Tunisiens Libres: الربيع العربي و الثورة المضادة

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

dimanche 28 décembre 2014

الربيع العربي و الثورة المضادة

الربيع العربي و الثورة المضادة





يتنادى البعض اليوم بقرع طبول الحرب، والانخراط في صراع دونكيشوتي بين ثورة وثورة مضادة. رغم أني أعلم يقينا أن الثورة المضادة بدات منذ أن ارتهن الموقف التونسي للقرار القطرائيلي والمخطط الاخوانجي التركي، ومنذ ان تم تحويل وجهة الربيع العربي بكل ما كان يمكن أن يمنحه إلى الربيع العبري بكل ما اقترفه في الأمة العربية من مجازر وفوضى وانهيار. 

والملاحظ أن من يدّعون أنهم حماة الثورة كانوا أول وأكثر من زرع الخناجر في قلبها وأجهض حلمها البكر قبل اكتمال التحقق. فليست الثورة سوى مسارا يبدأ يانتفاضة شعبية وينتهي بثورة قيّمية وثقافية وابداعية وصناعية، تغير حياة الناس للافضل. لكن ما تم في تونس وما تمّ في كل مكان ضربته رياح الثورجيين كان عكس ذلك تماما. 

إن الإيجابي في التجربة التونسية أن الشعب التونسي بنسبة كبيرة منه رفض السقوط في الاحتراب الاهلي رغم كل المحاولات وكل الذين تقاذفتهم أمواج الفتنة راغبين أو مخدوعين.

الوحدة الوطنية ليست خيارا، بل هي واجب مقدّس وموضع حيوي لا يجب أن يلمس بأي حجة كانت، 

وكل هذه القوى التي تتحرك في الظل حينا وأمام الضوء أحيانا لكن مع الكثير من الاقنعة والإفك والتزييف، إنما هي بيادق تحركها أيد لا تريد لتونس أن تكون موطنا لثورة فعلية تتجلى فيها ثقافة ورقيّا وازدهارا وتعايشا وتمازجا بين أصالة متجذّرة وانفتاح رصين.

دعوة للمجتمع المدني وللاعلام: لا ينبغي ترك المجال لمن ينشرون الفوضى ويبثون ثقافة الحريق بعد أن بثوا ثقافة الانهيار والاحتقان والموت. 

لا بديل عن نشاط مستمر وعن توعية وانارة ودور تفاعلي تشاركي بين كل النسيج الثقافي والديني والابداعي والاعلامي والجمعياتي نحو الافضل والارقى.

دعوة للحكومة والرئاسة التي انتخبها الشعب: لا بديل عن مشاريع استباقية تغلق المجال أمام غربان الخراب عبر زخم من الثقافة والابداع والنهوض الاقتصادي والعناية بكل مناطق الجمهورية خاصة المناطق المحرومة والتركيز على الجنوب والشمال والوسط والغرب حتى يكون لتونس كلها مكان ومجال ودور واستفادة.

دعوة للمؤسسة الأمنية والمؤسسة العسكرية وما يتعلق بها من نسيج نقابي وجمعياتي: العمل يبدأ الان، لاستكمال مسيرة النضال والتطوير. ولحماية تونس من الارهاب وما ينتجه الارهاب او ينجر عنه. كي لا تضيع دماء الشهداء سدى، لابد من حماية تونس بقوة القانون وقوة الردع والحسم واليقظة والاستباق.

الشريف مازني

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire