فساد الإخوان الديني و السياسي و الأخلاقي
- مثال ذلك السودان -
د.عمر القر اي
(وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)
صدق الله العظيم
منذ إنقلاب 30 يونيو
1989م، وإعلان قيام ما سمي بحكومة الإنقاذ، أتجه النظام الجديد، والذي تقوده جماعة
الأخوان المسلمين -التي كان اسمها في تلك المرحلة "الجبهة القومية الإسلامية"
-الى السيطرة المطلقة على السلطة.
ولقد سار مخططهم الآثم،
في عدة محاور، على النحو التالي
:
1-إتجهوا الى قهر الشعب، وتخويفه، وساقوه الى الاستكانة والخضوع عن
طريق الإذلال، والافقار المنظم المتعمد.
ولهذا فرضوا جبايات،
وضرائب، ووضعوا الزكاة على الرواتب الشهرية !! ورفعوا كافة رسوم الخدمات.
ثم وضعوا القوانين
التي تقوم على الإتهام بالشبهة، والتعريض بالاخلاق، دون أدلة، ودون تحري.. فكان قانون
النظام العام نموذجاً لذلك.
ففرضوا به التقييد
على الجريات الشخصية، وعلى الحفلات في المناسبات، وجلدوا النساء بسبب لبس " البنطلون"،
وداهموا البيوت، والمكاتب بدعوى " الشروع في الزنا"، وجرجروا الحرائر في
الحراسات، وتحرشوا بهن، في مقابل اطلاق سراحهن.
كما اعتدوا بالضرب
والنهب على ستات الشاي، والباعة المتجولون. وأجبروا الشبان على التجنيد، واختطفوهم
من الشوارع، واجبروهم على المشاركة دون تدريب كاف في حرب الجنوب !!
ثم اطلقوا يد جهاز
الأمن في الاعتقال، ووضعوا لذلك قانون جعل رجال الأمن يتمتعون بحصانة تمنع محاكمتهم،
مهما فعلوا، إلا اذا رفع الرئيس عن أحدهم هذه الحصانة.
ولقد قام جهاز الأمن
باعتقالات واسعة، لم يحدث مثلها من قبل في تاريخ السودان. ولقد قاموا بتدريب أعضاء
جهاز الأمن، على التعذيب في ايران
..
فأنشأوا لأول مرة،
أماكن متخصصة في التعذيب، سماها الشعب " بيوت الاشباح" !! ولقد جرى في
"بيوت الاشباح" من التعذيب ما استهدف كسر مقاومة الشرفاء، بارهابهم بشتى
الوسائل الحسية والمعنوية، التي ما كانت اخلاق السودانيين تعرفها قبل حكومة الأخوان
المسلمين.
في "بيوت الاشباح"
قتل المواطنون الشرفاء، تحت التعذيب، واغتصبت النساء الشريفات، وأغتصب الرجال الشرفاء،
وكل ذلك في دولة، كانت ولا زالت، ترفع رايات الإسلام ،وتزعم أنها تطبق شرع الله !!
وحتى لا يستطيع أي مواطن
ان يشتكي، أبعدوا كل من ليس معهم من القضاء، وسيسوه تماماً.. ما عدا قلة من النفعيين،
الجبناء، الذين افزعوهم حتى صاروا ملكيين أكثر من الملك.
ثم أحالوا الآلاف الى
التشريد من العمل، وسموا تلك الفعلة النكراء " الاحالة الى الصالح العام"!!
وكانت تهدف الى أمرين
: أولهما تمكين اعضاء تنظيمهم، من السيطرة على مرافق الخدمة المدنية.
وثانيهما افقار المعارضين،
وشغلهم بالبحث عن كسب قوتهم، وقوت ابنائهم، حتى لا يستطيعوا المعارضة السياسية، التي
قد تزعزع النظام.
2-ثم اتجهوا بعد ذلك، الى السيطرة عن طريق نهب كل أموال السودان،
ووضعها في ايديهم.
وبعد أن اثرى قطاع كبير منهم، بأن وضعوا في مناصب
كبيرة، بعد فصل اصحابها عن العمل، اتجهوا الى السوق، فأنشأوا شركات لجهاز الأمن، وللتجار
من افراد تنظيمهم، واحتكروا لهم رخص الاستيراد، وعفوهم من الضرائب، التي ضاعفوها لمنافسيهم،
حتى أخرجوا كل من عداهم من السوق، واصبحت الأسواق جنة مأواهم بدلاً من المساجد !!
ثم شنوا حملة على المصانع،
والمشاريع الزراعية، واتهموها بالفشل، وبدعوى الخصخصة، باعوها لأعضاء التنظيم .. وتم
تدمير شامل، ومتعمد، لكافة المشاريع الزراعية، والصناعية الكبرى.
فحطم مشروع الجزيرة، والرهد،
ومشاريع النيل الأبيض، وبيعت مصانع النسيج، والمدابغ ، وحطمت السكة حديد، وشرد عمالها،
وبيعت النقل النهري، وهيئة الموانئ البحرية، وحطمت الخطوط الجوية السودانية، وبيعت
، بما فيها خط هيثرو!
وجلبت القروض لبناء
مطار جديد، ثم نهبت، وجلبت مرة أخرى، قروضاً اخرى، وحدد مكان آخر للمطار الجديد، ونهبت
الأموال مرة أخرى، ولم يقم المطار.. ولتحطيم المشاريع الاقتصادية، هدف مباشر، هو اثراء
وارضاء، قادة الحزب والحكومة..
وهدف غير مباشر، وهو
عدم السماح لتجمعات عمالية، أو تجمعات مزارعين كبيرة، حتى لا تفرض نقابات، تطالب بتحسين
أوضاع العاملين، ثم تطالب بحقهم في الحرية والكرامة
..
خاصة وأن الحكومة لم
تعد تحفل بدعم وجودها، بنجاح مشروعاتها، بقدر ما تركز على الأمن، الذي يتولى في سبيل
حمايتها، مواجهة المظاهرات باطلاق الرصاص الحي .. أما الطرق والكباري التي أنشئت، فقد
قامت كلها بقروض، معظمها قروضاً صينية، كانت تسدد بنسبة من البترول.
وحتى يحكموا قبضتهم
على الاقتصاد، سنوا من اللوائح الاقتصادية، بواسطة بنك السودان، الذي وضعوا فيه اعضاء
تنظيمهم، ما جعل البنوك خاضعة لهم، تأخذ ودائع الناس، وتعطيها لهم كقروض، ثم لا يردونها،
ولا تستطيع البنوك ان تشتكيهم لتسترد أموالها، حتى اعلنت بعض البنوك افلاسها !!
وحين واصلوا في جهود
التنقيب على البترول، وظهرت كميات منه، لم يفكروا ولا لحظة في تحسين وضع الشعب، لأنهم
يعتقدون ان الشعب إذا توفر له القوت، سيطالب بالحرية، وسيقتلعهم ..
بل ان اموال البترول، لم تستخدم للتنمية، ولا دخلت
أصلاً في ميزانية الدولة
!!
ولكنها وظفت لزيادة
ثراء كبار قادة الحزب والحكومة من ناحية، كما صرف منها على تقوية وتحديث جهاز الأمن،
وشراء سلاح للجيش، وللجيش الموازي، الذي أنشأوه وسموه قوات الدفاع الشعبي.
وأدى غياب التنمية، الى
إنتشار الفقر، والبطالة، والارتفاع الجنوني في الأسعار..
ولما كان أعضاء التنظيم
هم كبار التجار، لم تستطع الحكومة، السيطرة على الزيادة المطردة، في جميع السلع، يومياً
، حتى عجز المواطنون عن توفير لقمة العيش
!!
بالإضافة الى ذلك،
استغلوا الأموال التي نهبوها من الشعب، لإفساد الذمم، وشراء المواقف.
ثم اشاعوا " الرشوة"،
حتى اصبحت عادية، بعد ان كان الشعب السوداني يعتبرها عاراً .
وبسبب الغلاء، والبطالة،
والفقر، وتحطيم المشاريع ، وتشريد الناس من عملهم اضطر كثير من الناس للسرقة أو الرشوة
أو الفساد المالي ثم التعاون مع النافذين من الاخوان المسلمين حتى يأمنوا جانب العقوبة
الدنيوية، خاصة وأنهم يرون من كانوا رجال الدين يسرقون ويسمحون بالفساد المالي في وزارة
الاوقاف وفي بعثة الحج.
3-إن حكومة الإنقاذ لم تبدأ الحرب مع الجنوب، بعد أن أوقفها نميري
عام 1972م، ولكن جماعة الاخوان المسلمين فعلت ذلك !! لأن نميري لم ينتكس عن السلام
الذي وقعه في اتفاقية أديس ابابا، إلا بعد مصالحته للأخوان المسلمين في عام 1977م،
ومشاركتهم في الحكومة، وتعينه للدكتور الترابي مستشاراً له !!
ولقد خدعوا النميري
ليدعي تطبيق الشريعة، وأوهموه بأن إعلان الشريعة يقتضي بالضرورة مقاتلة الجنوبيين باعتبارهم
كفار !!
وحين سقط نظام نميري بثورة شعبية، وجاءت الحكومة
المنتخبة بقيادة السيد الصادق المهدي، الذي كان يقول بأن "قوانين سبتمبر لا تساوي
المداد الذي كتبت به"، شاركوه حكومته، واقنعوه بالإبقاء على قوانين سبتمبر، والاستمرار
في حرب الجنوب !!
ولكن حين جاءوا هم
للسلطة، أرادوا ان يثبتوا أن حكومتهم الدينية، أقدر من الحكومة المدنية على القضاء
على الجنوب، فصعدوا الحرب، وأعلنوا التعبئة العامة، واعتبروا الحرب مع الجنوبيين، هي
الجهاد في سبيل الله، واشاعوا من الأكاذيب ما جعل الملائكة تقاتل معهم في الجنوب !!
وكان د. الترابي، هو
رأس السهم في هذا التضليل المنظم، الذي راح ضحيته آلاف المواطنين السودانيين من الجانبين
.
فقد ابتدع كذبة
" عرس الشهيد"، و"الحور العين"، التي تنتظر الشبان في الجنة بعد
مقتلهم، وحين اختلف مع تلاميذه وابعدوه عن السلطة وصفهم بالفساد والكذب، وذكر ان الحرب
لم تكن جهاداً، وليس هناك "حور عين" !!
ولو كانت حرب الجنوب
جهاداً لكان أولى بالترابي والبشير، ان يقودوا جيوشها، فيكون لهما أحد الحسنتين أما
النصر أو الشهادة ..
ولكنهما تخلفا عنها،
وقدما السذج من اعضاء تنظيمهم، وغيرهم من المواطنين.
بل ان الاخوان المسلمين،
استغلوا حرب الجنوب، لتصفية غير المرغوب فيهم من اعضاء تنظيمهم !!
وبعد أن قتلوهم وأدعوا أنهم استشهدوا في الجنوب،
تزوجوا زوجاتهم وسموا هذا العمل المشين " الخلف في الاهل" !!
وحين هزموا عسكرياً،
رضخوا الى ضغوط داخلية وخارجية، اجبرتهم على اتفاقية السلام، فلم يكتفوا بمصالحة من
اشاعوا أنهم " كفار" فحسب، وإنما قبلوا ان يكون النائب الأول لرئيس الجمهورية
وإمام المسلمين، د. جون قرنق زعيم " الكفار" وقائدهم !!
ولقد كان اصرارهم على السيطرة، هو سبب فشل حكومة
الوحدة الوطنية، الذي تداعى الى انفصال الجنوب الذي فرحوا به، كما عبر عنه الطيب مصطفى
.. إذ ظنوا أنهم يمكن أن يسيطروا باسم الشعارات الإسلامية، على سودان خال من الجنوبيين
غير المسلمين.
4-ولم تكتف حكومة الاخوان المسلمين بمنع الأحزاب، ومصادرة دورها،
وأموالها، وصحفها، والسيطرة التامة على أجهزة الإعلام، كما يفعل أي نظام دكتاتوري غاصب،
ولكنها فعلت ذلك، دون أي تحرج، بدعوى أنها بفعلها هذا، تحافظ على النظام الإسلامي من
السقوط ،
وما دامت الغاية هي
المحافظة على دولة الإسلام، فكل الوسائل مبررة !! لقد اشتروا الصحف بواسطة اعضاء التنظيم،
وجعلوا من اتباعهم رؤوساء تحرير!!
واعتقلوا الصحفيين الشرفاء، وقاموا بتعذيبهم، ومنعوهم
من الكتابة، ثم أخذوا يشيعون ما شاءوا من الكذب في الإذاعة، والتلفزيون، والصحف، دون
تردد، وكأنهم يظنون أنك يمكن ان تفعل كل خطيئة، فلا تسأل عنها، لو قلت أنك فعلتها لتنصر
بها دولة الإسلام !!
وما علموا ان الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وأن الغاية
لا تبرر الوسيلة، وأن أمر الإسلام لا يمكن ان يخدم بمخالفة تعاليمه، وأن النبي صلى
الله عليه وسلم كان يقول للصحابة، وهو خارج الى الجهاد، من أخطأ فليرجع حتى لا يهزم
الجيش بخطيئته !!
ولقد أدى كبت الحريات،
والسيطرة على الصحف، والتضييق على الصحفيين، الى اضطرار بعضهم للسير في ركاب السلطة
دون قناعة بها، وإنما بدافع الحاجة، والخوف من المواجهة، والضعف عن الصمود، وعدم تحمل
قفل اسباب الرزق في وجوههم.
وهكذا إنتشر النفاق،
وتظاهر الكثيرون بمظهر الدين، وربوا اللحى، وصنعوا على جباههم "الثفنة"!!
حتى سخر بعض السودانيين
من انتشار هذه الظواهر، فسموا اللحية " دعوني أعيش" !!
وانتشرت المسميات الإسلامية
في المتاجر والحرف.. واصبحت المعاينات للتوظيف، لا تسأل المتنافسين عن المهنة، التي
قدموا لها، وإنما تسألهم عن حفظهم للقرآن والاحاديث النبوية، حتى لو كانت المعاينة
للعمل في بنك !!
وهكذا غاب جوهر الدين، المتمثل في الخلق، وانتشر
التمسك بمظهره .. ولأن نغمة الدين هي السائدة، ظهر من يرتزقون به من الدجالين والمشعوذين،
فظهرت لأول مرة، عيادات تزعم أنها تعالج بالرقية بالقرآن الكريم !!
وتضلل البسطاء من النساء
والرجال بهؤلاء الشيوخ الدجالين، الذين كانت التربة الدينية، مرتعاً خصباً لهم، فكثرت
جرائمهم المالية والأخلاقية
.
5-لقد جاء الاخوان المسلمون الى السلطة، وفي ذهنهم أن الجامعات، هي
التي يمكن ان تحرك الشعب ضدهم..
ولهذا أعلنوا ثورة
التعليم العالي، ليس بهدف زيادة فرص التعليم الجامعي الحقيقية، وإنما بهدف تقليص دور
وأهمية جامعة الخرطوم.
لهذا أعلنوا قيام جامعة
في كل إقليم، دون وجود مقومات لجامعة واحدة، ثم لضمان السيطرة على الجامعة، ألقوا تقاليدها
الراسخة في اختيار العمداء، وعينوا كوادرهم، وجعلوا بعضهم عمداء، وهم لا يملكون درجة
الدكتوراة !!
وأبعدوا المخالفين
لهم سياسياً، مهما كانت كفاءتهم، وضيقوا عليهم، حتى اضطروهم الى الهجرة ، ولم يكترثوا
لفقدان العقول والخبرات، بل جعلوا المهووسين على قمة الجامعات، حتى يشاركوا مع طلاب
المؤتمر الوطني، في قمع وضرب الطلاب الآخرين !!
وفتحوا الجامعات العريقة
لجهاز الأمن، ليقبض على الطلاب، ويعذبهم حتى الموت!!
وأقاموا الاتحاد العام
للطلاب السودانيين، ونزعوا له دار الكتاب السودانيين، التي كانت بالمقرن.
واصبح المسؤول من توفير
"السيخ"، لضرب المجموعات الطلابية، المعارضة لطلاب المؤتمر الوطني !!
وقامت الحكومة برفع تكلفة التعليم الجامعي، وألغت
نظام الداخليات، وعرضت طلاب وطالبات الأقاليم للتشرد في العاصمة، إذا عجزوا عن السكن
بسبب فقر أسرهم ..
وهكذا اصبح التعليم
الجامعي، في عهد الإنقاذ، من حظ الاثرياء، وحرم منه الفقراء .
ثم أنهم قاموا بتحطيم المحتوى، بأن فرضوا آراءهم
البالية على الجامعات، وأصبحت جامعة الخرطوم تدرس جهالات عبد الحي يوسف !!
وصارت جامعة الخرطوم،
التي كانت تضارع الجامعات العالمية، لا تساوي مدرسة ثانوية في السودان في الستينات.
ولم يكتفوا بذلك، لأن
الجامعات رغم ما لحق بها، خرجت ضدهم في مظاهرات، واسقطتهم في انتخابات الاتحادات، لهذا
أخذوا يتحدثون عن انتشار المخدرات في الجامعات، واستطاع الطلاب في أكثر من جامعة، أن
يكتشفوا ان تجار المخدرات في الجامعات، ضباط في جهاز الأمن !!
وهكذا فضل الأخوان
المسلمون، ان يحولوا الطلاب الى مدمنين، حتى لا يخرجوا ضدهم في المظاهرات !!
6- لقد كانت هنالك صراعات متفرقة في دافور، تحدث بين المزارعين والرعاة،
وتحل بواسطة زعماء القبائل، بالطرق التقليدية، وتتم فيها العقوبات، والتعويضات، حسب
الأعراف.
وبدلاً من إدارة الصراع على نحو يراعي مصالح مختلف
الاطراف، رأت حكومة الأخوان المسلمين من ناحية عنصرية، أن تناصر القبائل ذات الاصول
العربية، على القبائل ذات الأصول الافريقية.
فشعر ابناء هذه القبائل،
ممن كانوا اعضاء بارزين في تنظيم الأخوان المسلمين، أمثال داؤود يحى بولاد، رحمه الله،
ود. خليل ابراهيم رحمه الله، أن التنظيم الذي كانوا يظنونه قائم على الإسلام، يميز
ضدهم عنصرياً، فخرجوا منه، ولحق بعضهم بالحركة الشعبية لتحرير السودان.
ولقد أدى ذلك الى انزعاج
الحكومة، وحرصاً منها على سيطرتها على الاقاليم قامت بتسليح القبائل العربية، وألحقتها
بقوات الدفاع الشعبي، وقامت هذه القوات التي عرفت ب "الجنجويد" بحرق القرى،
وقتل المواطنين.
وهكذا تفاقمت مشكلة دارفور منذ عام 2003م، واستمرت
حتى الآن، وكان حصيلتها قتل ما يزيد على ربع مليون مواطن سوداني، وحرق مئات القرى،
واغتصاب مئات النساء، ونزوح حوالي مليوني شخص، بين معسكرات اللاجئين الخارجية والداخلية،
أو الفرار الى المدن الكبرى في الشمال.
7- وكما افتعلت حكومة الاخوان المسلمين الحرب في دافور، بلا مبررات
كافية، أشعلت الحرب، بهدف السيطرة على الحركة الشعبية لتحرير السودان، في جنوب كردفان،
وفي جنوب النيل الأزرق ..
واستعملت الحكومة الطائرات لقصف المدنيين، ومنعت
عنهم منظمات الاغاثة، لستعمل الجوع كسلاح في الحرب.
ونزح الآلاف من النساء والأطفال، من هذه المناطق،
حتى يتجنبوا القصف، وجاءوا للمدن، ولم تقدم لهم الحكومة اي مساعدة، فأضافوا اعباء على
اهلها الفقراء، واضطروا للتسول من أجل مجرد لقمة عيش، لا تسمن ولا تغني من جوع، واضطرت
الفتيات اللاتي فقدن ذويهن الى ما هو أسوأ من التسول، لمجرد الاستمرار في الحياة، في
المدن الكبرى.
في هذه الظروف، كان
قادة الاخوان المسلمين في الحزب، وفي الحكومة، يشيدون العمارات، ويتزوجون مثنى وثلاث
ورباع، ويعيشون في ترف، وتخمة، ويشترون الفنادق، والمنازل الفاخرة في ماليزيا، وفي
دول الخليج بملايين الدولارات.
هذا الوضع الذي صنعته
حكومة الإنقاذ، وتفاقم خلال ربع قرن من الزمان، هو الذي أدى الى الفساد الأخلاقي، الذي
سأتحدث عنه لاحقا.
(يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ
أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
صدق الله العظيم
لقد أدت السياسات الرجعية
لحكومة " الانقاذ"، والمنطلقة من التصور الديني المتطرف الجاهل، والتي اشرنا
إليها في الجزء الاول من هذا المقال، الى تردي عام في الاوضاع، ساق الى الفساد الاخلاقي.
فقد كانت الحروب التي
شملت الجنوب، ودارفور، وجنوب كردفان، والنيل الازرق، سبباً مباشراً للنزوح .. إذ ترك
الرجال والنساء مناطقهم، وبتروا عن جذورهم الإجتماعية والثقافية، بعد ان أبيدت أسرهم،
وأصبحوا أيتاماً، أو أرامل، أو امهات ثكلى على القتلى من أولادهن.
لقد مورس على الاحياء
من النازحات في المعسكرات، أو في الطريق إليها، أو في سيرهن الى المدن الآمنة، الإغتصاب
المنظم، والمتكرر، حتى فقدن الثقة في أي مفهوم للفضيلة والأخلاق، ولم يتبق لهن إلا
حياة الخوف والذعر !!
وحين وصلن الى الخرطوم، والمدن الكبرى، وجدن أن الوضع
الاقتصادي في غاية التردي، والاسر المستقرة، التي يعولها عمال أو موظفون عاجزة عن توفير
الضروريات، ومجاراة ارتفاع الاسعار اليومي الجنوني..
ولم يكن للنازحين خبرة
ليعيشوا عليها في المدن، وقد كانوا في مناطقهم مزارعين.
وإذ عملت النساء في مهن هامشية، وفي بيع الخمور البلدية
-وبعضهن من مناطق لا تدين ثقافتها مثل هذا العمل- وفي بيع الشاي في الشوارع، وجدن قانون
النظام العام سيفاً مسلطاً على رقابهن، يصادر أدواتهن ويضربهن، ثم يستغل القائمين عليه
تحطم نفوسهن، وخوفهن، لمزيد من الاستغلال، بغرض تقديم الخدمات الجنسية مقابل الافراج
عنهن او عن أدواتهن!!
لقد أدى ما اشرنا اليه
من تحطيم المشاريع الاقتصادية، الى تدمير الريف السوداني، واضطرار سكانه للهجرة الى
الخرطوم، مما فاقم كافة الأزمات في السكن، وفي الصحة، وفي صحة البيئة ..
وقد أدى خراب الريف،
الى تحطيم الضوابط الأخلاقية التقليدية، دون ان تقام مكانها ضوابط حديثة..
فقضت حكومة الأخوان المسلمين على روح الشهامة، والمساعدة،
والكرم، وكافة الخصال الكريمة، التي امتاز بها هذا الشعب، منذ آلاف السنين.
وهكذا تمت تصفية تامة، لدولة الرعاية الإجتماعية،
فلا الحكومة تساعد الشعب، ولا هي تركته يساعد بعضه بعضاً ..
مما ضرب النسيج الاجتماعى
والاخلاقى، وغير المفاهيم من أخلاقية الى نفعية عاجلة.
وفي نفس الوقت، وجد
قلة من النافذين، في تنظيم الاخوان المسلمين، أنفسهم في القمة، يملك أحدهم من الثروة
ما لم تكن تملكه قبيلته كلها !!
ومع الثروة يملك سلطة، وحصانة من المحاسبة والمحاكمة،
وهو أصلاً لم يتلق تربية حقيقية، لأن التنظيم لم يكن يعيش الدين، وإنما كان يعيش عليه،
ويستغله من أجل الدنيا .. وهو فوق كل ذلك، يخشى أن تسقط الحكومة، فيفقد كل شئ.
وتدفعة مشاعر الخوف،
والشعور بالذنب، لما نهب من أموال الشعب، وما عذب وسجن من المواطنين الشرفاء، ومشاعر
الخواء الداخلي، الى اللهث الجنوني خلف شهوات الجسد، فينغمس فيها باسراف المضطرب، وشبق
المترف ..
ويدفعه احتقاره للمرأة،
الى محاولة اخضاعها، وإذلالها، وهكذا استعمل كثير من كبار المسؤولين، نفوذهم للاستغلال
الجنسي لسكرتيراتهم، ولفقر وحاجة الحرائر من النساء ..
وقام آخرون من مناصبهم
في جهاز الأمن، باغتصاب الناشطات السياسات، وكانت النتيجة أن دفعت النساء اللاتي فقدن
كل شئ، الى العيش على التكسّب من الرذيلة، التي دفعهم إليها رجال لا يرجون لله وقاراً
!!
ولما كانت كل خطئية تسوق الى أخرى، ساقهم الفساد
الأخلاقي للإنحراف عن الوضع الطبيعي في الفساد، الى شذوذ سهله لهم النفاق، بين الكبت
المهووس، والحجاب والتحرز من النساء، والمظهر الديني، الذي يقدم الغطاء لهذا التفسخ،
وهذه الموبقات ..
وهكذا انتشر الاعتداء
الجنسي على الأطفال، كما انتشرت الممارسات المثلية.
ومع أن " الانقاذ"
هي سبب الفساد الأخلاقي، إلا أنها في نفس الوقت، تحاول استثماره فتعطي نفسها شرعية،
من منطلق أنها حكومة دينية، قادرة على القضاء على الفساد، رغم أنها المنتج الأساسي
له !!
وبفضل حكومة الأخوان
المسلمين، اشتهر السودان، بإغتصاب النساء !!
فقد جاء (أكدت الحملة
في تقريرها الصادر اليوم 6 ديسمبر أن النساء في السودان يعشن في أزمة من العنف الجنسي
.
ويوثق التقرير كيف يستخدم العنف الجنسي كأحد أسلحة
الحرب من قبل القوات الحكومية السودانية والمليشيات المتحالفة معها، وقالت إحدى نساء
جبال النوبة بمعسكر "ييدا" للاجئين : " رأيت فتاتين من أنقولو تم القبض
عليهما وإستمر إغتصابهما حتى الموت .
إذا لم يمت الشخص بسرعة
يجهزون عليه بسكين أو رصاصة. هذا ما يحدث لنا. رأيت ذلك بعيني" .
وأضاف التقرير أن العنف
الجنسي يستخدم كذلك كآلية للإخضاع والقمع السياسي ، وأورد كنموذج حادثة إغتصاب الناشطة
صفية إسحق من قبل ثلاثة من عناصر جهاز الأمن عام 2011، وكذلك تعرض الذين حاولوا دعم
صفية للملاحقة.
ومن أهم إستنتاجات
التقرير ان النساء في السودان يتعرضن للمعاقبة إذا أبلغن عن الإغتصاب أو تحدثن علناً،
حيث يتعرضن للتهديد والسجن، وفي بعض الحالات يدفعن إلى مغادرة البلاد، كما يحرمن من
الوصول إلى العدالة والرعاية الصحية )( الحملة الدولية لايقاف الإغتصاب والعنف الجنسي
-حريات 6/12/2013م).
ولم يحدث ان قامت حكومة
" الإنقاذ"، بمحاكمة أي شخص، على حالات الإغتصاب التي حدثت في دافور، وفي
مناطق الحروب الأخرى، لأن الذين يرتكبون هذه الجرائم، لديهم حصانة، تمنع محاكمتهم أمام
أي محكمة !!
وإذا كان المغتصب من
جماعة الأخوان المسلمين، مواطن مدني، وليس له حصانة، فإن السيد الرئيس يلغي محاكمته
!!
فقد جاء (أعفى المشير
عمر البشير إمام مسجد أدين في جريمة إغتصاب طالبة وحكم عليه بالسجن "10"
أعوام . واصدر أمراً رئاسياً بإعفاء المجرم عن العقوبة بموجب القرار الجمهورى رقم
٢٠٦/٢٠١٣. وكانت محكمة جنايات الدويم حكمت العام الماضي على / نور الهادى عباس نور
الهادي بالسجن "10" سنوات والجلد 100 جلدة وذلك لإغتصابه الطالبة "ر.ح"
.
وتعود حيثيات القضية
إلى أن المجني عليها حضرت اليه باعتباره "شيخا" لمساعدتها في النجاح بالإمتحانات،
وذلك بـ "العزيمة" على قلمها فقام بتخديرها ومن ثم إغتصابها.
وتم القبض على المتهم ورفعت الأوراق إلى المحكمة
التى استمعت إلى المجني عليها التى أفادت بأن المتهم قام بتخديرها ثم إغتصبها، واثبتت
البينات اتيانه الفعل المذكور بما في ذلك فحص الحامض النووى DNA ، وحكمت عليه المحكمة بالسجن والجلد وإستنفذ كافة مراحل التقاضي وقد
أيدت المحكمة العليا الحكم)(حريات 29/8/213م).
ولم يكتف النافذون
بجرائم الزنا، وما ينالوا من عفو من إمامهم، وداعي الشريعة غير (المدغمسة)، بل أتخذوا
من الفساد الأخلاقي، تجارة تضيف الى نهب وغسيل الأموال،
فقد جاء (أعلنت معتمدية اللاجئين بالسودان عن دعم
تقدمت به دولة سويسرا يبلغ 550 مليون دولار للإسهام في مكافحة إتجار وتهريب البشر بالسودان.
ويعد الاتجار بالبشر ثالث نشاط اقتصادي عالمي غير
شرعي بعد المخدرات والسلاح ويزداد ضحاياه في العالم وداخل البلدان بسبب الفقر وحدة
الفوارق الاقتصادية، كما يزداد بسبب الفساد، وحدوث نزاعات وصراعات مسلحة. ويعد السودان
مناخا مثاليا لانتشار هذه التجارة.
وسبق وصرحت وزيرة الشؤون
الاجتماعية بولاية الخرطوم عفاف عبد الرحمن بان السودان تحول إلى أهم مصادر الاتجار
بالبشر.
ورشح في وسائل الإعلام
مؤخرا الحديث عن تفشي أشكال مختلفة من تجارة البشر منها بيع الأطفال واختطافهم، وبيع
الأعضاء مثل الكلى وبلغت درجة عرض ممثل شهير كليته للبيع بالقاهرة الشهر الماضي.
وتصنف دراسة عالمية
السودان في القائمة الثالثة وهي أسوأ نوع من البلدان الموصوفة بالدائرة القذرة من ناحية
إتاحة تجارة البشر وكون البلاد المعنية معبر أو منشأ لتجارة البشر بمختلف أشكالها ومن
ضمنها تجارة الأعضاء.
وتتغاضى حكومة المؤتمر الوطني عن الظاهرة حماية لسمعة
"المشروع الحضاري" خاصة وأن قسما أساسيا من تجارة البشر معني بأشكال الاستغلال
الجنسي المختلفة)(حريات 16/10/2012م).
ولم يحدث في السودان،
قبل حكومة "الإنقاذ"، أن انتشر الاعتداء الجنسي على الأطفال، حتى خاف الناس
على أولادهم من المدارس ومن المساجد !!
فقد جاء ( قال خبراء أن 3 الف حالة إعتداء جنسي ضد
الأطفال دونت بالمحاكم، وان 80 % من الأطفال يتعرضون للتحرش الجنسي !
وقالت الناشطة الدكتورة
صديقة كبيدة، في تدشين مبادرة " لا للصمت " التي أطلقها مركز الفيصل الثقافي،
أمس، ان الإعتداء الجنسي علي الأطفال يتم من داخل الأسر والمدارس، و"حتى المساجد
التي باتت تشكل خطراً علي الصغار".
وأضافت " لابد من ورش توعيه للمعلمين والأمهات
وائمة المساجد بمدي خطورة هذه الاعتداءات الجنسية على الأطفال " ، مؤكدة ان الحالات
المدونه بالمحاكم وصلت الي 3 الاف حالة" !
وقال الأستاذ القانوني
عثمان العاقب، أن ائمة المساجد أصبحوا أكبر هاجس لثقة اولياء الامور بهم وانتقد وزارة
التربية والتعليم لكونها تعين معلمين غير مؤهلين تربوياً ونفسياً، مضيفاً : "أصبحنا
نخاف على أطفالنا حين يذهبون إلى المدارس".
وإعترفت الأستاذة مني
محمد عثمان ممثلة وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم بالكارثة، قائلة ان وزارتها
تقوم بجهود لتقليل حالات الإعتداء علي الأطفال.
وقال الأستاذ عمر إبراهيم
إمام وخطيب مسجد "القبلة"، أن الجريمة حينما تأتي من رجل الدين والمعلم تكون
أشنع، لأن الناس يوفدون أطفالهم الي هذه المؤسسات لكي يتعلموا لذلك يكون الأمر صادماً
عندما يحدث العكس تماماً.
ومن ناحيته قال الأستاذ أسامة ادريس الناشط في المجتمع
المدني ، ان 80% من الأطفال يتعرضون للتحرش الجنسي وفقاً لدراسات علمية أجريت مؤخراً
. وقال الدكتور هشام يوسف عبد الرحمن مدير مركز الفيصل الثقافي ، أن ظاهرة إغتصاب الأطفال
في تزايد مستمر رغم التعديلات القانونية التي ادخلتها الجهات العدلية، وعزا ذلك الي
غياب الدراسات واسس التربية السليمة.
وسبق وحذّر حسن عثمان رزق – القيادي بالمؤتمر الوطني
والمرشح السابق لمنصب الأمين العام للحركة الإسلامية بولاية الخرطوم – حذر في تصريح
لصحيفة "آخر لحظة" 31 يناير 2013 من تزايد ظاهرة زواج المثليين جنسياً وسط
المجتمع السودانى .
ودعا لمتابعة الأطفال في مرحلة الأساس ورياض الأطفال
متابعة دقيقة لمعرفة ما إذا كان هناك أشخاص يضايقونهم أو يتحرشون بهم، محملاً الحكومة
والمجتمع والمؤسسات التعليمية بالبلاد مسؤولية تزايد حالات الاغتصاب وسط الأطفال.
وكان أعضاء بالمجلس الوطني أكدوا في جلسة إستماع
لتقرير لجنة الشئون الاجتماعية والصحية والانسانية وشئون الاسرة بالمجلس 1مايو
2013 ، تزايد حالات زواج المثليين بالبلاد، وتفشي معدلات الاصابة بمرض "الايدز"
وتنامي ظواهر الدجل والشعوذة والتطرف.
وقال عضو المجلس إبراهيم نصر الدين البدوي، ان
" البلاد تشهد إرتفاعاً في معدلات زواج المثليين وإنتشار مرض الأيدز والدجل والشعوذة")(حريات
31/3/2014م).
ولو أن أحداً غير الاخوان
المسلمين، قال لهم أن " المشروع الحضاري" و " تطبيق الشريعة الإسلامية"،
وكل شعاراتكم، قد إنتهت الى هذا الفشل الذريع، لما قبلوا منه ذلك ..
ولكن انطقهم الله الذي انطق كل شئ، فشهدوا على انفسهم
أنهم كانوا فاسقين !!
ومع ذلك، لم يقدم أحد
منهم استقالته من الحكومة، وهو يحملها مسؤولية كل هذا الفساد !!
وأعجب من ذلك الخبر التالي: ( رسم القيادي بالمؤتمر
الوطني ورئيس منظمة أنا السودان د. محمد محي الدين الجميعابي صورة قاتمة للشباب في
البلاد وكشف عن دراسة علمية أكدت زيادة أعداد الشواذ جنسيا وانتشار زنا المحارم بسبب
ارتفاع نسبة البطالة وسط الشباب وانعدام القدوة الدينية والسياسية منوها الى أن حزبه
كان لديه شيخ واحد وهو الترابي واستدرك "ولكن مرمطوه وفقدناه".
وقال الجميعابي في ندوة حول المخدرات نظمتها الأمانة
الإتحادية بالمؤتمر الوطني إن الدراسة أثبتت سرعة إنتشار الايدز بسبب زيادة الشواذ
وتابع "لو كل أبو ربط ولدو في ظهرو لن يضمن عدم وصول الشواذ اليه"
رافضا الافصاح عن احصاءات
الدراسة وأضاف ستصابون بالذهول لو ذكرت الأرقام، وانتقد تفاقم زيادة نسبة التسرب المدرسي
مبينا إن والي الخرطوم إعترف في حديث سابق معه بأن نسبة التسرب من مدارس الولاية بلغت
66 ألف طالب سنويا، وسخر من المشروع الحضاري بسبب عجز الحكومة عن تشغيل الخريجين)(الراكوبة
21/2/2014م).
هذا هو تصريح د. الجميعابي
–
والجميعابي لمن لا
يعرفه- كان من أبرز قيادات الأخوان المسلمين، في جامعة الخرطوم في السبعينات .. وكما
قال د. عبد الحليم المتعافي، في برنامج مراجعات الذي يقدمه السيد الطاهر التوم،
كان المتعافي والجميعابي
من الكوادر التي كلفت بالاختلاط بالطالبات، غير المحجبات، ومصادقتهن بغرض تجنيدهن للإتجاه
الإسلامي !!
والترابي، الذي يأسف الجميعابي
الآن لفقدانه لشياخته، كان قد افتى لهم في ذلك الوقت، فيما اخبرنا المتعافي، في نفس
البرنامج، بأن لا يترددوا في التعامل مع الطالبات غير المحجبات، وتجنيدهن بكل سبيل،
لأن أسوأ ما يمكن ان يحدث هو أن يقع أحد الإسلاميين مع إحداهن في ممارسة الرذيلة
!!
أما إذا ابتعدوا عن الطالبات، فإن
الشيوعيين سيقومون بتجنيدهن فيتحولن الى ملحدات، والزنا أفضل من الإلحاد !!
هذه هي تربية الترابي،
ولهذا حين وصل تلاميذه للسلطة، حدث هذا الوضع المشين الذي اشتكى منه الجميعابي.
لقد كان نتيجة الفساد
الأخلاقي أن انتشر " الأيدز"، فقد جاء ( أقرت وزارة الصحة بولاية الخرطوم
بتسجيل 18774 حالة إصابة بمرض الايدز بالعاصمة الخرطوم وحدها في هذا العام 2013 ، وبأن
نسبة الإصابة وسط الشباب بلغت 85%
.
وأضافت الوزارة في
الإحتفال باليوم العالمي للإيدز أمس الخميس، ان جملة حالات الأمراض المنقولة جنسياً
الأخرى التي تم تسجيها هذا العام بلغت 19280 حالة ، 83.5 % منها وسط النساء .
وقال الدكتور محمد عثمان مديرالبرنامج
القومى لمكافحة الايدز ان الوضع الراهن يحتاج لمراجعة الأداء وتحديد المتغيرات.
وأشار لوجود عدد كبير من المصابين
يأتون إلى الخرطوم من الولايات للعلاج. وسبق ونشرت "حريات" أمس الأول التقرير
الإقليمى لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعنى بالإيدز، لمنطقة شرق المتوسط وشمال
أفريقيا لعام 2013 والذي أعلن تصدر السودان دول هذه المنطقة فى أعداد المصابين بفيروس
نقص المناعة الإيدز.
وأورد التقرير ان أعداد المصابين
بالمرض في البلاد بلغت 77 ألف اصابة. وكشف التقرير عن لا مبالاة حكومة المؤتمر الوطني
بمصائر المواطنين، حيث أورد التقرير ان نسبة مساهمة الحكومة في تمويل برامج مكافحة
الأيدز لا تتعدى 14% فقط من جملة الميزانية)(حريات 6/12/2013م).
هذا ما فعلته حكومة
الأخوان المسلمين بالشعب السوداني الكريم !!
وهذه الجرائم لا تملك الاحزاب،
والجماعات، التي تفرح الآن بالحوار مع القتلة، أن تعفوا عنها ..
ولا يمكنها باسم الحوار،
أن تعيد مرة أخرى، إنتاج مأساة الشعب، ليظل يرزح تحت هؤلاء الفاسدين المفسدين.
إن طريق الشعب واضح، لا يحيد عنه إلا منتفع ومنافق، وهو إزالة
هذا النظام، ومحاسبة رموزه على ما ارتكبوا من جرائم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire