Tunisiens Libres: الجماعات الدينية : بين عقيدة الفرقة الناجية وفكرة المستبد العادل وحلم المهدي المنتظر

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

dimanche 29 décembre 2013

الجماعات الدينية : بين عقيدة الفرقة الناجية وفكرة المستبد العادل وحلم المهدي المنتظر


الجماعات الدينية : بين عقيدة الفرقة الناجية وفكرة المستبد العادل وحلم المهدي المنتظر

كان من لزوميات النكبات والهزائم التي لحقت بالعالم العربي والإسلامي علي فترات متوالية في التاريخ والحاضر المعاش وإنتفاء العدل وإنتشار الظلم والفساد من جانب الحكام العرب والمسلمين الذين إغتصبوا الحكم والسلطة وإنتهجوا نهج التوريث للأبناء سواء في حياتهم وعلي صنع أيديهم أو ضمانة ذلك بعد وفاتهم بإستخدام الطرق والأساليب الإستبدادية الإجرامية في حق الشعوب وذلك علي مدار التاريخ القديم والمعاصر بإستثناء بعض الفترات المزهرة بالحضارة والعلم والتقدم في التاريخ العربي الإسلامي , وباقي الفترات فترات ظلم وظلام وفساد وإستبداد وسرقة للشعوب ورهن للأوطان حسب ظروف كل عصر وكل بيئة جغرافية من البيئات التي وجد فيها الحكام والسلاطين والأمراء الذين عملوا لأنفسهم ولأسرهم أولاً وجعلوا الأوطان في المؤخرة فما تبقي كان للوطن , والمصيبة أو المشكلة أو الأزمة أن كان هؤلاء الحكام يديروا شوؤن الأوطان بإسم الدين علي خلفية مفهوم الخلافة الإسلامية أو الإمارة الإسلامية لاصقين فكرة الحق والعدل بشخوصهم التي ماعملت للوطن حساب ولا حفظت للدين كتاب ولا كان للمواطنين يوماً ما أن يكونوا إلا عبيداً والحكام الفاسدين هم الأسياد فكانت قمة الظلم وقمة الفساد وقمة الإستبداد هي التي يجلس عليها هؤلاء الحكام الفسدة الذين نشروا الظلم وعمموا الفساد علي رهان بقاء الحاكم المستبد الظالم في الحكم هو وورثته من بعده !!
وكأن العرب والمسلمين قد حُكم عليهم أن يستظلوا بظلال الجور والظلم وأن يكون من نصيبهم الحاكم الفاسد سارق أحلامهم وناهب خيراتهم وأقواتهم , وكأنهم معصوبي الأعين يساقون إلي مجزر الحرية المكتوب لافتة كبيرة عليه تعني أنهم يُحكموا بكتاب الله وسنة رسوله والله برئ والرسول برئ من هؤلاء الحكام الفاسدين !!
وكان علي إثر ماسبق أن وجد المصلحون محاولين أن يصلحوا ما أفسده الحكام في أمور الدين علي خلفية أن صلاح الدين هو أساس لصلاح الدنيا ومن فسد دينه فسدت دنياه وتغلغلت هذه الأفكار في عقول وأفكار المنتسبين للدين الإسلامي لدرجة أن تنازعت الفرق الإسلامية والجماعات الدينية حول مفهوم عقيدة الفرقة الناجية وإدعت كل فرقة وكل جماعة أنها علي عقيدة الفرقة الناجية القائمة علي قواعد وأحكام الكتاب والسنة وأن ماعداها من فرق وجماعات فرق ضالة ومضلة ومستقرها في الآخرة جهنم وبئس المهاد بخلاف لعنة الله سبحانه وتعالي في الدنيا !!
وكأن الحديث الوارد في مفهوم عقيدة الفرقة الناجية قد جاء لكل الفرق والجماعات الدينية لتدعي كل فرقة وكل جماعة بأنها هي الفرقة الناجية من عذاب الله يوم القيامة وإستغرقت كل فرقة وكل جماعة في الأسباب التي تجعلها هي الفرقة أو الجماعة الوحيدة التي ستكون بمنأي عن العذاب والعقاب يوم القيامة حتي تستقطب اكبر عدد من المسلمين لها من الجماعات والفرق الأخري التي سوف يكون مصيرها من أهل العذاب يوم القيامة وتكون سقر وسعير من نصيبها هي وأتباعها , والتركيز علي هذه المتاهات التي دارت حولها مناقشات في العقيدة والتوحيد والذات والصفات الإلهية لكي تنتصر كل فرقة أو جماعة علي الفرق أو الجماعات الأخري .
وحتي الأن لم نعرف ماهي الجماعة الوحيدة الواحدة التي يمكن أن نطلق عليها الفرقة الناجية حتي نهتدي بها ونسير علي هداها ونقتدي بأثرها وخطاها , لأن كل الجماعات والفرق تدعي أنها هي الفرقة الناجية وأنها هي التي علي جادة الحق والباقي من الفرق والجماعات هي التي علي طريق الباطل ومصيرها عذاب النار يوم القيامة !!
وأعتقد أن المصلحة كانت وما زالت هي التي كانت من وراء القصد دائماُ وأبداً في الإدعاء بإحتكار مفاتيح الجنة ومفاتيح النار وكانت طريقة التخويف من النار وعذاب النار هي السيف الذي تلوح به الجماعات والفرق الدينية لتخويف الناس وترعيبهم علي زعم أنهم هم من يمتلكون ناصية الحق وأركان الحقيقة المطلقة التي أودعت في هذه الجماعة أو الفرقة فقط دون غيرها , فعلي الساحة العربية والإسلامية العديد من الجماعات الدينية التي تعمل بجد ونشاط في الأوساط الإجتماعية والسياسية والتي تدعي كل جماعة أنها هي الفرقة الناجية وأن منهجها الدعوي هو المنهج السليم والقويم الذي من خلاله سوف يتم تعبيد العباد لرب العباد وإخراجهم من عبادة العباد لعبادة رب العباد بواسطة طاعته والعمل الدائم الدؤب علي طرائق العبادة والطاعة حتي يتم تجنب عذاب الله يوم القيامة !!
َفمن ِمن هذه الجماعات الدينية التي يمكننا أن نطلق عليها إسم الفرقة الناجية ؟
أم أن كل الجماعات الدينية تمثل الفرقة الناجية ومن لاينتسب إلي جماعة من هذه الجماعات يكون في جانب الفرقة الضالة التي سيكون مصيرها العذاب بالنار يوم القيامة ؟
وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تكفر الفرق الدينية بعضها البعض وعلي هذا المنوال التكفيري الملعون تكفر الجماعات الدينية بعضها البعض هي الأخري بل وأصبحت كل جماعة تؤلف الكتب وتنشر الخطب الدينية التي تكفر وتسب مشايخ الجماعة أو الفرقة الأخري ؟
وإذا كانت الحقيقة دائماً لها وجه واحد فلماذا تعددت الجماعات والفرق الدينية التي تدعي جميعها أنها علي الحق المطلق وأن ما عداها هم علي الباطل المطلق ؟
وهل للحقيقة أكثر من وجه ؟
أعتقد أن للحقيقة وجه واحد ولكن للمصلحة وجوه متعددة !!
وإذا كانت المصلحة لها وجوه متعددة فإن تعدد الفرق والجماعات الدينية كان وما زال من ورائها قصد المصلحة التي كان الباعث من ورائها خدمة أهداف سياسية معينة ومحددة تريد دائماً الإبقاء علي سلطات الفساد في الحكم والسلطة أطول فترة زمنية ممكنة بواسطة هذه الفرق والجماعات الدينية عبر مخطط محدد الهدف ومرسوم الخطوات بواسطة أجهزة مخابراتية تمثل شبكات دولية هدفها إختلاق العديد من المشاكل والأزمات التي تهدف إلي سيادة التنازع والشقاق بين هذه الجماعات والفرق الدينية ويتم تمويلها عبر العديد من الدول التي تغذي تيارات دينية بعينها محور دعوتها وأحاديثها هو في أدق التفاصيل الدينية التي تخص أمور العبادة والطاعة وإقصاؤها لكل ما يختص بالأمور الحياتية والمعيشية للناس وجعل الناس تدور في محور الحلال والحرام والجنة والنار والطاعة والمعصية والرحمة والعذاب والنعيم والجحيم ولعن الدنيا وهجرانها وتعمير الآخرة والعمل لها مع التشديد علي ذم الدنيا ومن فيها ومافيها وأنها ملعونة وملعون من فيها وأن الله خلقنا للعبادة والطاعة فقط , وكان أن هرب الناس من الدنيا للآخرة فراراً إلي الله الذي عنده خير الثواب والجزاء الأوفي .
بجانب الجماعات المسيسة التي تعمل بالدعوة علي خلفيات سياسية تدعي أنها لها مرجعيتها الدينية الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة , ناهيك عن الجماعات والفرق ذات التوجه الجهادي/ القتالي / المسلح دون وجود أثر يذكر لها في حياة الناس ومعايشهم الحياتية الضرورية !!
فماذا نفعل مع الإستبداد والفساد ؟
كانت هذه الثقافات السائدة التي تبعد الناس عن الدنيا وعمارتها وترعيب الناس بسلسلة العذابات والإبتلآت في الدنيا مروراً بعذاب القبر وعذاب الآخرة وإبراز دور الآيات والأحاديث الدينية التي تمجد هذا الإتجاه لها الدور العظيم في الإبتعاد عن السياسة والحكم أو تقديس الموت في سبيل الله أو إستمراء فساد الحكام , وهي في ذات الوقت التي تستجلب الآيات والأحاديث الدينية التي تحرم علي الناس الخروج علي الحكام وإن إستبدوا بالحكم واغتصبوا السلطة وورثوها لأولادهم والتراث الإسلامي ملئ بالعديد من المواقف المخزية التي تمجد هذه الإتجاهات التفسيرية والتأويلية لنصوص الدين الإسلامي وجعلها نصوص مطاطية يتم التوسيع والتضييق فيها حسب المصلحة التي يبتغيها الحاكم الظالم الفاسد المستبد بالحكم والمغتصب للسلطة لدرجة أن ساد مفهوم المستبد العادل وأن المساواة في الظلم عدل , ولا أدري كيف يكون المستبدل عادلاً ؟
أو كيف يكون العادل مستبداً ؟
ولكن إرادة الفقهاء والمفسرين والعلماء أرادوها كذلك للحكام الفاسدين المفسدين ليكون لهم بحبوحة في العيش ورغد في الحياة , ويكون للحكام إستمرارية في الفساد ببقائهم في الحكم والسلطة , وكان أن أمم الحكام الدين والمفاهيم الدينية عبر علماء منافقين كذابين هيئوا للحكام فعل الشرور والآثام في حق المواطنين بإسم الدين وجعلوا منهم آلهة لايسألون عما يفعلون , وأن الذين يتم سؤالهم ومعاقبتهم هم المواطنين فقط !!
وكانت أن إذدادت الأزمات والمشاكل الإجتماعية علي خلفية أزمة بقاء الظلم والفساد والقهر علي كرسي الحكم عبر حاكم ظالم مستبد مؤيد من قبل علماء فاسدين وفرق وجماعات دينية مفعول بها في السياسة والدين بأفعال لاترضي قيم الحق والعدل وضرورات حياة الناس ومعاشهم البعيدة عن نظرية الحق والعدل والواجب التي حرصت عليها الأديان جميعها بلا إستثناء وعلي السواء !!
ومن زيادة الضغوطات الإجتماعية علي خلفيات سياسية فاسدة تم الترويج لفكرة المهدي المنتظر الذي سوف يملء ربوع الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً وظلماً وفساداً ليعيش الناس في إستمرارية حلم الجنة المؤجلة في الآخرة أو الجنة الموعودة بفعل خارج عن إرادتهم وموكول به إلي شخصية تحمل مواصفات دينية معينة تكلمت عنها كتب التراث الديني نازعة الإرادة في التغيير من البشر إلي قوة أو قوي غيبية خارقة يكون معها حل الأزمات والمشاكل وتحقيق العدل علي أرض الناس دون فعل من الناس أنفسهم , ومن هنا تم تغييب الإرادة والوعي بحركة الدين والتاريخ ومع ذلك تغييب دور العلم والقوة في عالم الناس وتغييب دور القيم الحضارية وإعلاء القيم الغيبية المفترض إيمان الناس بها وجعلها محور الأحاديث والنقاشات والجدالات العقيمة التي ليس لها دور في تحقيق الجنة الآنية التي لو سعي الناس إلي تحقيقها لزالت عروش الحكام الفاسدين المغتصبين للحكم والسلطة ولزال سلطان رجال الدين الذين يقوموا بدور رجال الشيطان الخادمين لإبليس الذي هو الحاكم الفاسد , ولتحقق العدل وما حلم الناس بالجنة المؤجلة فقط بل ولسعوا إلي تحقيق جنة الدنيا بجانب السعي للجنة المؤجلة , وما وجدت الجماعات والفرق الدينية التي تدعي كل منها أنها هي الفرقة الناجية , وماكان هناك المستبد العادل أو العادل المستبد ولحقق الناس جنتهم في الدنيا بإرادتهم هم وحققوا العدل بمشيئتهم هم دون إنتظار لمجئ المهدي المنتظر , وحين يجئ فلن يضر العاملون لتحقيق جنتهم في الدنيا وجنتهم المؤجلة شئ !!
فماذا تريد الفرق والجماعات الدينية ؟
وماهو الغرض من وجود الجماعات والفرق الدينية في ظل مفهوم الفرقة الناجية , والحاكم المستبد العادل , وإنتظارهم للمهدي المنتظر ؟
أعتقد لا إجابة !! 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire