Tunisiens Libres: الدين لله و الوطن للجميع

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

dimanche 29 décembre 2013

الدين لله و الوطن للجميع


الدين لله و الوطن للجميع



بيتر صموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 2452 - 2008 / 11 / 1 - 07:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الدين لله والوطن للجميع" عبارة شهيرة جداً نرددها جميعاً ولكننا لا نعرف معناها جميعاً أيضاً ، فهذة العبارة قالها زمان الزعيم سعد زغلول أثناء قيام ثورة 1919 ضد الاحتلال الانجليزى لمصر ، و لقد أطلق هذه العبارة ليوحد صفوف الشعب المصرى كله ضد الاحتلال و لكى يمنع أى مباحثات غبية أوأى أفكار شيطانية تحاول ان تُحدث وقيعة أو فتنة بين صفوف الشعب المصرى ، ولعل الزعيم الراحل كان يرى أهمية هذه العبارة فى توحيد شعب مصر ، فهو رأى أن إرثاء مبدأ "أن الوطن لكل الناس بإختلاف أديانهم أوألوانهم أو ثقافتهم شىء مهم جداً بل وأساسى لنهضة الشعوب فى كل الارض وأن على كل إنسان أن يعتقد ويؤمن بما يرتاح إاليه قلبه فإيمانه متعلق بالله و الله وحده فقط" ، بل و أكثر من ذلك أنه رأى من الضرورى جداً إحترام الاخر سواء إختلف عنه فى المذهب أو الدين أو الثقافة ، فقد أدرك الزعيم أن ضرورة إحترام فكر الاخر ضرورة واجبة على كل إنسان يعيش على هذه الارض ، حتى ولو كان فكر هذا الاخر بالنسبة له كفر أو إلحاد أو حتى جنون ، فهو رأى - أى الزعيم سعد زغلول- أن أى إنسان مُطالب وواجب عليه أن يحترم فكر و إعتقاد الأخر الذى يتعامل معه ولا يسمح لنفسه أبداً أن يستخف أو يستهين بما عند الاخر من أفكارأو معتقدات .

ونتيجة لهذا الفكر المستنير للزعيم الراحل سعد زغلول فقد نجح ونجحت معه ثورة 1919 فى تحقيق مبادئها وأهدفها فى التصدى للإحتلال الانجليزى و نجح أيضاً فى توحيد الشعب المصرى كله تحت كلمة واحدة وهى أن مصر بلدنا جميعاً وأن على الجميع إحترام أفكار الجميع المختلفة أيضاً ، ففشل الاحتلال فى مهمته و نجح الشعب المصرى كله عندما أدرك هذه الحقيقة ، حقيقة ضرورة إحترام فكر و دين الاخر.
و لكن الاحتلال هذه المرة التى يجب أن نواجهه جميعا بل و نطرده خارجاً بعيداً عن مجتمعنا العربى ؛ هو الإحتلال الفكرى الذى يحاول أن يسود فى بلادنا العربية و قد تعالت أصواته مناديه بأن الاخر المختلف عنى فى المذهب أو الدين هو عدو لى أو هو ليس أخى فى الإنسانية او أضعف الإيمان أن لا أحترم عقيدة وأفكار ما يؤمن به هذا الاخر ، وهذا هو الإحتلال فى هذه الايام إحتلال يحاول أن يضرب المجتمع فى بعضه ؛ إحتلال يحاول تقسيم المجتمع إلى فرق وجبهات وصراعات لكى ما ينتصر هو ويعلو معه صوت واحد و هو صوت الدين الواحد والفكر الواحد و الرأى الواحد وأن عندما يختلف معى أخى فى الدين أو المذهب يصبح فى الحال عدوى وأن الارض لا تسعنا أن وهو لكى نعيش معاً ، فهذا هو الإحتلال هذه الايام!!
فماذا أنت فاعل أخى الانسان؟ هل ستقف مع الإحتلال و تدمر معه كل ربط الانسانية السامية و كل علاقات الحب والود بين الإنسان وأخيه الإنسان؟ أم ستقف ضد هذا الإحتلال كما وقف الزعيم الراحل سعد زغلول و معه جميع المصريين و تقاومه وتبدأ بنفسك ومن الأن فى إحترام فكر وعقيدة ودين الاخر مهما كان فكره او عقيدته أو دينه ، وتطبق بالفعل لا بالقول فقط أن "الدين لله و الوطن للجميع" و بذلك يصبح كل الاخرون المختلفون عنك أصدقاء و أحباء لك .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire