Tunisiens Libres

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

samedi 4 avril 2015

الإخوان والاستعمار: تاريخ الخزى والعار


الإخوان والاستعمار: تاريخ الخزى والعار



طلعت رضوان 
     

نتيجة الثقافة المصرية السائدة (وعلى رأسها الإعلام) ترسّخ لدى البسطاء أنّ الإسلاميين المؤمنين بالعنف المُسلح أمثال أعضاء تنظيم دولة الإسلام فى العراق والشام ، وهو التنظيم الذى أطلقتْ عليه الإدارة الأمريكية اسم الدلع (داعش) 

بينما الحقيقة أنّ داخل الإعلام المصرى، وداخل أغلب المُـتعلمين المصريين المحسوبين على الثقافة السائدة، شخصيات لا يقلون خطورة عن أعضاء التنظيمات الإسلامية الإرهابية، وتبعًا لذلك يكون لدينا (إرهابيون بأسلحة القتل) و(إرهابيون بالقلم) 

من بينهم أ. فهمى هويدى الذى تساءل بأسلوب (الغمز) عن موقف السيسى من اتفاقية السلام مع إسرائيل (الشروق 10/10/2013) 

وكأنه لم يقرأ ما فعله مرسى، من تعهد ب (الاتفاقات الدولية) والخطاب المُهين لرئيس دولة إسرائيل، واتفاقه مع قادة حماس لمنع شن أى هجمات على إسرائيل، وكذا اتفاقه معهم على توطين الغزاويين فى سيناء ، 

ومع ملاحظة أنّ توطين الفلسطينيين فى سيناء حلم إسرائيلى (قديم ومُتجدّد) معروف بمصطلح (الترانسفير) 

أى أنّ محمد مرسى قدّم بذلك (خدمة العمر) لصالح الصهيونية العالمية التى تتمنى وتحلم بالقضاء النهائى على قضية الشعب الفلسطينى بترحيله من فلسطين إلى سيناء والأردن 

 هويدى عرّى نفسه وكشف وجهه الإخوانى إذْ أضاف أنّ السيسى لم يكن موفقــًا فى حديثه عن عدم انشغال الإخوان بالوطن والحدود والتزامهم بأفكار الخلافة. 

ونصحه بأنْ يُراجع التاريخ لأنّ الإخوان قادوا معسكرات محاربة الإنجليز. 

ولأنّ أ. طارق البشرى (كان) مؤرخـًا محايدًا عندما كتب كتابه (الحركة السياسية فى مصر- 1945- 52 – دار الشروق – ط 2- عام 1983) ثم تحوّل إلى أصولى عتيد بعد توليه منصب رئيس الجمعية العمومية لقسمىْ الفتوى والتشريع فى بداية التسعينيات، 

فإنّ الاستشهاد بما كتبه فى كتابه المذكور فيه الرد الدامغ، 

وبذا يتواجه الأصوليان هويدى والبشرى الذى كتب إنّ الإخوان المسلمين ((برغم ما كان يصدر عنهم من تعريض بالاستعمار(أحيانـًا) كانت أقل التنظيمات السياسية المصرية تعرضًا للمسألة الوطنية)) 

وفى رسالة (نحو النور) التى كتبها حسن البنا عام 1936وأرسلها إلى رؤساء الحكومات العربية والإسلامية وتكلم فيها عن الموبقات العشر، لم يرد بها مطلب واحد يتعلق بالجلاء أو الاستقلال 

((وكانت أقل التنظيمات السياسية المصرية تعرضًا للمسألة الوطنية وتحديدًا للموقف إزاءها)) 

وأنّ مطلب الخلافة الإسلامية كان مقدمًا عند الجماعة على أى هدف آخر. وأنّ حسن البنا تكلم عن (الوطن الإسلامى) الذى يسمو على الحدود الوطنية الجغرافية. 

وأكد أ. البشرى أنّ مطلب الخلافة الإسلامية ((لم يكن يُثير عداء الاستعمار طالما لم يتضمن موقفــًا صريحًا معاديًا للاستعمار)) (ص54، 55) 

وفى رسالة (نحو النور) أيضًا كان تركيز حسن البنا الأساسى على ((إلغاء كافة القوانين الوضعية- وإقرار الحدود الشرعية الإسلامية مثل قطع اليد والقتل)) (ص 56) 

ونظرًا لتركيز الإخوان المسلمين على الترويج لمشروع (الخلافة الإسلامية) ورفض مشاركة الحركة الوطنية فى الكفاح المسلح ضد الإنجليز، فإنّ كل ذلك أثار ((ريبة الحركة الوطنية (عندما أدركتْ أنّ جماعة الإخوان) رفعتْ شعارات مغايرة للهدف الوطنى الديمقراطى المطروح)) (56) 

وأنّ الإخوان تلقوا من (مرشدهم) وصية تحض على احتلال الشعوب فقال لهم ((الدور عليكم فى قيادة الأمم وسيادة الشعوب، لأنّ الدين يوجّه المسلمين إلى أفضل استعمار وأبرك فتح ويُقيم المسلمين أوصياء على البشرية القاصرة ويعطيهم حق الهيمنة والسيادة على الدنيا)) 

وبلغة المؤرخ المحايد كتب البشرى ((إنّ مواقف زعيم الجماعة والجماعة من ورائه كانت دائمًا فى صالح السراى وحكومات الأقلية)) (ص72) 

وسارتْ مظاهرات الإخوان ضد مجلس الأمن لنظر قضية الاحتلال وكانت ((هذه الهتافات تصدر عن رغبة الإخوان فى تفادى اتخاذ موقف واضح تجاه الدول الاستعمارية التى عارضتْ مصر أو الدول الاشتراكية التى ناصرتها)) 

وعندما سارتْ ((مظاهرات تـهتف بسقوط الاستعمار استعان سليم زكى حكمدار العاصمة بالبنا الذى طلب من المتظاهرين الانصراف)) (ص172، 173)

وعندما رفعتْ التنظيمات اليسارية شعار الكفاح المسلح ضد الإنجليز((كانت قيادة الإخوان تجمع السلاح خفية فى تنظيم سرى دون أنْ تـُعلن منهجًا يتعلق بالكفاح المسلح لانتصار الحركة الوطنية)) (ص175) 

والأخطر أنّ قيادة الإخوان ((نجحتْ إلى حد كبير فى أنْ تمتص ثورية القواعد الشعبية للإخوان وعزلها عن المد الثورى . وقد يكون لجماهير الإخوان ما يجعلهم حربًا على الاستعمار(لو تحرّكوا) ولكن بقيتْ الجماعة فى عمومها بعيدة عما تتطلبه موجات الكفاح الشعبى . 

وانهدّ بذلك قسم خطير من الكتلة الشعبية)) (ص388) وذكر البشرى أيضًا مواقف الإخوان (المائعة) ((من القضية الوطنية وعزوفها الصريح عن الارتباط بالحركة الثورية. 

وسياسة المرشد وقيادة الجماعة الواضحة فى الابتعاد عن خوض الكفاح المسلح فى وقت نادتْ فيه جميع التيارات الثورية بالدعوة إليه)) (ص404) وفى 26ديسمبر51 وصف مراسل صحيفة (الملايين) فى الإسماعيلية المعركة بين القوى الوطنية والإنجليز((وأنّ التفكير بدأ فى تنظيم المقاومة، فاتصل بعضُ الوطنيين بالقنال بالأحزاب ولكن هذه الاتصالات لم تؤد لنتيجة بسبب رفض الإخوان العمل المشترك رغم الالحاح عليهم بما تقتضيه مصلحة الوطن)) (ص507) 

وبعد مقتل البنا ظلتْ قيادة الجماعة على موقفها الرافض لتكوين جبهة موحدة (مع باقى القوى الوطنية) لمقاومة الاحتلال البريطانى . 

وذكر البشرى أنّ الجماعة ((صرفتْ همها فى المطالبة بتغير أسماء الشوارع والحض على إغلاق دور اللهو إلخ وكان الهضيبى على اتصال واضح بالملك وطلب من قيادة الجماعة أنْ تقف بكتلتها الشعبية بعيدًا عن المعركة. فلم يُنتظر منها المساهمة فى تكوين الجبهة ((ص529، 530) 

وأنّ قيادة الجماعة وقفتْ بالإخوان بعيدًا عن الحركة الثورية وفى صف الملك. 

وقد عُرف وقتها أنّ ثمة جماعة تـُسمى نفسها (إخوان الحرية) على اتصال بالمخابرات البريطانية تقوم بعمليات تآمر(لصالح) الإنجليز فى مصر)) (ص530) 

وهذا الموقف يجب ربطه بما ذكره حسن البنا فى مذكرات الدعوة والداعية من دعم الإنجليز له بمبلغ 500جنيه بحجة التبرع لبناء مسجد بالإسماعيلية. وكذلك ربطه بما ذكره البشرى من أنّ حسن البنا (عندما كان يعمل مدرسًا) كان يُملى على التلاميذ موضوعات ((يتوخى فيها الثناء على الملك فؤاد وتعداد مآثره)) 

وأنه ((دفع العمال يوم زيارة الملك لمدينة الإسماعيلية (عام 1927) إلى التجمع لتحيته ((حتى يفهم الأجانب فى هذا البلد أننا نحترم ملكنا ونحبه)) 

ونظرًا لهذا الموقف المُهادن والمُـتملق للسلطة كتب أحد رجال البوليس تقريرًا ، أشاد فيه بأثر جماعة الإخوان المسلمين فى تقويم من لم تنفع معه وسائل التأديب البوليسية واقترح ((أنْ تـُشجع الحكومة وتعمل على تعميم فروع هذه الجماعة فى البلاد حتى يكون فى ذلك أكبر خدمة للأمن)) (ص43، 45) 

فهل هناك انتهازية أكثر من ذلك ؟ وبعد إلغاء معاهدة 36عام 51 تطوع بعض شباب الإخوان للاشتراك فى الكفاح المسلح، فوقف الهضيبى يخطب فيهم وقال ((اذهبوا واعكفوا على تلاوة القرآن)) (ص523) 

وأثناء معركة القنال قال رئيس شعبة الإخوان بالسويس ((ليس للإخوان أى نشاط فى حركة المقاومة. وأنّ الإنجليز يستطيعون استبدال العداء التقليدى بصداقة إنسانية مع مصر)) 

وفى صحيفة الدعوة عدد24/6/52مقال قال فيه كاتبه ((ربانية لا وطنية. الإيمان بالله أبقى وأغنى من الإيمان بالأرض)) (ص 574) 

وإذا كانت أمريكا- اليوم- تتزعم مشروع (الشرق الأوسط الكبير) فإنّ الفكرة لها جذور قديمة، فكتب البشرى ((أوضحتْ تصريحات مرشد الإخوان أنه لا يرفض مبدأ الأحلاف الدفاعية الإقليمية. فى وقت ظهرتْ فيه فكرة إنشاء حلف من الدول الإسلامية باسم الكتلة الإسلامية يرتبط بالغرب كبدليل احتياطى لمشروع حلف البحر الأبيض المتوسط واستغلال الدين للعمل على تحقيقه)) فهاجم د. راشد البراوى مشروع الكتلة الإسلامية وارتباطه بسياسة الأحلاف الأمريكية/ الإنجليزية (575) 

فإذا كان هذا هو موقف الإخوان من الاحتلال الإنجليزى لمصر، فإنّ موقفهم من الاحتلال الصهيونى لفلسطين هو المتاجرة بالقضية. 

ونصّ البشرى على ((فلما احتدمتْ أزمة فلسطين، نشطتْ جماعة الإخوان وبادر الفدائيون بالتطوع للجهاد. ووجدتْ الجماعة فى الأزمة فرصة لها للتوسع انتهزتها كما انتهزتْ ثورة فلسطين سنة36. 

وذكر أحمد حسين ((أمدّتهم معركة فلسطين بفرصة ذهبية لحشد السلاح والتمرن على استعماله بدعوى أنه من أجل فلسطين. وأنّ الإخوان كان لديهم كميات من الأسلحة والذخائر الضخمة ((جمعوها تحت ستار تجهيز المتطوعين إلى فلسطين وهم يعدونها لإحداث انقلاب فى مصر بالقوة)) (أحمد حسين فى كتابه واحترقت القاهرة- من ص313-315) 

ولعلّ ما حدث يوم 2 نوفمبر1945 بمناسبة ذكرى وعد (بلفور) الذى منح اليهود (حق) احتلال فلسطين ، فى هذا اليوم خرجتْ القوى الوطنية (خاصة من اليساريين والوفديين) فى مظاهرات للتنديد بوعد (بلفور) بينما اندفع الإخوان المسلمون لتحطيم المحلات التجارية التى يمتلكها مصريون . 

هل أ. هويدى لم يقرأ كتاب البشرى أو كتاب أحمد حسين؟ 

وإذا كان قد فعل، فلماذا يستمر فى المغالطة؟ وهل صدّق أكذوبة أنّ الإسلاميين هم ((سادة العالم)) وأنّ ((الدين يوجّه المسلمين إلى أفضل استعمار، ويقيم المسلمين أوصياء على البشرية القاصرة وتعطيهم حق الهيمنة والسيادة على الدنيا)) وهى الكلمات التى نقلها البشرى بالحرف؟ 

أم أنّ الإيديولوجيا تلغى العقل؟ وإذا كان فهمى هويدى (وأمثاله من الذين يتربّعون على عرش الميديا المصرية) يُدافعون عن توجهات الإسلاميين المُـعادية للانتماء الوطنى ، وضد الحداثة إلخ ، فما الفرق بينه هو و أمثاله من الصحفيين عن أعضاء تنظيم دولة الإسلام فى العراق والشام ، وهو التنظيم الذى أطلقتْ عليها الإدارة الأمريكية اسم الدلع (داعش) ؟ 

إنّ فهمى هويدى وأمثاله من المتعلمين المصريين المحسوبين على الثقافة المصرية السائدة هم (دواعش) فى أقنعة صحفيين ، 

وهم يتصوّرون أنّ الشعوب لا تعرف التاريخ المخزى للإسلاميين الذين تعاملوا مع الاستعمار الإنجليزى ثم مع الاستعمار الأمريكى.

 وعن تلك الحقيقة صدرتْ كتب عديدة أكد فيها مؤلفوها عن دور الاستعمار فى احتضان الإسلاميين المجرمين ، ومن بين هذه الكتب كتاب (لعبة الشيطان : دور الولايات المتحدة الأمريكية فى نشأة التطرف الإسلامى- تأليف روبرت دريفوس- ترجمة أشرف رفيق – تقديم مصطفى غبد الرازق- مركز دراسات الإسلام والغرب)

الحوار المتمدن-العدد: 4728 - 2015 / 2 / 22 - 15:55 
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني

إن جميع الكتب المهمة في الغرب تقول إن جماعة الإخوان المسلمين جماعة مصنوعة، صنعها الاستعمار لتفتيت الدول العربية، وفي كتاب «لعبة الشيطان» هناك تصريحات واعترافات من جهاز المخابرات الإسرائيلية «الموساد»، حيث أكد الموساد أنهم قاموا بإرسال أموال لجماعة الإخوان المسلمين، وأن المتطرفين في الموساد قاموا بإنشاء حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في فلسطين وقاموا بدعمها.

فنحن ضيّعنا العلم والتعليم، وجعلنا كلمة العلم تقتصر فقط على رجال الدين، وأصبح لا يوجد لدينا علماء آخريين سواء في الطب أو غيره، وقد رأي الاستعمار وكثير من المفكرين أن «الدين هو أفيون الشعوب العربية».

إن الاستعمار عرف كيف يتم تقسيمنا من خلال الدين، عن طريق تقسيمنا إلى فرق ومذاهب مختلفة، فأصبح هناك الشيعة ضد السنة، وداخل السنة هناك أشخاص يتصارعوا ضد بعضهم البعض، ثم تظهر فجأة جماعة لتقول نحن جماعة الإخوان المسلمين لكي يميزوا أنفسهم، ثم تظهر جماعة لتميز نفسها أكثر فتستخدم العنف فتقول نحن الجماعة الإسلامية، ثم تظهر جماعة الجهاد، فلماذا تميز نفسك عن البقية؟، كلكم مسلمون. 

vendredi 3 avril 2015

الإسلام وحقوق الإنسان


الإسلام وحقوق الإنسان 

طلعت رضوان 
الحوار المتمدن-العدد: 4485 - 2014 / 6 / 17 - 12:03 
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني 
     

سأل الأستاذ سامى الذيب على موقع الحوار المتمدن : هل من وسيلة لتطوير الإسلام لملاءمته حقوق الإنسان ؟ وأعتقد أنّ الإجابة تـُحتــّم تعريف الأسس الثابتة فى كل من الإسلام والمواثيق العالمية لحقوق الإنسان. 

المرجع الأول فى الإسلام هو القرآن ، وهذا الكتاب صريح فى التفرقة بين البشر على أكثر من مستوى : فكل من رفض دعوة محمد أطلق عليهم (المشركين) أو (الكفار) 

وحتى أبناء الديانات التى اعترف بها أطلق عليهم (أهل كتاب) للتمييز بينهم وبين المسلمين. 

ولم يكتف بذلك وإنما فرض عليهم أداة استعملها كل الغزاة اسمها (الجزية) وبشرط أنْ تكون الوسيلة فيها درجة من الخضوع والمذلة وفق نص الآية رقم 29 من سورة التوبة ((حتى يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)) والصاغر فى قواميس اللغة العربية ((الراضى بالضيم)) (مختار الصحاح – المطبعة الأميرية بمصر- عام 1911- ص 387) وكلمة (الضيم) فى اللغة العربية تعنى الظلم (المصدر السابق - 411) والمعنى المُستخلص من نص الآية أنّ الحاكم (المسلم بحق وحقيق) لابد أنْ يأخذ (الجزية) من (أهل الكتاب) الذين عليهم أنْ يتقبّـلوا الظلم وبرضاهم . 

وإذا كانت مواد حقوق الإنسان العالمية مع العلوم الإنسانية ، وإذا كانت تلك العلوم تنطلق من قاعدة (السؤال) فإنّ القرآن له وجهة نظر مخالفة إذ نصّ على ((يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إنْ تـُبْدَ لكم تسؤكم)) (المائدة/ 101) أى أنه لم يترك مساحة للإنسان ليُحدّد ما يحب أنْ يسأل عنه. بينما مواد حقوق الإنسان لا تضع أى خطوط أمام حق الإنسان فى السؤال عن أى شيى وكل شيىء ، لأنّ تلك الآلية (الأسئلة) هى التى نقلتْ المجتمعات الإنسانية من مرحلة إلى مرحة أرقى . وأنّ أسئلة العلماء والمفكرين ، تبدأ بالدهشة عن نظام الكون والمجرات إلخ ومن تلك الأسئلة بدأ علم الفلك وما تلاه من علوم طبيعية أفادتْ البشرية. وبالتالى فإنّ تحريم السؤال هو ضد حقوق الإنسان. 

والقرآن صريح فى تقسيم البشر بين (أحرار) و(عبيد) ففى القصاص ((الحر بالحر والعبد بالعبد)) (البقرة/ 178) وفى نفس الآية يُـفرّق بين (المرأة) والرجل فقال (والأنثى بالأنثى) وامتدتْ تلك التفرقة لتشمل (حق) الرجل فى تملك أى عدد من النساء وفق قاعدة ((الرجال قوامون على النساء (النساء/ 34) و((للرجال عليهنّ درجة)) البقرة/ 228) ووفق قاعدة (ملك اليمين) التى نظمتها الآيات : 3، 24/ النساء و6/ المؤمنون و31، 33، 58/ النور، و28/ الروم و50، 52/ الأحزاب و30/المعارج . 

يتسق مع ذلك نظرة الفقهاء للمرأة ، فهى (تحت الرجل) أى ليستْ مُساوية له. 

وأنها مجرد وسيلة لإمتاع الرجل وهو ما عبّر عنه حديث نبوى جاء به ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته لعنتها الملائكة حتى تـُصبح)) وقال أيضًا ((إذا باتتْ المرأة هاجرة فراش زوجها فتأبى عليه إلاّ كان الذى فى السماء ساخطـًا عليها حتى يرضى عنها زوجها)) (أبو هريرة وأبو داود والنسائى قاله فى الترغيب) وقال ((أول ما تـُسأل عنه المرأة يوم القيامة عن صلاتها وبعلها)) والبعل (= الزوج) وهو أحد الآلهة قبل الإسلام ، وهو ما عبّر عنه القرآن عندما عاتب الرافضين الإسلام فقال ((أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين)) (الصافات/125) أى أنّ (البعل وفق اللغة العربية والقرآن) فى مقام (الإله أو السيد) 

كما أنها تـُشبّه بالشاة ( الشيخ أحمد الأمين الشنقيطى – شرح المعلقات العشر- دار المعرفة- بيروت عام 2005- ص 183) وقال كذلك أنّ وصف المرأة بالشاة هو ما جاء فى تفسير الآية رقم 23من سورة ص . ووصل الأمر لدرجة أنّ المرأة (المسلمة) لا يحل لها أنْ تصوم وزوجها شاهد إلاّ بإذنه وذلك فى صيام التطوع (أخرجه البخارى) وفى حديث نبوى آخر قال ((لو أمرتُ أحدًا أنْ يسجد لأحد لأمرتُ المرأة أنْ تسجد لزوجها)) (رواه الترمذى من حديث أبى هريرة وقال حسن صحيح وله شاهد من حديث عائشة عند ابن ماجه وقيس بن سعيد عند أبى داود وابن أبى أوفى عند ابن ماجه وابن حبان ومعاذ الحاكم أفاده فى الترغيب) 

لهذه الدرجة وصلتْ مكانة المرأة فى الإسلام أنْ تسجد لزوجها كما تمنى محمد. 

وكانت عمة حصين بن محصن تكلمتْ مع محمد عن زوجها فقال لها ((انظرى من أين أنتِ منه. فإنه جنتك ونارك)) وقال محمد ((إذا خرجتْ المرأة من بيت زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع أو تتوب)) (رواه الترمذى وحسّنه النسائى وابن حبان فى صحيحه) وكلمة (تتوب) ليس لها أى تفسير غير أنها ارتكبت معصية توجب التوبة. 

وقال الرسول ((أيما امرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت الجنة)) لهذه الدرجة منح الإسلام الزوج صلاحيات دخول الجنة إذا كان راضٍ عن زوجته. ومع مراعاة أنّ (الرضا) نسبى وتقديره من صلاحيات الزوج . وفى شرحه لهذا الحديث كتب الإمام الحافظ شمس الدين الذهبى ((فالواجب على المرأة أنْ تطلب رضا زوجها وتجتنب سخطه ولا تمتنع منه متى أرادها لقول النبى صلى الله عليه وسلم " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتأته وإنْ كانت على التنور. إلا أنْ يكون لها عذر من حيض أو نفاس)) (كتاب الكبائر- دار الغد العربى- بدون تاريخ إصدار ص 188) وكلمة التنور عند بعض الفقهاء تعنى ((ولو على ظهر بعير))

 لهذه الدرجة تـُمتهن المرأة فيُـضاجعها زوجها على ظهر أى دابة. وأضاف الشيخ الذهبى ((وينبغى للمرأة أنْ تعرف أنها كالمملوك للزوج فلا تتصرف فى نفسها ولا فى ماله إلاّ بإذنه وتـُقدّم حقه على حقها وحقوق أقاربه على حقوق أقاربها وتكون مستعدة لتمتعه بها)) (المصدر السابق – ص 189) 

ومع التجاوز عن كل الكلمات الواردة فى كلام الذهبى ، فإنّ العقل الحر لابد أنْ يتوقف أمام تعبير ((أنها كالمملوك للزوج)) 

وحديث نبوى آخر يُفرّق بين المرأة المُـطيعة لزوجها والمرأة (العاصية) أوامر الزوج فالأولى ((يستغفر لها الطير والحيتان والملائكة والشمس والقمر. 

والثانية عليها لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)) ((وقال صلى الله عليه وسلم المرأة عورة فإذا خرجتْ من بيتها استشرفها الشيطان فاحبسوها فى البيوت. 

وكانت عائشة وحفصة رضى الله عنهما عند النبى صلى الله عليه وسلم جالستيْن فدخل ابن مكتوم وكان أعمى فقال النبى احتجبا منه : فقالتا يا رسول الله هو أعمى لا يُبصرنا ولا يعرفنا فقال صلى الله عليه وسلم / أفعمياوان أنتما ؟ ألستما تبصرانه؟)) (رواه أبو داود والنسائى والترمذى وقال حسن صحيح) وقال الشيخ الذهبى ((إذا اضطرتْ المرأة للخروج لزيارة والديها فلتخرج بإذن زوجها غير متبرجة فى ملحفة وسخة)) (مصدر سابق – ص 192) 

ورغم أنّ يوم القيامة لم يأت بعد فإنّ الرسول قال لعلى بن أبى طالب ((يا على ليلة الإسراء رأيتُ نساءً من أمتى يُعذبنَ أنواع العذاب فبكيتُ لما رأيتُ من شدة عذابهنّ . ورأيتُ امرأة معلقة من شعرها يغلى دماغها ورأيتُ امرأة معلقة بلسانها (هكذا !!) والحميم يصب فى حلقها ورأيتُ امرأة قد شـُدّتْ رجلاها إلى ثديها ويداها إلى ناصيتها ورأيتُ امرأة معلقة بثديها ورأيتُ امرأة رأسها رأس خنزير وبدنها بدن حمار عليها ألف ألف لون من العذاب ورأيتُ امرأة على صورة الكلاب والنار تدخل من فيها (= فمها) وتخرج من دبرها والملائكة يضربون رأسها بمقاطع من نار. 

ولما سألته فاطمة (رضى الله عنها) عن السبب حكى أنّ المعلقة بشعرها كانت لا تـُغطى شعرها والمعلقة بثديها كانت تـُفسد فراش زوجها الخ 

ورغم كل ذلك فإنّ التراث العربى / الإسلامى ينضح بالتناقض من ذلك ما حكاه الإمام الذهبى قال ((رُوي أنّ رجلا جاء إلى عمر رضى الله عنه يشكو زوجته. فوقف على باب عمر ينتظر خروجه فسمع امرأة عمر تستطيل عليه بلسانها وتـُخاصمه وعمر ساكت لا يرد عليها ، وقال إنّ كان هذا حال عمر مع شدته وصلابته فكيف حالى؟ 

فخرج عمر فرآه فناداه وقال : ما حاجتك؟ قال يا أمير المؤمنين جئتُ أشكو إليك سوء خلق زوجتى واستطالتها علىّ فسمعتُ زوجتك كذلك وقلت إذا كان هذا حال عمر مع زوجته فكيف حالى ؟ فقال عمر: يا أخى إنى احتملتها بحقوق لها علىّ : إنها طباخة لطعامى خبازة لخبزى غسالة لثيابى مرضعة لولدى ويسكن قلبى بها عن الحرام فأنا احتملها لذلك . 

فقال الرجل يا أمير المؤمنين وكذلك زوجتى . فقال عمر: فاحتملها يا أخى)) (مصدر سابق- ص 195) فكيف جاء هذا التناقض؟ سؤال متروك للعقل الحر ليجتهد فى الإجابة. 

وهل ينطبق عقاب المرأة العاصية لزوجها على عائشة (رضى الله عنها) زوجة محمد ؟ فقد ذكر كل من أرّخوا لحياتها أنّ أشد ((ما كان يغيظ العروس الشابة أنّ خديجة تـُشاركها عواطف زوجها وهى راقدة تحث ثرى مكة. فما تستطيع عائشة أنْ تشتفى منها بدعابة قاسية. 

وحاولتْ عائشة أنْ تتجاهل هذه الضرة التى ماتت فذهبتْ محاولتها عبثــًا. وزاد فى قسوة الموقف أنّ الشهور مضت والسنون وعائشة لا تـُنجب لزوجها ولدًا على حين ولدتْ له ((تلك العجوز من قريش)) كما كانت تصفها عائشة ، البنين والبنات . وكانت تحاول التقرب من بنات محمد من خديجة لكن ((ما تكاد تذكر أنهنّ بنات ضرتها خديجة حتى تحس كأنّ حواجز منيعة تقوم بينها وبينهنّ . وأنّ كل واحدة منهن هى خديجة بلحمها ودمها . تثير فيها شعورًا مرًا بالعقم)) 

وغاظ عائشة أكثر أنْ تزوج محمد عليها وما تزوج على خديجة. خاصة أنها (عائشة) هى الوحيدة التى تزوجها بكرًا. بل إنها كانت تعتبر أنّ فاطمة بنت الرسول ضرة لها مثل زوجاته.

 وقرّرتْ عائشة أنْ تعقد حلفـًا مع حفصة بنت عمر. وحانتْ الفرصة عندما أخبرها الرسول أنّ الوحى أمره بزواج زينب بنت جحش فما كان من عائشة (رضى الله عنها) إلاّ أنْ ردّتْ عليه قائلة ((إنى أرى ربك يسارع فى هواك)) وذاك الرد فيه تطاول على الزوج وتطاول على الذات الإلهية. وأنّ (الله) استجاب لرغبة نبيه. وأنّ الوحى تابع لهوى الرسول الذى تقبل سخرية عائشة ولم يعاتبها أو يضع حديثــًا لمعاقبتها. 

لذلك تمادتْ عائشة- تؤازرها حفصة- فى التربص بزينب خاصة والزوج يمكث معها الساعات الطوال . فاخترعتْ حكاية (المغافير- ثمر حلو كريه الرائحة) فقالت عائشة لمحمد إنى أشم رائحة مغافير. ولأن كل زوجة نفتْ أنها سقته المغافير أو شراب العسل فى بعض الروايات فإنه حرّم شرب العسل عند زينب بنت جحش . 

وعندما تزوج الزوجة رقم 13 (أسماء بنت النعمان بن الأسود الكندية الجونية) أعملتْ عائشة حيلها لتطفيشها فنصحتها (فى ليلة الزفاف) بأنْ تستعيذ بالله عندما يدخل الرسول عليها حتى يرضى عنها ، وصدقتها المسكينة وعملتْ بالنصيحة. وفى حسابها أنها تستجلب محبته. فغادرها وأمر أنْ تعود لأهلها وقال محمد ((إنّ كيدهن عظيم)) وابتسم . وبذلك تخلــّصتْ عائشة من منافسة جديدة . وفى كتب السيرة خلاف حول اسم هذه المسكينة. فالطبرى كتب أنها ملكة بنت داود أو فاطمة بنت الضحاك. 

ولم تهتم عائشة فى بداية الأمر بمارية المصرية ، فهى مجرد (أمة = عبدة) وملك يمين . ولكن بعد أنْ حملت فى ابنها إبراهيم ((حتى هاجتْ غيرة عائشة وغيظها فبدأتْ تكيد لها. والرسول يُحاول حماية مارية من كيد الحبيبة المُدللة. لكن الأمر خرج من يده ذات يوم : جاءتْ مارية تلتمس لقاءه فى شأن لها فخلا بها فى بيت حفصة التى كانت تزور والدها. فلما عادتْ وجدتْ الستر مسدلا. فلما نظرتْ رأت مارية. فقالت لمحمد ((على فراشى يا رسول الله؟!)) ولم تهدأ حتى حرّم الرسول مارية على نفسه. وطلب من حفصة كتمان الأمر(تفسير الطبرى لسورة التحريم) ولكن حفصة لم تستطع كتمان السر عن عائشة فكأنما أشعلتْ فيها النار. 

وسرى الهمس أنّ الرسول طلق نساءه . ولكنه لم يطلقهن . 

وكما تطاولتْ عائشة على محمد فى حكاية الوحى وزواجه من زينب بنت جحش، تطاولت عليه وسخرتْ منه عندما حمل الطفل إبراهيم ابن مريم إلى عائشة ((لترى ما فى الصغير من ملامح أبيه. 

فأحسّتْ عائشة كأنّ سهمًا نفذ إلى قلبها فقالت بغيظ ((ما أرى بينك وبينه شبهًا)) (د. بنت الشاطىء- عائشة عبد الرحمن- فى ترجمتها لسيرة عائشة- دار الريان للتراث- عام 87) 

فهل تـُعاقب عائشة (رضى الله عنها) على طعنها فى شرف زوجها الرسول قائل الأحاديث عن عذاب المرأة العاصية لزوجها ؟ 

وهل تـُعاقب على وقوفها مع معاوية بن أبى سفيان ضد على بن أبى طالب؟ أم أنّ ما يسرى على (كل) النساء لا يسرى على زوجات الرسول وبصفة خاصة عائشة رضى الله عنها؟ 

وإذا كنّ مُستثنيات كما قال الفقهاء ، فإنّ ذاك الاستثناء يؤكد أنّ الإسلام لا علاقة له بحقوق الإنسان وفق المواثيق العالمية. 

وهل تنطبق نصوص القرآن والأحاديث النبوية على المرأة فى القرن الحادى والعشرين.؟ 

إنّ الفقهاء يُفسّرون آية ((الرجال قوامون على النساء)) بما أتى فى عجزها حيث ((بما أنفقوا من أموالهم)) على أساس أنّ المرأة فى المجتمع العربى فى القرن السابع الميلادى (غالبًا) كانت لا تعمل وأنّ عبء الإنفاق على الأسرة مسئولية الرجل ، 

وهنا نجد حقيقتيْن يتغافل عنهما الإسلاميون : 

الأولى قولهم أنّ المرأة العربية – حتى فى زمن الرسول – كانت تعمل ، فإذا كان الأمر كذلك فهذا يعنى أنها تـُساهم فى مصروف البيت ، وبالتالى تسقط حجة إنفاق الزوج . 

الحقيقة الثانية أنّ المرأة فى العصر الحديث ، أحيانـًا يكون دخلها أكبر من دخل زوجها. وأنا أعرف سيدة تعمل فى الجهاز المركزى للمحاسبات دخلها يفوق دخل زوجها سبعة أضعاف ، وكل دخلها تصرفه على أولادها وعلى كل تحسينات فى شقتها. وهنا أيضًا تسقط حجة إنفاق الزوج ، 

وبالتالى فإنّ المُـتغيرات فى العصر الحديث أسقطتْ الكثير من العرف السائد فى القرن السابع الميلادى . ولذلك فإنّ التشريعات الوضعية فى العصر الحديث مع المساواة التامة بين المرأة والرجل . 

كما أنّ التشريعات الحديثة:

** ضد صلاحية الرجل فى ضرب زوجته بالتطبيق لنص الآية 34من سورة النساء. 

**وضد الإرادة المنفردة للزوج فى طلاق زوجته. وأنّ الطلاق لابد أنْ يكون أمام المحاكم المدنية. 

**وضد تعدد الزوجات ... ، 

**وضد قاعدة (ملك اليمين) ....

و لقد كتب كثيرون من دعاة حقوق الإنسان عن حرية الاعتقاد ، ولكن قليلين كتبوا عن حرية (عدم الاعتقاد) وهو المعنى الذى تنص عليه مواثيق حقوق الإنسان العالمية ، 

مثل الإعلان العالمى لحقوق الإنسان الصادر عن هيئة الأمم المتحدة فى 10ديسمبر1948. 

ومن بين تلك الحقوق حق الإنسان فى تغيير ديانته وهو ما نصّتْ عليه المادة رقم 18((لكل شخص الحق فى حرية التفكير والضمير والدين ويشمل هذا الحق تغيير ديانته أو عقيدته وحرية الإعراب عنها بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء كان ذلك سرًا أم مع جماعة)) ونصّتْ المادة رقم19على ((لكل شخص الحق فى حرية الرأى والتعبير ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء من دون أى تدخل.. الخ)) وتلك المادة هى أساس حق الإنسان فى الاعتقاد بما يراه ويقتنع به ، 

وبالتالى حقه فى رفض المعتقدات السائدة فى مجتمعه. وكل هذا ضد التشريعات الإسلامية وما حدث من وقائع فى التاريخ العربى/ الإسلامى . فمثلا فإنّ التعديل الصادر عن لجنة حقوق الإنسان عام93 نصّ على ((حق كل فرد فى أنْ تكون له اعتراضات ضميرية على الخدمة العسكرية كممارسة مشروعة لحق حرية الفكر والضمير والدين)) 

وكتب المفكر الكويتى الكبير د. أحمد البغدادى ((لا يرد فى دساتير الأنظمة العربية أى ضمان لحرية الأديان ، بل يقتصر الأمر على حرية العقيدة التى تظل حبيسة الصدر من دون الممارسة خوفـًا من محدودات النص الدينى . 

فى حين أنّ حرية الأديان أصبحتْ اليوم حق أصيل من حقوق الإنسان ، الأمر الذى أصبح معترفـًا به فى معظم الدول التى تتنوع فيها الأديان ، ومع تداخل الشعوب من خلال حرية التنقل بين البلدان وبسبب ترسخ مبدأ المواطنة ، ما عاد أحد يهتم بديانة الإنسان باعتبارها من مقوماته الشخصية التى لا علاقة لها بالمجتمع على مستوى التشريع ، 

وبلغ الأمر مداه بإلغاء شروط الديانة بشكل عام من تولى المناصب العامة فى الدولة القومية حتى ولو كان دينها الإسلام)) (أحاديث الدين والدنيا- مؤسسة الانتشار العربى- عام 2005- 86، 87) 

وإذا كانت المجتمعات الإنسانية تشهد (تعدد الأديان) داخل كل مجتمع ، فإنّ تطبيق ذلك يتعارض مع حديث الرسول محمد الذى قال فيه ((لا يجتمع فى أرض العرب دينان)) 

وتؤكد وقائع التاريخ العربى أنه تم تطبيق هذا الحديث فقد ((تم إجلاء اليهود والنصارى عن جزيرة العرب بأمر من عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) كما أنّ حديث محمد هو ترجمة (واقعية) لنصوص القرآن ((ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعحبكم)) و((ولأمة (أى عبدة) مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم)) (البقرة/ 221) 

ورغم أنّ القرآن أباح زواج المسلم من (الكتابية) أى اليهودية والمسيحية، فإنّ عمر(رضى الله عنه) منع الصحابة (رضى الله عنهم) من ((نكاحهنّ)) وعندما تزوّج (حذيفة) من يهودية قال له عمر(رضى الله عنه) ((طلقها فإنها جمرة)) تمسّك حذيفة بزوجته لفترة ((ثمّ أذعن لمشيئة عمر)) (عن موسوعة فقه عمر بن الخطاب – تجميع د. محمد روّاس) 

والتاريخ العربى أثبتَ أنّ مجرد السؤال عن (المُتشابه فى القرآن) ممنوع وهو ما حدث مع (صبيغ) فطلب عمر أنْ يأتى إليه. فسأله من أنت ؟ قال الرجل : أنا عبد الله صبيغ . فأخذ عمر عرجونـًا وضربه حتى دُمى رأسه ثم عاد له ثم تركه حتى بُرىء فدعا به ليعود فقال له صبيغ : إنْ كنت تريد قتلى فاقتلنى قتلا جميلا . 

فأذن له بالعودة وكتب إلى أبى موسى الأشعرى ألاّ يُجالسه أحد من المسلمين وفى رواية أخرى أنّ عمر كتب إلى أهل البصرة ألاّ يجالسوه ولا يبايعوه وإنْ مرض فلا يعودوه (= يزوروه) وإنْ مات فلا يشهدوه . وهذا الموقف من عمر (رضى الله عنه) شبيه بموقف محمد (صلى الله عليه وسلم) عندما علم أنّ (عمر) يقرأ شيئـًا فى التواة ، فغضب محمد وعاتبه وقال ((والله لو كان موسى بن عمران حيًا ما وسعه إلاّ اتباعى)) 

بل إنّ عمر(رضى الله عنه) كان يمنع الصحابة من رواية أحاديث محمد وهو ما اعترف به الصحابى (قرظة بن كعب) والى الكوفة فقال ((نهانا عمر عن الحديث عنه)) (جامع بيان العلم) وأورده الدرامى والبيهقى فى سننهما . ووصل الأمر بعمر (رضى الله عنه) أنْ منع عبد الله بن مسعود من رواية أحاديث محمد الذى قال عن ابن مسعود أنه ((أمين أمتى وأوصلها)) كما منع أبو الدرداء الذى قال محمد عنه أنه ((أعدل أمتى وأرحمها)) 

وعند الانتقال من (العقائد) إلى السياسة ، فإنّ عمر(رضى الله عنه) عيّن ستة ليتم اختيار أحدهم للخلافة بعده. والستة كلهم من قريش مع تعمد استبعاد (الأنصار) ثم كانت نصيحته التى سار عليها كل مستبد إذْ قال ((منْ يُخالف من هؤلاء الستة رأى الباقين يُشدخ رأسه بالسيف)) 

وكان تعقيب الراحل الجليل أ. خليل عبد الكريم أنّ ((هذه الوصية إحدى روافد العرف الذى استقرّ طوال التاريخ الإسلامى بقتل المُعارضين لرأى الحاكم بالسيف)) (الإسلام بين الدولة الدينية والدولة المدنية - سينا للنشر- عام 95- ص 115) وبينما المواثيق العالمية مع حق الإنسان فى تغيير ديانته أو أنْ يكون بلا دين فإنّ الإسلام لا يقبل ذلك ، 

وفى هذا الشان واقعة تاريخية إذْ كتب عمر بن العاص إلى عمر (رضى الله عنهما) يسأله عن رجل أسلم ثم (كفر) وتكرّر ذلك أكثر من مرة فهل يقبل منه الإسلام ؟ فردّ عليه : اعرض عليه الإسلام فإنْ قبل وإلاّ اضرب عنقه. وحكى ابن قدامة أنّ الصحابة أجمعوا على ذلك ومنهم عمر(موسوعة فقه عمر بن الخطاب) 

وإذا كان التعصب الدينى أباح لأهل ديانتيْن هدم دور العبادة ، فإنّ العقل الحر يتوقف أمام الواقعة التالية ((انصرف النبى صلى الله عليه وسلم من تبوك . وقد أتوه (بنو عوف بن غنم قوم عامر الراهب وقد سماه النبى الفاسق) وقد فرغوا من بناء مسجد ضرار وصلوا فيه الجمعة والسبت والأحد . فدعا بقميصه ليلبسه ويأتيهم فنزل عليه القرآن بخبر مسجد ضرار. فدعا النبى صلى الله عليه وسلم مالك بن الدخشم ومعن بن عدى وعامر بن السكن ووحشيًا (قاتل حمزة) وقال انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه واحرقوه ، فخرجوا مسرعين . وأخرج مالك بن الدخشم من منزله شعلة نار ونهضوا فأحرقوا المسجد وهدموه)) (من تفسير القرطبى للآية 107من سورة التوبة. وسيرة ابن هشام – ج4) 

فإذا كان الذين بنوا المسجد (ظلمة) فلماذا لم يتم معهم الحوار (بالحسنى) والإبقاء على المسجد الذى ((يُذكر فيه اسم الله ورسوله))؟ 

ونظرًا لكثرة الوقائع التاريخية عن التعصب الدينى وقهر وقتل كل مختلف مع الأغلبية الدينية كتب الراحل الجليل أحمد البغدادى ((ليس من المبالغة القول أنّ تعديل مسار الانحراف الدينى بنقل الإنسان من مرحلة الشرك وعبادة الأصنام إلى التوحيد ، لا يدل على تطور حضارى على مستوى الفعل الإنسانى ، 

ولهذا نؤمن بأنّ من الخطأ القول بمُسمى (الحضارة الإسلامية) لأنّ الحضارة كفعل إنسانى لا تحتاج إلى دين كى تتطور- هذا إذا لم يُـقيدها الدين ويحد من تطورها ، لكن الدين بحاجة إلى الحضارة الإنسانية لأنه جزء من الدنيا.. ولا شك أنه لولا التطور الحضارى الذى كان موجودًا فى بلاد الشام ، 

لما بُنيَتْ المساجد على النحو الفخم الذى أنكره عمر بن الخطاب على معاوية باعتباره مخالفـًا لبساطة الدين (لذلك) لا يُعد تجنيًا على النص الدينى القول أنّ لا علاقة له بالحضارة.. وتكفى الإشارة إلى المضمون المعرفى للفكر الدينى ، مقارنة مع الفكر الحر الذى يتميّز بالحرية والتنوع والإبداع الذى يُعد من أهم السمات الحضارية لأى مجتمع .

 ولا شكّ أنّ هذا كله يعود إلى عدم قدرة النص الدينى على تصعيد العنصر الحضارى فى حياة المجتمع باعتبار أنّ هذا العنصر بشرى فى المقام الأول ، ويحتاج فى مجال البناء الحضارى إلى العقل أكثر مما يحتاج إلى النص الدينى)) (مصدر سابق- من ص97- 99) وأضاف ((النص الدينى يرفض أى شك من العقل ، 

مما يُـفسر ذلك النزاع الدائم بين الفلسفة والدين ، أو بين العقل والنقل ولذا سادتْ مقولة ابن تيميه ((من تمنطق فقد تزندق) ولذلك من الصعوبة الادعاء أنّ النص الدينى يدعو إلى كل ما هو عقلانى ، لأنّ الحقيقة خلاف ذلك.. 

ولو ظلّ المسلمون مُطبقين للنص الدينى لما تطور لديهم مبدأ المساواة ولظلّ غير المسلمين يعانون من الظلم القانونى والاجتماعى . كما أنّ الفارق الاجتماعى بين المسلمين أنفسهم (بين أشراف وعوام الناس) سيظل قائمًا)) وذكر ((أنّ النص الدينى سبب مباشر فى إعاقة تطوير مبدأ المساواة ، وبما يُمثل جناية على المرأة وبما يُـدحّض بصورة قاطعة الادعاء بأنّ الإسلام كرّم المرأة)) (ص119) 

ولذلك فإنّ ((الدول الإسلامية تتحفظ على الإعلان العالمى لحقوق الإنسان خاصة فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسيْن . كما تتحفظ على بعض بنود الاتفاقات الدولية النابذة للتمييز ضد المرأة . 

والسبب فى هذا كله يكمن فى النص الدينى الذى يرفض الفقهاء تطوير أحكامه)) (ص193) وبينما المواثيق الوضعية مع المساواة التامة بين البشر، فإنّ المساواة بين المسلمين وغير المسلمين فهى منعدمة على الاطلاق ، إذْ أجمع الفقهاء على رأى عمر الذى أمر ((بجز نواصيهم وشد الأحزمة فى أوساطهم وأنْ يركبوا الدواب عرضًا)) 

ولذا فإنّ مركز اليهود والنصارى فى الدول الإسلامية مُـنحطـًا من الوجهة الاجتماعية ، ويُشبه مركزهم فى أوروبا فى العصور الوسطى . ونخلص من ذلك إلى صعوبة معنى مبدأ المساواة على إطلاقه فى الفكر الإسلامى ، نظرًا إلى الارتباط العنصرى بالنص الدينى من جهة ، واجتهادات الفقهاء المرتبطة بالنظرة الدونية لغير المسلم وللمسلم الرقيق (العبد) من جهة أخرى)) (ص248) 

ولكل ذلك ((ذكرتْ موسوعة العلوم السياسية أنّ الإعلان (الإسلامى) لحقوق الإنسان لم ينل ترحيب بعض الدول الإسلامية التى تحفظتْ على بعض البنود ، مثل ((حق الحياة وحرية التصرف فيها وحرية العقيدة وحق الزواج وحق اختيار الشريك والحق فى الميراث والمساواة المُطلقة بين المرأة والرجل . وأنّ الحقوق والحريات الواردة فى الإعلان ليستْ مطلقة بل مقيدة بالشرع ويجب أنْ تكون متفقة مع الشريعة الإسلامية)) 

وكان تعقيب د. البغدادى ((ألا يعنى ذلك وجود حريات لا تتفق مع الشريعة الإسلامية ؟ وكان يجب على واضعى الإعلان ذكرها وتحديدها. 

كذلك ورد فى الديباجة أنّ البشرية فى حاجة ماسة إلى سند إيمانى ، وفى نفس الوقت تـُعلن الحرب على الديانات الغربية (المادية) من جهة كما تلغى القيمة الدينية للديانات الأخرى من خلال الحكم على بطلانها من جهة أخرى)) (من 255- 257) 

ولذلك ((يقتضى الأمر أنْ يُعاد النظر فى ترتيب علاقة الإنسان بالمجتمع وليس مع الله نظرًا إلى أننا نعيش فى مجتمع مدنى وإذا تمكن الفكر الدينى من التعامل مع الإنسان كمفهوم مستقل ، عندئذ سيتغير مفهوم الدين للحرية. وستكتسب الحرية أبعادًا حضارية جديدة)) ص 323) 

وعن ذات الإعلان (الإسلامى) لحقوق الإنسان كتب المفكر الجليل خليل عبد الكريم أنه لم يحدث – ولو مرة وحيدة – أنْ خرج الإسلاميون ((بنظرية علمية إنسانية أو طبيعية استقوها من النصوص (الدينية) وهذا أمر بديهى لعدة أسباب منها : إنّ النصوص الدينية ليس من وظيفتها إفراز نظريات علمية. 

كما أنّ البيئة التى ظهرتْ فيها لم تكن مهيأة لظهور نظريات علمية فى زمانها ، فما بالك بعد مضى نيف وعشرة قرون . وأخيرًا فإنّ النظريات العلمية إنما تجيىء نتيجة للتجريب والملاحظة ولا تـُمطرها السماء عن طريق النصوص. 

وقد فات الجهابذة البهاليل الذين دبّجوا مواد الإعلان (الإسلامى) لحقوق الإنسان أنّ تلك الحقوق انتزعها البشر بجهودهم انتزاعًا وبتضحياتهم ودمائهم ، وأنها لستْ منحة إلهية أو عطية نبوية وهبة خليفية. 

لقد فات على الإسلاميين الذين وضعوا الإعلان (الإسلامى) لحقوق الإنسان ، فى غمرة حماستهم الفجة للإسلام ومحاولة إظهاره فى كل ميدان بأنه لا يقل عن غيره ، ولذلك أرجعوا (إعلانهم) إلى النصوص المقدسة ، ولو أنهم أرجعوه إلى نضالات المسلمين والعرب ، والثورات الشعبية فى مصر ومنها الثورة العارمة التى انفجرتْ فى عهد المأمون العباسى والذى حضر من بغداد عاصمة خلافته ونجح فى إخمادها بوحشية ودموية.. حتى الثورات الحديثة ، لو فعلوا ذلك لكان لإعلانهم ذاك مصداقية)) (الإسلام بين الدولة الدينية والدولة المدنية - مصدر سابق – من ص 91- 93) 

كما قسّمتْ منظمات حقوق الإنسان العالمية الحقوق إلى قسم فردى ويشمل (حق السكن والتنقل وعدم التلصص على الأفراد أو مراقبتهم إلاّ بقرار المحكمة وعدم فتح خطاباتهم أو تسجيل مكالماتهم الخ) 

وهذا القسم يدخل ضمن باب (الحريات العامة) والقسم الثانى هو (الحريات السياسية) ويشمل أسلوب الحكم (برلمانى أو رئاسى أو مختلط) وآلية تداول السلطة (الانتخاب الحر المباشر) 

والرقابة على المال العام (مجلس نيابى مُـنتخب + أجهزة رقابية مثل الجهاز المركزى للمحاسبات فى مصر) الحرية الكاملة للإعلام لمُحاربة الفساد السياسى والأخلاقى ، والاستغلال الاقتصادى ، ووضع الدساتير التى تـُحدّد طبيعة العلاقة بين أفراد الشعب من ناحية ، وبين السلطة الحاكمة والشعب من ناحية ثانية. 

وتلك الحقوق لم يعرفها التاريخ العربى / الإسلامى ، سواء على مستوى النصوص الدينية أو على مستوى ما حدث على أرض الواقع . 

فإذا كانت التطورات الحديثة مع حق الشعب فى سحب الثقة من الوزراء ومن رئيس الدولة فى الحالات التى ينص عليها الدستور(مثل التجسس لصالح جهة أجنبية أو التفريط فى المال العام لصالح المستثمرين الخ) فإنّ الإسلام لم يعرف تلك الآلية ، بل هو ضدها لأنّ (التشريعات السماوية) ضد التشريعات الوضعية. والإسلام يعتمد على قاعدة أنّ المُشرّع هو الله وليس البشر. وبالتالى فإنّ الحاكم (الخليفة) هو (ظل الله على الأرض) 

تنفيذا للنص القرآنى ((أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم)) وفى آية أخرى نصّتْ على ((وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإنْ توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين)) (المائدة/ 92) وبالتطبيق لهذا النص قال محمد ((من أطاعنى فقد أطاع الله. ومن أطاع أميرى فقد أطاعنى . ومن عصانى فقد عصى الله. ومن عصى أميرى فقد عصانى)) (أبو الحسن الماوردى - الأحكام السلطانية والولايات الدينية - مطبعة مصطفى البابى الحلبى بمصر- عام 1973- ص48) 

وبينما التشريعات الوضعية مع المساواة التامة بين المرأة والرجل ، وأنّ مِنْ حق المرأة تولى أى منصب فى قيادة وطنها فإنّ الحديث النبوى صريح إذْ قال ((ما أفلح قومٌ أسندوا أمرهم إلى امرأة)) (المصدر السابق- ص27) وأضاف فى باب (فى ولاية القضاء) أنّ الشرط الأول هو أنْ يكون القاضى من الرجال لنقص فى النساء. 

والشرط الثانى أنْ يكون (حرًا) لنقص فى (العبيد) (ص65) ولهذا كما كتب أحد الأصوليين فإنّ ((التشريع الإسلامى فى وادٍ والتشريع الفعلى والتنفيذى فى وادٍ آخر)) (د. رؤوف شلبى- الشيخ حسن البنا ومدرسته - دار الأنصار- عام 78- ص339) وبالتالى لا يجوز الحكم إلاّ بما أنزل الله. 

وتنفيذا لذلك يجب على عضو جماعة الإخوان المسلمين ((مقاطعة المحاكم الأهلية وكل قضاء غير إسلامى . ومقاطعة الأندية والصحف والمدارس والهيئات التى تـُناهض فكرتك الإسلامية مقاطعة تامة)) وعلى العضو الإسلامى أنْ لا ((يُـكثر الجدل فى أى شأن من الشئون أيًا كان)) (ص400، 404) وأنّ من بين الموبيقات العشر ((الخلافات السياسية والمذهبية والشخصية)) ومن بين المُـنجيات العشر ((إقامة الحدود الإسلامية)) (ص407، 408) 

وإذا كانت المادة رقم 18 من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان مع الحق فى تغيير الديانة ، فإنّ ذلك يتعارض مع حديث محمد ((من بدّل دينه فاقتلوه)) وقال الإمام مالك ((لا أقبل توبة من ارتد إلى ما يتستر به من الزندقة. وأقبل توبة غيره من المرتدين.

 وقال أبو حنيفة ((من قام على ردته ولم يتب وجب قتله رجلا كان أو امرأة)) وقد قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالردة امرأة كانت تكنى أم رومان . ومدة التوبة ثلاثة أيام بعدها يُقتل صبرًا بالسيف. وقال ابن سريج من أصحاب الشافعى يُـضرب بالخشب حتى يموت ، لأنه أبطأ قتلا من السيف (أى حتى يطول تعذيبه) ولا يُـغسل ولا يُـصلى عليه ولا يُدفن فى مقابر المسلمين . 

ويجوز قتل الأسرى وسبى نسائهم . وأنّ المولود بعد ردة أمه أو أبيه يجوز سبيه)) والفقه الإسلامى يُـفرّق بين دار الإسلام ودار الحرب من أربعة وجوه : 

وجوب قتل الأسرى مُـقبلين ومُدبرين (أى عند محاولة الهروب) كالمشركين 

والثانى إباحة إمائهم أسرى ومُمتنعين 

والثالث تصير أموالهم فيئــًا للمسلمين 

والرابع بطلان مناكحتهم (أى فيما بينهم) وقال أبو حنيفة تبطل مناكحتهم بارتداد أحد الزوجيْن)) 

وقال ((قاتل أبو بكر مانعي الزكاة (فى الحقيقة كانت الصدقة وليست الزكاة – ط . ر) مع تمسكهم بالإسلام حتى قالوا والله ما كفرنا بعد إيماننا ولكن شححنا على أموالنا فقال عمر لأبى بكر رضى الله عنهما علامَ تقاتلهم ورسول الله يقول : أمرتُ أنْ أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله. فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأولادهم)) (الماوردى – مصدر سابق- من 55- 58) 

وبينما الليبرالية أنتجتْ آلية (الديمقراطية) لتنظيم شئون الحكم ، فإنّ الإسلاميين يتمسكون بآلية مستمدة من الإسلام (الشورى) وفى رأى الأصوليين فإنّ الحاكم غير مُلزم برأى مَنْ استشارهم وأنّ مهمة الشورى كما كتب سيد قطب ((تقليب أوجه الرأى أو اختيار اتجاه مِنْ الاتجاهات المعروضة ، فإذا انتهى الرأى إلى هذا الحد انتهى دور الشورى وجاء دور التنفيذ)) (فى ظلال القرآن- المجلد الأول دار الشروق- عام 82- ص512) وكتب الشيخ الشعرواى أنّ ((الشورى لا تـُلزم الحاكم الذى بايعته الأمة الإسلامية بيعة إيمانية ، لأنّ الحاكم حين ينال بيعة الأمة الإسلامية على أساس دينى يكون مُـتحملا للأمر بأكمله مسئولا عنه أمام الله وأمام الرعية)) (الشورى والتشريع فى الإسلام - دار ثابت بالقاهرة - عام 81- ص 17) ولابد مِنْ ملاحظة تعبير (الرعية) المُستمد من مجتمع رعاة الغنم ، وأنّ الجماهير لا رأى لهم لأنهم أشبه بالمعيز. وفى هذا الشأن كتب المرحوم خليل عبد الكريم ((الفرق جوهرى بين (الشورى) و(الديمقراطية) فالأول يقتصر على أخذ رأى (الملأ) أما (القبيل) فلا حساب عنده ولا قيمة. فى حين أنّ الآخر يرتكز أساسًا على رأى القاعدة الشعبية العريضة لا على رأى (الايليت) أو النخبة أو الصفوة أو الملأ أو مجلس الشورى ، فهو حكم الشعب بالشعب لصالح الشعب . ومَنْ يناقض هذه الحقيقة تقف ضده الأصول التاريخية للشورى وطبيعتها ومكوناتها وكذلك السوابق التى حفظتها لنا كتب التاريخ. سواء فى الفترة السابقة على الإسلام أو فترة الخلافة الإسلامية)) 
والديموقراطية نظام يتأسّس على الانتخاب من القاعدة إلى القمة ، فى حين أنّ نظام الشورى لا يعرفه ولم يعرفه طوال ماضيه. ولهذا ((ليس مصادفة أننا لم نقرأ فى كتب التاريخ الإسلامى أنّ خليفة أو واليًا تمّ تنصيبه عن طريق الانتخاب الحر المباشر الذى شاركتْ فيه جماهير المسلمين (السواد/ العامة/ الرعية) وليست البيعة انتخابًا بأى صورة من الصور، حتى (البيعة العامة) لا يمكن أنْ توصف بذلك ، فالبيعة الخاصة تقوم بها النخبة أو (مجلس الشورى) أو ما أطلقوا عليه (أهل الحل والعقد) وأضاف أ. خليل ((ليس صحيحًا ما يدّعيه البعض أنّ الشورى هى الطبعة العربية أو الإسلامية للديمقراطية ، ذلك أنّ الاختلاف الجذرى بين كنه وطبيعة النظاميْن يؤكد أنه ادعاء فاسد وكذلك القول بأنّ الديمقراطية هى الوسيلة العصرية للشورى – كما قال الأصولى محمد سليم العوا – فهذا خلط للأوراق وتمييع للمفاهيم وهدم لحدود التعريفات)) فإذا كانت الشورى والديمقراطية نقيضان فكيف تكون إحداهما وسيلة للأخرى ؟ ويرى أ. خليل أنّ هناك سببًا آخر لرفض آلية الشورى وضرورة احلال الديمقراطية ، وهذا السبب ((هو الطغيان السياسى من قِبل غالبية حكام العرب والمسلمين وبطاناتهم المتعددة الأشكال ، والذى هو من أخطر الأمراض التى تضرب بجذورها لأعماق غائرة فى جسد الشعب العربى . وأنّ التمسك بالشورى – مع الهجوم على الديمقراطية بحجة أنها دخيلة ومستوردة (من بلاد الكفار) يُساعد على تجذير الطغيان السياسى وتكريسه واستشرائه وإضفاء شرعية عليه. ولذا فليس من باب المصادفة أنّ عددًا من الأنظمة الحاكمة حكمًا استبداديًا تـُشجع عودة الشورى وشنْ الحملات الضارية على الديمقراطية ونعتها بأبشع الأوصاف ، وهذا ما تفعله الجماعات الفاشستية التى ترفع شعارات دينية لإخفاء أهدافها السياسية الدنيوية)) (الإسلام بين الدولة الدينية والدولة المدنية- سينا للنشر- عام 95- من ص 139- 144) 
كما تبدو صعوبة التوفيق بين الإسلام وآليات العصر الحديث فيما يتعلق بمسألة نشأة الأحزاب ، فالإسلام لا يعرف إلاّ حزبيْن (حزب الله) سورة المائدة/ 56 و(حزب الشيطان) سورة المجادلة/19. والاسم الأول (حزب الله) سرقه فريق من اللبنانيين من القرآن بقيادة حسن نصر الله فى مواجهة (حزب الشيطان) لأنّ أعضاء حزب الله ((هم الغالبون)) أما أتباع حزب الشيطان ((هم الخاسرون)) والنجم التليفزيونى الشيخ الشعرواى حذر فى خطبه من (حزب الشيطان) فى تفسيره لسورة المجادلة وربط ذلك بضرورة عدم موالاة غير المؤمنين أتباع (حزب الشيطان) والتسجيل موجود على موقع You Tube لذلك كان برنامج الإخوان المسلمين ((القضاء على الحزبية)) (د. رؤوف شلبى – مصدر سابق – ص 441) وكتب عن رفض الإخوان المسلمين لثورات الشعوب فقال ((أما الثورة بالمفهوم الغوغائى الشعوبى أو بمفهومها العسكرى فلا يُـفكر فيها الإخوان ، بل لا يؤمنون بجدواها ، فقد ثار عرابى وسعد زغلول فما زاد الوطن إلاّ خسرانـًا (ولذلك) فإنّ الإخوان المسلمين لا يُفكرون فى الثورة ولا يعتمدون عليها ولا يؤمنون بنفعها ونتائجها)) وهو ما ورد فى رسالة (المرشد) حسن البنا فى المؤتمر الخامس (المصدر السابق - ص368، 369) وهو ما تأكد فى مجلة النذير (العدد 33) الصادرة عن جماعة الإخوان المسلمين حيث جاء بها ((إنّ إهاجة العامة ثورة .. وإنّ الثورة فتنة.. وأنّ الفتنة فى النار)) 
وفى سنة 1938 كتب حسن البنا فى مجلة النذير مقالا بعنوان (الإخوان بين الدين والسياسة: أهو تدخل حزبى أم قيام بواجب إسلامى) قال فيه ((ليس هناك شىء اسمه دين وشىء اسمه سياسة وهى بدعة أوروبية)) وبالتالى ((ضرورة القضاء على الحزبية وإلغاء الأحزاب)) (طارق البشرى- الحركة السياسية فى مصر: 1945- 52. دار الشروق – عام 83- ص 54) 

لكل هذه الوقائع والنصوص الدينية ، يتبيّن للعقل الحر استحالة التوفيق بين آليات الإسلام وآليات العصر الحديث ، وإذا كانت التشريعات الوضعية ومواثيق حقوق الإنسان العالمية ، هى التى حمتْ ونظــّمتْ الحقوق الشخصية والسياسية ، فإنّ كثيرين من أدعياء الليبرالية هاجموا منظمات حقوق الإنسان ، وامتلك أحد الباحثين جرأة الافتئات على الواقع فكتب ((تتخذ منظومة حقوق الإنسان طابعًا أيديولوجيًا يُحفز على الاستهلاك والاندماج فى السوق الرأسمالية))

 ثم كان أكثر صراحة فى عدائه لتجارب الشعوب الأوروبية فكتب ((المفاهيم الغربية لحقوق الإنسان لا تصلح للتعميم لأنها جزء عضوى من الحالة الغربية العنصرية المعاصرة)) (الكاتب المغربى – د. محمد سبيلا – مجلة الدوحة – العدد 15- يناير2009) 

ولا يكون أمام العقل الحر غير اللجوء إلى براءة الأطفال فى أسئلتهم الفطرية : مَنْ الذين تنطبق عليهم صفة (العنصرية المعاصرة) ؟ كما قال سيادته ؟

 أليسوا هم أبناء الثقافة الأحادية المنغلقة التى فرّقتْ بين (الحر) و(العبد) وبين (المسلم) و(أهل الكتاب) وبين (المرأة) و(الرجل) ومع قطع اليد والجلد وقص الرقبة (ونحن فى القرن الحادى والعشرين) 

فى حين أنّ أبناء ثقافة (التعددية) مع المساواة المُطلقة لكل البشر، بغض النظر عن الدين واللون والعرق الخ. والكارثة أنّ شعوب المنطقة المُسماة ب (العربية) مكتوب عليهم تلقى الطعنات من الأصوليين الإسلاميين حتى لا يخرجوا من ظلمات العصور الوسطى ، 

ثم يأتى أدعياء الليبرالية ، كجيش احتياطى من المتطوعين (لحساب من ؟ العلم عندهم وحدهم) ليقوموا بمهمة الاجهاز على روح النضال الفكرى لدى الشرفاء من أبناء الشعوب العربية ، الحالمين بمستقبل أكثر تحضرًا ، أى أكثر إنسانية.

في تونس الإنتحار يعصف بالأطفال و الشباب هل من حلّ لهم يا ذوي الألباب؟


في تونس الإنتحار يعصف بالأطفال و الشباب هل من حلّ لهم يا ذوي الألباب؟




علّمنا بعض من قرأنا لهم من باحثين نفسيين وفلاسفة وأطباء أن الألم الذي لا ينقال والوجع الذي لا يُرمَّز، يعبّر عنه الجسد لاواعيا قلقا ومرضا... 

ولا أشك أن ما بدأ يشيع اليوم من انتحار بعض اليافعين دليل واضح على يأس من المستقبل يعبرون عنه فعلا لا قولا لأنهم عاجزون على وضع كلمات على جروحهم...

أدعو بكل لطف الجهات المختصة إلى أن تأخذ المسألة بجد يتجاوز إثارة الخبر أو استهجان الظاهرة إلى التساؤل: 

ما الذي يجعل شبابنا يائسا مثل هذا اليأس؟ 

ما الذي يجعل الأساتذة يدرسون تلاميذ وطلبة لا يبالون آصلا بالدروس؟ 

ما الذي يجعل الذكور يقلّون في التعليم العالي متوجها كثير منهم إلى الحرقة أو الانحراف أو "الكنترة" أو "تدبير الرأس"؟ 

ما الذي يجعل سياسيينا وإعلامنا في واد وشبابنا في واد آخر؟؟؟ 

ما الذي يجعل الشباب أكثر إحباطا من آبائهم وأمهاتهم؟

هذا كله يحتاج دراسات جادة ورغبة في إيجاد الحلول تتجاوز بروباغاندا السياسة...

فهل يسمعون؟؟؟

ألفة يوسف

jeudi 2 avril 2015

ما أكثر الصدف بين الباجي و الغنوشي

ما أكثر الصدف بين الباجي و الغنوشي




من لقاء فرنسا إلى لقاء معرض الكتاب مرورا بلقاء الحكومة و مجلس الشعب كلها صدف في صدف و ما أكثر الصدف بين الباجي و الغنوشي و ربي يحسن العواقب

التشدد الديني وراء تخلفنا و قتل خيرة أبنائنا و بناتنا


التشدد الديني وراء تخلفنا و قتل خيرة أبنائنا و بناتنا




التشدد الديني وراء قتل الخلفاء و العلماء و السياسيين

لقد قتل عمر الفاروق سنة 644م في صلاة الفجر مطعونا بخنجر مسموم على يد أبي لؤلؤة المجوسي.

فهل تعلم أن أبا لؤلؤة له مزارا في إيران؟

و عثمان بن عفان مات مقتولا وهو جالس في منزله يقرأ القرآن.

وقُتِل علي على يد عبد الرحمن بن ملجم الخارجي

و هل تعلم أن عمر بن عبد العزيز الملقب بخامس الخلفاء الراشدين قد قتل مسموما  لعدله؟

أنّ المصادر المُوثقة أخبرتنا ((بأنّ عددًا ليس قليلا من صحابة رسول الله قد قتل عددًا ممن يحملون نفس اللقب (أى صحابى) ولن نذكر ما حدث فى وقعة الجمل التى سقط فيها عشرة آلاف منهم عدد كبير من الصحابة. 

ولا ما حدث فى صفين ولا فى النهروان وأنّ النبى مات وهو راضٍ عن هؤلاء (الصحابة) الذين تقاتلوا حتى قتلوا بعضهم بعضًا ، ولم يقتلهم (أجانب) غير عرب وغير مسلمين وإنما ما حدث أنّ مسلمين موحدين قتلوا مسلمين موحدين مثلهم
   
و شمل القتل و التنكيل العلماء و المعارضين على إمتداد القرون حتى أيامنا هذه:

لقد قام الخليفة المتوكل –المعروف بشدة بأسه وتشدّده وتزمّته الأشعري الجبري اللاعقلاني- بمواجهة المعتزلة، حيث قتل وعذب كثيراً منهم، إلى أن انتهت هذه الفرقة الكلامية العقلية في مهدها و كانت حجة المتوكل التي ارتكز فيها على قتل المعتزلة تقوم على أنهم ضلوا طريق الحق

و هل تعلم أن ما بقي من فكر المعتزلة و أعمالهم و كتبهم كانت سببا في نهضة أروبا؟
                    
 هل تعلمون أنّ رجال الدّين أحرقوا كلّ كتب ابن رشد؟

هل تعلمون أنّ ابن سينا كان ملقّبا بإمام الملحدين أو شيخ الملحدين؟

هل تعلمون أنّ الرّازي أعلن كفره بكلّ مذاهب شيوخ الدّين وكان يسخر منهم في كلّ مجالسه؟

هل تعلمون أنّ التّوحيدي أحرق كتبه بنفسه بسبب القهر واليأس من رجال الدّين في عصره؟ 

وأنّ المعرّي فرض السّجن على نفسه لنفس الأسباب؟...

 هل تعلمون أنّ ابن المقفّع مات مقتولا وهو لم يتجاوز الثّلاثينات من عمره؟

هل تعلمون أنّ إخوان الصّفاء كانوا لا يذكرون أسماءهم بسبب الخوف من إهدار رجال الدّين لدمائهم؟

هل تعلمون أنّ أمّ الجاحظ كانت تشتكي من ابنها بسبب إفراطه في طلب العلم والقراءة… إلى أن مات المسكين بسبب سقوط خزانة كتبه عليه!!

هل تعلمون أنّ خيرة رجال الدّين، وفي مقدّمتهم الإمام الشّافعيّ، كانوا يعتبرون أنّ بعض علوم الطّبيعة والكيمياء والفلسفة من المحرّمات، مثلها مثل التّنجيم والضّرب بالرّمل والسّحر!!!

هل تعلمون أنّ الإمام الغزالي والذّهبي وابن القيّم وابن الجوزي وابن تيمية، وغيرهم من "كبار"رجال الدّين، أفتوا بتكفير وهدر دم كلّ من يمتهن أنواع العلوم العقليّة بدعوى أنها قد تتسبّب في كفر المسلمين وابتعادهم عن دينهم الحنيف؟

هل تعرفون أن الغزالي الذي كفّر الفلاسفة تمّ تكفيره هو الاخر في عهود متأخرة؟

هل تعرفون الطّبري؟طبعا تعرفونه، ومن لا يعرف الطّبري؟! صاحب أشهر كتاب تفسير للقرآن، وصاحب أشهر كتاب تاريخ كتبه المسلمون.

هل تعلمون كيف مات الطّبري؟

الطّبري مات كمدا وقهرا بعد أن رجمه الحنابلة واتّهموه بالكفر والإلحاد بسبب اختلافه مع مذهب الإمام ابن حنبل. الحنابلة رجموا منزله بالحجارة إلى درجة أنّ باب منزله لم يعد يُفتح بسبب أكوام الحجارة المتراكمة عليه.

هل تعلمون كيف مات الطاهر الحداد ؟ عد عدة قرون من موت الطبري يعاد نفس السيناريو للطاهر الحداد على كتابه إمرأتنا في الشريعة و المجتمع لقد وقع له ما وقع للطبري إذ رمي بالكفر  من رجال الدين و أنصارهم تقريبا و رجموا منزله بالحجارة و النجاسة و حرم من الخروج من منزله 

هل تعلمون من قتل المتصوف الكبير الحلاج؟

هل تعلمون من اغتال المفكر المصري فرج فودة؟

هل تعلمون لماذا فرّ المفكر نصر حامد ابو زيد من مصر؟

هل تعلم من إغتال شكري بلعيد و الحاج محمد البراهمي؟....

هل تعلمون أنَّ الطبري قتل و الحلاج صلب و المعري الضرير حُبِس  وسفك دم أبن حيان, ونفي ابن المنمر الطرابلسي وحرقت كتب الغزالي وابن رشد و الأصفهاني و الفارابي والرازي وابن سيناء والكندي والغزالي لقد أضطهدوا و كفّروا و هدر دمهم , وربما لا تعلمون ان السهروردي مات مقتولا, و قطعوا أوصال ابن المقفع, ثم شويت أمامه ليأكل منها قبل أن يلفظ أنفاسه بأبشع أنواع التعذيب, وان الجعد بن درهم مات مذبوحا, وعلقوا رأس (أحمد بن نصر) وداروا به في الأزقة, وخنقوا (لسان الدين بن الخطيب) وحرقوا جثته, وكفروا (ابن الفارض) وطاردوه في كل مكان. .

mercredi 1 avril 2015

تونس تدفع ثمن انتهازية و إرهاب«النهضة الإخوانية»


تونس تدفع ثمن إرهاب وانتهازية «النهضة الإخوانية»

عملية متحف باردو

ويبقى التكفيريون آفة إخوانية أصيلة من المحيط إلى الخليج و لا ينتفوا إلا بإنتفائهم.


منقول عن علاء عزمي   //   2015-03-19 بتصرف

سارع البعض، ولهم الكثير من الحق، باتهام حركة النهضة بقيادة راشد الغنوشى، بالوقوف خلف العملية الإرهابية التى نفذها مسلحون بمتحف باردو بالعاصمة تونس ..، وأسفرت عن إصابة ومقتل عشرات من بينهم عدد كبير من السائحين الأجانب، 

وذلك على أساس أن الحركة الإخوانية أزيحت من الرئاسة، والبرلمان، والحكومة، على خلفية الانتخابات التشريعية والرئاسية التى شهدتها البلاد نهاية العام الماضى، لتتحول من مقاعد السلطة إلى المعارضة، وبالتالى ووفق كتالوج الإخوان الانتهازى، فإنها لن تتردد فى فرش الأرض بالعراقيل أمام الرئيس الجديد الباجى قايد السبسى، وحزبه "نداء تونس" لضربهما..

جماعات إسلامية متطرفة حظت برعاية إخوان تونس تقف خلف عملية «باردو»

أيضا لأن التكفيريين وعناصر السلفية الجهادية توطنت تحت سمع وبصر إخوان تونس بعد الإطاحة ببن على

فهناك شبهات عن علاقات قوية تجمع الغنوشى وزعيم «أنصار الشريعة» الليبية...

لكن بعضًا من ذلك الاتهام ينطوى على أساس، ومفاده أن الجماعات التكفيرية المسلحة، وهى بالأساس محسوبة على السلفية الجهادية الشرسة، توطنت فى تونس تحت سمع وبصر إخوان النهضة، إبان كانت مقاليد الحكم فى أيديهم بعد الإطاحة ببن على، 

إذ لجأ التنظيم إلى سياسته المعهوده فى احتواء وحشد التيارات الإسلامية، بما فيها المتطرفة، ...، بما يوحى بسيطرته عليهم من ناحية، ومن ناحية أخرى لأجل إخافة المنافسين والأعداء عند اللزوم.

إلا أن النهضة التونسية، تفعل ذلك وهو شر فى كل الأحوال، بذكاء و خبث شديد، على خلاف حالة التخلف السياسى لفرعها الإخوانى الأم بالقاهرة.. إذ أنها قطعت شوطًا كبيرًا نحو التجذر فى السلطة عبر اللعبة الديمقراطية، وبالتالى لا تريد أن تخسر كل شىء.

إذا عملية باردو أرادت منها النهضة أن تظهر كردّ فعل تلقائى، من الجماعات السلفية الجهادية فى تونس، لما يعتبرونه انقلابًا على مشروع الحكم الإسلامي وتمكين العلمانيين منه، .....

ومع كل ما تقدّم تظل النهضة مسؤولة أيضًا لعدم خوضها مراجعات فكرية حقيقية تقوّم فيها أدبياتها وقواعدها من جهة، وتسهم من جهة أخرى فى تصحيح مسار التكفيريين.. لانّ  النهضة التونسية مازالت تنهل من ظلام أفكار جماعتها الأم القطبية.

إذن من المسؤول الفعلى عن جريمة باردو؟.. المتأكّد للجميع اليوم أن النهضة مسؤولة فكريًا وسياسيًا على خلفية مسؤوليتها السابقة فى السلطة، ومسؤوليتها الروحية تجاه الإسلام السياسى....

إخوان تونس أو ما يعرف بإسم "النهضة" أو النكبة

وفى دراسة للتونسى هادى يحمد بعنوان "وهم الانتصار النهائى على الإرهاب"، يقول نصًا "لا يمكننا فهم استعصاء الجماعات التكفيرية المسلحة فى تونس دون الأخذ بعين الاعتبار أن أرضنا أصبحت مشتلة للإرهابيين ومصدرة وموردة لهم"، 

لافتًا النظر إلى أن السنوات الأولى بعد الإطاحة ببن على والتى شهدت "العفو التشريعى العام" فتح فيها الباب واسعا لا لإطلاق سراح الإرهابيين من سجون المرناقية وبرج الرومى والهوارب فحسب، 

بل إلى جلب الخبرات القتالية التكفيرية "تنتمى للقاعدة ولمقاتلى مصعب الزرقاوى" التى قاتلت على أكثر من جبهة فى مناطق النزاعات، وتابع بأن تونس غدت "أرض هجرة" للتكفيريين التونسيين فى أوروبا.

وينقل الباحث الجزائرى توفيق المدينى، عن تقارير أمنية تونيسية، أن منطقة الزنتان الليبية، تحولت إلى معسكر تدريب للعديد من التوانسة، يتراوح العدد الإجمالى بين 4 أو 5 آلاف، حيث يعد زعيم تنظيم "أنصار الشريعة" أبو عياض هؤلاء الإرهابيين للقيام بهجوم كبير على جنوب تونس، واحتلاله، والقيام بعدة تفجيرات فى العديد من المدن التونسية، واغتيال عدد كبير من السياسيين، ومهاجمة المؤسسات العامة.

و في دراسته يؤكّد المدينى تورط الإخوان فى الإرهاب بتونس والشمال الإفريقى، فينقل عن الطيب العقيلى عضو المبادرة الوطنية للكشف عن اغتيالات الشهيدين شكرى بلعيد ومحمد البراهمى، ما قاله فى ندوة عامة قبل أشهر، عن تورط قيادات من حركة النهضة فى علاقة بالتنظيم الإرهابى فى المغرب العربى فى رعاية الإرهاب والإرهابيين، 

فى ديسمبر 2011 قابل راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة عبد الحكيم بلحاج فى ليبيا مع كاتب الدولة للشؤون الخارجية القطرى، ويوسف القرضاوى.

كما تم استقبال زعيم أنصار الشريعة الليبية الإرهابية عبد الحكيم بلحاج كضيف شرف فى الذكرى الثانية للثورة الذى نظمه شباب حركة النهضة فى ديسمبر 2012 بحضور قيادات نهضوية على رأسهم البحيرى، وكمال النابلى، الذى خصّه باستقبال رسمى، وأيضاً العجمى الوريمى، 

إذن النهضة التونسية تظل فى دائرة المتهمين، ولو لم تنفذ بيديها، فالدماء التى سالت في جبال الشعانبي و سمامة و سيدي علي بن عون و غيرها من المدن التونسية و دم شكري بلعيد و الحاج محمد البراهمي و لطفي نقض و الدم الذي سال فى باردو كلها فى رقبة النهضة و جميع من أغمض أو سيغمض عينيه عن التكفيريين تحقيقًا لمصالحه الشخصية الضيقة، 

ويبقى التكفيريون آفة إخوانية أصيلة من المحيط إلى الخليج و لا ينتفوا إلا بإنتفائهم.


Portrait de Rached Ghannouchi par lui-même

26 Octobre 2012

Nous avons fait ce que tout journaliste français aurait dû faire avant d’induire involontairement en erreur l’opinion publique, en lui présentant le roman à l’eau de rose d’un « islamiste modéré », qui a fait ses études à la Sorbonne, qui « veut marier islam et modernité » (Isabelle Mandraud, Le Monde du 29 octobre 2011), et qui n’a jamais appelé à la violence, à l’inverse « des barbus algériens du FIS » (Arielle Thedrel, Le Figaro du 17 janvier 2011).


Portrait de Rached Ghannouchi par lui-même


Sur la Charia comme source principale de législation : 
Dans son livre Les libertés publiques dans l’Etat islamique, Centre d’Etudes de l’Unité Arabe, Beyrouth 1993, p. 54, Rached Ghannouchi écrit : « Comment ne pas stipuler l’islamité d’un chef de l’Etat, dont la tache essentielle est d’accomplir la religion, d’orienter la politique de l’Etat dans les limites de l’islam, d’éduquer la Oumma selon l’islam, d’être son imam pour la prière, de la prêcher ex cathedra…et d’être pour elle l’exemple à imiter ?Le Coran a tranché en stipulant que la souveraineté appartient à Dieu (sourate6, verset 59).

 Il est absurde et cela revient à demander l’impossible, de demander à un no-musulman d’assumer la magistrature suprême, de veiller sur la religion et la gestion des affaires ici-bas –ce qui est la fonction du chef de l’Etat- et, nous dit Ghannouchi, pour la clarification théorique, nous affirmons l’islamité du chef de l’Etat.

 Car au niveau pratique, le pouvoir islamique que nous réclamons se trouve dans les pays islamiques, et la 
majorité de ceux qui y habitent sont des musulmans. 

Ghannouchi précise dans une note en bas de page : « Il
 est à noter que la plupart des constitutions arabes, y compris la constitution tunisienne, ont stipulé l’islamité du chef de l’Etat.

 Il s’agit en effet d’une stipulation trompeuse et vide de contenu, tant que ces constitutions ne cautionnent pas d’articles imposant la charia comme source principale de toute législation, et tant qu’elles ne contrôlent pas la constitutionalité et l’islamité des lois ». 


Sur la laïcité :

Interview de Ghannouchi accordée au quotidien algérien Algérie Actualités, le 12 octobre 1989, No1252.

 A la question quelle est la place de la laïcité dans la société islamique ?

 il répond : « La société islamique est fondée sur l’interprétation des valeurs organisant la vie des individus et des communautés. 

De plus, elle organise le côté spirituel de ces derniers. C’est pourquoi, on ne saurait concevoir de société islamique laïque, ou de musulman laïc que si ce n’est en renonçant à ce qui est fondamental en Islam. 

Car la foi en Dieu n’est pas essentielle en Islam ; l’essentiel, c’est la foi en l’unicité de Dieu.

 Par conséquent, toute législation qui s’inspire d’autres sources pourrait porter atteinte à cette unicité. Une société ne saurait être islamique qu’à condition de ne pas être laïque et d’accepter l’unicité de Dieu ». 


Sur l’apostasie : 

Ghannouchi dans Les libertés publiques dans l’Etat islamique, p. 48, écrit : « L’apostasie est le reniement de l’islam après l’avoir embrassé de plein grès ; un reniement, ou les formes lui ressemblant, des constantes de l’islam, tels ses dogmes, sa charia et ses rituels…Comme porter atteinte à la dignité de Dieu ou à la dignité du prophète, la permission de braver les interdits de la charia ou la négation des devoirs religieux…etc. Des versets du Coran ont énoncé à plusieurs endroits le caractère affreux de ce crime et menacé quiconque s’en rend coupable du plus atroce des supplices.

 Quant à la tradition, la sunna, elle a exigé la mise à mort, conformément au hadith « Tuez quiconque change de religion ». 


Sur les Juifs et les Chrétiens : 

En réaction à la visite du pape Jean-Paul II en Tunisie, en avril 1996, Ghannouchi a déclaré dans l’hebdomadaire islamiste marocain, Arraya, du 23 avril 1996 : « Ce qui me traverse le cœur ainsi que le cœur de tout tunisien, c’est que la visite du chef de l’Eglise coïncide avec la réception du représentant commercial de l’entité sioniste à Tunis ; que comprennent les tunisiens de tout cela ? Peuvent-ils chasser de leurs esprits qu’il y a une invasion croisée et sioniste de leur pays ? ».

 Dans son allocution lors du 1er congrès islamique tenu à Téhéran du 4 au 6 décembre 1990, il a déclaré que "les premières lueurs de l'islam apparaissent, ainsi que les promesses d'un islam victorieux, avec un Etat islamique international...un islam qui réglera leur compte aux armées juives criminelles qui poursuivent leur croisade contre notre Oumma...L'adversité est de nature à éveiller notre nation, et à l'inciter au Djihad, à l'union et au combat contre ces régimes traîtres qui nous oppriment...(Revue de l'Islam et la Palestine, 6 février 1991). 

Autre citation: "Ce qu'il y a de plus dangereux dans la conciliation avec l'Etat Juif, c'est son influence sur ce qui reste des barrières psychologiques de notre communauté, ces barrières constituées par le dégoûts à l'égard des juifs en qui il faut voir des ennemis de Dieu et de l'humanité faisant du mal partout où ils vont..." (son livre en arabe Maqâlat haraqat al ittijaah al-islami fii Tounis, Articles du mouvement islamique en Tunisie, édité à Paris par D.A.K, 1984). 

Dernière citation, la conférence de Ghannouchi à Khartoum, lors du congrès de l'Internationale islamiste, tenu au Soudan du 25 au 28 avril 1991 : "Notre incitation à combattre les nations impies dirigées par les Juifs, les américains, les occidentaux, doit se poursuivre...Nous les combattrons, nous inciterons à les combattre et nous transmettrons à nos générations futures un sentiment de haine à leur égard, nous les menacerons de vengeance..." (Revue Al-Insân, éditée en France et dirigée par Habib Mokni, No 5, juillet 1991, p.20).    


Ghannouchi et l’hitlérien Qaradaoui. 

Le prédicateur d’Al-Jazeera et conseiller spirituel de cheikh Hamad, le copain de Sarkozy, déclare sur cette chaine intégriste, le 28 janvier 2009 : « Tout au long de l’histoire, Allah a imposé aux Juifs des personnes qui les châtieraient de leur corruption. Le dernier châtiment a été administré par Hitler. 

Avec tout ce qu’il leur a fait –et bien que les Juifs aient 
exagéré les faits- il a réussi à les remettre à leur place. 

C’était un châtiment divin. Si Allah veut, la prochaine fois, ce sera par la main des musulmans…Pour conclure mon discours, je voudrai dire que la seule chose que j’espère et qu’à l’approche de la fin de mes jours, Allah me donne l’occasion d’aller sur la terre du djihad et de la résistance, même sur une chaise roulante. Je tirerai sur les ennemis d’Allah, les Juifs, et ils me lanceront une bombe dessus, je finirai ma vie en martyr. Loué soit Allah, roi de l’univers ». 

Maintenant, ce que Ghannouchi déclare dans une interview au site d’information Ashihab, menée par Ala-Iddine Al-Rachi, le 5 octobre 2005 : « Cheikh Qaradaoui est un éminent savant. C’est mon maitre, l’exemple que j’ai suivi dans la recherche de la vérité et dans mon combat pour réaliser l’Etat islamique. Il dit ce que l’islam ordonne ». 

A rappeler que Ghannouchi est membre du Conseil européen de la Fatwa et de la recherche, dont Qaradaoui est le président. 

C’est une institution de production juridique de l’Union des organisations islamiques d’Europe, dont l’UOIF est la section française. 

Chronologie sommaire des méfaits et forfaits des islamistes tunisiens : 

Avril, mai, juin 1986 : manifestations et actions violentes des étudiants islamistes (UGTE) au sein de l’université. 
Octobre 1987 : un imam de la banlieue nord de Tunis (Ibrahim Ouergui) est vitriolé. Il décède un mois plus tard. 
Décembre 1987 : un gardien de la paix à Jendouba (Salah el-Manaï) subira le même sort. 
Le 2 août 1987 : attentats à la bombe dans 4 hôtels à Sousse et à Monastir. Plusieurs touristes européens gravement blessés, dont une allemande qui décèdera une année après. Cerveaux de l’opération, Salah Karkar et Hammadi Jebali, actuel premier ministre ! 
Le 8 novembre 1987 : projet de coup d’Etat décidé par Salah Karkar et Rached Ghannouchi. Le fameux « Groupe Sécuritaire », constitué de policiers et de militaires islamistes. Le coup d’Etat du 7 novembre 1987 de Ben Ali les prendra de court. 
Le 17 février 1991 : action terroriste contre un local du RCD à Bab Souika. Un mort, brulé vif par des islamistes. 
Avril 1991, affaire Stinger : tentative d’assassinat de Ben Ali en abattant son avion avec un missile portable de type Stinger entré clandestinement par les frontières algériennes. 
Les auteurs de l'attentat suicide contre le commandant Massoud, le 9 septembre 2001, étaient tous les deux membres du MTI (rebaptisé Ennahda) : Abdessatar Dahmane, né à Gabès le 27 août 1962 et Bouraoui el-Ouaer, né à Sousse le 22 octobre 1972. 
Celui qui les a recruté à Bruxelles est Tarek Maaroufi, originaire de Jendouba, militant d'Ennahda et coordinateur du GSPC, une filiale d'Al-Qaïda, qui projetait aussi des attentats contre l'ambassade des Etats-Unis à Paris (LIbération du 3 octobre 2001), contre la Cathédrale et le marché de Noël à Strasbourg (Le Monde du 22 décembre 2001). Après la "révolution du jasmin", Tarek Maaroufi a été accueilli à Tunis en héros. 
L'auteur de l'attentat (19 morts) contre la synagogue la Ghriba à Djerba, le 11 avril 2002, est Nizar Naouar, un franco-tunisien originaire de Ben Gardane. Dans son testament découvert par les Américains dans la cache d'un membre d'Al-Qaïda à Karachi, il dit sa "haine pour les Juifs et son adoration pour Khomeini, Ben Laden et Ghannouchi"... 
Et pour finir, les deux terroristes récemment arrêtés à l'aéroport Ataturk d'Istanbul et impliqués dans l'attaque contre le consulat US à Benghazi, sont des islamistes Tunisiens, qui ne militent plus au sein d'Ennahda mais qui travaillent en free lance !.  
       
Conclusion : 

Il faudrait que certains médias en France arrêtent de jouer la mélodie de l'islamisme "modéré", notamment celui d'Ennahda. S'ils ont un faible pour cette islamisme là, qu'ils l'appliquent dans leur pays qui compte six millions de musulmans. Quelques barbus au Sénat et quelques voilées à l'Assemblée Nationale, ne feraient pas de mal à la sainte République ! 

Rached Ghannouchi n’a jamais fait d’études à la Sorbonne, jamais été réformiste de l’islam, a toujours appelé et pratiqué la violence et le terrorisme. Toute sa vie, il a eu 4 discours : l’un pour les tunisiens, un second pour les médias français, un troisième pour la presse du Golfe et un quatrième pour l’administration américaine.     

Tunisie-secret.com 
Nebil B.Y

مورو: البرلمان قد يقع حله في سنة و نصف و نعود أغلبية


تانيت برس ـ تونس

قال مرشح النهضة للانتخابات التشريعية و قياديها عبد الفتاح مورو على قناة التونسية أنه قد يقع حل البرلمان بعد سنة و نصف من الآن و تُسحب الثقة من الحكومة لتعود النهضة أغلبية.

و جاء كلام عبد الفتاح مورو ردا على نور الدين بن تيشة المحلل السياسي الذي نفى إمكانية تحالف نداء تونس مع حركة النهضة و إمكانية منح رئاسة مجلس نواب الشعب لأحد أعضاءها.

و قال مورو حرفيا في إجابته على بن تيشه ” ما أدراك أن الوضع سيستقر فقد يحدث بعد سنة ونصف مالم يكن في حسبان البرلمان وتسحب الثقة من الحكومة ويقوم رئيس الجمهورية بحل مجلس نواب الشعب ونعود أغلبية” و هو ما أثار جدلا ليلة أمس على الشبكات الاجتماعية و جعل ظن أغلب النشطاء يذهب الى ما قاله مورو هو تخطيط من حركة النهضة و ليس مجرد سيناريو .