الاستغلال اللاأخلاقي للنص الديني

الاستغلال اللاأخلاقي للنص الديني

تمارين لتنمية الذّكاء الديني..

الدين والأخلاق:

المسألة رقم 1 : لعلك لاحظتَ هذا الأمر، التاجر المسلم أحرص ما يكون على ضبط الميزان فلا يغشّ في الكيل، 

لكن يسهل عليه أن يرفع السعر ويغشّ في البضاعة طالما أن وعيد النص واضح في عبارات من قبيل "ويل للمطففين" و"لا تخسروا الميزان"، لكن النص –ظاهريا على الأقل- ليس على نفس الدرجة من الوضوح فيما يخص رفع الأسعار أو الغش في البضاعة. 

السؤال الآن، هل هي : (أ) ثغرة في النص؟ أم أنها : (ب) سعة في النص يستغلها عقل عديم الأخلاق؟

المسألة رقم 2 : لعلك لاحظتَ أيضا كيف يتشدّد المهاجر المسلم حرصا على عدم أكل لحم الخنزير 

لكنه لا يبقى على نفس القدر من الحرص عندما يتعلق الأمر بالخمور والكحول طالما أن تحريم النص للحم الخنزير –ظاهريا على الأقل- أشدّ وضوحا من تحريم الخمر. 

والسؤال، هل هي : (أ) ثغرة في النص؟ أم أنها : (ب) سعة في النص يستغلها عقل عديم الأخلاق؟

المسألة رقم 3 : المسلم يحرّم الرشوة لكنه سرعان ما يقبلها بعد أن يسمّيها هديّة، بل يعتبرها سنّة مستحبّة؛ 

يحرم الزنا لكنه سرعان ما يمارسه بعد أن يسميه زواجا عرفيا أو سرّيا أو مؤقتا أو سبياً أو ملك اليمين، ويعتبر ذلك سنّة مستحبّة؛ 

يحرّم الفائدة لكنه سرعان ما يقبلها بعد أن يسمّيها مرابحة ويعتبر ذلك جائزاً شرعاً. 

والسؤال، هل هي : (أ) ثغرات في النصوص؟ أم أنها : (ب) سعة في النصوص يستغلها عقل عديم الأخلاق؟

المسألة رقم 4 : أخبرني عالم دين قطري أنّ الشيخ القرضاوي كان يعلمهم أصول الشريعة في الدوحة، وكان في أحد الأيام قد أشبع اليهود شتماً ولعناً داعيا إلى معاداتهم في كل أحوالهم، مستدلا بمرويات عن أبي هريرة والبخاري وغيرهما. 

وبعد أن نبّهه أحد الطلبة بوجود مركز للاتصال الإسرائيلي على مقربة منهم وفيه يهود، غيّر الشيخ كل أقواله في الحال مستدلا هذه المرّة بأن الرّسول (ص) كان له جار يهودي وكان يكرمه ويحسن إليه، وهكذا هي سنة نبينا في التعامل مع اليهود عندما يكونون "جيراننا"!

والسؤال، هل هي : (أ) ثغرات في النصوص؟ أم أنها : (ب) سعة في النصوص يستغلها عقل عديم الأخلاق؟

المسألة رقم 5 : أخيراً،إذا كنتَ تختاردائماً الإجابة (ب)، فأمامك سؤال آخر : 

كيف نقطع الطريق أمام الاستغلال اللاأخلاقي للنص الديني؟ 

إذا أنت استطعتَ أن تفكر في هذا السؤال بعمق ولعشر دقائق فقط ستبدأ طريقة تفكيرك في التغيّر.

سعيد ناشد