Tunisiens Libres

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

dimanche 19 janvier 2014

تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟

تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟


المقصود بتيار الإسلام السياسي كل التنظيمات السياسية والدعوية والثقافية التي تتخذ من الإسلام مرجعيتها الوحيدة وتجعل قراءتها للنصوص والتراث الإسلاميين المحدد الأوحد لأهدافها وتوجهاتها ، والموجه الوحيد لاختياراتها السياسية ومشاريعها المجتمعية . وتنظيمات هذا التيار لا تتبنى العنف أسلوبا أوحد في الممارسة السياسية أو الدعوية ، لكنها لا تنبذه . فهي تشرعن العنف من باب الجهاد الذي تعتبره فريضة غائبة وجب إحياؤها. وما يقوي عقيدة الجهاد لديها اقتناعها أن سبب ضعف الأمة وتكالب قوى الاستعمار والاستكبار العالمي يكمن في تغييب فريضة الجهاد وكراهية الموت "في سبيل الله" . ومن ثم ليس على الأمة الإسلامية سوى إحياء هذه الفريضة "الغائبة" وإشاعتها بين الأفراد لتعود إليها العزة والقيادة . أما تيار السلفية الجهادية فيقصد به كل التنظيمات الحركية ، مهما كانت صغيرة ،التي تجعل الإسلام منطلقها الوحيد ، والعنف عقيدة ثابتة وملازمة لكل تحرك فردي أو جماعي باسم الجهاد الذي تجعله فرض عين على كل منتم للتنظيم . ويهمنا ، في هذا المقال ، أن نتعرف على طبيعة الاختلاف أو الاتفاق بين التيارين من خلال نموذجين رئيسيين :
1 ـ جماعة العدل والإحسان : تتأسس هذه الجماعة على جملة من العقائد أبرزها :
أ ـ أن الأنظمة السياسية الحاكمة في بلاد المسلمين لا تخرج عن كونها أنظمة "جبرية" ، وفق التعريف الذي حدده الشيخ ياسين (المسلمون اليوم تحت القهر الجبري، أي الديكتاتوري بلسان العصر، ولهو أفضع من العاض؛ لأن الجبر إن كان يلوح بشعارات الدين كما كان يفعل الملك العاض فقد أفرغ أجهزة الحكم والإعلام والتعليم، وأفرغ قوانين الحكم من كل معنى الإسلام) .
ب ـ أن الخلافة الإسلامية ، كنظام سياسي ، ستعود بعد القضاء على أنظمة "الجبر" وفق الحديث النبوي "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها.ثم تكون مُلكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها. ثم تكون ملكا جبريا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت".
ج ـ أن حكام المسلمين هم "طواغيت" يجب الكفر بهم ومحاربتهم (ونعرف الوهْن –وهو كلمةٌ مِفتاحٌ- على شكل تخاذل قادة العرب والمسلمين واستسلامهم للعدو، بل تملُّقِهِم المَهِينِ على الأعتاب لتبقى الكراسي عليها أصنام طاغوتية تتماثل لتعبدها أمة التوحيد ) . 
د ـ أن الديمقراطية نبتة غريبة لا يمكن استنباتها في التربة الإسلامية . فهي بالضرورة علمانية وأن العلمانية بالضرورة كفر وإلحاد . ومن ثم فالديمقراطية مرفوضة لما تتيحه من حقوق وحريات ترى الجماعة أنها تناقض أحكام الشريعة . لكن الشيخ ياسين لا يرفض الديمقراطية إذا كانت وسيلة ترفعه إلى سدة الحكم ثم لا يلبث أن يلغيها . 
هـ ـ ( لا يصلح الناس فَوضَى، ولا يستقيم أمر المسلمين بلا نظام حكم. ولا يخدم أهداف الإسلام الجماعية والفرديةَ نظامٌ لا يخضع للإسلام ولا تكون طاعتُه من طاعة الله ورسوله. فالإسلام دولة ونظام حكم، لا يُضارّ في ذلك مجادل) .
و ـ تكفير النظام السياسي والقوانين الجاري بها العمل (والذي وجدناه أمامنا، في كل قطر من أقطار التجزئة الشنيعة دولةٌ بلا دين، دولة تستخف بالدين، دولة تنكر الدين.) 
ز ـ السعي لتطبيق الشريعة ( فنحن نريد أن نحكم بما أنزل الله لكيلا تبقى الأمة وعلى عنقها تهديد "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون"، "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون". ) .
ح ـ المجتمع يعيش "جاهلية" و "فتنة" . وحصر الشيخ ياسين "الجاهلية" في خصائص أربعة مستندا إلى إسقاطات منطلقها آيات قرآنية كالتالي :
1= "ظن الجاهلية"( وطائفةٌ قد أهمتهمُ أنفسهم يظنون بالله غيرَ الحق ظن الجاهلية. يقولون هل لنا من الأمر من شيء) . ليستنتج الشيخ ( ظن الجاهلية باطل، "غير الحق". ظن الجاهلية فراغ في العقيدة، وفقدان للثقة بالله تعالى، وهزيمة وخوف من الموت ونكوص عن الجهاد. ظن الجاهلية عاهة النفوس الجاهلية الأولى، ومصدر بلاء العقل والفكـر والسلوك ) .
. 2 = "حكم الجاهلية" ( ورد ذكر "حكم الجاهلية" في قوله عز وجل عن أهل الكتاب الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم ولم يرضَوْا بحكم شريعته المهيمنة على الكتاب، ولم يرضَخوا لحكومة الرسول).
3 = "تبرج الجـاهلية" (الواردِ النهيُ عنها في قوله تعالى يخاطب نساءَ النبيِّ: "يا نساءَ النبيء لستن كأحدٍ من النساء إن اتقيتُنَّ. فلا تخضعن بالقول فيطمعَ الذي في قلبه مرض. وقُلن قولا معروفا. وقَرْنَ في بيوتكن. ولا تبرجن تبرُّج الجاهلية الأولى. وأقمن الصلاة وآتينَ الزكاة. وأطِعْن الله ورسوله ) . 
4 = "حَمِيّة الجاهلية" ("حمية الجـاهلية" هي روح المعبود القومي. هي نقيصة في الدين وفتنة عظيمـة لأنها تنقُـض أساس وحدة الملة . ورد عيب "حمية الجاهلية" وغضبيَّتِها في قوله تعالى يصف غَلَيَان المشركين يوم الحديبية: "إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحميَّة حمية الجاهلية ) .       

وقفنا ، في مقالة سابقة ، عند أبرز العقائد التي تتأسس عليها جماعة العدل والإحسان بهدف استجلاء أوجه التشابه وأوجه التباين بين الجماعة وبين تيار السلفية الجهادية . لأجهل هذا الغرض نتوقف اليوم عند الأسس العقائدية لهذا التيار الجهادي الذي لم ينخرط منظروه فيما بات يعرف بـ"المراجعات" ، بل لازال على عقائده وقناعاته الحركية/العنيفة . وفي مقدمة هذه العقائد ما تضمنه البيان التأسيسي لـ "الجماعة الإسلامية للتوحيد والجهاد بالمغرب الأقصى" ، والتي ألقت السلطات الأمنية المغربية القبض على 28 من أعضائها في فبراير 2007 . ومما جاء في البيان التأسيسي :
(نعتقد أن الديمقراطية دعوة كفرية تعمل على تأليه المخلوق و اتخاذه ربا و ترد له خاصية التشريع والحكم من دون الله تعالى فهي كفر بواح و خروج عن دائرة الإسلام فمن اعتقد بها أو دعا إليها وناصرها أو تحاكم إليها فهو كافر مرتد مهما تمسح بالإسلام وتسمى بأسماء المسلمين.
ونعتقد أن الأنظمة الوضعية السائدة في بلاد الإسلام نظام كفري مقتبس من قوانين اليهود و النصارى واضعوها شركاء لله في الحاكمية و العاملون بتلك الأنظمة أو المقرون لها أو المتحاكمون إليها مشركون
ونعتقد كفر الحكام الذين يبدلون شرع الله بشرائع و قوانين الكفر و الحاكم الذي يجعل من نفسه ندا لله في خاصية التشريع فيشرع التشريع الذي يضاهي شرع الله .
ونعتقد أن العلمانية على اختلاف راياتها ومسمياتها و أحزابها المعمول بها في الأمصار التي تفصل الدين عن الدولة و الحياة و شؤون الحكم و العباد و تجعل ما لله لله و هي زوايا التعبد و حسب و ما لقيصر لقيصَـر و هي جميع مرافق و شؤون الحياة وما كان لقيصر لا يصل إلى الله وليس من حقه ولا من خصوصياته التدخل فيه غرس خبيث و دخيل على الأمة و هي كفر بواح و مروق من الدين فمن اعتقد بها أو دعا إليها أو ناصرها أو قاتل دونها أو حكم بها فهو كافر مشرك.
ونعتقد أن الديار التي تعلوها أحكام الكفر هي ديار كفر و حرب ولا يلزم من هذا تكفير ساكنتها مع اعتقادنا بأنها خليط بين الكفار و الفساق و المسلمين كل يعامل بحسب حاله و لا نقول بقول غلاة المكفرة أن الأصل في الناس الكفر .
و نعتقد أن الكفر بالطاغوت شرط في صحة الإسلام فمن لم يكفر بالطاغوت منفي عنه الإيمان و غير داخل في دائرة الإسلام إذ هو الركن الركين في شهادة التوحيد بنص القرآن) . 
وبناء عليه ، تلتقي جماعات وخلايا هذا التيار على عقيدة الولاء والبراء التي لا تترك من خيار سوى الانتقال إلى الفعل وممارسة العنف والقتل والتدمير باسم "الجهاد" ضد المجتمعات المسلمة ـ مجتمعاتهم الأصلية ـ بحجة أن الجهاد ضد مواطنيهم مقدم على الجهاد ضد غيرهم بحجة أن ( جهادهم مقدم على جهاد اليهود لسببين : القرب والردة ) كما أفتى بهذا عبد الكريم الشاذلي أحد شيوخ هذا التيار. وتجسيدا لهذه العقائد أصدر شيوخ التيار الجهادي الفتاوى والأحكام التالية : 
ـ المجتمع الذي نعيش فيه مجتمع كافر ، لأنه استبدل القوانين الإسلامية بالوضعية ، وأن مظاهر الانحلال والفساد فشت فيه، وأن المعروف قد أصبح منكرا ، والمنكر أضحى معروفا .
ـ أفراد هذا المجتمع وحكوماته مرتدون مارقون ، والمظاهر الإسلامية في هذا المجتمع مظاهر كاذبة
مضللة منافقة ، فشيوخ الدين ممالئون للسلطان الكافر .
ـ الجهاد مفروض لتغيير هذا الواقع ، وإحلال شريعة الله مكان شريعة الكفر .
ـ الوسائل السلمية لا تجدي فتيلا ولا توصل للهدف السابق لأن كل عمل سلمي للدعوة يقابل بالدعاية الحكومية الكافرة .
ـ ما دام الحكام كفرة والجهاد واجبا ، فقد وجب الخروج عليهم وقتالهم بالسلاح .
ـ يجوز قتل كل من تترس به الكافر ولو كان من المسلمين .
ـ ليس للنساء والأطفال حرمة ، لأن أولاد الكفار من الكفار . 
ـ يجوز قتل الكفار ـ وهم الحكام والشعوب الراضية ـ ليلا ونهارا ، وبغير إعلام وإشعار لهم ، ولو قتل في ذلك نساؤهم وأطفالهم . 
ـ لأن النظام نظام كافر ، فالدار التي نعيش فيها دار حرب ، وبذلك تكون كل ديار المسلمين الآن ديار حرب ، يجوز فيها ما يجوز في دار الحرب ، من القتل والسلب والنهب والغصب والخطف .
ـ ليست هناك طريقة لإيجاد الحكم الإسلامي إلا بالحرب) .
ونفس الاعتقاد نجده عند باقي شيوخ هذا التيار أمثال الفيزازي والحدوشي والخطاب وأبو حفص وغيرهم . وهو الاعتقاد الذي جعلهم يعلنون "الجهاد" ضد كل المواطنين الذين يؤمنون بالديمقراطية وبحق الناس في التشريع لأنفسهم أو يقبلون بالعيش في ظل الأنظمة "الطاغوتية" . في هذا الإطار أفتى عبد الكريم الشاذلي بالكفر في حق المغاربة كالتالي ( كل من اتخذ مع الله آلهة أخرى في التشريع فقد أشرك بالله .. وعلينا أن نعلم أن المرء لا يكون من الموحدين حتى يكفر بكل طاغوت قديما كان أو معاصرا . فإن لكل عصر وزمان ومكان طواغيته وأشنعها طواغيت عصرنا الذين يحكمون الناس بالقوانين الوضعية في صور شتى ) . من هنا يرى هؤلاء التكفيريون/الجهاديون أن القتل والتدمير هو الأسلوب الوحيد لإقامة مملكة الله في الأرض . ومن ثم زينت لهم عقائدهم قتل الأبرياء بعد أن جعلته أعظم "قربة" يتقربون بها إلى الله تعالى . هذا ما أقر به يوسف فكري زعيم خلية إرهابية في رسالته حيث قال ( وبعد شهرين رجعنا إلى مدينة اليوسفية لكي نترك للسلطة رسالة عملية مفادها أنكم بسبب اعتقالكم لأولئك الإخوة فإننا سنلجأ إلى عمل من نوع خاص والذي يعتمد على السرية التامة فكان المدعو عمر الفراك أول عدو أتقرب به إلى الله عز وجل ) . إنها عقيدة الجهاد والتكفير والانتحار التفجيري التي جعلت الإرهاب دينا والقتل جهادا والانتحار شهادة والإقدام عليهما سعادة" و"مكرمة" كما جاء على لسان يوسف فكري في دعواه وهو المحكوم عليه بالإعدام ( وأنا قادم على لقاء الله عز وجل وقد يكرمني ربي بشهادة في سبيله على يد هؤلاء المرتدين ) للحديث بقية .

بعد عرض أبرز العقائد التي تتأسس عليها جماعة العدل والإحسان وتنظيمات السلفية الجهادية ، يمكن استخلاص نقاط الالتقاء ونقاط الاختلاف كالتالي :
1 ـ نقاط الالتقاء : 
أ ـ كلا الطرفان يكفران القوانين الوضعية ويعتبرانها شركا بالله لأنها تجعل الإنسان ندا لله في التشريع .
ب ـ كلاهما يكفران الحكام وينعتانهم بـ"الطاغوتية" التي هي مفهوم يحيل على ألوهية البشر . ومن ثمة تنعت جماعة العدل والإحسان والتنظيمات الجهادية كل الحكام بـ"الطواغيت" "المتألهين" ( نعتقد أن الديمقراطية دعوة كفرية تعمل على تأليه المخلوق و اتخاذه ربا و ترد له خاصية التشريع و الحكم من دون الله تعالى فهي كفر بواح ) .
ج ـ الدعوة إلى قتال الديمقراطيين والعلمانيين والحكام ، حيث يقرر التيار الجهادي ( أما بخصوص الكفار والمنافقين والمرتدين فقد أمرنا ربنا جل وعلا بعداوتهم وبغضهم ومسبتهم والإغلاظ عليهم وقتالهم ) . وكذلك كان قرار مرشد جماعة العدل والإحسان لما خيّر الديمقراطيين بين الانضواء تحت لوائه ( وإلا فهي المقاتلة عاجلا أو آجلا ) .
د ـ السعي لتطبيق الشريعة ( فنحن نريد أن نحكم بما أنزل الله لكيلا تبقى الأمة وعلى عنقها تهديد "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون"، "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون". )(مرشد العدل والإحسان) . 
و ـ العمل على إقامة الدولة الإسلامية الموحدة وإحياء نظام الخلافة الإسلامية ليشمل كل البلدان الإسلامية.
ز ـ اعتبار الجهاد فريضة غائبة يجب إحياؤها ، وهي فرض عين على كل مسلم .
ح ـ إن شرع الله لا يمكن تطبيقه إلا بإقامة نظام حكم إسلامي . 
ط ـ اعتماد القوة والعنف في تغيير نظام الحكم وإقامة نظام بديل . 
2 ـ نقاط الاختلاف :
أ ـ طبيعة النظام السياسي الذي يسعى لإقامته كل طرف . فالجهاديون يريدونه على شاكلة نظام الطالبان حيث دوائر التحريم تطوق كل مناحي الحياة وتعدم كل المكاسب الحضارية والثقافية . أما جماعة الشيخ ياسين فتريده نظاما سياسيا لا يقوده فقه البداوة وقيم الهمجية على شاكلة نظام الطالبان ، بل يقوده "شيخ رباني" يزعم أنه "المهدي المنتظر" الذي بعثه الله لإقامة الخلافة الثانية . 
ب ـ أسلوب تغيير نظام الحكم الحالي :
بالنسبة لجماعة العدل والإحسان ، توجد خيارات ثلاثة : 
الخيار الأول "الدخول في تعددية الأحزاب ، والترشيح للانتخابات " ، ومن ثمة الحصول على الأغلبية البرلمانية وتغيير الدستور والنظام السياسي .
الخيار الثاني : خيار العنف والاغتيال السياسي .
الخيار الثالث "هو خط التنفيذ بالقوة بعد أن يتم الإعداد " مثلما فعل الخميني الذي قاد ثورة شعبية وزحف على الحكم . وهذا هو الخيار الذي ينهجه الشيخ ياسين وحدده لجماعته ( مقاومة الظلم حتى الموت ولو نشرا بالمناشير .. ثم مقاطعة الظالمين : لا نواكلهم ولا نشاربهم ولا نجالسهم . وهذه هي الصيغة المثلى للقومة . فلو قدرنا أن نتجنب استعمال السلاح ضد الأنظمة الفاسدة ، ونقاطعها حتى تشل حركتها ، ويسقط سلطانها ، وترذل كلمتها )(ص 36 رجال القومة والإصلاح). فهو يختلف مع الجهاديين كالتالي ( لا نبدد جهودنا في ملاحقة ظواهر المرض ، يأكل طاقاتنا السخط ، ويفتت عزائمنا في آهات التسلية النظر إلى تعدد المناكر ، وفشوها ، وفداحتها ، وعدواها ، وعجزنا عن تكميم الأفواه الفاجرة ، وزجر الزناة والسكارى ، وإغلاق الحانات والسينمات وكسر التلفاز حامل العهارة )(ص393 المنهاج ) . كل هذه الظواهر المرضية يرجع الشيخ سببها إلى عامل واحد هو " فساد الحكم " . لهذا لا يرى بديلا عن القضاء على نظام الحكم القائم ( لا تفن عمرك في التأسف على الثمار السامة ، بل اقطع شجرتها يفن معها السم . لا يمكن أن ننتظر من الأفراد ، ولا الجمعيات ، أن تقوم بواجبها في الأمر والنهي ، ولا أن يكون لذلك معنى ، ما دام روح المنكر وجسده ، وينبوعه ، ولحمته وسداه بيننا ، ألا وهو الحكم الفاجر الكافر )(ص 394 المنهاج) . إذن فالشيخ يترك لجماعته الخيارات مفتوحة( نبرز بمشروعنا ، ونعلنه ، ونحارب دونه بأساليب السياسة ما انفتح لنا فجوة ، وبكل الأساليب إن اضطهدنا )(ص 27 المنهاج ) . 
أما بالنسبة للتيار الجهادي فإن الوسيلة الوحيدة لتغيير الأنظمة الحاكمة هي العنف بكل أشكاله وأساليبه ، بدءا من القتل الفردي إلى القتل الجماعي عبر استعمال كل الوسائل خاصة المتفجرات شديدة التدمير . بينما جماعة العدل والإحسان تجعل حمل السلاح الخيار الأخير بعد استنفاذ الخيار "السلمي" .
ج ـ إستراتيجية "الجهاد" /القومة : 
بالنسبة لجماعة العدل والإحسان تقوم على ثلاث خطوات : الأولى : التربية وتقتضي نشر معتقدات الجماعة ومبادئها وسط الشرائح الاجتماعية بهدف إعادة تشكيل وجدانها وقناعاتها بما يسهل عملية التحكم في هذه الكتلة البشرية . الثانية التنظيم بما يعنيه تجميع هذه الكتلة البشرية في تنظيم مهيكل باعتبارها قوة احتياطية سيتم توظيفها للانقضاض على النظام . الثالثة : الزحف على السلطة بتحريك القوة البشرية المنظمة عبر العصيان المدني والثورة الشعبية . لهذا فمرشد الجماعة لا يريد لـ"قومته" أن تفشل ، بل يحرص على التأني والتدرج حتى تتوفر له الشروط البشرية والمادية التي توفر لمرحلة الزحف على السلطة كل أسباب النجاح . لهذا فالشيخ ياسين يلوم الحركات الجهادية على الاستعجال في مواجهة النظام الحاكم وهي لا تملك أسباب الانتصار . للحديث بقية .

النموذج الثاني للتيار الإسلامي الذي نقف عنده هو حركة التوحيد والإصلاح وجناحها السياسي "حزب العدالة والتنمية" . إن هذا الفصيل يستمد عقائده المذهبية أساسا من الحنبلية وتفرعاتها الوهابية . وهذه الحقيقة أقرها الدكتور فريد الأنصاري في كتابه "الأخطاء الستة للحركة الإسلامية بالمغرب" بقوله( لقد كان انطلاق الحركة الإسلامية بالمغرب متداخلا بالفكر السلفي ومتلبسا به . وذلك منذ أواخر الستينات وبداية السبعينات من القرن الميلادي الماضي ، حيث كانت التنظيمات الإسلامية الناشئة آنئذ ، تستفيد من التأطير العلمي لرموز الحركة السلفية بالمغرب ، من أمثال تقي الدين الهلالي ، والعلامة محمد الزمزمي وغيرهما ، رحمهما الله . وذلك بوعي تام من الطرفين وإرادة كاملة ، حيث كان بدء العمل الإسلامي بالمغرب في تلك اللحظة يطبعه نوع من التعاون والتآلف بين جميع مكوناته ، وقلما يدخله الاختلاف والشنآن . وذلك بسبب الحاجة المرحلية للتوحد الفكري ضد موجة الإلحاد الماركسي )(ص 123) . غير أن نجاح الثورة الإيرانية بقيادة الخميني وفتح جبهة القتال ضد السوفييت على أرض أفغانستان باسم "الجهاد" ، أديا إلى ظهور تمايزات داخل التيار السلفي بين "السلفية العلمية" و"السلفية الإخوانية" و "السلفية الجهادية التكفيرية" . وكل هذه التنظيمات شكل العنف لديها عقيدة مركزية ستضطر بعضها إلى الإعلان عن التخلي عنه والانخراط في العمل السياسي ، فيما سيزداد اللجوء إلى العنف عقيدة وممارسة لدى التنظيمات الجهادية . والتنظيمات التي أعلنت " نبذ العنف" والالتزام بـ"نهج الاعتدال" ، وضمنها حركة التوحيد والإصلاح وجناحها السياسي ، ظلت وفية لنفس المنطلقات العقائدية والمذهبية التي تقاسمتها مع التنظيمات الجهادية عند مرحلة التأسيس والتشكل . إذ الجميع يطالب بتطبيق الشريعة وإلغاء القوانين الوضعية وإقامة الدولة الإسلامية وإرساء أسس "الحاكمية" وتحكيم عقيدة "الولاء والبراء" في سلوك الفرد والمجتمع والدولة . والاختلافات التي ظلت عالقة تخص أساسا الموقف من الدولة المغربية ونظامها الملكي ، والموقف من المشاركة السياسية في مؤسسات الدولة . بخصوص موقف حركة لتوحيد والإصلاح/ العدالة والتنمية من الدولة والنظام المغربيين ، فهي لا تنفي عنهما صفة الإسلام ، ومن ثمة فهي لا تكفرهما تكفيرا صريحا كما تفعل تنظيمات السلفية الجهادية . وهكذا سبق للحركة أن أصدرت وثيقة " النظام المغربي من وجهة نظر إسلامية " نشرتها أسبوعية الراية عدد 2 بتاريخ 18 غشت 1990 . وكانت مناسبة ذلك نجاح الإسلاميين في الانتخابات المحلية والولائية التي عرفتها الجزائر . ومما جاء في الوثيقة ( أن بين النظام في المغرب ، والأنظمة الأخرى في المنطقة فروقا جوهرية تجعل أي صراع بين السلطات في المغرب وبين الإسلاميين هامشيا حالا ومستقبلا . إن النظام المغربي نظام أصيل وعريق لم ينشأ إبان الاستعمار أو بعده ، بل يتمتع بأصالة تاريخية ممتدة عبر الدولة العلوية وما قبلها إلى المولى إدريس رحمه الله ، وهو كذلك ليس نظاما علمانيا يتنكر للدين ، بل هو نظام يقوم أساسا على المشروعية الدينية المبنية على البيعة التي هي الصيغة الشرعية للحكم في الإسلام وأضاف إلى هذه الهوية الإسلامية الأصيلة الموروثة الصفة القانونية الحديثة ، بإحداث الدستور الذي أكد على الصفة الإسلامية للدولة المغربية ، ولهذا لم يتنكر أحد لهذه الصفة في المغرب ولن يستطيع في ظل نظام بهذه الصفة . إن المغرب ، في ظل نظام الملكية الدستورية المعمول به حاليا ، قادر على استيعاب التيار الإسلامي بطريقة إيجابية ، لأنه النظام الوحيد الذي يتبنى الشرعية الإسلامية على مستوى رئاسة الدولة بوصف الملك أميرا للمؤمنين ) . طبعا لم تقر هذه الوثيقة بأن النظام المغربي "نظام إسلامي" يطبق أحكام الشريعة ، بل اكتفت بعدم إخراجه من دائرة الإسلام . الأمر الذي يجعل وجودها مرتبطا بالعمل من أجل جعل النظام المغربي لا يكتفي فقط بـ"تبني الشرعية الإسلامية" ولكن بتطبيق " أحكام الشريعة الإسلامية" . لهذا نجد الحزب كما الحركة يركز أساسا على نظام البيعة كمؤشر على "الأصالة الإسلامية" للنظام الملكي . هكذا أعلن الحزب عن موقفه من الملكية في المغرب كالتالي : ( وكان هذا الحدث ـ حدث وفاة الملك الحسن الثاني ومبايعة الملك محمد السادس ـ مناسبة لتأكيد الأصالة الإسلامية التي يقوم عليها نظام الحكم في المغرب منذ أزيد من اثني عشر قرنا ، والذي يرتكز على البيعة كعقد يضبط علاقة الحاكم بالمحكومين على أساس الكتاب والسنة ) . وبناء عليه حدد الحزب مطالبه السياسية والدستورية ، في إطار ما ما يسميه بـ"التدافع" السياسي ، كالتالي :
أ ـ ( التأكيد على دعم الهوية الإسلامية للدولة المغربية في إطار الملكية الدستورية وعدم قابلية مبدأ إسلامية الدولة للمراجعة ) . 
ب ـ التأكيد على الدور المركزي للملكية ، ( ومن ثم لا يمكن استنساخ بعض نماذج الملكية في الغرب التي تبلورت في إطار خصوصيات تاريخية وحضارية غريبة عن الواقع المغربي في خصوصياته التاريخية والحضارية ، وهو ما يقتضي أن يظل للمؤسسة الملكية دورها الفاعل في الحياة السياسية ، باعتبار الملك أميرا المؤمنين وحاميا لحمى الملة والدين ، وضامنا لوحدة المغرب وسيادته ، وملكا لجميع المغاربة وحكما فاعلا بين مكوناته ) . ودعما لهذا الموقف من الملكية ، ظل الحزب يرفع شعار " نريد ملكية يسود فيها الملك ويحكم " . 
ج ـ التأكيد على أن ( المرجعية الإسلامية كانت ولا تزال تمثل الإطار الموحد للمغاربة بجميع فئاتهم ومكوناتهم ) .
وهذه المطالب لا تخرج عن الإطار الذي حددته الحركة لنشاطها السياسي والمتمثل في دعم "الهوية الإسلامية" للدولة وللنظام المغربيين بما يعنيه من ( دعم مبدأ إسلامية الدولة باعتباره معطى تاريخيا ومكسبا دستوريا ومبدأ غير قابل للمراجعة وإعطاؤه مصداقية في الحياة العامة ، بحيث يعلو على جميع بنود الدستور ويكون منطلقا في الحكم على دستورية القوانين والأحكام التي تصدرها المؤسسات التشريعية والقضائية والتنفيذية . إن الإقرار بإسلامية الدولة يقتضي اتخاذ الشريعة مصدرا أعلى لجميع القوانين كما يعني من الناحية العملية بطلان جميع القوانين والتشريعات والسياسات التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية )( الرؤية السياسية ـ حركة التوحيد والإصلاح ) . وجاء بيان الحركة ، بمناسبة مبايعتها للملك محمد السادس ، يؤكد على الأساس الذي تمت بمقتضاه البيعة كالتالي ( وإن حركة التوحيد والإصلاح ، وهي تجدد تعازيها لخلفه أمير المؤمنين جلالة الملك محمد بن الحسن .. تعلن تأييدها لجلالته وللبيعة التي تمت له ، على أساس العمل بكتاب الله وسنة رسوله (ص) والطاعة في المعروف ، خدمة للمصالح العليا لشعبنا وبلدنا في إطار الإسلام وقيمه وشريعته ، سائلين الله سبحانه وتعالى بهذه المناسبة أن يوفق عاهلنا أميرا للمؤمنين وملكا للبلاد .. وأن تتعزز في عهده الهوية الإسلامية للدولة المغربية والشعب المغربي .. دولة إسلامية تتعزز ، المشروعية العليا فيها للشريعة ) . وإذا كانت حركة التوحيد والإصلاح ظلت وفية للأحكام الفقهية الحنبلية التي ظهرت جلية في موقفها من مشروع خطة إدماج المرأة في التنمية ، وفي طبيعة التعديلات التي قدمتها للجنة الملكية الاستشارية التي عينها الملك للنظر في اقتراحات الفاعلين السياسيين والحقوقيين والجمعويين بخصوص مدونة الأسرة ، فإنها ـ أي الحركة ـ تميزت عن جماعة العدل والإحسان وتنظيمات السلفية الجهادية بقبولها الانخراط في العملية السياسية والمشاركة في الانتخابات المحلية والتشريعية  .
إن تيار الإسلام السياسي ، رغم ما يعرفه من تباينات واختلافات في المواقف من قضايا الدولة والحكم والديمقراطية والتعددية ، فهو يعرف كذلك ديناميكية داخلية وإن لم ترفع بعد من سقف الاجتهادات بما يجعل هذا التيار يقطع نهائيا مع ثقافة الغلو وفقه البداوة كما أصل لهما المذهب الوهابي وأشاعهما ولا يزال ، ويتصدى لقضايا المجتمعات بفقه الواقع ومنطق العصر . وحسبنا في هذا المقال التذكير بأبرز التقاطعات بين التيارين وموقف التيار الجهادي من تيار الإسلام السياسي . 
1 ـ أبرز التقاطعات بين التيارين :
أ ـ على المستوى العقائدي : كلاهما يؤمن بعقيدة الولاء والبراء التي تقتضي ، من جهة ، المودة والنصرة بين "المؤمنين" في كل الأحوال ، ومن جهة ثانية البغض والكراهية ومقاتلة "غير المؤمنين" . وقد يختلف التياران قليلا في تحديد "غير المؤمنين" ، إلا أنهما يتفقان في حشر فئة اليساريين والعلمانيين أيا كانت ديانتهم ضمن "الكفار" الذين تجب البراءة منهم ومقاتلتهم . 
ب ـ على المستوى التشريعي : ينطلق التياران معا من الإعلان عن هدفهم الأسمى وهو إقامة الدولة الإسلامية التي تحتكم إلى شرع الله ، على اعتبار أن الأنظمة السياسية الحاكمة في بلاد المسلمين ليست أنظمة إسلامية بقدر ما هي تجسيد لأنظمة "العض والجبر" . وإذا كانت بعض تنظيمات تيار الإسلام السياسي تتحاشى استعمال مفهوم "النظام الطاغوتي" لوصف الأنظمة الحاكمة ، فإن أغلب تنظيمات التيارين تركز على "الطاغوتية" كحمولة عقائدية تستوجب الخروج على هذه الأنظمة ومحاربتها بكل الوسائل والسبل ، بل إنها تجعل الكفر بهذه الأنظمة ومحاربتها شرط صحة الإيمان . لهذا تلتقي كل مكونات التيارين عند شعار "الحاكمية" بما يعنيه من رفض الاحتكام إلى الشرائع الوضعية والاقتصار على تحكيم الشرع الذي له السيادة المطلقة ، وقد سبق لجماعة الإخوان المسلمين أن حددت موقفها في وثيقة أصدرتها تحت عنوان "موجز عن الشورى" قررت فيها ما يلي: (الناس لا يملكون الحكم إلا بما أنزل الله، وبمقتضى شريعة الإسلام، ومن ثم فالأمة الإسلامية لا تملك أن تفوض من اختارته ليلي أمراً من أمورها إلا فيما قرره الشرع لها ولا يجوز لها أن تفوضه فيما لا تملكه ولا حق لها فيه فإذا ما اختارت والياً لبعض شؤونها فليسوس الأمور على مقتضى أحكام الدين؛ لأن الدين هو الأساس والسلطان حارس). 
وانسجاما مع مطلب "الحاكمية" يرفض التياران الديمقراطية كقيم وثقافة وإن قبلتها بعض مكونات الإسلام السياسي كأداة فقط فسرعان ما يتم الانقلاب عليها حين التمكين . وهذا ما أكده الشيخ عبد الآخر حماد الغنيمي في كتابه "مصطلحات ومفاهيم" بقوله : ( فإذا انتقلنا إلى الجزائر فسنجد أن جبهة الإنقاذ رغم خوضها للانتخابات البرلمانية فإنها كانت رافضة للديمقراطية الغربية وتصريحات الأخ الشيخ علي بلحاج فك الله أسره كانت قوية في رفض الديمقراطية، وفي أنهم إنما دخلوا حلبة العمل السياسي مضطرين وأنهم إن مكن الله لهم فسوف يغيرون الدستور وكل الأوضاع المخالفة لشرع الله ، وقد صدرت له رسالة بعنوان (الدمغة القوية لنسف عقيدة الديمقراطية)) . ومادام الأمر كذلك ، فإن عقيدة "الحاكمية" لا تسمح بتطبيق آلية الديمقراطية التي تسمح بالتناوب على الحكم بين الإسلاميين وخصومهم السياسيين . فالتناوب مرفوض ، كما قال الشيخ الغنيمي ( وأخطر من هذا أن يقال: إن الإسلاميين الذين وصلوا إلى الحكم عليهم أن يتركوه إذا اختار الشعب غيرهم؛ فإن معناه أن الحاكم المسلم الذي مكن الله له أن يحكم البلاد بشرع الله، عليه أن يسلم الأمر لمن يسوسه بشرعة الشيطان. إن القضية هنا ليست قضية أفراد ولكنها قضية منهج فإذا رأت الأمة أن حاكمها قد قصر فيما أوجبه الله عليه وصار لا يصلح للولاية فإنها تعزله وتأتى بغيره ممن يتبعون نفس المنهج الإلهي ولا يصح أن يُترك للناس الخيار في إتباع أي منهج يشاءون) . والمثير للاستغراب أن تظل فكرة عزل الحاكم خارج قواعد الديمقراطية قائمة بين التنظيمات الإسلامية والجهادية رغم الويلات والفتن الكبرى التي جرتها على الأمة منذ العهود الأولى للدولة الإسلامية . فضلا عن هذا فإن التيارين يرفضان الإقرار بحقوق الإنسان في مجال الاعتقاد والتفكير ، بمبرر أنها تناهض الشرع الذي يحكم على المرتد بالقتل . ويترتب عن هذا بالضرورة رفض مبدأي التعددية الحزبية والمساواة في المواطنة . بخصوص الحيثيات التي يستند إليها الرافضون أجملها الشيخ الغنيمي كالتالي (وإذا كانت حرية تكوين الأحزاب مكفولة في ظل النظام الديمقراطي فإن السؤال الذي نوجهه للمنادين بالديمقراطية من الإسلاميين هو: هل توافقون على تشكيل حزب ماركسي أو علماني في الدولة الإسلامية الديمقراطية التي تنشدونها؟ وقد كنت أظن الإجابة عن هذا السؤال سهلة ومحددة حيث لا مفر أمام الإسلاميين من القول بأن الإسلام لا يجيز تكوين حزب من هذا القبيل؛ إذ كيف يسمح في مجتمع مسلم أن يقوم حزب يطالب بالردة عن دين الله؟ وأرجو أن لا يستغرب البعض قولي هذا فإن هذا الذي يدعو إليه الماركسيون والعلمانيون ما هو إلا ردة عن شرع الله إذ قد بينا من قبل أن من دعا إلى نبذ شريعة الله وتحكيم أهواء البشر فقد دعا إلى الكفر ومن دعا مسلماً إلى كفر فقد دعاه إلى الردة عن دينه ... والواجب في دولة المسلمين أن يناقش هؤلاء الذين يفعلون كفرا أو يقولون كفرا وأن يبين لهم الأمر فإن أصروا بعد الحجة والبيان فحكم المرتد معروف: (من بدل دينه فاقتلوه) ) . فحتى جماعة الإخوان المسلمين التي قبلت المشاركة في الانتخابات ، تنص أدبياتها على منع التعددية الحزبية إذا ما استقلت بالحكم كما يؤكد الشيخ الغنيمي (وها هو الأستاذ مصطفى مشهور المرشد العام للإخوان المسلمين يقول في الندوة التي نشرها الأستاذ هويدي حول التعددية: ((الأمر يحتاج إلى التفرقة بين مرحلة الدعوة حيث هناك أوضاع مفروضة ولا خيار للإسلاميين فيها، وبين نموذج الدولة التي يتصورها الإسلاميون، وأنا لا أرى محلاً في الواقع الإسلامي لفتح الأبواب أمام المخالفين للإسلام للدعوة إلى مبادئهم سواء كان هؤلاء من العلمانيين أو الشيوعيين...)) أما ما يتعلق بالمساواة في المواطنة فإن رفضه يستند ـ في اعتقاد الرافضين ـ إلى كون الإسلام لا يقر به على إطلاقيته . إذ يتوجب التمييز والتفاضل بين المسلمين وبين أهل الذمة من المواطنين الذين يعتنقون ديانة توحيدية أخرى . فهؤلاء لا حق لهم في الولاية على المسلمين ، أيا كانت درجة هذه الولاية . 

الشيخ كبر وعاش جانا من لندن فلاش


داداش الشيخ كبر وعاش جانا من لندن فلاش ركب علي ثورة معملهاش واليوم 

يترقي باش عميل

وأحنا فين ?

وماذا يريد الإخوان ...؟

وماذا يريد الإخوان ...؟
           قد عرف الإخوان المسلمين كيف يخطفون جل ثمار ثورة 25 يناير 2011 لأنفسهم وحلفائهم من تيار الإسلام السياسي. فمن خلال صناديق اقتراع هي الأكثر نزاهة وشفافية وتعددية منذ 1952، إذا لم يكن طوال التاريخ المصري الحديث، عرفت أحزاب وجماعات وحركات الإسلام السياسي بقيادة الإخوان المسلمين كيف تستحوذ على البرلمان بغرفتيه، ثم على الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، ثم في النهاية على رأس السلطة التنفيذية، رئاسة الجمهورية. باستثناء الجيش و الأمن والقضاء والإعلام، كادت الدولة المصرية العلمانية الحديثة منذ انطلاقتها قبل نحو 200 عام تخر ساجدة وتهب نفسها بالكامل، وفي مدة زمنية لا تتجاوز ’طرفة العين‘ بالمقياس التاريخي، إلى ألد أعدائها- الإسلاميين. 

بالنظر إلى أهمية هذه المؤسساتعلى وجه التحديد لبقاء الدولة العلمانية، والحرب الشرسة التي أطلقها ضدها الإسلاميون بقيادة الإخوان لاستعصائها على سيطرتهم، انتفض المصريون المتمسكون بالدولة الحديثة في 30 يونيو 2013 ليطيحوا بالإخوان والإسلام السياسي من السلطة بالقوة- سواء قوة الثورة الشعبية أو القوات المسلحة. لو كانت جماعة الإخوان المسلمين قد نجحت في السيطرة على الجيش و الأمن والقضاء والإعلام- كما سيطرت مدعومة من أصدقائها في تحالف الإسلام السياسي على البرلمان والرئاسة والدستور- ما كانت أطاحت بهم ثورة 30 يونيو، وربما ما قامت من الأصل. 
الآن يعرف الإخوان، والإسلاميون عموماً، أن طريق الاستيلاء على السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية سهل ومضمون في جميع الأحوال طالما وجدت الصناديق الشفافة، لأنه يمر عبر تجميع أكثرية أصوات ناخبين معظمهم فقراء وأميين ومتأثرين بالدين. هؤلاء، عبر استغلال فقرهم وأميتهم وتدينهم، يمكن حشدهم وتعبئة أصواتهم بسهولة في صناديق الاقتراع كلما جرت انتخابات. المشكلة تبقى في الجيش و الأمن والقضاء والإعلام، التي هي بالأساس مؤسسات علمانية صريحة غير مفتوحة للتيار الديني عموماً أو للاقتراع الشعبي أو تأثير الأميين والعامة، رغم استفادة الجميع منها وخدمتهم فيها. 
أثناء وجودهم في السلطة، حاولت جماعة الإخوان المسلمين بكل السبل أن تخترق الجيش و الأمن والقضاء والإعلام عبر إقالة أو محاولة إقالة الأعداء الصرحاء واستبدالهم بحلفاء متعاونين أو حتى بأعضاء الجماعة أنفسهم. في النهاية فشلت محاولات الاختراق وفرض السيطرة والطاعة للإخوان من الداخل. الآن، وهم داخل السجون ومطاردين في الشوارع وموصومين بالإرهاب، يعرف الإخوان والإسلاميين عموماً أن السبب الرئيسي وراء كل هذه المحن لا يتعدى أربعة "أبالسة"- الجيش و الأمن والقضاء والإعلام. من ثم ليس صعباً على أحد أن يستنتج أنهم و بكل السبل و لن شفي غليلهم أو يهدؤوا أو يستريح لهم بال قبل الانتصار على شيطانهم الأعظم- الجيش و الأمن والقضاء والإعلام- .

الإخوان و المخابرات الغربية

 الإخوان المسلمون، والمخابرات الغربية




الإخوان المسلمون، أو بالأصح الإخوان المجرمون، تنظيم راديكالي، انتهازي، فاشي، بُنيّ على الأسس النازية ومن قبلها تنظيم الماسونية السري الذي بدأه عمال البناء بإنكلترا masons ولكن بسرعة فائقة تسلط عليه كبار رجالات الأعمال والتجار والقضاة، وما زال حتى وقتنا الحالي تنظيماً ذكورياً تحيط به السرية التامة ويُمنع النساء من الاشتراك به. ويقول بعض العالمين ببداية نشأة جماعة الإخوان المسلمين إن حسن البنا، الرجل الذي أنشأ الجماعة، كان اسم عائلته "الساعاتي"، ولأنه كان مغرماً بتنظيم الماسونية الذي أنشأه الإنكليز في مصر وانضم إليه كبار رجالات الدين من أمثال جمال الدين الأفغاني، كما يقول خدوري في كتابه Elie Kedourie, Afghani and Abduh, London, Portland, OR. 1997, p 20، فقد غيّر حسن البنا اسمه من "الساعاتي" إلى "البنا" ولعاً بالماسونية التي أنشأها عمال البناء
كان، وما زال، هدف جماعة الإخوان المسلمين هو السيطرة على كراسي الحكم تحت وهم إرجاع الخلافة التي أبطلها كمال أتاتورك عام 1924. حسن البنا وسيد قطب وغيرهم كانوا يعلمون أن المسلمين متفرعون إلى عدة مذاهب وجماعات لا يمكن جمعها تحت حكم خليفة واحد في بلد بعينها، سواءً كانت تلك البلد مصر أو تركيا. ولكنهم خدعوا العامة باستعمال إرجاع الخلافة كواجهة لطموحاتهم السياسية التي أحاطوها بالسرية الماسونية. وللوصول إلى تلك الأهداف نام تنظيم الإخوان على نفس السرير مع الشيطان، ورقصوا مع المخابرات الغربية والأنظمة الشمولية العربية والأسيوية.
ظل الإخوان المسلمون والإسلام عامةً يدورون في محيطهم الإقليمي حتى بداية الحرب العالمية الثانية، عندما قرر هتلر في عام 1942 فتح جبهة ضد الاتحاد السوفيتي. ولأن مناطق القوقاز كانت تحت الحكم السوفيتي، وكان أغلب سكانها مسلمين، ولأن جنوب القوقاز كانت به حقول نفط غنية، أراد الألمان ضرب عصفورين بحجرٍ واحد، فأشاعوا أنهم سوف يحررون القوقاز من الاتحاد السوفيتي ويتركون للشعب حق تقرير المصير، وفي نفس الوقت يستفيدون من حقول النفط في مجهودهم الحربي ضد الاتحاد السوفيتي. وقد انخدع الشباب المسلمون من التتار وتركمستان وكازخستان وغيرهم بهذه الدعاية النازية وهرب جزء كبير منهم من الجيش السوفياتي إلى الخطوط الألمانية، فجنّدهم الألمان في الجيش النازي، ووصل عدد البلاتون المسلم في الجيش النازي إلى حوالي 250000، كما يقول السيد إيان جونسون، من كندا، في كتابه
A Mosque in Munich, Boston, New York, 2010, p 10
قرر الألمان وقتها الاستفادة القصوى من الإسلام كسلاح في الحرب الدائرة وقتها، ثم في الحرب الباردة التي تبعتها. استفادوا من الإسلام في الحرب الدائرة وقتها ببث الدعاية في مناطق القوقاز لتشجيع الشباب المسلم على الهروب من الاتحاد السوفيتي والانضمام إلى الجيش النازي. وأوكلوا هذه المهمة إلى رجل أكاديمي معروف وقتها اسمه جيرهارد فون مندى
Gerhard Von Mende الذي درس في جامعة برلين التي كانت وقتها مركز الثقل في الدراسات الروسية، وكان يتحدث الروسية بطلاقة. أصبح فون مندى الأب الروحي للشباب المسلم في الجيش النازي. وقرر مكافأة الشباب المسلم ببناء مسجد لهم في ميونخ
وجد الإخوان المسلمون فرصتهم للتعاون مع هتلر لقتل اليهود والسيطرة على المسلمين المهاجرين من الاتحاد السوفيتي، فأرسلوا الشيخ محمد أمين الحسيني، مفتي القدس إلى ألمانيا لمقابلة هتلر وكبار قادته ومساعدتهم في تجنيد الشباب المسلم من دول البلقان (ألبانيا، كوسوفو، والهرسك) واستقر في ألمانيا لمدة ثلاث سنوات اختلط فيها بكل أطياف المخابرات النازية. بعد الحرب اعتقل الفرنسيون أمين الحسيني كمجرم حرب ولكن الإنكليز أقنعوهم بإطلاق سراحه وإرجاعه إلى مصر خوفاً من إثارة النعرة الدينية في بلاد المسلمين. ووقتها كانت القاهرة قد أصبحت معقلاً للنازيين الهاربين من العدالة والذين احتموا بجماعة الإخوان المسلمين، مثل رجل الدعاية النازي يوهان فون لير
Johann von Leer الذي غير اسمه إلى أمين لاهارس وكان في اتصال دائم مع أمين الحسيني والبنا.
وللاستفادة القصوى من الإسلام في الحرب الباردة قرر الألمان إنشاء محطة إذاعة تبث لشباب الاتحاد السوفيتي من دول القوقاز دعاية ضد الاتحاد السوفيتي ومحاربته الإسلام. وبالطبع فطنت المخابرات الأمريكية لذلك وقرروا إنشاء راديو في ميونخ لبث الدعاية ضد الاتحاد السوفيتي، وسموا محطة الإذاعة
Amcomlib ودخل الامريكان في تنافس مع الألمان في تشغيل المسلمين المتعلمين والكارهين للاتحاد السوفيتي لبث الدعاية ضده. كانت إمكانات أمريكا المالية أكبر من الإمكانات الألمانية، وصرفت السي آي اى CIA ببذخ على تلك المحطة الإذاعية وجندوا أفضل المسلمين المؤهلين لاستعمال الإسلام كسلاح ضد الاتحاد السوفيتي.
انتهز الإخوان المجرمون هذه الفرصة وبعثوا بسعيد رمضان إلى أمريكا ضمن وفد إسلامي لمقابلة الرئيس أيزنهاور. قابل الوفد أيزنهاور يوم 23 سبتمبر 1953 ولخص سكرتير البيت الابيض إدوارد ليللي
Edward Lilly هذا الاجتماع تحت عنوان "العامل الديني" The Religious Factor. وكان أهم بنود الاجتماع هو العمل على مساندة الأطراف الإسلامية التي تعمل لتحديث الإسلام، واهم تلك الجماعات هم الإخوان المسلمون.
في عام 1954 قامت جماعة الإخوان المجرمين بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر، وعندما فشلت المحاولة هرب قادة الجماعة إلى السعودية والشام، وهرب سعيد رمضان إلى الأردن ومنحه الملك، ربما تحت الضغط الأمريكي، جوازاً دبلوماسياً سهّل له السفر إلى أوربا وأمريكا.
في ديسمبر 1958 اجتمع المسلمون العاملون في راديو
Amcomlib والمسلمون من القوقاز لاختيار لجنة تقوم بإنشاء المسجد في ميونخ. كانت الغالبية من الأعضاء مع اختيار نور الدين نمانجاني الذي رشحه الأكاديمي الألماني von Mende ولكن بدون أي مقدمات ظهر سعيد رمضان في سيارة كاديلاك أهدتها له السعودية، وبهر الطلاب والجنود المسلمين بحديثه عن اتصالاته العديدة مع الملوك والرؤساء واستطاعته أن يجمع التبرعات للمسجد، وتبرع شخصياً بألف مارك ألماني، فاختاروه رئيساً فخرياً للجنة المسجد.
في ولاية أيزنهاور الثانية، وتحديداً في العام 1957، كوّن الرئيس لجنةً من وزارة الخارجية، والسي آي اى والوكالة الأمريكية للمعلومات. وكانت مهمة هذه اللجنة درس ما يمكن أن تقوم به المنظمات الحكومية والخاصة بشأن الاستفادة من الإسلام كسلاح ضد الشيوعية. وأوصت اللجنة بإبعاد رجال الدين العاديين واحتضان جماعة الإخوان المسلمين
Ian Johnson, A Mosque in Munich, p 126
في ألمانيا استعمل بوب دريهار
Bob Dreher المسؤول عن راديو Amcomlib الذي يشرف ويصرف عليه السي آي اى، كل ما في وسعه لمساعدة سعيد رمضان، ممثل الإخوان المسلمين، للسيطرة على مسرح الاحداث في ألمانيا. ونتيجةً لهذا التصرف نشرت المخابرات الألمانية تقريراً يقول إن الأمريكان أعطوا سعيد رمضان جوازاً دبلوماسياً أردنياً ليمكنه من الهروب إلى أوربا. ونشرت المخابرات السويسرية تقريراً يقول إن سعيد رمضان عميل للسي آي اى (نفس المصدر ص 131). كان للمخابرات الأمريكية في ميونخ واجهة أخرى تُدعى "معهد دراسات الاتحاد السوفيتي" وكان هذا المعهد يصدر مجلة اسمها Arabic Review. اتصل سعيد رمضان بهذا المعهد وطلب منهم إرسال أكبر عدد ممكن من هذه المجلة إلى القدس حتى يستطيع هو إرسالها إلى الدول العربية لمحاربة الشيوعية ولخدمة المخابرات الأمريكية.
بعد هروب الإخوان المسلمين من مصر استقر سعيد رمضان في الخرطوم بجوازه الدبلوماسي الأردني، ولكنه قرر في عام 1959 الرحيل مع عائلته إلى سويسرا. وفي عام 1960 أخبر لجنة بناء مسجد ميونخ أنه ذاهب إلى اداء فريضة الحج وسوف يحضر معه المبلغ المطلوب لبناء المسجد، وكانت التقديرات الأولية حينئذ حوالي 1.2 مليون مارك ألماني. في هذا العام اجتمع قادة الإخوان المسلمين الهاربين من مصر في المدينة بعد اداء فريضة الحج، للاتفاق على الخطوات المتاحة لهم للاستفادة من الغرب.
في نفس الوقت ظهرت في ميونخ مجموعة من الرجال تحت اسم "جماعة الإسلام" التي كان يقودها أمريكي أسلم وانتحل اسم أحمد كمال، وكان يموله السي آي اى كذلك لتقوية سعيد رمضان في وجه المخابرات الألمانية وجنودها من القوقاز. وكي ترفع المخابرات الأمريكية من قدر سعيد رمضان فقد مولته ليدعو إلى مؤتمر أوربي إسلامي في ألمانيا.
ببداية عام 1960 كان المسجد في ميونخ قد اكتمل، وانتخبت اللجنة سعيد رمضان رئيساً للمسجد مما أزعج الألمان لأن من يتحكم في المسجد يتحكم في مسلمي القوقاز ومحاربة الشيوعية. وبافتتاح المسجد أصبحت ألمانيا مركز التنافس بين رجالات الاستخبارات الغربية، خاصة بعد وصول عصام العطار، المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين السورية إلى ألمانيا لاجئاً. وأخيراً قرر سعيد رمضان الانتقال إلى جنيفا لإنشاء المركز الإسلامي الذي مولته رابطة العالم الإسلامي والملك خالد بن سعود. وأصبح المسجد في ميونخ تحت تصرف يوسف ندا من مصر وفيصل يزداني من باكستان. وفيما بعد احترق المسجد وأُلقى القبض على الإمام بتهمة تمويل القاعدة.
أما في مصر نفسها فقد قام حسن الهضيبي، مرشد الإخوان المسلمين في أيام جمال عبد الناصر بالاجتماعات المتكررة مع السفير الأمريكي بالقاهرة للاتفاق على كيفية تقويض عبد الناصر وتعاونه مع الاتحاد السوفيتي لمنع الشيوعية من الانتشار في الشرق الأوسط، وما هو المقابل الذي يمكن أن يتوقعه الإخوان من الأمريكان. وكي يتفادى الأمريكان والإخوان الإحراج الذي يمكن أن ينتج من الكشف عن أشرطة المحادثات التي دارت بينهم طوال السنين، فقد أعلنت السي آي اى أنها قد أتلفت جميع اشرطتها التي تخص الإخوان المسلمين. وقد تعاون الإخوان المسلمون مع المخابرات الأمريكية إبان غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان، وأمدت المخابرات الأمريكية عبد الله عزام وأسامة بن لادن بالأموال والأسلحة لهزيمة الاتحاد السوفيتي. وبعد أن تحقق لهم النصر وتكونت القاعدة، قتلت المخابرات الأمريكية الرجلين.
أوضح مثال لتعاون الإخوان المسلمين مع المخابرات الغربية نجده في حكومة الإخوان المسلمين في السودان. في البدء فتحت حكومة الإنقاذ ابواب السودان لكل معتوه يدعّي أنه مجاهد في سبيل الإسلام من أمثال كارلوس الثعلب
Carlos the Jackal والغنوشي وأسامة بن لادن والظواهري والشيخ الضرير محمد عبد الرحمن زعيم الجماعة الإسلامية والمسجون الآن في أمريكا بعد إدانته بتفجير مركز التجارة العالمي في واشنطن في التسعينات من القرن المنصرم. ثم تعاون الإخوان مع المخابرات الفرنسية وسلموهم كارلوس بعد أن حقنوه بمادة مخدرة في أحد المنازل بالخرطوم. وأرسلت السي آي اى طائرة خاصة من واشنطن لتقل رئيس المخابرات السودانية عبد الله "قوش" من الخرطوم إلى واشنطن حاملاً معه كراسات عديدة من المخابرات عن كل أجنبي جهادي زار الخرطوم منذ تولي الإنقاذ دفة الحكم في ليل بهيم عام 1989. وقد اعتقلت المخابرات الأمريكية أو قتلت أغلب الذين احتوت أسماءهم ملفات عبد الله "قوش" من الإسلاميين
يكون واهماً من يظن أن الإخوان المسلمين سوف يظهرون للعالم على حقيقتهم بعد أن انكشف أمر تعاونهم مع المخابرات الغربية. في نفس الوقت الذي كانوا يتعاونون فيه مع المخابرات الأمريكية والبريطانية، كانوا يجمعون الأموال من دول الخليج لافتتاح شركات ومنظمات تعمل كواجهة لهم في أمريكا وإنكلترا وغيرها. من هذه المنظمات تشتهر منظمة
CAIR الأمريكية Council for American Islamic Relations و منظمة ISNA أي Islamic Society of North America التي أقامتها حركة حماس الفلسطينية لتجمع لها التبرعات، والتي كانت رئيستها الأخيرة السيدة داليا مجاهد التي عينها الرئيس الأمريكي المسلم قلباً وقالباً، باراك أوباما مستشارته الخاصة في الشؤون الإسلامية، كما عيّن السيد محمد الإبياري الأخ المسلم المصري، مستشاراً في لجنة The Homeland Security التي تشرف على الأمن الأمريكي الداخلي. وقد أتاح أوباما الفرصة للإخوان ليقوضوا أمريكا كما قوضوا السودان وكادوا أن يقوضوا مصر.

هل الاخوان المسلمين.. مسلمين؟

هل الاخوان المسلمين.. مسلمين؟

صورة لاحد لفتات جماعة الاخوان المسلمين

هل الاخوان المسلمين.. مسلمين؟

6/22/2012 2:45:00 PM
بقلم - محمد سليمان: 
نعم.. أنا أكره كل من يتلاعب بالدين ويستخدمه لتحقيق غاية خاصة، ويفسره حسب الظروف والمطامع، ولا.. أنا مسلم، ولا أنتمي لفلول النظام السابق، ولم أعطي صوتي لشفيق، وأعتقد أن كل ما قيل فى كتاب الله وسنة رسوله يجب أن يحكم بهم فى أرضه.. الآن وبعد أن أنتهينا من الرد على قائمة الاتهامات التي قد تطرأ فى ذهنك فور رؤية العنوان.. دعنا نبدأ فى الحديث.
بداية أنا لا أشكك فى تدين شخص أو مجموعة من الأشخاص.. فهذا عمل به من الدونية والصفاقة ما يمنعني من مجرد التفكير فيه، وإنما التساؤل هنا يدور حول صحة ارتباط كلمة المسلمين بالجماعة التي أنشئها الراحل حسن البنا منذ أكثر من 80 عاماً.
فحسن البنا الذي أنشأ جماعته الدعوية فى الاسماعيلية فى 1929، اختار لها هذا الأسم، تمهيداً لبدء نشاط دعوي ديني فى المساجد والقري الصغيرة، ولكن ومع قرار البنا دخو الجماعة اللعبة السياسية، ''حتي يغيروا بأيديهم ما يرونه خاطئ ولا يمكن تغييره الإ بالمشاركة وتولي زمام الأمور''.. هل لايزال الأسم ينطبق علي الجماعة السياسية؟
الواقع أن قرار حسن البنا منذ 80 عاماً، حول دخول الجماعة ملعب السياسة لم يكن قراراً خاطئا علي العكس كان منطقياً، بما أنك تحاول التغيير فى أذهان وعقول وقلوب، ليفسد الساسة ما فعلته بأفعال وقرارات عكسية، فعليك أن تخرج لتصلح بنفسك وبيديك ما أفسدوه، ولكن من قال أن الاخوان أصلحوا أو حتي غيروا فى قواعد اللعبة؟.
الاخوان ومنذ بدءوا السياسة وحتي الآن لم يضيفوا لها البعد الديني المطلوب والمفروض، بل مارسوا السياسة كما هي وكما يمارسها غيروهم، بكل ما فيها من خداع وكذب وتضليل ونفاق وتدليس.
يعلن الاخوان أنهم سيتطبقون الشريعة إذا تولوا الحكم، ولكنهم لا يطبقونها الآن، يكذبون ويخدعون ويراوغون ويتلونون، ثم يعلنون أن هذه هي ألاعيب السياسة ولا شأن للدين بها،  فتهز رأسك فاهماً وتبدأ فى الحديث بشكل سياسي بحت، لتفجأ بعد قليل بهم وهم ممتعضون من قولك لانه يخالف فهماً للإسلام، فتعلن تراجعك وتبدأ فى التوضيح أن الاسلام كذلك يرفض الكذب ومخالفة الوعود، فتجد الرد ثانية، ولكن هذه السياسية يا صديقي''، فلا تعلم هل أنت مع جماعة سياسية أم دينية أم أنها تعلن تدينها فيما يخدم مصالحها ثم تتحول لسياسية صرفة إذا أضطرت لمخالفة تعاليم دينية واضحة.
أليس من فضائل الدين الاسلامى، الأمانة والصراحة والاهتمام بخير الجميع عن المصالح الفردية، هل تستيطع أن تقف وتعلن بكل وضوح ان الاخوان المسلمين - كجماعة سياسية - تمارس هذه الفضائل أو تضعها حتي فى حسابتها؟.
ألم يقل لنا الحديث الشريف: '' آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان''، ألم يعلن الاخوان عقب الثورة وأثناء ''فترة العسل'' مع المجلس العسكري أن الأخير هو من حمي الثورة، وأن المليونيات تضر بالاقتصاد وعلينا أن نلتزم الهدوء حتي يعود الاستقرار والاقتصاد، ثم أعلنوا عقب إنتهاء الود وظهور الخلافات، أن العسكري خان الثورة خروجوا فى تظاهرات وسط مانشيتات عريضة على صدر صفحات حزبهم السياسي بــ ''أن المليونيات تنعش الاقتصاد''؟
ألم يطلق الاخوان وعداً بانهم لن يترشحوا على أغلبية بإنتخابات مجلسي الشعب والشوري، ليستحذوا بعدها وحدهم على نحو 50% من مقاعد المجلس؟، ألم يتعهدوا بعد فوزهم بإنتخابات البرلمان بأنهم لن يرشحوا رئيساً، ليتقدموا بعد ذلك بأثنين من المرشحين (أساسي وإحتياطي)؟.
ألم يدعوا لمليونية مع عدد من القوي السياسية، وبعد أن يتجمع الالاف فى التحرير، يعلن الاخوان مغادرة الميدان فى المساء، ليأتي الصباح ويقوم الجيش بالهجوم لفض تظاهرة عدد من المعتصمين، ليسقط عدد من القتلي والجرحي، دون أن تعود الجماعة لنجدة من كانوا بالأمس رفقاء فى نفس الساحة؟.
نعم.. لمعظم هذه الوقائع أسباب ومبررات - وبعضها وجيه للغاية ومقنع كذلك على المستوي السياسي ومفهوم الكر والفر والتفاوض وفن الممكن -، ولكن إذا ماذا أضاف الاخوان للعبة القذرة أذن؟.
السياسية لعبة سيئة بها مفاوضات وعودة فى الأراء والمواقف وكذب وغش وخداع للخصوم، أليس هذا ما رفضه البنا منذ 80 عاماً وخرج ليغيره بيده هو وجماعته، ليجعل الدين يضيف إلى تلك اللعبة الوجه النظيف الحسن الذي أتي الاسلام ليضيفه على كل شئ فى الوجود، إذن أين هو بعد كل هذه السنين؟، لماذا لا نشعر بأي تغيير فى المواقف والأفعال تشيرإلى أن هذه الجماعة تستحق إلصاق الاسلام بها؟

samedi 18 janvier 2014

صحّة اللّحية سلسلة المرادي


ثورة التحرير الوطني التونسية المسلحة (18 جانفي)


بدأت المقاومة التونسية المسلحة ضد الفرنسيين بعمليات فدائية جريئة في جنوب تونس في 18 يناير
1952 
يقول المراقبون أن تونس كانت خلال الحرب العالمية الثانية مسرحاً للعمليات العسكرية بين دولتي المحور (ألمانيا وإيطاليا) من جهة ودول الحلفاء (بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا الحرة من جهة أخرى). 

فقد دخلتها جيوش الحلفاء في 8 ـ 5 ـ 1943 ، وأقدمت على خلع الباي محمد المنصف ونفيه من البلاد وشنت حملة واسعة من القتل والتنكيل بالمواطنين التونسيين ، وفرضت الأحكام العرفية والعسكرية على البلاد ، متهمة الباي والحركة الوطنية بالتعاون مع قوات المحور. 

وعينت الحكومة الفرنسية محمد الأمين باياً على تونس ، مما أثار غضب التونسيين الذين أعلنوا الاضراب العام ونظموا المظاهرات سنة ,1947 واندلعت المقاومة الوطنية التونسية في تموز 1948 مطالبة بإلغاء نظام الحماية الفرنسية على البلاد. 

وفشلت المساعي الدبلوماسية السلمية بين سنتي و1949 1952 في التوصل إلى تسوية بين قيادة الحركة الوطنية التونسية والحكومة الفرنسية. وعقدت الحركة الوطنية مؤتمراً سرياً في 18 ـ 1 ـ 1952 قررت فيه سقوط الحماية، واعتبار المعمرين الفرنسيين جالية أجنبية. وفي اليوم نفسه اعتقلت السلطات الفرنسية عدداً من قادة الحزب الدستوري الجديد وفي مقدمتهم الحبيب بورقيبة والمنجى سليم والهادي شاكر. 

وبدأت المقاومة التونسية المسلحة ضد الفرنسيين بعمليات فدائية جريئة في جنوب تونس وفي منطقة قابس خاصة. وتعرضت ثكنات الجيش الفرنسي في أبي لبابة قرب قابس ، والقوافل العسكرية الفرنسية على طريق سوسة ، وفي بلدة العوينات. وردت السلطات الفرنسية على نشاط حركة المقاومة الوطنية بتكوين عصابة إجرامية من المعمرين الفرنسيين باسم "اليد الحمراء" ، لملاحقة الوطنيين واغتيال قياداتهم تحت حماية الشرطة والجيش الفرنسيين. وقامت حركة المقاومة الوطنية بنسف مقر هذه العصابة في العاصمة التونسية ، وتدمير ثكنة للجيش الفرنسي في صفاقس ونسف محطة الكهرباء في المدينة نفسها. وهاجمت قوات المقاومة قطاراً يحمل الجنود الفرنسيين من مدينة قفصة الى مدينة الملتوي ، وقطاراً آخر اجتاز الحدود بين تونس والجزائر. 

اغتالت عصابة اليد الحمراء الفرنسية فرحات حشاد ، السكرتير العام للاتحاد العام التونسي للشغل ، في 5 ـ 12 ـ 1952 ، مما زاد في زخم المقاومة المسلحة واشتعال الثورة. 

وأعلن الاتحاد العام التونسي للشغل الاضراب العام في البلاد. وتضاعفت هجمات المقاومين على الأهداف الفرنسية ، وأحرقوا ثماني ثكنات عسكرية فرنسية في شمال البلاد وثلاث ثكنات في جنوبها ، ودمروا اثنتي عشرة سيارة. واندلعت المظاهرات والمجابهة مع القوات الفرنسية في تونس العاصمة وصفاقس وقفصة استشهد فيها (63) تونسياً وجرح (237) منهم. 

واشترك في الصدامات التي جرت في المدن التونسية الرئيسية مثل العاصمة وبنزرت والحمامات والقيروان وسوسة وصفاقس العمال والطلبة والنساء. وقام طلبة جامع الزيتونة بدور مهم في هذه الحركة. إذ كان جامع الزيتونة ملتقى للتجمعات الشعبية الكبيرة ، ومنطلقاً للمظاهرات التي كانت تنتهي بالصدام الدموي مع القوات الاستعمارية. وتطورت هذه الصدامات الدامية الى العمل الفدائي المنظم في مجموعات مسلحة صغيرة العدد. وكانت البداية في مدينة بنزرت. وتوسعت حركة المقاومة التي اتبعت اسلوب حرب العصابات ، بقطع أسلاك الهاتف ، والهجوم على الثكنات العسكرية وعلى القوافل العسكرية ، وتدمير السكك الحديدية والجسور والطرق ، ونصب الكمائن لدوريات الحرس والجيش الفرنسي. 

بدأ العمل المقاوم المسلح بجمع السلاح وتجنيد الرجال المدربين على حمل السلاح من أمثال: الطاهر الأسود وبلقاسم البازمي ، وسعد بعر ، وعلي بوالشنب المرزوقي ، وأحمد الأزرق ، ومصباح الجربوع ، والساسي البويحي ، وعمار بني. وبلغ عدد هؤلاء المقاتلين في سنة 1954 نحو ثلاثة آلاف مقاتل. كان الجنوب التونسي مركز قيادتهم ومسرح نشاطهم. أما عدد القوات الفرنسية التي تجمعت في تونس لمجابهة هؤلاء المقاومين فقد تجاوز مئة ألف مقاتل من مختلف الأسلحة من مشاة ودروع ومدفعية وسلاح جو. 

وقد سبقت حركة المقاومة المسلحة التونسية الثورة الجزائرية التي اندلعت صباح الأول من تشرين الثاني 1954 ، وكانت حافزاً قوياً لانطلاقها ، بعد النجاح الذي حققته والاضطرابات الذي أحدثته في صفوف القيادة السياسية الفرنسية. 


واستمرت المقاومة المسلحة طوال سنة 1953 ورافقها حملات عسكرية فرنسية نكلت بالتونسيين واعتقلت الآلاف منهم. واعتدت على ممتلكاتهم واختطفت عصابة اليد الحمراء المناضل الهادي شاكر واغتالته رمياً بالرصاص في 13 ـ 9 ـ ,1953 واستخدم المقاومون التونسيون الأسلحة الحديثة سنة 1954 ، وتمكنوا من قتل الكولونيل دولابايون في تلك السنة ، وبلغ عدد القتلى من الفرنسيين في الأشهر الأربعة من نيسان الى نهاية تموز 1954 (155) قتيلاً و (74) تونسياً من المتعاونين مع فرنسا وجرح (97) منهم. 

وفي 31 ـ 7 ـ 1954 زار منديس - فرانس Mendes France رئيس الحكومة الفرنسية ، تونس وعرض على قيادة الحزب الدستوري الجديد الحكم الذاتي ، فقبلت بهذا العرض. وتألفت وزارة في تونس برئاسة الطاهر بن عمار اشترك فيها ثلاثة من قادة الحزب الدستوري. ووجه المقيم العام الفرنسي في تونس دولاتور de la Tour نداء الى المقاومين لإلقاء السلاح وتسليمه للسلطات الفرنسية ، غير أن المقاومين لم يستجيبوا لهذا النداء ، واستمر القتال بعد تشكيل الحكومة التونسية الجديدة. 

ونشأ خلاف بين رئيس الحزب الدستوري الحبيب بورقيبة والأمين العام للحزب صالح بن يوسف حول تسليم الأسلحة قبل بدء المفاوضات التونسية - الفرنسية حول مستقبل البلاد. 


فبينما طالب بورقيبة بتسليم السلاح والتخلي عن الكفاح المسلح ، رفض ابن يوسف تسليم السلاح قبل معرفة مصير تونس بعد هذه المفاوضات. وأسفرت المفاوضات بين الحكومة التونسية وفرنسا عن إبرام اتفاقية الاستقلال الذاتي في 3 ـ 6 ـ ,1955 لم يطل الاستقلال الذاتي إذ أبرمت اتفاقية استقلال تونس في 20 ـ 3 ـ 1956 ، التي لم ترغب في الانضمام إلى جامعة الدول العربية الا في سنة 1958 ، بسبب موقف بورقيبة من جمال عبد الناصر الذي أيد خصمه صالح بن يوسف. 










 
تعليقك على الموضوع :
 
الأسم * 
البريد الألكترونى 
عنوان التعليق *حد أقصى 100 حرف
التعليق *  
عدد الحروف المتبقية :