وماذا يريد الإخوان ...؟
عبد المجيد إسماعيل الشهاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4338 - 2014 / 1 / 18 - 18:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
الحوار المتمدن-العدد: 4338 - 2014 / 1 / 18 - 18:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
قد عرف الإخوان المسلمين كيف يخطفون جل ثمار ثورة 25 يناير 2011 لأنفسهم وحلفائهم من تيار الإسلام السياسي. فمن خلال صناديق اقتراع هي الأكثر نزاهة وشفافية وتعددية منذ 1952، إذا لم يكن طوال التاريخ المصري الحديث، عرفت أحزاب وجماعات وحركات الإسلام السياسي بقيادة الإخوان المسلمين كيف تستحوذ على البرلمان بغرفتيه، ثم على الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، ثم في النهاية على رأس السلطة التنفيذية، رئاسة الجمهورية. باستثناء الجيش و الأمن والقضاء والإعلام، كادت الدولة المصرية العلمانية الحديثة منذ انطلاقتها قبل نحو 200 عام تخر ساجدة وتهب نفسها بالكامل، وفي مدة زمنية لا تتجاوز ’طرفة العين‘ بالمقياس التاريخي، إلى ألد أعدائها- الإسلاميين.
بالنظر إلى أهمية هذه المؤسساتعلى وجه التحديد لبقاء الدولة العلمانية، والحرب الشرسة التي أطلقها ضدها الإسلاميون بقيادة الإخوان لاستعصائها على سيطرتهم، انتفض المصريون المتمسكون بالدولة الحديثة في 30 يونيو 2013 ليطيحوا بالإخوان والإسلام السياسي من السلطة بالقوة- سواء قوة الثورة الشعبية أو القوات المسلحة. لو كانت جماعة الإخوان المسلمين قد نجحت في السيطرة على الجيش و الأمن والقضاء والإعلام- كما سيطرت مدعومة من أصدقائها في تحالف الإسلام السياسي على البرلمان والرئاسة والدستور- ما كانت أطاحت بهم ثورة 30 يونيو، وربما ما قامت من الأصل.
الآن يعرف الإخوان، والإسلاميون عموماً، أن طريق الاستيلاء على السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية سهل ومضمون في جميع الأحوال طالما وجدت الصناديق الشفافة، لأنه يمر عبر تجميع أكثرية أصوات ناخبين معظمهم فقراء وأميين ومتأثرين بالدين. هؤلاء، عبر استغلال فقرهم وأميتهم وتدينهم، يمكن حشدهم وتعبئة أصواتهم بسهولة في صناديق الاقتراع كلما جرت انتخابات. المشكلة تبقى في الجيش و الأمن والقضاء والإعلام، التي هي بالأساس مؤسسات علمانية صريحة غير مفتوحة للتيار الديني عموماً أو للاقتراع الشعبي أو تأثير الأميين والعامة، رغم استفادة الجميع منها وخدمتهم فيها.
أثناء وجودهم في السلطة، حاولت جماعة الإخوان المسلمين بكل السبل أن تخترق الجيش و الأمن والقضاء والإعلام عبر إقالة أو محاولة إقالة الأعداء الصرحاء واستبدالهم بحلفاء متعاونين أو حتى بأعضاء الجماعة أنفسهم. في النهاية فشلت محاولات الاختراق وفرض السيطرة والطاعة للإخوان من الداخل. الآن، وهم داخل السجون ومطاردين في الشوارع وموصومين بالإرهاب، يعرف الإخوان والإسلاميين عموماً أن السبب الرئيسي وراء كل هذه المحن لا يتعدى أربعة "أبالسة"- الجيش و الأمن والقضاء والإعلام. من ثم ليس صعباً على أحد أن يستنتج أنهم و بكل السبل و لن شفي غليلهم أو يهدؤوا أو يستريح لهم بال قبل الانتصار على شيطانهم الأعظم- الجيش و الأمن والقضاء والإعلام- .
بالنظر إلى أهمية هذه المؤسساتعلى وجه التحديد لبقاء الدولة العلمانية، والحرب الشرسة التي أطلقها ضدها الإسلاميون بقيادة الإخوان لاستعصائها على سيطرتهم، انتفض المصريون المتمسكون بالدولة الحديثة في 30 يونيو 2013 ليطيحوا بالإخوان والإسلام السياسي من السلطة بالقوة- سواء قوة الثورة الشعبية أو القوات المسلحة. لو كانت جماعة الإخوان المسلمين قد نجحت في السيطرة على الجيش و الأمن والقضاء والإعلام- كما سيطرت مدعومة من أصدقائها في تحالف الإسلام السياسي على البرلمان والرئاسة والدستور- ما كانت أطاحت بهم ثورة 30 يونيو، وربما ما قامت من الأصل.
الآن يعرف الإخوان، والإسلاميون عموماً، أن طريق الاستيلاء على السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية سهل ومضمون في جميع الأحوال طالما وجدت الصناديق الشفافة، لأنه يمر عبر تجميع أكثرية أصوات ناخبين معظمهم فقراء وأميين ومتأثرين بالدين. هؤلاء، عبر استغلال فقرهم وأميتهم وتدينهم، يمكن حشدهم وتعبئة أصواتهم بسهولة في صناديق الاقتراع كلما جرت انتخابات. المشكلة تبقى في الجيش و الأمن والقضاء والإعلام، التي هي بالأساس مؤسسات علمانية صريحة غير مفتوحة للتيار الديني عموماً أو للاقتراع الشعبي أو تأثير الأميين والعامة، رغم استفادة الجميع منها وخدمتهم فيها.
أثناء وجودهم في السلطة، حاولت جماعة الإخوان المسلمين بكل السبل أن تخترق الجيش و الأمن والقضاء والإعلام عبر إقالة أو محاولة إقالة الأعداء الصرحاء واستبدالهم بحلفاء متعاونين أو حتى بأعضاء الجماعة أنفسهم. في النهاية فشلت محاولات الاختراق وفرض السيطرة والطاعة للإخوان من الداخل. الآن، وهم داخل السجون ومطاردين في الشوارع وموصومين بالإرهاب، يعرف الإخوان والإسلاميين عموماً أن السبب الرئيسي وراء كل هذه المحن لا يتعدى أربعة "أبالسة"- الجيش و الأمن والقضاء والإعلام. من ثم ليس صعباً على أحد أن يستنتج أنهم و بكل السبل و لن شفي غليلهم أو يهدؤوا أو يستريح لهم بال قبل الانتصار على شيطانهم الأعظم- الجيش و الأمن والقضاء والإعلام- .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire