Tunisiens Libres: حمّه والرئاسة:

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

vendredi 14 novembre 2014

حمّه والرئاسة:


حمّه والرئاسة:






الخميس 18 سبتمبر 2014 يوم مهمّ في تاريخ تونس الحديث، ففيه قدّم الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبيّة حمّه الهمّامي ترشّحه للانتخابات الرئاسيّة القادمة. ويترشّح حمّه للرئاسيّة بما يحمل من صفات الفرد المناضل والقائد الجامع والسياسي البصير والمثقّف المبدئي المتمركز حول مبادئه التي اكتسبها عبر مطالعاته وتجربته في الحياة ومعاشرته للناس وتاريخه النضالي الطويل.

إنّ المتأمّل في قائمة المترشّحين يلاحظ بيسر أنّ حمّه يفوقهم جميعا وبكلّ المقاييس.فمن بينهم من احترقت أوراقه ويجرّ وراءه ذكريات سيّئة لم تزل طراوتها من ذاكرة التونسيّين. وهؤلاء على صنفين؛ صنف المترشّحين ممّن تثقل أكتافهم بأخطاء الترويكا ومآسيها على غرار منصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر وعبد الرؤوف العيّادي، وصنف من يحمل صليب النظام القديم يكسّر أضلاعه لثقله مثل عبد الرحيم الزواري وكمال مرجان والعربي نصرة.

ومن بين المترشّحين للرئاسيّة أيضا من تزيّن له أمواله أو مآثر من خلّفه كرسيّ الرئاسة وترسم له عن نفسة صورة أعانه الله عليها مثل سليم الرياحي ونور الدين حشّاد. ومن بينهم من يحمل من الأوراق الانتخابيّة أربعا: نظّارة وهيئة تشبهان نظّارة بورقيبة وهيئته، ونبرة اجتهد عابثا ليجعلها قريبة من نبرة الزعيم، وجوقة من المثقّفين الليبراليّين المتبرجزين المناشدين، وتاريخ طويل في دولة القمع والاستبداد، وتاريخ ديمقراطي طويل أيضا شعاره « أنا ما يحكم معايا حد »..!

لابدّ من تحديد الصفات اللازم توفّرها في رئيس تونس القادم لنتأكّد أنّ حمّه الهمّامي هو الأوفر حظّا والشخصيّة الأنسب لتولّي شرف رئاسة الجمهوريّة التونسيّة الثانية. رئيس تونس الجديد يجب أن يكون ابن تونس وابن الثورة وحمّه كذلك. رئيس تونس القادم يجب أن يكون سياسيّا بالضرورة، لأنّ الرئاسة وظيفة سياسيّة لا حقوقيّة ولا تجاريّة ولا نقابيّة ولا إعلاميّة ولا رياضيّة ولا تقنيّة، وحمّه كذلك. رئيس تونس القادم يجب أن يكون نقيّ السيرة مستقرّا اجتماعيّا وحمّه كذلك. رئيس تونس القادم يجب أن يكون واضحا مكشوفا عند شعبه لا شيء يخفيه أو يخجل منه وحمّه كذلك.

رئيس تونس الجديد يجب أن يكون في منتصف العمر قويّ الجسد قادرا على تحمّل عناء المسؤوليّة وجهدها وحمّه كذلك. رئيس تونس القادم يجب أن يكون منحازا للفئات والطبقات الشعبيّة بدرجة أولى وحمّه كذلك. رئيس تونس القادم يجب أن يكون في مستوى انتظارات شعبه كلّما طلبه وحمّه كذلك. رئيس تونس القادم يجب أن يكون قد ألف الساحات والأحياء والأرياف والقرى والبوادي وحمّه كذلك. رئيس تونس القادم يجب أن يعتبر الرئاسة مسؤوليّة وتكليفا وشرفا وحمّه كذلك. رئيس تونس القادم يجب أن يكون رئيس التونسيّين جميعا دون تمييز وحمّه كذلك. رئيس تونس القادم يجب أن يكون شجاعا جريئا قادرا على اتّخاذ القرار المناسب مهما كانت مرارته وحمّه كذلك. رئيس تونس القادم يجب أن يكون رصينا فصيحا سريع البديهة بعيد النظر وحمّه كذلك. رئيس تونس القادم يجب أن يكون محلّ احترام وتقدير وتبجيل أينما حلّ وحمّه كذلك.

رئيس تونس القادم يجب أن يكون مرشّحا عن حزب أو مجموعة أحزاب وطنيّة ولدت من رحم الثورة وحمّه كذلك. رئيس تونس القادم لا يجب أن يكون من أبطال ما بعد 14 جانفي وحمّه كذلك. رئيس تونس القادم يجب أن يحمل رؤية للعقيدة الأمنيّة والعسكريّة والديبلوماسيّة وحمّه كذلك. رئيس تونس القادم يجب ألاّ يساوم بمصالح وطنه وشعبه وحمّه كذلك. رئيس تونس القادم يجب ألاّ يتاجر بالدين ولا بفقر الناس ولا بتهميش الجهات وحمّه كذلك.رئيس تونس القادم يجب أن يكون على وعي بجديّة التهديد الإرهابي لتونس وأن يكون عازما على التصدّي له وحمّه كذلك.رئيس تونس القادم يجب أن يتحلّى بميزة الإصغاء والمشاورة وأخذ الرأي من كلّ من يملكه وحمّه كذلك. رئيس تونس القادم يجب أن يكون مستعدّا للعمل الجماعي وأن يتميّز بروح التعاون والمسؤوليّة في التعامل مع بقيّة مؤسّسات الحكم وحمّه كذلك.

حمّه الهمّامي، بكلّ المقاييس، هو الشخصيّة الأنسب لتولّي منصب رئاسة الجمهوريّة التونسيّة. وإذا سلمت الانتخابات من المال السياسي الفاسد ومن التدخّل الأجنبي اللذين يصادران إرادة التونسيّين فسيكون حمّه الأوفر حظّا في الرئاسيّة. وإذا انتخبه الشعب التونسي فسيكون الاختيار الأمثل وسيخدم شعبه بإخلاص وسيعمل كلّ ما في وسعه لتحقيق أهداف الثورة.

حمّه الهمّامي سينجح في ما فشل فيه سلفه أعني القدرة على تجميع التونسيّين من السياسيّين ومن غيرهم وتقريب وجهات النظر بينهم وفضّ الخلافات بينهم. وسيكون رابط الوصل بين مكوّنات المجتمع وبين مؤسّسات الشعب المدنيّة والحزبيّة. ولقد أثبتت تجربة الجبهة الشعبيّة أنّ حمّه يتميّز بالتواضع والإيثار والتنازل لغيره والبعد عن صلف السيادة والتسيّد. حمّه هو أمل تونس.. فهل تعي تونس أملها وقدرها..؟

بقلم مصطفى القلعي: كاتب وباحث سياسي من تونس

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire