خالد مشعل في نجدة النهضة
الله وحده جلّ جلاله "يحيي العظام وهي رميم"أما العملاء
و الخونة فلا يستطيعون إلا قتل النفس التي حرّم الله قتلها...
خالد مشعل باع سوريا لجبهة النصرة بعد ان آوته لعقود و امنت حياته
و انقذته من عدة محاولات اغتيال ...باع اطفال فلسطين في غزة و قدمهم قربانا من اجل
تلميع صورة حماس بعد ان تشوهت و تعرت بمحاربتها لمصر ووقوفها الى جانب الاخوان المجرمين
على راسهم مرسي العياط المساهمة في التامر على امن مصر و سلامة ترابها و الان يريد
ان يخرب تونس بوقفته مع النهضة و اتباعها الملطخة ايديهم بدماء التونسيين و التونسيات ...
لا اهلا و لا سهلا بمتاجر بقضية فلسطين و بارواح الفلسطنيين في غزة
و بارواح السوريين من اجل مصالح قطر و تركيا و من يدور في فلكهما.
و يبقى السؤال ، من يحمى خالد مشعل أمنيا ؟
حين حاول الموساد الصهيوني اغتيال خالد مشعل بالسم في تشرين الأول
سنة 1997 ، أقام الملك حسين الدنيا و لم يقعدها مهددا بإلغاء المعاهدة الأردنية –الإسرائيلية
للسلام إذا لم يتم تزويد الجهاز الطبي التابع لمدينة الحسين الطبية بالمعلومات عن السم
القاتل و الترياق المضاد له، و بطبيعة الحال ، كان للملك الراحل ما أراد ، فضلا عن
الاعتذار و إطلاق سراح الزعيم الراحل الشيخ أحمد ياسين ، و بطبيعة الحال أيضا ، فقد
شكلت تلك الحادثة مناسبة للحديث عن الطريقة المعتمدة من قبل القيادات الفلسطينية في
حراستها و حمايتها من الاستهداف المباشر.
يدرك المتابعون أن القيادة السورية قد بذلت و لا زالت إلى حد الآن
جهودا مضنية لحماية الشخصيات الفلسطينية المقيمة على الأرض السورية ، فضلا عن تعاونها
التام مع بعض المخابرات الإقليمية ، و الدولية ، لمزيد التوقي من كل عمليات استهداف
القيادات الفلسطينية سواء على الأرض السورية ، أو في بعض “المحطات” الأخرى ، التي تضطر
هذه القيادات إلى التحول إليها ، و من يعرف مدى حرص و سعى الموساد الصهيوني ، و بعض
أجهزة المخابرات الغربية المتعاونة معه تعاونا عضويا وثيقا لاستهداف الرموز الفلسطينية
، يدرك كمية الجهد المبذول من المخابرات و الأجهزة الأمنية السورية ذات العلاقة ، لحماية
قيادة حماس و بعض الفصائل الفلسطينية الأخرى المقيمة منذ سنوات في دمشق.
قتل الشهيد محمود المبحوح القيادي الفلسطيني في دبي في 19 يناير
2010 بالطريقة الرهيبة التي نعرفها ، بعده جاء الدور على الشهيد أحمد الجعبرى في شهر
نوفمبر 2012 في غزة ، مع تسريبات إعلامية باتهام الأمير القطري حمد بن خليفة بكونه
من سلم هدية مغشوشة للشهيد مكنت المخابرات الصهيونية من تعقبه و اغتياله ، نتعرض لهذا
الأمر لنؤكد أن المخابرات الصهيونية لا ينام لها جفن ، و هي تعلن ذلك بالطبع ، حتى
تقضى على كل ما تسميهم بالإرهابيين الفلسطينيين ، و من بينهم طبعا ، و في المقام الأول
، خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لمنظمة حماس .
مع بداية المؤامرة على سوريا ، كانت هناك تسريبات إعلامية تتحدث
بإسهاب عن حصول اتفاق بين القيادة الحمساوية ، و بين المخابرات القطرية التي تمثل الذراع
” العربية” في جهاز الموساد الصهيوني ، على تسهيل عملية انتقال القيادة إلى قطر ، و
بعض الدول الأخرى ، مع وجود تعهدات إسرائيلية بعدم استهدافها ، على اعتبار أن هذا الانشقاق
عن النظام السوري في هذه الفترة المفصلية من الصراع الدولي لإسقاطه ، هي إحدى متطلبات
المرحلة، و جزء لا يتجزأ من المؤامرة ، و إحدى مطالب وزير الخارجية الأمريكية كولن
باول في فترة من الفترات من القيادة السورية التي جوبهت بالرفض ، لذلك كان انتقال خالد
مشعل إلى قطر بمثابة الصيد الثمين و الجائزة الكبرى الأولى التي تحصلت عليها القيادة
الصهيونية الأمريكية حتى تنزع عن القيادة السورية ورقة مهمة من أوراق اللعبة السياسية
الكبرى في الصراع العربي الإسرائيلي.
يتحدث المتابعون أن عملية انتقال خالد مشعل إلى معسكر الخيانة العربي
ما كانت لتتم بالصورة التي نعرفها لولا مساهمة و تشجيع المخابرات المصرية “الاخوانية”
في عهد الرئيس العميل المخلوع محمد مرسى ، و يهمس البعض أنه كان للمخابرات التركية
و الأردنية دور معين في تسهيل عملية قفز خالد مشعل و من تبقى من القيادة الحمساوية
في سوريا إلى القارب القطري الصهيوني ، ذلك أن المخابرات الصهيونية لا ترتاح إلى أي
تعاون بين المخابرات العربية ضدها ، و لا ترتاح لوجود تعاون بين المخابرات العربية
لحماية الشخصيات الفلسطينية المطلوبة لإسرائيل تحت عناوين متعددة ، و بهذا المعنى فمن
المؤكد أن خالد مشعل بالذات لم يكن ليأخذ قراره بالهروب المخجل من سوريا ، لولا تلقيه
تطمينات ، و تعهدات من أطراف دولية متعددة لها ارتباط وثيق بالمخابرات الصهيونية .
العلاقة بين المخابرات القطرية- المصرية- التركية- الأردنية ، و
إسرائيل بالذات ، ليست وليدة الصدفة ، أو المصلحة الظرفية ، بالعكس ، هذه العلاقة وليدة
إستراتيجية مدروسة من قيادات هذه الأنظمة المترهلة ، و بالذات المخابرات المصرية التي
فرض عليها الرئيس المخلوع حسنى مبارك و العميل عمر سليمان ثم الرئيس العميل محمد مرسى
تلك العلاقة الآثمة مع الموساد أو المخابرات الأمريكية، و هذه العلاقة الآثمة، تتشابه
في كثير من التفاصيل ، مع علاقة تشابك المصالح التي كانت بين المنظمات الإرهابية الغربية
، و الفلسطينية، في أواخر السبعينات ، فمنظمات مثل الألوية الحمراء الايطالية ، و بايدر
ماينهوف الألمانية ، و الجناح العسكري للباسك الاسباني ، و فصيل أبو نضال الفلسطيني
المنشق ، على سبيل المثال، كانت تلتجئ إلى بعضها البعض للقيام بعمليات إرهابية ، حتى
تبعثر شكوك أجهزة التحقيق في تلك الجرائم الإرهابية ، لذلك فالموساد الصهيوني ، أو
المخابرات التركية على سبيل المثال يلتجئان إلى بعضهما البعض للقيام بعمليات في بعض
الدول العربية خدمة للمشروع الصهيوني بالدرجة الأولى و لمشروع الإخوان بالدرجة الثانية
، و هو ما يتحدث عنه الإعلام التونسي مثلا في قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد .
عندما كان خالد مشعل في سوريا ، كان المطلوب الأول في إسرائيل ،
و المطلب الأول في كل المحادثات الأمريكية مع الجانب السوري ، لكن الرجل يتجول اليوم
في محمية قطر و ينام في أرقى فنادق الدوحة ، فمن يحمى خالد مشعل اليوم من المخابرات
الصهيونية الأمريكية ؟ ، بالتأكيد هناك سر عميق و خطير يتعلق بمسألة حماية المطلوب
الأول إسرائيليا ، و بطبيعة الحال ، إسرائيل تتهم خالد مشعل و منظمته العميلة بعديد
العمليات” الإرهابية” ، و بطبيعة الحال إسرائيل لا تتساهل في موتاها و جرحاها ، فما
الذي تغير إذن حتى يقبل خالد مشعل بالنوم هادئا متنعما في إحدى الفنادق القطرية ، دون
أن يتوجس خشية من اغتياله مثلما حصل مع الشهيد محمود المبحوح ، رغم كل كاميرات المراقبة
للسيد ضاحى خلفان ، رئيس شرطة دبي .
أن يقف العميل خالد مشعل في صف الأعداء للقضية العربية ، النظام
القطري ، النظام التركي ، النظام المصري المخلوع ، النظام الأردني الفاسد ، و يحتمي
بمخابرات هذه الأنظمة التي يعلم الجميع أنها أفرع من فروع المخابرات الأمريكية الصهيونية
فهذا يطرح أكثر من سؤال و علامة استفهام ، و أن يرفع اسم “أبو الوليد” من قائمة الإرهاب
و المطلوبين للموساد الصهيوني فهذا يطرح أيضا أكثر من سؤال ، و أن يتحدث بعض إعلام
حماس الفاسد عن المقاومة ، عن الحقوق الفلسطينية ، عن الأرض الفلسطينية ، عن القدس
، عن المقدسات و اللاجئين ، في حين أن الجميع بات على علم بأن “القائد” قد باع الضمير
و انتقل إلى فراش الصهيونية و العمالة القطرية ، فكيف تتحدث حماس عن القضية وقائدها
الأول عميل و خائن للقضية و تحميه المخابرات الصهيونية ؟ .
اليوم ، كما يقول الكاتب الكبير ، إبراهيم عيسى ، لم نعد نحتاج إلى
قناة الجزيرة أو غيرها من محطات الضياع و التوهان الإعلامي لنفهم الحقيقة المر ة و
نكتشف الصورة الحقيقية لواقع الأشياء و الأحداث ، فبقليل من المنطق و شيء من التمحيص
، أصبح بالإمكان مشاهدة العمالة و الخيانة على الطبيعة ، و بكل الألوان الطبيعية ،
و بالأبيض و الأسود أحيانا، فعندما يحتمي خالد مشعل بقطر ، فهو يحتمي طبعا بأمريكا
و إسرائيل ، هذا لا يستدعى قدرات ذهنية خارقة للفهم ، هذه حقائق مرعبة ، لكنها الحقيقة
، حقيقة خالد مشعل ، حقيقة حركة حماس الاخوانية الخائنة للجيش و الشعب المصري ، حقيقة
المقاومة على طريقة حماس، على طريقة خالد مشعل .
خاص بانوراما الشرق الاوسط
. . أحمد الحباسى
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire