Tunisiens Libres

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

lundi 24 mars 2014

دولة الفساد لم تسقط بعد


دولة الفساد لم تسقط بعد


مافيا اللوبيات الأجنبية تنهب ثروات تونس الطبيعيّة: منها النفط والذهب والملح والرّخام!
21عربية نيوز -كشف «لسعد الذوّادي» الخبير الجبائي لـ»التونسية» ان هناك شركات أجنبية مختصة في نهب الثروات التونسية وبالأخص في مجال المحروقات والموارد المنجمية والملح والرخام …».
وقال «الذّوادي» ان عمليات النهب التي تقوم بها شركات دولية كشفها تقرير الرابطة «الكاثولوكية»ضد الجوع تحت عنوان «الاقتصاد فقد البوصلة» والذي يكشف الجرائم التي ترتكبها هذه الشركات في حق البلدان الفقيرة، مؤكدا ان تونس مذكورة في هذا التقرير، مشيرا إلى انه توجد اليوم عدة شركات تونسية منتصبة في «جزر موريس» و«تايلندا» و«باناما» وهذه الشركات تستنزف مواردنا من العملة الصعبة ، وتتعامل مع ما يسمّى بـ«الجنان الضريبيّة» وهي أوكار مختصة في تبييض الأموال وترسل فواتير إلى البنك المركزي مقابل إستشارات وخدمات وهمية ، مضيفا ان هناك رجال أعمال تونسيين ينتصبون بالمنطقة الحرة بالإمارات ومختصون في تهريب العملة الصعبة بنفس الطريقة اي مقابل دراسات وإستشارات ومساعدة فنية. وذكّر «الذوّادي» بالقضايا المرفوعة مؤخرا في هذا الصدد والتي جاءت بعد التفطن إلى شركات مختصة في تبييض الأموال.
وأضاف ان الفواتير «الصورية» تقدّر بآلاف المليارات وان هناك أموالا مشبوهة تدخل وتخرج من تونس وعلى ضوئها تستنزف مواردنا من العملة الصعبة، مؤكدا ان لا أحد يحرّك ساكنا، وأنه لم تبادر أيّة جهة بتحديد قائمة في هؤلاء المتورطين رغم ان الفواتير موثقة لدى البنك المركزي.
وقال الذوادي «سبق وقدّمنا مقترحا ضمن قانون المالية التكميلي لسنة 2012 للقضاء على «الفواتير الصورية» لأنها لا تحصل في البلدان الأجنبية»، وأضاف: «استقينا بعض التشريعات من تجربة «الكامرون» إلا أننا وجدنا رفضا كبيرا من الحزب الحاكم».
نهب الملح التونسي ؟
واعتبر «الذوّادي» ان الموارد المنجمية والطبيعية تنهب على مرأى الجميع وبمقتضى لزمات تعود إلى العهد البائد ومنها «الملح» المتواجد في الساحل والجنوب وشط الجريد. وأضاف ان أحد المهندسين المختصين قدّر الخسارة بنحو 4 آلاف مليار سنويا ، مشيرا إلى ان الملح التونسي يباع بأسعار خيالية في الخارج بإعتباره «ملحا بيولوجيا» مؤكدا ان هذا المهندس منح نسخة من تقريره لرئيس الجمهورية وأخرى لرئيس الحكومة السابق وكشف طرق نهب الملح التونسي.
وأضاف أنّ أغلب «اللزمات» وبنسبة 99 في المائة فاسدة، وتمت في ظروف مشبوهة وأنه إلى حد اليوم يتم التكتم على الشركات الأجنبية التي تنهب الثروات الطبيعية.
وأضاف انه طالب بمعية مجموعة من الخبراء بجرد ومراجعة تلك اللزمات مثلما فعلت «ليبيا» ولكن طلبه جُوبه بالرفض.
وأكد «الذوّادي» ان هناك رخصا في البحث عن الذهب والمعادن النفيسة وان هناك شركات تبحث في الشمال والقيروان عن المعادن النفيسة وأنها أصبحت بمثابة «الصندوق الأسود» حيث لا توجد أيّة معلومات عنها ولا يعرف مآلها ، مشيرا إلى ان المرسوم عدد 41 لسنة 2011 والمتعلق بالحق في النفاذ إلى المعلومة يفرض ان تضع الدولة وعلى ذمة العموم وعبر شبكة الأنترنات قائمة أصول الدولة ومن بينها المناجم والغاز وآبار النفط .
وقال ان وزارة الصناعة تتكتم على المعلومات ، مؤكدا ان آليات الرقابة معطلة وان كل العقود تمضى في كنف الغموض والكتمان.
نهب مقاطع الرخام
وأشار الذوّادي إلى ان هناك تجاوزات كبيرة في مقاطع الرخام وان أغلب الشركات لا تحترم كراس الشروط وأنّ الرقابة غائبة ، وقال ان بعض التراخيص الممنوحة في هذا المجال فاسدة وأنها منحت سابقا للموالين للطرابلسية ولبن علي وأنه إلى حدّ الآن لم تقع مراجعة هذه اللزمات.
ماذا عن المحروقات؟
وفي ما يتعلق بالشركات المختصة في مجال المحروقات قال انها تعتمد على آلية أسعار التحويل وتتمثل هذه الآلية في تضخيم الأعباء وهو ما فسح المجال لنهب مواردنا الطبيعية، مشيرا إلى أنّ هذا النهب استمر عشرات السنين وأكدّ ان عمليات النهب لا زالت متواصلة إلى اليوم .
وقال ان آليات المصادقة على الأعباء ومراقبتها مشلولة إلى حد الآن، موضحا ان الشركات الأجنبية المختصة في النهب تضخم الأعباء وتتهرب من الجباية وهو ما يمكنها من دفع أقل قدر من الضرائب.
وتساءل «الذوادي» لماذا لم يتم إصدار قوانين لمراجعة الفواتير الصورية ومراقبة الأعباء؟ وأشار إلى ان دائرة المحاسبات كشفت في 2012 جرائم خطيرة وخصوصا في مجال المحروقات وأنه لم يفتح أي تحقيق وأن الأطراف التي تدعي محاربة الفساد لا تحرك ساكنا. مضيفا ان تصريحات وزير الصناعة السابق في مجال إنتاج تونس من النفط متضاربة.
وأكدّ محدثنا ان اغلب الشركات الأجنبية التي تنهب ثرواتنا هي أوروبية وأشار الى ان هناك أطرافا أجنبية تدخلت بعد 14 جانفي لحماية عمليات النهب التي تقوم بها شركاتها وتم تحصينها ، مشيرا إلى ان هناك عديد الملفات كشفها المرحوم «عبد الفتاح عمر» وان الأطراف المتورطة مكشوفة وأنه تمّ تقديم «المنصف الطرابلسي» ككبش فداء لحماية بقية الأطراف والعصابات الخارجية والداخلية المتواطئة معها.
بسمة الواعربر كات
Photo : ‎صحّة اللّحية سلسلة المرادي‎
 









samedi 25 mai 2013

حسين الدغري “«رجل الإهمال» النوفمبري لا يزال خارج طائلة القانون رغم نهبه للمال العام طيلةأكثر من 23 سنة




لقد قامت ثورة 14 جانفي من اجل قطع دابر الفساد والمفسدين من رجال مال وسياسة عاثوا في تونس فسادا كما خولت لهم أنفسهم المريضة والجشعة …زرعوا للشعب بذور الفقر والحاجة والتخلف والفناء  وعاشوا هم في النعيم ورغد العيش عبر النهب المتواصل للمال العام باستعمال مختلف الأساليب المافيوزية  …23 سنة من نظام متوحش هندسه المخلوع قام على تحالف قذر بين السياسة والمال أدى إلى هذه الوضعية الكارثية التي تعاني منها البلاد …

“الثورة نيوز” في التوجه الذي اثرته منذ بعثها انتهجت النبش في ملفات رجال المال والاعمال والإعلام والسياسة لكشف ما خفي طيلة تلك المدة من عمليات نهب للمال العام واستغلال عرق الكادحين بلا وجه حق ولعل حسين الدغري احد ابرز رجال المال الذين تمعشوا من العهد النوفمبري واستقوا منه حتى تغولوا والغريب في ثورتنا أنها تركت هذا الرجل طليقا يتقاضى ارفع الأجور في تونس …

من هو حسين الدغري؟



حسين بن بشير الدغري ولد في 19 ديسمبر 1950 أصيل جزيرة جربة  له 3 أشقاء  نجيب ومنصف وكمال…تمكن من الدخول في شراكة مع كبرى أجنحة المال والأعمال في تونس بحيث أصبح بقدرة قادر مايسترو عالم المال فيها فامتلك في مجال التامين ما يعرف بمجمع “لا كارت “LA CARTE شركة التامين وإعادة التامين التونسية الأوروبية وله ما يقارب ال18% من رأس مال شركة التامين التكافل أما في مجال الصناعة فهو يمتلك شركة المنتجات الكيميائية بمقرين SEPCM وشركة الصناعات الكيميائية TGI بالإضافة إلى شركة CEPIM  المختصة في الصناعات البيتروكيميائية وكذلك شركة “الكيمياء “التي تختص في بنفس النشاط ولم يترك صاحبنا اي مجال الا واستغله فعلى مستوى الإيجار المالي نذكر كوتيف سيكارCOTIF        SICAR  وكوفيت سيكاف COFIT      SICAF  هذا بالإضافة إلى الاتحاد التونسي للمشاركة والصناعة SICAR كما ينشط كذلك في المجال الفلاحي من خلال شركة حليب تونس “كانديا” والتي يمتلك قرابة ال45 % من رأس مالها  ولا ننسى كذلك امتلاكه لنسبة هامة من الأسهم في بنك الزيتونة ونشاطه في المجال السياحي عبر “بارك اين حمامات “PARK INN HAMMAMET 

سياسته الأكل من كل الاطباق 

هذه الممتلكات لم تنزل هكذا بالصدفة على صاحبنا أو هي هبة من عند الله بل هي من جراء تنفذ الرجل وعلاقاته الوطيدة حيث انه كان يعرف جيدا من أين تؤكل الكتف حيث كانت له  علاقة وطيدة بكمال اللطيف وسليم شيبوب ثم بعدها انتقل إلى دائرة بلحسن الطرابلسي وفي آخر المطاف لعب جيدا في ملعب صخر الماطري فصاحبنا قد أكل تقريبا من كل الأطباق وهو يطبق مقولة عاش الملك مات الملك بحذافيرها

نال نصيبه من غنيمة الخوصصة المشبوهة



  

حيث تؤكد بعض المصادر انه قد دخل في تحالف  مع محمد إدريس للاستيلاء على 96.82 %من رأس مال شركة الكيمياء التي فرطت فيه الدولة في إطار عمليات الخوصصة المشبوهة التي لم تكن سوى طريقة من طرق نهب مال المجموعة الوطنية تحت غطاء النظام الفاسد والقانون الفاسد الذي ابتكره المخلوع لسرقة البلاد دون شفقة او رحمة بالاعتماد على رجال الإهمال الذين زينوا له أساليبه القذرة وكانوا أطرافا معه ضمن عقود النهب والسلب والاغتصاب الوحشي للمال العام مع العلم ان الشركة المذكورة لم تكن الوحيدة التي وقع الاستيلاء عليها من قبل حسين الدغري بل شركة حليب تونس بسيدي بوعلي كانت من الفرائس السهلة التي التهمها هذا الأخير بالتحالف مع مجمع بن جمعة  وبالتحديد سنة 2005 وكان لمجمع الدغري فيها النصيب الأكبر من 

رأس المال


تواصل النهب عبر بنك الزيتونة



لماذا يختار صخر الماطري حسين الدغري لكي يكون شريكا معه في بنك الزيتونة الذي كان أهم وسيلة من وسائل تبييض الأموال المنهوبة في تاريخ البلاد هل كان ذلك وليد الصدفة ؟

لم يكن اختيار صخر الماطري لشركائه هكذا عن طريق الصدفة او من فراغ بل كان يحرص بإيعاز من صهره على ان يكون ضمن مجموعة منظمة من المجرمين وهنا نذكر انه عندما باع بن علي أسهم الاتحاد الدولي للبنوك اعتمد على رجال أعمال معينين مقربين منه حتى تنجح عملية التغطية والتمويه وتمر على أحسن ما يرام في إخراج يبعده على كل الشبهات ومن هؤلاء رجال الإهمال نذكر “حمادي بوصبيع “و”عبد القادر الحمروني” و”عزيز ميلاد” وقد تمكن من بيع أسهم البنك المذكور بقرابة الا40 مليار بحساب 10 مليارات نصيب كل واحد من هؤلاء ونفس التمشي كان قد استعمل بمناسبة تأسيس بنك الزيتونة حيث قرر صخر الماطري بنفس الطريقة التي يعتمدها المخلوع مشاركة رؤوس الفساد من بينهم” حمدي المدب “وعزيز ميلاد” و”عبد الوهاب بن عياد” صاحب مجمع بولينا وحسين الدغري الذين تركوا الماطري يتصرف في ال51% والبقية تقاسموها فيم بينهم ليكون غطاءا لهم في أعمالهم اللامشروعة ويكونوا هم واجهة لفساده ونهبه للمال العام هذا ويذكر ان بنك الزيتونة انطلق للعمل في ماي 2010براس مال قدره 35 مليون دينار ليصل في شهر أكتوبر من نفس السنة الى 70 مليون دينار وهو ما يطرح أكثر من تساؤل حول مدى شرعية الأعمال التي كان يقوم بها هذا البنك وطرق تمويله وعلاقته بالبنوك العمومية والغريب في الأمر هنا انه حيث ما نجد اسم صخر الماطري نجد اسم حسين الدغري سواء في الغرفة التجارية التونسية البريطانية أو في بنك الزيتونة او حتى في ما يعرف بقضية بنك الجنوب 

حسين الدغري وصخر الماطري وغنيمة بنك الجنوب  

 حسين الدغري كان المؤسس والممول الوحيد لعملية الجريمة المنظمة والمتعلقة ببيع أسهم “مونتي دي باتشي” في رأسمال بنك الجنوب لفائدة صخر الماطري و إذ تبلغ مساهمة هذه الأخيرة نسبة 16 بالمائة من رأسمال بنك الجنوب كما أن الدغري يملك نسبة 2 بالمائة والذي كان قد أقنع الإيطاليين ببيع الأسهم لصخر الماطري قصد التخلص من فضيحة الإفلاس بمبلغ 5 دنانير للسهم الواحد يمثل قيمته الاسمية.



و على إثر ذلك تحول الدغري صحبة الماطري إلى المغرب ليبلغ للأشقاء المغاربة أنه لا يمكنهم شراء مساهمة الدولة في رأسمال بنك الجنوب إلا شريطة شراء أسهم الماطري فما كان من المغاربة إلا أن قبلوا المساومة بشرط تخفيض سعر السهم الواحد من مساهمة الدولة إلى 7 دنانير أي بمبلغ جملي 60 مليون دينار ولتمويل هذه العملية فكر الدغري في استغلال علاقاته لجلب التمويلات اللازمة  و انتهز الفرصة ليتقرب من العائلة الناهبة ليحافظ على مصالحه  ولقد تمكن صخر الماطري خلال هذه العملية  من تحقيق زيادة قيمة تقدر بـ 6 مليون دينار و في المقابل خسرت الدولة التونسية مبلغا طائلا لا حصر له …

حسين الدغري يمهد الطريق امام عراب الفساد الخليجي صالح الكامل 

ما يؤكد أن حسين الدغري كان من المقربين للمخلوع وعائلته أصهاره انه على علاقة وطيدة بعراب الفساد الخليجي الشيخ صالح كامل الذي لا تخفى علاقته بصخر الماطري حينما كان شريك معه في نهب عقارات الدولة والاستيلاء عليها بالمليم الرمزي ولا يخفى على احد كيف كان يهدي نصيبا من تلك العقارات لابن المخلوع وكيف كان يغدق بالعطاء على ليلى واخواتها فهذا الرجل لا يؤمن بغير طريق الرشوة للقيام بمشاريعه التي تبدو في مغلبها وهمية لا تعود بالفائدة لا على البلاد ولا على العباد وهنا وفقا لمعادلة صديق الصديق صديق فان صداقة حسين الدغري لصخر الماطري لم تذهب سدى حتى بعد الثورة ليجد نفسه من جديد في أحضان الشيخ صالح الكامل عبر شركة تامين إسلامية تحت مسمى “تكافل” …تكافل جديد بين حسين الدغري بنسبة 18% والشيخ صالح الكامل بالنسبة المتبقية  لمواصلة التمعش من خيرات البلاد تحت مصطلحات “إسلامي ” و” إسلامية ” مثلما كان يفعل المجرم صخر الماطري في العهد البائد

لا مناص من تكوين شركات بجنسية اخرى لتهريب الاموال 

حيث غالبا ما يسعى رجال الإهمال المورطين في الفساد ومع المنظومة المافيوزية إلى خلق شركات أجنبية ذات جنسيات مختلفة لكي يتمكنوا من تهريب الأموال إلى الخارج بصفة احتياطية حتى لا تقع مصادرتها في صورة انهيار النظام الذي كانوا يتمعشون منه وعلى هذا المنوال كان يسير حسين الدغري فكون شركة تامين بالجزائر تحت مسمى الشركة المتوسطية للتامين العام وقد كانت غطاء لتهريب الأموال للجزائر وكذلك له شركات عقارية بفرنسا مقرها ب16نهج “روني ديمونسال” بباريس تحت مسمى “اس.سي.اي ” ديمونسال ومسجلة بالسجل التجاري بباريس تحت عدد 497747485 ويبلغ رأسمالها 200 ألف يورو أي ما يعادل 400 ألف دينار تونسي ويراج أن الشركات المذكورة لم تكن سوى وسيلة لتهريب المال إلى الخارج ومنها إلى حسابات سرية مختلفة ومن المحتمل أن يكون منها نصيب هام لشريك الدغري صخر الماطري


تمويل الحملات الانتخابية لبن علي 

لم يخرج حسين الدغري عن القاعدة …أو بالأحرى القاعدة التي يعمل وفقها جل رجال الأعمال الفاسدين في تونس وهي إذا أردت أن تتمعش من خيرات البلاد وتسلبها وتنهبها يجب عليك أولا أن تظهر ولائك والمتمثل في ان كل ثروتك هي على ذمة المخلوع وفعلا كان حسين الدغري من أكثر رجال المال ولاءا حيث وضع ماله في خدمة الحملات الانتخابية والحفلات التجمعية وقد كان يضخ المال في حسابات بن علي وأقاربه في السر والعلن حتى يتمكن من خدمة مصالحه وتمكينه من الضوء الأخضر في كل المجالات

التهرب من الضرائب 

مجموعة حسين الدغري “لاكارت “من شركات التامين القلائل الذين لم يمسهم الضر ولم يشهدوا أي خسارة تذكرفي الوقت الذي تعاني فيه مغلب الشركات في هذا القطاع من خسائر فادحة ومن ضغط جبائي كبير وهنا نستنتج ان الدغري لم يكن من المطالبين بدفع الجباية طيلة فترة العهد البائد فهل يعقل لصديق صخر الماطري وشريكه وخدوم بن علي ان يكون عرضة لدفع الضرائب حيث يراج أن صاحبنا كان له باع طويل فكان يتوسط بمعية صديقه الحميم كمال اللطيف في تعيين إطارات عليا في الدولة

حسين الدغري

فقط في تونس و بعد ثورة قام بها أحرار البلد للقطع مع عناصر خربوا الاقتصاد و سرقوا ونهبوا و شاركوا عصابة اللصوص  تأتي الحكومة الثورية جدا لتكرم لصوص تونس و شركاء بن علي و الماطري و الطرابلسي حيث نجد قيادييها تجمعهم لقاءات واجتماعات موثقة بالصور مع رجل الإهمال  حسين الدغري الذي فتحت له الأبواب على مصراعيها بعد الثورة ليزداد ثرائه بعدما كان بارونا من بارونات الشبكة المافيوزية …تصوروا ان راتبه الشهري  يفوق ال89 ألف دينار أي ما يقارب أكثر من المليار سنويا في الوقت الذي يرزح فيه غالبية الشعب التونسي تحت خط الفقر ….وليبقى الشعب المسكين في فقره يعاني ويعيش المأساة …

متى ستحل المحاسبة والعدالة نحن لا ندري …وحسب تصرفات الحكومة الحالية نحن لا نستبعد ان تصبح المحاسبة التي نادى بها الثوار ضرب من ضروب الخيال بل مجرد سراب في سراب

 ….


القائمة الاسمية ل126 رجل اعمال تحصلوا على قروض 
بقيمة 7 الاف مليار في عهد المخلوع




القائمة لبعض  رجال الإعمال الذين كانوا ممنوعين من السفر


حمادي عرافة ـ
فتحي السكري ـ
عبد الرزاق بالأخضر فرج ـ 
عبد الرحيم بن ابراهيم بن عمار الزواري ـ
علي الشاوش ـ
منصر الرويسي ـ
محمد مهدي مليكة ـ
عبد الرحمان الامام (والي سوسة) ـ 
محمد المنذر الزنايدي ـ
علي دبية ـ

ـ أسامة الرمضاني 
محمد الطاهر باباي ـ
خليل العجمي ـ 
سليمان بالطيب ـ
مختار الراشدي ـ
نذير حمادة ـ
منصف قوجة ـ
الهادي بن نصر ـ 
رضا شلغوم ـ
سمير خيّاش ـ
الهادي مهني ـ 
محمد رشيد كشيش ـ
محمد عفيف شلبي ـ
ميلود الساري ـ
سليمان ورق ـ 
اسماعيل بولحية ـ 
سليم التلاتلي ـ 
ـ العروسي بيوض ـ
محمد الطاهر التويتي ـ
محمد عبد الرؤوف الباسطي ـ
مصطفى الخماري ـ 
ابراهيم الفريضي ـ 
الأسعد بوخشينة ـ
محمد العزيز بن عاشور ـ
كريم بن التيجاني بن علي ـ 
لطفي بن مصطفى عبد الناظر ـ
محمد الأسعد بن الطيب بن علي اليوسفي ـ 
المنتصر بن ابراهيم بن عمر وايلي ـ 
أحمد بن صلاح الدين بن أحمد بن محمد الجريبي ـ 
السيدة بنت محمد العقربي ـ
المنصف بن محمد الماطري ـ
جليلة بنت محمد بن رحمومة الطرابلسي ـ
محمد رؤوف بن محمد الجمني ـ
سليم بن الحبيب التلاتلي ـ
خليل بن خالد العجيمي ـ
العروسي بن محمد بيوض ـ
منيرة بنت أحمد اللومي ـ
رفيق بن توفيق غربال ـ
حامد بن صالح مليكة ـ
توفيق بن علي بكار ـ
أبو حفص عمر بن عمار نجعي ـ
سليمان بن حامد بالطيب
الهادي الجيلاني ـ


التحريف النفسي للاستبداد السياسي العربي*

 التحريف النفسي للاستبداد السياسي العربي*
للاستبداد السياسي نظام فكري دفاعي يحميه من التمرد والاختراق ويوفر له الاستقرار في نفوس الناس وعقولهم، بحيث تصبح الناس هم المدافعين عنه ويمنحونه الشرعية باعتباره النموذج الأمثل والأوحد! نظام دفاعي كالجيش والشرطة والاستخبارات لكنه مستتر، وأساس هذا النظام الفكري هو (القدرية) ليسمى (الفكر القدري) القائم على قلب الحقائق والأسباب، فيقلب الزمن ليكون الماضي هو الحاضر المستقبل، والحاضر والمستقبل تحقيق لماضي مكتوب مسبقا بالغيب يتكرر واقعا! حيث يجعل الناس تعتقد إن الظلم والاستبداد قدر رباني من الله عقابا لهم على ذنوبهم وعصيانهم ومخالفتهم له، والاستبداد هو تسليط من الله عليهم، وهذا الفكر القدري يقلب الأسباب والحقائق بالعكس فبدل أن ُيدين الاستبداد، ُيدين الناس على ذنوبهم! ويحّول ظلم الحاكم إلى عقاب رباني! وهي تعني ضمنا إن الله هو الظالم وليس الحاكم دون أن تشعر الناس بذلك، عندها يُحمّل الفكر القدري مسؤولية البؤس والشقاء لطبيعة الحياة فلا يدعوا لحب الحياة بل تسفيلها برمتها وتحقيرها واعتبارها بلاء مقدر، وامتحان عسير مكتوب لنا، وإنها شر وقبح، ووجود زائل وفاني، دون الإشارة إلى أي مطالبة بحقوق إنسانية كريمة كالحرية والكرامة والمساواة والعدالة والرفاهية، قالبا حقيقة إن هذه الصفات السلبية للحياة هي نتاج الاستبداد وليس نتاج الحياة وطبيعتها، في مقابل هذا يتم التركيز على ما حياة بعد الموت والحديث عن مغريات تلك الحياة بتفاصيل جاذبية حيث الجنس والسكن والطعام والشراب والحرية المطلقة وكل ما هو مسلوب من حقوق في الحياة الدنيا للشعب الضحية للاستبداد والظلم والتخلف كبديل عن الحياة الدنيوية المستلبة، وكأن الحياة وجود غير ضروري وبلا قيمة؟ بعدما صور لهم الفكر القدري التفاوت الطبقي بأنه قدر أيضا، فمال الفقراء (خبزتهم) حلال عند الرب أكثر من غيره، لان أيديهم المتعبة أفضل من الأيدي المترفة! والله يبارك بعرق الجبين، بينما الفكر القدري يصمت عن الغني ويهدده بالنار إن لم يدفع الضريبة؟ والفقراء يتهمون الأغنياء بالبخل والكسب الحرام لتعزية بؤسهم، ويواسيهم الفكر القدري أيضا بان الله لا ينسى عبده، وهو الذي يرزقه نصيبه كما يشاء، وانه ما من احد مات جوعا!(1) وإن حتى الحشرات يرزقها الله، وعليه أن يكون شكورا قنوعا، ولا ينظر للأغنياء ويسأل عن التفاوت الطبقي في (الرزق) والمال والمعيشة، لان هذا هو تقسيم الله لنعمته على عباده! و(الرزق على الله) أو (على باب الله) كما يقال، وهذه قسمته أن يكون فقيرا كما قدر لله له ذلك وفق مشيئته التي لا يعلم بها احد! لهذا يسمى قوت الإنسان أو ماله أو عمله (نعمة أو رزق) وهي بمعنى الهبة والتفضل عليه وليس حق المواطن على الحكومة بالعيش الكريم! وهكذا فان أي شك بالفكر القدري، فانه شك بنعمة الله وقسمته، الذي لا يقوى أي إنسان على الجهر به دون أن يكون ضحية الحاكم والناس معا، وحتى الموت يدخل في المنطق القدري فإذا مات الإنسان مرضا بسوء التغذية أو سوء الرعاية الصحية بسبب الفقر قالو (هذا اجله) أما إذا مات من الكدح بسبب سوء سلامة المهنة والإرهاق قالو (إنها منيته) أما لو قتل على يد الجماعات المسلحة المعارضة قالو (هذا يومه أو جاءت ساعته) أما لو مات في حروب النظام العبثية قالو (هذا قدره) وعلى أهل الضحية أن يشكروا الله على كل حال، فهذه قسمة الله! التي لا تبديل لها، ويتوسع المنطق القدري في كل شيء ليشمل الزواج والطلاق، الحمل والإجهاض، البطالة والعمل، النجاح والفشل، الغنى والفقر، المرض والعافية، الراحة والمشاكل الخ فيصبح المنطق القدري ثقافة بكلام الناس فيتداولون عبارات مثل (ما يصيبنا إلا نصيبنا) و (المكتوب عالجبين لابد أن تراه العين) و(اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف في) و (أنها مقسومة) و (مكتوب عليك هذا) وأي عمل أو مشوار ينوي اتخاذه يجب أن يرفق بعبارة (إن شاء الله أو بقوة الله أو إذا أراد الله) وهكذا يتحصن الاستبداد بالقدرية والقداسة، ثم يتوسع الفكر القدر من تسفيل الحياة إلى تسفيل ألإنسان، فيعتبر عبد حقير ذليل، نفسه أمارة بالسوء، والتحذير من (شر بني آدم) الجاحد لنعمة الله والعاصي لأوامره، المغرور والغير القنوع والذي (لا يملأ عينه إلا التراب) الخطّاء والمذنب، ولا يقول (أنا) إلا ويتعوذ منها، والذي يصبح انتن جيفه بعد موته! وهو الذي أنولد من بين مخرجين! وصحيح أن الإنسان شرير لكنه خيّر أيضا، ويتوقف خيره وشره على ظروفه الاجتماعية وتنشئته الأسرية وليس عليه وحده، لكن الفكر القدري يقلب كعادته الأسباب من الظروف والبيئة إلى الإنسان وطبيعته، وبهذا ُيحّمل البشر مسؤولية ما سببته الظروف السلبية، وتكون علاقة الإنسان بالرب عبد ذليل يتوسل ويرتجي العفو والمغفرة والمسامحة عن ذنوبه وسيئاته خوفا من عقابه وعذابه الأبدي! أي أن العلاقة مبنية على العبودية، وعلى الخوف والطاعة، فالإنسان يسمى (عبد الله) وجمعها (عباد الله)، والأدعية غالبا ما تتضمن (أنا عبدك الذليل أو المطيع أو الفقير)! ذلك أن صورة الله في الأنظمة الاستبدادية تكون منسوخة عن هذا النظام، فيشاع الخوف والرعب من الله مع الحب والطاعة له، ويجمع بين الرحمة الامومية والقسوة السادية في آن واحد، أما جحيمه فصورة طبق الأصل (مع التضخيم) لواقع السجون في النظام المستبد، حيث التعذيب الوحشي الأبدي للمعارضين بواسطة جلاوزته (الزبانية) دون أي عفوا أو رحمة لكل من يختلف معه بالرأي أو يخالف تعاليمه، أما الجنة فهي نسخة طبق الأصل (مع التضخيم) للحياة التي يعيشها السلطان وحاشيته من ترف وجواري وغلمان وطعام وشراب وجنس (باستثناء المال) وهي تعويض وهمي عن الحقوق المستلبة للأغلبية الفقيرة ثمنا لشقائهم! أي أن الفقراء يضمنون الجنة ببؤسهم وتعاستهم بعد الموت! بينما يرفل الأغنياء من حاشيته بدنياهم بالجنة الواقعية، وكما يحيط اسم السلطان بألقاب (النبي، المستنير، المختار، المجيد، ظل الله) يحيط اسم الله بألقاب مهيبة (القوي، السلطان، العظيم، الملك الخ) ويكون له عرش في السماء! وكما السلطان وحده منفرد بحكمه، فالله واحد ليس له شريك في حكمه، وتاريخيا كان الملوك يدّعون صراحة إنهم الله ثم ادعوا إنهم من سلالته ثم ادعوا أنهم ظله على الأرض فيما بعد، ومثلما الجميع يمدح المستبد ويتغنى به لحنا وشعرا ويتوسل ويشحذ ويتذلل له ليعطف عليه السلطان بصدقة أو مكرَمة بمال أو هدية، كذلك الأدعية والتراتيل كلها تتغنى وتمدح وتتوسل وترتجي من الله ليمن الخير والرزق والأمن على البشر الضعيف الذليل البائس، وأساليب العبادة هي محاكاة لأدب الوقوف في حضرة السلطان كالانحناء والسجود والركوع التي نرصدها بالصلاة، وكما الانتقام والعقوبة الجماعية هي من صفات النظام الاستبدادي، نرى مبدأ العين بالعين، والعقاب الجماعي من صفات حكم الله، مثل ما نجده في أقوال (بشر الزاني بالزنا، والقاتل بالقتل) (والظالم ُيسلط عليه ظالم) أو معاقبة مذنب بأحد أفراد أسرته الأبرياء عقابا له! أو زلزال لمدينة أو دولة خالف بعض أفرادها أوامره فعاقبهم كلهم بما في ذلك الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ! وهذا تشريع علني بقل الأبرياء! فهل نصدق صورة الله التي رسمها السلاطين المستبدين على شاكلتهم؟ ليقنعونا أنهم على شاكلته على الأرض؟ إن الاستبداد يحمي نفسه بالفكر القدري المقدس، مع ذلك يطالبنا الفكر القدري أن لا نغيره بل نغير أنفسنا له! أي إن التغيير يأتي من نفوس الناس وعقولهم وليس من ظروفهم وأوضاعهم، فعليهم أن يغير نظرتهم للحياة وسلوكهم، فيزهدون الحياة المغرية ويحتقروها، بدل العيش والرفاهية بالحياة والمطالبة بالحقوق وتحقيق الطموح، فيجعل منهم أفراد سلبيين على المجتمع ليس لهم طموح أو هدف يخدم الناس سوى الموت الذي يخلصهم من هذه الحياة الشريرة الفانية، أي بدل النظرة الجميلة للحياة نغيرها بالنظرة الشريرة والقبيحة المتشائمة لها، وبدل أن نغير الأوضاع نغير أنفسنا بحيث نتكيف معها لأنها مقدرة لنا ولا تتغير أبدا إلا (بمشيئة من الله)، وهذا ما أسميته قلب الحقائق بالفكر القدري، فيُدين هذا الفكر الناس وليس الاستبداد، ويسمي ظلم الحاكم عقاب رباني، وبدل أن يدين الفقر والفرق الطبقي، يباركه ويجعله قسمت الله المُقدرة، ويدين الفقير إذا اعترض على الفرق الطبقي لأنه لا يرضى بقسمة الله! وبدل تغيير الأوضاع الحياتية للأفضل نغير نحن أنفسنا لنقبلها، وبدل أن نُحب الحياة ونتفاءل نكره الحياة ونتشائم! ونفضل الموت عليها! وبدل أن ندين صورة الله التي رسمها السلطان على شاكلته، علينا أن نقبل إن صورة السلطان منسوخة عن صورة الله، رغم أن صورة الله هي صورة السلطان معكوسة على السماء، بعكس ادعاء السلطان انه مجرد صدى أو مرآة أو ظل الله على الأرض، إن صورة الله هي ظل السلطان بالسماء، باختصار على النظام المستبد أن يبقى وان نغير الناس أجمعين من اجل النخبة الفاسدة بحسب الفكر القدري!.
لكن كيف يتسنى للاستبداد بفكره القدري أن ينغرس في نفوس الناس كأنهم منومون مغناطيسيا؟ بحيث تصبح الناس هي متقبلة ومنتجة ومدافعة عن الاستبداد؟ ضد من يثور عليه أو يتمرد؟ وهنا ندخل في علم النفس لأطرح نظرية (التحريف النفسي) ومختصرها (تحريف الانتماء للنقيض) التي استوحيتها من التحليل النفسي، وهي حيلة نفسية من قبل الأنا لتحريف انتمائه ايجابيا وبتحريف انتماء الآخر سلبيا، وذلك لتلبية رغبات مكبوتة أو مقموعة أو محظورة، فتصبح مباحة ومقبولة من الأنا الأعلى، الذي كان يحرمها ويحضرها، فتحريف الانتماء الايجابي للانا هو أن يحرف البشر أناه الفردية أو الجماعية إلى نقيض البشر الايجابي وهو الآلهة والملائكة والرسل، أما نقيض الإنسان السلبي فهو الحيوان والشيطان، والاستبداد يقوم بقلب الحقائق كما أوضحت بجعل الناس تمارس تحريف الانتماء للنقيض السلبي على ذاتهم وليس على الآخرين كما يفعل الأسوياء، وممارسة تحريف الانتماء الايجابي على المستبد، حيث يضغط الواقع القائم على الفكر القدري وقلب الحقائق ليتطبع الأنا بفكرة الخطيئة والشعور بالذنب والعقاب الرباني فتتسلط عليه الأنا الأعلى، فيحّرف الأنا انتماءه للنقيض السلبي الحيوان، فتصبح الناس كالحيوانات تحكمها الغرائز والانفعالات والعواطف ولا غاية لها سوى الطعام والأمن (النعمة والستر) شكورة وقنوعة ممتنة بها! ولا هم لها سوى البقاء والتكاثر، فتدعوا الناس إلى ربها ليل نهار بإدامة (النعمة والستر) عليها دون أي مطالبة بحقوق إنسانية كالكرامة والحرية والعدل والرفاهية والمساواة؟ فيصبح هذا الإنسان (المتحيون) كائن غريزي شره جنسيا، طماع برغباته الأنانية، يحب ويكره بانفعالاته، جشع بمصالحه، يحكمه الخوف والخنوع والمصالح والأنانية والرياء، وتعتاد الناس على قول (نحن لسنا بني آدم، نحن لن نأتي إلا بالقوة والخوف، لا يفيدنا إلا القائد القوي، كل الذي يحصل بنا من أيدينا) والمستبد من جانبه يحرّف انتماء أناه للنقيض الايجابي، ويحرف انتماء الآخرين للنقيض السلبي، فيعتقد انه يؤدي غاية نبيلة سامية لهولاء الحيوانات (الرعية) الضعيفة الوحشية بينها، التي لا تستطيع العيش بدونه وانه يسعى لرفع حياتهم من الهمجية والحضيض إلى الاستئناس والألفة لخدمته وخدمت غايته ووطنه، تعيش في حظيرته يرعاها ويعلفها ويذبحها متى يشاء قربانا من اجل الوطن، فيعتبر نفسه نبي أو خليفة الله على الأرض أو ظله في الدنيا، والسائر على نهجه، وحامي الدين، وطاعته هي طاعة الرب! لأنه من عائلة مباركة أو مختار من الله، أو مقدس لديه، أو منصور منه، أو ضرورة زمانه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*اكتملت هذه المقالة في الشهر الأخير من العام 2013 ، وارتأيت عدم نشرها خشية أن أضيف عليها تعديلات أضافية.
1_هناك آلاف الناس يموتون جوعا في بقاع الأرض كأفريقيا، ثم أن المسالة ليست بالموت جوعا من عدمه، بل بالعيش الكريم، أي ليس الأكل وحده يكفي بدون كرامة وضمان صحي وبيئة نظيفة وخدمات سليمة كالماء والكهرباء، فالحيوانات تأكل من الزبائل يوميا ولا تموت جوعا، فهل نكتفي بالعيش كالحيوانات لمجرد أننا لا نموت جوعا؟.

بين الفكر العملي والفكر الخرافي في المجتمع العربي




    
تستخدم الناس فكرها المنطقي والعملي القائم على السببية المادية في حياتها العملية سواء بالعمل أو للمصالح الشخصية بصورة عامة حيث أن الناس في السعي لمصالحها وكسبها للمال والجاه والنفوذ والمناصب والأملاك تستخدم الذكاء والتخطيط والتحايل والإقناع والكذب والتملق في سبيل تحقيق مآربها، وهذا أمر طبيعي، إلا أن هذه الأفكار المنطقية والعملية تتعطل تماما حين تنتقل من التعامل في الحياة العملية إلى التعامل مع المعتقدات الاجتماعية كالخرافات والأساطير والأشباح والسحر والمعجزات؟ وتستبدل السببية المادية بالسببية القدرية والسحرية والربانية؟ فما الذي يجعل الفكر المنطقي والعملي يعمل أو يتعطل أو لنقل يغير نهجه من السببية المادية إلى نقيضها حسب تغير الموضوع؟ وهذه مفارقة بالفكر كيف يسلك هذا السلوك المزدوج؟ وهذا السؤال الأساسي الذي انطلق منه لبحث هذه الإشكالية الفلسفية و النفسية، هل الخلل في ذلك التناقض هو الفكر أم البيئة؟ مبدئيا إن عقل الإنسان ليس مستقلا في تفكيره وأحكامه عن بيئته ومجتمعه ونفسيته وموروثاته فهو خاضع لهذه المؤثرات التي هي صنعت نمط تفكيره وتصوراته الخام، لهذا فحكمه على معتقداته لن يكون محايدا أو موضوعيا بل منحازا ومبررا لها بالعقل وبالعلم أحيانا؟ وحتى لو توصل إلى نفيها ولا عقلانيتها فإن للمجتمع ضغوط عقابية كالنبذ والاغتراب والتخوين والقصاص الجسدي، هذا عدا الصراع النفسي الذي يعيشه كل من يحاول تغيير عاداته ومعتقداته بين التطبع والعادة وبين التخلي عنها، وغير قليل من الناس تعرف أن هذه المعتقدات الاجتماعية بالية من الناحية العقلية لكنها لا تستطيع الإقلاع عنها بسبب التطبع الفردي والاجتماعي لها حد العادة، وليس سهلا على الفرد الخروج على الجماعة لأنه يخاطر بانتمائه، وليس كل ما هو مخالف للعقل يشترط التخلي عنه، فرغم علم الناس بمضار التدخين والكحول صحيا إلا أنها لا تتخلى عن إدمانها، وهذا سر بقاء المعتقدات الاجتماعية البالية وتوارثها من جيل إلى جيل، مهما تعلم الفرد وحاز أعلى الشهادات الجامعية، لهذا يفكر العربي بطريقة تختلف عن الأوربي، ويختلف هذا الأخير عن تفكير الأفريقي والآسيوي وهكذا، لان هذه المعتقدات تكتسب بالتلقين والتربية والتقليد والتطبع وليس بالدليل والبرهان، وكل ما لم يكتسب بالدليل لا يغيره الدليل المضاد أو ينفيه، وهذه القاعدة الأساسية للتمييز بين المعتقدات الاجتماعية و الحياة العملية التي على العكس تكتسب مهارتها بالتجربة والخبرة الفردية أو ُتعلّم من شخص آخر أو بتأثيره، وهي نشاط الفرد للحصول على المال وتحقيق مصلحته، ويظهر مما سبق إن كل ما يحقق للإنسان رغباته وفي صالح بقائه وتكاثره ينشط لديه قدراته العقلية المنطقية، ويبدوا أن صراع الإنسان مع الطبيعة في سبيل البقاء والتكيف والتكاثر على مر العصور هو الذي طور قدراته العقلية وأنتج التفكير المنطقي والعملي، بينما تشكل المعتقدات الاجتماعية هوية الإنسان وانتمائه الاجتماعي التي تبلورت من تأملاته بالطبيعة و تكيفه مع بيئته، وهذا احد أهم الفروق بين المجالين، حيث الأولى تصب لمصلحة الفرد في حين الثانية تصب في مصلحة الجماعة.
ويجب الإشارة إن الناس في استعمالها الفكر المنطقي والعملي لا تتبنى الأفكار المثالية الأخلاقية والدينية والقانونية، وإنما الأفكار التي تصب في مصلحتها حيث أن الناس في تعاملها مع غيرها تحكمها الانفعالات والمصالح والتنافس والأنانية والعادات الاجتماعية، ولا مجال للأفكار الأخلاقية المثالية إلا القليل ونظريا فقط، خصوصا حين يكون الشخص مظلوم لا ظالم، وتبقى هذه الأفكار الأخلاقية المثالية مجرد كلام نظري في أحاديث الناس لا في أفعالهم إلا نادرا وبسبب الخوف في كثير من الأحيان، لهذا من الطبيعي حين نرى كثير من الناس أفعالهم تخالف أقوالهم، لهذا دائما أقول إن الناس لا تسيرها الأفكار المثالية وإنما المصالح والعواطف والانفعالات والتقليد.
وهذا لا يعني عدم قدرة الإنسان على تغيير عاداته الاجتماعية لكن بشرط تغيير الظروف الحاضنة لهذه الأفكار السحرية والقدرية والخرافية التي تميز علاقتها بالإنسان بثنائية (التسلط والرضوخ) التي وصفها (مصطفى حجازي) في التخلف الاجتماعي، واستبدالها بتحسين الأوضاع الاقتصادية والصحية والتعليمية والخدمات وحرية التعبير والعدالة الاجتماعية، ومن غيرها لا يمكن أن نتوقع تكامل أو توحد بين التفكير العملي والتفكير الاجتماعي وارتقائهما في خدمة الفرد والمجتمع معا، وهذا التغيير يبدأ من النخبة السياسية ومدى الانفتاح الثقافي والتراكم الحضاري للمجتمع، فاليابان وألمانيا والصين استطاعت النهوض بعد انهيارها بفعل ارثها الثقافي الكبير.


الإشتراكية ستعود وسيبني العمال دولتهم من جديد


الإشتراكية ستعود وسيبني العمال دولتهم من جديد



منذ ولادتها و بحكم ظروف حياتها اكتشفت الطبقة العاملة أن البرجوازية و شعاراتها الليبرالية لا تعني في الواقع سوى استغلال حفنة من الرأسماليين و كبار ملاك الأرض لها و تكديس المال في يد هذه الحفنة و مصّ دماء و تجويع أغلبية السكان و أن ما يعطى لها سوى ما يكفيها لتجديد قوتها لتستطيع أن تعمل في اليوم الموالي و  لذا لم تستسلم الطبقة العاملة لاستغلال البرجوازية و لم تخدعها شعراتها الليبرالية ، فشهدتْ أوروبا والولايات المتحدة الاعتصامات والاضراب عن العمل، ومع تزايد حالات الاضراب عن العمل وإصرارالطبقة العاملة على الصمود فى مواجهة قمع الشرطة المُساندة لأصحاب الأعمال، و تصاعدت هذه النضالاتبعد الثورة الروسية عام 1917وانتشارالأحزاب الماركسية الداعية إلى الاشتراكية فى أوروبا. وتمكنت هذه الأحزاب من الحصول على بعض حقوق العمال ، وبصفة خاصة حق تكوين النقابات المُدافعة عن حقوق العمال بل وتنظيم حق الاضراب والاعتصام و تحديد ساعات العمل ،و الحق في العطل الأسبوعية و السنوية مدفوعة الأجر..و استطاع العمال في كثير من الأحيان بعث أحزابا لهم منحازة لمصالحهم الطبقية وهي الأحزاب العمالية و استطاعوا بعث ثلاث أمميات لتوحيد نضالهم على جميع القارات و تمكنوا من افتكاك السلطة العديد من المرات و أولها كومونة باريس ثم في الإتحاد السوفياتي و أروبا الشرقية و الصين و فيتنام و كوريا و كوبا و شاركوا في العديد من الحكومات و كانت البرجوازية في كل مرّة تشن هجومات دموية و سياسية و فكرية و دينية لكسر وحدة نضالات العمال و دفعهم لليأس و تخريب وعيهم و الإنحراف بنضالاتهم الطبقية إلى معارك شوفينية أو فئوية أو دينية أو عرقية و اليوم و بعد أن تمكنت البرجوازية بكل أحزابها الليبرالية و الدينية من الإنتصار على الطبقة العاملة و دحر كل انتصاراتها تحاول أن تهزمها فكريا بإظهار أن ليس هناك فكرا للطبقة العاملة أي أن ليس هناك فكر الإشتراكية العلمية و ليس هناك نظام أرقى من النظام الرأسمالي و أن الملكية الخاص بالطبقة العاملة (علم تحررها) وأن الفقر و وجود الطبقات قانون إلاهي لا مردّ له و أن من أتى بالإشتراكية هم بشر و هي أحلام طوباوية لا تصح في الواقع متناسين عن عمد أن دولة الففقرا وجدت في الواقع و كانت قائمة الذات منذ دولة الفقراء ألا وهي دولة القرامطة و قد صمدت أول دولة الفقراء و العمال سبعين سنة و تركت من القوانين ما لم تنتجه أي دولة برجوازية في أعتى الديمقراطيات و بعدها أتت دولة السوفيات دولة العمال و الفقراء في روسبا و صمدت نصف قرن و أروبا الشرقية و الصين نصف قرن و في كوبا تجاوزت السبعين سنة وأن العمال سيبنون دولتهم و ستكلل نضالاتهم بالإنتصار و ستكون هذه الهزائم فرصة للتقييم و للتطوير و خاصة لمحاربة التحريفية و الفوضوية في الحركة الماركسية اللينينية ليقوى عودها و تحصن قلاعها


ومن لم يمت بالسيفِ ماتَ بغيرهِ
تنوعتِ الأسبابُ والداءُ واحِدُ  

صور من الملهاة البشرية
  

المهاتما غاندي 'الروح العظيمة'، أب الأمة الهندية ورمز مجدها وعزتها، الرجل بما في الكلمة  
 من معنى المتجرد من متاع الدنيا وزخرفها الكاذب، ومبدع فكرة العصيان المدني اللاعنفي
   في مواجهة استبداد ووحشية أوروبا بكرامة الإنسان البسيط ........... الهند 1946
للمصورة الصحافية الأمريكية"(1971-1904)Margaret Bourke-White "
على قدر أهل العزم تأتي العزائم....وتأتي على قــدر الكريم المكــــــارم
وتعظم في عــــــــين الصغير صغارها....وتصغر في عين العظيم العظائم 
                                                    أبو الطيب المتنبي
طفلة بأحد مخيمات اللاجئين - هونغ كونغ 1960
للمصور الهولندي  "(1990-1925) Ed Van der Elsken "

طفل يلتحف قماشا خشنا مصنوعا من ألياف القنب - كوريا 1952
للمصور السويسري  "(1954-1916) Werner Bischof
 سلل ناقلات ونساء مستعبدات - اليابان 1957
للمصور الياباني "(1901-1974) Kimura Lhei"
الملاك الأبيض موليا ظهره لصفوف الخبز (طز في صفوفكم)-أمريكا 1933
         للمصورة الأمريكية  "(1965-1895)Dorothea Lange"           
أم مهاجرة ونظرة حائرة مرتبكة تحاول استجلاء الغد المجهول-كاليفورنيا 1936  
للمصورة الأمريكية "(1965-1895)Dorothea Lange"    
إجلاء بالجملة للنساء والأطفال، ولكن ماذا بعد؟ - اليونان 1940 
للمصور البولندي "(1965-1911)Seymour David "
وشمات الدهر وبصمات الحرمان والفقر على أجساد منهكة متهالكة-الهند 1951
للمصور السويسري "(1954 -1916 ) Werner Bischof"
   إغفاءة مقهور خارج الزمان والمكان- هنغاريا 1950
للمصور السويسري "(1954 -1916 ) Werner Bischof"
استسلام... إن الفتى من يقول هذي يدي-إيطاليا 1944
للمصور الهنغاري "(1954-1913) Robert Capa"

كارل ماركس صاحب الفكر الإنساني بلا حدود:الإنسان أثمن رأسمال في الوجود



الإنسان أثمن رأسمال في الوجود

عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان؛ بنوا سور الصين العظيم .. 
واعتقدوا بأنه لايوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه.. 

ولكن..  خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات ..

وفي كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية فى حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه .. 

بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب..
لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس .. 

فبناء الإنسان .. يأتي قبل بناء كل شيء وهذا ما يحتاجه طلابنا و شعوبنا اليوم .. 

يقول أحد المستشرقين: إذا أردت أن تهدم حضارة أمة :

فهناك وسائل ثلاث هي: اهدم الأسرة .. اهدم التعليم...اسقط القدوات والمرجعيات..

لكي تهدم اﻷسرة..
عليك بتغييب دور المرأة كأم.. فاجعلها تخجل من وصفها بربة بيت..و كنصف المجتمع..واجعلها ترى في نفسها عورة لا تصلح إلا للنكاح..و فتنة للناظرين..

ولكي تهدم التعليم..
عليك بالمدرس.. لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه..

ولكي تسقط القدوات..
عليك بالعلماء.. اطعن فيهم قلل من شأنهم..شكك فيهم حتى لايسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد..

فإذا اختفت اﻷم الواعية واختفى المدرس المخلص وسقطت القدوة والمرجعية فمن يربي النشئ على القيم النبيلة..و يجعل منهم بناة هذا الوطن؟!!

أمريكا الدولة الوضيعة




أمريكا الدولة الوضيعة

  
لكي تنشأ امريكا تم ابادة اكثر من 27 مليون شخص من الهنود الحمر و احتلوا ارضهم

ولكي تبني امريكا تم جلب اكثر من 14 مليون افريقي و استعبدو و مات منهم اكثر من 2 مليون افريقي في عرض البحر بسبب الطريقة المهينه في نقلهم

ولكي تتوسع امريكا قتل اكثر من مليون ونصف مكسيكى و احتلت ارضهم

ولكي تحمي امريكا قتل اكثر من 6 مليون في الحرب العالمية بينهم 300 الف في هيروشيما وناجازاكى اليابانية

ولكي تثبت امريكا قتل اكثر من 2 مليون فيتنامي

ولكي يتم الهيمنه على جيران امريكا قتل اكثر من 200 الف في تينيدادا و نيكاراغوا وكوبا

ولكي تؤمن مصادر طاقة امريكا قتل أكثر من 2 مليون عراقي.



و لكي تبقى أمريكا سيّدة العالم فهي قد قتلت و اليوم تقتل الملايين في أفغانستان و الصومال وسوريا و ليبيا و اليمن و إفريقيا و آسيا و أروبا وكل شبر من العالم

ومازالت أمريكا تثبت للجميع بذلك"ديموقراطيتها" و"مراعاة حقوق الانسان" حول العالم 

الدكتور المهدي المنجرة

dimanche 23 mars 2014

قادة النهضة يستعينون بأمريكا


قادة النهضة يستعينون بأمريكا

آمال قرامي
الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 08:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
 شدّ راشد الغنوشى الرحال اتّجاه بلد مُموّل الإخوان، ومُهندس «الإسلام والديمقراطية» وداعم «الإسلام السياسى». ولم تكن الرحلة رحلة «طواف الوداع» بل كانت بغاية تجديد الودّ، وتعزيز الشراكة بين الصديقين. فأمريكا صارت بقدرة قادر، نِعم الحليف فى زمن الشدّة، بعد أن كانت عدّوة الإسلام (خطبة الغنوشى فى الخرطوم 30 أغسطس 1990) ورمز الامبريالية، والشيطان المتغلغل فى الأمة، وصاحبة الأجندات الاستعمارية.. وسبحان مغيّر الأحوال.
بالأمس.. كلُّ من التقطت له صورة مع شخصيات من الكونجرس أو البيت الأبيض ثبتت عليه تهمة التواصل مع الأمريكان، وعدّ فى نظر المتأسلمين خائنا وعميلا للغرب، وحثالة الأنجلوسكسونية، فـ«أفرد أفراد البعير الأجرب» واليوم تتدوال صفحات فيسبوك صورة قيادى النهضة صحبة رئيس الحركة مع «جون ماكاين» والبسمة على الشفاه وعلامات السرور والانتشاء بادية على الوجوه.. وسبحان مقلّب القلوب.
أحكمت حركة النهضة والحقّ يقال، وضع إستراتيجياتها التواصلية استعدادا للانتخابات. فالجماعة صارت تتحدّث عن مآثرها وتُعدّد فضائلها من محفل إلى آخر وتقدّم المسوّغات والمبررات. فالخروج من الحكم كان إيمانا بمبدأ التداول السلمى على الحكم، ومراعاة لمصلحة البلاد، وتطبيقا لخارطة الطريق التى وضعها الرباعى الراعى للحوار. أمّا الدستور فقد كان إنجازا عظيما وعلامة على التوافق الوطنى، ومدى اتّسام حزب النهضة بالمرونة الفكرية، وتقديمه للتنازلات حبّا فى الوطن، بل إنّ الأخوات اللواتى ارتفعت أصواتهن مندّدات بالمساواة التامة، والتناصف، واتفاقية مناهضة التمييز ضدّ المرأة، ومُدافعات عن التكامل بتن بين يوم وليلة، يَروين نضالهن من أجل الحفاظ على المكاسب، ومدى استماتتهن من أجل تطوير مجلّة الأحوال الشخصية، ومناصرتهن للحركة النسائية وانتفاعهن من نضال جيل من التونسيات، بل إنّهن استعضن الحديث عن عذاباتهن زمن الإستبداد بحديث عن نضالهن داخل الحزب، من أجل فرض وجودهن فى مجلس الشورى.. ولا خاب من مدح نفسه.
كانت الوجوه فيما مضى من الأيام متجهّمة مستعدة للبطش بالمعارضين أصحاب الصفر فاصل وحثالة الفرانكفونية، مستعرضة المهارات اللغوية والقدرة على المراوغة وتحويل دلالات المصطلحات، وتغيير المواقف وفق مقتضيات السياق. فما يقال وراء الكواليس يتعارض مع ما يقال فى الاجتماعات الرسميّة، وما يقال بين القياديين لا يقال لأتباع التنظيم ولا غيرهم.. ها هى الجماعة تغير هيئتها، تزيح عنها ربطة العنق، وتحترف الابتسامة وإظهار الانبساط، وتعتمد الملحة والنكتة والمزاح، وتمزج العاميّة بالكلمات الفرنسية توشّى بها الخطاب، وتلك هى أبجديات بناء الصورة.
ولكن فى الوقت الذى تستفيد فيه النهضة من الأخطاء المرتكبة على مستوى التواصل مع الجماهير، وتصغى هذه المرّة وبانتباه شديد، إلى المستشارين والخبراء والمدرّبين وتجنّد الطاقات، وتدفع الأموال الجمّة علّها تستعيد أصوات الناخبين، وتضيف إلى رصيدها عددا من المعجبين و«تطهّر» صورة التنظيم ممّا لحقها من أضرار وأدران فى فترة اعتلاء سدّة الحكم.. ها هى تواجه تحديات جديدة تعكّر عليها الصفو، وتشوّش الصورة.

ها هى حكومة مهدى جمعة تكشف، وإن باحتشام، عن بعض المستور. فتتواتر مع كلّ يوم أخبار الفساد فى عهد الترويكا، وهى حسب الخبراء، متنوّعة وخاضعة لسلّم تراتبى: فساد فى الإدارة وفساد مالى، وفساد فى إدارة ثروات البلاد (الفوسفات، البترول..) وتعيينات حسب منطق حزبى يميّز بين التونسيين على أساس الأيديولوجيا، ويعيد إلى الأذهان تجربة ما فعله نظام الحزب الواحد بالبلاد، ويثقل ميزانية الدولة، ويجعلها مرتهنة لصندوق النقد الدولى إلى أبد الآبدين، واستثمارات تقسّم، وامتيازات تُجنى حسب بنى القرابة، وبيزنس إخوانيّ مُنتعش وتمويلات للجهاد باسم جمعيات خيرية، وهبات تدفّقت على تونس لمساعدتها على حلّ أزمتها تبخرت، وتحويل وجهة مشاريع للسكن، وأراضى فلاحية غير صالحة للبناء صارت بحوزة الخلان.. والمحصّلة عجز فى ميزانية الدولة، وفى المؤسسات العمومية وانسداد الأفق، وستأتينا الأيام بتفاصيل نجهلها عن حكومات حدثتنا عن نظافة اليد، وعن التقشّف، والورع والتقى فضلا على محاسن الحوكمة الرشيدة والشفافية، وأنّها جاءت لتقطع مع منظومة فساد بن على.

وبين صورة ناصعة ترسمها النهضة لنفسها وتسوق لها هنا وهناك، وصورة عاكسة لما ألحقته بالبلاد من دمار، يبقى المجتمع المدنى خير رقيب. بالأمس الخبراء فى القانون تجنّدوا لمعركة الدستور واليوم جاء دور خبراء الاقتصاد لينزلوا إلى المعترك.

هذه التركة الثقيلة التى خلّفتها حكومة الجبالى وحكومة العريض وما على الشعب إلا أن يتحمّل سوء التصرّف، والجشع والطمع وغلبة منطق الغنيمة.
وظلم ذوى القربى أشد مضاضة: على النفس من وقع الحسام المهندى.
انقلابيون
آمال قرامي
الحوار المتمدن-العدد: 4273 - 2013 / 11 / 12 - 15:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
الانقلابيون الأُول
نُعتت المعارضة فى أغسطس الماضى، بجماعة الانقلابيين عندما قاطع نوّابها المجلس التأسيسى معلنين انتهاء شرعيّة الترويكا، وانطلاق اعتصام الرحيل، وضرورة حلّ المجلس التأسيسى. وقد رأى قياديو حزب النهضة وحزب المؤتمر آنذاك فى هذه الاحتجاجات علامة دالة على خروج المعارضة عن مسار البناء الديمقراطى، ومحاكاتها للتجربة المصرية التى اتسمت باتخاذ قرار «خلع رئيس شرعى» والاستيلاء على الحكم والتغاضى عن شرعيّة الصناديق.
أُختبر الانقلابيون فى أوّل تجربة سياسية.. فإذا بهم على «الممارسات الديمقراطية» ينقلبون ويعبّرون عمّا يضمرون: إزاحة حزب الأغلبيّة إذ لم تتحمّل أحزاب «الصفر فاصل» نتائج الانتخابات النزيهة والشفّافة، ورامت الانقلاب على «إرادة الشعب» الذى اختار النهضة لتحكم.
الانقلابيون الجدد
تدور الدوائر.. ويتهم «أكبر حزب فى البلاد» بأنّه انقلب على التوافقات التى قام عليها الحوار الوطنى، بل إنّه لم يعترف بالممارسات الديمقراطية حين اختارت أغلب الأحزاب مرشّحا لرئاسة الحكومة، وفى المقابل، تمسّكت النهضة بمرشّحها بالرغم من أنّه لم ينل أغلب الأصوات. ولم يتوّقف الأمر عند هذا الحدّ إذ حدث انقلاب آخر داخل المجلس التأسيسى إذ تحالف حزب النهضة مع حزب المؤتمر ومن سار على دربهما فأدخلوا تعديلات على النظام الداخلى لسير الجلسات وشروط انعقادها بما يضمن عدم تكرار التجربة السابقة، ويحقق هيمنة حزب النهضة على سير المجلس. ولعلّ ما يلفت النظر أنّ النهضة قرّرت «تأديب» كلّ من شقّ عصا الطاعة بما فى ذلك حليفها حزب التكتّل حين قرّر رئيس المجلس التأسيسى فى أغسطس الماضى، تعليق الجلسات إلى حين حلّ الأزمة، فإذا بها اليوم ترسل له إشارة بالغة الأهميّة مفادها أنّه يمكن الاستغناء عنه وإتمام أعمال اللجان دون حضور الأقليات.
تتراكم علامات هيمنة حزب النهضة على المسار الانتقالى: تسميات على أساس الولاء والانتماء الحزبى، ترقيات دون مناظرات واحترام للتراتيب، محاولات للسيطرة على الإعلام، ورغبة فى تقليص هامش الحريات وتجاوزات هنا وهناك تفضح مخاوف من هو فى السلطة، وتقيم الدليل على الانزياح عن مسار احترام قواعد اللعبة وتشير فى الآن نفسه، إلى عسر ترسيخ الممارسات الديمقراطية، والعمل وفق آليات الديمقراطية التشاركية واحترام التعددية السياسية. فلا غرابة والحال هذه أن يتواضع القوم فيستبدلون خطابا سياسيا قائما على الإشادة بتبنى حزب النهضة للنهج الديمقراطى، والزعم بأنّ تونس تعيش تجربة ديمقراطية فريدة ستتحوّل إلى مادة تدرّس فى أعرق الجامعات.. إلى خطاب يبدو أكثر تواضعا تبرز فيه عبارة «الديمقراطية الناشئة».
والظاهر أنّ تعدّد الزلات والأخطاء لا يمكن أن يفسّر إلاّ فى ضوء عاملين: أولهما حداثة التجربة السياسية للإخوان. فما نعرفه عنهم جبّ ما عرفناه اليوم بعد أن صاروا فى سدّة الحكم. وشتان بين النهضة من خلال أدبيات أبرز رموزها وتصريحاتهم ومواقفهم وهم ينطقون ويتصرفون من موقع المعارضين للحكم، وما عايناه اليوم بعد وصول النهضة إلى الحكم وليس «الخبر كمثل العيان».
أمّا العامل الثانى فيتمثّل فيما تجنيه «حلاوة الملك» على أصحابها من إغراءات ورغبة فى الاستمتاع بما اتيح من امتيازات فى سياق سمح بتحقّق نصيب من الأحلام، وليس من خبر وذاق حلاوة السلطة كمن حرم منها. فأنّى لقيادى النهضة وأتباعهم ألا ينقلبوا.
وبين الانقلابيين الأُول والانقلابيين الجدد نطق أنصار حزب التحرير ومن والاهم فثاروا على الجميع، متهمين إياهم بالانقلاب على الأعقاب.. فقد حادوا عن الطريق ووالوا الغرب الإمبريالى وضحّوا بمشروع الدولة الإسلامية وبناء الخلافة وحماية الإسلام والبيضة وتطبيق شرع الله. فويل للمنقلبين عن حلم «الأنصار والمهاجرين».

ولا يمكن التغاضى عن عدد من التجمعّيين والدستوريين واليساريين.. ممن تحوّلوا عن مساراتهم، ولبسوا جبّة الحزب الحاكم فانقلبوا من موقع إلى آخر، وإن حافظوا على نفس الأساليب والذهنية.. صدق من قال «الأسامى هى هى والقلوب تغيرت».