القصّة الرسمية لسقوط الطائرة الليبية: من "معتيقة" الى "قرمبالية"

القصّة الرسمية لسقوط الطائرة الليبية: من "معتيقة" الى "قرمبالية"

تونس - محمد بالطيب |

21 February, 2014

لم يكن صلاح رشيد المسلاتي قائد طائرة الانتنوف 26 العسكرية الليبية يعتقد بأنه يقود رحلته الاخيرة ،فالطائرة لم تكمل دربها الى تونس لتسقط على بعد كليومترات من العاصمة تونس و على متنها 11 راكبا بين مرضى و مرافقيين و طاقمها المتكون من 6 أشخاص قضوا كلهم ،لعل ابرزهم مفتاح الدوادي القيادي في الجماعة الليبية المقاتلة سابقا و الطاهر عبدالمولى الشريف الجهادي الليبي المعروف.

أقلعت الطائرة اللليبية مجهزة للإسعاف و نقل المصابين و المرضى من نوع (أنيتوف26) في وقت مبكر جدا من فجر اليوم الجمعة 21 فبراير 2014 من مطار معيتيقة بطرابلس بإتجاه مطار تونس قرطاج الدّولي ,غير أنّه و على الساعه 12:02 بـالتوقيت العالمي أي 1:02 بتوقيت تونس و 2:02 بتوقيت ليبيا و على مسافة 15 ميل من مطار تونس القرطاج و على مستوى منطقة قرمبالية جنوب العاصمة سقطت الطّائرة التي تحمل على متنها 11 راكبا قضوا جميعهم ومن بينهم الطاقم المكون من 5 أشخاص و قائد الطائرة حسب بلاغ السلطات التونسية.

و أوضح المتحدث باسم رئاسة القوات الجوية يوسف القطوس، اليوم الجمعة، أن التقارير الأولية تشير إلى أن أسباب سقوط الطائرة بالأراضي التونسية كانت نتيجة عطل فني.وأكد القطوس لـ"وكالة أنباء التضامن" الليبية أن كابتن الطائرة وهو يبعد 20 كم عن مطار تونس أبلغ برج المراقبة أنه لديه عطل بأحدى المحركات، مضيفاً أن بعد ذلك أبلغ عن وجود حريق بأحد المحركات.

وقالت وزارة الداخلية التونسية في بلاغ لها،الجمعة، "أن الطائرة عسكرية متوسطة الحجم تابعة للجيش الليبي غادرت مطار معيتيقة باتجاه مطار تونس قرطاج. وحسب التحريات الأولية فان سقوط الطائرة ناتج عن حريق في احد محركاتها.كما تمّ توجيه مخبر متنقل من قبل الشرطة الفنية والعلمية لإجراء المعاينات اللازمة لرفع الآثار والأدلة المادية ولإجراء مختلف التحاليل والاختبارات."و أضاف البلاغ "وكان على متن الطائرة 11 شخصا لقوا حتفهم جميعا وهم،طاقم الطائرة: صلاح رشيد المسلاتي،وليد خليفة السيفاء، عامر صالح الجالي، جمعة محمد أبو رويص، أحمد محمد الكندي، مصباح محمد عقيل و هويات المرضى: نور الدين علي الصيد، مفتاح مبروك عيسى وهويات المرافقين:عبد الحكيم علي الصيد، وليد صالح الصيد، الطاهر عبد المولى الشريف."

و حسب مصادر إعلامية ليبيبة الحكومة المؤقتة بدأت اليوم الجمعة في إجراء اتصالات مكثفة لجمع المعلومات حول سقوط الطائرة فجر اليوم في منطقة قرمبالية جنوب العاصمة التونسية . كما أفادت مصادر إعلامية برئاسة الحكومة أن مؤتمرا صحفيا سيعقد اليوم حوالي الساعة الثانية عشر ظهرا للكشف عن المعلومات التي تم التوصل أليها والمتعلقة بالحادث.

و قال وزير الثقافة الليبي الحبيب الأمين اليوم الجمعة إن طائرة ليبية توجهت إلى تونس تحمل على متنها فريقاً فنياً يترأسه رئيس مصلحة الطيران المدني لمباشرة التحقيقات مع السلطات التونسية بتحطم طائرة عسكرية ليبية فجر اليوم أدت إلى مقتل جميع ركابها الأحد عشر.وأشار الأمين في مؤتمر صحفي ظهر اليوم ،إلى أن الطائرة عسكرية تستعمل كطائرة إسعاف كانت تحمل على متنها 11 شخصاً ما بين طاقمها ومجموعة من المرضى للعلاج والاستشفاء في تونس.وذكر الوزير اسماء الركاب وتبين أن من بينهم مفتاح الدوادي، أحد أعضاء الجماعة المقاتلة الليبية التي لها ارتباطات بتنظيم القاعدة وقضى سنوات طويلة في سجون النظام السابق.

يشار إلى أن الدوادي كان شغل منصب وكيل وزارة أسر الشهداء بعد "ثورة 17 فبراير" ,وقال الوزير "نأمل أن تظهر التحقيقات الأسباب التي أدت إلى تحطم هذه الطائرة بمنطقة قرمبالية التونسية على بعد 40 كلم من مطار تونس العاصمة رغم أن المعلومات الأولية تشير إلى اندلاع النيران في محركها، حسب آخر اتصال أجراه الطيار مع برج مراقبة مطار تونس قرجاج . وأشار إلى أن طائرة أخرى ستتوجه إلى تونس في وقت لاحق اليوم لنقل جثت الركاب الذين أكد أن السلطات التونسية أبلغت نظيرتها الليبية بالعثور عليهم في موقع الحادث.

و في الُمُقابل علمت « بوابة إفريقيا الإخبارية » أن أحد ضحايا الطائرة الليبية التي سقطت على الإراضي التونسية فجر اليوم هو الطاهر عبدالمولى الشريف صهر عبدالرؤوف كاره أحد قادة الميلشيات وآمر كتيبة « النواصي » بطرابلسويعتبر الشريف من أبرز المتشددين التابعين الي الجماعة الاسلامية المقاتلة سابقا ،ذات العلاقة بتنظيم القاعدة ، وكان الى حين وفاته يشرف على معتقل أمعتيقة ,وأكدت مصادر مطلعة ل « بوابة إفريقيا الإخبارية » أن الشريف لم يكن مريضا ولا مصابا كما أن الطائرة التي سقطت في منطقة قرمبالية جنوب العاصمة تونس كانت مخصصة طيلة العامين الماضيين لنقل عدد من قيادات "الثوار" المعروفين بتشددهم الى تونس ومنهم عبد الحكيم بلحاج وعبدالوهاب القايد وخالد الشريف .