ما مدى آستقلالية الهيئة العليا للآنتخابات؟

   ما مدى آستقلالية الهيئة العليا للآنتخابات؟

ثمة إشكاليات عديدة تطرح نفسها بقوة في الوقت الراهن وتشكل عائقا جديا أمام إنجاز آنتخابات ديموقراطية وشفافة ، أولها الشكوك التي تحوم حول مدى آستقلالية الهيئة العليا للآنتخابات ومدى قدرتها على آتخاذ نفس المسافة من كل الأحزاب والخصوم السياسيين ، ثانيا عدم إقبال المواطنين بكثافة على مكاتب التسجيل في قائمات الناخبين وهذا راجع لعدة عوامل ، ثالثا وضع القضاء ، الذي لم يتطور بالقدر الكافي لتحقيق آستقلالية حقيقية عن دوائر النفوذ السياسي والمالي، رابعا الآختراقات العديدة التي قامت بها حركة النهضة وتوابعها للهيئات الجهوية للآنتخابات وتعمد نفس الطرف بث جو من الفوضى بتقطيع المعلقات التي تحث على تسجيل الناخبين مثلما حدث في سليانة وصفاقس وغيرها من الجهات. خامسا عدم الحسم الجدي في دور المال السياسي وهو الآفة الكبرى المزيفة للعملية الآنتخابية... هذا ما يطرح على القوى السياسية المدنية التنسيق في ما بينها للتصدي لهذه الإشكاليات الجدية والشروع في التصدي لكل هذه التجاوزات الحاصلة ، بدء ا بعقد ندوة صحفية مشتركة تسلط الضوء على الخروقات وتنسيق المواقف السياسية مما يحصل من تجاوزات خطيرة والتشهير بها والتعبير عن رفضها بشدة ، وفي صورة عدم حصول هذه الآشتراطات فإن الآنتخابات القادمة ستشهد أكبر عملية تزوير شهدها التاريخ السياسي لتونس وستجد القوى المدنية نفسها مصفرة من حيث لا تدري ولا تعلم ، وسيعتلي الفاشيون سدة الحكم مجددا ليشرعوا في تنفيذ مخطط الأسلمة والتنكيل بالشعب التونسي وبقواه الحية

Habib Bououny