"الفتنة الاسرائيلية " و الاخوان فكرة اسرائيلية
::المقال شديد الاهمية "الفتنة الاسرائيلية " 2يناير 1949
:: :: :: :: للكاتب الاسلامى الكبير عباس محمود العقاد .
--------------------------------------------------------------------
كتبه في جريدة(( الأساس)) يوم 2يناير عام 1949 وكان تحت عنوان "الفتنة الاسرائيلية"
----------------------------------------
الفتنة التي ابتليت بها مصر على يد العصابة التي كانت تسمي نفسها بالإخوان المسلمين هي أقرب الفتن في نظامها إلى دعوات الاسرائيليين والمجوس ,
وهذه المشابهة في التنظيم هي التي توحي إلى الذهن ان يسأل لمصلحة من تثار الفتن في مصر وهي تحارب الصهيونيين؟! ,
السؤال والجواب كلاهما موضع نظر صحيح , ويزداد تأملنا في موضع النظر هذا عندما نرجع إلى الرجل الذي أنشأ تلك الجماعة فنسأل من هو جده؟,
ان احداً في مصر لا يعرف من هو جده؟
على التحديد , وكما يقال عنه إنه من المغرب , وأن والده كان((ساعاتي)),والمعروف أن اليهود في المغرب كثيرون , وأن صناعة الساعات من صناعاتهم المألوفة ,
واننا هنا في مصر لا نكاد نعرف ((ساعاتي)) كان يعمل بهذه الصناعة قبل جيل واحد من غير اليهود ,
ونظرة إلى ملامح الرجل تعيد النظر طويلاً في هذا الموضوع ,
ونظرة الى اعماله واعمال جماعته تغني عن النظر الى ملامحه وتدعو إلى العجب من الاتفاق في هذه الخطة بين الحركات الاسرائيلية الهدامة واعمال هذه الجماعة ,
ويكفي من ذلك كله أن نسجل حقائق لاشك فيها وهي اننا امام رجل مجهول الاصل مهيب النشأة ,يثير الفتنة في بلد إسلامي والبلد مشغولة بحرب الصهيونيين
ويجد الرجل في حركته على النهج الذي اتبعه دخلاء اليهود والمجوس لهدم الدولة الاسلامية من داخلها بظاهرة من ظواهر الدين,
وليس مما يحجب الشبهة قليلاً أو كثيراً أن هناك من اعضاء جماعته يحاربون في ميدان فلسطين ,
فليس من المفروض ان الاتباع جميعاً يطلعون على حقائق النيات ,
ويكفي لمقابلة تلك الشبهة ان نذكر ان مشاركة اولئك في الطلائع الفلسطينية يفيد في كسب الثقة,
وفي الحصول على السلاح والتدرب على استخدامه وفي امور اخرى قد تؤجل الى يوم الوقت المعلوم هنا او هناك ,
فاغلب الظن اننا امام فتنة اسرائيلية في نهجها واسلوبها ,ان لم تكن فتنة اسرائيلية اصيلة في صميم نيتها ,
امة مصرية مشغولة بفتنة هنا وجريمة هناك وحريق يشعل في هذه المدرسة ومؤامرات في الخفاء وتقوم هذه العناصر المفسدة بالتحريض والتهييج وتزودها بالذخيرة والسلاح ,
اهذه هي محاربة الصهيونية والغيرة على الاسلام ,
ان يهود الارض لو جمعوا جموعهم ورصدوا اموالهم واحكموا تدبيرهم لينصروا قضيتهم , في تدبير انفع لهم من هذا التدبير لما استطاعوا, وإلا فكيف يكون التدبير الذي ينفع الصهيونية في مصر في هذا الموقف الحرج ؟,
ان العقول اذا ران عليها الغباء كانت كتلك العقول التي وصفها القرآن لاصحاب الهاوية (( الذين لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها , ولهم آذان لا يسمعون بها , اولئك كالأنعام بل هم أضل اولئك هم الغافلون )),
هؤلاء الغافلون يمكن ان يقال لهم انها هي الفرصة السانحة للانقلاب أولئك هم الغافلون , فرصة لمن ؟,
فرصة للصهيونية نعم , أما فرصة لمصر فلا, فمتى وقع في التاريخ انقلاب ودفاع في وقت واحد , ما استطاع اناس ان يوطدوا انقلابا ويهيئوا اسباب الدفاع في اسبوع واحد او شهر واحد او سنة واحدة , ابت الرءوس الأدمية ان تنفتح لضلالة لمثل هذه الضلالة لو كان الامر امر عبث ومجون وانما هي مطالع خبيثة تتطلع وغرور صبياني يهاجم وشر كمين في الخفاء يستثار.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire