بوشماوي بين "فرض" القانون و العزف على القانون
حكاية الست بوشماوي مع القانون حكاية ...طويلة و غاية في الرومانسية.
الست وداد "مُنزعجة" انزعاجا شديدا من غياب "المناخ الملائم للاستثمار" جرّاء تدهور الوضع الاجتماعي ، و هي تدعو نتيجة لذلك الحكومة الى اتخاذ اجراءات حازمة و حاسمة لــ"فرض القانون".
"المناخ الملائم للاستثمار" يعني لدى الست وداد ، افساح المجال للرأسماليين التونسيين و اوليائهم الفرنسيين و الامريكيين و من لفّ لفّهم ، "بالتصرّف الحرّ" دون اية ضوابط و دون رقيب او حسيب ،تاجيرا و تسريحا و طردا في الطبقة العاملة .كما يعني تمتّعهم بكل الامتيازات القانونية لممارسة المهمة الاقتصادية الوطنية جدا ، و المتمثّلة في مصّ دم العامل التونسي و السمسرة به و بموارد و سيادة تونس لفائدة راسماليّي الميتروبول.
اما" القانون " الذي تدعو الست وداد لفرضه فهو "قانون" الغاب الذي يقضي باخضاع العامل و المُفقرّ و المُهمّش لصالح مُستغلّيه و مُضطهديه بقوّة القمع ،بقوة الماتراك و الغاز المُسيل للدموع و الرصاص المطاطي و الرشّ و المحاكمات.
"قانون" الست وداد هو "القانون" الذي يُجيزُ طحن الفقراء و الشغالين المُنتفضين من ناحية و الذي يُجيز من ناحية أخرى لها و للاعراف السماسرة حقّ التشغيل الهشّ و الطرد التعسفي و المُضاربة و الرشوة و الارشاء و التهريب و التهرّب الضريبي و غيرها من الجرائم التي تعلو عن كل مسائلة و محاسبة .
الستّ وداد طوّحت بها جلسات "الحمار الوطني" بعيدا فاختلطت لديها الامور و ذهبت بها الظنون الى ان "وقائع" جلسات الحوار و الوفاق "متطابقة" مع وقائع الواقع الاجتماعي التونسي الفعلي و المعيش.
و ها هي "تُكشّر" عن انيابها الرومانسية جدا ، أنياب فرض القانون و فرض هيبة الدولة على الشغالين و المنتفضين المطالبين بالحقّ في الشغل و التنمية و الكرامة.
الرومانسية جدا سندريلا الحوار الوطني المغشوش :
لقد عزف قبلك ، معزوفة "الحزم" و "هيبة الدولة" ....من عزف من الاعراف و من الحكام ....و انتهى بآخرهم المطاف في كفالة آل سعود.
فالاجدى لك الاقلاع عن معزوفة "القانون...و المؤسسات" ........و الاسراع بأخذ دروس خصوصية عاجلة في مادة التاريخ .....و احتاطيا في العزف على آلة "القانون"....
لعلّ و عسى .........
تونس في 12 ماي 2015 / شكري لطيف
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire