Tunisiens Libres: «الإخوان» سيَدْفعون ثَمَنَ الطُّغيان!!

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

lundi 18 juillet 2016

«الإخوان» سيَدْفعون ثَمَنَ الطُّغيان!!


«الإخوان» سيَدْفعون ثَمَنَ الطُّغيان!!






مقال حريّ بالقراءة المتمعنة في جريدة "الصحافة":

ليلة واحدة بعد حمام الدم الفرنسي في يوم الاحتفال بالثورة الفرنسية...


ليلة واحدة بعد استعراض داعشي رهيب لتقنيات القتل والجريمة...


نطقت الدبابات في تركيا او لنقل في البلد الذي لعب كثيرا دور الراعي الرسمي لتنقلات داعش وعبور داعش وغذاء داعش، وكسوة داعش، وشراء نفط داعش (المسروق طبعا)...


ليلة واحدة بعد ان اكتوى البلد الذي ترجم على وجه الخطإ شعارات الثورة الفرنسية، اكتوى البلد الذي ترجم على وجه الانتهازية والمراوغة والنفاق شعارات الاسلام..


هل هي لعنة دمشق التي أصابت فرنسا الحريصة ديمقراطيا على تسليح المعارضة السورية وتركيا التي فتحت معابرها لمرور الجحيم التكفيري؟ لقد أصابت هذه اللعنة كثيرين ربما هنا في تونس تحديدا اولئك الذين عملوا يوما ما تحت الجبة المزدوجة للأمركة والأخونة...


ضرب المجرمون في فرنسا وهذا مؤشر قوي على عولمة الارهاب، وضربت الدبابات في تركيا وهذا مؤشر أقوى على ان الاخوان يدفعون ثمن الطغيان، ثمن الصفقة الرخيصة التي عقدوها مع الغرب، لتخريب الشرق.


انقلاب ناجح او فاشل، لا يهم.. رسالة تحذير امريكية من تقارب تركي روسي او جرس انذار غربي لا يهم.. ترجمة عسكرية لغضب شعبي عارم او حسابات داخلية بين اطراف اسلاموية بحتة، لا يهم.. المهم في كل الحالات ان تركيا تدفع ثمن سياسات عدوانية وانخراط محموم في دعم التيارات التكفيرية بمسميات ديمقراطية خادعة وكاذبة ومضلّلة...


الرجل العثماني الاخواني المطبّع مع اسرائيل رجب طيب اردوغان، عاث في الأرض طغيانا ولم يستطع اخفاء مآربه الاستبدادية وراء ربطة العنق الأنيقة التي فرضها عليه دستور تركيا العلماني..


الرجل الذي اراد مؤخرا تمتيع نفسه بصلاحيات المرشد العام تحت يافطة رئاسة الجمهورية فانقلب على اصدقائه وحوّل حزبه الى ضيعة اقطاعية، يكابد اليوم، كما يكابد اخرون معاناة شديدة، ويخوض حرب بقاء...


الرجل الذي تابع بشغف سادي تخريب اثار تدمر العظيمة من طرف الدواعش الذين مروا من ترابه الى سوريا، الرجل الذي اشترى بأسعار تفاضلية براميل نفط مسروق من الارض السورية، الرجل الذي قدم كل انواع الرشوة المالية والسياسية لهتك سيادة الدول العربية مختبئا وراء «ربيع الحريات»


كابد كثيرا تلك الليلة لضمان حريته الشخصية وسلامته البدنية بقي في السلطة ام رحل استمر في المنصب ام لم يستمرّ، سيظل ذلك اليوم الذي رأى فيه طيف محمد مرسي وناجاه في رعب وحسرة ماثلا في ذهنه، كما في ذهن أي فرد من جماعة الإخوان المسلمين...


أيها الإخوان: بأي ذنب قتلتم الدول العربية؟؟؟


بين «الخلجنة» و«التتريك» لعب الإخوان على تلبيس الديمقراطية ثوبا أتقراطيا بغيضا، فاكتتوا بنار الإزدواجية...


جلس الإخوان ذات يوم في منافي الغرب المتمدن (وكل هذه المنافي تدفع اليوم ثمن الإرهاب الإسلاموي!!)، واتفقوا على إنجاز صفقة رخيصة قد تختزل في ثنائية ـ السلطة مقابل السيادة ـ مكنتهم المراكز الإستراتيجية الأمريكية من مسوّغات نظرية كافية للعب أجندة «الأسلمة الناعمة» وفق اشتراطات مخطط «الفوضى الخلاّقة»،


وكان لا بد لهذه الصفقة الحرام من مال عثماني ـ وهابي حلال، فكانت تركيا وقطر، ومن سلاح فتاك صالح للغزو فكان سلاح حلف الناتو، ومن «رجال» أشداء لا تعرف الشفقة والرحمة طريق قلوبهم، فكان السلفيون الجهاديون وخريجو معتقل غوانتانامو، وضحايا التجنيد الافتراضي من السذج، والأغبياء، والمهربين، ومجرمي الحق العام...


كل شيء كان يصلح لحرق ليبيا وسحق اليمن، وتخريب تونس، وغزو مصر وتدمير سوريا، وتهديد الجزائر... لكن... على الباغي تدور الدوائر...


تشرّد السوريون في أقاصي الأرض وابتلعت البحار فلذات أكبادهم من أجل أن ينعم أوردوغان ومشايخ الخليج، و«حقوقيو» تونس (كل تشابه بين هؤلاء وبين الدكتور منصف المرزوقي لا يتحمل مسؤوليته الكاتب) بريع صفقة «الربيع»...


لم يبق شيء في ليبيا غير الفجر كاذب (لا أقصد جريدة الفجر التي كانت فيما يبدو الناطقة باسم حزب سياسي تونسي) وبقايا دولة، وكثير من الدم، وفلول من الإخوان الذين لعبوا مع «أنصار الشريعة» فاحترق الملعب بمن فيه...


لم يبق شيء في اليمن غير فتنة سنية شيعية تقف وراءها أياد إخوانية ووهابية وطبعا أجنبية...


بقيت تونس، نعم لكن بأي ثمن، لقد اكتوى البلد الذي قدم للعرب ثمرة الحداثة بجمرة الإرهاب ومتى؟ طبعا حين كان الإخوان وغيرهم في السلطة، واعتبروا التكفير نشاطا فكريا، والتخريب صحوة إسلامية،


حين تغاضوا عن جولان السلاح بكل حرية عبر الممرات الحدودية، حين أطلقوا أيدي الدعاة الوهابيين في المنابر العامة، حين أتوا من الخلف، فأتاهم «أنصار الشريعة» من الأمام وأحرقوا السفارة الأمريكية (هذه رواية مستوحاة من تصريح وزير داخلية سابق يشغل الآن منصب أمين عام لحركة النهضة)...


ماذا بقي في مصر؟ بقيت مصر، لكنها اضطرت لمعالجة قيصرية بترسانة مدنية سياسية عسكرية لإسقاط من باعوا شمال سيناء عربونا لبيع مصر بالكامل (عد الى المكالمة المعروفة التي ضبطتها المخابرات المصرية بين الرئيس المعزول محمد مرسي وأيمن الظواهري قائد تنظيم القاعدة).


لقد فعل الإخوان كل شيء من أجل سلطة بلا سيادة، بايعوا الغرب لاستصدار صك «الشرعية» وحالفوا الوهابية للتنعم ببركة «الشريعة» ولعبوا مع السلفيين فخسروا الشرعية والشريعة معا... وعلى الباغي تدور الدوائر...


جاء الدور على تركيا لتتجرع مرارة السم الذي زرعته في قلب جيرانها العرب، فضربت أكثر من مرة في شوارعها ومطاراتها، وها هي تدخل مرحلة الانقلابات الفتاكة، تلك التي نجحت أو لم تنجح، ستترك ارتسامات دامية في قلب استقرار تركيا...


قد يأتي الدور لاحقا على بلد خليجي داعم للإرهاب التكفيري، خاصة وأن بنيته السياسية والعائلية عابقة بروائح الانقلاب... أيها الإخوان بأي ذنب قتلتم الدول العربية، وأي منقلب ستنقلبون؟


ما رأي هؤلاء؟


كيف يمكن لتونس أن تقاوم الإرهاب بديبلوماسية ضعيفة، غير حاسمة مازالت تحاكي في استتباع مريب أجندة «الخلجنة» و«التتريك»؟


كيف لتونس التي صنفت تحت الضغط حزب الله اللبناني إرهابيا من أجل عيون مجلس التعاون الخليجي (الذي توجد به بلدان راعية للإرهاب)، أن تستوعب درس النكبة الإخوانية العامة وتعود الى ثوابتها الديبلوماسية العقلانية؟


ثم ما رأي حركة النهضة، وما رأي المنصف المرزوقي الآن في محور الشر الذي انتظم يوما ما في تونس للإعتداء على سيادة سوريا تحت مسمى «أصدقاء سوريا»؟


لقد أصابت لعنة دمشق حصون أنقرة، وباريس، وربما تصيب حصون كل من استظل بـ «الديمقراطية» لصناعة التخلف...


ما رأي أولئك الذين يحلمون بتحويل تونس الى نسخة تركية؟ وما رأي أولئك الذين تحالفوا مع أولئك الذين يحلمون بتحويل تونس الى نسخة تركية؟


إن الإخوان يدفعون ثمن الطغيان، وكل أملنا أن يقطع أبناء البلد ـ كل أبناء البلد بما في ذلك أبناء حركة النهضة ـ نهائيا وبشكل رسمي ومعلن مع هذه الجماعة.


وما رأي الغرب المتمدّن؟؟


ما رأي الغرب، في بروكسال وباريس وكوبنهاغن، وفي لندن وبرلين، وفي واشنطن، وفي كل أنحاء القارتين المنتشيتين بوصفة «الديمقراطية مقابل السيادة»، في هذه الطبخة المسماة بـ «الربيع العربي»؟ وماذا جنت عليهم أصلا؟


قد يملك الأمريكان الإجابة وقد شاهدوا سفير بلدهم في بنغازي يموت بنفس الطريقة البشعة التي مات بها معمر القذافي.


قد يملك الفرنسيون الإجابة وهم يشاهدون آثار الدماء في شارلي ايبدو والباتاكالان ونيس، ثم يقفون لحظة للتفكير في إصرارهم اللاعقلاني على تسليح ما يسمى بـ «المعارضة السورية»؟


قد يملك جميعهم الإجابة حين يشاهدون رهانهم على المنظمات «الحقوقية» المزيفة، ورهانهم على التوطين الديمقراطي للإسلاميين يسقط بالضربة القاضية...


قد يملكون الإجابة خاصة وأنهم اكتووا بنفس النار، ولم يكسبوا من وصفتهم الشرق أوسطية القاتلة غير سوق خصبة لتجارة السلاح... لم يكسبوا من عولمة الخراب غير عولمة الإرهاب...


بقلم: خليل الرقيق

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire