قراءة في استتباعات عملية سوسة الارهابية:

قراءة في استتباعات عملية سوسة الارهابية:

تعتبر عملية سوسة الارهابية من ضمن العمليات النوعية التي نفذتها العصابات الاجرامية فبعد مرحلة الاغتيالات التي استهدفت بعض القيادات السياسية وفي مقدمهتم الشهيدين شكري بلعيد والحاج محمد البراهيم (تصفية العلمانيين والكفار)

كما استهدفت العناصر الامنية والعسكرية (شعار تصفية الطاغوت)

مرت التنظيمات الارهابية الى مرحلة ضرب الاقتصاد بداية باستهداف القطاع السياحي (الكفار)، قبل ان تقوم بعمليات من نوع آخر ربما يكون مسرحها التجمعات الشعبية، وهو ما نبه له كل الخبراء في الحركات الارهابية في عديد المناسبات،

وفي هذا سوف لن اتحدث على ضعف الامن او طبيعة الشاب الذي قام بالعملية الاخيرة ولا على ربح الدوائر الامبريالية (صانعة الارهاب) من كل العمليات الارهابية، بل ساحاول اماطة اللثام على استتباعات اخرى ربما تكون خطورتها اكبر على البلاد والشعب:

1- استغلال حكومة الائتلاف الرجعي،الليبيرالي العملية الارهابية من اجل التضييق على الحريات والتلويح بعودة الاستبداد والدولة البوليسية.

2- التهديد بمنع كل التظاهرات والاحتجاجت التي فيها مس من هيبة الدولة والمارقة على القانون حسب تقييم السلطة التنفيذية برأسيها.

3- العودة لحالة الطوارئ (بالطبع سيعتبر كل اضراب او اعتصام او اجتجاج مسا من الامن العام)..بمعنى آخر تلجيم الافواه.

4- التلويح، وهو قرارا تقريبا قد عبرت عليه حكومة الحبيب الصيد، بالغاء المفاوضات الاجتماعية بعنوان 2015/2016 التي وقع الاتفاق بشأنها في البلاغ المشترك بتاريخ 30 افريل 2015 وتجميد الاجور.

5- الضغط على المنظمة الشغيلة الاتحاد العام التونسي للشغل من اجل الهدنة الاجتماعية وارغامه على المشاركة في الحوار الوطني الاجتماعي بالتصور الذي تراه حكومة الائتلاف الرجعي، خاصة بعد العودة لبعث الحياة والنفخ في منظمتي قيزة والسحباني.

6- تجريم الاحتجاجات الاجتماعية بكل انواعها.

7- استغلال رؤوس الاموال الناشطين في المجال السياحي الحادثة من اجل اعفائهم من الديون والمقدرة بالمليارات من البنوك بدعوى الافلاس وانهيار القطاع.

8- طرد العمال بالنزل بدعوى عدم قدرة الاعراف على توفير اجورهم.

هذه بعض الاستتباعات المباشرة التي كانت نتيجة لعملية سوسة وكما هو بارز يكون ضحيتها اولا واخيرا الفقراء من الشعب والاجراء الذين كانوا يحلمون ببلاد اجمل واكثر عدالة بعد ثورة 17/12 و14 جانفي 2011 وبجرعة من الحرية والكرامة الوطنية.

فلنكن جميعا سدّا منيعا امام كل هذه الاجراءات وعدم فسح المجال لحكومة رأس المال ان تجعل من الارهاب شماعة تعلق عليها فشلها وسببا تمرر من خلالها سياساتها اللاشعبية واللاوطنية.

تونس في 29 جوان 2015

الحبيب التليلي