العمل السري.. أسلوب الإخوان في سبيل التمكين والاستحواذ
الثلاثاء 24/يوليه/2018 -
أكد موقع المسبار في تقرير له على أن التتنظيمات الإسلاموية تنتهج العمل السري للتمدد في المجتمعات العربية خاصة بين الشباب.
الرئيس الراحل «أنور
وبعد عودة جماعة الإخوان للمشهد السياسي في عهد الرئيس الراحل «أنور السادات»، ادعت الجماعة ممارستها للسياسة في العلن وتطليقها للعمل السري، إلا أنه في عام 1992، حينما داهمت قوات الأمن المصرية إحدى الشركات المملوكة للقيادي الإخواني «خيرت الشاطر» وهى «شركة سلسبيل»، اكتشفت خطة أعدتها الجماعة لتحقيق التمكين السياسي للجماعة في المجتمع المصري، وهو ما يُعد فضحًا لسرية الجماعة.
وشهدت جماعة الإخوان أيضًا تحولات عديدة في العمل السري منذ نشأتها وحتى اليوم، ففي البداية حرصت على إيكال أعمالها السرية إلى تنظيم خاص يتبعها، إلا أنه في مرحلة لاحقة نتيجة انكشاف «النظام الخاص» لجأت الجماعة إلى حيل وصور جديدة للسرية من أبرزها:
شعبوية الشعارات
ترفع جماعة الإخوان العديد من الشعارات سواء الدينية أو الاجتماعية، مثل رغبتها في تحقيق العدالة الاجتماعية من أجل استقطاب المزيد من العناصر، إلا أنها في الحقيقة تتخفى خلف تلك الشعارات من أجل تحقيق التمكين السياسي وهو ما حدث في أحداث ما بعد الربيع العربي.
ازدواجية القيادة
تعد ازدواجية القيادة من أبرز صور العمل السري داخل جماعة الإخوان وأكثرها إغراقًا في السرية، فمثلًا في عقد السبعينيات بعد وفاة «حسن الهضيبي» عرف «عمر التلمساني» كمرشد علني للجماعة، إلا أن الكثير من الأقاويل كانت تشير إلى وجود مرشد سري للجماعة يتولي إدارة شؤون الجماعة من خلف الستار وهو «حلمي عبدالمجيد».
ويقول «أحمد بان»، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن الجماعة عرفت ظاهرة «المرشد السري» أكثر من مرة، فالمرة الأولى كانت بعد وفاة «البنا» في فبراير 1949؛ حيث ظلت الفترة من وفاة «البنا» وحتى تعيين «الهضيبي» تحت ظل قيادة سرية، ويضيف أن «الهضيبي» كان يحتفظ بعلاقات سرية مع «البنا» هي من أهلته ليكون خليفته، رغم كونه ليس من الصفوف الأولى وقتها، ورجح أن يكون «مصطفى مشهور» هو من شغل منصب المرشد السري خلال تلك الفترة.
وفي الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير 2011، تناثرت أحاديث حول كون المرشد «محمد بديع» مجرد واجهة وأن المتحكم الرئيس في شؤون الجماعة كانا نائبيه «خيرت الشاطر» و«محمود عزت».
استلهام الفكر الباطني
شبه «سيد قطب» منظر الجماعة قبل تحوله للفكر الإخواني جماعة الإخوان ومؤسسها حسن البنا، بفرقة الحشاشين ومؤسسها «حسن الصباح»، والتي تعد من أشد الجماعات السرية المتطرفة في التاريخ الإسلامي، ويعد تشبيه «قطب» هو أنسب تشبيه لجماعة الإخوان التي عملت على استلهام الفكر الباطني الذي أسسه «الصباح».
تشابه «الإخوان» مع «الحشاشين» يصل إلى حد التقارب الشديد، فمثلًا عرف عن أعضاء «الحشاشين» الطاعة العمياء لسيدهم وهو ما نجده في جماعة الإخوان، كذلك استلهمت الجماعة منطق «الحشاشين» في الاغتيالات والعمليات الانتحارية، ورفع راية الجهاد الزائفة.
الجيتوghetto الاجتماعي
لمزيد من فرض الانعزالية والعمل السري لدى أعضاء الجماعة لجأت الجماعة لفرض «جيتو» اجتماعي خاص بها، فمثلًا لا يسمح لأعضاء الجماعة بالتزوج من خارج الجماعة، للحفاظ على العلاقات السرية داخلها، وهو ما يعد ترسيخا للسرية الاجتماعية.
أذرع عسكرية سرية
بعد انكشاف أمر النظام الخاص في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، أعلن حل النظام الخاص، إلا أن الجماعة لم تتخل عن العمل العسكري المسلح، فخلال عقد السبعينيات دفعت العديد من التنظيمات الإسلاموية الأخرى غير المرتبطة بها تنظيميًّا، إلى ممارسة العمل العسكري المسلح، مثل تنظيم الفنية العسكرية الذي تزعمه «صالح سرية» الذي تربطه علاقات سرية مع المرشد الثاني للجماعة «حسن الهضيبي» والقيادية «زينب الغزالي».
كما تعد جماعة الإخوان هي الأب الروحي لكافة التنظيمات الإرهابية المسلحة التي روعت البلاد خلال فترة السبعينيات والثمانينيات، فالمرجعية الفكرية للجماعة الإسلامية، وتنظيم الجهاد الإسلامي، كانت كتابات «سيد قطب»، كما أن العديد من الشخصيات الإرهابية مثل «شكري مصطفي» كانت ضمن صفوف الإخوان.
وتؤكد العديد من التحليلات أن سمة علاقة سرية مبنية على العديد من المشتركات الفكرية جمعت بين جماعة الإخوان وباقي التنظيمات، وأن الجماعة استغلت تلك العلاقة في تحقيق مصالحها، فاستخدمت الجماعة تلك التنظيمات كفزاعة للنظام السياسي المصري، من أجل السماح بانتشار الجماعة بحجة تمثيلها للفكر الوسطي المستنير.
الصفقات السرية
لجماعة الإخوان تاريخ طويل من الصفقات السرية مع الأنظمة السياسية سواء داخل مصر أو خارجها، فمثلًا أعلن نائب مرشد الجماعة السابقة «محمد حبيب» أن الجماعة عقدت صفقة مع الأمن خلال انتخابات 2005 البرلمانية، تسمح بدخول 88 نائبًا إخوانيًّا للبرلمان.
منظمات مشبوهة
تلجأ الجماعة للتغطية على أعمالها السرية إلى إنشاء العديد من المنظمات المعنية بقضايا المجتمع، فمثلا في مصر اخترقت الجماعة اتحادات الطلاب والتنظيمات النقابية، وفي أوروبا أنشأت العديد من المنظمات والجمعيات المدنية التي تعمل كستار لأنشطة الجماعة الحقيقية،
فمثلا في بولندا أنشأت 3 تنظيمات لنشر الفكر الإخواني، مثل «جمعية الطلاب المسلمين (SSM)، و«الجمعية الإسلامية للتربية والثقافة (MSKK)، و«الرابطة الإسلامية البولندية»، وتلك المنظمات السابقة تدعي العمل على تحقيق تواصل الحضارات بين المسلمين والحضارة الغربية إلا أنها في الحقيقة تعد أذرعا إخوانية قوية في شرق أوروبا.
وفي تحليل أصدره مركز «المسبار» حول شهوة العمل السري لدي الجماعة، أكد أن الإخوان في تركيا يعملون على إنشاء هيئات ومنظمات تدعي نصرة القضية الفلسطينية، إلا أنها في الحقيقة تروج لفكر الجماعة مثل «هيئة علماء فلسطين في الخارج» التي تتبع «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» الذي يرأسه الإخواني «يوسف القرضاوي».
ادعاء المراجعات الفكرية
تلجأ عناصر الجماعة إلى ادعاء أنها أجرت العديد من المراجعات الفكرية ونبذت العنف، إلا أن هذا يندرج تحت بند التقية فتلك العناصر لم تجر مراجعات حقيقية وإنما ادعت ذلك من الفكاك من الملاحقات الأمنية والسجن، مثل القيادي في الجماعة الإسلامية طارق الزمر، الذي ادعى إجراء المراجعات ونبذ العنف، لكن في الحقيقة مازال يدعم العنف، كما أن الداعية الإخواني في موريتانيا «محمد الحسن الددو» يدعو أنصار الجماعة بالتخفي والسرية والاحتياط الأمني من أجل انتشار الفكر الإخواني.
الأعمال الإغاثية كوسيلة سرية لنشر التطرف
اشتهرت جماعة الإخوان بتبنيها الأعمال الإغاثية كستار لترويج فكر الجماعة، من خلال إنشاء أذرع لها في الدول العربية والإسلامية المنكوبة، فمثلا الصومال في بداية أزمتها عام 1990 بعد سقوط نظام «سياد بري» لم يكن بها أي وجود إخواني، واستغلت الجماعة انهيار الدولة وحاجة مواطنيها للأعمال الإغاثية الإنسانية في نشر الفكر المتطرف، حيث نشطت جمعيات الإغاثة الإخوانية في تقديم الدعم للشعب الصومالي من ناحية، ومن ناحية أخرى فى زرع التطرف حتي أصبحت الصومال معقلا لأهم التنظيمات الإرهابية في العالم «حركة شباب المجاهدين».
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire