كشف حساب حركة النهضة في الحكم (النهضة عنوان الفشل)
إصدارات :الإسلاميون والحكم لمنذر بالضيافي :كشف حساب
حركة النهضة في الحكم
09 فيفري 2014 |
تونس (الشروق) ـ كتب نور الدين بالطيب /بتصرف
الإسلاميون والحكم تجربة حركة النهضة في تونس بين
استحقاقات الثورة ومتطلبات الدولة، كتاب جديد صدر هذه الأيام للزميل والباحث في
علم الاجتماع منذر بالضيافي عن دار «ورقة» بتونس.
وصول حركة إسلامية الى الحكم في بلاد مثل تونس بنت
مشروعها الاجتماعي والثقافي على التحديث والانفتاح على أوروبا لم يكن حدثا بسيطا
اذ الى وقت قريب كان التوجس والخوف من المشروع الارتدادي الذي تبشر به حركة النهضة
يثير تحفظ التونسيين ان لم نقل فزعهم من ان يخسروا كل ما تحقق من مكتسبات وخاصة
مجلة الأحوال الشخصية وحداثة المجتمع
لذلك سعت حركة النهضة الى طمأنة الشارع التونسي طيلة
الأشهر العشرة التي سبقت الانتخابات لكن هذا الخطاب لم يصمد كثيراً بعد وصول
الحركة الى الحكم الذي شبهه احد قياداتها بـ«ليلة الدخلة».
منذر بالضيافي نجح في كتابه الصادر في 190 صفحة في قراءة
هذه التجربة التي انتهت الى فشل ذريع خلال عامين فقط نتيجة عدم استعدادها لمراجعات
فكرية حقيقية في متنها الايديولوجي
وعجزها عن ان تتحول الى حزب مدني تونسي اذ بقيت تصريحات
قيادات الحركة تراوح مكانها القديم الذي يسعى الى «أسلمة المجتمع» و«اخونة الدولة»
وقد أثبتت الحركة الاسلامية الأعرق في تونس على انها عاجزة عن ان تكون حزبا تونسيا
وهو ما يترجمه رفع أنصارها شارة رابعة في كل مكان وكل مناسبة في تأكيد واضح على
الانتماء لمنظمة الاخوان المسلمين التي تم حلها في مصر واعتبارها حركة ارهابية .
منذر بالضيافي درس في كتابه الذي تضمن عشرة أبواب الأسباب
التي حكمت على تجربة الحكم القصيرة للإسلاميين بالفشل بعد العزلة السياسية التي
عانتها على اثر اغتيال الشهيد محمد البراهمي وتعليق اعمال المجلس الوطني التاسيسي
ولعل من الأخطاء القاتلة التي أدت الى خروج النهضة من
الحكم بعد ضغط شعبي غير مسبوق هو كشفها عن نوايا انقلابية واضحة مع شريكيها
المؤتمر والتكتل منذ الأيام الاولى لانطلاق أشغال المجلس برفض كتلتها التنصيص على
موعد لانتهاء أشغال المجلس الذي انتخب اساسا لمدة عام من اجل كتابة دستور وقانون
انتخابي وهيئة انتخابية
ويقول في هـذا السياق «كشف تمطيط المرحلة التأسيسية، عن
نوايا لدى الاسلاميين في التمسك بالحكم .وهذا ما جعلهم يسقطون في فخ انتهاء
الشرعية الانتخابية وهذا ما أدى الى غياب الاستقرار الذي كان مدخلا لبداية تفكك
مؤسسات الدولة، خاصة بعد دخول البلاد في أزمة سياسية غير مسبوقة في تاريخها».
كما يعتبر بالضيافي ان من بين أسباب فشل النهضة عجز
قياداتها عن فهم الحراك الثوري الذي تعيشه تونس ويقول في هذا السياق «يواصل
الغنوشي الاستنجاد بالسلام لكسب ود الجماهير، وهو هنا يؤكد على انه لم يستوعب
الحراك الثوري الذي تمر به تونس»
ومن أسباب الفشل أيضاً «عدم قدرة حزب حركة النهضة على
المحافظة على الوحدة الاجتماعية والشعبية التي ولدت مع الثورة، اذ ان صعودها للحكم
ثم ممارستها له، غذت حالة انقسام مجتمعي غير مسبوقة، في بلد عرف تاريخيا بانسجامه
الاثني والثقافي والمذهبي ..».
.....
هذا الكتاب من الواضح انه سيثير الكثير من الجدل فقادة
حركة النهضة وأنصارها يعتبرون ان تجربتهم في الحكم لم تكن فاشلة وأنهم حققوا
إنجازات كثيرة!!
كما يسوٍِِِّقون الى ان خروجهم من الحكم تم بارادتهم
استجابة للتوافق الذي أقره الحوار الوطني
كما يتباهون بالدستور الذي تقبله العالم بارتياح
والحقيقة هي العكس تماماً فالدستور المقبول عموما رغم
بعض النقائص كتبه الشهداء بدمائهم والمجتمع المدني الذي رابط في الشوارع منذ
اغتيال البراهمي
اما الدستور الذي قدمته النهضة وحليفاها فهو دستور 1جوان
2013 الذي كان فضيحة حقيقية
ولولا الضغط الشعبي والدولي على حركة النهضة لما كانت
لتغادر الحكم وستحتاج تونس الى وقت طويل لترميم التخريب الممنهج الذي تعرضت له
مؤسسات الدولة تحت حكم الاسلاميين الذينعادوا الى الحكم ليتموا فرض مشروعهم على
الشعب التونسي بإعانة نداء تونس و الحر و آفاق.
فهل ستنجح النهضة في تخريبها لتونس و أخونة المجتمع و
بيع البلاد للخليجيين ليجعلون منها ناخورا لأهوائهم و شهواتهم يذلون حراير تونس و
أحرارها عقابا على ثورتهم و ثوريتهم و تجرئهم المطالبة بالحرية و الكرامة الوطنية
بالصوت العالي وطرد عميلهم بن علي و إسقاط عميلتهم حركة النهضة و تجنيب البلاد
ويلات الأخونة؟
صراعنا مع الإخوانجية لا يقل أهمية و ضراوة على الصراع
الذي يدور في سوريا و ليبيا و العراق و مصر و السودان و فلسطين و الصومال و المغرب
و الجزائر و موريتانيا ضدهم و الرخّ لا فإما حياة عزيزة بلا إخوانجية و إمّا ممات
موتة الشهداء في ساحة المعركة على غرار الزيديات و الكرديات و الجيش العربي السوري
و الجيش و الأمن في مصر و تونس
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire