه في مساعدة أبي بكر الحكيم على التخفّي من خلال تمكينه من سيارته للتنقّل وكذلك مساعدته على تسوّغ بعض المحلات المعدة للكراء..ولا شك أن الأبحاث مع عبد الكريم العبيدي ستكشف الكثير من الأسرار عن علاقة هذه الجماعات الإرهابية ببعض الكوادر الأمنية وعلى تفاصيل الجريمة «المشتركة» لإغراق البلاد في فوضى الدم وتحويلها إلى إمارة جهادية
النجاة من عملية روّاد ومن الألغاز التي تحيط أيضا بشخصية أبي بكر الحكيم هو حقيقة تواجده برواد يوم مداهمة المنزل الذي تحصّن به القضقاضي وباقي المجموعة الإرهابية التي تم القضاء عليها، حيث صرّحت بعد هذه العملية قيادات نقابية أن أبا بكر الحكيم كان في روّاد لكنه فرّ على متن "فيسبا
إلا أن أخطر الأسئلة التي تطرح اليوم هي تلك المتعلّقة بتاريخ عودته إلى تونس قادما من فرنسا يوم 18 فيفري 2011 فكيف لمن حكم عليه بسبع سنوات سجنا نافذة في فرنسا سنة 2008،نجده حرّا طليقا في تونس ربيع 2011..؟
بحثنا في طريقة عودة الحكيم إلى تونس ولكن لم نجد إجابة شافية،فالرجل لم يتمتع بأي عفو أو نقض للحكم،المصادر الفرنسية بدورها تحاول التهرّب من الإجابة عن هذا السؤال، غياب جواب مقنع دفع إلى تخمينات تبدو غريبة لكنها غير مستبعدة كأن يكون أبو بكر الحكيم عنصر مخابرات تم زرعه في إطار مشروع غربي صهيوني هدفه دعم الفوضى في بلدان الثورة
حياة بومدين..أرملة كوليبالي في حماية أمير داعش أبو بكر الحكيم
حياة بومدين المطلوبة رقم واحد في فرنسا هذه الأيام عبرت تركيا باتجاه سوريا عبر «التل الأبيض» من هناك رافقتها كتيبة إرهابية للقاء الأمير الداعشي التونسي أبو بكر الحكيم بمنطقة الرقة، بومدين التي تزوجت عرفيا الإرهابي الفرنسي من أصل مالي «أميدي كوليبالي» محتجز الرهائن بالمتجر اليهودي الذي لقي حتفه بعد مداهمة المتجر ،تحولت إلى أشهر إرهابية في العالم ،فتاة من الجيل الثاني للمهاجرين الجزائريين ، تربت في مؤسسة اجتماعية لمساعدة الأطفال وحياة لم يتجاوز عمرها 26سنة ،ظهرت أوّل مرة للرأي العام الفرنسي في «بيكيني» مع رفيقها كوليبالي لكن بعد حادثة شارلي ابيدو ،نشرت صحف فرنسية عريقة صورة مثيرة لها ،سيدة منقبة لا يظهر منها الاّ عينان تمسك بقوس ونشاب ،وفي صورة أخرى تمسك بمسدس صغير وتتدرّب على الرماية
في وقت سابق أعلنت السلطات الفرنسية أنها مطلوبة لدورها المفترض في إطلاق النار من قبل رفيقها «اميدي كوليبالي» على شرطية فرنسية وقتلها
حياة بومدين التي ساهمت بشكل ما في الزلزال الإرهابي الأخير الذي ضرب فرنسا ،حلّت لعنتها أيضا على تركيا التي سمحت بعبورها إلى سوريا،هذا العبور ربما سيكلّف تركيا غاليا ويحرمها للأبد من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ،اليوم تنعم حياة في أحضان داعش بحياة إرهابية تليق بها ،وحسب بعض المنتديات والصفحات الجهادية فان حياة سيكون لها دور قيادي في جيش الحلافة"داعش" النسائي