Tunisiens Libres: المنصف بن مراد يكتب: استقل يا باجي

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

samedi 7 novembre 2015

المنصف بن مراد يكتب: استقل يا باجي


المنصف بن مراد يكتب: استقل يا باجي



أخبار وطنية المنصف بن مراد يكتب: استقل يا باجي

نشر في  04 نوفمبر 2015  

أؤكّد في البداية انّي أرجو للسيد الباجي قايد السبسي ولكلّ شيخ الصحّة وراحة البال لأنّنا دأبنا في عائلتنا على احترام المسنّين وتقبيل أيديهم.

منذ فوز حزب النداء في الانتخابات أقرّ قايد السبسي وأغلب قياداته تحالفا ضمنيّا مع النهضة خلافا لما وعدوا به في الحملة الانتخابيّة حيث تعهّدوا بعدم التحالف مع أيّ حزب ديني، 

لكنّ الباجي ـ وككلّ السياسيين ـ  غيّر موقفه وتخلى حزبه عن وزارات السيادة دون أن يفوّض له أغلب ناخبيه ذلك، وهكذا تنكر لهم ونكث عهوده ووعوده وخان الأمانة، 

وفي الأثناء فانّ الدولة تنهار والارهاب يهدد والاقتصاد يدمّر و ملعب رادس يرهن للشيوخ الخليجيين والمديونيّة تتفاقم والإضرابات تطرق كلّ باب والشباب دون شغل وبعض الولايات الداخلية منسية ومحرومة ولا رؤية اجتماعية انسانية ولا رؤية حول النموذج المجتمعي..

 و دعوني أروي لكم حادثة: عندنا كنت أتجوّل في سوق أسبوعيّة 

استوقفني مواطن عادي وانطلق يشخّص لي الوضع ويلخصه على هذا النحو حيث قال:« في عهد بن علي كنا نشاهد سيارات «الهامر» الفاخرة وهي تعبر الشّوارع ولكنّنا كنا نعيش في أمان ونملأ القفة بعشرة دنانير، 

لكن مع المرزوقي والنهضة ثم الباجي اصبحنا نشاهد سيارات «الهامر» 
يقودها آخرون وفي المقابل لا أمن ولا استقرار 

و قفتنا لا نملؤها حتىبثلاثين دينارا».. انّه الانطباع ذاته لدى أغلب المواطنين، فالباجي لم يكن وراء ثورة سلمية تضمن قضاء مستقلا وأمنا جمهوريا وإعلاما حرّا ونموّا اقتصاديا ممتازا ومكافحة شاملة وجدية للارهاب، 

بل انّ النهضة استغلّت ضعف ساكن قصر قرطاج وغرور بعض قيادات النداء لتحافظ على مواقعها داخل الإدارة وفي وزارات السيادة، وهي الحاكمة الفاعلة في البلاد وحامية الدين المتشدّد والأيمّة المتطرّفين ولها مشروع تعتقد انها ستنفّذه بصفة تدريجية متناسية انّ نساءنا واتحاد الشغل والمجتمع المدني سيمنعونها من ذلك لأنّ تونس لم ولن تقبل بدولة دينية مهما كان الثمن!..

منذ سنة والباجي وحكومته يرتكبان الأخطاء على جميع الأصعدة وقد كتبت مرارا لأندّد بسبات الرئيس وضعف حكومة الصيد لكن لم يستمع إليّ لا الباجي ولا الصيد لأنّ الأول فاقد للوعي ولأنّ الثاني لا يملك شخصيّة قوية ولا رؤيةله شاملة لمستقبل البلاد، 

وعندما ناديت بضرورة تعيين وزير أول من الجيش يكون قويّا وعادلا ومحترما لقوانين البلاد وحقوق الانسان، فزع الممسكون بالسلطة وأمروا بعض الصحف الصفراء بمهاجمتي وهو أمر يضحكني لأنّي لا أخشى الاّ الله وأنا مخلص لتونس دون سواها!

وحتى لو كان الباجي والصيد أفضل من المرزوقي والجبالي والعريض وجمعة، فقد كنّا ننتظر الكثير بالنظر الى الخطب والوعود الانتخابيّة،

لكن الباجي لم يف بأيّ وعد ولم تكن له البراغماتية البورقيبية وفشل في السير بالبلاد نحو الرقي والأمان والحداثة،  واليوم أقولها بكلّ صراحة: لقد استغلّ الباجي وحزبه أصوات عدد هائل من التونسيين للنّجاح في الانتخابات لكنهما انحرفا تماما باختياراتهما وخانا ارادة الناخبين! 

كنا ننتظر انفتاح أبواب جنة على الأرض فوجدنا أنفسنا في جحيم، وكل هذا يجعلني أنادي باستقالة الباجي قايد السبسي وان كان اليوم مستقيلا فعليا من قيادة تونس التي تقودها ـ نسبيا ـ النهضة وقوى أجنبيّة عديدة وبارونات التهريب والمصالح الضيّقة.

 انّ سنة 2016 ستكون أسوأ سنة على جميع الأصعدة وخاصّة في ما يتعلّق بالمديونيّة وبالارهاب!

أما بالنسبة الى حزب نداء تونس فالكارثة لا تقلّ خطورة لأن هذا الحزب الذي وقع انتخابه خوفا من رجوع النهضة والمرزوقي  إلى السلطة، أصبح حليف الحزب الديني  الذي يعمل على تقسيمه حتى يفوز بالانتخابات التشريعيّة المقبلة ويساند رئيسا على «المقاس»!

 ومنذ أشهر عديدة وأنا أحذّر من تقسيم هذا الحزب ومن الدور السلبي لحافظ قايد السبسي الابن المدلل للرئيس! 

فهذا الشخص بلا خبرة سياسية ولا ماض نضالي وليس له اشعاع ولا ايّ حضور سياسي في العقود الماضية،  

والفضل في «بروزه» يعود الى والده الذي تركه يفعل ما يشاء حتى بات أكبر خطر على «النداء»  وربّما سببا في انفجاره بما يخدم النهضة..

والجدير بالذكر انّ مستشار ابن الباجي هو رجل أعمال و«عمايل» أصبح يتدخل في السياسة ويأمر بيادقه بمهاجمتي وبمهاجمة كلّ المعارضين.. 

ثم رأينا مجموعة من القيادات في هذا الحزب تساند حافظ طمعا في مناصب وزارية في حال تغيير الحكومة الحالية، كما انّ مناصري «الأصالة» والدساترة التفوا حوله وكأنهم ينتظرون تفجير نداء تونس فتكاثرت الغربان حول جثة حزب مازال حيا خدمة لمصالحهم.. 

وفضلا عن ذلك فقد شاهدنا مستشار الرئيس رضا بلحاج يتهجّم على رئيس الحزب السيد محمد الناصر لأنه لم يحضر اجتماع جربه المساند لحافظ، مخترقا بذلك كل الخطوط الحمراء، فلا يعقل أن يساند مستشار رئيس الجمهورية ابن الرئيس بمثل ذلك العنف اللفظي الخالي من الوعي وقد استخلص المناضلون والشارع التونسي انّ الباجي سمح لرضا بلحاج بمساندة ابنه ان لم يكن هو الذي طلب منه ذلك..

 لقد بات وضع هذا الحزب سيئا فبعد ان فقد مئات الآلاف من النساء ثقتهم به ولن يصوتوا لفائدته في المستقبل بسبب تحالف هذا الحزب مع النهضة 

وفشل وزرائه وعدم تقديم برنامج مقنع،  ها انّ النداء مهدد بالانقسام بسبب حافظ واصدقائه الذين يفتقرون لأيّ مشروع سياسي أو اقتصادي  أو ثقافي، 

 بل انّ مشروعهم الوحيد هو الاستيلاء على السلطة واستغلال منافعها ونفوذها!

 انّ المصيبة الكبرى هي أن نجل الباجي جاهل سياسيا واصبح بيدقا تتلاعب به المصالح السياسية الداخلية والأجنبية!

 فمن هو حتى يصبح مسؤولا عن تيار داخل النداء، من هو سوى الابن المدلّل للباجي!

لقد كتبت منذ اسابيع ان الباجي وابنه سيفتحان باب السلطة أمام النهضة وفعلا هذا ما يحصل لأنّ الأب والابن ومن معهما غير واعين ـ بما فيه  الكفاية ـ بمستقبل تونس.. 

انّ مرض الكرسي والتوريث هو من أكبر مصائب العرب اضافة الى الحركات الدّينية المتطرّفة التي تحاول إحلال دين بعيد كل البعد عن اسلام الزيتونة!

في هذه الظروف الصعبة يحاول حافظ وأصدقاؤه «المرور بالقوة» وهم يطالبون بمؤتمر تأسيسي وكأن تأسيس الحزب لم يتم بعد، ثم شاهدنا أعمال عنف عندما حاول المكتب التنفيذي للحزب عقد اجتماع في الحمامات،

 مع العلم أن أغلب اعضائه معارضون لمشروع ابن رئيس الجمهورية! لقد عمدت مجموعة من الندائيين القادمين من عدة ولايات (من استدعاهم؟) وعدد من الصعاليك الى تعنيف اعضاء المكتب التنفيذي وهذا أمر غير مقبول من «لجان حماية المصالح» خاصّة انّ نداء تونس واتحاد الشغل والسياسيين الديمقراطيين تعرّضوا لاعتداءات لفظيّة وحتى جسدية! 

ووفق تصريح اذاعي لأحد أصدقاء حافظ فانّ عضوا من عائلة مستشار الرئيس كان جالسا في مقهى أمام النزل المتضرر بعد ان وقع اتهامه من لزهر العكرمي بتدبير اعمال العنف!

انّ تونس اليوم داخلة في حائط وأملاكها ترهن عند الخليجيين والافلاس بالمرصاد وداعش على بعد 70 كيلومترا حسب الحبيب الصيد، والانفلات الاجتماعي يتكرس والأسعار تلتهب والنهضة تنتظر تقسيم النداء حتى تتفرّد بالسلطة إذا نظمت انتخابات رئاسيّة وبرلمانيّة!

لكلّ هذه الأسباب أطالب رئيس الجمهورية بالاستقالة لأنّه فشل في تعيين الحكومة والتزم الصمت وبقي دون حراك  وعلى المسافة نفسها من المتنازعين في حزب نداء تونس ولأنّه لم يندد بالميليشيات العنيفة ولأنّه خطط لحكم «ندائي ـ نهضوي» طيلة السنوات العشر المقبلة... 

انّ تونس بحاجة الى رئيس شاب وناشط وقوي يكون ديمقراطيا ومحترما للدستور وحقوق الانسان،  كما يتحمّل مسؤولياته لانقاذ تونس التي ستنهار عن قريب (لا قدر الله) بما أنّ أغلب الوزراء والشخصيات السياسيّة ليسوا في المستوى المطلوب.. 

وإذا لم يستقل، فعليه ان يعي مشاكل البلاد وان يعيّن مستشارين رئاسيين جددا على غرار مصطفى كمال النابلي وتوفيق بكار وفاضل موسى وألفة يوسف والحبيب الكزدغلي والإعلامي رضا النجار والحقوقيّة كلثوم كنّو وأحد الأمنيين الجمهوريين.

كلّ هؤلاء سيفيدونك يا سي الباجي وسينفعون ـ حتما ـ تونس بآرائهم ونصائحهم!

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire