Tunisiens Libres: قادة النهضة يستعينون بأمريكا

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

dimanche 23 mars 2014

قادة النهضة يستعينون بأمريكا


قادة النهضة يستعينون بأمريكا

آمال قرامي
الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 08:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
 شدّ راشد الغنوشى الرحال اتّجاه بلد مُموّل الإخوان، ومُهندس «الإسلام والديمقراطية» وداعم «الإسلام السياسى». ولم تكن الرحلة رحلة «طواف الوداع» بل كانت بغاية تجديد الودّ، وتعزيز الشراكة بين الصديقين. فأمريكا صارت بقدرة قادر، نِعم الحليف فى زمن الشدّة، بعد أن كانت عدّوة الإسلام (خطبة الغنوشى فى الخرطوم 30 أغسطس 1990) ورمز الامبريالية، والشيطان المتغلغل فى الأمة، وصاحبة الأجندات الاستعمارية.. وسبحان مغيّر الأحوال.
بالأمس.. كلُّ من التقطت له صورة مع شخصيات من الكونجرس أو البيت الأبيض ثبتت عليه تهمة التواصل مع الأمريكان، وعدّ فى نظر المتأسلمين خائنا وعميلا للغرب، وحثالة الأنجلوسكسونية، فـ«أفرد أفراد البعير الأجرب» واليوم تتدوال صفحات فيسبوك صورة قيادى النهضة صحبة رئيس الحركة مع «جون ماكاين» والبسمة على الشفاه وعلامات السرور والانتشاء بادية على الوجوه.. وسبحان مقلّب القلوب.
أحكمت حركة النهضة والحقّ يقال، وضع إستراتيجياتها التواصلية استعدادا للانتخابات. فالجماعة صارت تتحدّث عن مآثرها وتُعدّد فضائلها من محفل إلى آخر وتقدّم المسوّغات والمبررات. فالخروج من الحكم كان إيمانا بمبدأ التداول السلمى على الحكم، ومراعاة لمصلحة البلاد، وتطبيقا لخارطة الطريق التى وضعها الرباعى الراعى للحوار. أمّا الدستور فقد كان إنجازا عظيما وعلامة على التوافق الوطنى، ومدى اتّسام حزب النهضة بالمرونة الفكرية، وتقديمه للتنازلات حبّا فى الوطن، بل إنّ الأخوات اللواتى ارتفعت أصواتهن مندّدات بالمساواة التامة، والتناصف، واتفاقية مناهضة التمييز ضدّ المرأة، ومُدافعات عن التكامل بتن بين يوم وليلة، يَروين نضالهن من أجل الحفاظ على المكاسب، ومدى استماتتهن من أجل تطوير مجلّة الأحوال الشخصية، ومناصرتهن للحركة النسائية وانتفاعهن من نضال جيل من التونسيات، بل إنّهن استعضن الحديث عن عذاباتهن زمن الإستبداد بحديث عن نضالهن داخل الحزب، من أجل فرض وجودهن فى مجلس الشورى.. ولا خاب من مدح نفسه.
كانت الوجوه فيما مضى من الأيام متجهّمة مستعدة للبطش بالمعارضين أصحاب الصفر فاصل وحثالة الفرانكفونية، مستعرضة المهارات اللغوية والقدرة على المراوغة وتحويل دلالات المصطلحات، وتغيير المواقف وفق مقتضيات السياق. فما يقال وراء الكواليس يتعارض مع ما يقال فى الاجتماعات الرسميّة، وما يقال بين القياديين لا يقال لأتباع التنظيم ولا غيرهم.. ها هى الجماعة تغير هيئتها، تزيح عنها ربطة العنق، وتحترف الابتسامة وإظهار الانبساط، وتعتمد الملحة والنكتة والمزاح، وتمزج العاميّة بالكلمات الفرنسية توشّى بها الخطاب، وتلك هى أبجديات بناء الصورة.
ولكن فى الوقت الذى تستفيد فيه النهضة من الأخطاء المرتكبة على مستوى التواصل مع الجماهير، وتصغى هذه المرّة وبانتباه شديد، إلى المستشارين والخبراء والمدرّبين وتجنّد الطاقات، وتدفع الأموال الجمّة علّها تستعيد أصوات الناخبين، وتضيف إلى رصيدها عددا من المعجبين و«تطهّر» صورة التنظيم ممّا لحقها من أضرار وأدران فى فترة اعتلاء سدّة الحكم.. ها هى تواجه تحديات جديدة تعكّر عليها الصفو، وتشوّش الصورة.

ها هى حكومة مهدى جمعة تكشف، وإن باحتشام، عن بعض المستور. فتتواتر مع كلّ يوم أخبار الفساد فى عهد الترويكا، وهى حسب الخبراء، متنوّعة وخاضعة لسلّم تراتبى: فساد فى الإدارة وفساد مالى، وفساد فى إدارة ثروات البلاد (الفوسفات، البترول..) وتعيينات حسب منطق حزبى يميّز بين التونسيين على أساس الأيديولوجيا، ويعيد إلى الأذهان تجربة ما فعله نظام الحزب الواحد بالبلاد، ويثقل ميزانية الدولة، ويجعلها مرتهنة لصندوق النقد الدولى إلى أبد الآبدين، واستثمارات تقسّم، وامتيازات تُجنى حسب بنى القرابة، وبيزنس إخوانيّ مُنتعش وتمويلات للجهاد باسم جمعيات خيرية، وهبات تدفّقت على تونس لمساعدتها على حلّ أزمتها تبخرت، وتحويل وجهة مشاريع للسكن، وأراضى فلاحية غير صالحة للبناء صارت بحوزة الخلان.. والمحصّلة عجز فى ميزانية الدولة، وفى المؤسسات العمومية وانسداد الأفق، وستأتينا الأيام بتفاصيل نجهلها عن حكومات حدثتنا عن نظافة اليد، وعن التقشّف، والورع والتقى فضلا على محاسن الحوكمة الرشيدة والشفافية، وأنّها جاءت لتقطع مع منظومة فساد بن على.

وبين صورة ناصعة ترسمها النهضة لنفسها وتسوق لها هنا وهناك، وصورة عاكسة لما ألحقته بالبلاد من دمار، يبقى المجتمع المدنى خير رقيب. بالأمس الخبراء فى القانون تجنّدوا لمعركة الدستور واليوم جاء دور خبراء الاقتصاد لينزلوا إلى المعترك.

هذه التركة الثقيلة التى خلّفتها حكومة الجبالى وحكومة العريض وما على الشعب إلا أن يتحمّل سوء التصرّف، والجشع والطمع وغلبة منطق الغنيمة.
وظلم ذوى القربى أشد مضاضة: على النفس من وقع الحسام المهندى.
انقلابيون
آمال قرامي
الحوار المتمدن-العدد: 4273 - 2013 / 11 / 12 - 15:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
الانقلابيون الأُول
نُعتت المعارضة فى أغسطس الماضى، بجماعة الانقلابيين عندما قاطع نوّابها المجلس التأسيسى معلنين انتهاء شرعيّة الترويكا، وانطلاق اعتصام الرحيل، وضرورة حلّ المجلس التأسيسى. وقد رأى قياديو حزب النهضة وحزب المؤتمر آنذاك فى هذه الاحتجاجات علامة دالة على خروج المعارضة عن مسار البناء الديمقراطى، ومحاكاتها للتجربة المصرية التى اتسمت باتخاذ قرار «خلع رئيس شرعى» والاستيلاء على الحكم والتغاضى عن شرعيّة الصناديق.
أُختبر الانقلابيون فى أوّل تجربة سياسية.. فإذا بهم على «الممارسات الديمقراطية» ينقلبون ويعبّرون عمّا يضمرون: إزاحة حزب الأغلبيّة إذ لم تتحمّل أحزاب «الصفر فاصل» نتائج الانتخابات النزيهة والشفّافة، ورامت الانقلاب على «إرادة الشعب» الذى اختار النهضة لتحكم.
الانقلابيون الجدد
تدور الدوائر.. ويتهم «أكبر حزب فى البلاد» بأنّه انقلب على التوافقات التى قام عليها الحوار الوطنى، بل إنّه لم يعترف بالممارسات الديمقراطية حين اختارت أغلب الأحزاب مرشّحا لرئاسة الحكومة، وفى المقابل، تمسّكت النهضة بمرشّحها بالرغم من أنّه لم ينل أغلب الأصوات. ولم يتوّقف الأمر عند هذا الحدّ إذ حدث انقلاب آخر داخل المجلس التأسيسى إذ تحالف حزب النهضة مع حزب المؤتمر ومن سار على دربهما فأدخلوا تعديلات على النظام الداخلى لسير الجلسات وشروط انعقادها بما يضمن عدم تكرار التجربة السابقة، ويحقق هيمنة حزب النهضة على سير المجلس. ولعلّ ما يلفت النظر أنّ النهضة قرّرت «تأديب» كلّ من شقّ عصا الطاعة بما فى ذلك حليفها حزب التكتّل حين قرّر رئيس المجلس التأسيسى فى أغسطس الماضى، تعليق الجلسات إلى حين حلّ الأزمة، فإذا بها اليوم ترسل له إشارة بالغة الأهميّة مفادها أنّه يمكن الاستغناء عنه وإتمام أعمال اللجان دون حضور الأقليات.
تتراكم علامات هيمنة حزب النهضة على المسار الانتقالى: تسميات على أساس الولاء والانتماء الحزبى، ترقيات دون مناظرات واحترام للتراتيب، محاولات للسيطرة على الإعلام، ورغبة فى تقليص هامش الحريات وتجاوزات هنا وهناك تفضح مخاوف من هو فى السلطة، وتقيم الدليل على الانزياح عن مسار احترام قواعد اللعبة وتشير فى الآن نفسه، إلى عسر ترسيخ الممارسات الديمقراطية، والعمل وفق آليات الديمقراطية التشاركية واحترام التعددية السياسية. فلا غرابة والحال هذه أن يتواضع القوم فيستبدلون خطابا سياسيا قائما على الإشادة بتبنى حزب النهضة للنهج الديمقراطى، والزعم بأنّ تونس تعيش تجربة ديمقراطية فريدة ستتحوّل إلى مادة تدرّس فى أعرق الجامعات.. إلى خطاب يبدو أكثر تواضعا تبرز فيه عبارة «الديمقراطية الناشئة».
والظاهر أنّ تعدّد الزلات والأخطاء لا يمكن أن يفسّر إلاّ فى ضوء عاملين: أولهما حداثة التجربة السياسية للإخوان. فما نعرفه عنهم جبّ ما عرفناه اليوم بعد أن صاروا فى سدّة الحكم. وشتان بين النهضة من خلال أدبيات أبرز رموزها وتصريحاتهم ومواقفهم وهم ينطقون ويتصرفون من موقع المعارضين للحكم، وما عايناه اليوم بعد وصول النهضة إلى الحكم وليس «الخبر كمثل العيان».
أمّا العامل الثانى فيتمثّل فيما تجنيه «حلاوة الملك» على أصحابها من إغراءات ورغبة فى الاستمتاع بما اتيح من امتيازات فى سياق سمح بتحقّق نصيب من الأحلام، وليس من خبر وذاق حلاوة السلطة كمن حرم منها. فأنّى لقيادى النهضة وأتباعهم ألا ينقلبوا.
وبين الانقلابيين الأُول والانقلابيين الجدد نطق أنصار حزب التحرير ومن والاهم فثاروا على الجميع، متهمين إياهم بالانقلاب على الأعقاب.. فقد حادوا عن الطريق ووالوا الغرب الإمبريالى وضحّوا بمشروع الدولة الإسلامية وبناء الخلافة وحماية الإسلام والبيضة وتطبيق شرع الله. فويل للمنقلبين عن حلم «الأنصار والمهاجرين».

ولا يمكن التغاضى عن عدد من التجمعّيين والدستوريين واليساريين.. ممن تحوّلوا عن مساراتهم، ولبسوا جبّة الحزب الحاكم فانقلبوا من موقع إلى آخر، وإن حافظوا على نفس الأساليب والذهنية.. صدق من قال «الأسامى هى هى والقلوب تغيرت».

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire