الإخوان الدمويون
"الإخوان الدمويون".. دراسة ألمانية ترصد العنف فى تاريخ الجماعة من "البنا إلى بديع"
الثلاثاء 07 يوليو 2015 - 12:31 مساء، كتب ميادة ابو طالب
>> حسن البنا أول من حض على استخدام العنف كوسيلة لتحقيق النظام الإسلامي
>> سيد قطب أرسى فكرة "إنشاء الطلائع".. وكافة الجماعات الجهادية ولدت من رحم الإخوان
>> "بيت المقدس" و "داعش" و"القاعدة".. تنظيمات فرعية تربت على أفكار الإخوان واستخدمت وسائلهم فى تحقيق أهدافهم
عنف الإخوان لم يكن وليد اليوم بل هو حصاد عقود عدة من الزمن وقت أن كان سيد قطب منظر الجماعة حيث يعد هو أول من وطّد لمنهج الدم فى التعامل مع النظام الحاكم ..
ومهما اختلفت مسميات الجماعات التى تنتهج العنف فإن نشأتها ونشأة قياداتها تعود إلى التنظيم الأم وهى جماعة الإخوان التى خرج من رحمها كافة "جماعات القتل" فى مصر وغيرها..
فى هذا الإطار رصد الباحث "يوريا شافيت" الأستاذ بجامعة فرانكفورت، تطور مفهوم العنف لدى جماعة الإخوان المسلمين، والمسارات المستقبلية التي قد تنتهجها الجماعة، في دراسته المعنونة بـ "تطور مفهوم التمرد المسلح لدى جماعة الإخوان المسلمين" المنشورة في دورية "دراسات الشرق الأوسط" ،حيث قال إنه على الرغم من الاعتقاد الشائع الذي يربط بين التحولات الراديكالية العنيفة داخل الجماعة وظهور أفكار "سيد قطب" التكفيرية، فإن الواقع يشير إلى أن الفكر الراديكالي العنيف قد ارتبط بنشأة الجماعة ذاتها، حيث لم يستبعد "حسن البنا" -مؤسس الجماعة- العنف كوسيلة لتحقيق النظام الإسلامي، بيد أنه قد وضع عدة قيود على استخدام العنف كآلية لتحقيق أهداف الجماعة.
ويتضح هذا الأمر من خلال خطاب "حسن البنا" عام 1939 الذي أكد فيه أهمية بناء القوة لكل فرد مسلم من خلال التدرب على حمل السلاح لمواجهة من أطلق عليهم اسم "أعداء الدين"، غير أن حمل السلاح يجب أن يأتي في المرتبة الأخيرة بعد وصول الفرد المسلم إلى درجة عالية من الإيمان.
ولم يستبعد "البنا" إمكانية حدوث ثورة إسلامية مسلحة في حال تم استنفاد كل الأساليب الدعوية لإصلاح المجتمع، مع إجراء ما يعرف بـ"عملية فقه الموازنات" والتي يتم من خلالها الموازنة بين الآثار السلبية التي يمكن أن تؤدي إليها هذه الثورة والنتائج الإيجابية، ودعا البنا أنصاره إلى السعي إلى بناء قواعد شعبية في المجتمع حتى حدوث هذه الثورة.
ويُشير الباحث إلى أن نظرية سيد قطب حول الثورة الإسلامية التي تناولها في كتابه "معالم في الطريق" لا تزال هي النظرية المحورية في فكر الإخوان المسلمين حتى اليوم. وقد حصر الباحث أوجه الاختلاف بين سيد قطب والبنا في ثلاث نقاط جوهرية:
نظرة كلٍّ منهما للنظام السياسي المصري، فبينما اعتبر حسن البنا النظام المصري نظامًا مذنبًا ولكنه مسلم، استخدم سيد قطب مصطلح "جاهلية الأنظمة الحاكمة"؛ حيث أطلق هذا المصطلح على كافة الأنظمة السياسية التي لا تحتكم لشريعة الله، حتى وإن كانت السلطة الحاكمة مسلمة.
كما يظهر الخلاف بين الرجلين حول وسيلة قيام الحكم الإسلامي، فبينما يؤمن حسن البنا بالحراك الشعبي وتكوين قاعدة جماهيرية تطالب بالتغيير، أرسى سيد قطب فكرة "إنشاء الطلائع" وهي قاعدة من الشباب يلتزمون بتطبيق تعاليم الشريعة الإسلامية بشكل كلي، وتنأى هذه المجموعات بنفسها عن المجتمع، وتنسحب تدريجيًّا منه ومن فساده.
وتتمثل نقطة الخلاف الثالثة في اعتقاد سيد قطب أن الصراع مع النظم الحاكمة كأنه بمثابة حرب مع الأنظمة الجاهلية التي كانت موجودة قبل ظهور الإسلام، ولا سبيل لزوال هذه الأنظمة والمؤسسات السياسية إلا بالجهاد المسلح.
وقد هاجم سيد قطب فكرة مواجهة السلطة الاستبدادية بالنصح والإرشاد، حيث يرى أن هذا الأسلوب قد أثبت فشله في "أسلمة ثورة 1952" وقيام النظام الإسلامي الذي كانت تسعى إليه جماعة الإخوان المسلمين، وقد أدى الأسلوب السلمي -بحسب قوله- إلى شيوع الفساد والمبادئ الكافرة البعيدة عن الدين الإسلامي وتعاليمه.
علاقة الإخوان بالجهاديين
أدت سياسات التحرر السياسي التي أطلقها الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" إلى السماح لأعضاء الإخوان المسلمين بالتجمع من جديد بعد سنوات طويلة من حظر الجماعة في عهد جمال عبد الناصر، إلا أن كتابات سيد قطب قد أدت إلى حدوث خلافات عديدة داخل الجماعة وصلت إلى حد الانشقاق التام عن الجماعة، حيث قرر بعضهم الالتزام بنهج حسن البنا في تبني المنهج التدريجي للتغيير، في مقابل انتهاج بعضهم منهج سيد قطب الذي يكفر تلك النظم الحاكمة، وينادي بضرورة الثورة المسلحة عليها.
وكانت تلك المجموعة هي الأساس الذي تكونت منها الجماعات التكفيرية والتي ظهرت بقوة في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، وتعد قضية "الأكاديمية الفنية العسكرية" في عام 1974 القضية الأبرز في تاريخ هذه الجماعات، والتي حاولوا فيها الانقلاب على نظام الحكم القائم في ذلك الوقت.
وقد تزايد نشاط هذه الجماعات في فترتي السبعينيات والثمانينيات، حيث ظهرت العديد من الجماعات التكفيرية التي تستلهم أفكارها من كتابات سيد قطب، حيث ظهر ما يُعرف بجماعة "التكفير والهجرة" بقيادة عضو جماعة الإخوان المسلمين السابق "شكري مصطفى" الذي قام بتجميع أعضاء جماعته من طبقات اجتماعية متوسطة ومنخفضة، وقد حرّموا الصلاة في المساجد التي تديرها الدولة، كما حرموا العمل في الوظائف الحكومية.
وظلت جماعة الإخوان المسلمين طوال هذه الفترة على عدم وجود صلة بينها وبين هذه الجماعات، ورفضها لأفكارها، وهو ما دفع حسن الهضيبي المرشد الأسبق لجماعة الإخوان إلى التأكيد بأنه لا يجوز تكفير أي شخص، وأن حمل السلاح مسألة مختلف عليها بين الفقهاء، غير أن حمله قد يؤدي إلى أضرار أكبر من منافعه.
وقد تجددت العلاقة بين الإخوان المسلمين والجماعات الجهادية بعد وصول مرسي إلى الحكم، إذ وعد مرسي في خطابه الرئاسي في ميدان التحرير بالتدخل لدى الولايات المتحدة الأمريكية للإفراج عن "عمر عبد الرحمن" الذي يُعد أحد أهم منظري الجماعة الإسلامية. كذلك اتضح بعد عزل "مرسي" من واقع الاتهامات التي وجهتها إليه النيابة أنه قد أجرى اتصالات بجماعات جهادية داخل مصر وخارجها، وقدم لهم عددًا من التسهيلات، ولعل أبرزها اتصاله بـ"محمد الظواهري" شقيق زعيم تنظيم القاعدة "أيمن الظواهري".
وقد هددت جماعة أنصار بيت المقدس الجهادية بتنفيذ عدد من العمليات المكثفة ضد ما أطلقت عليه "النظام الكافر"، على الرغم من ادعاءها عدم وجود علاقة بينها وبين جماعة الإخوان المسلمين، بل واتهامها لهم بعدم تنفيذ شرع الله، وإغفال الدعوة للجهاد.
أنماط العنف لدى الإخوان المسلمين
صَنَّفت مصر في إبريل 2014 الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، وهو ما يعني حظر الجماعة مرة أخرى وعودتها للعمل السري، وهو ما تبعه إعلان دولتي الإمارات والسعودية عن قائمة تضم مجموعة من الجماعات الإرهابية على رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وقد يأتي هذا التصنيف نظرًا لما حدث من أعمال عنف بعد 30 يونيو 2013 من عناصر يُشتبه في كونهم أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين:
1 - التهديد بالعنف: بدأ التهديد بالعنف وترويع المدنيين من قبل جماعة الإخوان قبل 30 يونيو؛ إذ أنه قبل وصول مرسي إلى سدة الرئاسة حذر من حدوث ثورة عارمة في حال عدم فوزه بالانتخابات، وهو المبدأ الذي أكده عدد من قيادات الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى التحذير من إمكانية حدوث حرب أهلية في حال فوز منافسه.
فيما زادت حدة هذه التهديدات عقب عزل مرسي، حيث أشار بعضهم إلى أن عزله سوف يؤدي إلى نشوب حرب، أو ما وصفه أحدهم بحدوث مجزرة بشرية تؤدي إلى وفاة الملايين من المصريين، كما اعتبر عدد من المؤيدين لجماعة الإخوان أن الجهاد ضد الدولة ومؤسساتها هو أمر حلال في الإسلام.
2- التفجيرات والعمليات الإرهابية: وفي هذا السياق زادت التفجيرات والأعمال الإرهابية، سواء ضد مدنيين أو جنود الشرطة والجيش، وقد أعلنت السلطات المصرية في أكثر من عملية ضلوع عدد من العناصر الإخوانية في هذه العمليات، وقد استهدفت هذه التفجيرات أماكن حيوية، كالمصالح الحكومية، وشركات الكهرباء ومرافقها، والجامعات، ومديريات الأمن.
وتُشير إحدى الدراسات الصادرة في عام 2014 إلى أن معدل التفجيرات في مصر منذ عزل مرسي قد زاد بنسبة كبيرة، وقد استهدفت 64% من هذه التفجيرات كمائن للشرطة ومدرعات للجيش، فيما استهدف 15% منها الجامعات، ووصل عدد التفجيرات التي استهدفت المصالح الحكومية إلى 11% من إجمالي هذه التفجيرات، يضاف إلى ذلك ظهور عدد من الجماعات المسلحة التي يشتبه في انشقاقها عن جماعة الإخوان المسلمين.
3 - إثارة الشغب: قامت جماعة الإخوان المسلمين بالدعوة إلى التمرد وإثارة الشغب في مؤسسات الدولة الحكومية أكثر من مرة، ولعل الجامعات هي أشهر القواعد التي اتخذتها الجماعة لهذا الغرض، حيث قامت عناصر من الجماعة بإنشاء حركات متعددة لعل أشهرها "طلاب ضد الانقلاب" التي امتدت في أكثر من جامعة مصرية، وقامت بالدعوة إلى المظاهرات وتنظيمها واقتحام عدد من الكليات، مما نقل ساحة المواجهة بين الأمن والإخوان إلى داخل الجامعات.
مستقبل عنف التيارات الدينية
أوضح الكاتب أن إعلان تبني العنف سوف يضر بصورة الجماعة، فيما يمثل هذا الأمر الفرصة الذهبية للسلطة المصرية للتخلص من جماعة الإخوان المسلمين بسهولة، فيما يؤدي تراجعهم إلى إضعاف موقفهم وصورتهم أمام مؤيديهم.
ويُشير إلى أن العقبة الأساسية التي تواجه الجماعة في الوقت الحالي هي الخلافات الفكرية التي تحدث بداخلها، ما بين مؤيد لتبني العنف وما بين معارض له، خاصة أن هذه المسألة تُعد إحدى الإشكاليات التي اختلف عليها مفكرو الجماعة، وهو المدخل الذي من الممكن أن تستخدمه الدولة لإضعاف قوة الجماعة.
ويتوقع الكاتب استمرار سلسلة العنف والتفجيرات في مصر طالما بقيت معطيات الواقع سالفة الذكر بالنسبة للإخوان على ما هي عليه، واستمرت استراتيجية الدولة في مواجهتهم بنفس الطريقة التي تعتمد على مجرد رد الفعل عقب العمليات والتفجيرات، فيما يجب أن تسعى الدول إلى انتزاع المبادرة من خلال التفرقة بين المؤيدين الذين لم يقوموا بالاشتراك في أي عملية والسعي إلى استقطابهم، وإعادة تطبيق عمليات "الاستتابة" التي كانت تتم في وقت سابق لأعضاء الجماعات الجهادية، فالصراع الحالي يُعتبر صراعًا صفريًّا من المحتمل أن يجر البلاد معه إلى حرب أهلية.
"داعش" التنظيم بأنه "لا يمت للإسلام بصلة"
وصف مقاتل ألماني سابق في صفوف "داعش" التنظيم بأنه "لا يمت للإسلام بصلة"، مضيفا أن "السجون في ألمانيا أفضل من الحرية في سوريا".
وسرد المقاتل الداعشي السابق، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "تليجراف" البريطانية، تفاصيل لما وصفها بـ"فظائع ارتكبها التنظيم الإرهابي"، محذرا المجندين المحتملين من أن هذا التنظيم "ليس له علاقة بالإسلام".
وأوضحت الصحيفة، في نسختها الإلكترونية اليوم السبت، أن المقاتل الألماني السابق يبلغ من العمر 26 عاما، وعرفته فقط باسم "إبراهيم ب" مراعاة لقوانين الخصوصية الألمانية، مشيرة إلى أنه روى تجربته كمقاتل في صفوف داعش في مقابلة "غير عادية" قبل أن يمثل أمام المحكمة في أغسطس المقبل بتهمة "انتمائه لمنظمة إرهابية".
وخلال المقابلة التي جرت في سجن ألماني، وصف إبراهيم كيف تم تجنيده في مسجد في فولفسبورج بشمال ألمانيا، حيث قال إنه كان يمر بأوقات صعبة في المدرسة وانفصل مؤخرا عن مخطوبته.
وأضاف "اذا كنت قد جندت من جانب عصابة الروك في جامايكا أو جحيم الملائكة في أمريكا أو أي شيء من هذا القبيل، كنت سأستطيع التكيف معهم.. لقد تعثرت وسقطت في الأيدي الخاطئة".
وقال إبراهيم إن الشخص الذي قام بتجنيده كان يسأله "كيف يمكنك أن تنام بسلام وفي دفء، بينما يتضور الشباب المسلمون جوعا أو تغتصب نساؤهم؟ وماذا سيحدث لك، عندما تموت في أوروبا وليس في مدينة إسلامية؟ .. عندما تموت في أوروبا، ستذهب إلى الجحيم".
وأوضح أنه سافر إلى تركيا مع صديق في 28 مايو 2014 قبل عبور الحدود إلى سوريا، وقد سجن في البداية خشية أن يكون جاسوسا، إلى أن هب الشخص الذي جنده لمساعدته.
وقال إبراهيم، والذي يعمل كمعالج بالتدليك، إن داعش يضع أمام أعضائه خيارين بقوله "عليك أن تقرر على الفور عندما تذهب إلى هناك، إما أن تكون مقاتلا أو انتحاريا، وباختصار الموت ينتظرك في الحالتين".
واتهم الادعاء الألماني إبراهيم بالتوقيع عن طيب خاطر بالموافقة على كونه انتحاريا، وسيحاكم فقط بأنه فشل في تنفيذ هجوم في العاصمة العراقية بغداد، حيث تم إحباط المؤامرة في الوقت المناسب من قبل السلطات العراقية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire