ولكن شجرة الحرية لا يمكن أن تغطي عنا غابة الأمراض الإجتماعية
ونحن نفتح باب العام الجديد :
لا بد من الوقوف على أمر غاية في الأهمية وهو " إفلات" الشعب التونسي من براثن الهمجية التي كانت تهدد كيانه كشعب وكدولة وكحضارة وتاريخ وهو واقع مرّ فرضته موازين القوى السياسية التي أفرزتها الساحة بعد آنتخابات المجلس التأسيسي.
الفضل في كل ما تحقق رغم النواقص والسلبيات يعود إلى حيوية المجتمع التونسي الذي راكم عبر تاريخه ما يحصّنه من الإرتداد والعودة إلى عصور الظلام ،
كما يعود إلى يقظة القوى السياسية المدنية التي تمكنت من مسك متطلبات اللحظة التاريخية
وإلى المجتمع المدني التونسي وعلى رأسه الآتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ...وغيرهم من النسيج الجمعياتي .
ولا أنسى أن أقول أن الوضع الدولي والإقليمي ساهم إلى حد كبير في ما حدث في تونس :
وهو فشل المشروع الأمريكي الخليجي لتدمير الدولة وتقسيم المجتمع في سوريا وسقوط مشروع أخونة الدولة والمجتمع في مصر .
ورغم ذلك فإن عديد المخاطر ما زالت تتهدد بلادنا وعلى رأسها معضلة الإرهاب الذي ما زال يمتلك القدرة على الحركة وإلحاق الأضرار الجسيمة بالمجتمع وكذلك بؤر التكفير التي مازالت تنشط في دور العبادة
والمعضلة الأكبر هي معضلة الفقر والتهميش التي يعاني منها جانب كبير جدا من أبناء شعبنا .
فما تحقق إيجابي ولكن شجرة الحرية لا يمكن أن تغطي عنا غابة الأمراض الإجتماعية التي يعاني منها شعبنا .
حبيب بوعوني
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire