إتهامات متبادلة بين المخابز العشوائية والقانونية

إتهامات متبادلة بين المخابز العشوائية والقانونية

23 فيفري 2016

مليون خبزة يوميا في القمامة:

إتلاف ما لا يقل عن 900 الف خبزة يوميا خلق جوا متوترا ومشحونا واتهامات متبادلة بين اصحاب المخابز القانونية الذين ارجعوا ذلك الى انتشار المخابز العشوائية ومزاحمتهم لهم ليرد هؤلاء بان غياب الجودة هو العامل الاساسي وراء أكداس الخبز «البايت» مطالبين بحقهم في البطاقات المهنية.

تونس ـ الشروق:

طالب عدد من اصحاب المخابز العشوائية التي قارب عددها الألف مخبزة موزعة على مختلف ولايات الجمهورية بما اعتبروه حقا مشروعا في البطاقات المهنية التي حرموا منها منذ سنوات رغم المراسلات العديدة الموجهة في الغرض الى مختلف الهياكل المعنية وعلى راسها وزارة التجارة .

وهدد هؤلاء بالاعتصام المفتوح والدخول في تحركات احتجاجية مختلفة الى حين الاستجابة لمطلبهم الموحد متهمين الولاة بالوقوف وراء حرمانهم من البطاقات المهنية رغم التزامهم بدفع جملة الأداءات المفروضة عليهم محذرين من مغبة التضييق المسلط عليهم والذي قد يتحول الى ثورة في قطاع الخبز وفق تعبيرهم .

وأكد الطيب المساكني (صاحب مخبزة عشوائية ) ان المخابز العشوائية تشغل ما لا يقل عن 15 الف عامل ممن لا مورد رزق اخر لهم مفندا سيل التهم الموجهة اليهم من قبل الغرفة الوطنية لاصحاب المخابز واهمها تسببهم في إتلاف كميات كبيرة من الخبز «البايت»يوميا مؤكدين ان السبب الحقيقي في ذلك يعود الى غياب الجودة في هذه المخابز التي يعمد البعض من أصحابها الى بيع الفارينة المدعمة داخل السوق السوداء لاصحاب المخابز العشوائية بأسعار باهظة مقارنة بثمنها الأصلي .

وطالب الطيب المساكني بضرورة التدخل العاجل لكافة السلط المعنية لرفع «الضيم» عنهم ومنحهم البطاقات المهنية ومحاسبة «المتضلعين في الفساد» داعيا وزارة المالية ووزارة التجارة الى تكثيف المراقبة على اصحاب المخابز عموما قائلا:«نريدها منافسة شريفة بيننا والجودة هي الفيصل».

ومن جانبه اوضح محمد بوعنان رئيس الغرفة الوطنية للمخابز ان نسبة الخبز الـ«بايت» الملقى في المزابل ارتفع بشكل كبير ليبلغ قرابة 900 ألف خبزة يوميا والسبب في ذلك يعود الى منافسة المخابز العشوائية التي اصبحت تزاحم المخابز المنتصبة بصفة قانونية والمهددة بالإفلاس.

وأضاف محمد بوعنان في تصريح لـ«الشروق» أن تهافت الحرفاء على خبز «الباقات» المتوفر بصفة أكبر لدى المخابز العشوائية أضر ببقية المخابز التي تراجع إنتاجها بنسبة تتراوح بين 60٪ و70٪ وجعلها تتكبّد خسائر مالية فادحة بسبب تكدس الخبز الـ«بايت» بكميات كبيرة يوميا في كل مخبزة ويقع بيعها في ما بعد بأسعار بخسة في أسواق الفحص والمحمدية وسليانة وغيرها من المناطق كعلف للأبقار.

وذكر محمد بوعنان أن المخابز القانونية أصبحت اليوم مهددة بالغلق نتيجة منافسة المخابز العشوائية التي استفحلت بشدة بعد الثورة لتصل إلى حدود الألف مخبزة والتي تسبب سنويا في خسائر مالية تقدر بالمليارات محملا مسؤولية ذلك الى الدولة التي لم تحرك ساكنا على حد قوله للحد من نزيف المخابز العشوائية والتصدي لهؤلاء «الدخلاء» و«المارقين عن القانون» للانتصاب بطرق فوضوية دون احترام الضوابط والإجراءات القانونية الأمر الذي خلق مشاكل عديدة ومتعددة لأهل القطاع.

وقال رئيس الغرفة الوطنية لاصحاب المخابز:«لا مانع لدينا في اسنادهم البطاقات المهنية شريطة تنظيم القطاع وتكثيف الرقابة والالتزام بالاتفاقية المشتركة الخاصة بالمخابز دون غيرها محملا مسؤولية ما هو حاصل للدولة .