Tunisiens Libres: الجبهة الشعبيّة: من أجل هذا نكون أو لا نكون..

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

dimanche 31 août 2014

الجبهة الشعبيّة: من أجل هذا نكون أو لا نكون..


الجبهة الشعبيّة: من أجل هذا نكون أو لا نكون..

.... علا صوت الجبهة وأربك طموح الترويكا إلى تأبيد الفشل وتحويله إلى أمر واقع. وسرعان ما تحرّكت الأيادي الحمراء واجتمعت الوجوه السوداء في الأقبية وبدأت الهرسلات الموجّهة إلى قادة الجبهة ورموزها وحتى إلى مناضليها في الأطراف. وتحوّلت الهرسلات إلى تهديدات ثمّ إلى خطابات تكفير مدفوعة الأجر في المساجد ثمّ إلى اعتداءات ثمّ إلى تصفيات واغتيالات أوجعت الجبهة الشعبيّة وآلمتها كثيرا حين أفقدتها قائدين عظيمين من قادتها. وكنت قد وثّقت ذلك في كتابي « التيّار الإخواني في تونس: اللعب بالدين والعنف » الصادر عن دار صامد للنشر والتوزيع، أواخر 2013.

لقد أحسّت الرجعيّة، بكلّ وجوهها الدينيّة والهوويّة والدستوريّة التجمعيّة، بخطر الجبهة الشعبيّة عليها للأسباب نفسها التي عددناها أعلاه ضمن النقائص وأهمّها أنّها جبهة وطنيّة من هنا نشأت وهنا تعيش وعلى أرض تونس تكون، ومنها ألاّ دالة لأيّ طرف خارجي عليها وإنّما قرارها بيدها دائما وهي سيّدة نفسها ولا حصانة لها إلاّ في حمى شعبها ولا دعم لها إلاّ التفاف أحرار الوطن حولها. ورغم انعدام الدعم ورغم محاصرة المليشيات وتلويحها بالعنف والاعتداء ورغم البروباغاندا الإعلاميّة المتآمرة المتحاملة فإنّ الجبهة الشعبيّة لم تتوقّف عن التمدّد طولا وعرضا أمام حيرتهم وهم يتساءلون: « من أين تأتي هذه الجبهة الشعبيّة بهذه القوّة وبهذا الانتشار »؟؟

الجبهة الشعبيّة لا تملك أرصدة بنكيّة. وهي نقيّة من كلّ الشبهات الماليّة. الجبهة الشعبيّة لا تملك فيلات وقصورا فاخرة. الجبهة الشعبيّة لا تحصّنها سيّارات مصفّحة. الجبهة الشعبيّة تعجز أحيانا كثيرة عن دفع أجرة كراء مكاتبها. الجبهة الشعبيّة لا تتجوّل بين السفارات. الجبهة الشعبيّة لا تمارس نشاطا ديبلوماسيّا موازيا لنشاط الدولة التونسيّة بما لا يقلّ توصيفه عن التآمر والخيانة. الجبهة الشعبيّة لا تدفع شيئا لأحد لأنّها لا تملك نقدا تدفعه أصلا. الجبهة الشعبيّة لا تمارس العنف ولا تدعو إليه. الجبهة الشعبيّة لا تعقد الصفقات الكريهة. الجبهة الشعبيّة لا تقبل الفاسدين ولا تتعاطى معهم ولا تبيّضهم ولا تدرجهم في قائماتها الانتخابيّة.

الجبهة الشعبيّة ليست إقصائيّة ولا اجتثاثيّة ولا استئصاليّة خلافا لما يروّجون، فكيف للثابت في الأرض أن يقلع غيره!؟ كيف لمن امتلأت رئتاه بهواء تونس أن يمنعه عن غيره؟ كيف تصبح الجبهة استئصاليّة وكانت مكوّناتها جلّها تناضل ضمن الصفّ الحقوقي من أجل حقّ الجميع في الحريّة والحياة والكرامة والوطن؟ نعرف أنّهم بلا ذاكرة أو بالأحرى وخز ذاكرتهم يؤذيهم إذ تنبّههم إلى العيب الذي يأتونه في حقّ الجبهة وإلى أنّ السياسة بلا أخلاق لن تحقّق أهداف الثورة وستكون بداية خاطئة لنهاية ستكون مؤلمة.

الاستئصاليّة تهمة خلقوها واتّهموا الجبهة بها بحثا عن اطمئنان نفسي، أوّلا، وعن تعاطف داخلي وخارجي، ثانيا، تماما كما تفعل ابنة صهيون الضالّة التي تحمل تهمة معاداة الساميّة وتتجوّل بها في العالم لتلقي بها على من لا يساند ظلمها وبطشها بشعبنا الفلسطيني الحرّ حتى إنّ هذه التهمة ألقيت على الساميّين أنفسهم! فصار من المضحك أن يتّهم المنتمي إلى الحضارة الساميّة بتهمة معاداة الساميّة. وكثيرا ما تنجح التهمة بسبب البروباغندا الإعلاميّة المدفوعة الأجر والتآمر الإمبريالي الصهيوني.....

بقلم مصطفى القلعي: كاتب وباحث سياسي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire