الإخوان: المدرسة التي خرجت منها كل الجماعات المتطرفة
الجمعة 27
ديسمبر 2013 / 00:27
القاهرة ـ
محمد سعد
لم يكن
لجماعة الإخوان المسلمين، أن تقوم بمفردها بتنفيذ هذا الكم الهائل من المخططات
الإرهابية، لولا مساعدة من جماعات وتنظيمات أخرى انشقت من رحم الجماعة الأم، على
مدار تاريخ الإخوان، الذي بدأ في عشرينات القرن الماضي، على يد مؤسسها حسن البنا.
قيادات
معظم الجماعات التكفيرية كـ"أنصار بيت المقدس، الجماعة الإسلامية، حركة
التكفير والهجرة، القاعدة" كانت أعضاء بجماعة الإخوان قبل أن يشكلوا تنظيمات
مسلحة خبير أمني: خروج جماعة الإخوان من الحكم هدم الجماعات التكفيرية، لأنهم
كانوا ينتظرون تسليم سيناء لهم واتفق خبراء ومؤرخون أن معظم الجماعات التكفيرية
كـ"أنصار بيت المقدس، الجماعة الإسلامية، حركة التكفير والهجرة،
والقاعدة" خرجت من رحم الإخوان، مؤكدين أن قيادات هذه الجماعات الإرهابية
كانت أعضاء بجماعة الإخوان قبل أن يشكلوا تنظيمات مسلحة.
إلا أن
الخبراء ذاتهم يؤكدون أن تنظيم القاعدة، يعد من أخطر وأشهر التنظيمات الإرهابية
التي انبثقت من الرحم الأم لجماعة الإخوان، حيث نشأ هذا التنظيم في الأساس على يد
عبدالله عزام، أحد القيادات التاريخية لجماعة الإخوان المسلمين.
فكر
الجماعة
وبالرغم
من ولادة عزام في قرية سيلة الحارثية في لواء جنين، الواقعة شمال وسط فلسطين عام
1941، إلا أن انتماءه لأفكار جماعة الإخوان المسلمين، بدأ تحديدًا عام 1970،
بالتحاقه بجامعة الأزهر بالقاهرة، وحصوله على شهادة الماجستير في أصول الفقه، حيث
التحق بعدها بكتائب ما يعرف المجاهدين، التي شكلها الإخوان عام 1967، والتي كان
مقرها عمان، حتى سافر لأفغانستان بداية الثمانيات؛ ليؤسس مكتب لجلب المجاهدين من
البلدان العربية، وتشكيل ما يعرف بتنظيم القاعدة.
التكفير
والهجرة
ويأتي
تنظيم التكفير والهجرة كواحدٍ من التنظيمات المهمة التي ارتبطت بجماعة الإخوان
وتنفيذ مخططاتها الإرهابية، حيث نشأ منتصف الستينات على يد الشيخ علي إسماعيل،
وانتهج نهج الخوارج في التكفير بالمعصية، وعلى الرغم من نشأة فكرة هذا التنظيم
داخل السجون المصرية في بادئ الأمر، إلا انه بعد إطلاق سراح أفراد التنظيم تبلورت
أفكاره، وكثر أتباعه في صعيد مصر، وبشكل خاص بين طلاب الجامعات.
يذكر أن
الشيخ على إسماعيل، يُعد أول أمير لجماعة التكفير والهجرة، وهو شيخ أزهري سُجن مع
الإخوان المسلمين في الستينيات، وهو أخ للشيخ عبد الفتاح إسماعيل.
الجماعة
الإسلامية
وليس
ببعيد عن تلك المنظمات الإرهابية، تنظيم "الجماعة الإسلامية" الذي نشأ
في مصر أوائل السبعينيات من القرن العشرين، وانتشر بشكل خاص في محافظات الصعيد،
وبالتحديد أسيوط والمنيا وسوهاج، ومن أبرز قياداته الشيخ عمر عبد الرحمن
"المحبوس بالولايات المتحدة الأمريكية".
ويُعد
عبدالرحمن، من أشد المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين في انتقادها للرئيس الراحل
جمال عبدالناصر، حيث كان من المقربين من الجماعة حتى تم اعتقاله عام 1970، وبعدها
تم الإفراج عنه قبل أن يقبض عليه مجدداً في قضية اغتيال الرئيس أنور السادات، وهو
مسجون حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية بتهمة الإرهاب.
أنصار بيت
المقدس
وعلى
الرغم من التاريخ الحافل بالإرهاب للمنظمات الإرهابية السابقة "القاعدة –
التكفير والهجرة – الجماعة الإسلامية"، إلا أن الأنظار توجهت حديثاً، وبشكل
خاص بعد سقوط حكم الإخوان نحو جماعة "أنصار بيت المقدس" التي أكدت
مسئوليتها عن معظم العمليات الإرهابية التي وقعت في مصر بعد 30 يونيو، وآخرها حادث
المنصورة الإرهابي، الذي أودى بحياة عشرات الضباط والجنود، إضافة إلى إصابة
المئات.
ويتفق
الخبراء أن تلك الجماعة -التي نشأت مؤخراً وتحديداً عام 2005 بزعم إقامة دين الله
في الأرض بالجهاد في سبيل الله والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة- واحدة من
أهم الجماعات الإرهابية التي انبثقت من رحم الإخوان، مشيرين إلى أنها تعد الذراع
العسكرية لجماعة الإخوان في تنفيذ مخططاتها الإجرامية بحق المصريين.
وقالوا إن
تبني جماعة أنصار بيت المقدس للأعمال الإرهابية الأخيرة ضد قوات الجيش والشرطة
لاستعادة شرعية الإخوان المزعومة، يؤكد مدى العلاقة اللصيقة التي تربطها بالجماعة
الأم الإخوان المسلمين.
تنظيمات
مسلحة
وهو الرأي
الذي يتفق معه الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء حسام سويلم، الذي أكد أن قوة
جماعة الإخوان تأتي من الكيانات الإرهابية المنبثقة منها، والتي تحاول كل جماعة
منها التمركز في منطقة محددة.
وقال لـ24
أن كل هذه الجماعات تخدم في المقام الأول المصالح العليا لجماعة الإخوان وتنظيمها
الدولي، لافتا أن هناك العشرات من الأدلة حول متانة العلاقة بينهم، والتي كان
آخرها تزايد أعمال الإرهاب من قبل تلك الجماعة بعد عزل الرئيس محمد مرسي، والإطاحة
بحكم جماعة الإخوان.
وأشار
سويلم إلى أنه لا أحد يستطيع أن يُنكر أن قيادات مثل هذه الجماعات الإرهابية كانت
أعضاء لجماعة الإخوان قبل أن يشكلوا تنظيمات مسلحة.
مدرسة
الإخوان الإرهابية
بدوره،
أكد الخبير الأمني اللواء شريف إسماعيل، أن الإخوان هي المدرسة التي خرجت منها كل
الجماعات المتطرفة، مؤكداً أن المخابرات الإنجليزية هي التي صنعت الإخوان،
والإسرائيلية صنعت حماس.
وأضاف في
تصريحات تلفزيونية، أن الغرب يسعي لتفتيت المنطقة لحساب الجماعات التكفيرية،
مشيراً إلى أن مرسي أفرج في عهده عن 850 عنصراً تكفيرياً متهمين في قضايا سلاح.
وأضاف أن
خروج جماعة الإخوان من الحكم هدم الجماعات التكفيرية، لأنهم كانوا ينتظرون تسليم
سيناء لهم، مشيراً إلى أن الرئيس السابق كان يخطط للإفراج عن منفذي تفجيرات طابا.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire