Tunisiens Libres: هيلاري كلينتون في كتابها "خيارات صعبة"

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

jeudi 28 août 2014

هيلاري كلينتون في كتابها "خيارات صعبة"


هيلاري كلينتون في كتابها "خيارات صعبة"

فجّرت هيلاري كلينتون مفاجأة من العيار الثقيل، وأطلقت صاروخ «توما هوك» هزت فيه العروش، وقطعت ألسن النابحين بمقولة إن ما يسمى بتنظيم «داعش» هو من صنيعة الاستخبارات السورية والإيرانية، إذ أعلنت في كتابها «خيارات صعبة» أن الإدارة الأميركية أنشأت «داعش» لتقسيم الشرق الأوسط، واعترفت بأن الإدارة الأميركية أنشأت ما يسمى بـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وأضافت أنه «تم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية يوم 5/7/2013 وكنا ننتظر الإعلان لكي نعترف نحن وأوروبا بها فورا». وتابعت تقول: «كنت قد زرت 112 دولة في العالم… وتم الاتفاق مع بعض الأصدقاء بالاعتراف بـ»الدولة الإسلامية» لدى إعلانها فوراً وفجأة تحطم كل شيء». وأردفت: «كل شيء كسر أمام أعيننا بدون سابق إنذار، شيء مهول حدث في مصر! وبعدما فشل مشروعنا في مصر عقب سقوط الإخوان المسلمين، كان التوجه إلى دول الخليج، وكانت أول دولة مهيأة هي الكويت عن طريق أعواننا الإخوان هناك، فالسعودية ثم الإمارات والبحرين وعُمان، وبعد ذلك يعاد تقسيم المنطقة العربية بالكامل بما تشمله بقية الدول العربية ودول المغرب العربي، وتصبح السيطرة لنا بالكامل، خاصة على منابع النفط والمنافذ البحرية وإذا كان هناك بعض الاختلاف بينهم فالوضع يتغير»!


بمعاينة سريعة جداً نرى أن طريقة تشكيل «داعش» تشبه بداية تشكيل الكيان الصهيوني الذي أتى إلى فلسطين على ظهر البريطانيين وكان عبارة عن مجموعة من عصابات اليهود «الشيترن» و «الهاغانا»، الذين ارتكبوا أبشع الجرائم والتقتيل والذبح والمجازر العنصرية القائمة على مبدأ «ديني»، وتلك العصابات التي تشكلت من شتات اليهود الصهاينة، مثل «داعش» اليوم التي تجمّعت وتركبت بصناعة الاستخبارات الأميركية من جميع إرهابيّي العالم ومن جنسيات مختلفة لا يجمعها إلاّ التكفير والقتل والإجرام وعقيدة وهّابية فاسدة مجرمة تكفر وتقتل كل من يخالف فكرها من المسيحيين والمسلمين، ما عدا اليهود الصهاينة.

«داعش» أصلاً فصيل منشق عن «القاعدة» التي ركّبت ودعمت وموّلت بتنسيق سعودي أميركي بحجة محاربة الجيش السوفياتي الشيوعي آنذاك في أفغانستان، ثم انتقل هذا التنظيم إلى العراق وكان قائده في العراق المقبور «أبو مصعب الزرقاوي».

كي لا نغوص في تفاصيل التشكيل، وبملاحظة بسيطة جداً موجهة إلى كل من أضاع البوصلة وتاه في المسميات الجانبية، من سائر الجماعات المتأسلمة التي شكلت برعاية جهازي الاستخبارات البريطانية من «الإخوان المسلمين»، والاستخبارات الأميركية خالقة «القاعدة» ومفرداتها العفنة «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» و«لواء التوحيد»… والكيان الصهيوني على رأس جميع تلك المكونات المأفونة، نرى وبيقين لا يشوبه شك أن الذي يحاربنا في غزة هو نفسه الذي يرتكب المجازر في العراق وسورية ومصر والأردن وليبيا وتونس اليوم في لبنان. الفارق فحسب في الشكل المتزيي بالإسلام واللحى الطويلة واستعمال السيوف والحكم كما يدعون بحكم دين محمد، وهذا الخلط في الأسماء مقصود ومتعمّد بين دين سيّدنا محمد بن عبدالله نبي الرحمة، ودين «محمد بن عبد الوهاب»، مؤسس المذهب الوهّابي التكفيريّ المجرم المعادي للإسلام وللإنسانية ولجميع الشرائع السماوية الحقة، والذي يشبه في تعنّته وإجرامه عقائد التلموديين الصهاينة المجرمين العنصريين.

إن الداعمين والراعين لهذه العصابات المتأسلمة المجرمة، هي الأنظمة «الإخوانية»، العمانين الجدد والأنظمة الرجعية العربية من «أعراب الرمال»، ونتيجة ترابط المصالح، وبالتأكيد على أن الذي يحاربنا في غزة هو نفسه الذي يرتكب المجازر في العراق وسورية ومصر ولبنان، نرى أن الصهاينة يركزون منذ البداية وعبر وسائل إعلامهم وبالتعاون مع الأميركي على حركة حماس، وهم الوحيدون الذين يقاتلون على الأرض والأكثر فاعلية في غزة، لتظهير حماس بذراعها بأنّها القوة الأكبر وصاحبة القرار على الأرض. ذلك كله يندرج تحت ما هو اتفاق من تحت الطاولة بين «إخوانيي» حماس والكيان الصهيوني، لتجيير النصر في غزة إلى حماس، فيكون التفاوض عندئذ مع حماس ذات البعد والخيار «الإخواني»، ونزع باقي الفصائل من غزة، وتعهد غزة بالمفاوضات إلى حماس لإنشاء «الإمارة الإسلامية» المزعومة، وهذا ما يمكن ربطه بإعلان المدعو أبو بكر البغدادي الذي أعلن جهاراً أن تنظيمه لن يحارب الكيان الصهيوني وأن حربه هي على الأنظمة الكافرة العربية، في إشارة إلى وجود وكلاء له في فلسطين من «إخوانيي» إمارة حماس.

لذا نرى أن حماس أوكلت أمرها في التفاوض إلى تركيا وقطر بشأن الهدنة والمفاوضات حول الأسير الصهيوني، بدلاً من تسلم أن أوراقها إلى من سلمها السلاح السوري والإيراني، وكانت القيادة السياسية لحماس «الإخوانية» هي الوحيدة التي تنكر فضل السوري والإيراني في هذه الحرب.

بلى، أيها السادة إنه العدو نفسه، الصهيوني بأسماء وأشكال وأدوات متعددة برعاية الصهاينة الجدد في العالم الغربي، وصهاينة «إسرائيل»، وعملائهم من صهاينة الأعراب، لذا علينا جميعاً كشعوب حرة أن نتوحد في مواجهة هذا الإرهاب الذي لا يفرق بين أي دين وطائفة ومذهب لا تتبع هواه خلف القيادات الحكيمة والشريفة والسيدة والحرة في المنطقة من طهران إلى دمشق والضاحية الجنوبية، ولتكن مقاومتنا عابرة للحدود لنحمي الأرض والعرض، ولنحافظ على وحدة الأمة وكرامتها
طاهر محي الدين جريدة النهار

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire