"شاشية" السبسي بلون دماء البراهمي و بلعيد
شهرزاد عكاشة/سكوب
أنفو
أول مقال رأي لي في
جريدة سكوب انفو .. من وحي اطلاق سراح المتورط في اغتيال الشهيدين بلعيد و البراهمي
عبد الكريم العبيدي
....
بقلم رئيسة
التحرير شهرزاد عكاشة
حين ترشح
للانتخابات الرئاسية، وعد الباجي قائد السبسي بالكشف عن قتلة الشهيدين شكري بلعيد
و محمد البراهمي و الثأر للشهيد لطفي نقض و محاسبة كل من أجرم في حق البلاد و تسبب
في أعمال العنف و الارهاب التي شهدتها تونس منذ ما يسمى ب،"الثورة
المجيدة".
وعد قائد
السبسي أيضا بمحاسبة كل من أرسل الشباب التونسي للمحرقة السورية و بإعادة تونس
لمكانتها السابقة ديبلوماسيا و للدولة هيبتها و بالنهوض بالاقتصاد ....
وعد و وعد و
كأغلب السياسيين لم يفِ... لتصبح البلد في عهده كالناقة تبول الى الخلف كما يقول
المثل التونسي...
ليس لأنها
تشكو نقصا في الكفاءات و لا الأدمغة و لكنها تشكو من علل محددة و هي انتهازية
سياسييها و عمالتهم المفرطة.
من المفروض
أن لا يدعو الأمر للاستغراب مادام اتفاق باريس لا يزال ساريا ، و ما دام مفعول
أقراص "الكابتاغون" التي سقتها أذرع المافيا للشيخ قائد السبسي لا يزال
فاعلا، ممّا جعله يتجول مبتهجا في أروقة معرض الابتكار للصناعات التقليدية بعد
سويعات من إطلاق متورط في اغتيال شهيدين رمزين كادت عملية اغتيالهما أن تعصف
بالبلد....
و غير عابئ
بما يُحاك للبلاد من مؤامرات على يد حلفائه و غيرهم.. لا نعلم إن كان الشيخ قائد السبسي
يعلم مثلنا أنه لا يؤتمن للنهضة جانب و أنها لن تتخلى عن العنف على خلفية إحدى
أدبياتها القائلة بأنه "لا بد لكل فكرة قوة تسندها"
و هو الذي
عاصر الحركة الاسلامية منذ نشأتها في أواخر السبعينات بحكم سنّه و واكب محاولاتها
لاختراق وزارة الداخلية و الدفاع منذ الثمانينات و جرائمها الارهابية منذ تفجيري
المنستير و سوسة وصولا الى التخطيط لتفجير طائرة الرئيس السابق أوائل التسعينات
مرورا بأحداث أخرى...
و لكننا نعلم
اليوم أنه يعلم بحكم وجوده على رأس الدولة أن حلفاءه قد اخترقوا وزارة الداخلية
بعد أن أفرغوها من كفاءاتها (التي ترعبهم عودتها الى اليوم) و غيرها من وزارات
السيادة ..
و نعلم أيضا
أنه يعلم أن من وضع يده في أيديهم يتسترون على أماكن مخابئ السلاح و على المشتبه
في انتماءهم في جرائم ارهابية و يوظفون القضاء و الأمن الموازيين للانقلاب يوما ما
قد ينقلب فيه الرأي العام الدولي عليهم...
و رغم ذلك
الشيخ الباجي لا يحرك ساكنا.
و لا نعلم
أيضا إن كان الشيخ قائد السبسي و في رحلة تشبهه منذ اتفاق باريس 2013 براشد
الغنوشي في ازدواجية الخطاب و الضحك على الذقون و الكذب في الوعود قد استفحل به
الداء لتقليده في ارتداء الشاشية أم هل هي متلازمة عبد الفتاح مورو بعد أن انتابته
متلازمة بورقيبة في الانتخابات الأخيرة؟
.. الأحرى بالسيد رئيس تونس
"المفدى" و عوض التغريد في سرب الاخوان أن ينهي مشواره السياسي بشكل
مشرف وأن يفي بما وعد به خاصة في مسألة الكشف عن مدبري الاغتيالات السياسية و
المسؤولين السياسيين الذين حرضوا على القيام بها و هو الذي استغلها أحسن استغلال
في حملته الانتخابية ..
في
الوقت الذي يعلم فيه جل التونسيين التحريض الذي سبق اغتيال الشهيدين و من كان
ضالعا فيه..
و في الوقت
الذي أثبت فيه القضاء في محاضر مكافحة مع عدد من الارهابيين الموقوفين أن عبد
الكريم العبيدي متورط إضافة الى الشهادات السرية و العلنية ...
وعد
قائد السبسي أيضا بتطهير القضاء الذي سبق و أن قال عنه أنه مخترق من الاسلاميين و
أنه موظف سياسيا حين تم اتهامه بجرائم ضد اليوسفيين ، ليصبح ذات القضاء مستقلا
عندما حكم ببراءته
و نعلم اليوم
أنه سيظل "مستقلا" من باب المخاتلة و التهرب من المسؤولية للحفاظ على
اتفاق يقضي بأن يكمل شيخ قرطاج مشواره السياسي رئيسا للجمهورية لا على حساب حزبه
فقط بل على حساب البلد أيضا.
القضقاضي في
عهد الترويكا أصبح شبحا لا نعلم الى الآن كيف استطاع أن يحلق بقدرة قادر من شارع
الحبيب بورقيبة بعد عملية اغتيال الشهيد شكري بلعيد الى جبال جندوبة و منها الى
الكاف لتعلن عملية تصفيته في العاصمة ( رواد تحديدا) التي كانت ربما لطمس أي حقيقة عن من
حرضه و سهل له عملية الاغتيال ..
ليخرج اليوم
عبد الكريم العبيدي المتورط في اغتيال البراهمي( و الذي كان حاضرا على الميدان في
مقتل القضقاضي و تم طرده من طرف الأمنيين في عملية رواد) بنفس الأذرع الخفية التي سهلت خروج
غيره ممن علقت بهم قضايا ارهاب و عنف زمن الترويكا و هي ذات الاذرع التي مكنت المقبوض
عليهم من ميليشيات فجر ليبيا في السجون التونسية من العودة الى قواعدهم في ليبيا
سالمين.
خلاصة القول
أن الشيخ الباجي قائد السبسي وعد و وعد و عد و لم نر من وعوده سوى انهيار الاقتصاد
و اختراق أجهزة الدولة و قرب عملية الاجهاز عليها و هو الذي وعد بإعادة هيبتها ،
فإذا به يتجول في المعارض بحثا عن "شاشية" يتميز بها كما تميز المرزوقي
بالبرنس إبان تحالفه مع النهضة...
ليتميز
الاثنان بكونهما فقط بيادق نُفذت بهما عملية تدمير البلد الممنهجة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire