Tunisiens Libres: تاريخ الإخوان يقطر دما

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

dimanche 6 mars 2016

تاريخ الإخوان يقطر دما



تاريخ الإخوان يقطر دما



بقلم: مصطفي عبيد

الأثنين , 26 نوفمير 2012

 

في زمن الاخوان تحول الرأي الاخر الي عمالة، والاختلاف في الرأي الي زعزعة للاستقرار، والنقد الي سوء ادب.


من ليس معهم عدو للوطن، ومن لايعتقد عقيدتهم صاحب مصلحة، ومن يعارضهم «فلول» انهم يرفعون راية «الصمود والتصدي» وهو صمود كما يقول الشاعر محمد الماغوط علي الكراسي، وتصد لكل من يقترب منها. فالحرية طائر لا يحق لها الطير الا في سماواتهم، والعدالة مفتاح لفتح زنازن مضطهديهم ومظاليمهم، لكنه لا يفتح اي زنازن لمظاليم يختلفون معهم في التوجه او العقيدة السياسية.

 

 يستغرب الناس ركونهم الي الباطل، وغربتهم عن الحق، واختيالهم في مقاعد السلطة والنفوذ! يندهش العامة من تغليبهم لما يرون، وتنحيتهم مالا يرون، واستعلائهم علي من يخالفونهم في الرأي! يتعجب اهل مصر كيف يواصل قطار الاخوان المسلمين انطلاقه داهسا في طريقة الحرية والعدل والتوفيق الوطني!

 

كيف يرتضون تكرار تجربة الحزب الوطني الحاكم في التعالي علي الآخر، واستبعاده، وتجاهله، واقصائه. لكننا لا نعجب، فمنذ تأسيس جماعة الاخوان عام 1928 والدماء تسيل من جسد مصر، والعنف لا ينتهي، والتكفير والتخويف لايتوقف. اننا نفتش صفحات الماضي ونذكر لعل الذكري تنفع المصريين..

 

دراسة - مصطفى عبيد:
الأثنين , 26 نوفمير 2012 

هم أبناؤه ، وتلاميذه .. ما قاله يرددونه ، وما دعا إليه يطبقونه . زعيمهم الروحى ، ومفكرهم الأول ، وشهيدهم الأعظم .

 

كلماته «معالم» يسيرون عليها ، وأفكاره مخططات يسعون إلى تطبيقها . من يقرأ دماغه يعرف توجههم ، ومن يحلل نظرياته يتوقع مستقبلهم .

كان الإخوان المسلمون يعتمدون رسائل الدعوة والداعية للمرشد الاول حسن البنا «مانفستو» لهم حتى ظهر سيد قطب وانضم إلى الجماعة وتحدث باسمها وكتب لها ووضع أيديولوجية جديدة للحركة الإسلامية.

لذا فإن أخطر ما تواجهه مصر حاليا أن الأدمغة المسيطرة علي صناعة القرار السياسي في مصر تحمل أفكار سيد قطب وتلتزم بنظرياته بدءاً من جاهلية المجتمع حتي الاستعلاء والإغارة علي الآخر.

كانت قصة حياة سيد قطب نموذجاً واضحاً للانقلابات الفكرية الحادة .. من اليمين الى اليسار ، ومن العلمانية الى التشدد الدينى.. ومن التحرر الى نفى الآخر .

عاش الرجل 60 عاما كتب فيها 24 كتابا ونحو 109 قصائد شعر ، و495 مقالا بين السياسة والدين والنقد الادبى. ورغم ضحالة ذلك الانتاج الفكرى مقارنة بمفكرين وكتاب جيله ، فإن ما حوته كتاباته جعله مادة ثرية لأكثر من 150 كتابا حول حياته باللغة العربية، ونحو 15 كتابا باللغات الاخرى . فضلا عن 7 رسائل دكتوراة منها واحدة باللغة الانجليزية فى جامعة مانشستر، وأخرى باللغة الفرنسية فى جامعة السوربون .

إن اخطر ما يبدو من أفكار سيد قطب كما يقول الباحث الجاد الدكتور محمد حافظ دياب فى كتابه سيد قطب الطاب والايديولوجيا» أنه  اعتبر تصوراته مسلمات لا تقبل النقاش او الجدل ويعنى ذلك ان نقد الخطاب القطبى «مستحيل».

يقول سيد قطب فى صفحة 106 من كتاب «معالم فى الطريق»- دار الشروق -  « الاسلام لا يعرف سوى نوعين من المجتمعات: مجتمع إسلامى ومجتمع جاهلى».

ويقول فى صفحة 98 من نفس الكتاب «ويدخل فى اطار المجتمع الجاهلى جميع المجتمعات القائمة على الارض ،الشيوعية والوثنية واليهودية والمسيحية، والمجتمعات التى تزعم انها مسلمة .» 

الا ترون معى ان هذه العبارات تشكك فى اطلاق وصف مجتمعات اسلامية على مجتمعاتنا التى يدين اغلبيتها بالاسلام ويصلى الناس الصلوات الخمس ويصومون شهر رمضان ويستهجنون من يفطر بلا عذر ، ويدفعون الزكاة ويسعون لحج بيت الله . الا يعد انكار الاسلام عن مجتمعاتنا  نوعا من الغلو ، وترجيحا للتكفير.

ويقول الرجل ايضا  ص 173 فى كتاب  «معالم على الطريق»: «الناس ليسوا مسلمين كما يدعون وهم يحيون حياة الجاهلية . ليس هذا اسلاما وليس هؤلاء مسلمين».

وفى كتابه «خصائص التصور الاسلامى - طبعة دار الشروق، يقول ص 85 :

« إما أن يلتزم الناس الاسلام ديناً أى منهجاً للحياة ونظاماً والا فهو الكفر والجاهلية .» وبهذا المعنى يحكم الرجل على الراقصات واللصوص والعاهرات من المسلمين بالكفر ، فليس هناك شك أن أىاً منهم لا  يلتزم بالاسلام منهجا للحياة

وبدون شك أو مدارة فإن ذلك القول هو التكفير بعينه، وهو مالم يقل به احد من علماء الاسلام عن اى من العصاة أو الفاسقين . لقد خلط الكاتب  بين المعاصى والكفر بصورة خطيرة سيطرت على معظم كتاباته التى لم تكن تراجع فقهيا بسبب ظروف سجنه الطويلة.

وفى كتاب «فى ظلال القرآن .ج1» ص25 نجده يقول «القوى الانسانية نوعان، قوة مهتدية ،تؤمن بالله وتتبع منهجه وهذه يجب أن نؤازرها ونتعاون معها على الخير والحق والصلاح.. وقوة ضالة لا تتصل بالله ولا تتبع منهجه. وهذه يجب ان نحاربها ونكافحها ونغير عليها».
.....

وقد بقيت لنا وثيقة متهمة اشتهرت باسم «لماذا أعدمونى» يحكى فيها سيد قطب قصته كاملة مع الإخوان والثورة وقضية قلب نظام الحكم .

يقول «قطب» فى بداية الوثيقة « لقد آن الاوان أن يقدم انسان مسلم رأسه ثمنا لاعلان وجود حركة اسلامية وتنظيم غير مصرح به قام لاقامة النظام الاسلامى ايا كانت الوسائل التى سيستخدمها لذلك»، ويحكى الرجل بداية التحاقه بجماعة الاخوان عام 1953 واعتقاله بعد حادث المنشية واتهامه بأنه المسئول عن تحرير المنشورات وهو ما لم يكن صحيحا حسب قوله. ثم يتحدث عن محن الاخوان المسلمين فى سجون ناصر ومذبحة طرة واتساع حجم الغضب بين شباب الاخوان ونمو تنظيمات عديدة تدعو للانتقام من الدولة التى لا تطبق الإسلام .


ثم يقول صاحب الوثيقة « كنا قد اتفقنا على استبعاد استخدام القوة فى تغيير نظام الحكم وفى الوقت نفسه قررنا استخدامها فى حالة الاعتداء على التنظيم . وكان معنى ذلك البحث فى موضوع التدريب والاسلحة اللازمة لهذا الغرض »،  ثم يقول «اخذ الاخوة فى محاولات لصنع قنابل نجحت بالفعل لكنها كانت فى حاجة لتحسين»،

وتحكى الوثيقة كيف تم شراء اسلحة من ليبيا ثم يقرر كاتبها فى وضوح تحوله للرأى القائل بمشروعية تغيير نظام الحكم بالقوة فيقول «وكان امامنا المبدأ الذى يقرره الله سبحانه وتعالى (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)

وكان الاعتداء قد وقع علينا بالفعل فى 1954 وفى 1957 بالاعتقال والتعذيب وإهدار الآدمية وتشريد الاطفال والنساء .» ثم يقول «ووفقا لهذا جاءوا فى اللقاء التالى ومع احمد عبد المجيد قائمة باقتراحات تتناول الاعمال التى تكفى لشل الجهاز الحكومى 

. وهذه الاعمال هى الرد فور وقوع اعتقالات لاعضاء التنظيم بإزالة رؤوس فى مقدمتها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومدير المخابرات ومدير البوليس الحربى، ثم نسف بعض المنشآت التى تشل حركة المواصلات لضمان عدم تتبع بقية الاخوان . «وتتحدث الوثيقة بعد ذلك عن علاقات وزيارات ولقاءات لقطب بأفراد وشخصيات  عامة ثم تنتهى بتقرير « ان العنف الذى عومل به الاخوان عام 1954 بناء على حادث مدبر لهم وليس منهم هو الذى أنشأ فكرة رد الاعتداء بالقوة

ولاشك أن هذه الوثيقة وما تحمله من اعترافات تدور فى محور تبرير العنف فى التغيير ، وهو نفس المنهج الذى اتبعته الجماعات المسلحة خلال حقبة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى وانتهت الى الاف الضحايا وتكريس للاستبداد السياسى وتبرير للقوانين الاستثنائية  المقيدة للحريات.

كما ان المتابع لمقالات سيد قطب فى عامى 1952 ، 1953 يتعجب من ذلك التحريض الفظ من جانب الرجل ضد الحريات وتبنيه للدعوة الى نفى الآخر تماما ،بل والى اقتلاعه تماما من المجتمع .

يقول سيد قطب محرضا على الدستور فى مقال له بجريدة الاخبار بتاريخ 8 اغسطس 1952 تحت عنوان  «استجواب الى البطل محمد نجيب»:  «إن الرجعية اليوم تتستر بالدستور ، وهذا الدستور لا يستطيع حمايتنا من الفساد إن لم تمضوا أنتم فى التطهير الشامل الذى يحرم الملوثين من كل نشاط دستورى ولا يبيح الحرية الا للشرفاء».

ويتوسع خطاب سيد قطب المساند للديكتاتورية التى بدت على ثوار يوليو فيقول فى ذات المقال «لقد احتمل هذا الشعب ديكتاتورية طاغية باغية شريرة خمسة عشر عاما او تزيد..

افلا يحتمل ديكتاتورية عادلة نظيفة ستة أشهر!! .»..... وربما توضح هذه المقالة أصول فكرة المستبد العادل التى ترددت وقتها بين ثوار يوليو . إن الرجل يرى أن تحمل استبداد الثورة ضرورى ولازم لاقامة دولة حديثة . وهو رأى غريب عانى منه كافة المختلفين مع الثوار وكان الاخوان المسلمون من بينهم .

وينقل الكاتب حلمى النمنم فى كتابه «سيد قطب وثورة يوليو» نصوصاً كاملة من مقالات لسيد قطب كلها تصب فى التحريض على الساسة والاحزاب من خارج الثورة .

فمنها مثلا ما كتبه فى جريدة الاخبار بتاريخ 15 اغسطس 1952 حول تظاهر العمال فى كفر الدوار احتجاجا على الفساد حيث قال  «هذه الحوادث المفتعلة فى كفر الدوار لن تخيفنا . لقد كنا نتوقع ما هو أشد منها .إن الرجعية لن تقف مكتوفة الايدى وهى تشهد مصرعها» ثم يضيف قائلا: «فلنضرب بسرعة .

 أما الشعب فعليه ان يحفر القبر وأن يهيل التراب»، وبالفعل اعتبرت ثورة يوليو أحداث كفر الدوار تحدىاً قوياً لاختبار قدرة الساسة الجدد على اتخاذ القرارات وأخذت بنصيحة «قطب» وأصدرت أحكاما قاسية على عمال كفر الدوار منها حكم باعدام اثنين من العمال هما خميس والبقرى وصدق مجلس قيادة الثورة على الاحكام .

ويكشف مقال آخر فى مجلة روزاليوسف بتاريخ 29 سبتمبر 1952 آراء سيد قطب فى عودة الاحزاب السياسية، ورفضه الشديد لفكرة التعددية حيث يقول « هذه الاحزاب ليست صالحة للبقاء ، انها ستتفتت وتنهار سواء طلب الجيش ذلك ام لم يطلبها ، لقد استوفت ايامها وعاشت بعد أوانها».

ويكتب الرجل فى روزا ليوسف بتاريخ 10 سبتمبر 1952 مؤيدا قرارات حركة الضباط ومحاكماتهم  قائلا : « لأن نظلم عشرة او عشرين من المتهمين خير من أن ندع الثورة كلها تذبل وتموت... هل يصدق احد أن يكتب شاعر ومفكر هذه الكلمات؟ فعلها الرجل واراشيف الصحف شاهدة ولا نملك الا ان نسأل الله له المغفرة .

وعلى هذه الأفكار خرج تلامذة أكثر عنفا وأشد دموية نادوا  صراحة بتكفير الآخر والدعوة الى قتاله كان أبرزهم شكرى مصطفى الذى نادى بالهجرة من دار الكفر وتكفير المجتمع وأنتهى به الحال إلى اختطاف الشيخ الذهبى وزير الاوقاف عام 1977 واغتياله برصاصة فى عينه ليتم إعدامه عام 1978.

ومنهم أيضا محمد عبد السلام فرج صاحب كتاب «الفريضة الغائبة» والعقل المدبر لاغتيال انور السادات فى اكتوبر 1981.

ومنهم ايضا ايمن الظواهرى القيادى بتنظيم القاعدة الذى يقول  فى كتاب « فرسان تحت راية النبى»: كانت ولا تزال دعوة سيد قطب الى اخلاص التوحيد لله ولسيادة المنهج الربانى شرارة البدء فى اشعال الثورة الاسلامية ضد أعداء الاسلام فى الداخل والخارج.

الجماعة..من مساندة طغيان الملكية إلى التحالف مع العسكر

فى النضال إلى الحرية لا تسقط الجرائم السياسية بالتقادم ، ولا تغفر الشعوب خطايا البشر .


كان الاخوان المسلمون دائما ضد الحرية ، وضد العدالة ، وضد الديمقراطية. لا يوجد طاغية مر بوادى النيل منذ تأسيس الجماعة ولم تتحالف معه، عبر كل العصور ساندوا الظلمة، وأيدوا المستبدين ثم ذاقوا مرار كؤوسهم .

فى عام 1930 ترفع الجهات الامنية تقريرا الى اسماعيل صدقى باشا رئيس الوزراء  ببعض المخاوف من توسع جماعة الاخوان، ويقرر وقتها «صدقي» استغلال الجماعة ضد الوفد حزب الاغلبية ويعرض عليهم اعانات مالية مقابل تأييد الحكومة ضد الوفد، ويعرف وقتها البنا حجم جماعته وقوتها ويقرر الانتقال بها الى القاهرة.

وبالفعل تخرج مظاهرات الاخوان رافعة لافتات تستخدم الآية القرآنية «واذكر فى الكتاب اسماعيل إنه كان صديقا نبيا».

ويتوافد المنضمون الى الجماعة الوليدة وبعد عام واحد يرتفع عدد شعب الاخوان داخل القاهرة وقتها الى 50 شعبة ، ثم تعقد الجماعة أول مؤتمراتها عام 1933 ويتوالى الصعود والانتشار والتدخل فى السياسة .

وفى عام 1936 يقوم الاخوان بتسيير مظاهرات فى شوارع القاهرة تهتف « الله مع الملك» والمناداة باختيار فاروق خليفة للمسلمين . ويظهر أن البوليس المصرى كان لديه تعليمات وقتها بحماية الاخوان ومساندتهم وهو ما أسهم فى انفلات اعضاء الجماعة وأدى الى موجة خروج مبكر لبعض الاصلاحيين الاوائل فى الجماعة وعلى رأسهم الشيخ احمد السكرى نفسه . وقد اتهم المنشقون الشيخ بالبعد عن الشورى والاستبداد بالرأى والوقوف ضد الوفد حزب الاغلبية.

ويأخذ كثير من الباحثين على الشيخ البنا ما يعتبرونه انتهازية فى ذلك الوقت  والوقوف الى جوار الظلم والطغيان . وقد دفع ذلك الزعيم احمد حسين الى كتابة سلسلة من المقالات يهاجم يها البنا ويشبهه بـ «راسبوتين» وهو أحد رجال الدين الذين ساندوا الحكومات المستبدة فى روسيا القيصرية.

ومنذ المؤتمر الاول والجماعة تتجه الى انشاء فرق للجوالة مهمتها القيام بالرياضة ، ثم تحولت بعد ذلك الى « كتائب « لحماية الدعوة والعمل العام ، ثم أصبحت تلك الكتائب ميلشيات خاصة، كثير من أعضائها سريون وتقوم بأعمال اغتيال وتصفية سياسية لحساب من تعتقد أنه يقف فى طريق الجماعة.

وفى جريدة «النذير» عام 1938 يكتب «البنا» لأعضاء جماعته «إننا سنتحول من دعوة الكلام الى دعوة الكلام المصحوب بالنضال والافعال» ثم يقول «إنكم ستخاصمون جميع الساسة فى الحكم وخارجه خصومة شديدة إن لم يستجيبوا لكم».

إن حسن البنا يطالب بحل جميع الاحزاب السياسية وافساح الطريق امام جماعته. ويختلف مع كل من يقبل بمساندة الوفد أو اى حزب سياسى بل يفصله من جماعته .

 ومما كان يحكيه الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله انه كان حريصا على حضور لقاءات الثلاثاء فى جماعة الاخوان وكان وفديا وقال يومها لحسن البنا أن الاخوان يجب ان يساندوا رجلا نزيها مثل مصطفى النحاس ففوجئ بالبنا غاضبا وقال له : إن الوفد بشكل خاص هو أعدى اعدائنا ، لأننا يمكننا أن نبصق على جميع الاحزاب السياسية، الا الوفد. يومها ترك الشيخ الشعراوى الاخوان ولم يعد مرة اخرى .

وبعد قيام ثورة يوليو يتخذ الاخوان موقفا مساندا يدفع قادتهم ومفكريهم إلى الصمت عن حل الاحزاب وكتابة مقالات فى الصحف تحرض ضد الساسة القدامى وتؤيد ايقاف الدستور وكان من ابرزها مقالات سيد قطب فى روزاليوسف.

ولم تلبث أن انقلب عبد الناصر على الاخوان وساقهم إلى السجون والمشانق بعد أن لعبوا دور «سنمار « فى بناء دولته

ويأتى انور السادات ليستعين بالإخوان فى مواجهة الناصريين واليساريين المعارضين، ويخرج الاسلاميون للعمل العلنى ويسيطرون على النقابات واتحادات الطلبة ثم لا يلبث أن يتم اغتيال السادات نفسه على أياديهم وسط رجاله .

لذا لم يكن غريبا على الجماعة أن تخاصم كل القوى السياسية الليبرالية وتتحالف مع المجلس العسكرى بعد ثورة 25 يناير وترفض المشاركة فى نصرة الشباب والثأر فى شارع محمد محمود ومجلس الوزراء ، بل تحرض ضدهم.

«تسييس الدين» لعبة الجبابرة لتصفية معارضيهم

إذا كان الاسلام قد أزال سلطة رجال الدين عن السياسة، وأزال وسطاء الناس بالسماء، فإن البعض مازال راغبا فى استغلال الدين فى السياسة وهو ما يعرف مصطلحا بـ«تسييس الدين»، ....».

إن «تسييس الدين» يعنى  استخدامه كحصن لبعض القوى السياسية ضد المعارضة والنقد عن طريق اكساب الفعل البشرى « قداسة» زائفة.

ولاشك أن ذلك كان دافعا للامام محمد عبده أن يقول مقولته الشهيرة «اعوذ بالله من السياسة، ومن لفظ السياسة، ومن كل خيال يخطر ببالى من السياسة، ومن كل ارض تذكر فيها السياسة».

والمدهش ان تلك الظاهرة لم تستخدم إلا من خلال حكام ظلمة مستبدين يعانون ضعف الشعبية وكراهية الشعب طمعاً فى استجلاب تعاطف أو تأييد عن طريق التحصن بالدين. اما أصحاب الجماهيرية الشعبية فقد رفضوا رفضاً باتاً مبدأ «تسييس الدين» تقديراً لعظمته ورفعته وهو مثلا  ما يجعل الدكتور محمد الجوادى، الباحث الشهير  يقول فى كتابه الأخير عن مصطفى النحاس انه «كان مع ابعاد السياسة عن الدين، وليس ابعاد الدين عن السياسة».

وقديما استغل الجبابرة الدين فى صراعهم ضد قوى المعارضة.

 إن معاوية بن ابى سفيان مؤسس دولة بنى أمية يقول فى أول خطاب سياسى له:  «إنى والله ما وليتها بمحبة علمتها منكم ، وإنما جالدتكم بسيفى هذا مجادلة».

ونجد  زياد بن أبيه واليه على  العراق يخطب يوما فى الناس فيقول: «أيها الناس إنا اصبحنا لكم ساسة وعنكم ذادة، نسوسكم بسلطان الله الذى أعطانا ، ونذود عنكم بفىء الله الذى خوله لنا »، وفى سبيل ذلك قتل آل البيت وشيعة على بن ابى طالب فى مختلف الاقطار .

ويقول الدكتور إمام عبد الفتاح فى كتابه الشهير «الطاغية» متحدثا عن يزيد بن معاوية :

أصبحت البيعة مجرد إجراء شكلي أقرب ما يكون إلى الاستفتاءات  العصرية التي يجريها الرؤساء في بلادنا، وتكون نتيجتها ٩٩٬٩ % ولا أدل على ذلك من وقعة الحرة الشهيرة-تلك النقطة السوداء في تاريخ يزيد وما أكثر النقاط السوداء في تاريخه والتي باع فيها دينه وقتل فيها خلق من الصحابة  وافتض فيها ألف عذراء. وكان قائد يزيد وقتها هو مسلم بن عقبة فكان يقتل من يقول «أبايعه على كتاب الله وسنة رسوله».

واستخدم عبد الملك بن مروان واحدا من أشهر وأسوأ  محبى الدماء وسافكيها للقضاء على المعارضة السياسية وهو الحجاج بن يوسف الثقفى والذى سير الجيوش وقتل الشيوخ واهدر الدماء وانتهك الحرمات ولم يخش ربا ولم يجد رادعاً حتى صح عن عمر بن عبد العزيز انه قال «لو جاءت كل امة بظالميها وجئنا بالحجاج لفاقهم ظلما». 

ومما ينقله  الدكتور إمام عبد الفتاح عن أبى جعفر المنصور قوله : «أيها الناس  أنا سلطان الله في أرضه  أسوسك وكان من العجيب أن تتواتر الاخبار أن هارون الرشيد كان يصلى كل يوم مائة ركعة سنة لله وكان يحج سنويا ثم نجده يقتل وزراءه غدرا ويسفك دماءهم دون أى وازع من ضمير أو اخلاق أو دين!! بتوفيقه وتسديده وارادته وانا حارسه على ماله

وفى تاريخنا الحديث كم من الجرائم والمذابح ارتكبت تحت غطاء حماية الدولة للدين ! وكم من المعارضين قمعوا بزعم رفضهم حكم الله!!

إن السلطان فؤاد سعى فور سقوط الخلافة العثمانية على يد مصطفى كمال اتاتورك عام 1924 الى تنصيب نفسه خليفة للمسلمين على ما لديه من استبداد وفساد وسوء ادارة ، وهو ما دفع  الشيخ على عبد الرازق الى التصدى له بإصدار كتاب «الإسلام وأصول الحكم» الذى استبعد فيه وجود شكل محدد للدولة فى الاسلام .

وحاول الملك فاروق اختطاف شعبية الجماهير عند تنصيبه ملكا عام 1936 عن طريق مراسم دينية يحلف فيها الملك اليمين فى الازهر، وهو ما وقف ضده حزب الوفد بقيادة مصطفى النحاس قائلا «انه ليس لحرص على الاسلام منه، لكن الاسلام لا يمنح الحاكم سلطة روحية».

وكان الرئيس السادات أكثر حرصاً على استغلال الدين لمواجهة خصومه ومعارضيه، وكان أول ذلك اطلاقه مصطلح دولة «العلم والايمان» على دولته ، ثم اطلاق لفظ «الرئيس المؤمن» عليه فى وسائل الاعلام الحكومية وتمادى بعض أنصاره لدرجة الدعوة لاطلاق لقب «خامس الخلفاء الراشدين» عليه، وتلقيب البعض له بـ«الامام العادل» وهو ما كان موضع سخرية الداعية الاسلامى خفيف الظل المرحوم الشيخ عبد الحميد كشك والذى رد بأنه  «ماحصلش عادل امام».

والغريب أن الرئيس السادات استعان بالآية الكريمة «ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو اخطأنا» فى خطابه الذى أعلن فيه عن التحفظ على 1500 سياسى وعزل البابا شنودة ونقل بعض الصحفيين واساتذة الجامعات الى اعمال ادارية ! والاغرب من ذلك أن «السادات» نفسه هو صاحب عبارة الفصل التام بين الدين والسياسة عندما قال «لادين فى السياسة ولا سياسة فى الدين».

القتل باسم السماء..


اغتالوا «النقراشي» و«ماهر» و«الخازندار» وأسسوا تنظيماً لردع المعارضين
أحمد السكري

وفي الوقت نفسه ومع المضي في برنامج تربوي كهذا لابد من حماية الحركة من الاعتداء عليها من الخارج ..وهذه الحماية تتم عن طريق وجود مجموعات مدربة تدريبا فدائيا بعد تمام تربيتها الإسلامية

من قاعدة العقيدة ثم الخلق فإن هذه المجموعات لا تدخل في الأحداث الجارية ولكنها تدخل عند الاعتداء على الحركة والدعوة والجماعة لرد الاعتداء وضرب القوة المعتدية بالقدر الذي يسمح للحركة أن تستمر في طريقها.


سيد قطب معالم على الطريق

نظرة واحدة متأنية للتاريخ المعاصر تبين ان جماعة الاخوان المسلمين اول من اتجه لتسييس الاسلام واستخدام الدين فى تحقيق مغانم ومكاسب سياسية.

الجماعة التى نشأت عام 1928، على يد حسن البنا فى أحد مراكز محافظة البحيرة، وفي عام 1931 بعد اشهار الجماعة برز نشاطها في القاهرة حيث أسس البنا عددا من الشُعَب في أكثر من محافظة، تعامل معها الاحتلال الانجليزى  بصفتها ظاهرة سياسية بالدرجة الأولى، أي يمكن تصنيفها بكونها حزبًا سياسيًا، لمواجهة فاعلية شيوخ ورموز النهضة العربية الأولى، وكتبهم التي بدأت تشكل مرجعا لتيارات سياسية ذات طابع استقلالي، أو التي كانت تطالب بخروج الاستعمار ، على المستوى الفكري، إضافة إلى مواجهتها لأحزاب أخرى كانت تكتسح الساحة السياسية كحزب الوفد ومصر الفتاة.

واللافت للنظر أن الاخوان المسلمين أخذوا على عاتقهم مهمة القضاء على التيار الشيوعى حيث طلب حسن البنا من السفارة الأمريكية وقتها تكوين مكتب مشترك بين الإخوان والأمريكيين لمكافحة الشيوعية على أن يكون معظم أعضائه من الإخوان، وتتولى أمريكا إدارة المكتب ودفع مرتبات أعضاء الإخوان فيه. وهذا الطلب، إن صح، فهو يدل على عمق العلاقة كتبادل مصلحي.

وما ميز المرحلة التأسيسية للإخوان وما بعدها حتى منتصف الخمسينيات من القرن العشرين هو فترة الاغتيالات السياسية التى كانت تتم بمباركة القصر تارة أو الاحتلال الانجليزى تارة أخرى.

ورغم أن الاغتيالات السياسية في تلك الفترة كانت منتشرة في كل الحركات السياسية في العالم وليست مقتصرة على الإخوان، والانجليز وكل العالم الغربي، والقوى السياسية المصرية كانت تتعامل مع الإخوان المسلمين بصفتهم حزبًا سياسيًا في الدرجة الأولى والأخيرة، ولم يجرِ التعامل معهم على أنهم تعبير أو ممثل سياسي وثقافي وحيد للإسلام وللمسلمين، وبقيت هذه المعاملة حتى التسعينيات من القرن الماضي.

في هذا الوقت كان النظر إلى العنف مشطورًا بانشطار العالم إلى معسكرين، منهم من يراه عنفًا ثوريًا، «المعسكر الشيوعى الشرقي بزعامة السوفيات»، ومنهم من يراه إجرامًا وسفكاً للدماء «المعسكر الغربي»، ولكن الأطرف من كل هذا، أن مفهوم العنف الإجرامي «الإرهاب» كان يتبدل من مكان إلى آخر، فتارة الغرب يمجد العنف ويساعده في مكان ويجرِّمه في مكان آخر، وتارة أيضًا السوفيات يجرمون العنف في مكان ويساعدونه ويعتبرونه ثوريًا في مكان آخر، في تبادل أدوار ومواقع ورمزيات بين الغرب والشرق حسب الرؤى والمصالح.

وخير دليل على تلك الرؤية أن الغرب لم يجرم آنذاك أي نوع من أنواع العنف الذي مارسه الإخوان المسلمون في كل دول العالم، لسبب بسيط أنه كان موجهًا ضد القوى المحسوبة على المعسكر الشرقي، لهذا كانت الدول التي تسمى إسلامية في غالبيتها تعيش معركة في صفوف الغرب ضد الشرق.

اغتيال احمد باشا ماهر.. البنا سقط فى الانتخابات ورجاله اغتالوا رئيس الوزراء
24 فبراير 1945

في 24 من فبراير 1945 كان «أحمد ماهر» باشا متوجهاً لمجلس النواب لإلقاء بيان، وأثناء مروره بالبهو الفرعوني قام «محمود العيسوي» بإطلاق الرصاص عليه وقتله في الحال،وبعد الحادث تم إلقاء القبض على كل من «حسن البنا، وأحمد السكري، وعبد الحكيم عابدين» ولكن بعد أيام تم الإفراج عنهم نتيجة الاعتراف «العيسوي» بأنه ينتمي للحزب الوطني، وتأتي شهادة «أحمد حسن الباقوري» التي خطها بيده في كتابه «بقايا ذكريات» لتثبت انتماء «العيسوي» للإخوان، التي أقر فيها بأن أعضاء «النظام الخاص» داخل الإخوان لم يكونوا معروفين إلا لفئة قليلة، وقد قرروا الانتقام من أحمد ماهر بعد اسقاط «البنا» في انتخابات الدائرة بالإسماعيلية وكان العيسوي من أكثر المتحمسين لذلك.

المستشار احمد الخازندار.. عندما صاح البنا «لو حد يخلصنا منه»
22 مارس 1948

حصلت في منتصف عقد الأربعينيات مِن القرن الماضي، سلسلة اغتيالات بمصر، طالت كبار رجال الدَّولة، أحمد ماهر 1945 رئيس الوزراء، الذى اغتيل في قاعة البرلمان، ثم المستشار والقاضي أحمد الخازندار 1948 ، وبعده بشهور لقي رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النُّقراشي مصرعه، عند ديوان وزارة الدَّاخلية.

في كلِّ تلك الأعمال حضر اسم الإخوان المسلمين بقوة، فهم الطَّرف الأهم في العمل السِّري والعلني ضد السُّلطة آنذاك، ولديهم قضايا مع المغتالين، لكن ربُّما يبقى للظنون حصة في أمر ماهر والنُّقراشي، إلا أن أمر أحمد الخازندار، يصعب عده مِن الظُّنون، إنما يرقى إلى المؤكدات.

ترجع القصة حينما كانت هناك قضية كبرى ينظرها القاضي أحمد الخازندار تخص تورط جماعة الإخوان المسلمين في تفجير دار سينما مترو، وفى صباح ٢٢ مارس ١٩٤٨ اغتيل المستشار أحمد الخازندار أمام منزله فى حلوان، فيما كان متجها إلى عمله، على أيدى شابين من الإخوان هما: محمود زينهم وحسن عبدالحافظ سكرتير حسن البنا، على خلفية مواقف الخازندار فى قضايا سابقة أدان فيها بعض شباب الإخوان لاعتدائهم على جنود بريطانيين فى الإسكندرية بالأشغال الشاقة المؤبدة فى ٢٢ نوفمبر ١٩٤٧.

وعلى أثر اغتيال الخازندار استدعى حسن البنا المرشد العام للإخوان للتحقيق معه بشأن الحادث ثم أفرج عنه لعدم كفاية الأدلة.

ووفق ما ورد فى مذكرات الدكتور عبدالعزيز كامل، عضو النظام الخاص بالإخوان المسلمين ووزير الأوقاف الأسبق، فإنه خلال الجلسة التى عقدت فى اليوم التالى لواقعة الاغتيال، بدا البنا متوتراً للغاية وقد عقدت هذه الجلسة لمناقشة ما حدث وما قد يسفر عنه من تداعيات، ورأس حسن البنا هذه الجلسة التى حضرها أعضاء النظام الخاص.

وبدا المرشد متوتراً وعصبياً وبجواره عبدالرحمن السندى رئيس التنظيم الخاص الذى كان لا يقل توتراً وتحفزاً عن البنا، وفى هذه الجلسة قال المرشد: كل ما صدر منى تعليقاً على أحكام الخازندار فى قضايا الإخوان هو «لو ربنا يخلصنا منه» أو «لو نخلص منه» أو «لو حد يخلصنا منه»، بما يعنى أن كلماتى لا تزيد على الأمنيات ولم تصل إلى حد الأمر، ولم أكلف أحداً بتنفيذ ذلك، ففهم عبدالرحمن السندى هذه الأمنية على أنها أمر واتخذ إجراءاته التنفيذية وفوجئت بالتنفيذ.

وكان البنا مساء يوم الحادث، ولهول ما حدث صلى العشاء ٣ ركعات وأكمل الركعة سهواً وهى المرة الوحيدة التى شاهد فيها أعضاء التنظيم المرشد يسهو فى الصلاة.

واحتدم الخلاف بين البنا والسندى أمام قادة النظام الخاص، وكانت مجلة المصور قدمت متابعة لحادث الاغتيال عبر شهود عيان ومن أولئك العجلاتى «زغلول العمبورى» الذى لعبت الصدفة دورا لكى يكون شاهدا على الحادث يقول «العمبورى»: «صباح يوم الحادث كنت ذاهبا إلى دكانى فوجدته مغلقا فأدركت أن شقيقى الأصغر أهمل فتحه ووجدت دراجة أمام الباب فبدا لى أن أحدا قد استأجرها ليلا وتركها أمام الدكان فركبتها وانطلقت بحثا عن شقيقى وما إن وصلت إلى منتصف شارع زكى حتى سمعت صوت طلق نارى، وأسرعت إلى مصدر الصوت فإذا بالطلقات النارية تتوالى وعلى بعد ١٥ مترا منى وجدت الخازندار بك واقفا بين قاتليه وهما يمطرانه بالرصاص وهو يصرخ ثم سقط على الأرض وولى هاربين».

كانت هذه شهادة العمبورى العجلاتى، التى لم تكن الوحيدة فلقد كان هناك ٩ شهود عيان منهم «على عبدالرحمن» الذى قال لمجلة المصور إنه فتح دكانه فى السادسة صباحا مع ابنيه إبراهيم ومحمد ثم جاء جاره «المكوجى» ليفتح دكانه وإذا بصوت طلقات رصاص مدوية فى هدأة الصباح الباكر، وظننا أن بعض التلاميذ يلعبون بالبمب كالعادة لكن صوت الطلقات المتتابعة دفعنا لاستطلاع الأمر فجرينا حيث مصدر الصوت لنجد الخازندار بك ملقى على الأرض مضرجا فى دمائه.

قضية السيارة الجيب .. المستندات التى فضحت التنظيم السرى
15 نوفمبر 1948

قضية السيارة الجيب في 15 نوفمبر 1948، قام عدد من أعضاء النظام الخاص بجماعة الإخوان المسلمين في مصر بنقل أوراق خاصة بالنظام وبعض الأسلحة والمتفجرات في سيارة جيب من إحدى الشقق بحي المحمدي إلى شقة أحد الإخوان بالعباسية إلا أنه تم الاشتباه في السيارة التي لم تكن تحمل أرقاماً وتم القبض على أعضاء التنظيم والسيارة لينكشف بذلك النظام الخاص السري لجماعة الإخوان المسلمين. وأدى هذا الحادث إلى إعلان محمود فهمي النقراشي رئيس الوزراء آنذاك أمرا عسكريا بحل جماعة الإخوان المسلمين واعتقال أعضائها وتأميم ممتلكاتها وفصل موظفي الدولة والطلبة المنتمين لها، وكان هذا القرار سببا جعل النظام الخاص يقوم بقتل النقراشي، وانتهت القضية فيما بعد ببراءة النظام الخاص من التهم المنسوبة إليه وإلغاء قرار النقراشي من حل الجماعة وتأميم ممتلكاتها.

محمود فهمى النقراشى ... قتلته علشان حل جماعة الاخوان المسلمين وهدم الدين!!
28 ديسمبر 1948

في العاشرة الا الثلث من صباح ذلك اليوم دخل ضابط بوليس برتبة ملازم اول صالة وزارة الداخلية في الطابق الاول فأدي له حراس الوزارة التحية العسكرية وأخذ يقطع الوقت بالسير البطيء في صالة الوزارة كأنه ينتظر شيئا وعندما أحس بقرب وصوله النقراشي باشا اتجه نحو الاسانسير ووقف بجانبه الأيمن وفي تمام العاشرة وخمس دقائق حضر النقراشي باشا ونزل من سيارته محاطا بحرسه الخاص واتجه للأسانسير فأدي له هذا الضابط التحية العسكرية فرد عليه مبتسما وعندما أوشك النقراشي علي دخول الاسانسير اطلق عليه هذا الضابط ثلاث رصاصات في ظهره فسقط قتيلا ونقل جثمانه إلي داره بمصر الجديدة وأعلنت محطة الاذاعة الحداد لمدة يومين.

أما القاتل فقد اتضح انه ضابط مزيف كان يتردد علي قهوة بالقرب من وزارة الداخلية، ­ كان النقراشي رئيسا للوزارة ووزيرا الداخلية في آن واحد .

وقال رواد المقهي انهم عرفوا الضابط المزيف باسم حسني افندي وانه تلقي مكالمة تليفونية قبل الجريمة بعشرين دقيقة من شخص مجهول اخبره بأن النقراشي باشا في طريقه الي مكتبه بوزارة الداخلية..

أما الاسم الحقيقي للقاتل فهو عبدالحميد احمد حسن وكان طالبا بكلية الطب البيطري وينتمى لجماعة الاخوان المسلمين وعندما سأله المحقق عن مصدر البدلة العسكرية اجاب بتهكم: في «سوق الكانتو منها كتير» وقال القاتل في هدوء وثبات.. «أيوه قتلته واعترف بكده لانه اصدر قرارا بحل جمعية الاخوان المسلمين وهي جمعية دينية ومن يحلها يهدم الدين..قتلته لاني أتزعم شعبة الاخوان منذ كنت تلميذا في مدرسة فؤاد الاول الثانوية».

والحقيقة أنه بعد وقوع عدة حوادث عنف واغتيال ارتبطت بعناصر من الإخوان المسلمين، قرر النقراشي حل الجماعة بعد عريضة اتهام طويلة، واعتقل كل رجال الحركة البارزين، وأغلق جميع الأماكن المخصصة لنشاطهم، وصادر جميع الأوراق والوثائق والمطبوعات والأموال المملوكة للجماعة.

وقبل حادثة الاغتيال بيوم أذاع راديو القاهرة أمر الحاكم العسكري العام رقم 63 لسنة 1948 بحل جماعة الإخوان المسلمين بكل فروعها في البلاد ومصادرة أموالها وممتلكاتها. وبعد أقل من عشر دقائق خرج الإخوان من المقر العام فوجدوا أن المكان قد تم حصاره من جميع الجهات وأنهم وقعوا في الفخ وألقي القبض عليهم جميعاً، ما عدا حسن البنا المرشد العام ومؤسس الجماعة.
وتبع هذا الأمر العسكري صدور أوامر عسكرية أخرى بتصفية شركاتهم، والعمل على استخلاص أموال الجماعة لتخصيصها في الوجوه العامة التي يقررها وزير الشئون الاجتماعية.

اغتيال فايز حلاوة - 45 نوفمبر 1953 - عندما ينقلب التنظيم علي المنظم

كان المهندس سيد فايز من كبار المسئولين في النظام الخاص ومن الناقمين علي تصرفات السندى ، لذلك امتثل لأمر المرشد وسعى إلى ضم أفراد النظام الخاص الذي كان يشرف عليه السندى إلى قيادته الجديدة برئاسة يوسف طلعت ، ووضع نفسه تحت إمرة المرشد العام لتحرير هذا النظام في القاهرة علي الأقل من سلطته ، وأنه قطع في ذلك شوطاً باتصاله بأعضاء النظام بالقاهرة وإقناعهم بذلك ، نظرا لأنه كان مسئولا عنه في فترة من الفترات .

ولم يحدث ما يعكر صفو الانتقال من النظام الخاص القديم إلى النظام الجديد تحت قيادة يوسف طلعت سوى حادث اغتيال سيد فايز .

وفي هذه الظروف المريبة قتل المهندس السيد فايز عبد المطلب عصر الثالثة بعد ظهر الخميس 20 من نوفمبر 1953م بواسطة صندوق من الديناميت وصل إلي منزله علي أنه هدية من الحلوى بمناسبة المولد النبوي، وقد قتل معه بسبب الحادث شقيقه الصغير البالغ من العمر تسع سنوات وطفلة صغيرة كانت تسير تحت الشرفة التي انهارت نتيجة الانفجار وشيعت جنازته في اليوم التالي .ونشرت الصحف نبأ استشهاد السيد فايز صباح يوم الجمعة 21 نوفمبر عام 1953م.

 


عبد الرحمن السندي.. مؤسس التنظيم الخاص للإخوان


الخميس 12/نوفمبر/2015 - 02:47 م

دأبت جماعة الإخوان المسلمين على جعل الإرهاب أحد مكونات جعبتها والتمسك بشعارها "الجهاد طريقنا"، منذ زمن حسن البنا و"الجهاز السري" من خلال شن هجمات إرهابية في جميع أنحاء مصر واغتيال رئيس الوزراء محمود النقراشي باشا والقاضي أحمد الخازندار عام 1948، إلى أن وصلت إلى شن الهجمات المستمرة على الأقباط المسيحيين والكنائس والحملة الإرهابية التي تستهدف الجيش في سيناء وأماكن أخرى، الإخوان المسلمون أبقوا دائماً الإرهاب كجزء من ترسانتهم، ودائماً ما ارتقوا إلى مستوى شعارهم، "الجهاد طريقنا".

لقد شهدنا انخراط جماعة الإخوان المسلمين في سياسة ذات وجهين يتمثل أحدهما في إدانة الإرهاب علنًا لوسائل الإعلام، والأخرى في دعم الإرهاب عندما تعتقد الجماعة أن أحدًا لا يراها.

وعندما ينكشف أمرها وتجد نفسها في حالة تلبس بالجرم تدعي كما هو متوقع بأنه كان هناك تحريفًا في كلامها أو أخرجا له عن سياقه، وهذا منذ نشأة التنظيم الخاص بقيادة السندي، وظهر جليًّا في واقعة اغتيال الخازندار.

ولد عبدالرحمن السندي في المنيا عام 1918، وتوفي عام 1962، وحاصل على مؤهل متوسط، وقد توفي نتيجة حمى روماتيزمية وخلل في صمامات القلب، وقاد السندي التنظيم الخاص المسلح الذي تم تأسيسه تحت إشراف مباشر وباختيار عناصره الأساسية بمعرفة مرشد الجماعة الأول ومؤسسها حسن البنا، وتؤكد كل الوقائع التاريخية، والوثائق المتاحة.. ومذكرات قادة الإخوان..

 أنه الرجل الأخطر بين أعضاء جماعة الإخوان كافة.. منذ نشأتها وحتى الآن.. ولا يكاد ينافسه علي موقعه في الجماعة إلا حسن البنا مؤسس الإخوان ومرشدهم الأول.. وحتى هذه يشكك فيها بعض الإخوان..

 لأن عبد الرحمن السندي كما رأوه وعرفوه بدأ يشعر بعلو مكانته.. وخطورة موقعه.. واستحواذه دون غيره على 'القوة' التي دعا البنا إلى تقديمها على أية قيم وأية أهداف أخرى..

 حتى إنه وبشهادة الكثيرين كان يتعامل مع البنا معاملة الند.. وهو المرشد المؤسس الذي كان قادة الجماعة يتلاشون في وجوده.. ولا يملكون لأنفسهم ضرًّا ولا نفعًا.. وقد عارض البنا وحاججه كنِدِّ له.. في وجود قادة مكتب الإرشاد.. عقب مصرع المستشار أحمد الخازندار.
عمر التلمساني
عمر التلمساني

ويقول عمر التلمساني، المرشد الثالث لجماعة الإخوان المسلمين، عن التنظيم الخاص العسكري- كما كانوا يطلقون عليه- للجماعة: أنشأت الجماعة هذا النظام، عام 1936 بهدف تحرير مصر من الاستعمار البريطاني، ثم انحرف عن الطريق.. وهنا نقول نحن لماذا أنحرف؟

لأنه تفرغ بزعامة السندي للاغتيالات السياسية لكل من يعارض الجماعة من رجال الحكومة أو من الشعب المصري نفسه من رجال الإعلام من الصحفيين والكتاب وغيرهم وأشهر جرائم هذا الجناح المخصص للاغتيالات، والذي كان يرأسه منذ البداية عبد الرحمن السندي جريمة اغتيال الخازاندار ....

أما عن عبد الرحمن السندي فقد قاد النظام العسكري في عهد البنا، ثم تمرد على حسن الهضيبي، المرشد الثاني للإخوان المسلمين، عندما قرر الأخير إعادة النظر في النظام الخاص، وإعفاء السندي من مهمة قيادته، وأوكل إياه إلى أحمد حسنين،

 لكن السندي أعلن تمرده على الهضيبي، وقام مع بعض أنصاره باحتلال المركز العام للجماعة، وذهابه معهم إلى منزل الهضيبي وإساءتهم إليه؛ مما دفع هيئة مكتب الإرشاد والهيئة التأسيسية إلى اتخاذ قرار بفصل السندي وبعض من معه، وتعيين يوسف طلعت مكانه.

بعد عزله، قتل سيد فايز، الذي كان عضواً في النظام الخاص، ومباركاً لفصل السندي، بعلبة حلوى مفخخة، تبعتها تصفيات جسدية لعدد من أعضاء النظام الخاص، نسبت إلى عبدالرحمن السندي ورفاقه المفصولين

تمرد السندي

بدأ تمرد عبدالرحمن السندي، وفقًا للتلمساني، في عهد حسن البنا، عندما قرر التنظيم الخاص تنفيذ عمليات، دون الرجوع إلى البنا، ويفسر عمر التلمساني ذلك بقوله: «السندي عندما شعر بطاعة وولاء النظام الخاص له، تملكه غرور القوة وشعر بأنه ند لمرشد الجماعة».

ويقول عمر التلمساني: إن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، نجح في استمالة السندي بتعيينه في شركة شل للبترول، وأسس له فيلا، واتهم السندي بأنه ساعد عبدالناصر، في التخلص من النظام، والإبلاغ عن أعضائه.
عبد الرحمن السندي..
كشفت مذكرات الدكتور عبدالعزيز كامل عضو النظام الخاص بالإخوان المسلمين ووزير الأوقاف الأسبق التي صدرت مؤخراً عن «المكتب المصري الحديث»، عن مفاجآت جديدة حول واقعة مقتل الخازندار، وخلافات عبدالرحمن السندي زعيم النظام الخاص مع حسن البنا مرشد الجماعة الأول، خلال الجلسة التي عقدت في اليوم التالي لواقعة الاغتيال، والتي بدا فيها البنا متوتراً للغاية حتى إنه صلى العشاء ثلاث ركعات.

وأدان كامل في مذكراته التي قدم لها الدكتور محمد سليم العوا، عدم إيمان حسن البنا بمبدأ الشوري، وكذلك اتباع النظام الخاص أسلوباً يشبه النظم الماسونية، وعدم حنكة الجماعة في اتخاذ القرارات بل والتسرع فيها اعتقاداً منها أن الله سيتكفل بإصلاح أخطائهم.

وفجر كامل مفاجأة بكشفه عن وجود علاقات بين الجماعة الإسلامية التي كان يرأسها أبو الأعلى المودودي في باكستان والإخوان، وسعي المودودي إلى ضرورة التنسيق بينه وبين الإخوان في طرق العمل.

وتناولت المذكرات ما أسمته بـ«صدمة سيد قطب من ضحالة فكر قيادات الجماعة»، كما تعرضت لما حدث للهضيبي المرشد الثاني للجماعة أثناء الاعتقال.
وحاول كامل أن يدرس جوانب شخصية المرشد الأول للجماعة، ولماذا لم يختر لنفسه اسم الرئيس أو ما شابهه. وأدرك فيما بعد أن لقب المرشد نبع من اتباع البنا الطريقة الصوفية الحصافية بالبحيرة، وتردده على مجالس الذكر فيها مما ترك لمسة صوفية على تصرفاته.

اغتيال الخازندار

وانتقل كامل في مذكراته إلى أحداث صباح يوم ٢٢ مارس ١٩٤٨ عندما تم اغتيال المستشار أحمد الخازندار أمام منزله في حلوان، وهو متوجه إلى عمله، على أيدي شابين من الإخوان هما: محمود زينهم وحسن عبد الحافظ، وأرجع كامل الحادث إلى مواقف الخازندار المتعسفة في قضايا سابقة أدان فيها بعض شباب الإخوان لاعتدائهم على جنود بريطانيين في الإسكندرية بالأشغال الشاقة المؤبدة في ٢٢ نوفمبر ١٩٤٧.

وقد استدعى البنا للتحقيق في مقتل الخازندار، ولكن أفرج عنه لعدم كفاية الأدلة.

وسرد كامل ما دار في الجلسة الخاصة التي عقدتها الجماعة برئاسة البنا وحضور أعضاء النظام الخاص حول مقتل الخازندار؛ حيث بدا المرشد متوتراً على حد قوله وعصبياً وبجواره عبدالرحمن السندي رئيس النظام الخاص الذي كان لا يقل توتراً وتحفزاً عن البنا، إضافة إلى قيادات النظام أحمد حسنين، ومحمود الصباغ وسيد فايز وأحمد زكي وإبراهيم الطيب ويوسف طلعت وحلمي عبدالحميد وحسني عبدالباقي وسيد سابق وصالح عشماوي وأحمد حجازي ومصطفى مشهور ومحمود عساف.

وفي هذه الجلسة قال المرشد: إن كل ما صدر مني تعليقاً علي أحكام الخازندار في قضايا الإخوان هو «لو ربنا يخلصنا منه» أو «لو نخلص منه» أو «لو حد يخلصنا منه» بما يعني أن كلماتي لا تزيد على الأمنيات ولم تصل إلى حد الأمر، ولم أكلف أحداً بتنفيذ ذلك، ففهم عبدالرحمن السندي هذه الأمنية على أنها أمر واتخذ إجراءاته التنفيذية وفوجئت بالتنفيذ.

ولفت كامل إلى أن البنا مساء يوم الحادث ولهول ما حدث صلى العشاء ثلاث ركعات وأكمل الركعة سهواً وهي المرة الوحيدة التي شاهد فيها أعضاء التنظيم المرشد يسهو في الصلاة.
ورصدت المذكرات احتدام الخلاف بين البنا والسندي أمام قادة النظام الخاص، وهو ما ظهر حين قال كامل للبنا: أريد أن أسألك بعض الأسئلة وتكون الإجابة بنعم أو لا.. فأذن له البنا.. فسأله:
كامل: هل أصدرت أمراً صريحاً لعبدالرحمن السندي باغتيال الخازندار، وهل تحمل دمه على رأسك وتلقى به الله يوم القيامة؟
فأجاب البنا: لا.

فقال كامل: إذن فضيلتكم لم تأمر ولا تحمل مسئولية هذا العمل أمام الله؟
فأجاب البنا: نعم.

فوجه كامل أسئلته إلى السندي بعد استئذان البنا.

سائلاً: ممن تلقيت الأمر بهذا؟

السندي: من الأستاذ حسن البنا.

كامل: هل تحمل دم الخازندار على رأسك يوم القيامة؟

السندي: لا!!

كامل: إذن من يتحمل مسئولية الشباب الذين دفعتم بهم إلى مقتل الخازندار؟

السندي: عندما يقول الأستاذ إنه يتمني الخلاص من الخازندار فرغبته في الخلاص منه أمر.

كامل: مثل هذه الأمور لا تؤخذ بالمفهوم أو بالرغبة.

وسأل المرشد: هل ستترك المسائل على ما هي عليه أم تحتاج منك صورة جديدة للقيادة وتحديد المسئوليات؟

فرد البنا: بل لا بد من تحديد المسئوليات.

واستقر الرأي علي تكوين لجنة تضم كبار المسئولين عن النظام الخاص، بحيث لا ينفرد السندي برأي أو تصرف وأن تأخذ اللجنة توجيهاتها الواضحة من البنا نفسه، وفق ميزان ديني، وهو الدور الذي قام به الشيخ سيد سابق، وأوضح كامل أن سابق أصبح ميزاناً لكبح حركة الآلة العنيفة داخل الإخوان.

وذكر كامل أن هذه هي المرة الأولى التي خضع فيها السندي للمحاسبة أمام البنا وقيادات النظام الخاص وكذلك الأولى بالنسبة للمرشد، التي يقف فيها صراحة أمام نفسه إلى الدرجة التي دفعته لأن يقول للسندي: أنا لم أقل لك ولا أتحمل المسئولية، ورد السندي: لا.. أنت قلت لي وتتحمل المسئولية.

وحكى كامل أنه التقي صلاح عبد الحافظ المحامي وشقيق أحد المتهمين في مقتل الخازندار ووجده ناقماً علي الجماعة التي أوقعته في تلك الظروف، وسعيه إلى إثبات أن أخاه يعاني من انفصام في الشخصية حتى ينجو من الإعدام.

وأشار كامل إلى أن عام ١٩٤٨ ومطالع عام ١٩٤٩ كانت أكثر الأعوام دموية عند الإخوان، ولهذا فتحت لهم المعتقلات وأعدت قوائم بالآلاف كانت تحت يد رجال الثورة حين أرادوا توجيه ضربتهم للإخوان سنة ١٩٥٤ وما بعدها.

السندي والنظام الخاص

وبالنسبة للنظام الخاص يقول الدكتور عبدالعزيز كامل: كان عبدالرحمن السندي المسئول رقم «١» فيه، رغم معاناته من روماتيزم في القلب؛ ولذا كان السؤال الذي يدور في خلد كامل دائمًا هو: كيف يتحمل السندي مسئولية نظام يحتاج منه إلى المرور علي المحافظات والإشراف على التدريب والرحلات الخلوية؛ حيث أصوات طلقات الرصاص والقنابل اليدوية، ويتساءل كامل: كيف تمنع صحة السندي إتمامه للدراسة الجامعية وتساعده على الإشراف علي هذا الجهاز الخطير الذي يحتاج إلى أعلي درجات اللياقة البدنية والفكرية؟ كما أن شعوره بمكانته لدى المرشد وأفضليته على أعضاء مكتب الإرشاد وتمسكه بموقعه يفقده القوامة لقيادة الجهاز.

وكشف كامل عن أن الترشيح لعضوية النظام يخضع لسلسلة من الاختبارات تتركز علي قدرة المرشح على السمع والطاعة، فكان يحمل حقيبة من مكان لآخر ولا يعرف ما فيها، ويراقب تصرفاته أحد أعضاء النظام وقد لا يكون فيها أكثر من ملابس عادية، أو قطع من الحديد تشعره بالثقل، وقد يؤمر بنقلها من بلد لآخر، أو الاحتفاظ بها أياماً، ولديهم وسائل يعرف من خلالها ما إذا كانت الحقيبة قد فتحت أم لا.. فإذا اجتاز تلك الاختبارات تحددت له ليلة البيعة داخل شقة لأحد قادة التنظيم في حي السيدة عائشة قرب جبل المقطم ويبيت عنده المرشحون يتعبدون طوال الليل ثم يؤمرون واحداً بعد الآخر بالدخول إلى غرفة مظلمة، لا يرى فيها أحد، ويجلس على الأرض بعد خطوات محددة، ويمد يده إلى حيث يوجد مصحف ومسدس وتمتد يد ممثل المرشد ليبايعه على السمع والطاعة والكتمان دون أن يرى وجهه.

ويذكر كامل تجربته حين دخل كي يبايع المرشد ولم يكن الصوت غريبًا عليه فقال: ما هذا يا عشماوي وهل من الإسلام أن أضع يدي في يد من لا أعرف؟ ثم إنني أعرفك من صوتك وأتحدث معك كل يوم، ما هذه الأساليب التي أدخلتموها على عملنا ولا أساس لها من ديننا؟ فأجاب صالح عشماوي وكان عضوًا في مكتب الإرشاد ورئيس تحرير مجلة الإخوان: هذا نظامنا.

بعد البيعة يذهب من أقسم إلى جبل المقطم يتدرب على إطلاق النار فترة قصيرة؛ حيث كانت الأسلحة مخبأة في مكان هناك حتى لا يضطروا إلى حملها كل مرة، ويعودون بعد هذا إلى منزل البنا وبصحبتهم السندي في لقاء قصير يحييهم فيه ويدعو لهم بالخير.

وانتقد كامل هذا الأسلوب السري الذي اتبعته الجماعة؛ معتبراً أن طقوس الانضمام إلى النظام الخاص أشبه بالنظم الماسونية، فضلاً عن آثار هذا الأسلوب الوخيمة على طريقة العمل الإسلامي.

اغتيال السيد فايز


جرت هذه الحادثة العجيبة وفق منطق "النار تأكل نفسها إذا لم تجد ما تأكله" فعندما قام البنا بتعيين سيد فايز مسئولا عن الجهاز الخاص بدلا من عبد الرحمن السندي قرر الأخير اغتيال أخيه في الدعوة الذي جاء ليزيحه عن مكانه، فأرسل إليه بعلبة من الحلوى في ذكرى المولد النبوي الشريف، وعندما حاول سيد فايز فتحها انفجرت في وجهه ومعه شقيقه فأردته قتيلًا في الحال، وأسقطت جدار الشقة.

والسيد فايز كان مهندسًا للكثير من عمليات العنف التي قامت بها الجماعة من قبل مثل محاولة نسف محكمة الاستئناف واغتيال النقراشي باشا، وغيرها، وعندما علم البنا بمقتل سيد فايز أنكر في تصريحات حادة للصحافة أن يكون مرتكب الحادث من الإخوان المسلمين، واتهم أعداء الجماعة- كالعادة- بتدبير هذا الحادث، ومرة أخرى يأتي الزمان بما لا يشتهي البنا ولا جماعته.

وهذه المَرة على لسان محمود عبد الحليم أحد قادة الجماعة ومؤرخها ورفيق درب البنا، يقول عبد الحليم: كان السندي يعلم أن المهندس سيد فايز- وهو من كبار المسئولين في النظام الخاص- من أشد الناقمين علي تصرفاته، وأنه وضع نفسه تحت إمرة المرشد العام لتحرير هذا النظام في القاهرة على الأقل من سلطته، وأنه قطع في ذلك شوطًا بعيدًا باتصاله بأعضاء النظام بالقاهرة وإقناعهم بذلك.. وإذن فالخطوة الأولى في إعلان الحرب.. وكذلك سولت له نفسه.. أن يتخلص من سيد فايز.. فكيف تخلص منه؟

وقد قامت مجموعة من كبار المسئولين في هذا النظام بتقصي الأمور في شأن هذه الجريمة وأخذوا في تضييق الخناق حول هذا الرئيس حتى صدر منه اعتراف ضمني. أرأيتم ماذا تفعل التربية الإخوانية للإخوانيين أنفسهم، حتى لتنطبق عليهم قولة الرسول الكريم "أخشة أن تعودوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض"، وهذا ما فعله الإخوان بالضبط.

وفاته

توفي عبد الرحمن السندي الإرهابي عام 1962 وأصيب باعتلال في صمامات القلب نتيجة حمى روماتيزمية.

أشهر العمليات الإرهابية في تاريخ الإخوان في مصر... [الجزء الأول]

الخميس 13/فبراير/2014 - 05:30 م
رسم لحادث اغتيال أحمد ماهر باشا


البدايات

لقد شكلت قضية موقف الإخوان من العنف والإرهاب مرتكزاً أساسياً لأغلب الدراسات التي كتبت في تاريخ الإخوان، جلّها حملت مبررات عديدة لهذا النوع من استخدام العنف في السياسة.

ونستطيع رصد بدايات تشكل النظام الخاص للجماعة - بالتقريب بين أعوام 1940-1942 - فقد تضخمت جماعة الإخوان المسلمين إبان حكومة الوفد (1942– 1944) بشكل هائل، وتحولت إلى قوة مليونية مستغلة في ذلك ما قامت به من اتفاق غير معلن مع الحزب الحاكم، يتيح لها العمل بحرية في أنحاد البلاد شريطة عدم اللجوء إلى العنف، وفي محاولة من الجماعة لاستيعاب التوسع التنظيمي خلال تلك الفترة، قام البنا باستحداث "نظام الأُسَر" في هيكليتها التنظيمية، وهو نوع من الخلايا التي لا يزيد عدد أعضاء كل منها عن خمسة أعضاء، ويبدو أن مؤسس الإخوان شكل خلال هذه الفترة "النظام الخاص"، أو ما سيعرف خارج الجماعة بـ"الجهاز السري"، ولكن لا يوجد تاريخ دقيق لبدء تشكيل هذا النظام، ومما يشير إلى عدم الدقة في تحديد متى أنشئ الجهاز الخاص أن أعضاء الإخوان أنفسهم حددوا تاريخ إنشاء هذا الجهاز ما بين 1930 و1947، وهو ما يدل على غموضه وسريته التامة.

ويشير البعض إلى أن "البنا" حدد وظائف هذا التشكيل بـ "شن الحرب على الاستعمار البريطاني، وقتال الذين يخاصمون الجماعة وردعهم، وإحياء فريضة الجهاد"؛ وهو ما يعني أن البنا قد فكر لأول مرة في إيجاد تشكيل مؤسساتي، يتصدى لمن يخاصم الدعوة ويردعه".

تألف النظام الخاص من ثلاث شعب أساسية هي: التشكيل المدني، تشكيل الجيش وتشكيل البوليس، وألحقت بالنظام تشكيلات تخصصية مثل "جهاز التسليح" وجهاز الأخبار، وقد عمل الجهاز الأخير كجهاز استخباري للجماعة.

ويعتبر الكثير من المؤرخين أن إنشاء "النظام الخاص" جاء كتطور منطقي وطبيعي لفكر حسن البنا، ففي رسالة المؤتمر الخامس 1938 يجيب البنا في وضوح وجلاء عن سؤال: "هل في عزم الإخوان المسلمين أن يستخدموا القوة في تحقيق أغراضهم والوصول إلى غايتهم؟، بالقول: "الإخوان المسلمون لا بدّ أن يكونوا أقوياء ولا بدّ أن يعملوا في قوة".

الإخوان المسلمون والإرهاب

https://lh3.googleusercontent.com/proxy/wWWBar3EytXqlh8C03IPIjviSTaJ8qJY8zw47d2nKa4LNTqdgdiWjS-6ozuiAF6zFLhS1UG5--B7vZKwsYTOPnYJRoLzDbb4tHM-MNfR6tCDOTYkwQ
عندما صدر قرار حل الجماعة بتاريخ 8 ديسمبر سنة 1948 أرفقت به مذكرة تفسيرية تورد بعضاً مما ارتكبته الجماعة من أعمال إرهابية، ورد مرشدها العام – آنذاك – حسن البنا، بمذكرة مضادة على طريقة "ومن خدع الحرب أن يضلّل المسلم عدو الله بالكلام حتى يتمكن منه فيقتله"، وهي أحد تعبيرات البنا الشهيرة، ولكن فضيلة المرشد لم يدرك ساعتها أن بعضاً من رجاله سوف يأتون في زمن لاحق فيذكرون الحقيقة كاملة ليضعوه بعد رحيله بسنوات عديدة في مأزق الاتهام بالكذب.
جاء في المذكرة التفسيرية حول حوادث إلقاء قنابل على عدد من أقسام الشرطة بالقاهرة ما يلي: "كما وقعت بتاريخ 24 ديسمبر سنة 1946 حوادث إلقاء قنابل انفجرت في عدة أماكن بمدينة القاهرة وضبط من مرتكبيها اثنان من جماعة الإخوان قُدِّما لمحكمة الجنايات فقضت بإدانة أحدهما في الجناية 767 لسنة 1946 قسم عابدين".
وفي معرض رده على هذا الاتهام يقول البنا: "والشخص الذي أدين في قضية الجناية رقم 767 لسنة 1946 قسم عابدين بمناسبة حوادث 24 ديسمبر 1946، لم يثبت أنه أمر بهذا من قبل الإخوان أو اشترك معه فيه أحد منهم، وقد كانت هذه الحوادث شائعة في ذلك الوقت بين الشباب بمناسبة الفورة الوطنية التي لازمت المفاوضات السابقة، ولقد حدث بالإسكندرية أكثر مما حدث بالقاهرة، وضبط من الشباب عدد أكبر وصدرت ضدهم أحكام مناسبة، ولم يقل أحد إنهم من الإخوان المسلمين فتحمل الهيئة تبعة هذا التصرف الذي لاحق فيه ولا مبرر له".
وبعد أربعين عاماً بالتمام والكمال يأتي واحد من تلاميذ البنا وعضو من أعضاء النظام الخاص ليكذبه صراحة، يروي "محمود الصباغ" في كتابه "حقيقة التنظيم الخاص"، الحقيقة كاملة فيقول: "كان لا بدّ للنظام الخاص وقد تطورت الأمور إلى هذا الحد أن يُري كلاً من الحكومة والإنجليز أن محاولتهما لتقنين احتلال الإنجليز لمصر لن تمر دون قتال مسلّح، فعمد إلى تفجير قنابل في جميع أقسام البوليس في القاهرة يوم 3/12/1946 بعد العاشرة مساءً، وقد روعي أن تكون هذه القنابل صوتية، بقصد التظاهر المسلح فقط دون أن يترتب على انفجارها خسائر في الأرواح، وقد بلغت دقة العملية أنها تمت بعد العاشرة مساء في جميع أقسام البوليس، ومنها أقسام بوليس الموسكي والجمالية والأزبكية ومصر القديمة ونقطة بوليس السلخانة، ولم يضبط الفاعل في أي من هذه الحوادث، فاشتدّ رعب الحكومة من غضبة الشعب، وفكرت كثيراً قبل إبرام ما عزمت عليه، ثم توالى إلقاء القنابل على أقسام بوليس عابدين والخليفة ومركز إمبابة".

تفجير الملك جورج ومراوغة البنا

صلاح شادي
وتمضي المذكرة لتذكر حادثاً آخر - ولكن هذه المرة مع اختلاف الزمان والمكان - ففي عام 1947 حاول الإخوان المسلمون تفجير فندق "الملك جورج" بالإسماعيلية، تقول مذكرة حل الجماعة: "وثبت في تحقيق الجناية رقم 4726 لسنة 1947 أن أحد أفراد جماعة الإخوان قد ألقى قنبلة بفندق الملك جورج بتلك المدينة، فانفجرت وأصيب من شظاياها عدة أشخاص كما أصيب ملقيها نفسه بإصابات بالغة"، ويرد البنا في ثقة: "الجناية رقم 4726 لسنة 1947 ثبت أن الذي اتهم فيها غير مسؤول عن عمله، وسقط الاتهام ضده، وما زال في المستشفى إلى الآن، فما وجه الاستشهاد بها في مذكرة رسمية؟، وهل تكون هيئة الإخوان مسؤولة عن عمل شخص يتبين أنه هو نفسه غير مسؤول عن عمله؟!.

وهذه المرة نلجأ إلى رجل آخر من تلاميذ البنا هو "صلاح شادي" رئيس جهاز الوحدات، الذي يذكر في كتابه "حصاد العمر"، "والتقى أمرنا داخل قسم الوحدات على القيام بعملية إرهاب داخل فندق الملك جورج، وكلفنا الأخ رفعت النجار - من سلاح الطيران - بالقيام بهذه العملية بأن يحمل دوسيهاً له مادة ناسفة يشعلها ثم يتركها في ردهة الفندق إلى جوار الحائط خلف ستارة مدلاة على حائط الردهة، ثم ينهض بعد ذلك ويمضي خارج الفندق."، ويضيف شادي: "جرى التنفيذ على أحسن وجه، ولكن ظهر للأخ "رفعت" عند مغادرته المكان أحد رجال المخابرات من الحراس الإنجليز، الذي أثار شكوكه هذا الدوسيه المتروك، فتوجه الحارس ليمسك به، في حين أصر الأخ "رفعت" على إنجاز التفجير، فعاد إلى الدوسيه وأمسكه بيديه، ومنع اقتراب أي شخص منه حتى يتم التفجير في أثناء إمساكه به وليكن ما يكون".، وشاءت الأقدار أن يصاب المنفذ في الحادث ويقبض عليه"، ولما كانت التهمة ثابتة عليه فإن صلاح شادي يعترف صراحة: "وأحضرنا له بعض الإخوة المحامين الذين دفعوا بأن قدراته النفسية والعقلية لا تضعانه في مستوى المسؤولية الجنائية".، وهو ما ذكره البنا في المذكرة بالحرف، في الوقت الذي يعلم فيه أسرار القصة كامة.

حادث الجبل


هكذا عرف به في أدبيات الإخوان، حيث اعتادت كوادر النظام الخاص على التدريب على استخدام الأسلحة في منطقة جبل المقطم، وتذكر مذكرة حلّ الجماعة أنه "في 19 يناير سنة 1948 ضبط خمسة عشر شخصاً من جماعة الإخوان المسلمين بمنطقة جبل المقطم يتدربون على استخدام الأسلحة النارية والمفرقعات والقنابل، وكانوا يحرزون كميات كبيرة من هذه الأنواع وغيرها من أدوات التدمير والقتل"، ويرد البنا: "هؤلاء الخمسة عشر الذين ضبطوا بعضهم من الإخوان ومعظمهم لا صلة له بالإخوان أصلاً، ولقد برروا عملهم بأنهم يستعدون للتطوع لإنقاذ فلسطين حينما أبطأت الحكومة في إعداد المتطوعين وحشد الجماهير، وقد قبلت الحكومة منهم هذا التبرير وأفرجت عنهم النيابة في الحال، فما وجه إدانة الإخوان في عمل هؤلاء الأفراد خصوصاً وقد لوحظ أنه نص في قرار النيابة بأن الحفظ لنبل المقصد وشرف الغاية".

ويأتي عام 1987 وينكشف المستور ففي كتابه، "النقط فوق الحروف"، يشرح "أحمد عادل كمال" - أحد أقطاب النظام الخاص في جماعة الإخوان المسلمين - قصة حادث الجبل بالتفصيل، فيقول: "كلفنا بالبحث عن مكان مناسب بجبل المقطم يصلح للتدريب على استخدام الأسلحة والمفرقعات، فكان جبل المقطم، فهو لا يحتاج إلى إجازات أو سفر، والمطلوب أن يكون المكان موغلاً في الجبل ميسور الوصول إليه بالسيارة، وأن يكون صالحاً كميدان ضرب نار، وأن يكون مستوراً عن العين، وأن يكون به ما يصلح أبراج مراقبة للحراسة، وبدأ التدريب في ذلك الموقع بمعدل مجموعتين في اليوم الواحد، مجموعة تذهب مع الفجر حتى العصر وأخرى تذهب مع العصر وتعود مع الفجر، وكان الذهاب والعودة يتم بسيارة ستيشن واجن، وكان الترتيب ألا ترى مجموعة الأخرى، وأن يكون هناك - بصفة دائمة في مكان مرتفع - من يرقب المجال حول الموقع بمنظار مكبّر، هذا الحارس كان في استطاعته أن يرى أيّة سيارة قادمة بسرعة قبل أن تصل بثلث ساعة على الأقل، وكانت هناك حفر مُعدّة ليوضع بها كل السلاح والذخيرة ويردم عليها لدى أول إشارة، وبذلك تبقى المجموعة في حالة معسكر وليس معها ممنوعات قانونية". ويضيف كمال: "واستمر ذهاب المجموعات وعودتها بمعدل مرتين كل يوم ولمدة طويلة حتى صنعت السيارة مدقاً واضحاً مميزاً في الجبل، وحتى لفتت نظر الحجارة في محاجر الجبل بأول الطريق، وبلغ الخبر إلى البوليس ونحن لا نشعر، وكان مسؤول التدريب يدرب مجموعة هناك، ومن تكرار التدريب في أمن وسلام فقد تغاضى عن حذره فتجاوز عن وضع الحارس مكانه ولم يشعر، والمجموعة معه، إلا بقمم الجبل حوله قد ظهرت من فوقها قوات البوليس شاهرة سلاحها وتطالبهم بالتسليم وهم منهمكون في تدريبهم، كان ذلك يوم 19/1/1948 ونشرت الصحف الخبر"، ونأتي إلى النقطة المهمّة في شهادة كمال، حيث يؤكد: "وحتى هذه الحالة كان هناك إعداد لمواجهتها، أجاب إخواننا المقبوض عليهم بأنهم متطوعون لقضية فلسطين، وهي إجابة كان متّفقاً عليها، وفي نفس الوقت كانت هناك استمارات بأسمائهم تمّ تحريرها في مركز التطوع لقضية فلسطين، كما تمّ اتصال بالحاج محمد أمين الحسيني، مفتي فلسطين ورئيس الهيئة العربية العليا، وشرحنا له الوضع على حقيقته، وكان متجاوباً معنا تماماً، فأقر بأن المقبوض عليهم متطوعون من أجل فلسطين، وأن السلاح سلاح الهيئة، وبذلك أفرج عن الإخوان وسلم السلاح إلى الهيئة العربية العليا"، هكذا تشارك إخوان مصر - بقيادة البنا - وإخوان فلسطين بقيادة مفتي القدس أمين الحسيني، في خداع السلطات المصرية التي أفرجت عن الشباب لنبل المقصد وشرف الغاية، ولم يكتف البنا بذلك ولكنه راح يسجلها نقطة لصالح جماعته ببجاحة يحسد عليها، كما يفعل الآن أحفاده.

وينهي عادل كمال شهادته بالقول: "ومع ذلك فقد كان للحادث أثر بعيد، ذلك أنه عثر مع المسؤول عن المجموعة - رحمه الله - على كشف اشتهر فيما بعد بأنه "كشف الجبل"، يحوي مئة اسم من أسماء إخوان النظام الخاص وأرقامهم السرية مرّتبين في مجموعات، هي المجموعات التي كان مزمعاً تدريبها تباعا من منطقة جنوب القاهرة، ولم يعلم أحد من المسؤولين عن النظام في حينها شيئاً عن "كشف الجبل"، ولم يذكره المسؤول، ولكن ذلك الكشف ظهر بعد ذلك في القضايا وكان من قرائن الاتهام القوية، فضلاً عن أنه كشف الأسماء التي احتواها.

"الخازندار" واستهداف القضاة

لم تتورّع جماعة الإخوان المسلمين من أن تمدّ إجرامها إلى القضاء الذي ظل رجاله في محراب العدالة سندا للمصريين جميعاً، وملاذا لهم ينعمون فيه بثقة التقاضي ويطمئنون فيه إلى ضميره الحي، وفي محاولة من الجماعة لإرهاب القضاة عن طريق استهداف علم منهم - "القاضي أحمد الخازندار بك" - وكيل محكمة استئناف القاهرة، الذي حكم بإدانة بعض أعضاء الجماعة لجرائم اقترفوها باستخدام القنابل.

ولأن نور الشمس يراه حتى من كان به رمد، فسوف نبدأ بشهادة الدكتور عبد العزيز كامل، الذي حضر ما أطلق عليه "محاكمة عبد الرحمن السندي"، عقب مقتل الخازندار، وسطّر في كتابه "في نهر الحياة" شهادته على المحاكمة.

يقول الرجل تحت عنوان "دم الخازندار" :

"في صبيحة هذا اليوم  - يقصد يوم مقتل القاضي الخازندار في الثاني والعشرين من مارس 1948 - بينما كان المستشار أحمد الخازندار (بك) في طريقه من منزله في حلوان إلى عمله، عاجله اثنان من شباب الإخوان بإطلاق النار عليه فأردياه قتيلا، وأمكن القبض على الاثنين: محمود زينهم وحسن عبد الحافظ

وكان للحادث دويّ عميق، تصارعت فيه تيارات فكرية متعددة، فقد أعاد إلى الأذهان مواقف "الخازندار" من قضايا سابقة أدان فيها بعض شباب الإخوان لاعتدائهم على جنود بريطانيين في ناحية الإسكندرية، وحكم على الشابين بالأشغال الشاقة المؤبدة في 22 نوفمبر عام 1947، ولكن أطلق سراحه لعدم كفاية الأدلة، ولم يكن "الخازندار" محبوباً أو حتى موصوفاُ بالحيدة بين الإخوان، فبينما يرون عملهم وطنياً ودينيا، كانوا يرون موقف "الخازندار" موقفا قضائيا متعسفا
ولا أود أن أسرد الوقائع كلها هنا، ولكن أود أن أسجّل جلسة خاصة شهدتها في المركز العام للإخوان المسلمين - برئاسة الأستاذ البنا - وحضور النظام الخاص في هذا الموضوع.

مصطفى مشهور

وأسجّل هنا ما تعيه ذاكرتي من أحداث هذه الليلة البعيدة. 
وسنرى كيف تتغير المشاهد في الذهن وتعاد صياغتها، ويرويها صاحبها معدلة، وهو يؤمن أنها الحقيقة التي شاهدها، وهذه هي حكمة الشاهدين والأربعة شهود في الإسلام.

كنت في ربيع عام 1948 مدرسا في معهد المعلمين في أسيوط، وبعد مصرع "الخازندار"، جاءتني رسالة عن اجتماع عاجل مع الأستاذ المرشد في القاهرة، واستأذنت عميد المعهد الأستاذ عبدالعزيز سلامة في السفر، ولم أكن أغيب عن عملي أو أعتذر، ونظر إلىِّ نظرة طويلة، ووافق على السفر في هدوء دون أن يسأل، وإنما طلب منّي أن أحدد أيام الغياب، ولم أستطع فقال: سأحتفظ بخطاب الاستئذان عندي حتى عودتك، وأرجو أن تكون قريبة، وأن تطمئن على الأهل، وكن حريصاً والله معك".

ويستمر الرجل في روايته فيذكر في ص 46: "كان بإحساسه الداخلي - يقصد مدير المدرسة - يشعر أن الأمر متعلق بالإخوان بعد مصرع "الخازندار"، والكل يتحدث ويعلق: القضاة، المحامون، رجال التعليم، ومهما يكن من أمر الآراء التي تشعّبت، فإنها كانت تلتقي عند إدانة الإخوان واستنكار الحادث، فقد كان عدواناً سافراً على القضاء... 
وكانت عودتي إلى القاهرة مفاجأة للأهل، أمي وإخوتي، ولزمت الصمت، وذهبت إلى المركز العام.

كان الاجتماع في حجرة المكتبة بالدور الثاني، هذه المكتبة التي تبرع بجزء كبير منها سمو الأمير محمد علي توفيق - ولي العهد وقتئذ - على إثر كلمات طيبة من سليمان متولي "بك"، مراقب عام المدارس الأميرية، فأرسلها مكتبة كاملة بخزانات الكتب، وكانت هذه الحجرة بالذات أقرب الحجرات إلى فكري وقلبي، وكم قضيت فيها الساعات قارئاً، باحثاً، أو متحدثا مع أعضاء قسم الأسر.

 ولكن هذه الجلسة كانت ذات طبيعة خاصة، ولعلها من أعمق جلسات الإخوان أثراً في نفسي، ولا زلت أذكر الأستاذ - يقصد الأستاذ حسن البنا - وجلسته، وعليه يبدو التوتر، أراه في حركة عينيه السريعة، والتفاته العصبي، ووجهه الكظيم، وإلى جواره قادة النظام الخاص: عبد الرحمن السندي، رئيس النظام، وكان لا يقل توتراً وتحفزاً عن الأستاذ، ثم أحمد حسنين، ومحمود الصباغ، وسيد فايز، وأحمد زكي، وإبراهيم الطيب، ويوسف طلعت، وحلمي عبد المجيد ، وحسني عبد الباقي، وسيد سابق، وصالح عشماوي، وأحمد حجازي، ومصطفى مشهور، ومحمود عساف.

كان محور الحديث مصرع المستشار أحمد الخازندار

قال الأستاذ: إن كل ما صدر منه من قول تعليقاً على أحكام الخازندار في قضايا الإخوان - لو ربنا يخلصنا منه، أو لو نخلص منه، أو لو واحد يخلصنا منه – 

لاحظ مطلب البنا يوجهه لقائد النظام الخاص عبد الرحمن السندي، معنى لا يخرج عن الأمنية، ولا يصل إلى الأمر، فالأمر محدد وإلى شخص محدد، وهو لم يصدر أمراً، ولم يكلف أحداً بتنفيذ ذلك، ففهم "عبد الرحمن" هذه الأمنية أمراً، واتخذ إجراءاته التنفيذية وفوجئ الأستاذ بالتنفيذ.

حدثني الصديق الأستاذ مختار عبد العليم المحامي، أن الأستاذ في صلاة العشاء - مساء يوم الحادث - سها في عدد الركعات وصلّى الفرض ثلاث ركعات، وأكمل ركعة السهو، وما أذكر طول صلاتي مع الأستاذ أنه سها مرة، وعلم الأستاذ مختار بهذا ممن كان مع الاستاذ في صلاته

وسمعت منه أيضاً أن الدكتور عزيز فهمي المحامي قابله في المركز العام، فوجد الأستاذ جالساَ في حجرة منعزلة، وحيداً واضعاً رأسه بين يديه في تفكير عميق، وألم لم يستطع إخفاءه، وهو ناقم أشد النقمة على الحادث

وما أذكر أن الأستاذ عقد مثل هذا الاجتماع طوال حياته في الإخوان بهذه الصورة...

وكان واضحاً أن الخلاف شديد بين المرشد وعبد الرحمن، فأمام كبار المسؤولين سيبدو إن كان الأستاذ قد أمر، أو أن عبد الرحمن تصرّف من تلقاء نفسه، وفي ماذا؟، في قتل المستشار وتسجيل عدوان دموي على القضاء في مصر؟".

المرشد والسندي يلقيان الاتهام كل على الآخر:
ووجهت حديثي إلى الأستاذ قائلاً:
أريد من فضيلتكم إجابة محددة - بنعم أو لا - على أسئلة مباشرة لو سمحتم
فأذن بذلك فقلت:
-  هل أصدرت فضيلتكم أمراً صريحاً لعبد الرحمن بهذا الحادث؟
-  قال: لا 
-  قلت: هل تحمل دم الخازندار على رأسك وتلقى به الله يوم القيامة؟
-  قال: لا 
-  قلت: إذن فضيلتكم لم تأمر ولا تحمل مسؤولية هذا أمام الله.
-  قال: نعم 
فوجهت القول إلى عبد الرحمن السندي، واستأذنت الأستاذ في ذلك فأذن.
-  ممن تلقّيت الأمر بهذا؟
-  فقال: من الأستاذ (يقصد المرشد حسن البنا)
 -  فقلت: هل تحمل دم الخازندار على رأسك يوم القيامة؟
-  قال: لا
-  قلت: وهذا الشباب الذي دفعتم به إلى قتل الخازندار من يحمل مسؤوليته؟
والأستاذ ينكر وأنت تنكر، والأستاذ يتبرأ وأنت تتبرأ.
أمنية المرشد أمر واجب النفاذ :
قال عبد الرحمن: عندما يقول الأستاذ إنه يتمنى الخلاص من الخازندار، فرغبته في الخلاص أمر منه.
-  قلت: مثل هذه الأمور ليست بالمفهوم أو بالرغبة، وأسئلتي محددة وإجاباتيكم محددة، وكل منكما يتبرأ من دم الخازندار، ومن المسؤولية عن هذا الشباب الذى أمر بقتل الخازندار، ولا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يلق الله بدم حرام، هذا حديث رسول الله .
-  ثم قلت له: والآن هل تُترك المسائل على ما هي عليه، أم تحتاج منك إلى صورة جديدة من صور القيادة وتحديد المسؤوليات؟
- قال: (يقصد المرشد العام حسن البنا) لا بدّ من صورة جديدة وتحديد مسؤوليات
واستقر رأيه على تكوين لجنة تضم كبار المسؤولين عن النظام، بحيث لا ينفرد عبد الرحمن برأي ولا تصرف، وتأخذ اللجنة توجيهاتها الواضحة المحددة من الأستاذ، وأن يوزن هذا بميزان ديني يقتضي أن تكون من بين أعضائها – بالإضافة إلى أنها تتلقى أوامرها من الأستاذ – رجل دين على علم وإيمان، ومن هنا جاء دور الشيخ سيد سابق ميزانا لحركة الآلة العنيفة
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يجلس فيها عبد الرحمن مجلس المحاسبة والمؤاخذة أمام الأستاذ وقيادات النظام، بل لعلها المرة الأولى التي يجلس فيها الأستاذ أيضاً مجلس المواجهة الصريحة أمام نفسه وأمام قادة النظام، إلى الدرجة التي يقول فيها لعبد الرحمن (يقصد حسن البنا) :
- أنا لم أقل لك ولا أحمل المسؤولية
 - وعبد الرحمن يرد:
-  لا أنت قلت لي وتتحمل المسؤولية
ويتبرأ كل منهما من دم الخازندار، ويخشى أمر أن يحمله على رأسه يوم القيامة، وانتهت الجلسة
وعدت إلى المنزل....

ولا تعليق منا، فالكلام لا يحتاج إلى تعليق.

أشهر العمليات الإرهابية في تاريخ الإخوان في مصر... [الجزء الثاني]

الأحد 16/فبراير/2014 - 02:32 م


نسف محكمة الاستئناف:


شفيق أنس في السجن- أثار التفجير داخل المحكمة

في هذه العملية قام عدد من كوادر الجهاز الخاص بمحاولة لنسف محكمة استئناف القاهرة والتي كان يحفظ فيها أوراق ما عرف بقضية "السيارة الجيب" التي كان على رأس المتهمين فيها "مصطفى مشهور" (أحد قادة النظام الخاص، ومرشد الجماعة الخامس فيما بين عام 1996 وعام 2002)، وحكاية السيارة الجيب معروفة، حيث تم ضبط مصطفى مشهور يقود سيارة محملة بأسلحة وقنابل كان النظام الخاص يستخدمها في التدريبات، بالإضافة إلى بعض الأوراق التي تحتوي على خطط واستراتيجيات الجماعة، وقد أنكر البنا - في بيان وزع على الصحفيين آنذاك - 

أن يقوم أحد الإخوان بهذه الفعلة الشنيعة، ولكن السنوات تأتي بما لم يكن يشتهي البنا، يقول محمود الصباغ حول هذا الحادث: "وبعد نجاح السرية في هذا العمل الفدائي، نظر السيد فايز في كل ما تنسبه الحكومة إلى الإخوان من جرائم باطلة، مدعية أنها تستند في كل ما تدعيه إلى حقائق صارخة في المستندات والوثائق المضبوطة في السيارة الجيب، وكان يعلم يقيناً بكذب هذه الافتراءات، ودليل ذلك ما ذكره عبد المجيد أحمد حسن بعد أن قرر الاعتراف على زملائه، واستندت إليه المحكمة في براءة النظام الخاص مما وجه إليه من اتهامات – ولم يساوره شك في أن الحكومة قد زورت وثائق وقدمتها للنيابة لتدين الإخوان بما ليس فيهم من جرائم واتهامات باطلة، فقرر حرق هذه الأوراق وكون سرية لهذا الغرض بقيادة الأخ شفيق أنس، وقد رسمت الخطة على النحو الذي ظهر في تحقيقات القضية المسماة زوراً وبهتاناً قضية محاولة نسف المحكمة، وحقيقتها أنها كانت محاولة حرق أوراق قضية السيارة الجيب، وتمكن شفيق أنس من أن يضع حقيبة مملوءة بالمواد الحارقة معدة للانفجار الزمني بجوار دولاب حفظ أوراق قضية السيارة الجيب، إلا أن قدر الله قد مكن أحد المخبرين من ملاحظة شفيق وهو يترك الحقيبة ثم ينصرف نازلاً على درج المحكمة، فجرى مسرعاً وحمل الحقيبة وجرى بها خلف شفيق، الذي أسرع في الجري حتى لا تنفجر الحقيبة على سلم المحكمة أو وسط حشود الداخلين في بهوها، ولما خرج إلى الميدان حذر المخبر من الحقيبة، فتركها فانفجرت في ساحة الميدان دون إحداث خسائر تذكر، وقبض على شفيق".

ماهر والنقراشي وعبد الهادي:

أحمد ماهر باشا
في 24 فبراير 1945 كان أحمد ماهر باشا متوجها لمجلس النواب لإلقاء بيان من هناك وأثناء مروره بالبهو الفرعوني قام شاب يدعى محمود العيسوي بإطلاق الرصاص عليه وقتله في الحال، بعد الحادث ألقي القبض على حسن البنا وأحمد السكري وعبد الحكيم عابدين وآخرين من جماعة الإخوان، والتي كان العيسوي عضواً فيها، ولكن بعدها بأيام تم الإفراج عنهم بسبب اعتراف العيسوي بانتمائه للحزب الوطني، ولكن هناك من يؤكد أن محمود العيسوي من غلاة الإخوان المسلمين وتستّر تحت عباءة الحزب الوطني ليحمي جماعته من الضرر، وبعد الإفراج عن قيادات الجماعة لم يذكر أي أحد منهم علاقته بـ"العيسوي" ولكن في سنوات لاحقة ثبتت علاقة الجماعة بالعيسوي، ويسوق الدكتور عبد العظيم رمضان الأدلة على ذلك بما رواه محمد علي أبو طالب من أنه سمع من الأستاذ خالد محمد خالد أن الشيخ سيد سابق – وهو من زعماء الإخوان والذي أفتى بمشروعية اغتيال النقراشي باشا – قد أخبره بعد مقتل أحمد ماهر باشا بأن محمود العيسوي كان من صميم الإخوان المسلمين، ولم يكذب خالد محمد خالد أو الشيخ سيد سابق هذا الكلام، ويستدل أبو طالب على صحة رأيه بوجود وزيرين من زعماء الحزب الوطني، وهما: حافظ رمضان باشا رئيس الحزب، وزكي علي باشا - وهو من زعمائه منذ نشأته - في وزارة أحمد ماهر، ولم يحاسبا على اشتراكهما في قرار إعلان الحرب، بل قرر حافظ رمضان بأنه لا يرى ضرراً في ذلك، ويميل عبد العظيم رمضان إلى احتساب محمود العيسوي من الإخوان – وهذا ما أرجحه على أساس أن كثيرا من المصريين كانوا يجمعون بين انتماءين: الانتماء إلى حزبهم والانتماء للإخوان المسلمين، وأن انتماء محمود العيسوي إلى الحزب الوطني لا يحول دون انتمائه للإخوان المسلمين. "، ويأتي بعد ذلك الصباغ والذي كان واحداً من رجال التنظيم الخاص ليذكر أن أحمد ماهر خائن ولا يختلف على ذلك اثنان - على حد تعبيره - ولكن الإخوان لم يجيزوا قتله ولم يمنعهم هذا من دراسة وتحضير خطة لاغتياله حتى يقوموا بها إذا تطورت الأمور، وذكر الصباغ أنه هو شخصياً كان القائم بهذه الدراسة

ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين:

محمود فهمي النقراشي باشا
اعتراضا على قرار حل الجماعة قام الجهاز الخاص بوضع خطة لاغتيال رئيس الحكومة – آنذاك – محمود فهمي النقراشي باشا، وكان يشغل وقتها إلى جانب رئاسته للحكومة منصب وزير الداخلية، ففي يوم 28/12/1948 تنكر الإخواني عبد المجيد أحمد حسن في زي ضابط بوليس، واقترب من رئيس الوزراء ووزير الداخلية - أثناء دخوله لمبنى الوزارة - مطلقاً عليه ثلاث رصاصات أدت إلى وفاته على الفور، ولم تمر ساعات قليلة إلا وكان مرشد الجماعة حسن البنا قد خط بياناً بعنوان: "ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين"، زعم مقربون منه أن البيان كتب قبل يومين من الحادث، قال فيه: "لقد وقعت أحداث نسبت إلى بعض من دخلوا هذه الجماعة دون أن يتشرّبوا روحها، وتلا أمر حلّ الإخوان ذلك الحادث المروع، حادث اغتيال دولة رئيس الحكومة المصرية محمود فهمي النقراشي باشا، الذي أسفت البلاد لوفاته وخسرت بفقده علماً من أعلام نهضتها وقائداً من قادة حركتها ومثلاً طيباً للنزاهة والوطنية والعفة من أفضل أبنائها، ولسنا أقل من غيرنا أسفاً من أجله وتقديراً لجهاده وخلقه".

الغريب أن المتهم - بعد أن أنكر صلته بالإخوان وأصر على أنه قام بتنفيذ العملية من تلقاء نفسه - عاد واعترف بدور الجماعة في العملية فور سماعه لبيان المرشد العام، وبعيداً عن اعتراف الشاب بمسؤولية الإخوان الذي قد يدفع البعض بأنه جاء تحت وقع التعذيب أو التهديد، يعترف محمود الصباغ بعد أربعين عاماً على الحادث - في كتابه السابق الإشارة إليه، وفي معرض حديثه عن مقتل النقراشي باشا - بأن العملية جاءت من باب حماية الدعوة، في إشارة إلى قرار النقراشي بحل الجماعة ويواصل: "وبدأ السيد فايز - مسؤول الجهاز الخاص آنذاك - المعركة برأس الخيانة محمود فهمي النقراشي، وقد كوّن فايز خلية من: محمد مالك وشفيق أنس وعاطف عطية حلمي والضابط أحمد فؤاد وعبد المجيد أحمد حسن ومحمود كامل، لهذا الغرض، وبفخر يقول الصباغ: ونجح عبد المجيد أحمد حسن في قتل النقراشي في مركز سلطانه ووسط ضباطه وجنوده وهو يدخل مصعد وزارة الداخلية

ولم يتوقف الإخوان بعد اغتيال النقراشي ورأوا أن إبراهيم باشا عبد الهادي امتداد للنقراشي ومن ثم قرر الإخوان الفدائيون - هكذا يصفهم الصباغ – اغتيال إبراهيم باشا، وبالفعل كمنوا له في يوم 5 مايو 1949 في الطريق إلى رئاسة مجلس الوزراء وأطلقوا عليه وابلاً من الطلقات أصابت بعض المارة وكذلك الموكب الذي اعتقدوا أنه خاص بإبراهيم باشا، ولكنه كان موكب حامد جودة رئيس مجلس النواب، الذي لم يصب بأي أذى، وبعد القبض على منفّذي العملية بدأت محاكمتهم التي استمرت حتى قيام ثورة يوليو، واعتبر بعدها المتهمون أبطال تحرير وصدر عنهم جميعا عفو شامل.

مقتل السيد فايز:

حسن البنا
جرت هذه الحادثة العجيبة وفق منطق "النار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله"، فعندما قام البنا بتعيين سيد فايز مسؤولاً عن الجهاز الخاص بدلاً من عبد الرحمن السندي، قرر الأخير اغتيال أخيه في الدعوة الذي جاء ليزيحه عن مكانه، فأرسل إليه بعلبة من الحلوى في ذكرى المولد النبوي الشريف، وعندما حاول سيد فايز فتحها انفجرت في وجهه ومعه شقيقه فأردته قتيلاً في الحال، وأسقطت جدار الشقة، 

وعندما علم البنا بهذا الحادث المفجع أنكر في تصريحات حادة للصحافة أن يكون مرتكب الحادث من الإخوان المسلمين، واتهم أعداء الجماعة – كالعادة – بتدبير هذا الحادث، ومرة أخرى يأتي الزمان بما لا يشتهي البنا ولا جماعته، وهذه المرة على لسان محمود عبد الحليم - أحد قادة الجماعة ومؤرخها ورفيق درب البنا - يقول عبد الحليم: "كان السندي يعلم أن المهندس سيد فايز – وهو من كبار المسؤولين في النظام الخاص – من أشد الناقمين على تصرفاته، وأنه وضع نفسه تحت إمرة المرشد العام لتحرير هذا النظام في القاهرة على الأقل من سلطته، وأنه قطع في ذلك شوطاً بعيداً باتصاله بأعضاء النظام بالقاهرة وإقناعهم بذلك، وإذن فالخطوة الأولى في إعلان الحرب، وكذلك سولت له نفسه أن يتخلص من سيد فايز، فكيف تخلص منه؟، 
تخلص منه بأسلوب فقد فيه دينه وإنسانيته ورجولته وعقله، انتهز فرصة حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، وأرسل إليه في منزله هدية، علبة مغلقة عن طريق أحد عملائه، ولم يكن الأخ سيد في ذلك الوقت موجوداً بالمنزل، فلما حضر وفتح العلبة انفجرت فيه وقتلته وقتلت معه شقيقاً له، وجرحت بقية الأسرة وهدمت جانباً من جدار الحجرة، وقد ثبت ثبوتاً قاطعاً أن هذه الجريمة الأثيمة الغادرة، كانت بتدبير هذا الرئيس، وقد قامت مجموعة من كبار المسؤولين في هذا النظام بتقصّي الأمور في شأن هذه الجريمة وأخذوا في تضييق الخناق حول هذا الرئيس حتى صدر منه اعتراف ضمني،

 أرأيتم ماذا تفعل التربية الإخوانية للأعضاء أنفسهم، حتى لتنطبق عليهم قولة الرسول الكريم: "أخشى أن تعودوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض"، وهذا ما فعله الإخوان بالضبط.

الثورة والإخوان والعنف:


يوسف طلعت

المثير للدهشة، وبينما كان يردد الإخوان أن جهازهم الخاص أنشئ من أجل محاربة الصهيونية ومواجهة الإنجليز، وبعد خروج الإنجليز من مصر وقيام حكومة تحارب الصهيونية (1954)، كان الجهاز السري يعزز وجوده بل ويلقي بظلاله على الجماعة كلها، فقد كوّن المرشد قبيل سفره إلى الأقطار العربية في أوائل يوليو 1954 لجنة قيادية مهمتها مواجهة موقف الحكومة من الإخوان بما يلزم مما تهيّئه قدراتهم على ضوء الأحداث، وهذا طبيعي، لكن المثير للدهشة هو تكوين اللجنة، فاللجنة مكونة من يوسف طلعت (قائد الجهاز السري)، صلاح شادي (المشرف على الجهاز السري وقائد قسم الوحدات وهو جهاز سري أيضاً)، والشيخ فرغلي (صاحب مخزن السلاح الشهير بالإسماعيلية)، ومحمود عبده (وكان من المنغمسين في شؤون الجهاز السري القديم).

ماذا كان يريد المرشد العام الثاني إذن، وإلى ماذا كان يخطّط، خاصة أن الجهاز السري الذي زعم حسن البنا - وما زال الإخوان يزعمون – أنه أسس لمحاربة الاستعمار، قد تغيّب تماماً عن معارك الكفاح المسلح في القنال (1954)، وقد تنصل المرشد العام المستشار الهضيبي من أية مشاركة فيه، وقال: "كثر تساؤل الناس عن موقف الإخوان المسلمين في الظروف الحاضرة، كأن شباب مصر كله قد نفر إلى محاربة الإنجليز في القنال، ولم يتخلف إلا الإخوان، ولم يجد هؤلاء للإخوان عذراً واحداً يجيز لهم الاستبطاء بعض الشيء، إن الإخوان لا يريدون أن يقولوا ما قال واحد منهم – ليس له حق التعبير عنهم – إنهم قد أدوا واجبهم في معركة القنال، فإن ذلك غلو لا جدوى منه ولا خير فيه، ولا يزال بين ما فرضه الله علينا من الكفاح وبين الواقع أمد بعيد والأمور إلى أوقاتها"، هذا الكلام نرجو أن يتمعن الدكتور "محمد بديع" فيه جيداً قبل أن يخرج علينا ليصدعنا بأن النظام الخاص أنشئ من أجل قتال الإنجليز على ضفاف القناة.

المنشية عام 1954:


جمال عبد الناصر- محمود عبد اللطيف

كان الإخوان قد وصلوا مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى طريق مسدود، وكانوا قد أعادوا تنظيم النظام الخاص - كما سبق أن أشرنا - وفي اللحظة الحاسمة قرروا التخلص من عبد الناصر، ففي يوم 26/2/1954 وبمناسبة توقيع اتفاقية الجلاء وقف الرئيس عبد الناصر يلقي خطاباً بميدان المنشية بالإسكندرية، وبينما هو في منتصف خطابه أطلق محمود عبد اللطيف - أحد كواد النظار الخاص لجماعة الإخوان - ثماني طلقات نارية من مسدس بعيد المدى باتجاه الرئيس ليصاب شخصان وينجو عبد الناصر، وحتى هذه اللحظة يصر الإخوان على أن هذا الحادث لا يخرج عن كونه تمثيلية قام بها رجال الثورة للتخلص من الجماعة، ولكن المتهمين في المحكمة العلنية - "محكمة الشعب" التي كانت تذاع وقائعها على الهواء مباشرة عبر الإذاعة المصرية - قدموا اعترافات تفصيلية حول دور كل منهم ومسؤولية الجماعة عن العملية، (تم جمع هذه المحاكمات ونشرها بعد ذلك في جزأين بعنوان محكمة الشعب) وقد شكك الإخوان كثيراً في حيادية هذه المحكمة، لكنهم لم يعلقوا على ما ورد على لسان أبطال الحادث في برنامج الجريمة السياسية الذي أذاعته فضائية الجزيرة عبر حلقتين في الثاني والعشرين والتاسع والعشرين من ديسمبر عام 2006، والذي تفاخروا – من خلاله - بالمسؤولية عن الحادث، وأنه تم بتخطيط شامل وإشراف دقيق لقيادات الجماعة.

قضية سيد قطب:

https://lh6.googleusercontent.com/proxy/Sd50Iedn1qUmIkZrrGo31EiQ2zc9oC1jfjsG8y_NB0HoIuTNzvfr55I0J99Hx_B73hh4pWPCvfuWWiFCHqZAAlpAviNFM10j2uj1F4aFIb0VXjDd0g
سيد قطب
في 30 أكتوبر 1965 أخطرت نيابة أمن الدولة العليا أن جماعة الإخوان المسلمين المنحلة قامت بإعادة تنظيم نفسها تنظيماً مسلحاً بغرض القيام بعمليات اغتيال للمسؤولين تعقبها عمليات نسف وتدمير للمنشآت الحيوية بالبلاد، هادفة من وراء ذلك الاستيلاء على الحكم بالقوة، وأن التنظيم يشمل جميع مناطق الجمهورية ويتزعمه سيد قطب، كان قطب قد تم الإفراج عنه – وقتها - بعد وساطة قام بها الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم أثناء زيارته للقاهرة عام 1965، إلا أنه كان قد وصل إلى قناعة بأن الحكومة التي تقوم بمثل هذه الأعمال من التعذيب في سجونها، لا بدّ أن تكون كافرة، ومن هذا المنطلق خطط قطب لمواجهة معها تشمل رؤوس الحكم، تمهيدا لخلخلة النظام والثورة عليه، وقد تم كشف القضية بالصدفة عبر إبلاغ الشرطة العسكرية والمباحث الجنائية العسكرية أنها ألقت القبض على مجند وهو يتفاوض لشراء أسلحة من أحد زملائه بالإسكندرية، وعلى الفور تم القبض عليهما واعترفا بأن هذه الأسلحة لصالح عدد من قادة جماعة الإخوان، ثم توالت الاعترافات وقدم المتهمون إلى المحاكمة التي قضت بإعدام سيد قطب وستة من زملائه، وسجن ستة وثلاثين آخرين بينهم المرشد العام الثامن للجماعة، الدكتور محمد بديع، ونائبه الدكتور محمود عزت، اللذان يقومان الآن بالترويج لأفكار قطب، في محاولة لبعث "القطبية" من جديد، بعدما تبرأ منها الإخوان، عبر كتاب مرشدهم الثاني المستشار حسن الهضيبي، "دعاة لا قضاة".

الفنية العسكرية وسبعينيات القرن الماضي:

أنور السادات
بعد مجيء الرئيس الراحل أنور السادات إلى الحكم، قام بإطلاق سراح قادة الإخوان من السجون وأبرم معهم اتفاقا يقضي بعدم العمل في السياسة، فاتحاً صفحة جديدة مع الجماعة، وسرعان ما سعى كوادرها إلى ضم عدد من الشباب الذين اعتنقوا فكر سيد قطب الجهادي ليستخدموهم في محاولة جديدة لقلب نظام حكم الرئيس الراحل، وهو ما عرف في حينها بقضية الفنية العسكرية، لقد كشف طلال الأنصاري أحد قادة التنظيم الذي حكم عليه بالإعدام ثم خفف الحكم إلى السجن المؤبد في مذكراته المعنونة "صفحات مجهولة من تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة.. من النكسة إلى المشنقة"، أنهم كانوا قد شكلوا تنظيماً سرياً بمدينة الإسكندرية عام 1968، وظل هذا التنظيم قائماً إلى أن خرج الإخوان من السجون، حيث قادته الصدفة عن طريق أحد كوادر جماعة الإخوان بالإسكندرية ويدعى (الشيخ علي) إلى التعرف على زينب الغزالي، التي قدّمته بدورها إلى الإخواني العراقي صالح سرية، حيث فاتحه الأخير في الانضمام هو وتنظيمه إلى جماعة الإخوان ليكونوا نواة الجناح العسكري الجديد للجماعة، ويضيف الأنصاري أنه بعد موافقته على هذا الطرح رتبت زينب الغزالي للقاء يجمعه بالمرشد العام آنذاك أواخر عام (1972)، المستشار حسن الهضيبي، وذلك بمنزله بحي منيل الروضة، ويروي الأنصاري قصة بيعته للإخوان كاملة فيقول: "وحين سلم الأنصاري على المرشد كان أشبه بمن أصابه مسّ من الذهول من هذا المشهد الذي لم يره قبلا ولم يتعوّده، وبعدها جلس المرشد - الذي لم ينطق بكلمة واحدة - وكان الأقرب إليه مقعداً هو الشيخ "علي" الذي راح يلتقط أنفاسه، ثم انطلق يشرح للمرشد ما فوجئ به في الإسكندرية من حركة الشباب المتعلق بالإخوان، وقدم إليه الأنصاري كونه على رأس هؤلاء الشباب، واسترسل يشرح حب هؤلاء الشباب للإخوان وولاءهم لهم وقراءاتهم لأدبياتهم، وانتظارهم لعودة الإخوان إلى الحياة العامة، سكت الشيخ علي فجأة - حيث ساد الصمت برهة - وانتبه الأنصاري إلى همس آت من ناحية الشيخ علي، لم يفهم منه سوى أمره له: امدد يدك، فتصور أنه يأمره بالمصافحة والسلام، فمد يده للمرشد فإذا بالمرشد ينتفض واقفاً، ثم يقبض يده بقوة على يد الأنصاري الذي وجد نفسه يردّد وراء الشيخ علي عبارات البيعة الإخوانية المعروفة: "أبايعك على السمع والطاعة في اليسر والعسر، وفي المنشط والمكره، والله على ما أقول وكيل (أو شهيد فالله أعلم حيث تباعدت السنون)، وكانت دموع المرشد تنهمر في صمت نبيل وقد احتضن الأنصاري بقوة، في حين كان الشيخ علي يقف متأثراً ودموعه ما تزال تسيل، لم يدم اللقاء طويلاً ثم حيث خرج الشيخ علي ووراءه الأنصاري

صالح سرية يصبح همزة الوصل

صالح سرية
كان اللقاء الذي تم في رعاية وترتيب زينب الغزالي بداية مرحلة جديدة من تاريخ الجماعة، وكانت أول تعليمات صالح سرية للشباب – وفق الأنصاري – أنه هو وحده حلقة الوصل بالإخوان، وأنه اعتباراً من هذا التاريخ لا بدّ أن يتوارى أي دور ظاهر للإخوان، كما ينبغي عدم الإعلان عن أيّة صلة بهم، وتنفيذاً لذلك أعد صالح سرية سيناريو درب عليه الأنصاري لتنفيذه عند ظروف التحقيق الأمني بهدف إبعاد الإخوان عن أيّة صلة بالأحداث المقبلة، كان السيناريو يهدف إلى إظهار أن معرفة صالح بالأنصاري تمّت عن طريق آخر غير طريق الإخوان وزينب الغزالي، كان البديل الذي رتّبه صالح ينص على أن الأنصاري قرأ حديثاً صحفياً أجرته مجلة مصرية مع صالح أثناء حضوره جلسات المؤتمر الوطني الفلسطيني في القاهرة عام 68، وأنه أعجب به وسعى للقائه في فندق "سكاربيه" بالقاهرة، حيث بدأت الصلة بينهما".

الهضيبي يوافق على خطة الفنية العسكرية:

الهضيبي
ووفق الأنصاري: "عرض صالح مجمل أفكاره بكل صدق ووضوح على قيادات الإخوان وعلى رأسهم المرشد، وكما حكى صالح لرجاله فقد كتب مذكرة من خمسين صفحة للمرشد عرض فيها خطته لإدخال تجديد على فكر الإخوان ليكون الوصول للسلطة بالقوة العسكرية خياراً أساسياً، وذكر صالح لرجاله أن المرشد وافق على مضمون المذكرة". 
ويمضي الأنصاري في مذكراته ليذكر: "ليس منطقياً القول إن تاريخ صالح سرية ونزوعه إلى الانقلاب والثورة كان خافياً على الإخوان المسلمين في مصر، لقد احتضنته الإخوان في مصر ورحبوا به، والأهم من ذلك أن قام الإخوان - وفي بيت من أقرب بيوتاتهم، بيت زينب الغزالي – بتقديم تنظيمهم الشبابي الوحيد في حينها إلى صالح سرية!!، هذه نقاط لم يسبق أن طرحت من قبل لأن أحداً لم يطرح هذه الوقائع الجديدة؛ ولذا يتعامل الإخوان مع هذه القصة الغريبة بحذر شديد حتى الآن، وقد أخفاها تماماً مؤرخوهم وكتابهم، بل قل إنهم قد تحاشوا جميعاً التعرض لهذه المسألة رغم مرور ثلث قرن عليها!!، لكن الحقيقة أنه قد دارت العجلة، وتولى الدكتور صالح عبد الله سرية قيادة أول جهاز سري بايع الهضيبي شخصياً بعد محنة 65 - 66!!". 

نصيحة الإخوان للشباب "الإنكار التام":

طلال الأنصاري
كانت خطة الإخوان المسلمين – كما يروي طلال الأنصاري – أن ينكر المتهمون كل ما نسب إليهم وأن يخفوا تماماً أية علاقة لهم بجماعة الإخوان المسلمين على أن تقوم الجماعة بحملة قانونية وإعلامية كبرى للدفاع عنهم، وفي شهادته التي عرضنا لجزء منها سابقاً يروي طلال الأنصاري - بعد انقضاء خمسة وعشرين عاماً على الحادث قضاها كاملة خلف الأسوار - تقييمه الشامل لما حدث، يقول الأنصاري: "مع اقتراب موعد المحاكمات أبلغ الأنصاري ابنه أنه قد اختار للدفاع عنه محامياً قديراً وشهيراً هو الأستاذ الكبير إبراهيم طلعت، الذي حضر إلى السجن وقابل "طلال" بالفعل، كانت جماعة الإخوان المسلمين قد دخلت بهمّة في الأمر وتولى رجالها إدارة عملية الدفاع وعبء المحامين، ووضعت جماعة الإخوان خطة الدفاع وتولاها المحامون منهم ومن غيرهم، فمن الإخوان كان أشهر محاميهم آنذاك الدكتور عبد الله رشوان، الذي ألزم بقية طاقم الدفاع بخطة الدفاع التي تعتمد على محورين: الأول في الوقائع والموضوع، والثاني: سياسي، ففي الوقائع كانت الخطة تعتمد على إنكار التهمة ونفي محاولة الانقلاب وتصوير المسألة باعتبارها مؤامرة داخل عملية الصراع على السلطة في مصر، وأن القصة هي أن مجموعة من طلبة الكلية الفنية العسكرية كانت تقيم ندوات دينية داخل مسجد الكلية ويحضرها زوار من خارج الكلية مدنيون، وأن المتآمرين استغلوا هذا للإيقاع بهم، وعندما حضر إبراهيم طلعت لمقابلة طلال واستفسر منه عن الحقيقة أكد له هذا التصور الذي قرره دفاع الإخوان، لكن الآن وبعد كل هذه السنوات واشتغال الأنصاري بالمحاماة فإنه يرى أن خطة الدفاع هذه لم تكن موفقة من الناحية القانونية، وأنها حملت استخفافاً بالمحكمة لا يجوز، وكان الأولى البحث عن طريق آخر، لقد اعتمد الدفاع على أن تاريخ العشرين سنة السابقة من خلال محاكمات الإخوان وغيرهم قد حفل بتلفيق القضايا من الأجهزة المتعددة، وبذلك يسهل إقناع المحكمة بأن مسلسل التلفيق مستمر، إلا أن الأمر في هذه القضية كان مختلفاً كل الاختلاف، حيث كان واضحاً لمن يطالع الأوراق أو يتابع الأحداث أن هناك تنظيماً، وأنه تحرك بالفعل ولم تكن هناك أية مؤامرة". 

تشكيل ودعم الأفغان العرب:

مهدي عاكف
تعاظم دور الإخوان في تشكيل ظاهرة "الأفغان العرب"، والتي كانت النواة الأساسية لما يعرف اليوم بتنظيم القاعدة بعد عام 1982، حيث جرى الاتفاق الشهير بين الهارب آنذاك مهدي عاكف، مسؤول لجنة الاتصال بالعالم الخارجي، وبين الأمريكان، على أن يقوم الإخوان بمساعدة الولايات المتحدة في تنفيذ أهدافها في أفغانستان بالمساهمة في إخراج السوفييت، على أن يقوم الأمريكان برد الجميل عن طريق تسهيل إنشاء مراكز للجماعة في أوروبا، ولكن ليس تحت اسم الإخوان مباشرة، وبالرغم من إدانة الإخوان – العلنية – للعمليات التي قام بها العائدون من أفغانستان إلا أن الجميع كان يعلم أن تلك الإدانة ما هي إلى تغطية مفضوحة لدورهم المشبوه في التأسيس لهذه الظاهرة، يقول الدكتور عبد الله عزام، عضو التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين والأب الروحي والمؤسس الفعلي لتنظيم القاعدة في مذكراته المنشورة على موقعه على شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت": "إن الأخ كمال السنانيري - (أحد قادة النظام الخاص الذي توفي في السجن عام 1981 والذي اتهمت جماعة الإخوان أجهزة الأمن بقتله) - قد جاء إليه عام 1980 حيث كان يعمل في جامعة الملك عبد العزيز بالسعودية، واجتمع به في الحرم، وأخبره تعليمات مكتب إرشاد الجماعة التي تقضي بالذهاب إلى أفغانستان لتكوين ما أطلقوا عليه "وحدة انتشار سريعة مسلحة" من الشباب العرب والمسلمين الوافدين للقتال في أفغانستان، ويضيف عزام أنه أنهى أعماله في جامعة الملك عبد العزيز - وفق هذه المشورة - وذهب إلى أفغانستان، حيث أسس هناك مكتب خدمات المجاهدين، والذي كان النواة الرئيسية التي تشكل منها تنظيم القاعدة فيما بعد، لم يقف الأمر عند عبد الله عزام فها هو مصطفى الستّ مريم، فقيه تنظيم القاعدة المعروف باسم أبو مصعب السوري، يؤكد في مذكراته - التي قام بنشرها عبر أحد المواقع الأصولية على شبكة الإنترنت - أنه قدم إلى مصر بصحبة مجموعة من إخوان سوريا، حيث قام إخوانهم في مصر بتدريبهم على حرب العصابات بإحدى المناطق بجبل المقطم، وذلك قبل اغتيال الرئيس السادات بثلاثة أشهر، بالطبع لم نسمع رداً في حينه على كل من طلال الأنصاري وعبد الله عزام وأبو مصعب السوري، ولن نتوقع سماع أي ردود من جماعة الإخوان، عفواً.. "جماعة المراوغين"، فقد جعلت كوادر الجماعة دائماً نصب أعينها مقولة البنا الشهيرة: "ومن خدع الحرب أن يضلّل المسلم عدو الله بالكلام حتى يتمكن منه فيقتله".

التنظيم الدولي واستراتيجية استخدام العنف:

محمد حسني مبارك
بعد اغتيال الرئيس الراحل السادات جاء الرئيس إلى السلطة ليفتح صفحة جديدة مع الإخوان، وطوال أكثر من عشر سنوات راحت الجماعة تتوغّل داخل المجتمع المدني في مصر، بأحزابه وبرلمانه ونقاباته ومجالس إدارات أعضاء هيئات التدريس بالجامعات، بالإضافة إلى الاتحادات الطلابية، حتى لم تبق مؤسسة مدنية واحدة في مصر لم يخترقها الإخوان.
https://lh5.googleusercontent.com/proxy/rpbO0M2anTFSr_B5No_cCpStl1x9yWx38B6aNn3qKojToqnNPuvtLrp_X0UDVzrXE2Wkt7c-oXVu7EakPJNrsUptsfOzNEJqNIXgwa7_PtsIj69QWg
مصطفى مشهور
وفي عام 1991 - وبالتحديد في شهر سبتمبر منه - اجتمع قادة التنظيم الدولي بمدينة استانبول بتركيا، وكان أن تقدم الحاج مصطفى مشهور المعروف حركياً آنذاك باسم "أبو هاني" باقتراح إلى هيئة المكتب حمل عنوان "إعادة تقييم المرحلة الماضية من عمر التنظيم العالمي"، والتي كانت قد وصلت إلى ما يقرب من عشر سنوات، انقسمت الورقة إلى خمسة أقسام رئيسية هي: فكرة التنظيم العالمي، أهدافه، وسائله، سلبيات العمل في الفترة الماضية، الاقتراحات والتوصيات، وجاء في البند الثالث – الوسائل - ما يلي: "ويرى بعض الإخوة أنه وبعد مرور ما يزيد على عشر سنوات من عمر التنظيم العالمي ومغالاة الأنظمة في حرب الجماعة والوقوف بشكل عام أمام أي توجه إسلامي صحيح، فإن هناك وجها آخر لوسائل التغيير لا بدّ من إعادة النظر فيه وتجليته للوصول إلى رؤية شرعية محددة لوسيلة من أهم وسائل التغيير داخل مجتمعنا انطلاقا من ثوابت فكر الإمام الشهيد رحمه الله، وقد بلور بعض الإخوة وجهة نظرهم بالصورة التالية:
نستطيع أن نلحظ أن الإمام البنا قد اختار وسيلة بعينها في الأجواء الليبرالية التي كانت تحيط به، وهي النضال الدستوري، ولكنه لم يغلق باب الخيارات الأخرى التي قد تحتاجها الحركة للتغيير النهائي، ومن أجل ذلك نستطيع أن نقول إن المعالم النظرية للمشروع الحركي الإخواني قد تبلورت في صورة أقرب إلى النضج، ولكن ذلك لا يعني بحال من الأحوال أن أيّة نظرية في العلوم الإنسانية يمكن أن تصل إلى صيغتها النهائية، بل يظل الباب مفتوحا للمراجعة والتقويم، وتلخيصاً نقول إن الإمام البنا قد قام بما يلي:
1 - دراسة الواقع المحيط وتحديد المشكلة المطلوب علاجها.
2 - تحديد الأهداف الاستراتيجية للحركة.
3 - تحديد وسائل التغيير:
أ – المباشرة: النضال الدستوري – الانقلاب العسكري – الثورة.
ب - غير المباشرة: العمل الجماهيري ونشر الفكرة
4 - بناء أجهزة الحركة المناسبة للتغيير: التنظيم الخاص، التنظيم العسكري، الشعب، الجهاز التربوي، الجهاز الإعلامي، المؤسسات الاقتصادية".

(خطة التمكين..1992) الشاطر يخطط للهيمنة على مصر

خيرت الشاطر
ولم يمض على اقتراح مشهور عام واحد حتى اكتشفت أجهزة الأمن المصرية خطة أطلق عليها الإخوان آنذاك "خطة التمكين" والتي عرفت إعلامياً بقضية "سلسبيل" التي تحمل رقم 87 لسنة 1992، وخطة التمكين التي تقع في ثلاث عشرة ورقة فلوسكاب، ضبطت في منزل قيادي الجماعة المهندس خيرت الشاطر عام 1991، وتعتبر الوثيقة "هي أخطر وثائق جماعة الإخوان المسلمين السرية على الإطلاق، وهي – كما يشير عنوانها – تتعلق بخطة الجماعة من أجل الاستيلاء على الحكم؛ لأن معنى "التمكين"  كما تقول الوثيقة بالحرف الواحد: هو الاستعداد لتحمل مهام المستقبل وامتلاك القدرة على إدارة أمور الدولة، وذلك لن يتأتّى - كما تؤكد الوثيقة - بغير خطة شاملة تضع في حساباتها ضرورة تغلغل الجماعة في طبقات المجتمع الحيوية، وفي مؤسساته الفاعلة مع الالتزام باستراتيجية محددة في مواجهة قوى المجتمع الأخرى والتعامل مع قوى العالم الخارجي". 
وتضع الوثيقة - المكونة من 13 ورقة فلوسكاب - مهمة التغلغل في قطاعات الطلاب والعمال والمهنيين وقطاع رجال الأعمال والفئات الشعبية الأقل قدرة، باعتبارها حجر الزاوية في خطة التمكين؛ لأن من شأن انتشار جماعة الإخوان في هذه القطاعات – كما تقول الوثيقة – أن يجعل قرار المواجهة مع الجماعة أكثر صعوبة ويفرض على الدولة حسابات أكثر تعقيداً، كما أنه يزيد من فرص الجماعة وقدرتها على تغيير الموقف وتحقيق "التمكين".
وتشير الوثيقة بوضوح بالغ إلى أهمية تغلغل جماعة الإخوان في المؤسسات الفاعلة في المجتمع، وهنا مكمن الخطورة؛ لأن المؤسسات الفاعلة في عرف الجماعة ليست فقط النقابات المهنية والمؤسسات الإعلامية والقضائية ومجلس الشعب، لكنها أيضاً "المؤسسات الأخرى" التي تتميّز بالفاعلية والقدرة على إحداث التغيير، والتي قد تستخدمها الدولة في مواجهة الحركة وتحجيمها.
إن وثيقة "التمكين" لا تقول صراحة ما هي "المؤسسات الأخرى" التي يجري تجهيلها عمداً، لكن الوصف يشير بوضوح بالغ إلى مؤسستي الجيش والشرطة، على أن أخطر ما تطرحه الوثيقة هو رؤية جماعة الإخوان لكيفية التعامل مع قوى العالم الخارجي، خاصة الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتكشف الوجه الحقيقي للجماعة؛ لأن الوثيقة تؤكد على أهمية إشعار الغرب - وأمريكا على وجه الخصوص - بأن الإخوان لا يمثلون خطراً على مصالحهم، وأن من صالح الغرب أن يتعامل مع الإخوان عند "التمكين"؛ لأن الإخوان يمثلون قوة تتميز بالاستقرار والانضباط
"ثلاث عشرة صفحة فلوسكاب من الحجم الكبير معنونة بكلمة "التمكين"، موضوعة في شكل تقرير يؤكد على أن المرحلة الجديدة من عمر التنظيم تتطلب المواجهة ولا تحتمل عمومية الأهداف السابقة في الانتشار والتغلغل، وتحذر الوثيقة من التضارب في القرارات بالنسبة للمواقف التي تتعرض لها الجماعة، فضلاً عن التحدي والتهديد الخارجي والمواجهة السافرة بين الأنظمة الموجودة وحركات الإسلام السياسي العاملة على الساحة، وتتساءل الوثيقة: ما هي الأوضاع التي ينبغي أن تكون عليها الحال؟، والنتائج الموجودة على المدى القريب والقصير من حيث:
-  تحقيق الرسالة.
-  توافر الاستمرارية.
-  الاستعداد للمهام المستقبلية.
-  رفع الكفاءة
والرسالة في عرف الجماعة - وحسب نص الوثيقة - تستهدف التهيؤ لتحمل مهام المستقبل وامتلاك القدرة على إدارة الدولة وإعداد البناء الداخلي لمهام مرحلة "الكفاءة"، والأخيرة تقصد بها الوثيقة وضع سياسة مواجهة لذلك التهديد الخارجي، يقصدون به محاولات إجهاض مخططات الجماعة للسيطرة والتغلغل، وذلك عن طريق:
-  الانتشار في طبقات المجتمع الحيوية والقدرة على تحريكها.
-  الانتشار في المؤسسات الفاعلة ويقصدون بها الجيش والشرطة.
-  التعامل مع القوى الأخرى.
-  وأخيراً.. الاستفادة من البعد الخارجي".

إدارة الـدولـة:

إن المحافظة على الحالة من التمكين التي يصل إليها المجتمع يتطلب ضرورة امتلاك القدرة على إدارة الدولة لمواجهة احتمال اضطرارنا لإدارة الدولة بأنفسنا
لعل أخطر ما في هذه الوثيقة أنها توضح الشكل الانقلابي الذي يعده الإخوان للسيطرة على نظام الحكم والوصول إلى مرحلة إدارة الدولة، أو ما اصطلح على تسميته في تلك الوثيقة الخطيرة بالاستعداد للمهام المستقبلية، وتقول الوثيقة: "إن المحافظة على الحالة من التمكين التي يصل إليها المجتمع يتطلب ضرورة امتلاك القدرة على إدارة الدولة لمواجهة احتمال اضطرارنا لإدارة الدولة بأنفسنا، وفي الوقت ذاته ستؤدّي حالة التمكين إلى تكالب القوى المعادية الخارجية؛ لذا كان لا بدّ من الاستعداد لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية من خلال أن يكون لدينا – الإخوان – رؤية لمواجهة التحديات، سواء من حيث امتلاك الإمكانيات اللازمة لتحقيق هذه الرؤية والقدرة على تطويرها، وهذا يتطلب إعداد البناء الداخلي بما يتواكب مع متطلبات المرحلة ويحقق الاستخدام الأمثل للموارد الذي اصطلحت الوثيقة على تسميته "بالكفاءة"، وتضيف الوثيقة: "إن هذا يمثل التحدي العملي في تحقيق الخطة بأهدافها المختلفة؛ مما يستوجب التعامل مع جزئيات البناء الداخلي لتطويرها كي تتوافق مع طبيعة المرحلة القادمة - سواء من حيث الرؤية أو التكوين للأفراد أو البناء الهيكلي - على النحو التالي: فعلى صعيد الرؤية، وهي أحد أهم أضلاع مثلث مرحلة الكفاءة، فإن هذا يتطلب توحيد توجهات الصف في اتجاه البناء والتغيير؛ لذا لا بدّ من استيعاب كامل من قبل الصف - "العناصر الإخوانية" - لقضية التغيير ووضوح كامل للتوجهات حتى لا تواجه الخطة بالمقاومة السلبية من الداخل، وضرورة البدء بطرح قضية التغيير للحوار على جميع المستويات من أجل أن يتفاعل ويكون عامل المشاركة دافعاً لإثارة كوامن الفكر والمبادرة وتجسيد القضية.
في جانب تكوين الأفراد فإنه – وحسب ما تصرح به الوثيقة – إضافة إلى البرنامج التكويني القائم حالياً، فلا بدّ أن يشمل في المرحلة المقبلة انعكاسات الجزئيات المختلفة للخطة عليها، فالانتشار في طبقات المجتمع وهو صلب خطة التمكين، يتطلب رفع قدرة الأفراد على التأثير في قطاع عريض من المجتمع، عبر رفع إمكانات الحوار والقدرة على الإقناع والتدريب وذلك عن طريق
-  إحداث التوازن بين الدعوة الفردية، من أجل الضم للصف والدعوة العامة.
-  تنمية حلقات القيادة والقدرة على تحريك المجموعات.
أما بالنسبة للانتشار في المؤسسات الفاعلة فهذا يتطلب:
-  رفع قدرة الأفراد على اختراق المؤسسات دون فقدان الهوية
-  رفع قدرة الأفراد على التعامل مع المعلومات". 
وبالنسبة للتعامل مع القوى الأخرى، لا بدّ من تربية الأفراد على إقامة جسور فكرية أو عملية معها، وبالنسبة لمهمة إدارة الدولة ومهام المستقبل فإن هذا يتطلب:
1 - الاهتمام بمجموعة مختارة تنمَّى فيها القدرة على إدارة المؤسسات العامة.
2 - القدرة على استيعاب المتميزين في القطاعات المختلفة والاستفادة منهم.
وإلى جانب البناء الهيكلي، فإن المنهج العملي للإدارة يتطلب:
-  توفير المعلومات اللازمة لأداء المهام المختلفة.
-  إرساء مبدأ التفويض واللامركزية في الأعمال ما أمكن.
-  إرساء مبدأ التفرغ لشغل المناصب ذات الأهمية.
-  مرونة الهيكل بحيث تسمح بإضافة كيانات جديدة استجابة للخطة "جهاز معلومات – علاقات سياسية".
-  استكمال الهياكل بناء على أهمية العمل في الخطة وأولويته". 
ضربت خطة التمكين مع ضرب مجموعة شركة سلسبيل في القضية رقم 87 لسنة 1992، وظلت أوراق القضية تتداول أحد عشر شهراً، كانت الدولة خلالها تصارع جماعات العنف في أقصى صعيد مصر وفي قلب القاهرة، وكانت الفكرة هي الاكتفاء بكشف كل عناصر التنظيم ومخططاته والعمل بنظام الخطوة خطوة في تتبع هذه العناصر والمخططات، مع وضع كل شيء تحت السيطرة التامة عبر مراقبة جميع التحركات، قرار المواجهة الشامل لم يكن قد حان اتخاذه بعد، الأمر الذي دفع به تجاه الإفراج عن كل المقبوض عليهم على ذمة القضية في حينه، على أن يتم التعامل معهم في الوقت المناسب، وهو إجراء قانوني وسياسي في نفس الوقت؛ إذ لا يعقل أن يتم فتح جبهتين في آن واحد، خاصة أن الجبهة الأولى كانت غامضة تماماً وغير معروف حجمها الحقيقي، وأن الجبهة الثانية تمّت تعريتها تماماً وأصبحت تحت السيطرة، وهو ما تم الكشف عنه فيما بعد عام 1995 في أول قضية عسكرية للإخوان التي كانت برقم 8/1995، 11/1995، والتي تم فيها رصد أول اجتماع كامل لمجلس شورى الجماعة بالصوت والصورة، وحصل فيه 85 متهما على أحكام تتراوح من 5 إلى 7 سنوات كان بينهم نجوم الصف الأول بالجماعة.

التسعينيات ومباركة العنف:

عاصم عبد الماجد
رغم اتسام الخطاب العلني للجماعة في تسعينيات القرن الماضي، بالبعد عن تأييد عمليات العنف، التي كانت مشتعلة بين الأمن والجماعات المتطرفة – آنذاك - إلا أنها أبدا لم تُدِن العنف بأيّة وسيلة كانت، واكتفت بإدانة ما أسمته بالعنف والعنف المضاد من قبل الدولة، وكأننا أمام فريقين على قدم المساواة في الحقوق يتصارعان، وليس أمام شباب فهم دينه بشكل خاطئ، كما أعلنوا فيما بعد فيما عرف بتصحيح المفاهيم، ورجال منوط بهم الدفاع عن وطن تنتهك حرمته.
ولم تقف تصرفات الإخوان تجاه هذا العنف والإرهاب الواضح تجاه الدولة، والذي هدف إلى تركيعها لتقبل بشروط جماعات خارجة على القانون ولا تؤمن بدستور أو تشريع وضعه نواب الأمة، بل تعدّى ذلك إلى مساعدة هذه الجماعات على الاستمرار في مواجهة الدولة وقواها الأمنية عبر عدة برامج تضمنت:
1 - تقديم الدعم لعناصر تلك الجماعات وذويهم.
2 - تشكيل لجنة من المحامين الإخوان للدفاع عنهم.
3 - جمع التبرعات لأهالي المعتقلين منهم.
4 - تخصيص جزء من ميزانية نقابة المحامين (التي كانت تسيطر عليها الجماعة آنذاك) لصالح المحامين المتهمين والمحكوم عليهم والمعتقلين.
5 - تهيئة البنية التحتية للتنظيمات الأصولية عبر تسفير عناصر تلك التنظيمات من خلال نقابة الأطباء البشريين ولجان الإغاثة المنبثقة منها.
ولم يقف الأمر عند حد مساعدة جماعات العنف عبر تقديم الدعم اللوجستي للمساعدة في صمودها واستنزافها للدولة أمنيا واقتصاديا، ولكنها راحت تنشئ معسكرات تدريب لعناصرها من الشباب في المدن الساحلية يتم خلالها تدريبهم على الرياضات العنيفة، كذا تشكيل لجان تحت مسمّى "لجان الردع" تضم في عضويتها الكوادر الإخوانية التي تجيد الرياضات العنيفة وتكليفهم بحيازة بعض الأسلحة - أسلحة بيضاء، قنابل مولوتوف، عصيّ خشبية، جنازير - للاستعانة بهم خلال الانتخابات البرلمانية، وهو ما بدا واضحا أثناء العرض العسكري لهذه الميلشيات في ساحة جامعة الأزهر عام 2006.


أعدها لكم :   محمد أحمد عبدالله عنان انها تدوينه اعددتها للتاريخ اعددتها لترد عليها الايام بصدق تاريخهم الاسود الذى سيستحضر لل...
نقلها لكم / محمد احمد عبدالله عنان  الوحدة الاخبارية.. لمن يريد معرفة الوقائع بشكل علمي وواقعي، ننشر هذه الدراسة وهي في غاي...
         
أعدها  لكم / محمد احمد عبدالله عنان انها تدوينه لنظهر لمن لا يعلم ان عصام سلطان ما هو الا اداه من ادوات الاخوان الكاذبون لتشويه رم...
افعالهم بكلمات مختصره أعدها لكم :   محمد أحمد عبدالله عنان لن انتخب يوما من حرض على اقتحام وزارة الدفاع لن انتخب يوما...
·         https://2.bp.blogspot.com/-nPOBCdRUY3o/UJFYPwIMO1I/AAAAAAAAGRE/H-SPbQ06Izw/s72-c/images-4dc0af17b55f7.jpg
أعدها لكم /محمد احمد عبدالله عنان ان تدوينه لنوضح من التاريخ ما سيحدث بالمستقبل  وما قد نفذ من خطط للتقسيم الفعلى كما بالسودان وجنوبه ...
أعدها لكم / محمد أحمد عبدالله عنان انها مستندات تاريخيه وسياسيه تدين فكر الاخوان الذى يسقط اى دوله حل بها قيادتهم وذلك لعدم خبرت...
شاهدو فديو الشيخ عبدالرحمن السديس ورضه على شيخ الفتنه  أعدها لكم :   محمد أحمد عبدالله عنان س : ما هو القول الفصل في يوسف ...
·         https://3.bp.blogspot.com/-3wV1eqFUDUA/TxRB8tMRSeI/AAAAAAAABDE/6BvuCXXtpXg/s72-c/imgres.jpg
لا ينكر أحد تدريبات 6 أبريل في صيربيا بل هم نفسهم اعترفوا بذلك و سنذكر الآن تفاصيل التدريب و الكتب...
    
بقلم المهندسة / ايمان صلاح ما يلي هو مجرد نبذة بسيطة عن انجازات لا حد لها في خدمة الوطن حاولت فيها  قدر ما أستطعت ان اجمع قدرا ...
بسم الله الرحمن الرحيم  في عام 1954 أعلن مشايخ الأزهر أن جماعة الإخوان المسلمين يتسترون بالدين  لكسب ثقة الناس فيهم وأنها انحرف...

التسميات

بالمستندات أنشر علاقة الاخوان بأحتلال العراق بمساعدة ممثل الجماعه طارق الهاشمى

https://4.bp.blogspot.com/-dSvACPNZ884/UGiHr2G08II/AAAAAAAAEdo/smT08X5zkWQ/s640/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%86%D8%AF%D8%A7%D8%AA.JPG

أعدها لكم / محمد أحمد عبدالله عنان

انها مستندات تاريخيه وسياسيه تدين فكر الاخوان الذى يسقط اى دوله حل بها قيادتهم
وذلك لعدم خبرتهم السياسيه وانهم ايضا لا يمتلكون رؤيه حقيقيه تنفذ على  أرض الواقع 

أزكركم فقط بتللك الصوره كيف كانت العراق بظل وجود الشهيد صدام حسين وهؤلاء الخونه بالحكم
أظن ان الجميع يعلم ان الجماعه تنظيم دولى والعراق والحزب الاسلامى جذء اصيل من التنظيم الدولى للجماعه
للتوضيح انا ضدد نورى المالكى اكثر من طارق الهاشمى 
ولكن 
انها تدوينه لتوضيح نفاق الاخوان واستغلال الدين لما بمصالحها فقط فلنرجع للوراء و الغزو الأمريكي للعراق أو حرب الخليج الثالثة (احتلال العراق) هذه بعض من أسماء كثيرة أستعملت لوصف العمليات العسكرية التي وقعت في العراق سنة 2003 والتي أدت إلى احتلال العراق عسكريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومساعدة دول مثل بريطانيا واستراليا وبعض الدول المتحالفة مع أمريكا حسب تعريف مجلس الأمن لحالة العراق في قانونها المرقم 1483 في 2003

وفى تللك الاثناء كانو اخوان مصر يخرجون على الرئيس مبارك بالمظاهرات والاحتجاجات ليمارسو الانتهازيه السياسيه لاظهار انفسهم مدافعون عن العرب وجماعتهم بالعراق تستقبل الاحتلال على انه المخلص والناشر للديمقراطيه 
(هل سمعنا من الاخوان اعتراضا على تعين الهاشمى وهو رجلهم الاخوانجى بالعراق نائبا لرئيس العراق فى ظل وجود الاحتلال)
انهم تجار دين وانتهازيون سياسيا للوصول للكرسى وحين يصلون لا يفلحون 
طارق الهاشمى ممثل الاخوان بالعراق
الهاشمى و يده فى يد بوش الذى احتل بلده و قتل منه أكثر من ربع مليون مواطن
بالمناسبة كان الهاشمى يستقبل  الاستقبال هذا  فى واشنطن أيام القطيعة ما بين مبارك و بوش

و الغريب ان مرشدهم فى مصر لسة عنده الجرأة انه يقول انهم هم اللى معاهم الماء الطهور اللى حيغسلوا به نجاسات المجتمع
من المهم أيضا الاشارة لهجومهم الدائم على أى مفاوضات مع اسرائيل و اتهامهم للحكام العرب بالخيانة و وضع يدهم فى يد العدو ...الخ من هذا الكلام المستهلك


ولكن مبارك كان عاقلا فى قراره ورؤيته والتزامه بالمواثيق الدوليه التى ابرمتها مصر من اجل العبور او عدم العبور من قناة السويس
فمن نصوصها لا يحق لمصر منع عابر من القناه الا اذا كانت مصر فى حالة حرب مع  دولة  العبور او ستحارب مع الدوله الموجهه اليها الضربه
او ان الشحنات المارة بالقناه لها تاثير سلبى على مصر 
و
 لاننا جميعا نعلم ان امريكا قررت احتلال العراق من اجل بترولها بمساعده داخليا لانتهازيون سياسيا يريدون الوصول للحكم (الاخوان المسلمين) و (الشيعه الذين ولائهم للأيران) ودول تريد نهب ثروات العراق

تحالف الأمريكان والإخوان
أولا 

. الاخوان المسلمون والحزب الاسلامي في العراق
أ. مرحلة التأسيس 
بدأ الإخوان المسلمون في العراق العمل العلني عام 1944م، باسم جمعية الإخوة الإسلامية التي أسسها الشيخ محمد محمود الصواف والشيخ أمجد الزهاوي، حيث حلت الأحزاب والجماعات عام 1959 تنفيذا لإرادة عبد الكريم قاسم آنذاك، وإثر ذلك هاجر المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في العراق المرحوم محمد محمود الصواف إلى مكة المكرمة، متخذاً منها منطلقاً لدعوته الإسلامية في الدول الإفريقية حتى توفاه الله. وعلى أثر صدور قانون الأحزاب السياسية في زمن الرئيس عبد الكريم قاسم أعلن الإخوان المسلمون في العراق عن إنشاء حزب سياسي باسم الحزب الإسلامي العراقي وقدم أوراقه إلى وزارة الداخلية آنذاك وتم رفض الطلب المقدم من الهيئة التأسيسية التي بدورها رفعت أوراقها إلى محكمة التمييز العراقية التي قضت بالسماح بتأسيس الحزب الإسلامي العراقي عام 1960م، وبعد مجيء حزب البعث إلى السلطة عام 1968م، تعرض الإخوان المسلمون للملاحقة وأعتقل عدد كبير من نشطائهم، وأعدم عدد آخر ومن أبرزهم عبد العزيز البدري ومحمد فرج والغني شندالة.
وبقي الحزب يمارس نشاطاته حتى أوائل السبعينيات ، حيث تمت عملية تحلل لهيكلة الحزب وتم تفكيكه تماماً على يد النظام السابق ، كحزب وكقاعدة جماهيرية ، ثم اثر ذلك انتهجت قياداته نهجاً آخراً يعتمد على التقرب من السلطة ، وتم احتضان أغلب قياداته من قبل صدام حسين ونظامه.
نشط الإخوان المسلمون في عمل سري في العراق ودعوي وظهرت في التسعينيات بوادر هذه الدعوة من خلال التدين والإقبال على المساجد التي تم بنائها بأعداد كبيرة، وانتشرت الكتب الإسلامية في المساجد والجامعات وكان للعمل الخيري والإغاثي والاجتماعي دور كبير في مجال الدعوة. وأعلن في المهجر عن إعادة إحياء الحزب الإسلامي بقيادة إياد السامرائي عام 1991م، وبعد سقوط نظام الحكم في العراق وإعادة الحياة السياسية العلنية في العراق أعلن الحزب الإسلامي عن نفسه بقيادة الدكتور محسن عبد الحميد الذي شارك في مجلس الحكم العراقي.
وللحزب الإسلامي العراقي الآن عدد كبير من المراكز الإسلامية والفروع والشعب منتشرة في جميع أنحاء البلد.
وعمل قادة الحزب الاسلامي مع ما يسمى (المعارضة) خارج العراق وبالتنسيق مع الاحزاب الشيعية المرتبطة بإيران ومع الاحزاب الكردية المرتبطة بإسرائيل ومع بعض العلمانيين الساقطين خلقيا من امثال المجرم العميل (احمد الجلبي), عملوا كل هذا وتامروا وتعاونوا على احتلال العراق من قبل قوى الشر والكفر والعدوان المتمثلة بالتحالف (الامريكي الصهيوني الصفوي), ومع كل هذا يرفعون راية الدين ليتستروا خلفها وليمارسوا هوايتهم في خداع وتضليل الناس من اجل تحقيق اهدافهم السياسية

ضرب المجرم والخائن العميل أحمد الجلبي بالحذاء في مؤتمر بيروت



بواسطة طارق الهاشمى رئيس حزب  الحزب الاسلامي الاخوانى

جانب من جرائم
 الحزب الاسلامي

 ومواقفه المخزية والتآمرية بعد الاحتلال:
اولا. مولاة قياداته  المحتل وافتائها بعدم مقاومة المحتل.
ثانيا. مشاركتها في مجلس الحكم تحت ادارة الصهيوني بريمر ومشاركتها في حكومات الاحتلال المتعاقبة بعد ان خدع ابناء المحافظات السنية في انه سيرفض الدستور وفي اللحظة الحاسمة اشترك في لعبة تمرير الدستور الذي كتبته اليد الصهيونية ليحقق اهدافها , وفيه تفريط واضرار بحقوق ووحدة وهوية الشعب العراقي.
ثالثا. الدور التآمري والخياني خلال معركة الفلوجة الاولى التي كادت أن تقصم ظهر الاحتلال في العراق , وقد تآمر الحزب ومارس عملية خداع للمجاهدين في تلك الحرب لإنقاذ المحتل وايجاد مخرج له.
رابعا. لعب الحزب اللا اسلامي لعبة مزدوجة عبر انشاء كتيبة ضعيفة في المقاومة (حماس العراق) التي كان واجبها تصفية معارضي سياسة الحزب وليس مقاومة المحتل, الخ), وقد ارتكبت العشرات من الجرائم بحق ابناء السنة في محافظات ( الانبار- صلاح الدين – ديالى – التأميم – نينوى ... ) وبأشراف طارق الهاشمي ورافع العيساوي وغيره من قادة هذا الحزب الماسوني العميل , وليقول انه يمسك البندقة بيد و حمامة السلام بيد، ظنا منه ان بذلك يستطيع السيطرة على المقاومة وتمثيلها عندما يرغب, ومن يريد الاطلاع على تفاصيل تللك الجرائم فليبحث في الانترنت تحت عنوان (جرائم حماس العراق).
وقد ادعى بعض قادة الحزب انهم يمثلون المقاومة في عدد من المؤتمرات (المؤامرات) التي تتعلق بالعراق.
خامسا. حاول الحزب أكثر من مرة شق صفوف المجاهدين و تأليب العدو عليهم و سوق الحزب ما يسميه بالمقاومة الشريفة و غيرها.
سادسا. شارك الحزب في احداث الفتنة بين صفوف المجاهدين بشكل مباشر, و أدى ذلك الى انقسام بعض الفصائل على بعضها.
سابعا. نقل أسرار المجاهدين و أخبارهم الى الحكومة العميلة و الاحتلال و الأجهزة الاعلامية العالمية بما يخلخل صفوفهم و مما يساعده على ذلك وجود عناصر له في بعض صفوف المقاومة.

ثامنا. دعوته العلانية الى عدم خروج القوات الأمريكية الآن و حتى يكتمل بناء القوات العراقية , مع علمه انها قوات طائفية تنفذ اجندات ايران لتنفيذ المشروع الايراني الصفوي في العراق والمنطقة.

عاشرا. استلامه ملايين من الدولارات باسم المقاومة او اهل السنة وتسخيرها لأغراض حزبية ولمنافع قياداته الشخصية.



 

الحزب الإسلامي العراقي - ويكيبيديا




الصوره توضح
زحف قوات التحالف للسيطرة على بغداد ومن ثم أحتلال العراق

هناك اناس كثر لا تعلم ان من اسباب اسقاط العراق هو انتهازية اخوان الداخل من دعم للتدخل العسكرى بأنهم وافقو على ان يكونو
ب حكومة اتى بها الاحتلال الامريكى للعراق +(الشيعه الموالين للنظام الايرانى )
وامريكا لا تنسى من يتعامل معها 
و الذى تم تتويجه بتعيين طارق الهاشمي أمين الحزب الاسلامى -يعتبر زعيم الاخوان فى العراق - نائبا لرئيس الجمهورية جلال طالبانى عام 2006 و بمباركة شيوخهم 

اتهامه بالارهاب والتفجيرات
أتهمت الحكومة العراقية طارق الهاشمي بالعديد من التهم ومنها 300 جريمة قتل وتفجير وقد حكمت عليه محكمة عراقية بالاعدام وهو هارب الان الى تركيا
(موقعة الجمل بمصر هل هناك تشابه ؟؟؟؟؟؟؟)

القرضاوى وطارق الهاشمى

دى صفحة الهاشمي على ...اخوان ويكى ، النصابين مش كاتبين حرف واحد عن الاحتلال و لا يوجد حتى أى ذكر لكلمة أمريكا فى الموضوع 


شاهد خيانة الهاشمي ولقاء مع بوش شاهد ماذا يقول له
الرئيس الامريكي جورج بوش : يشرفني استقبال نائب الرئيس العراقي للمره الثانيه فقد اسعدت بلقاءه في بغداد وقد دعوته لزيارة واشطن يومذلك وقد فعلت ذلك لاني ادرك اهميته لمستقبل العراق ..عراق حر سيكون حليفا لنا في الحرب على المتشددين الاسلاميين .. وانا ياسيادة نائب الرئيس اقدر شجاعتك ونصحك فقد قضيت اليوم وقتا مع نائب الرئيس في النقاش حول ما الذي يمكن ان تقدمه امريكا لنصرة حكومة المالكي وهدفنا ان نقهر الاسلاميين المتطرفين ونهزمهم .. لذا ارحب بك واشكرك واقدر شجاعتك .

نائب الرئيس العراقي الهاشمي : ... اود ان اعبر عن خالص شكري وتقديري لسيادة الرئيس الامريكي كما اود ان اعبر عن عظيم امتناني للدعم الفريد الذي يقدمه الرئيس الامريكي خصوصا وهو دائما وابدا يؤكد على عزمه على تحقيق النصر في العراق وانا اشاركه في همته وعزيمته القويه على الانتصار في العراق اذ ليس لدينا خيار اخر سوى الانتصار وسنحشد قوانا مع اصدقاءنا الرئيس الامريكي وادارته لتحقيق النصر في العراق ومشورتي للرئيس الامريكي ستكون عاملا مهما للنصر في العراق اشكر الرئيس الامريكي على اتاحته الفرصه وانا اغادر الولايات الامتحده ولدي امتنان عميق باان لدينا اصدقاء مصممون على مساعدتنا للانتصار في العراق مهما كانت التضحيات التي سنقدمها فااننا سنخوض هذا الصراع الذي لابد منه لتحقيق غاياتنا بالانتصار في العراق

حتى حكم عليه
بالاعدام
وكانت محكمة عراقية ادانت الهاشمي بالمسؤولية عن قتل احد مسؤولي الأمن واحد المحامين. وسبق ان اصدرت السلطات العراقية مذكرة اعتقال بحق الهاشمي في ديسمبر/كانون الاول 2011.
وعلى صعيد الوضع الداخلي في العراق، شهدت عدة مدن يوم الاحد 9 سبتمبر/ايلول سلسلة تفجيرات ادت الى مقتل 100 فرد على الاقل، واصابة العشرات، واتساع المخاوف من ان يدخل العراق في دوامة عنف طائفي واسع النطاق.
كما ان هناك مخاوف من ان تؤدي هذه التطورات الى انهيار الائتلاف السياسي الهش الذي يحكم العراق بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي،
(الطائفيه فى العراق هو احد اسبابها بالعراق كما الشيعه فالفكرين من الطرفين متطرف ولا يصلح لسياسة اى دوله )
(سياسة التكفير التى تحدث بمصر وظهور الجماعات التكفيريه بسيناء وتهجير اقباط مصرين من هناك فى وقت يحكمنا اخوانى دون رد فعل فعال وقوى على هؤلاء الغوغاء من الممكن ان يؤدى الى مترتبات لا يحمد عقباه)

أعترافات أفراد حماية طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي

طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي يأمر افراد حمايته بالقيام باعمال ارهابية لقتل العراقيين والاسوء من ذلك يستعمل اموال وسيارات الدولة في عملياته الارهابية . هؤلاء هم السياسيين العراقيين الجدد بدلا من بناء العراق يقتلون العراق والعراقيين لعنة الله على كل من يخون العراق والعراقيين ....
https://3.bp.blogspot.com/-w4FBt0C56fg/UGYfoLjAXyI/AAAAAAAAEZQ/QyofSi2xI1c/s320/109.ht1.jpg

اضف لمعلمواتك عن الهاشمى انه على وفاق تام مع قطر (العميله للصهيونيه العالميه)
https://1.bp.blogspot.com/-CEgYjscUFPM/UGc6uUaKztI/AAAAAAAAEZ8/UWlVZDiBzJs/s1600/filemanager.jpg

طارق الهاشمي مع وزير الدفاع الامريكي  روبرت غيتس 

مع باتريوس القائد الامريكي في العراق
https://1.bp.blogspot.com/-5gPUT_WLP88/UGdCnjNTEkI/AAAAAAAAEa4/__32bqP4S2k/s320/jeneral.jpg


https://4.bp.blogspot.com/-WtPlljvz3B8/UGXy4WpqfXI/AAAAAAAAEYk/ngnT_QWKehM/s320/9414140.jpg

علاقة الأمريكان بالإخوان المسلمين -- د.عبدالله النفيسي



وأيضا مقاله هامه جدا

الإخوان والأمريكان

كتب شريف حافظ بتاريخ الأربعاء، 8 يوليو 2009 - 09:23
 مقال قديم ولكنها تحكى ما يحدث لنا بالحاضر نفاق للاخوان وانتهازيه سياسيه اتجار بكل شيء لصالح مصالحهم 
ولنقرأ ما كتب

يُشعرك الخطاب الإخوانى العلنى أن أمريكا رجس من عمل الشيطان، ولكن المقالات التى يقرأها المثقفون والتى تُكتب من قبل صفوة الإخوان، تُعبر عن رؤيا أُخرى تماماً. فالخطاب الإخوانى، ازدواجى فى الكثير من الأمور. فيظهر اللعن والسب فى المظاهرات الإخوانية الخاصة بالأحداث السياسية الإقليمية، بينما تظهر النبرة الهادئة فى مقالات صفوة الإخوان من أمثال الدكتور عصام العريان. 

فاليوم، لم تَعُد عَلاقة الإخوان بالأمريكان من الوهم، ولكنها حقيقة ظاهرة للعيان، أقرها العريان علناً، فى مقال مؤخراً فى جريدة الحياة اللندنية، رغم جيش من كُتاب الإخوان، الذين يريدون إقناع الأمة المصرية، بأنهم لم ولن يتعاملوا مع الأمريكان، بسبب دعم أمريكا لإسرائيل، على رأس الأسباب التى يطرحونها!

فلقد كتب العريان فى جريدة الحياة اللندنية، فى 1 مارس الماضى، مقالا موجها للإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس باراك أوباما، عنوانه، "الإخوان المسلمون والإدارة الأمريكية الجديدة.. هل من جديد؟"، وهو ما عبر عن مغازلة جماعة الإخوان للولايات المتحدة الأمريكية، علناً. والغريب، أن بداية العلاقة وفقاً للعريان، جاءت بمبادرة أمريكية فى عهد الرئيس كارتر، للوساطة فى مسألة الرهائن مع الإيرانيين بعد الثورة الإيرانية، وقبل التلمسانى، المرشد الإخوانى وقتها، الطلب الأمريكى، ولكن رفضته إيران! وعندما وجهت للعريان دعوة لزيارة خاصة للولايات المتحدة لشهر فى أواسط الثمانينات، رفض العريان ذلك، لاعتبارات برلمانية ودراسية وشخصية، وأكد فى مقاله، أن هذا لم يكن موقفا إخوانيا، بقدر ما كان موقفه هو، حيث أكد المرشد وقتها، مأمون الهضيبى، أن الجماعة لا تُمانع!! 

وفى إشارة العريان إلى أن الإخوان كانوا يُغازلون إدارة جورج بوش الابن، قال بالنص: "مع قدوم إدارة الرئيس جورج بوش كانت كارثة 11 أيلول (سبتمبر) الرهيبة والتى ما زالت آثارها تتداعى حتى يومنا هذا، وأدان "الإخوان" تلك الحادثة فى صباح اليوم التالى فى موقف يتسق تماماً مع منهجهم ومع شريعة الإسلام ومع ما سبق من اعتراضات ضخمة للإخوان على السياسات الأميركية خصوصاً منذ الحملة على العراق لتحرير الكويت، ومع ذلك كان بيان الإدانة مقتصراً على رفض هذا النهج العنيف من دون إشارة إلى سياسات أمريكية، وعلى رغم ذلك تباعدت المواقف جداً بين "الإخوان" وبين إدارتى بوش "الابن".

وتكلم العريان عن اللقاءات المتعددة التى ضمت الإخوان والأمريكان، ثم أنهى المقال، بمناشدة باراك أوباما، مثلما "اعتاد" الإخوان المسلمون" توجيه رسالة مفتوحة إلى الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين منذ رونالد ريغان وبوش الأب وكلينتون وفى الدورة الأولى لبوش الابن، فتح صفحة جديدة مع الإخوان!!

هؤلاء هم الإخوان المسلمين، الذين كانوا إلى وقتٍ قريب يحلفون بعزة جلال الله، أنهم لم ولن يتعاملوا مع الأمريكان أبداً. وتلك الشهادة من قبل العريان، ما هى إلا تعبير عن سياسات أكثر عُمقاً، وما يقوله الإخوان حول أنهم لم ولن يتعاملوا مع الأمريكان، على مدى الزمن، أثبت كذبه، بمبادرة العريان، الذى ظن أنه يجنى ثمار نجاح، فإذا هى، ثمار خيبة. وبالطبع، فإنه يكشف الكذب الواضح، الذى يُمارسه الإخوان، متصورين أنه سياسة. ولا أعرف: هل كذبهم من الدين؟ هل هذا تعبير عن أن "الإسلام هو الحل"؟

ورغم تلك العلاقة التاريخية، كما جاء فى مقال العريان، فان الإخوان وفى إطار خطابهم الآخر، الموجه للبسطاء، يسبون أمريكا فى مظاهراتهم، ويُشعروا العامة، بكم الكره الذى يشعرون به حيال الولايات المتحدة. بينما أياديهم تُسلم على الأمريكيين فى الظلام!! إن هذا المشهد، وكما رواه الدكتور عصام العريان، مسئول المكتب السياسى لجماعة الإخوان المسلمين، إنما يُعبر عن "سياسة الغاية تُبرر الوسيلة"، وليس تعبيراً، عن غموض شعار "الإسلام هو الحل"!! 

ولم يذكر العريان الكثير من أسرار العلاقات الأمريكية – الإخوانية، بالطبع، وإنما أظهر فقط، ما يجعل الإخوان يبدون وكأنهم الحمل الوديع، الذى لم يبدأ بالاتصال بالولايات المتحدة، إلا فى عهد الرئيس كارتر! ولكن، ما الثابت، من جراء الكتابات الأمريكية، هو أن الولايات المتحدة الأمريكية، رأت فى الإخوان "حليفا" جيدا بعد الحرب العالمية الثانية، فى حربها الباردة ضد الاتحاد السوفيتى، فاستقبل الرئيس الأمريكى أيزنهاور فى 1953، سعيد رمضان، صهر حسن البنا، الذى أدين فى قضايا هتك العرض فى مصر وبرأه البنا. وبعد ذلك، كانت العلاقة مُباشرة بين الإخوان والولايات المتحدة، ضد نظام عبد الناصر، مما يوحى بالمكيافيلية البحتة اليوم، عند سماع المرء عن تحالف الناصريين مع الإخوان.

وهناك تنظيمات إخوانية، داخل الولايات المتحدة الأمريكية، على رأسها، جمعية مسلمى أمريكاMAS) ) Muslim America Societ ، والتى أُنشئت عام 1993 بولاية إلينوى. ويعترف القائمون على الجمعية أن الإخوان، هم من أسسوها، ولكنهم يقولون، أنهم انفصلا، تماماً كما كان الإخوان يقولون، وأنهم ليس لديهم علاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية!! 

فإذا ما كنا نتكلم عن علاقات ترجع، على أقصى تقدير، إلى العام 1953، بينما ينفى الإخوان، طوال الوقت، وجود مثل تلك العلاقات، فى كذب واضح، بينما يتشدقون بصفة "المسلمين" ويُعرفون السياسة وفقاً لمفاهيمهم، على أنها طريق مستقيم، فإننا أمام جماعة من المُحتالين، وليست إخوانا مسلمين! وفى تلك العلاقة تشويه للإسلام وليس للشعار الغامض، المرفوع من قبلهم، "الإسلام هو الحل"، لأن هذا الشعار، قد شوه من قبلهم بالفعل، ومنذ زمن وفى أكثر من مناسبة. ومازال للإخوان مصائب وأكاذيب، أكبر من تلك، وطالما مد الله فى العمر، كان لحوارنا بقية فى فضح مزاعم الإخوان وأكاذيبهم.

اطالب بعودة اقليم اقليم كوردستان (سناريو تقسيم العراق سينتهى بعودته للحكم العام وليس الذاتى )
https://2.bp.blogspot.com/-E7W80djcC0w/UGdBJmS2LlI/AAAAAAAAEaw/UZvuCGat6AU/s1600/white%2520house%2520barzani%2520boush%252020081029.jpg
مسعود بارزانی

تاريخ الإخوان الكاذبون وتاريخهم الأسود في الاغتيالات وسفك الدماء!




بسم الله الرحمن الرحيم 

 جماعة الإخوان المسلمين هم النكبة الكبرى والفتنة العظمى على الدين  ، وأثر سيفهم  في الأمة أعظم وأنكى من سيف اليهود والنصارى ويقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان

وفي كل مرة يهربون من تحمل تبعات أخطائهم ويحملون غيرهم ما حل بالأمة من مصائب وهم الذين غرسوها بأيديهم وسقوا تربتها بجهلهم 

 فدائما ما ينكر قادة الإخوان فتن جماعتهم في ارتكاب الجرائم والاغتيالات السياسية ، فقد تبرأ المرشد العام للإخوان المسلمين محمد عاكف من تحمل تبعات جميع الجماعات المتطرفة التي نشأت في عباءتهم 

وأنكر بغير خجل أن يكون الإخوان وراء أحداث العنف في يوم من الأيام وقال في آفاق عربية 10 فبراير 2005 : ولا يقول هذا إلا جاهل متعمد أن يسيء إلى الإخوان ، والإخوان صحيفتهم بيضاء وتاريخهم بريء من كل هذه الأعمال . أهـ . 

ونسي محمدعاكف أنه كان  عضوا في التنظيم السري الخاص الذين قام بجرائم قتل واغتيالات ! واستقبل جموع الإخوان لتلك الجرائم بالفرح والسرور  كما سيأتي كلامهم . 

والتنظيم الخاص كان تنظيما  إنقلابيا يهدف إلى قلب نظام الحكم بالقوة ، وصحيفة محمد عاكف لم تكن بيضاء كما زعم إنما هي صحيفته ملوثة بالدماء والإرهاب ، فقد كان من جملة الأعمال التي قام بها هذا التنظيم عندما كان محمد عاكف عضوا فيه هي قتل المهندس سيد فايزعلى اثر اختلاف وقع بينه وبين أعضاء التنظيم حيث أرسلت إليه قنبلة في علبة حليوات بمناسبة المولد فانفجرت فيه وأودت بحايته كما أكد ذلك عبدالحليم في كتابه أحداث صنعت التاريخ 3/229

كما أن التنظيم الخاص كان يتتبع من خالف الجماعة بالتهديد والتخويف كما تتبعوا محمد الغزالي عندما انتقد في كتابه معالم الحق جماعة الإخوان ومرشدها .

قال القرضاوي : ومما هيج الشيخ أكثر واستثار غضبه أن بعض المتحمسين من الإخوان تحداه وهدده بالقتل إن تكلم أو كتب . آفاق عربية 26شوال 1425

وزعم القرضاوي أن الأحداث الإرهابية الماضية كانت معبرة عن فعل القلة 
ثم تناقض مع نفسه ونقل في مذكرته ما يدل على استقبال عامة الإخوان لتلك الحوادث بالسرور حتى جعل قاتل النقراشي باشا إماما من الأئمة وجعل النقراشي كلبا من الكلاب ، وماذلك إلا لأن القتل بعبر عن فكرتهم ويحقق غايتهم فالجو السياسي في هذا الزمان كان يستحل قتل المخالفين لهم كما زعم 

قال القرضاوي : 

وقابل عامة الإخوان اغتيال النقراشي بفرحة مشوبة بالحذر ، فقد رد عبدالمجيد حسن لهم كرامتهم وأثبت أن لحمهم مسموم لايؤكل وأن من اعتدى عليهم لابد أن يأخذ جزاءه ! وكان الجو السياسي العام في مصر يسبغ ذلك ( سيرة ومسيرة 1/ 335/337 

وأنشد القرضاوي معظما قاتل النقراشي قائلا في نفس كتابه : 1/337 : 

عبدالمجيد تحية وسلام    أبشر فإنك للشباب إمام
سممت كلبا جاء كلب بعده     ولكل كلب عندنا سمام 

ونسي القرضاوي  أن دين الإسلام لايبيح ذلك ويأباه   ذلك إذا كانت مرجعيته دينية إسلامية 

 وليس اختلاف الزمن مبررا للقتل المحرم بأي صورة من الصور كما زعم . 

بل إن  الاغتيالات وسفك الدماء المعصومة كان منهجا ينظّر له مشايخ الإخوان ودعاتهم  فيستدلون له وينسبونه كذبا للدين   حتى يصلوا لبغيتهم ويحققوا هدفهم من الوصول لكرسي الحكم

قال سيد قطب : 

وفي الوقت نفسه و مع المضي في برنامج تربوي كهذا لابد من حماية الحركة من الاعتداء عليها من الخارج ..وهذه الحماية تتم عن طريق وجود مجموعات مدربة تدريبا فدائيا بعد تمام تربيتها الإسلامية من قاعدة العقيدة ثم الخلق فإن هذه المجموعات لا تدخل في الأحداث الجارية ولكنها تدخل عند الاعتداء على الحركة والدعوة والجماعة لرد الاعتداء وضرب القوة المعتدية بالقدر الذي يسمح للحركة أن تستمر في طريقها . أهـ . 

وقال سيد قطب :في الظلال 3/1451
( لا مندوحة للمسلمين أو أعضاء الحزب الإسلامي عن الشروع في مهمتهم بإحداث الانقلاب المنشود والسعي وراء تغيير نظم الحكم في بلادهم التي يسكنونها ) 

وقال الصباغ : إن الإسلام سن أسلوب الاغتيالات في مواجهة الخصوم .

وقال محمد عساف في كتاب مع الإمام الشهيد ص 159 : ولا يزال الإخوان الى الآن في كتبهم وأدبياتهم يمدحون أفرادا كان لهم دور كبير في قتل رؤساء ومسؤولين بما يدل على عمق علاقتهم بهم ورضاهم عن توجهاتهم الإنقلابية الإرهابية 

1ـ 
من أشهر الاغتيالات التي قام بها الإخوان 
 قتل محمد ماهر باشا 1954

كان عمل التنظيم الخاص في زمن الملك فاروق يدور حول رصد الشخصيات السياسية للتخلص منها بالقتل غدرا دون إقامة حجة أو بلاغ أو استتابة فبمجرد  الاختلاف في بعض المسائل السياسية يتهم السياسي بالعمالة والخيانة ومن ثم يجب قتله والتخلص منه وهذا هو الذي شهد به تاريخهم وسجل في كتبهم وقد كان مقتل أحمد ماهر باشا رئيس الوزراء أول جريمة اغتيال سياسي فكر الإخوان في تنفيذها وكان ذلك عام 1945 ولكنهم أفلتوا من عاقبتها ..

ومحمد ماهر باشا هو الذي أسقط البنا في انتخابات البرلمان . مع الإمام الشهيد ص 151

واتهمه الإخوان بالتهمة المعروفة عندهم  العمالة ! وذلك لما فكر في التحالف مع قوات الحلفاء والانجليز ضد قوات المحورالمانيا وإيطاليا، فقتلوه بمجرد التفكير !

وذكر محمود عساف أن التنظيم الخاص وضع الخطة لقتل أحمد ماهرباشا .
 الإمام الشهيد ص 153

وفي عام 2009  إعترف خليفة عطوة أحد أعضاء التنظيم السري لجماعة الإخوان بالاشتراك في قتل أحمد ماهرباشا  مع محمود العيسوي الذي تحمل القضية بمفرده قائلا كما نقل عنه الأستاذ حسين البربري :

" إن أول ظهور للتنظيم السري للإخوان كان عام 1944 حيث بدأنا تكوين مجموعة الخلايا العنقودية المسلحة وكل خلية مكونة من زعيم واربع أفراد وكل خلية لا تعرف الأخرى وبدأنا بالعمل المسلح باغتيال أحمد ماهر باشا عن طريق محمود عيسوي . المصريون نت 7/2/2009

2ـ 
ومن اغتيالات الإخوان المسلمين قتلهم القاضي أحمد الخازندارفي عام 1948 بأمر من حسن البنا كما أقر القاتل ولم يستطع البنا الفرار من هذه التهمة . 

قال الدكتور عساف في كتابه مع الإمام الشهيد ص 147ـ148 :  

دخل الأستاذ وهو متجهم وجلس غاضبا ثم سأل عبدالرحمن السندي قائلا : أليست عندك تعليمات بألا تفعل شيئا إلابإذن صريح مني ؟
قال بلى ! 

قال كيف تسنى لك أن تفعل هذه الفعلة بغير إذن وبغير عرض على مجلس إدارة النظام ؟ فقال عبدالرحمن لقد طلبت الإذن وصرحتم فضيلتكم بذلك  .. قال الإمام : كيف ؟ هل أصرح لكم وأنا لا أدري ؟ قال عبدالرحمن لقد كتبت إلى فضيلتكم أقول/ ما رأيكم في حاكم ظالم يحكم بغير ما أنزل الله ويوقع الأذى بالملسمين ويمالي الكفار والمشركين والمجرمين ؟ فقلتم فضيلتكم  : ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ) فاعتبرت هذا إذنا !!

قال الإمام : إن طلبك الإذن كان تلاعبا بالألفاظ فلم يكن إلا مسألة عامة تطلب فيها فتوى عامة أما موضوع الخازندار فهو موضوع محدد لابد من الاذن الصريح فيه . ثم قال : إن كان قتلك للخازندار قد تم بحسن نية فإن علينا الدية ولكن الحكومة دفعت تعوضيا كبيرا لأسرة الخازندار فأسقطت الدية عن الإخوان .
 حقيقة التنظيم الخاص ص 264


وانظر لكلام البنا فإن المشكلة ليست في سفك دم مسلم إنما كانت مشكلته مع القاتل أنه قتل من غير إذن ! 3ـ
ومن اغتيالات الإخوان قتلهم للإمام يحيى بن حميد  حاكم اليمن 

فذلك أن حسن البنا كان يفكر بالثورة والإنقلاب عليه وإقامة حكم إخواني ، معتمدا على استغلال فراغ دستوري يتحقق ذلك بموت الإمام يحيى ، حينئذ يقوم الإخوان اليمنيون الأحرار !! بتنفيذ الخطة الإخوانية التي رسمها لهم حسن البنا في القاهرة وذلك في مارس 1948 

مع أن العلاقة كانت حميمة بين حسن البنا وبين الإمام يحيى وولده أحمد ، فكانت بينهم رسائل مودة وعلاقة متبادلة ، وكان مقصود البنا فتح الباب لصحف الإخوان ومقالاتهم ودعوتهم كي تنتشر في بلاد اليمن وكان الإمام يحيى يقدر حسن البنا قال محمود عساف : وتقديرا له أهداه عمامة يمنية ، كان الإمام يرتديها كثيرا . الإمام الشهيد ص 85

ومع ذلك لم تمنع تلك الرسائل ولا هذا التقدير حسن البنا في التفكير في الإنقلاب على الإمام يحيى وقتله على فراش المرض 

وقد أطلق حسن البنا على الإخوان اليمنيين إسم اليمنيين الأحرار وهو نفس الاسم الذي اختاره في مصر للضباط الأحرار في أوائل الأربعينات 

وقد كان حسن البنا يجتمع في دار الإخوان مع بعض طلبة العلم اليمنيين الذين كانوا يدرسون في الأزهر وفي دار العلوم في القاهرة ...يدفعهم إلى الثورة التي زعم في رسائله أنه لايؤمن بها ! ويؤكد لهم أن اليمن مهيأة لحكم الإخوان أكثر من أي بلد آخر 
قال محمد عبدالحليم : ولكني أستطيع أن أقرر أن فكرة إعداد الشعب اليمني للثورة قد نبتت في المركز العام .
 أحداث صنعت التاريخ 1/447

وأنشأ حسن البنا أول حزب للمعارضة على يد أحد الشباب الذين كانوا يدرسون عنده في القاهرة وقد أكد ذلك موقع الإخوان : " وفي عدن بدأت مرحلة جديدة في الكفاح والنضال حيث أسس الزبيري مع رفيق كفاحه أحمد محمد نعمان حزب الأحرار سنة 1944 الذي تحول اسمه إلى الجمعية اليمانية الكبرى عام 1946 وأصدر صحيفة صوت اليمن وفوضت الجمعية الإمام حسن البنا في أن يتحدث عنها في كل شأن من الشؤون . إخوان أون لاين 16/6/2005

فوافق حسن البنا أن يكون ناطقا رسميا باسم المعارضة اليمنية وأرسل موافقته بذلك إلى إبراهيم بن الإمام يحيى . 
وقام الإخوان بخبث وخسة متناهية بقتل الإمام يحيى على فراش المرض وأقاموا حكومة الدستوريين بقيادة عبدالله الوزير وكما جاء في موقع الإخوان أون لاين 16/62005 " واستمر الكفاح حتى قيام ثورة 1948 حيث قتل الإمام يحيى حميد الدين ونصب عبدالله الوزير إماما جديدا لحكم دستوري شرعي وكان للإخوان المسلمين والفضيل الورتلاني ممثل الإمام البنا في اليمن الدور الرئيسي في هذه الثورة . 

وعندما قامت الثورة في اليمن أيدها الإخوان في مصر وأرسل البنا وفدا لتهنئة الإخوان اليمنيين بنجاح الثورة وقام الوفد الإخواني في نفس الوقت بتعزية أبناء الإمام يحيى وهم الذين قتلوه . 

قال الأستاذ مصطفى الشكعة أحد كوادر الإخوان في زمن حسن البنا في كتابه مغامرات مصري في مجاهل اليمن : " ثم اندلعت ثورة اليمن التي قامت باغتيال الإمام يحيى حميد الدين وأرسلت الثورة المينية تدعو الاستاذ البنا لكي يزور اليمن وكنت إذ ذاك أعمل في اليمن وكان القائمون على الثورة تربطهم رابطة المكان للإخوان حيث كانوا يجتعمون أثناء إقامتهم في القاهرة في مقرهم فلما وجه الثوار الدعوة الى الاستاذ لم يستجب لها بل أرسل أحد كبار الإخوان ممثلا له في طائرة . إخوان أون لاين 24/11/1426
وهذه الثورة لم تدم أياما  حيث استطاع أحمد بن الإمام يحيى أن يعتلي عرش اليمن مرة أخرى بالاستعانة بالقبائل وانتقم من قاتلي أبيه وفر الإخوان هاربين مخذولين إلى جنوب اليمن وإلى كثير من البلاد ومات من مات وسجن من سجن وكان هذا هو الشتات الأول الذي كتبه الله على الإخوان قبل شتات 1954وشتات 1965

وقد كانت ثورة حسن البنا الفاشلة في اليمن مقدمة من أكبر المقدمات التي أدت إلى حل جماعة الإخوان عام 1948في زمن النقراشي باشا ذلك لأن حسن البنا كان يعلن دائما أنه لايبغي ثورة ولا يؤمن بها وهاهو يثبت تلونه في العمل السياسي بسعيه في تدبير انقلاب في قطر آخر بما يعني أن القطر الذي يعيش فيه سيأتي في المرتبة التالية 

وهنا قام رئيس الوزراء المصري النقراشي بجل جماعة الإخوان  .
ثم قام الإخوان باغتياله 


اغتيال رئيس الوزراء النقراشي


قال الصباغ : إن الإسلام سن أسلوب الاغتيالات في مواجهة الخصوم ..إلخ . 

وقال الصباغ : لايمكن أن يعتبر أن قتل النقراشي باشا من حوادث الاغتيالات السياسية فهو عمل فدائي صرف قام به أبطال الإخوان المسلمين لما ظهرت خيانة النقراشي صارخة في فلسطين وحل جماعتهم واعتقل قادتهم وصادر ممتلكاتهم وحرم أن تقوم دعوة في مصر تدعو إلى هذه المبادئ الفاضلة إلى الأبد 

فكانت خيانة صارخة لا تستتر وراء أي عذر أو مبرر مما يوجب قتل هذا الخائن شرعا ويكون قتله فرض عين على كل مسلم ومسلمة . .التنظيم الخاص ص 312

وعلى كلام الصباغ سيكون الإخوان المسلمين في هذا العصر وعلى رأسهم حماس يستحقون وجوب قتلهم لأنهم أقروا بالهدنات مع اليهود  .

وقد مر معنا أبيات القرضاوي في جعل النقراشي كلبا من الكلاب وأن قاتله إمام من الأئمة وأن عامة الإخوان فرحوا واستبشروا بقتل النقراشي 

ولكن مع هذا فإن حسن البنا لما حقق معه في مقتل النقراشي جعل قاتله شقيا مفتونا وأنه ليس من الإخوان ولا من المسلمين حتى قال للواء صالح حرب باشا  كما نقل عنه محمود عبدالحليم في كتابه أحداث صنعت التاريخ 2/75: أرأيت هذا المفتون ماذا كان ينوي أن يفعل ؟ والله ما هذا الشقي مسلما ولا من الإخوان ..ولما خوطب الشيخ من الجهات الرسمية في هذا الحدث تبرأ من هذا الشاب واستنكر بكل شدة فعلته وأظهر استعداده أن ينشر بيانا آخريذيع فيه أن هذا المفتون وأمثاله ليسوا مسلمين . . أهـ .

وهذا يدل على تلون الإخوان وأنهم بألف وجه والف صورة في الموقف الواحد . 


ومن اغتيالات الإخوان : قتل المهندس سيد فايز 

كان المهندس يتبع جماعة الإخوان بل وكان عضوا في النظام الخاص ولكن اعترض عليهم في قتلهم للنقراشي  فكان جزاؤه القتل 
قال محمود عساف : التقيت بالأخ المهندس السيد فايز بشارع العباسية أمام مكتبه المطبعي وجدته غاضبا على النظام الخاص وأفكاره تكاد تتطابق مع أفكاري ..في اليوم التالي وكان ليلة مولد النبي صلى الهم عليه وسلم ذهب شخص ما بصندوق من حلوة المولد وطرق باب السيد فايز في شارع عشرة بالعباسية وسلم صندوق الحلوى إلى شقيقته قائلا إنه لايجب أن يفتحه إلا السيد بالفعل حضر السيد فايز وتسلم الصندوق وبدا بفتحه وإذا بالصندوق ينفجر ويودي بحياته 
مع الإمام الشهيد ص 157ـ158

وعلق محمود عبدالحليم على تلك الجريمة قائلا : تلك جريمة رهيبة لاشك عندي أنها من فعل النظام الخاص لمجرد أن السيد فايز يعارض وجوده 

سألت الشيخ سابق عن هذه الواقعة فقال إن رئيس النظام هو الذي خططها وأنفذها أحد معاونيه ..أحداث صنعت التاريخ 3/22


السعي لاغتيال جمال عبدالنصار : بين الاستاذ فريد عبدالخالق في حديثه لقناة الجزيرة عن طريق وهبة الفيشاوي أحد أعضاء التنظيم أن مواجهة عبدالناصر والقضاء عليه كانت مهمات تنظيم 1965 فقال : فيه مجموعة يجتمعون ويرتبون لمواجهة عبدالناصر والقضاء عليه وقتله . 
الجزيرة نت الاثنين 8/3/2004
وقد نجى من القتل  بأعجوبة!

قتل الرئيس أنور سادات 

قال محمد عساف في كتاب مع الإمام الشهيد ص 159 : ولا يزال الإخوان الى الآن في كتبهم وأدبياتهم يمدحون أفرادا كان لهم دور كبير في قتل رؤساء ومسؤولين بما يدل على عمق علاقتهم بهم ورضاهم عن توجهاتهم الإنقلابية الإرهابية ومثال ذلك ما صرح به محمود الصباغ في كتابه حقيقة التنظيم الخاص ص 29 وقد قدم لهذا الكتاب الاستاذ مصطفى مشهور سنة 1989 وفيه مدح الصباغ قتلة الرئيس السادات وقال عنه : فبلغ قمة الاستبداد والتأله على شعب منحه حبه وضحى معه بدمعه عزيزا مهراقا على أرض المعكرة وهو ظلم لا يرضى عنه خالق السماوات والأرض الذي أبدع كل شيء صنعا فسلط عليه شابا من شباب مصر وأظلهم بظلة فباغتوه في وضح النهار وفي أوج زينته وعزه يستعرض قواته المسلحة ولا يرى فيهم إلا عبيدا له ينحنون وبقوته وعظمته يشهدون وإذا  بهم سادة يقذفونه بالنار ويدفعون عن أنفسهم وصمة الذل والعار والشنار وعادت لمصر عزتها وانتصر الله للمؤمنين في المعركة الرابعة نصرا عزيزا " 


ذكر الإخواني محمد قطب أن الإخوان المسلمين هم الذين تسببوا في سوريا في مقتل ما يقرب ثمانين إلى مئة وعشرين ألف مسلم في مجزرة حماة وسيحاسبهم الله على هذا العبث 

فقال محمد قطب :كل محاولة للصدام مع السلطة للوصول إلى الحكم عبث غير مبني على بصيرة ولا تدبر وقمته مذبحة حماة نموذجا بارزا ينبغي أن تتدبره الحركة الإسلامية جيدا.
واقعنا المعاصر ص 438 ط 1997 

أقول : 
وتمعنوا فيما حصل  في البلدان العربية بما يسمونه بالربيع العربي فكان الإخوان هم من أججوا نارها وأشعلوا الفتيلة فيها   فقتلت أنفس وأزهقت أرواح وانتهكت عورات ورفع الأمن وتفرقوا أحزابا يقتل بعضهم بعضا حتى ذهب ريحهم وتسلط عليهم عدوهم ولازالوا في تفرق وتشرذم  فلا دين نصروا ولا فساد كسروا ،إنما جعلوا جثث الشعوب ودمائهم معبرا لتحقيق  مآرب الحزب .

من التاريخ الدموي للإخوان المسلمين مجازر حماس في حق الشعب الفلسطيني 

وقد قامت حماس بقتل مئات الأنفس المسلمة من المخالفين لهم ومن أبرز تلك المجازر لما قامت واقتصت لنفسها بطائفة من الطوائف العاملة في المجال الأمني التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية وذلك في معركة شرسة قتلوا فيها ما يقرب من مائة ألف نفس  في ايام معدودة بغير قانون ولا محاكمة واتهموهم بالعمالة والخيانة كعادتهم في اتهام خصومهم

وقد اعترف خالد مشعل في رسالته للمرشد العام محمد عاكف أن ما ارتكبته حماس من مجازر في فلسطين أمر مؤلم 
  فقال : " إن ماقامت به حماس في قطاع غزة كان مؤلما لحماس كما كان مؤلما للشعب الفلسطيني كله إلا أنه كان نتيجة حتمية لما قامت به بعض الأطراف من ممارسات جارت على القانون والشرعية في غزة بعد فوز حماس بالانتخابات . 
إخوان أون لاين 10/7/2007

وعلى خلاف ماكان من خالد مشعل من  إظهار التوجع على ما حدث فقطاع عريض من حماس أظهر الابتهاج والسرور وقال إن فتح غزة كفتح مكة 

وهذا الذي حصل من قبل في قتل النقراشي باشا طائفة تجعل النقراشي كلبا من الكلاب وطائفة أخرى تجعله وطنيا مخلصا 

والسؤال الذي يطرح نفسه بالضرورة إذا كانت تلك المجازر التي وقعت في فلسطين جرحا مؤلما ومخالفا للشرع والدين فلماذا أصدر خالد مشعل الأمر بوقوععها ولماذا لم يتبرأ منها على الملأ دون أن يخص ذلك برسالة للمرشد العام ؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire