يا سي الباجي مصير تونس بيد أبنائها و بناتها و ليس بيد فرنسا أو غيرها
علق نائب الشعب عن الجبهة الشعبية والخبير الاقتصادي فتحي الشامخي على خطاب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولوند خلال زيارة الدولة التي أداها أمس رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي إلى فرنسا قائلا: كلنا يستطيع ان يعبر في خطابه عن مشاعر الحب والصداقة والود والتعاون.. لكن العبرة في الافعال".
وتابع الشامخي في تصريح لحقائق اون لاين اليوم الاربعاء 08 أفريل 2015: "هولوند يقول : تربطنا علاقات صداقة قديمة، ويدمج هذه العلاقات القديمة مع فترة الاستعمار، وهو ما يحيلنا إلى التساؤل عن مدى صدق النوايا في هذا الخطاب".
وعلى صعيد القرارات المتخذة في المجال الاقتصادي، وما اعلن عنه الرئيس الفرنسي من تحويل جزء من ديون تونس بما قيمته 60 مليون أورو (ما يعادل 130 مليون دينار) إلى استثمارات، رأى محدثنا أنه من الغريب أن المعادلة تصبح "تونس مدينة الى فرنسا في حين أن العكس هو الصحيح، باعتبار أن فرنسا استغلت تونس فترة الاستعمار أيما استغلال دون أدنى تعويض إلى الآن".
كما اكد الخبير الاقتصادي فتحي الشامخي أنه بالنظر والتثبت في عنوان الديون التونسية لفرنسا "نجد أن تونس ارجعت لفرنسا كل المبالغ المقترضة بفوائدها حتى تلك التي أسندت للدكتاتور"، معتبرا أن مبلغ 60 مليون أورو فيه استخفاف بعقول التونسيين، حيث سبق وأقرضت الوكالة الفرنسية للتنمية مليار أورو للدكتاتورية، التي تعتبر اليوم نظاما غير شرعي، من الثابت أن الشعب التونسي لم يستفد منه في شيء، "فلماذا لم يتحدث عنه هولوند؟".
وشدد الشامخي، في هذا السياق على ان الحديث عن تحويل الـ60 مليون اورو ليس إلا تبييضا لأموال ديون كريهة وفاسدة بقيت تونس تتحمل عبأها إلى اليوم، مشيرا إلى ان هذا القرار، عمليا، هو لا يعتبر إعفاء من المبلغ المذكور بل استرجاعا له بطرق أخرى، سواء في شكل عقار أو امتياز تحت عنوان التنمية إضافة إلى خلاص أجور الفنيين والتجهيزات التي سترسلها، وفق نفس المبدأ، وستدفع تونس تكاليفها، حسب قوله.
كذلك لفت محدثنا النظر إلى ما تطرق إليه الرئيس فرانسوا هولوند بشأن "اتفاقية التبادل الحر الشاملة والمعمقة"، والتي اعتبرها "استفزازا" للدولة التونسية التي جربت هذا الاتفاق مع بن علي سنة 1995 وأدى بها نحو الكارثة، قائلا: "والان تريد بنا فرنسا اتفاقية أشد بطشا من خلال التأكيد على أنها ستكون شاملة ومعمّقة".
أما عن خطاب رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، فتوجه الشامخي لهذا الاخير بالقول: "طريق الخلاص لتونس يا سي الباجي ليس ان نضع مصيرنا بيد الدولة الفرنسية وبالشروط القائمة منذ العهد الاستعماري، ودعوتها إلى أن تقدم المساعدة للبلاد وتحميها وتواصل خداعنا مثلما حصل عند انتصاب الحماية سنة 1881".
ورأى محاورنا أن الأسلم للسبسي من البحث عن الحل لدى فرنسا، هو ايجاد الحلول، المتوفر جزء كبير منها، لديه ولدى رئيس الحكومة من خلال معالجة "الفوضى الكبيرة والعارمة" التي تعيشها منظومة الجباية والاموال الطائلة لبعض رجال الأعمال التي لا تذهب إلى أماكنها الطبيعية، ومكافحة التهريب...
وبهذه الملاحظات، خلص نائب الشعب عن الجبهة الشعبية فتحي الشامخي إلى ان زيارة السبسي إلى فرنسا كانت مجرد ترضية لضمائر أناس وأطراف أذنبت في حق الشعب التونسي، وفق تقديره.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire