الجبهة الشعبية ستظلّ هنا شامخة رغم المكائد
مصطفى القلعي كاتب تونسي
هجمة غبيّة على الجبهة الشعبيّة اندلعت فاجأني ممّن يشنّها علينا بعض اليساريّين والهامشيّين والمتعاطفين مع الجبهة.
فكلّما اتّضحت خيوط المؤامرة على المسار التونسي وعلى الجبهة غفل التونسيّون عن الذئب واتّهموا الراعي!
وكلّما شعر الناس بالإحباط نتيجة خيارات من اختاروهم من غير الجبهة سرّا أو جهارا صبّوا سخطهم على الجبهة!
وكلّما تبيّن لهم زيف الشعارات التي أطلقها بعضهم في الانتخابات والانقلاب عليها التفتوا إلى الجبهة ليشتموها!
وكلّما شاهدوا ندائيّا ونهضويّا معا يتحدّثان في بلاتوه عن الحكومة التونسيّة وديبلوماسيّتها التفتوا إلى الجبهة!
وكلّما جاهر النداء بمعانقة النهضة تنهال الشتائم على الجبهة!
وكلّما أعلن وزير عن زيادة عدد السجون عوض تحقيق التنمية تدان الجبهة!
وكلّما اشترى تحالف الحكم نداء/نهضة بيدقا جديدا أو عميلا منقلبا تهاجَم الجبهة!
فيلسوف فوضوي تونسي قال “إنّ الجبهة صارت عبئا على اليسار التونسي ولابدّ من التخلّص منها والتفكير في شكل جديد من التنظّم”!
الغريب أنّه يعلن دائما أنّه ضدّ التنظّم وأنّه لم ينتم إلى الجبهة وأنّه لم يساندها انتخابيّا بل قاطع الانتخابات أصلا. ومع ذلك يطالب بتدمير الجبهة!
الجبهويّون يبنون جبهتهم وفاء لشهدائهم وتحقيقا لوصاياهم وخدمة لشعبهم
والهدّامون يدعون لحلّها والتخلّص منها تنفيذا لأجندات خصومها وأعدائها!
الفوضويّ لا يستطيع أن يكون بنّاء بل فوضويّا أو هدّاما.
والجبهة تميّز جيّدا بين النقد البنّاء الصادق وبين التخريب مهما كان لبوسه.
أيّها الهدّامون؛ الجبهة هنا وستتقدّم وستتدعّم بنضال مناضليها اللامشروط.
وقريبا سترون الجبهة منظّمة مهيكلة تجعل المتآمرين يأكلون أصابعهم ندما.. فلا نامت أعين الكائدين العملاء..
*******************
علي بن جدو
لم تكن الجبهة الشعبية منذ تأسيسها يوم 07 أكتوبر 2012 بمنأى عن حملات التّشويه وافتعال التّهم الزائفة والمجانبة للحقيقة.
وقد كان هذا الاستهداف، في صوره المختلفة، ومجموع دوافعه ورهاناته المرتبطة به جزء أساسيا من استراتيجيا معادية بالكامل لاستحقاقات المسار الثوري في تونس ولكلّ مضمون نضالي اجتماعي- سياسي ضدّ السياسات اللاّشعبية واللاّديمقراطية الموروثة عن نظام بن علي والحكومات التي حكمت من بعده في ما يفوق الثلاث سنوات.
فاستهداف الجبهة الشعبية من هذه الزاوية هو استهداف لجبهة سياسية الأصل في اسمها وبرنامجها وامتدادها الشعبي ومهامها.
إنها “جبهة شعبية لتحقيق أهداف الثورة” تتبنّى بكلّ مكوّناتها ومناضليها خطّا سياسيّا برنامجيا شعبيا يقطع مع اليمين الديني والليبرالي بجميع أنماطه وأشكاله القديمة والمستحدثة ويدافع :
- عن السيادة الوطنية
- وحق الشعب في تملّك حريته وممارسة سلطته في مناخ من الديمقراطية الشعبية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية،
- كما يلتزم بقضاياه القومية
- وانفتاحه على الموروث الإنساني الأممي النضالي التقدمي.
وقد اتّخذ هذا الاستهداف الممنهج وجوها وطرقا مختلفة وصلت حدّ جريمة الاغتيال السياسي باغتيال رمزيها الشهيدين شكري بلعيد ومحمد الابراهمي.
إلى جانب التحريض المتواصل على النيل من قياداتها وكوادرها السياسي والتنظيمي وتكفيرهم.
وقد بلغ استهداف الجبهة الشعبية في الأيام الأخيرة حدّه الأقصى من خلال حملة تشويه مركزة من جهات مختلفة
بعضها قيادات في أحزاب سياسية حاكمة
وأخرى أقلام مأجورة متمرسة في حملات التشويه الممنهجة والموجهة.
وبالعودة إلى مضمون هذه الحملة وبعض من تفاصيلها نسجّل أن بدايتها كانت مع الحملتين الانتخابيتين التشريعية والرئاسية حيث اختزلت مهاجمة الجبهة في ادّعاء تصدّعها الدّاخلي وصراع الكتل والأجنحة داخلها وادّعاء تغوّل أحزاب دون أخرى على هيكلة الجبهة وخطها وقرارها السياسي إزاء الوضعيات السياسية المفصلية والحاسمة في الوضع الداخلي للجبهة كما في صلتها بمحيطها السياسي الديناميكي وبلورة إجاباتها التكتيكية السياسية المباشرة.
كما تمظهرت هذه الحملة في زعم طوباوية البرنامج الاقتصادي للجبهة وعجزه عن تقديم إجابات واقعية عن المسائل الاقتصادية والاجتماعية العالقة.
ورغم أنّ نتائج الانتخابات كانت في محصّلتها الجبهوية انتصارا جزئيا يعبّر عن حالة انغراس سياسي وميداني لمناضلات ومناضلي الجبهة في قطاعات مهمّة من الشعب التونسي
فإنّ هذه النتيجة كان يمكن أن تكون أفضل في مستواها الكمي التمثيلي في مجلس الشعب لولا المال الفاسد وحيلة افتكاك الأصوات من خلال شيطنة الجبهة الشعبية والدعوات المغشوشة للتصويت”المفيد” بذريعة مقاومة الخطر الإسلامي الأصولي والانتصار لخيار مدنية الدولة حتى ولو كانت هذه المدنية عودا إلى نفس منظومة الاستبداد والفساد القديمة.
هذه الحملة الهوجاء على الجبهة لم يكن لها لتحقّق أغراضها بالنظر إلى عدّة أسباب منها:
- أنّ الجبهة الشعبية هي بمحصلة مكوناتها السياسية الوطنية والماركسية والعروبية وبرنامجها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي وبنفسها الشعبي المواطني تجسّد خيارا بديلا لكل المكوّنات السياسية اليمينية الليبيرالية التي ظلّت في عمومها مشدودة إلى نفس المنظومة القديمة التي استهدفها المسار الثوري منذ 17 ديسمبر 2010
أو إلى أطروحات إيديولوجية وسياسية إسلاموية وتكفيرية رافضة للتعددية وحق الاختلاف وداعية لتكريس خطاب التفرقة والإقصاء.
والجبهة في النهاية تستمدّ أسباب وجودها كما مهامها من معاناة الشعب وتوقه للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
- أنّ الجبهة ككيان سياسي وتنظيمي هي كمياء يسارية وطنية وشعبية وكلّ مكوناتها ذات وزن مهم في محطات الحراك الاجتماعي الثوري وتجاربها الخطية النضالية هي جزء من كلّ الجبهة وهي تحمل وعيا مرحليا واستراتيجيا مشتركا بضرورة استمرار الجبهة كخيار سياسي استراتيجي يراهن على الوصول إلى الحكم وتطبيق برنامج شعبي في مستوى شعارات الثورة ورهاناتها.
- أنّ وحدة الجبهة الشعبية لا تلغي حق الاختلاف بالنسبة لمكوّناتها شرط تغليب قاعدة التوافق على مواقفها وإجاباتها التكتيكية وممارسة الحد المقبول من الديمقراطية الداخلية في هياكل الجبهة ومؤسساتها وهو ما يمثّل ردّا على كلّ التشويهات التي تدّعي أنّ صناعة الموقف السياسي في الجبهة محصور في أحزاب أو ذوات بعينها.
- أنّ الجبهة لا تستند إلى مرجعية محنّطة ونصوص مقدسة، وأنها تحاول ما أمكن التلاؤم مع عصر جديد للثورة العالمية تتحدّد فيه الإجابات على المسائل الراهنة بأكثر مرونة وواقعية سياسية ولكن بثبات أكبر على المبادئ والقيم الإنسانية والمواطنية والحقوقية الوطنية والكونية.
*******************
الحملة الهوجاء ضدّ الجبهة الشعبية: الخلفيّات المبطّنة والرّهانات السّاقطة
علي بن جدو
لم تكن الجبهة الشعبية منذ تأسيسها يوم 07 أكتوبر 2012 بمنأى عن حملات التّشويه وافتعال التّهم الزائفة والمجانبة للحقيقة.
وقد كان هذا الاستهداف، في صوره المختلفة، ومجموع دوافعه ورهاناته المرتبطة به جزء أساسيا من استراتيجيا معادية بالكامل لاستحقاقات المسار الثوري في تونس ولكلّ مضمون نضالي اجتماعي- سياسي ضدّ السياسات اللاّشعبية واللاّديمقراطية الموروثة عن نظام بن علي والحكومات التي حكمت من بعده في ما يفوق الثلاث سنوات.
فاستهداف الجبهة الشعبية من هذه الزاوية هو استهداف لجبهة سياسية الأصل في اسمها وبرنامجها وامتدادها الشعبي ومهامها.
إنها “جبهة شعبية لتحقيق أهداف الثورة” تتبنّى بكلّ مكوّناتها ومناضليها خطّا سياسيّا برنامجيا شعبيا يقطع مع اليمين الديني والليبرالي بجميع أنماطه وأشكاله القديمة والمستحدثة ويدافع :
- عن السيادة الوطنية
- وحق الشعب في تملّك حريته وممارسة سلطته في مناخ من الديمقراطية الشعبية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية،
- كما يلتزم بقضاياه القومية
- وانفتاحه على الموروث الإنساني الأممي النضالي التقدمي.
وقد اتّخذ هذا الاستهداف الممنهج وجوها وطرقا مختلفة وصلت حدّ جريمة الاغتيال السياسي باغتيال رمزيها الشهيدين شكري بلعيد ومحمد الابراهمي.
إلى جانب التحريض المتواصل على النيل من قياداتها وكوادرها السياسي والتنظيمي وتكفيرهم.
وقد بلغ استهداف الجبهة الشعبية في الأيام الأخيرة حدّه الأقصى من خلال حملة تشويه مركزة من جهات مختلفة
بعضها قيادات في أحزاب سياسية حاكمة
وأخرى أقلام مأجورة متمرسة في حملات التشويه الممنهجة والموجهة.
وبالعودة إلى مضمون هذه الحملة وبعض من تفاصيلها نسجّل أن بدايتها كانت مع الحملتين الانتخابيتين التشريعية والرئاسية حيث اختزلت مهاجمة الجبهة في ادّعاء تصدّعها الدّاخلي وصراع الكتل والأجنحة داخلها وادّعاء تغوّل أحزاب دون أخرى على هيكلة الجبهة وخطها وقرارها السياسي إزاء الوضعيات السياسية المفصلية والحاسمة في الوضع الداخلي للجبهة كما في صلتها بمحيطها السياسي الديناميكي وبلورة إجاباتها التكتيكية السياسية المباشرة.
كما تمظهرت هذه الحملة في زعم طوباوية البرنامج الاقتصادي للجبهة وعجزه عن تقديم إجابات واقعية عن المسائل الاقتصادية والاجتماعية العالقة.
ورغم أنّ نتائج الانتخابات كانت في محصّلتها الجبهوية انتصارا جزئيا يعبّر عن حالة انغراس سياسي وميداني لمناضلات ومناضلي الجبهة في قطاعات مهمّة من الشعب التونسي
فإنّ هذه النتيجة كان يمكن أن تكون أفضل في مستواها الكمي التمثيلي في مجلس الشعب لولا المال الفاسد وحيلة افتكاك الأصوات من خلال شيطنة الجبهة الشعبية والدعوات المغشوشة للتصويت”المفيد” بذريعة مقاومة الخطر الإسلامي الأصولي والانتصار لخيار مدنية الدولة حتى ولو كانت هذه المدنية عودا إلى نفس منظومة الاستبداد والفساد القديمة.
هذه الحملة الهوجاء على الجبهة لم يكن لها لتحقّق أغراضها بالنظر إلى عدّة أسباب منها:
- أنّ الجبهة الشعبية هي بمحصلة مكوناتها السياسية الوطنية والماركسية والعروبية وبرنامجها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي وبنفسها الشعبي المواطني تجسّد خيارا بديلا لكل المكوّنات السياسية اليمينية الليبيرالية التي ظلّت في عمومها مشدودة إلى نفس المنظومة القديمة التي استهدفها المسار الثوري منذ 17 ديسمبر 2010
أو إلى أطروحات إيديولوجية وسياسية إسلاموية وتكفيرية رافضة للتعددية وحق الاختلاف وداعية لتكريس خطاب التفرقة والإقصاء.
والجبهة في النهاية تستمدّ أسباب وجودها كما مهامها من معاناة الشعب وتوقه للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
- أنّ الجبهة ككيان سياسي وتنظيمي هي كمياء يسارية وطنية وشعبية وكلّ مكوناتها ذات وزن مهم في محطات الحراك الاجتماعي الثوري وتجاربها الخطية النضالية هي جزء من كلّ الجبهة وهي تحمل وعيا مرحليا واستراتيجيا مشتركا بضرورة استمرار الجبهة كخيار سياسي استراتيجي يراهن على الوصول إلى الحكم وتطبيق برنامج شعبي في مستوى شعارات الثورة ورهاناتها.
- أنّ وحدة الجبهة الشعبية لا تلغي حق الاختلاف بالنسبة لمكوّناتها شرط تغليب قاعدة التوافق على مواقفها وإجاباتها التكتيكية وممارسة الحد المقبول من الديمقراطية الداخلية في هياكل الجبهة ومؤسساتها وهو ما يمثّل ردّا على كلّ التشويهات التي تدّعي أنّ صناعة الموقف السياسي في الجبهة محصور في أحزاب أو ذوات بعينها.
- أنّ الجبهة لا تستند إلى مرجعية محنّطة ونصوص مقدسة، وأنها تحاول ما أمكن التلاؤم مع عصر جديد للثورة العالمية تتحدّد فيه الإجابات على المسائل الراهنة بأكثر مرونة وواقعية سياسية ولكن بثبات أكبر على المبادئ والقيم الإنسانية والمواطنية والحقوقية الوطنية والكونية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire