Tunisiens Libres: رحم الله الأستاذ الهاشمي الطرودي و قم للمعلّم وفّه التبجيلا...

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

vendredi 6 novembre 2015

رحم الله الأستاذ الهاشمي الطرودي و قم للمعلّم وفّه التبجيلا...


رحم الله الأستاذ الهاشمي الطرودي و قم للمعلّم وفّه التبجيلا...



بقلم مرتضى العبيدي:

قم للمعلّم وفّه التبجيلا...

بمناسبة رحيل الشيخ الرفيق الهاشمي الطرودي

الشيخ الهاشمي هو معلمي وأستاذي لا بالمعنى المجازي الاعتباري فحسب، بل بالمعنى الحقيقي، إذ كنت أحد تلاميذه بمدرسة ترشيح الأساتذة المساعدين خلال السنة الدراسية 1967ـ1968، وكان يدرّسنا مادّتي التربية الإسلامية والتربية المدنية، وهو خرّيج الجامعة الزيتونية للشريعة وأصول الدين. وأذكر أنّه بعد عودتنا للدراسة إثر عطلة الربيع، لم نر الشيخ بيننا وعلمنا أنّه أوقف على ذمّة التحقيق في قضية سياسية، لم يكن أغلبنا يفهم كنهها ولا معناها آنذاك، بل إنّ ذلك الخبر لم يزدنا إلا احتراما وإكبارا لأستاذنا الذي كنّا نجلّه وكنا ننتظر حصصه بفارغ الصبر نظرا لسعة علمه وخفّة روحه وحسن معاملته لنا. وأنهينا السنة الدراسية دون أن يتمّ تعويض سي الهاشمي في المادة المذكورة، وأذكر أن آخر درس لنا معه كان بعنوان "الشرطة في عهد عمر". وحوكم الشيخ مع ثلة من رفاقه في سبتمبر 1968 من قبل محكمة أمن الدولة، وصدرت ضدّهم أحكام، أقساها كان من نصيب الرفيق الراحل محمد بن جنّات: 20 سنة أشغالا شاقة. 

والتقيت الشيخ في بداية السبعينات، بعيد خروجه من السجن وكنت قد التحقت بالجامعة. وقد أرسل لي ذات يوم موعدا مع أحد الطلبة الذي لم يكشف لي عن مصدر الوريقة التي أمدّني بها، وإذا بي أجد نفسي أمام أستاذي. فحدّثني طويلا عن الوضع في البلاد وعن الحركة الطلابية وخاصة عن الحركة التلمذية، وأخبرني أنّ تحركات تلمذية كبرى شهدتها معاهد قفصة وأن ليس لدينا معلومات دقيقة حولها وطلب مني إن كنت أقدر على التحول على عين المكان وجمع معلومات ضافية عمّا حدث وعن التلاميذ الذين تمّ طردهم أو الذين قد يُحالون إلى المحاكم. فرحّبت بالفكرة وتنقلت على عين المكان. 

وعند عودتي، التقينا لأسلمه التقرير، فطلب مني أن نقرأه سويّا وكان يحتوي على خليط من الأحداث والوقائع والأسماء ملأت بها كراسا بأكمله. فشرح لي بطريقته الهادئة واللطيفة كيف يجب التصرف في مثل هذه الحال، وكيف يجب فصل ما هو إخباري عن ما هو تنظيمي، وكيف يجب تحاشي ذكر الأسماء في مثل هذه الوثائق بل يجب كتابتها على حدة وحفظها بكامل الدقة الخ... من أبجديات العمل السري... وكانت أولى الدروس التي تلقيتها في المشوار الذي لم أكن أعلم أنّني لم أكن إلا في أولى خطواته. 

وفي الذاكرة فصول عديدة من علاقتي بأستاذي وشيخي ورفيقي سي الهاشمي. فمن أعزّي إذن بفقدانه؟ عائلته، أصدقاؤه وزملاؤه، رفاق دربه، تلاميذه وأنا أحدهم؟ صبرا جميلا لجميع هؤلاء، وشيخنا يلتحق بقافلة الراحلين الذين أبوا إلا أن يسجلوا أسماءهم بحروف من ذهب، لمّا هبّوا يقارعون الطغيان ويحلمون بتونس أجمل: تونس الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية، ودفعوا من أجل ذلك أغلى الضرائب وبلا حساب.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire