الأخوان المسلمون تنظيم صهيوني البناء والحركة
المنصور
جعفر
الحوار المتمدن-العدد: 3874 - 2012 / 10 / 8 - 10:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
الأخوان المسلمون تنظيم صهيوني البناء والحركة... وقائع ولمحات ومعاني
بعد تقادم وتشرذم ثورة سنة 1919 في مصر بالصراع بين قطبيها الإستقلالي والليبرالي وبزيادة ضغط الإستعمار البريطاني، وإحتضار الخلافة الإسلامية العثمانية، تحولت السياسة المصرية إلى لعبة ثلاثية أقطابها الأكبر والأشهر 1- الإقطاعيين الشركس والأتراك والمصريين، 2- الملك، 3- بريطانيا. ومع بدء مراسم دفن الخلافة الإسلامية العثمانية 1923 -1924 إنتهت تلك اللعبة الثلاثية الأطراف إلى قيام إنجلترا بمنح مصر إستقلالاً شكلياً في 28 فبراير 1922 وكانت شكلية ذاك الإستقلال ماثلة في وجود القوات والإدارات والسياسات والإمتيازات الإقتصادية والديبلوماسية والعسكرية الإستعمارية البريطانية في البلاد، مما كان غطاءاً لتضاعف الإستغلال والإستعمار على الشعب المصري.
في تلك الأيام كان الأديب والفيلسوف والصحافي اليهودي- النمساوي ليوبولد بنيامين أرجيا فايس Leopold Weiss (محمد أسد فيما بعد) يقيم في مصر حاضراً بنشاطه في كل مدن مصر بما فيها الإسماعيلية والقاهرة ثم رابط فايس في الأزهر لأمرين مهمين في تقديره: 1- تعلم اللغة العربية، وكان فصيحاً فيها!، و2- حث المسلمين على العناية بشؤون دينهم!!! ولسبب ما ، قام ليبولد فايس هذا بترك مصر كلها إلى فلسطين والقدس وعمان وبغداد وحلب ودمشق وبيروت يمارس فيها نشاطه في الصحافة و(الإتصالات) وهو يقضي أكثر وقته في دعوة بعض المثقفين المسلمين إلى التجمع والتراص ضد العلمانيين والكفار موقظاً حمية الدين الإسلامي فيهم وهو يهودي معلن ليهوديته!!!
وكان قيام فايس اليهودي بدعوة المسلمين إلى تسيس تدينهم مرة أخرى من مثيرات الشجن في عدد من البرجوازيون الصغار والكبار خاصة في ظروف حزنهم على وفاة الخلافة العثمانية وإشتداد الضيم الإقطاعي الداخلي، والضيم الإستعماري الأوربي في الشرق الأوسط ومختلف بلاد المسلمين (عدا جمهوريات الجنوب في إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية التي كانت شعوبها بمختلف أديانها تتقدم في ميادين الحياة بفتوة ووثبات كبرى.)
http://www.renaissance.com.pk/maylefor2y2.html
http://www.mafhoum.com/press2/71P27.htm
الأستاذ اليهودي ليوبولد فايس Leopold Wies المسلم بإسم محمد أسد يذكرني بقصص اليهودي النمساوي الباشا رودولف سلاطين الذي أسلم للثورة المهدية في السودان وثورتها ضد الخلافة الإسلامية العثمانية ، ويذكرني قبله بقصة دور موسى بن ميمون في تحويل الأيوبيين وعامة المسلمين لمخلصين لليهود من عذاب المتشددين الكاثوليك في فلسطين، ويذكرني قبل ذلك بقصص آل بخيتشيوع مستشاري خلفاء الدولة العباسية بعد إغتيال أبو مسلم الخراساني، وقبلهم تجئي للذكرى قصص إبن آثال مستشار معاوية بن أبي سفيان وتوارث المستشارية والخلافة في أنجالهم، وكذا الذكرى بقصص شخصيات كعب الأحبار وعبدالله بن سبأ والصحيح (صفا) وآخرين.. كذلك الدور الدولي الأستاذ اليهودي ليوبولد فايس Leopold Wiess يكشف جانباً في العلاقة التي تصورتها الصهيونية والإمبريالية في القرن الماضي بين بعض دوائر العلوم السياسية والدين ودوائر السياسة والمخابرات والإسلام؟ ففي تلك العلاقة التواشجية التي يتم فيها تلبيس المصالح الإمبريالية بلبس إسلامي فإن الأستاذ اليهودي ليوبولد فايس Leopold Wiess لا يختلف كثيراً عن تلميذه برنارد لويس كاتب مقال "الإسلام والشيوعية" ، وفي ذا الصدد يمكن للمهتم أن يراجع كتاب كريمر ولويس:الإكتشاف اليهودي للإسلام المصدر من مركز موشي دايان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، جامعة تل أبيب،1999
أوآن تلك العشرينيات كان الشيوعيون (بأسماء عدداً) والوطنيون القوميون (حزب مصر الفتاة) ناشطين بقوة متنوعة في مصر ضد حلف الإستعمار والملك. وظهرت من الطبيعة الشعبية والإعلامية والعسكرية لتوسع نضالهم ضد الإستعمار والملك والإقطاع حاجة الحكام وحماتهم البريطانيين لإيقاف نشاط وتمدد هذا التفكير السياسي الحديث. بدأ تحقيق الفكرة وبدعم بريطاني (بذلوه لكل صاحب مقام في مجتمعات المسلمين، تفريقاً لهم) بأن أشرع الملك فؤآد الأول رغبته في أن يكون الخليفة الجديد لكل بلاد عالم الإسلام!! لكن ضد ذا الطغيان أشرع شيخ الفقهاء علي عبدالرازق كتابه التبييني الجاهر المشهور "الإسلام وأصول الحكم"، نابذاً فيه أن يكون هناك نظام سياسي إسلامي معين واحد محدد أحد يحكم به شخص ما كل بلاد المسلمين! فأضطهده الملك أحمد فؤآد الأول وتابعيه -بدعم بريطانيا- مُصراً على حكم كل دول وبلاد عالم الإسلام بنفسه! وكانت أولى خطى الملك فؤآد لتحقيق رغبته السامة تلك هي تغيير لقبه إلى "ملك مصر، وسيد النوبة وكردفان ودارفور"، بداية من مارس 1922 (الإعلان الرسمي لإستقلال مصر، والولايات العثمانية في السودان من الخلافة الإسلامية) وحتى وفاته في يوم 28 أبريل سنة 1936.
بعد وراثة فاروق مُلك مصر والسودان رمى مع بريطانيا إلى شغل التنظيمات الشيوعية والقومية المضادة لحلف الإستعمار-الملك، بحركة أخرى مضادة لهما، فكان توافق قوى الإمبريالية والإقطاع في مصر في أواخر العشرينيات على تأجيج "الإخوان المسلمون"، وهو ما قد كان لكن جماعة الإخوان فشلت آنذاك في حد نشاط الشيوعيين والقوميين إذ كانا قد بنيا مقاومة مسلحة ضد الإنجليز وأعوانهم، وأسسوا الجبهة المتحدة لنضال الطلبة والعمال والفلاحين ضد حلف الملك والإنجليز، وهي الجبهة الشعبية التي أوقدت تظاهراتها ومنشوراتها وإغتيالاتها إنتفاضة كبرى في الأربعينيات ضد حلف الإستعمار والملك، بينما كانت أقصى نجاحات جماعة الإخوان المسلمون حينذاك هي تجنيد عدد كبير من بعض أبناء الريف المصري القادمين حديثاُ إلى المدن في رحلات ومعسكرات الكشافة والجوالة، يخدمونهم بين الصلوات والفِتت والمآدب والتهجدات في الهتاف للملك ووزراءه، والمهاترة والكيد والعداوة ضد أعداء الملكية والإستعمار.
بداية هذا النمو السياسي الإسلامي كانت بفضل المجلس الملكي البريطاني للعلاقات الدولية بإشراف قلم المخابرات الماسوني نصير الأديان السير أرنولد توينبي الذي كان قد مهد مع سعوديي جماعة الإخوان الوهابية وأجهزة السفارة والمخابرات البريطانية في مصر لتكوين جماعات أخرى منها "جماعة الإخوان المسلمون" الحاضرة في مصر والعالم الآن، وجماعات أخرى في باكستان الحاضرة، بل أمتد أمر تأسيس الجماعات الإسلامية السياسية حتى في أندونيسيا الهند الصينية وذلك بالتعاون مع المجلس الملكي الهولاندي للعلاقات الدولية(كانت هولاند تستعمر أندونيسيا الكبرى)، ومن هذه الدعوم الإستعمارية وثقافتها السياسية الدينية بدأت ترقية مكانة حسن البنا في مجتمع الإسماعيلية بدعم إستيلاءه على جمعية الإخوان المسلمين الخيرية، وكانت هي الجمعية الخيرية الأكبر في المدينة، وطرد جل مؤسسيها وشيوخها، وتحويلها إلى كيان سياسي، وذلك على النحو التالي:
في سنة 1920 في الإسماعيلية كان العالم الأزهري الشيخ أحمد السكري المعروف بعدائه للإنجليز هو المؤسس الأول والمنظم لـ"جمعيه الاخوان المسلمون"، الخيرية، وكان معه علي احمد عبيد وحامد عسكريه، وحينذاك كان حسن البنا صبياً نابغاً لامعاً في تلك الجمعية الخيرية فأخذه السكري ومونه بالإتصالات والمال لاكمال دراسته الجامعية، لكن عقب تخرج حسن البنا من كلية دار العلوم (علوم اللغة العربية) وتعينه مدرساً حكومياً (بمخصصات إضافية) ضم لحسابه الخاص عناصراً جديدة أدخلها الجمعية ثم قامت بعملية إنتخابية لزجة أزاحت الشيخ السكري بلطف سنة 1928 ثم قهرته علي مبايعة حسن البنا كمرشد عام لــكيان جديد نسبيةً سموه "جماعة الإخوان المسلمون"!
وفي سنوات عقود الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين تم بفضل إتصالات الإستعمار البريطاني وعملاءه وبعون ملك مصر والسودان تعزز تأسيس ونشاط "جماعة الأخوان المسلمون" المبذول لصالح الملك والإنجليز، بدعوى انهم في مرحلة البناء لا في مرحلة الهدم والتغيير !! وقد أكد جل كبار الإخوان المسلمون الذين إختلفوا معها مثل الشيخ أحمد شاكر والشيخ علي عشماوي والأساتذة سيد قطب، وجمال البنا، أن السفارة البريطانية بعلم الملك وبعض خاصته في مصر كانت تمول وتساند نشاط جماعة الإخوان المسلمين المعادية للأعمال الوطنية السياسية والعسكرية لبواقي ثورة 1919 ضد قوى الإستعمار والملكية. وقد كانت تلك النشاطات الثورية الأدبية والفكرية، والصاخبة، والعنيفة، ضد الإستعمار وعملاءه تنجز بقيادة الإتجاهات اليسارية المتنوعة والمتمركزة في كتلة اليسار في حزب الوفد (الطليعة الوفدية) وفي تنظيمات الجبهة المتحدة للطلبة والعمال والفلاحين، وفي بعض ما بقى من حزب مصر الفتاة.
في ذلك الخضم كان أميز ما فعله الأخوان المسلمون ومشيريهم مع مطلع أربعينيات القرن العشرين هو تأسيس جهاز باطني لإغتيال وتصفية خصومهم السياسيين وغير السياسيين، وقام ذاك الجهاز الرهيب المسمى"النظام الخاص" بإغتيال بعض السياسيين وقادة الأحزاب المضادين للملك والإنجليز، وبمحاولة تفجير عدد من مراكز الشرطة في وقت واحد، كما كان ذلك الجهاز وبقية أذناب الإستعمار البريطاني من أكبر المتهمين بأحداث حريق القاهرة 1951.
حين تفتحت ثورة الجيش المصري في 23 يوليو 1952 ضد حلف الإستعمار والملك والإقطاع الحاكم في مصر، كانت جماعة الإخوان المسلمون قد إستوت قبل ذلك بقليل في مسرح الحياة السياسية كطرف رابع أو بالأدق كشريك مخالف للملك والأقطاعيين والسفارة البريطانية، وكان إستواء الجماعة في مسرح السياسة المصرية برعاية البريطانيين وملك السعودية، ثم برعاية وعناية مخابرات السفارة البريطانية في القاهرة بزعامة رالف ستيفنسون Sir Ralph Stevenson وكذلك بسند من المرحوم اللواء محمد نجيب آخر واجهة تقليدية لتظيم الضباط الأحرار وثاني رئيس لمجلس قيادة الثورة، قبل عزله.
وفي وفاء لعقيدتهم وخلانهم وسياسة وأوامر تنظيمهم أنطلق أفراد جماعة الإخوان المسلمين بلؤم وفظاظة وقوة ضد معالم ثورة 23 يوليو 1952 ناشطين بقوة وعنف (في جهة واحدة مع البريطانيين والإسرائيليين) ضد قيادة جمال عبد الناصر بل وضد أهداف الثورة المصرية في تصفية الإستعمار والإستغلال، محاولين إغتياله وتحطيم ما تقوله أو تفعله الثورة داخلياً أو خارجياً حتى أن مولي الإخوان الشيخ متولي الشعراوي المحدث التلفزيوني قال وكتب إنه سجد لله شكراً على قيام إسرائيل بهزيمة جيش مصر في حرب 1976 !! نكاية في الثورة!!
وقد إستمر الإخوان في لؤمهم ولدهم ضد الثورة المصرية حتى مات جمال عبدالناصر في سبتمبر 1970 بالإجهاد... وبالتسميم. بعد ذلك إنطلق الإخوان المسلمين مع غدر أخوهم أنور السادات ضد معالم "الناصرية" ومعانيها تهديماً وخصخصة للمشروعات الوطنية العامة للتمويل وللصناعة والزراعة وللعلاج والتعليم والإسكان المجاني، وإعتقالاً وإضطهاداً وكبتاً لعلماءها حراسها وكتابها وطليعييها فاتحين مصر لديكتاتورية السوق وسحت وعبث البنوك الأجنبية، في سياسة تسميم ونهب عام لمصر سميت بإسم "الإنفتاح" حيث (إتباعت البلد وإتقسمت) ،
وبعد إنتهاء مهمة السادات الحاكم والإخوان الميليشيا الجنجويد سنة 1981، إنتقلوا مع نائبه حسني مبارك ضد بعض علامات أنور السادات معيدين تقسيم السوق المصري فسطاطين متوادين يعمهما الفساد ويتبادلانه، حتى حدث موضوع شركات الأموال وقيامها بالنصب على المصريين بما يبلغ عشرات مليارات الجنيهات، بعدها تميز الإخوان في ساحة سياسات أمريكا- حسني مبارك كشريك مخالف لكليهما، وللجماعات الإسلامية، وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001 المنسوبة لـكيان "القاعدة" التي أسسها الشيخ الإخواني والسلفي القتيل عبدالله عزام ثم تزعمها الإخوانيين المسلمين (فاروق العدل) وأيمن الظواهري وربيبهم الشاب الشيخ أسامة بن لادن، حينها بدأت تعاملات الطرفين الإخواني المسلم والأمريكي الصهيوني مع بعضهما بصور مباشرة في داخل مصر تزيد عدداً وعلانية.
آوان كل هذا الإندفاع الإخواني لتولي حكم مصر في السنوات بين 1953-2003 كان أهم إسم إخواني مصري في عالم الإتصال والتخابر السياسي بين الجماعة وأولياءها الأوربيين والأمريكان والصهاينة كان هو إسم الشاب الوجيه اللبق الحقوقي: سعيد رمضان، وكان سعيد الأنيق هذا مع أو بعد دخوله الفجائي جماعة الإخوان المسلمون في أوائل الأربعينيات قد تمكن من الزواج من إبنة حسن البنا، وبذا الزواج وما يتعلق به من قصص وتقاليد فرض سعيد نفسه على كل أعمال حسن البنا وتنظيم الإخوان المسلمين، حيث صار الحقوقي سعيد رمضان سكرتيراً ومستشاراً بل وقائماً بأعمال حسن البنا في شؤون قيادة الجماعة !!
في أربعينيات القرن العشرين تلك كان التنظيم القيادي لجماعة الإخوان المسلمون قد ضعف بالخلافات الداخلية وبتأثير التمول الخارجي، وبضغط الشرطة وتفاقم الضعف وزاد وأستشرى بسبب خلاف الشيخ أحمد السكري مع نسيب حسن البنا، الأخ عبد الحكيم عابدين بسبب سلوكياته، ومن تداعي الخلاف أن قام أعضاء مكتب الإرشاد بالإشارة لحسن البنا بتشكيل لجنه تحقيق ضمت خمسة أشخاص هم: الشيخ السكري وصالح عشماوي من معارضيه وحسين بدر وابراهيم حسين من موافقيه، والصاغ العثماني العجوز محمود لبيب كميزان بينهما، مما يدل على أن الأمر كان كبيراً ، وقد اوصت تلك اللجنة بفصل صهر حسن البنا عبد الحكيم عابدين من الجماعة لقيامه باعمال مخالفة للدين!؟، وكان صدور قرارها الشهير ذاك في تاريخ 9 يناير عام 1946 مما إنفرد في مقاهي القاهرة وبعض صحفها. لكن الشيخ حسن البنا رفض قرار اللجنة وأنحاز لصهره بقوة وعناد تعف عنه العقيدة الدينية السليمة أو النظم التضابطية للجمعيات العامة، بل وفوق ذلك أصدر حسن البنا قراراً بفصل الشيخ السكري (مربيه ومؤسس الجماعة) وفصل بعض الأعضاء الكبار في مكتب الإرشاد وهم الشيخ حسين عبد الرازق، والكاتب خالد محمد خالد، والشيخ محمد الغزالي، والشيخ السيد سابق، بل عين البنا صهره عابدين أميناً عاماً للجماعة بدلا من الشيخ السكري الذي رد على حسن البنا بمقال ثر وضاف نشرته صحيفه "صوت الأمة" في11 أكتوبر 1947 بعنوان صاخب شامت هو "وكيل عام الاخوان يفضح الشيخ البنا".
ومن تفاقم الخلاف والضعف وضغط التمول قد تفهم الضرورة الداخلية في الجماعة تأسيس جهاز أو نظام أو تنظيم جديد داخل تنظيم الإخوان لا يدري أحد عدده أو عتاده أو أهدافه البعيدة.
في تلك الفترة المتقعقعة في مصر والسودان وفي فلسطين، وما جاورها، قام المحامي محمود العيسوي جندي "النظام الخاص" لجماعة الإخوان المسلمين، بتنفيذ عملية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق ومناضل اليسار الوفدي القديم أحمد ماهر باشا في 24 فبراير 1945 وكان أحمد ماهر من قادة النضال اليساري الوفدي المسلح ضد عملاء الإستعمار البريطاني في الثلاثينيات، وفي ديسمبر 1946 فجر التنظيم قنابله في بعض مراكز الشرطة المصرية في القاهرة، ثم 22 مارس 1948 قام حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم عضوي التنظيم الإخواني الخاص باغتيال علم القانون القاضي المستشار رئيس محكمة استئناف القاهرة أحمد الخازندار بتسعة رصاصات، بعد ذلك قام طالب الطب عبد المجيد أحمد حسن جندي تنظيم الإخوان باغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في 28 ديسمبر 1948، قيل لحله جماعة الإخوان وشدته ضد جرائمها كوزير داخلية، وقيل لتصادمه مع بريطانيا في موضوعات مصر والسودان وفلسطين، وآنذاك قام الشيخ يوسف القرضاوي الإمام المصري التلفزيوني لدولة قطر بالثناء على القاتل والتمثيل بالمقتول بأبيات:
عبدالمجيد تحية وسلام * أبشر فإنك للشباب إمام،
سممت كــلبا جاء كلـــب بعده * ولكل كــلب عندنا سمام !!؟؟
وعلامات العجب والإستفهام من عندي لأن فقيه عالم محدث يسمى قتيلاً بلا محكمة "كــلبااً"!؟.
كذلك تورط التنظيم الخاص في جريمة قتل منتسبه الأخ المسلم (المنتقد) لعشواء الإغتيالات والتفجيرات بأنها قد تحرق البلاد المهندس سيد فايز عبدالمطلب، حيث أغتال النظام الخاص المهندس سيداً هذا في داخل مسكنه بعلبة حلوى قنبلة،
كذلك قام شيء يمني من النظام الخاص بإغتيال الزعيم الإصلاحي الإمام يحي حميد الدين في اليمن وهو على فراش المرض! مما أيقظ في ذاك اليمن فتناً كثيرة إنتهت بمقاتل شتى وهروب أكثر إخوان اليمن الى عدن، التي كانت تسيطر عليها بريطانيا!! المثير الخطر أن حدوث كل هذا النشاط الدموي للتخلص من القيادات الوطنية في مصر في أول سنوات نمو التنظيم االخاص لجماعة الإخوان المسلمين، كان أوان قيام سعيد رمضان بأمور الجماعة وتنظيماتها وهو في ينوع شبابه .
http://ar-ar.facebook.com/note.php?note_id=133654362516
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=128876.
بيد أن أمراً مثيراً آخر حف ولادة ونشاط ذلك الجهاز الرهيب إذ كانت بين تروسه أسماء لامعة عادةً ما تتجنبها وتبتعد منها التنظيمات السرية العسكرية ببساطة لأن تلك الأسماء اللامعة تكون مراقبة من دوائر مراقبة شتى ، بعض تلك الأسماء عُرف بإرتباطه بالأمريكان والإخوان مثل عضوي تنظيم الضباط الأحرار الرواد عبد المنعم عبدالرؤوف، وأبو المكارم عبد الحي، والصاغ العثماني العجوز محمود لبيب البقلي، راع التنظيم ومنظمه العجوز، ومنها أسماء لم تك لأصحابها أية صلة واضحة بتنظيم الإخوان المسلمين بل كانت معروفة بضد ذلك، ومنها أميز القيادات العسكرية السرية المعروفة في الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو) الشيوعية والتي كانت هي ذاتها أشهر قيادات محركة لثورة أكثرية ضباط الجيش المصري في 23 يوليو 1952 ضد الإقطاع والإستغلال والإستعمار وعامة ضد الحكم بإسم الدين وإستغلاله في التغطية على إستغلال أقلية الرأسماليين لأغلبية الناس وإحتكار موارد عيشهم وأكثر عائدات جهودهم . قيل أن منهم: الزعيم فيما بعد، جمال عبد الناصر، و(الرفيق) خالد محي الدين، وآخرين.
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%...8A%D9%86#cite_note-1
http://www.ikhwanwiki.com/index.php?title=%D8...84.D9.85.D9.8A.D9.86
رغم حداثة سن سعيد رمضان وفوران نشاطه وتنوع إتصالاته - لعله بسبب من ذلك- فقد إنتدب بواسطة الأجهزة العليا للمخابرات البريطانية في مصر ندباً غامضاً لازم تواجد أستاذه اليهودي ليوبولد فايس Leopold Wisess (محمد أسد) حيث نقل سعيد رمضان في مايو 1948 إلى فلسطين أيام النكبة، وهناك صرف أياماً في فنادق ومكاتب القدس ثم ترك مهمته الجهادية، منقولاً بجهاده البريطاني الامريكي إلى الشام وعمان وبغداد حيث تأزمت فيها الأمور بين أصدقاء الإستعمار البريطاني وأعدائه، فأخرجته بريطانيا الإستعمارية من صدامات العراق الدموية بين الموالين لها والثائرين عليها كما أخرجت أجهزتها الداعية الإسلامي اليهودي ليوبولد فايس Leopold Wisess ( محمد أسد ) إلى مناطق باكستان قبل فصلها عن الهند.
حينذاك كانت تدابير المستعمرين البريطانيين الصليبيين لولادة تلك الدولة الإسلامية (باكستان) تدابير متقدة أشرف فيها الإخوان (المسلمان) اليهودي النمساوي ليوبولد فايس Leopold Wisess والمسلم المصري سعيد رمضان على تأسيس برامج ثقافية (ندوات) وإذاعة وصحافة للجماعة الإسلامية في باكستان (جماعة إسلامي) وترتيب أمورها في المدارس والجامعات والقرى والدساكر وهي الجماعة المعروفة إلى الآن كصنيعة وموالية للإستعمار البريطاني ومخططاته ضد وحدة الهند وعلمانية سلطتها السياسية.
بهذه الإنتدابات الثلاثة لسعيد رمضان في أقل من 3 شهور في فلسطين والعراق والهند باكستان، أُخرج الإستعمار البريطاني سعيداً من عجين قضايا الإغتيالات في مصر وخلافات الجهاز السري والجهاز القيادي للإخوان المسلمين.
عنوان المخارجات يدل على أن تدابير صهيونية-بريطانية آوان الحرب العالمية الثانية أو قبلها كانت قد وضعت بذرتها الإستخبارية والعنفية في داخل رحم حركة أو تنظيم الأخوان مستغلة ضعف خبرة عامة المصريين بطبيعة التنظيمات السرية العسكرية والخطر المحدق بمبادءها بإمكان تخديمها حتى من قوى مضادة لها، مخدمين التنظيم الخاص للإخوان في عمليات حرب ثنائية الأهداف هادئة أولها حرب لتخويف وتهجير يهود مصر، والأخرى حرب هادئة ضد الدولة المصرية تمثلت معالمها في إغتيال بعض المصريين المتعاونين سابقاً مع الألمان والمناهضين حاضراً (آنذاك) للإستعمار البريطاني والصهيونية، وفي حرق المؤسسات التجارية (شركة إعلانات الشرق) الممولة لعدد كثير من الصحف والأنشطة التي تضم العلمانيين والتقدميين والأجانب واليهود المعادين للإستعمار والصهيونية، ومحاولة تفجير "نادي الأجانب" بقنبلة خاملة وافقت عمليات التنظيمات العسكرية اليهودية في فلسطين ضد الجيش البريطاني، كذلك تخريب سياسات ومقرات الدولة، وحرق المباني الكبرى زعزة لإستقرار الحكومات ، كلها تمثل علامات واضحة على المصلحة الصهيونية التي تحققها هذه الحرب الإسلامية الجهادية التي تتقد وتتغطى بإسم وبنشاط منسوب للإسلام وهو بعيد تماماً في الشكل عن الصهيوينة وخفي على أكثر المسلمين وظاهر لخاصتهم من مناقشي السياسة أي النظام الخاص لجماعة الأخوان المسلمون .
من تفاقم هذا الإتساق والجدل بين دينية أمصار الصهيونية الحديثة والجهاديات الإغتيالية القديمة، ومؤامرات القصور، وتأزم الحركة الحزبية، وتناقض المناخ السياسي العالمي بين قوى الإستعمار البريطاني والإمبريالية الأمريكية في جهة وقوى التحرر العالمي والوطني والطبقي في جهة ضد، كان نجاح الثورة المصرية بقيادة تنظيم الضباط الأحرار في القضاء على سدة النظام الملكي وتغيير الحالة العامة لمصر بداية من يوم 23 يوليو 1952 حيث حولت تلك الثورة مصر من إقطاعية دينية خاصة بشخص واحد يشترك في تملكها مع أثرياء العالم تحت حماية دولهم، وجعلتها جمهورية مستقلة لشعبها.
بتمكن الثورة المصرية من القضاء على الحكم الرجعي وآيديولوجيته الدينية لإحتكار مصر للعائلة المالكة الضاربة في الفساد، بدأ تضارب سياسة محمد نجيب الودودة للإقطاع والليبرالية معاً ، وظهر تناقضها مع إتجاه أغلبية أعضاء مجلس قيادة الثورة إلى (إكمال مهمات التحرر السياسي والوطني والإقتصادي والإجتماعي، وإقرار حق السودانيين في تقرير مصيرهم في جهة الوحدة مع مصر الثورة) وفي هذا الماء العكر نشط الأخوان المسلمون بسرعة في التخابر مع الإنجليز.
في يوم 24 فبراير 1953 عقد الإجتماع الكبير في منزل المستشار (الماسوني) حسن الهضيبي مع ممثلى "الصليبية العالمية" بقيادة ممثلي الإمبريالية البريطانية وسفارتها في القاهرة. وقد كانت العلاقة التاريخية المعروفة بين الإخوان والإستعمار البريطاني ضد حزب الوفد وسياساته اليسارية ذات الجماهيرية الكبرى آنذاك من مسهلات تفعيل وتجديد هذا "التخابر" السري الذي شملت موضوعاته: الضغط على الحكم المصري الجديد، وإذعان قادة الأخوان لقرار تقسيم فلسطين، وعزل مسألة السودان عن مسألة الوجود البريطاني في مصر، وإنتداب بعض قادتها (= سعيد رمضان) لمهمات في العالم العربي والإسلامي،
رداً على مضاعافات إتفاق الإخوان والإستعمار البريطاني على التخلص من الحكم المصري الجديد، وفصل السودان عن مصر، ونشاط فرع للجماعة في السودان ضد الكفاح المشترك وبدءه الدعاية ضد مصر و(حكومة عبد الناصر وأطماعها في السودان) قرر مجلس قيادة الثورة في 14 يناير 1954 حل فرقة أو حزب جماعة الإخوان المسلمين، ( كانت صيغة قرار المجلس أن قرار حل الأحزاب ينطبق على جماعة الأخوان) كما أرسل المجلس بعض أعضاءه إلى السودان لمواجهة المؤآمرة المشتركة بين الإستعمار الإنجليزي وجماعة الإخوان للفصل بين الكفاح المشترك لشعبي السودان ومصر، ووضع (ذنب) الإنفصال في ذمة جمال عبدالناصر وتحطيم شعبيته وتقويض هيمنته وإنهاء الحكم الجديد و(إجراءاته ).
في بداية النصف الأخير من القرن العشرين رغم كل تشبثات بريطانيا بمستعمراتها ومحاولاتها القوية المتنوعة لتثبيت الموالين لها كحكام جدد للمستعمرات المتجهة إلى الإستقلال، كان واضحاً في كافة دول العالم الحرة وبلاده المستعمرة إكتمال حقيقة تاريخية كبرى هي بداية أفول الدور الإستعماري البريطاني القديم، وبداية دور إمبريالي أمريكي وبريطاني جديد لتطويع مصر والشرق الأوسط بعيداً عن ثقافة ومهمات التنمية الوطنية الديمقراطية والأفكار الجمهورية والتقدمية والإشتراكية تكريساً للمصالح الإمبريالية والصهيونية في الشرق الأوسط وتدويرهم العالم بنفطه وأمواله.
هذا العرض العام لأمور السياسة الإمبريالية في المنطقة قد يساعد على إيضاح الدور العالمي أو العولمي الجديد لشكل مصري من دور "لونس العرب"، وهو دور سعيد رمضان نسيب ورئيس وزراء وسفراء حسن البنا ويُمكن من فهم طبيعة نشاطه فى جسر أعمال جماعة الإخوان والجهات المفيدة بها بين القارات الأربعة: ففي سنة 1953 كان قيام "حلف بغداد " بين القوى الرجعية في الشرق الأوسط ودول حلف الأطلسي وكان تفتح الدوائر الأكاديمية والمخططة للإمبريالية بالمقال القريظي للفيلسوف البريطاني برنارد لويس Bernard Lewis "الإسلام والشيوعية" الذي تكلم عن إمكان تخديم قوى الإسلام في الحرب ضد الأفكار والنشاطات الشيوعية. ومن ذا كله قامت هيئات الإستراتيجية الأمريكية بقيادة الأخوين الشقيقين جون فوستر دالاسDulles John F. وزير الخارجية وجهاز الـCIA بقيادة شقيقه آلان دالاس Alan F. Dulles قامت بالتعاون مع جهد اليهودي برنارد لويس في جامعة برينستون بدعوة وإحضار بعض قادة الإخوان والجماعات إسلامية إلى أمريكا لـ(حضور مؤتمر عن الثقافة الإسلامية) وقد كان بين المدعويين الكبار المحتفى بهم نجم سعد الإمبريالية في الشرق العربي الشاب الظريف الأنيق الهندام سعيد رمضان الذي يشغل كل الوظائف العليا الحساسة في تنظيم الإخوان المسلمين وهي وظائف نسيب وحاجب ومدير ووزير وسفير حسن البنا.
بعد قيام مسؤولي الخارجية، والتجسس، والإستخبارات، والعمليات الخارجية، بعقد لقاءات وتدبيرات عددا مع سعيد وبقية هؤلاء الإسلاميين وتوثيق إنتظامهم في حلف بين مع قوى وأهداف (الغرب الكافر) كانت قيادته الفاعلة والفعلية لدى ، العلم الماسوني والصهيوني الكبير العزيز نيلسون روكفلر Rockefeller Nelson وهو التابع الشهير لأسد الإستعمار العالمي والصهيونية البارون روتشيلد.
كان منصب روكفلر الرسمي هو رئاسة كيان الإمبريالية والإستعمار الحديث المعروف بإسم "مجلس إدارة التنمية العالمية" International Development Board وقد كان هدف ذلك المجلس الشيطاني ، ولم يزل، إلى وضع دول العالم الحديثة الإستقلال تحت السيطرة الأمريكية (الصهيونية) مع تمييز موجب لإسرائيل وباكستان وإيران الشاهنشاه، وبقية العقد الأمريكي الجديد حينذاك ، وقد نما ذلك المجلس الإستعماري الحديث من كونه منفذاً ومقاولاً إقتصاديا سياسياً وإعلامياً لمشروع الرئيس الأمريكي ترومان الإستعماري المعروف بإسم "النقطة الرابعة" ليضحى منذ ستة عقود عصب إدارة وسياسة البنك الدوليWorld Bank ومشروعاته الخُلب لـ(تعمير) العالم.
A. P. Thornton , Imperialism in the 20th Century, University of Minnesota Press, 1978
Victor Perlo, American imperialism, International Publishers, 1951
مع وبعد تلك الترتيبات الإستخبارية والجاسوسية التخريبية المتقدمة قامت الوحدة المشتركة بين مسؤولي هيئات الإستخبارات والدفاع والخارجية المكلفة بموضوع إستثمار وترقية أعمال بعض قادة الأخوان المسلمين ومن لف لفهم في مصر والعالم العربي قامت تلك الوحدة بتقديمهم فرادى وجماعة إلى مقر الحكم الأمريكي ورئاسته في البيت الأبيض فى 23 سبتمبر 1953 حيث (حظوا) هناك بمقابلة علانية مع الرئيس الأمريكى الجنرال السابق داويت ديفيد أيزنهاور Dwight D. Eisenhower فائزين بإعتماد معلن منه لمهامهم .
http://www.nybooks.com/blogs/nyrblog/2011/feb...-muslim-brotherhood/
وبينما كان بعض الزعماء العرب والإسلاميين أعداء بريطانيا وإسرائيل يلقون مصرعهم بأشكال شتى في أنحاء العالم العربي والإسلامي مثل مناضل حكم المجالس الشعبية المحلية الجنرال الإيراني حاج علي رزمار Ali Razmara ورفيقه الدكتور محمد مصدق Mohammed Mossadegh في إيران الخمسينيات حيث قام حكم المجالس الشعبية المحلية بقيادة البطل محمد مصدق بتأميم أعمال النفط قامت ضده مليشيا "فتوات الإسلام" التابعين لعدو الخميني الإمام الكاشاني (= مودود حسن البنا ونسيبه سعيد رمضان) وحاربت الفتوات التأميم وحكوماته بالتحالف مع الجيش الإيراني بقيادة الجنرال زاهدي الموالي آنذاك للشاه إيران وأمريكا وإسرائيل، فتأمل . . .
ضد ذلك الفشل نجحت ثورة 23 يوليو سنة 1952 التي قادها الضباط الأحرار في خلع الطبقة الرجعية الحاكمة التي تنصبت مصر بإسم الدين منذ عهد المماليك ثم محمد علي باشا وأبناءه وأحفاده وديونهم وشراكاتهم الأجنبية ودفعهم لإحتلال البلاد ثم لحماية الإمتيازات الأجنبية فيها، وبحكمة قادت الثورة صراعها مع قوى الإستعمار لأخراج قواته العسكرية ولتأميم موارد حياة المجتمع وتحويل ملكيتها وقرارات إنتاجها وعملها إلى الشعب المصري.
بعدما خلعت ثورة مصر حكم الظالمين المصريين في سنة 1952 قامت تلك الثورة التاريخية بإيقاع ضربة كبرى جديدة ضد نظم وقوى الرجعية والإستعمار بل ضد كل النظام السياسي العالمي القديم: فبعد مفاوضات مُحكمة تميز فيها الجانب المصري بالإتساق الشديد الجماهيري والعسكري والسياسي والديبلوماسي والتفاوضي، وبقدر عال من الإصرار المبدئي والمرونة الموضوعية حدث في تاريخ 19 أكتوبر 1954 أن نجحت ثورة 23 يوليو المصرية بالتفاوض وفق خط إستراتيجي شمولي منظوم في إجبار بريطانيا العظمى على إجلاء كل قوات الإحتلال البريطاني من جمهورية مصر.
http://www.youtube.com/watch?v=fmCbJGxypUg
http://it.scribd.com/doc/13890527/%D8%A7%D8%A...A7%D9%86%D9%8A%D8%A
http://naseryeldakahliya.alafdal.net/t437-topic
http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=334986&eid=1247
أثر ذلك إعلان ذلك الحدث الثوري المهيب (إجلاء قوات الإستعمار البريطاني من منطقة قناة السويس) للعالم وإنشغال شعوب وحكومات العالم به، وإرتفاع رايات حركة التحرر الوطني في كل عوالم المستعمرات، بإمكان إنجاز المناضلين لإستقلال البلدان لأهدافهم في طرد الإستعمار، ووضوح ضعف إمكانات وحيل الدول الإستعمارية عن مواجهة إنتظام شعب واحد ضده، غضبت قوى الرجعية والإستعمار والإمبريالية وبناء على أوامر لندن قام قائد محطة الإستخبارات البريطانية في القاهرة جورج يونج George Young بتكليف جماعة الأخوان المسلمون بمهمة إغتيال جمال عبد الناصر الذي كانت الأجهزة البريطانية والامريكية قد إتجهت إلى تصنيفه شخصاً وحكماً وأهدافاً تصنيفاً شيوعياً، بينما كان أقرب للصحة أن تصنفه وطنياً ديمقراطياً.
فور ذلك قام "التنظيم الخاص" لحزب الإخوان المسلمين بإعداد وتنفيذ عملية إغتيال رئيس مجلس قيادة الثورة جمال عبد الناصر فى 26 أكتوبر 1954 -وبدء محاولة متسلسلة لإغتيال أكبر القيادات اليسارية (العلمانية) في مصر- ولكن فشلت تلك المحاولة السريعة الخرقاء لإغتيال جمال عبدالناصر قائد ثورة يوليو المصرية، وقائد إتجاهها البطل ضد حلف الملكية والإستعمار،وهو ذات جمال عبدالناصر موقع إتفاق إخراج الإستعمار البريطاني وتحقيق الهدف الذي ناضل المصريون أكثر من سبعين عاماً لتحقيقه.
ومن عجائب الصدف أن بعض الرصاصات التي أطلقها الشاب محمود عبداللطيف لإغتيال عبد الناصر بيد مهتزة من تدافع وهتاف الجماهير وهديرها وحركتها، قد أصابت الأديب المهندس والسياسي السوداني ميرغني حمزة وهو قيادي حزبي كبير من لدن آل بيت الطائفة الختمية التي كانت أول جماعة إسلامية في العالم تحتفي بجماعة الإخوان المسلمون، في زاوية الميرغنية في الإسماعيلية.
وقد أدت محاولة قوى الإستعمار والرجعية التي نفذها الجهاز الخاص للإخوان المسلمين وركوز جمال عبد الناصر فيها، وشجاعته إزاءها، وبلاغته في التصدي لدوي رصاصاتها، بل مواصلته لخطابه وجولته للإحتفاء ببداية خروج الإستعمار البريطاني، بل وحتى عفوه عن بعض صغار منفذي الجريمة ، أدت تلك البسالة والشجاعة والفصاحة والمروءة، مع تصاعد هجوم الإذاعات الإمبريالية: البريطانية والأمريكية والإسرائيلية عليه ادى كل هذا الإختضام إلى إرتفاع شعبية أهداف الثورة وتيقن جماهير مصر آنذاك من صدق عزمها، ونما إدراكهم للطبيعة الشعبية لمعدنها السياسي .http://www.youtube.com/watch?v=58Q0ARGnbM8
مع هذا التحول السياسي الكبير من إنجاز الأوليات والأسس إلى تحقيق الأهداف العامة تحول الكلام العام في أمور مصر وأحوالها من موضوع الإستقلال من بريطانيا إلى موضوع العدالة الإجتماعية، وإنتقل الإعلام المصري وثقافته ومثقفيه من بدائيات الدعوة إلى القضاء على الإستعمار وأعوانه، إلى طرح وشرح إقتصاديات وإجتماعيات الإصلاح الزراعي وبناء الحياة الحديثة وتوفير الطاقة والمياه والتعليم والإسكان وخروج جماهير الشعب في مصر من حالة الجهل والحفاء والمرض وسياط الإقطاعيين والهجانة وملاهي الأجانب إلى عصر الخدمات والصناعات الكبرى.
http://naseryeldakahliya.alafdal.net/t437-topic
http://ar-ar.facebook.com/note.php?note_id=133654362516
http://www.youtube.com/watch?v=V8smmu-ZT9I
لعل في خضم عواقب تلك الأحداث أن وحدة متصلة بقوة الإستخبارات البريطانية في القاهرة قامت بسرعة بإخراج الشاب سعيد رمضان من مصر وتهريبه إلى القاعدة الإمبريالية في الجزء الغربي من ألمانيا المحتل آنذاك وإلى الآن بواسطة أمريكا وبريطانيا ومن هناك أنفذت الإمبريالية سعيداً إلى سويسرا .
في سويسرا المال وليوبولد فايس Leopold Wisess (محمد أسد) وبحماية أمريكية وبريطانية ذات جوازت ديبلوماسية أردنية وباكستانية وسعودية يحوطها تعاون حلف بغداد وحلف الأطلسي والإتحاد الهاشمي ضداً لإعلان الإتحاد بين مصر وسوريا وقيام الجمهورية العربية المتحدة وبداية تأسيس إتحاد الجمهوريات العربية ( 1958)، قام سعيد رمضان صاحب جوازات االسفر الأربعة بتأسيس وإدارة ((المركز)) بغرض ((إستقبال المسلمين المهاجرين إلى أوربا وحل قضاياهم)) ! وفي ذا الهدف المعلن خداع كبير : فالمسلمين المهاجرين إلى أوربا لا يصلون إلى سويسرا أولاً فهي تقع داخل داخل أوربا ! كذلك في ذلك الزمن الإستعماري الصليبي لم تكن هناك هجرات مسلمين إلى أوربا مثلما حدث بداية من نهاية الثمانينيات وحتى العقد الأول من القرن الواحد والعشرون وما بعده، حيث يهاجر كثير من المسلمين إلى بعض دول أوربا (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وشمال أوربا ) بعداً وخروجاً وهرباً من إضطهاد حكومات وتنظيمات المسلمين للمسلمين في دول المسلمين! .
لعل الحقيقة أن تأسيس ذلك (المركز) كنواة تمركز لتدوير ما يسمى (الأنشطة الدولية)!!؟ لحزب الإخوان المسلمين، أو لتغطيها به، أو تغطيه بها، شيء يتعلق كما قال كمال الهلباوي مسؤول التنظيم في (التنظيم الدولي) بالمناخ الديمقراطي في الغرب ! وبالطبع مزيات النظم الإشتراكية الديمقراطية في تأمين الإقامة والسكن والعلاج والتعليم المجاني لللاجئين، لا القمع والطرد الذي تمارسه ضد اللاجئين دول الخليج وغيرها.
والمركز الإسلامي الأول في جنيف في بنيته العامة ليس إلا تكية وقهوة سياسة حزبية لوجوه الإخوان في أوربا ، وبالتحديد لسعيد رمضان وجماعته وأسرته، وقيل أن خلاف يتعلق بملايين أو بلايين الفرنكات السويسرية بين آل رمضان وأل سيف الإسلام حسن البنا وكثير من قادة الإخوان حول الأموال المودعة لحساب أصحاب المركز المدني وطبيعة التصرف فيها، وهو مركز وساطة مالية-تجارية سياسية بإسم الدين. ولكن ورغم ضخامة الكلام عن المركز الإسلامي في جنيف، فإن بكان المركز في حد ذاته عبارة عن بناء بسيط صغير مكون من طابقيين علويين وطابق أرضي، وهو ملاصق لمبنى مجلس الكنائس العالمي الفخم الضخم، وخلاصته "كيان علاقات عامة" ربما غطاء لمكتب إرتباط إستخباري أو العكس واجهة إستخبارية (حزبية مصرية) لنشاط علاقات رأسمالية عالمية فيها السياسي والمالي والعسكري. ولكن بطبيعة نشاط المركز وإخوانه فلا بد أن تكون له أماكن أخرى مواشجة لأموره.
وبالتعاون مع الأمن الأمريكي والبريطاني والألماني التابع لهما ومشورة أستاذه اليهودي المسلم Leopold Wisess (محمد أسد)، وبعناية راعيهم الحاخام الإسكندر الأصفري Alexander Safaran ، وضع سعيد رمضان جزءاً من نشاطه (السياسي) في دولة ألمانيا الغربية التابعة لأمريكا وبريطانيا، حيث نُصب هناك سيداً على مسجد ميونخ.
وفي تينك البلدين الفرحين به، سويسرا وألمانيا، ظل نشاط سعيد رمضان السياسي والمالي والإجتماعي قائماً كوسيط أو عميل مثلث بين ثلاثة: 1- القوى الإمبريالية، و2- قوى الإقطاع الحاكمة في الخليج ومواليها في باكستان، و3- مصريي الإسلام السياسي الرجعيين المضادين للثورة المصرية، بإسم ((جمع الطلبة المسلمين الدارسين في أوروبا، ورعايتهم دينيا، واجتماعيا، حتى إذا عادوا إلى بلدانهم، أمكنهم التأثير في مستقبل تلك البلدان)) !! وبقى سعيد رمضان برعاية حاخام جنيف الإسكندر الأصفري Alexandru Safran يدأب في (المركز) حتى وفاته (يوليو 1995 .
في ذلك العام الذي شع فيه الإترنت كشف مقال كتبه إيان جونسون فى صحيفة Wall Street Journal أن الإخوان المسلمين يعملون يقوة مع أجهزة الإستخبارات الأمريكية، وأن وثائق أمن ألمانيا أكدت أن مخابرات الولايات المتحدة تقوم بتغطية تنقلات وأعمال سعيد رمضان بجواز سفر دبلوماسي أردني، وإنه بجهد المخابرات البريطانية مع المخابرات الباكستانية صار مع سعيد رمضان جواز سفر ديبلوماسي آخر باكستاني، إضافة إلى جواز آخر سعودي!!
وإذ كان الضباط الأمريكان والبريطانيين والألمان يتكفلون بتخطيط بعض الأعمال السياسية والتظيمية والإعلامية وحتى العسكرية لتنظيم الإخوان مثلما تتكفل أجهزتهم الخاصة بنفقاته في متابعة ذلك، فقد أظهر مقال مستند لأرشيف الأمن السويسري أن سعيد رمضان كان بمثابة "عنصر معلومات إستراتيجي" لأجهزة إستخبارات وحكومات بريطانيا وأمريكا (وعنصر إستراتيجي تسمية حديثة للمخبر أو الجاسوس القائم برعاية عمل سياسي كبير كزعيم أوأمين لحزب أو كان خازن أسرار) وقد زاد تورط سعيد رمضان مع المخابرات الأمريكية وإرتكازها إليه حتى أن ضباط ألمانيا الغربية بتعليمات من CIA قاموا فى ديسمبر 1963 بمنع سعيد من الإشتراك فى مهرجان ضد الاتحاد السوفيتى، حماية لمستقبل العمليات التي تولاها أو سيتولى أمرها سعيد رمضان مع أطراف حلف الأطلسي في الشرق الأوسط. ويمكن العثور على معلومات أخرى عن الشأن الإستخباري لسعيد رمضان والـCIA في الحافظة E4320 من الأرشيف السويسري الفدرالي بمدينة بيرن، كذلك ترخيص سيارته الكاديكلاك.
في كانتون جنيف كان أكبر قادة سعيد ومشيريه شخصان:
الأول فيهما هو الإسكندر الأصفر Alexandru Safran وكان حاخاماً يهودياً سياسياً (صهيونياً) عظيم العلم والمعرفة والإتصالات ، وقد كان حاخاماً لرومانيا بل راعياً ومستشاراً لملكها، ولهجرته من رومانيا قصة: فبعد قيام الرومانيين الشيوعيين بتحرير رومانيا من إحتلال قوات النازية الألمانية، وكنسهم الحكومة وأجهزة الدولة الفاشية التي كانت موالية لنظام هتلر وقوات إحتلاله، تم بإستفتاء شعبي مبين إلغاء النظام الملكي الإقطاعي ورواكزه الماثلة في المؤسسات الدينية السياسية للجباية والتنظيم والتوجيه، ومن ثم فرضت الحكومة الرومانية الجديدة الحمراء أسس وأشكال السياسة المدنية والعلمانية والديمقراطية الشعبية على كل أمور الدولة. وبذا التحول من الإقطاع إلى الديمقراطية الشعبية في رومانيا لم يجد الحاخام الأصفر وضعاً مريحاً له فرحل سنة 1948 من رومانيا الخبز والحرية إلى مدينة جنيف الرأسمالية العالمية وقد كان رحيله إلى جنيف في ذلك العام الذي كان عاماً عرمرماً للشرق الاوسط وللشرق الأدني .
هناك في جنيف رجع الحاخام الآسكندر الأظفر حبراً أعظم من جديد لكل جنيف وضواحيها ومصارف اليهود فيها، ونفذ بحنكة في أمور هيئة الأمم المتحدة وشؤونها ومقرها الأوربي لإدارة شؤون العالم، مهتماً بإنتظامات وإتصالات جمعيتها الأممية، وبشؤون أعمال هيئات الصليب الأحمر، وبالنشاط الإمبريالي العالمي ضد الحكومات والقيم الإشتراكية، في خضم ذا الدور الصهيوني المعروف كان إحتضانه الحاخام الأصفر لسعيد رمضان وتوطيده الصلة بتأسيس وأعمال مركزه (الإسلامي) الذي يديره الآن - بحكم الإرث والوراثة- الإخواني هاني، إبن سعيد رمضان.
الرجل الثاني الذي حاط سعيد رمضان بعنايته فقد كان زعيماً كاثوليكياً إسمه المعلن هنري بابال ولكن لا يعرف عنه أي شيء في عصر الإنترنت، ولم أجد شيئاً عنه في كل كانتون جنيف!!!
بيد أن أشهر منظري الإسلام السياسي وسعيد رمضان كان هو اليهودي النمساوي Leopold Wisessليوبولد فايس المسلم بإسم "محمد أسد"، وهو كما أوردت يذكر بقصص اليهودي النمساوي الباشا رودولف سلاطين الذي أسلم للثورة المهدية في السودان ودعم ثورتها ضد الخلافة الإسلامية العثمانية ، كما يذكر بقصة موسى بن ميمون وتحويله الأيوبيين وعامة المسلمين إلى مُخَلِصين ليهود فلسطين من عذاب المتشددين الكاثوليك، كما يذكرني هذا الأسد بقصص آل بخيتشيوع مستشاري خلفاء الدولة العباسية بعد إغتيال أبو مسلم الخراساني، وقبلهم تجئي للذكرى قصص إبن آثال مستشار معاوية بن أبي سفيان وتوارث المستشارية والخلافة في أنجالهم، وكذا الذكرى بقصص شخصيات كعب الأحبار وعبدالله بن سبأ والصحيح (صفا) وآخرين..
كذلك فالدور الدولي المشهود للأستاذ اليهودي ليوبولد فايس Leopold Wiess والمسلم بإسم محمد أسد يكشف جانباً في العلاقة التي تصورتها القوى الصهيونية والإمبريالية في القرن الماضي بين بعض دوائر العلوم السياسية والدين ودوائر السياسة والمخابرات والإسلام وتحقيق المصالح الإمبريالية ؟ ففي تلك العلاقة التواشجية التي يتم فيها تلبيس المصالح الإمبريالية بلبس إسلامي فإن الأستاذ اليهودي ليوبولد فايس Leopold Wiess لا يختلف كثيراً عن تلميذه برنارد لويس كاتب مقال "الإسلام والشيوعية" ، وفي ذا الصدد يمكن للمهتم أن يراجع كتاب كريمر ولويس:الإكتشاف اليهودي للإسلام المصدر من مركز موشي دايان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، جامعة تل أبيب،1999
بين خيرات الجمهورية الإسلامية في إيران، والمملكة العربية السعودية، ودوائر وحسابات شركات النفط، والبنوك الصهيونية العالمية في سويسرا ، كانت أكبر إنجازات سعيد رمضان هي إشتراكه مع الأمير محمد الفيصل في تأسيس دار المال الإسلامي في جنيف كشركة سويسرية مصرفية قابضة توالي بنهجها الإسلامي رأس المال العالمي الصهيوني في سويسراً ، وبفتات دار المال السويسرية أسهم سعيد رمضان مع سعيد ندا وآخرين في تأسيس "بنك التقوى" للتمول الإسلامي ومقره المعلن في جزر البهاماس المعروفة بحرية الجنس والمخدارات، وقد قوى فيها سعيد والبنك وندا علاقاته مع بنوك العالم الصهيونية السيطرة. يلاحظ أن النشاط الرأسمالي هنا يضاعف عناصر التوجهات الدينية وعناصر التوجهات الدنيوية التكاثرية معاً وهذا التركيب التمييزي يشتت عناصر التناسق في كل من الثقافتين المعيشيتين ويثبت عناصر التنافر: كدين من العبث وكعبث بإسم الدين.
من ذلك الجد والعبث الرأسمالي وإنقساماته الطبقية والفئوية الدينية والطائفية المثيرة في العالم نبتت كثير من الصلات العائلية السياسية بين القيادات العليا لتنظيم الأخوان المسلمون حيث قديماً كان زعيم الجماعة حسن الهضيبي نسيباً لمحمد نجيب سالم باشا كبير خاصة ديوان الملك فاروق، وكذلك كان الشيخ أحمد حسن الباقورى زوج ابنة عبداللطيف دراز وكيل ديوان الملك فاروق في نفس ذلك الزمن ، و لكن الآن في القرن الواحد والعشرون نجد حالات نسب أو مصاهرة جديدة منها:
1- قيام الأخت المسلمة همة أو حمى عابدين Huma Abedin وصيفة ثم مشيرة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلري كلينتون بزواج السياسي اليهودي الصهيوني النائب النيويوركي في الكونغرس الأمريكي أنتوني ديفيد Anthony David Weiner
- 2- محمد مرسي رئيس جمهورية مصر صهر أحمد فهمي رئيس مجلس الشوري في ذات (الجمهورية)،
- 3- المرشد العام السابق مهدي عاكف صهر محمود عزت أمين عام الجماعة حينها، وصهر المرشد الحاضر مرسي،
-4- المرشد الحاضر خيرت الشاطر صهر محمود غزلان الناطق بإسم الجماعة،
(بيع كل معالم سيناالإقتصادية لقطر وقطر مشاركة أسرائيل)
- 5- محمد الحديدي أمين شباب االجماعة في لقاهرة صهر المرشد الحاضر خيرت الشاطر،
-6- محمد علي بشر عضو مكتب الإرشاد صهر محمود حسين الأمين العام للجماعة،
-7- فؤآد جاب الله قانوني مجلس المرأة القطري نسيب أحمد منصور إعلامي قناة التلفزيون القطرية "الجزيرة "،
-8- مصاهرة الأخ الرأسمالي حسن مالك صهر للأخ الرأسمالي محمد عليوة،
و..إلخ
أهم ما يلحق بهذه الأنساب والتصاهرات ما يقوله الأخ المسلم أحمد شعراوي المسئول الأول عن ما يسميه (قسم الأخوات) داخل جماعة الإخوان المسلمين: دور القسم هو تأهيل المقبلات علي الزواج بالتعارف لتختار الزوج المناسب من كل النواحي !! لكن هذا الشعراوي المجهز للتعارف بين الأخوات اللائي هن مقبلات على الزواج والأخوان الذين يتأهلون للزواج من واحدة أو أكثر منهن، يدفع لسؤآل: هل يدري هذا الشعراوي شيئاً عن طبيعة الزواج نصف السري ونصف العلني بين قيادة الأخوان وقيادات أمريكا الصهيونية ؟ وإنه بفضل جهود خليجية في السنوات بين 2003 و2008 تواصلت اللقاءات بين ممثلين لحزب الإخوان المسلمين ، وآخرين للإدارة السياسية الأمريكية، حتى توجت تلك اللقاءات بحفل زفاف كبير يوم 3 سبتمبر 2009 بين الأخوان و إدارة الرئيس الأمريكي أوباما ومدير الـCIA كرر فيه الإخوان تعهدهم الزواجي بنبذ العنف كطريق للوصول والسيطرة على السلطة في مصر (إلا في وجه معارضيهم)، وبالتعامل السلمي مع إسرائيل، وبإستمرار تنسيقهم مع أجهزة وخطط الولايات المتحدة االعلنية وغير العلنية، وبترسيخ ما يسمى عولمياً بــ"ضمان الإستقرار" (= ديكتاتورية السوق + مكافحة النشاطات الشيوعية) في المنطقة.
وقديماً إذ كان المستشار الهضيبي والشيخ الباقوري نسيبان معروفان لكبير مشيري الديوان الملكي سالم نجيب باشا ولنائبه الشيخ الأزهري العتيد عبداللطيف دراز، (على التوالي)، الآن يعتقد أن (المصرية) مستشارة أوباما للشؤون الإسلامية الأخت داليا مجاهد (مواليد 1974) هي أحد صلات الوصل والهيام بين إدارة أوباما والإخوان و(السلام) ، والقوسين السابقين أخذتهما من اللغة العبرية إشارة لإسرائيل... كذلك يأتي للأضواء إختلاط وعشق وزواج الأخت المسلمة همة أو حمى عابدين Abedin Huma مشيرة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من النائب النيويوركي في الكونغرس الأمريكي، اليهودي الصهيوني أنتوني فاينر أو واينر Anthony David Weiner .
http://www.shoebat.com/documents/Huma_Brotherhood_Connections_072412.pdf
http://www.nationalreview.com/articles/312211/huma-abedin-s-muslim-brotherhood-ties-andrew-c-mccarthy
كل هذه الزواجات الملتبسة بزواج السياسة والدين والبنوك وديكتاتورية السوق تذكر بالمناسبات والمصاهرات القديمة التي تمت في القرنين السابع عشر و الثامن عشر بين بعض التجار اليهود الإندلسيين العثمانيي الجنسية (حين كان مقام التابعية العثمانية في دول العالم مثل مقام الجواز الأمريكي حاضراً) فمع تعدد الزواجات بين أولئك التجار والحرفيين اليهود وبنات الإمبراطورية الرومانية المقدسة من خادمات ووصيفات وأميرات العوائل الحاكمة لضواحي وقرى ومدن ومقاطعات تلك الإمبراطورية في بعض البلقان ،والنمسا ،وبعض ألمانيا، والمجر، ورومانيا) تمكن الأندلسيين اليهود بشكل وئيد من إختراق مجتمعات الطبقة العليا الأوربية وبأثر تعدد تلك المناسبات وأثرها الموجب في دفع تحول التنظيم المعيشي الأوربي من الإقطاع الديني إلى الحرية الرأسمالية، تمكن الرواد اليهود من النفوذ إلى أعمق مواقع السيطرة والقرار السياسي في الدول الأوربية متقدمين بها إلى حال الإستعمار العالمي والإمبريالية .
الآن العثمانيون الجدد بإسم الخضوع لله وأحكامه التي يستخلصونها يريدون إعادة مصر والعالم العربي والإسلامي إلى عصر الإقطاع حيث بعض الباشاوات ومواليهم الأجانب والصهاينة الممولين لهم يتملكون أكثر موارد وخيرات المجتمع، بينما أكثرية المجتمع مواطنين كادحين ليس لهم وفق إصطلاح الشريعة الإسلامية إلا السمع والطاعة لـ(أولياء الأمور) وبنوكهم وقواتهم وإعلامهم.
أي بلغة سلفية: التحول من الشكل العلماني للطاغوت حيث قيام البشر أرباب البنوك وأرباب المصانع وأرباب مشروعات الزراعة وأرباب الخدمات بمشاركة الله بعض صفاته الدينية في السيطرة على معيشة أكثرية الناس، والإنتقال من ذا إلى الشكل الإسلامي لنفس الطاغوت الرأسمالي، حيث تقوم الجماعات السياسية الدينية الإسلامية بالسيطرة على السوق المحلي والتعامل بإسمه وإسم الله مع السوق العالمية، حيث القوة الأكبر لرأس المال العالمي ورؤوسائه الصهاينة.
هنا يبدو أن توليد أو تصنيع الرضا الديني بحكم السوق وديكتاتورية حريتها في التملك وجني الأرباح بإفقار وإستضعاف وتهميش البشر ونشره كمسألة طبيعية أو قدرية إلهية مسألة إمبريالية صهيونية عالمية معروفة تقصي كل مقاومة حقيقية ضدها ولكن في إطارها وتسييرها وإنفاذها منذ عشرات السنين يتحرك قادة جماعة الأخوان المسلمين، أو بعضهم على الأقل، بعلم أو بلا علم، كنتيجة لبعدهم عن أبجديات علم الإقتصاد السياسي أو غضبهم من دراسة المادية الجدلية والمادية التاريخية.
كذلك من خبرة البلاد التي تحكمها أو تتحكم فيها جماعات الإسلام السياسي، يبدو ان مناخ الرضا الديني الإسلامي السياسي بديكتاتورية السوق وسياسات دولها وحكوماتها القائمة على ربا المال وربا العمل، و(إجازة) وتبرير الظلم الطبقي والدولي وتفاوتاته يشكل أمراً مدمراً لوعي المجتمعات بإمكانات ومراحل تطورها وحيثياتها التاريخية وانه مبيد لقيم التعاضد البشري والإنسانية وللأشكال الموضوعية للتفكر فيها، مبيد قوي ضد البداوة السمحة وضد الحضارة المنظومة لا يترك للبشر سوى الفساد في الأرض بالإختطاف والإغتيال والذبح، والتفجير والدماء والحروب .
الحوار المتمدن-العدد: 3874 - 2012 / 10 / 8 - 10:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
الأخوان المسلمون تنظيم صهيوني البناء والحركة... وقائع ولمحات ومعاني
بعد تقادم وتشرذم ثورة سنة 1919 في مصر بالصراع بين قطبيها الإستقلالي والليبرالي وبزيادة ضغط الإستعمار البريطاني، وإحتضار الخلافة الإسلامية العثمانية، تحولت السياسة المصرية إلى لعبة ثلاثية أقطابها الأكبر والأشهر 1- الإقطاعيين الشركس والأتراك والمصريين، 2- الملك، 3- بريطانيا. ومع بدء مراسم دفن الخلافة الإسلامية العثمانية 1923 -1924 إنتهت تلك اللعبة الثلاثية الأطراف إلى قيام إنجلترا بمنح مصر إستقلالاً شكلياً في 28 فبراير 1922 وكانت شكلية ذاك الإستقلال ماثلة في وجود القوات والإدارات والسياسات والإمتيازات الإقتصادية والديبلوماسية والعسكرية الإستعمارية البريطانية في البلاد، مما كان غطاءاً لتضاعف الإستغلال والإستعمار على الشعب المصري.
في تلك الأيام كان الأديب والفيلسوف والصحافي اليهودي- النمساوي ليوبولد بنيامين أرجيا فايس Leopold Weiss (محمد أسد فيما بعد) يقيم في مصر حاضراً بنشاطه في كل مدن مصر بما فيها الإسماعيلية والقاهرة ثم رابط فايس في الأزهر لأمرين مهمين في تقديره: 1- تعلم اللغة العربية، وكان فصيحاً فيها!، و2- حث المسلمين على العناية بشؤون دينهم!!! ولسبب ما ، قام ليبولد فايس هذا بترك مصر كلها إلى فلسطين والقدس وعمان وبغداد وحلب ودمشق وبيروت يمارس فيها نشاطه في الصحافة و(الإتصالات) وهو يقضي أكثر وقته في دعوة بعض المثقفين المسلمين إلى التجمع والتراص ضد العلمانيين والكفار موقظاً حمية الدين الإسلامي فيهم وهو يهودي معلن ليهوديته!!!
وكان قيام فايس اليهودي بدعوة المسلمين إلى تسيس تدينهم مرة أخرى من مثيرات الشجن في عدد من البرجوازيون الصغار والكبار خاصة في ظروف حزنهم على وفاة الخلافة العثمانية وإشتداد الضيم الإقطاعي الداخلي، والضيم الإستعماري الأوربي في الشرق الأوسط ومختلف بلاد المسلمين (عدا جمهوريات الجنوب في إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية التي كانت شعوبها بمختلف أديانها تتقدم في ميادين الحياة بفتوة ووثبات كبرى.)
http://www.renaissance.com.pk/maylefor2y2.html
http://www.mafhoum.com/press2/71P27.htm
الأستاذ اليهودي ليوبولد فايس Leopold Wies المسلم بإسم محمد أسد يذكرني بقصص اليهودي النمساوي الباشا رودولف سلاطين الذي أسلم للثورة المهدية في السودان وثورتها ضد الخلافة الإسلامية العثمانية ، ويذكرني قبله بقصة دور موسى بن ميمون في تحويل الأيوبيين وعامة المسلمين لمخلصين لليهود من عذاب المتشددين الكاثوليك في فلسطين، ويذكرني قبل ذلك بقصص آل بخيتشيوع مستشاري خلفاء الدولة العباسية بعد إغتيال أبو مسلم الخراساني، وقبلهم تجئي للذكرى قصص إبن آثال مستشار معاوية بن أبي سفيان وتوارث المستشارية والخلافة في أنجالهم، وكذا الذكرى بقصص شخصيات كعب الأحبار وعبدالله بن سبأ والصحيح (صفا) وآخرين.. كذلك الدور الدولي الأستاذ اليهودي ليوبولد فايس Leopold Wiess يكشف جانباً في العلاقة التي تصورتها الصهيونية والإمبريالية في القرن الماضي بين بعض دوائر العلوم السياسية والدين ودوائر السياسة والمخابرات والإسلام؟ ففي تلك العلاقة التواشجية التي يتم فيها تلبيس المصالح الإمبريالية بلبس إسلامي فإن الأستاذ اليهودي ليوبولد فايس Leopold Wiess لا يختلف كثيراً عن تلميذه برنارد لويس كاتب مقال "الإسلام والشيوعية" ، وفي ذا الصدد يمكن للمهتم أن يراجع كتاب كريمر ولويس:الإكتشاف اليهودي للإسلام المصدر من مركز موشي دايان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، جامعة تل أبيب،1999
أوآن تلك العشرينيات كان الشيوعيون (بأسماء عدداً) والوطنيون القوميون (حزب مصر الفتاة) ناشطين بقوة متنوعة في مصر ضد حلف الإستعمار والملك. وظهرت من الطبيعة الشعبية والإعلامية والعسكرية لتوسع نضالهم ضد الإستعمار والملك والإقطاع حاجة الحكام وحماتهم البريطانيين لإيقاف نشاط وتمدد هذا التفكير السياسي الحديث. بدأ تحقيق الفكرة وبدعم بريطاني (بذلوه لكل صاحب مقام في مجتمعات المسلمين، تفريقاً لهم) بأن أشرع الملك فؤآد الأول رغبته في أن يكون الخليفة الجديد لكل بلاد عالم الإسلام!! لكن ضد ذا الطغيان أشرع شيخ الفقهاء علي عبدالرازق كتابه التبييني الجاهر المشهور "الإسلام وأصول الحكم"، نابذاً فيه أن يكون هناك نظام سياسي إسلامي معين واحد محدد أحد يحكم به شخص ما كل بلاد المسلمين! فأضطهده الملك أحمد فؤآد الأول وتابعيه -بدعم بريطانيا- مُصراً على حكم كل دول وبلاد عالم الإسلام بنفسه! وكانت أولى خطى الملك فؤآد لتحقيق رغبته السامة تلك هي تغيير لقبه إلى "ملك مصر، وسيد النوبة وكردفان ودارفور"، بداية من مارس 1922 (الإعلان الرسمي لإستقلال مصر، والولايات العثمانية في السودان من الخلافة الإسلامية) وحتى وفاته في يوم 28 أبريل سنة 1936.
بعد وراثة فاروق مُلك مصر والسودان رمى مع بريطانيا إلى شغل التنظيمات الشيوعية والقومية المضادة لحلف الإستعمار-الملك، بحركة أخرى مضادة لهما، فكان توافق قوى الإمبريالية والإقطاع في مصر في أواخر العشرينيات على تأجيج "الإخوان المسلمون"، وهو ما قد كان لكن جماعة الإخوان فشلت آنذاك في حد نشاط الشيوعيين والقوميين إذ كانا قد بنيا مقاومة مسلحة ضد الإنجليز وأعوانهم، وأسسوا الجبهة المتحدة لنضال الطلبة والعمال والفلاحين ضد حلف الملك والإنجليز، وهي الجبهة الشعبية التي أوقدت تظاهراتها ومنشوراتها وإغتيالاتها إنتفاضة كبرى في الأربعينيات ضد حلف الإستعمار والملك، بينما كانت أقصى نجاحات جماعة الإخوان المسلمون حينذاك هي تجنيد عدد كبير من بعض أبناء الريف المصري القادمين حديثاُ إلى المدن في رحلات ومعسكرات الكشافة والجوالة، يخدمونهم بين الصلوات والفِتت والمآدب والتهجدات في الهتاف للملك ووزراءه، والمهاترة والكيد والعداوة ضد أعداء الملكية والإستعمار.
بداية هذا النمو السياسي الإسلامي كانت بفضل المجلس الملكي البريطاني للعلاقات الدولية بإشراف قلم المخابرات الماسوني نصير الأديان السير أرنولد توينبي الذي كان قد مهد مع سعوديي جماعة الإخوان الوهابية وأجهزة السفارة والمخابرات البريطانية في مصر لتكوين جماعات أخرى منها "جماعة الإخوان المسلمون" الحاضرة في مصر والعالم الآن، وجماعات أخرى في باكستان الحاضرة، بل أمتد أمر تأسيس الجماعات الإسلامية السياسية حتى في أندونيسيا الهند الصينية وذلك بالتعاون مع المجلس الملكي الهولاندي للعلاقات الدولية(كانت هولاند تستعمر أندونيسيا الكبرى)، ومن هذه الدعوم الإستعمارية وثقافتها السياسية الدينية بدأت ترقية مكانة حسن البنا في مجتمع الإسماعيلية بدعم إستيلاءه على جمعية الإخوان المسلمين الخيرية، وكانت هي الجمعية الخيرية الأكبر في المدينة، وطرد جل مؤسسيها وشيوخها، وتحويلها إلى كيان سياسي، وذلك على النحو التالي:
في سنة 1920 في الإسماعيلية كان العالم الأزهري الشيخ أحمد السكري المعروف بعدائه للإنجليز هو المؤسس الأول والمنظم لـ"جمعيه الاخوان المسلمون"، الخيرية، وكان معه علي احمد عبيد وحامد عسكريه، وحينذاك كان حسن البنا صبياً نابغاً لامعاً في تلك الجمعية الخيرية فأخذه السكري ومونه بالإتصالات والمال لاكمال دراسته الجامعية، لكن عقب تخرج حسن البنا من كلية دار العلوم (علوم اللغة العربية) وتعينه مدرساً حكومياً (بمخصصات إضافية) ضم لحسابه الخاص عناصراً جديدة أدخلها الجمعية ثم قامت بعملية إنتخابية لزجة أزاحت الشيخ السكري بلطف سنة 1928 ثم قهرته علي مبايعة حسن البنا كمرشد عام لــكيان جديد نسبيةً سموه "جماعة الإخوان المسلمون"!
وفي سنوات عقود الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين تم بفضل إتصالات الإستعمار البريطاني وعملاءه وبعون ملك مصر والسودان تعزز تأسيس ونشاط "جماعة الأخوان المسلمون" المبذول لصالح الملك والإنجليز، بدعوى انهم في مرحلة البناء لا في مرحلة الهدم والتغيير !! وقد أكد جل كبار الإخوان المسلمون الذين إختلفوا معها مثل الشيخ أحمد شاكر والشيخ علي عشماوي والأساتذة سيد قطب، وجمال البنا، أن السفارة البريطانية بعلم الملك وبعض خاصته في مصر كانت تمول وتساند نشاط جماعة الإخوان المسلمين المعادية للأعمال الوطنية السياسية والعسكرية لبواقي ثورة 1919 ضد قوى الإستعمار والملكية. وقد كانت تلك النشاطات الثورية الأدبية والفكرية، والصاخبة، والعنيفة، ضد الإستعمار وعملاءه تنجز بقيادة الإتجاهات اليسارية المتنوعة والمتمركزة في كتلة اليسار في حزب الوفد (الطليعة الوفدية) وفي تنظيمات الجبهة المتحدة للطلبة والعمال والفلاحين، وفي بعض ما بقى من حزب مصر الفتاة.
في ذلك الخضم كان أميز ما فعله الأخوان المسلمون ومشيريهم مع مطلع أربعينيات القرن العشرين هو تأسيس جهاز باطني لإغتيال وتصفية خصومهم السياسيين وغير السياسيين، وقام ذاك الجهاز الرهيب المسمى"النظام الخاص" بإغتيال بعض السياسيين وقادة الأحزاب المضادين للملك والإنجليز، وبمحاولة تفجير عدد من مراكز الشرطة في وقت واحد، كما كان ذلك الجهاز وبقية أذناب الإستعمار البريطاني من أكبر المتهمين بأحداث حريق القاهرة 1951.
حين تفتحت ثورة الجيش المصري في 23 يوليو 1952 ضد حلف الإستعمار والملك والإقطاع الحاكم في مصر، كانت جماعة الإخوان المسلمون قد إستوت قبل ذلك بقليل في مسرح الحياة السياسية كطرف رابع أو بالأدق كشريك مخالف للملك والأقطاعيين والسفارة البريطانية، وكان إستواء الجماعة في مسرح السياسة المصرية برعاية البريطانيين وملك السعودية، ثم برعاية وعناية مخابرات السفارة البريطانية في القاهرة بزعامة رالف ستيفنسون Sir Ralph Stevenson وكذلك بسند من المرحوم اللواء محمد نجيب آخر واجهة تقليدية لتظيم الضباط الأحرار وثاني رئيس لمجلس قيادة الثورة، قبل عزله.
وفي وفاء لعقيدتهم وخلانهم وسياسة وأوامر تنظيمهم أنطلق أفراد جماعة الإخوان المسلمين بلؤم وفظاظة وقوة ضد معالم ثورة 23 يوليو 1952 ناشطين بقوة وعنف (في جهة واحدة مع البريطانيين والإسرائيليين) ضد قيادة جمال عبد الناصر بل وضد أهداف الثورة المصرية في تصفية الإستعمار والإستغلال، محاولين إغتياله وتحطيم ما تقوله أو تفعله الثورة داخلياً أو خارجياً حتى أن مولي الإخوان الشيخ متولي الشعراوي المحدث التلفزيوني قال وكتب إنه سجد لله شكراً على قيام إسرائيل بهزيمة جيش مصر في حرب 1976 !! نكاية في الثورة!!
وقد إستمر الإخوان في لؤمهم ولدهم ضد الثورة المصرية حتى مات جمال عبدالناصر في سبتمبر 1970 بالإجهاد... وبالتسميم. بعد ذلك إنطلق الإخوان المسلمين مع غدر أخوهم أنور السادات ضد معالم "الناصرية" ومعانيها تهديماً وخصخصة للمشروعات الوطنية العامة للتمويل وللصناعة والزراعة وللعلاج والتعليم والإسكان المجاني، وإعتقالاً وإضطهاداً وكبتاً لعلماءها حراسها وكتابها وطليعييها فاتحين مصر لديكتاتورية السوق وسحت وعبث البنوك الأجنبية، في سياسة تسميم ونهب عام لمصر سميت بإسم "الإنفتاح" حيث (إتباعت البلد وإتقسمت) ،
وبعد إنتهاء مهمة السادات الحاكم والإخوان الميليشيا الجنجويد سنة 1981، إنتقلوا مع نائبه حسني مبارك ضد بعض علامات أنور السادات معيدين تقسيم السوق المصري فسطاطين متوادين يعمهما الفساد ويتبادلانه، حتى حدث موضوع شركات الأموال وقيامها بالنصب على المصريين بما يبلغ عشرات مليارات الجنيهات، بعدها تميز الإخوان في ساحة سياسات أمريكا- حسني مبارك كشريك مخالف لكليهما، وللجماعات الإسلامية، وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001 المنسوبة لـكيان "القاعدة" التي أسسها الشيخ الإخواني والسلفي القتيل عبدالله عزام ثم تزعمها الإخوانيين المسلمين (فاروق العدل) وأيمن الظواهري وربيبهم الشاب الشيخ أسامة بن لادن، حينها بدأت تعاملات الطرفين الإخواني المسلم والأمريكي الصهيوني مع بعضهما بصور مباشرة في داخل مصر تزيد عدداً وعلانية.
آوان كل هذا الإندفاع الإخواني لتولي حكم مصر في السنوات بين 1953-2003 كان أهم إسم إخواني مصري في عالم الإتصال والتخابر السياسي بين الجماعة وأولياءها الأوربيين والأمريكان والصهاينة كان هو إسم الشاب الوجيه اللبق الحقوقي: سعيد رمضان، وكان سعيد الأنيق هذا مع أو بعد دخوله الفجائي جماعة الإخوان المسلمون في أوائل الأربعينيات قد تمكن من الزواج من إبنة حسن البنا، وبذا الزواج وما يتعلق به من قصص وتقاليد فرض سعيد نفسه على كل أعمال حسن البنا وتنظيم الإخوان المسلمين، حيث صار الحقوقي سعيد رمضان سكرتيراً ومستشاراً بل وقائماً بأعمال حسن البنا في شؤون قيادة الجماعة !!
في أربعينيات القرن العشرين تلك كان التنظيم القيادي لجماعة الإخوان المسلمون قد ضعف بالخلافات الداخلية وبتأثير التمول الخارجي، وبضغط الشرطة وتفاقم الضعف وزاد وأستشرى بسبب خلاف الشيخ أحمد السكري مع نسيب حسن البنا، الأخ عبد الحكيم عابدين بسبب سلوكياته، ومن تداعي الخلاف أن قام أعضاء مكتب الإرشاد بالإشارة لحسن البنا بتشكيل لجنه تحقيق ضمت خمسة أشخاص هم: الشيخ السكري وصالح عشماوي من معارضيه وحسين بدر وابراهيم حسين من موافقيه، والصاغ العثماني العجوز محمود لبيب كميزان بينهما، مما يدل على أن الأمر كان كبيراً ، وقد اوصت تلك اللجنة بفصل صهر حسن البنا عبد الحكيم عابدين من الجماعة لقيامه باعمال مخالفة للدين!؟، وكان صدور قرارها الشهير ذاك في تاريخ 9 يناير عام 1946 مما إنفرد في مقاهي القاهرة وبعض صحفها. لكن الشيخ حسن البنا رفض قرار اللجنة وأنحاز لصهره بقوة وعناد تعف عنه العقيدة الدينية السليمة أو النظم التضابطية للجمعيات العامة، بل وفوق ذلك أصدر حسن البنا قراراً بفصل الشيخ السكري (مربيه ومؤسس الجماعة) وفصل بعض الأعضاء الكبار في مكتب الإرشاد وهم الشيخ حسين عبد الرازق، والكاتب خالد محمد خالد، والشيخ محمد الغزالي، والشيخ السيد سابق، بل عين البنا صهره عابدين أميناً عاماً للجماعة بدلا من الشيخ السكري الذي رد على حسن البنا بمقال ثر وضاف نشرته صحيفه "صوت الأمة" في11 أكتوبر 1947 بعنوان صاخب شامت هو "وكيل عام الاخوان يفضح الشيخ البنا".
ومن تفاقم الخلاف والضعف وضغط التمول قد تفهم الضرورة الداخلية في الجماعة تأسيس جهاز أو نظام أو تنظيم جديد داخل تنظيم الإخوان لا يدري أحد عدده أو عتاده أو أهدافه البعيدة.
في تلك الفترة المتقعقعة في مصر والسودان وفي فلسطين، وما جاورها، قام المحامي محمود العيسوي جندي "النظام الخاص" لجماعة الإخوان المسلمين، بتنفيذ عملية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق ومناضل اليسار الوفدي القديم أحمد ماهر باشا في 24 فبراير 1945 وكان أحمد ماهر من قادة النضال اليساري الوفدي المسلح ضد عملاء الإستعمار البريطاني في الثلاثينيات، وفي ديسمبر 1946 فجر التنظيم قنابله في بعض مراكز الشرطة المصرية في القاهرة، ثم 22 مارس 1948 قام حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم عضوي التنظيم الإخواني الخاص باغتيال علم القانون القاضي المستشار رئيس محكمة استئناف القاهرة أحمد الخازندار بتسعة رصاصات، بعد ذلك قام طالب الطب عبد المجيد أحمد حسن جندي تنظيم الإخوان باغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في 28 ديسمبر 1948، قيل لحله جماعة الإخوان وشدته ضد جرائمها كوزير داخلية، وقيل لتصادمه مع بريطانيا في موضوعات مصر والسودان وفلسطين، وآنذاك قام الشيخ يوسف القرضاوي الإمام المصري التلفزيوني لدولة قطر بالثناء على القاتل والتمثيل بالمقتول بأبيات:
عبدالمجيد تحية وسلام * أبشر فإنك للشباب إمام،
سممت كــلبا جاء كلـــب بعده * ولكل كــلب عندنا سمام !!؟؟
وعلامات العجب والإستفهام من عندي لأن فقيه عالم محدث يسمى قتيلاً بلا محكمة "كــلبااً"!؟.
كذلك تورط التنظيم الخاص في جريمة قتل منتسبه الأخ المسلم (المنتقد) لعشواء الإغتيالات والتفجيرات بأنها قد تحرق البلاد المهندس سيد فايز عبدالمطلب، حيث أغتال النظام الخاص المهندس سيداً هذا في داخل مسكنه بعلبة حلوى قنبلة،
كذلك قام شيء يمني من النظام الخاص بإغتيال الزعيم الإصلاحي الإمام يحي حميد الدين في اليمن وهو على فراش المرض! مما أيقظ في ذاك اليمن فتناً كثيرة إنتهت بمقاتل شتى وهروب أكثر إخوان اليمن الى عدن، التي كانت تسيطر عليها بريطانيا!! المثير الخطر أن حدوث كل هذا النشاط الدموي للتخلص من القيادات الوطنية في مصر في أول سنوات نمو التنظيم االخاص لجماعة الإخوان المسلمين، كان أوان قيام سعيد رمضان بأمور الجماعة وتنظيماتها وهو في ينوع شبابه .
http://ar-ar.facebook.com/note.php?note_id=133654362516
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=128876.
بيد أن أمراً مثيراً آخر حف ولادة ونشاط ذلك الجهاز الرهيب إذ كانت بين تروسه أسماء لامعة عادةً ما تتجنبها وتبتعد منها التنظيمات السرية العسكرية ببساطة لأن تلك الأسماء اللامعة تكون مراقبة من دوائر مراقبة شتى ، بعض تلك الأسماء عُرف بإرتباطه بالأمريكان والإخوان مثل عضوي تنظيم الضباط الأحرار الرواد عبد المنعم عبدالرؤوف، وأبو المكارم عبد الحي، والصاغ العثماني العجوز محمود لبيب البقلي، راع التنظيم ومنظمه العجوز، ومنها أسماء لم تك لأصحابها أية صلة واضحة بتنظيم الإخوان المسلمين بل كانت معروفة بضد ذلك، ومنها أميز القيادات العسكرية السرية المعروفة في الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو) الشيوعية والتي كانت هي ذاتها أشهر قيادات محركة لثورة أكثرية ضباط الجيش المصري في 23 يوليو 1952 ضد الإقطاع والإستغلال والإستعمار وعامة ضد الحكم بإسم الدين وإستغلاله في التغطية على إستغلال أقلية الرأسماليين لأغلبية الناس وإحتكار موارد عيشهم وأكثر عائدات جهودهم . قيل أن منهم: الزعيم فيما بعد، جمال عبد الناصر، و(الرفيق) خالد محي الدين، وآخرين.
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%...8A%D9%86#cite_note-1
http://www.ikhwanwiki.com/index.php?title=%D8...84.D9.85.D9.8A.D9.86
رغم حداثة سن سعيد رمضان وفوران نشاطه وتنوع إتصالاته - لعله بسبب من ذلك- فقد إنتدب بواسطة الأجهزة العليا للمخابرات البريطانية في مصر ندباً غامضاً لازم تواجد أستاذه اليهودي ليوبولد فايس Leopold Wisess (محمد أسد) حيث نقل سعيد رمضان في مايو 1948 إلى فلسطين أيام النكبة، وهناك صرف أياماً في فنادق ومكاتب القدس ثم ترك مهمته الجهادية، منقولاً بجهاده البريطاني الامريكي إلى الشام وعمان وبغداد حيث تأزمت فيها الأمور بين أصدقاء الإستعمار البريطاني وأعدائه، فأخرجته بريطانيا الإستعمارية من صدامات العراق الدموية بين الموالين لها والثائرين عليها كما أخرجت أجهزتها الداعية الإسلامي اليهودي ليوبولد فايس Leopold Wisess ( محمد أسد ) إلى مناطق باكستان قبل فصلها عن الهند.
حينذاك كانت تدابير المستعمرين البريطانيين الصليبيين لولادة تلك الدولة الإسلامية (باكستان) تدابير متقدة أشرف فيها الإخوان (المسلمان) اليهودي النمساوي ليوبولد فايس Leopold Wisess والمسلم المصري سعيد رمضان على تأسيس برامج ثقافية (ندوات) وإذاعة وصحافة للجماعة الإسلامية في باكستان (جماعة إسلامي) وترتيب أمورها في المدارس والجامعات والقرى والدساكر وهي الجماعة المعروفة إلى الآن كصنيعة وموالية للإستعمار البريطاني ومخططاته ضد وحدة الهند وعلمانية سلطتها السياسية.
بهذه الإنتدابات الثلاثة لسعيد رمضان في أقل من 3 شهور في فلسطين والعراق والهند باكستان، أُخرج الإستعمار البريطاني سعيداً من عجين قضايا الإغتيالات في مصر وخلافات الجهاز السري والجهاز القيادي للإخوان المسلمين.
عنوان المخارجات يدل على أن تدابير صهيونية-بريطانية آوان الحرب العالمية الثانية أو قبلها كانت قد وضعت بذرتها الإستخبارية والعنفية في داخل رحم حركة أو تنظيم الأخوان مستغلة ضعف خبرة عامة المصريين بطبيعة التنظيمات السرية العسكرية والخطر المحدق بمبادءها بإمكان تخديمها حتى من قوى مضادة لها، مخدمين التنظيم الخاص للإخوان في عمليات حرب ثنائية الأهداف هادئة أولها حرب لتخويف وتهجير يهود مصر، والأخرى حرب هادئة ضد الدولة المصرية تمثلت معالمها في إغتيال بعض المصريين المتعاونين سابقاً مع الألمان والمناهضين حاضراً (آنذاك) للإستعمار البريطاني والصهيونية، وفي حرق المؤسسات التجارية (شركة إعلانات الشرق) الممولة لعدد كثير من الصحف والأنشطة التي تضم العلمانيين والتقدميين والأجانب واليهود المعادين للإستعمار والصهيونية، ومحاولة تفجير "نادي الأجانب" بقنبلة خاملة وافقت عمليات التنظيمات العسكرية اليهودية في فلسطين ضد الجيش البريطاني، كذلك تخريب سياسات ومقرات الدولة، وحرق المباني الكبرى زعزة لإستقرار الحكومات ، كلها تمثل علامات واضحة على المصلحة الصهيونية التي تحققها هذه الحرب الإسلامية الجهادية التي تتقد وتتغطى بإسم وبنشاط منسوب للإسلام وهو بعيد تماماً في الشكل عن الصهيوينة وخفي على أكثر المسلمين وظاهر لخاصتهم من مناقشي السياسة أي النظام الخاص لجماعة الأخوان المسلمون .
من تفاقم هذا الإتساق والجدل بين دينية أمصار الصهيونية الحديثة والجهاديات الإغتيالية القديمة، ومؤامرات القصور، وتأزم الحركة الحزبية، وتناقض المناخ السياسي العالمي بين قوى الإستعمار البريطاني والإمبريالية الأمريكية في جهة وقوى التحرر العالمي والوطني والطبقي في جهة ضد، كان نجاح الثورة المصرية بقيادة تنظيم الضباط الأحرار في القضاء على سدة النظام الملكي وتغيير الحالة العامة لمصر بداية من يوم 23 يوليو 1952 حيث حولت تلك الثورة مصر من إقطاعية دينية خاصة بشخص واحد يشترك في تملكها مع أثرياء العالم تحت حماية دولهم، وجعلتها جمهورية مستقلة لشعبها.
بتمكن الثورة المصرية من القضاء على الحكم الرجعي وآيديولوجيته الدينية لإحتكار مصر للعائلة المالكة الضاربة في الفساد، بدأ تضارب سياسة محمد نجيب الودودة للإقطاع والليبرالية معاً ، وظهر تناقضها مع إتجاه أغلبية أعضاء مجلس قيادة الثورة إلى (إكمال مهمات التحرر السياسي والوطني والإقتصادي والإجتماعي، وإقرار حق السودانيين في تقرير مصيرهم في جهة الوحدة مع مصر الثورة) وفي هذا الماء العكر نشط الأخوان المسلمون بسرعة في التخابر مع الإنجليز.
في يوم 24 فبراير 1953 عقد الإجتماع الكبير في منزل المستشار (الماسوني) حسن الهضيبي مع ممثلى "الصليبية العالمية" بقيادة ممثلي الإمبريالية البريطانية وسفارتها في القاهرة. وقد كانت العلاقة التاريخية المعروفة بين الإخوان والإستعمار البريطاني ضد حزب الوفد وسياساته اليسارية ذات الجماهيرية الكبرى آنذاك من مسهلات تفعيل وتجديد هذا "التخابر" السري الذي شملت موضوعاته: الضغط على الحكم المصري الجديد، وإذعان قادة الأخوان لقرار تقسيم فلسطين، وعزل مسألة السودان عن مسألة الوجود البريطاني في مصر، وإنتداب بعض قادتها (= سعيد رمضان) لمهمات في العالم العربي والإسلامي،
رداً على مضاعافات إتفاق الإخوان والإستعمار البريطاني على التخلص من الحكم المصري الجديد، وفصل السودان عن مصر، ونشاط فرع للجماعة في السودان ضد الكفاح المشترك وبدءه الدعاية ضد مصر و(حكومة عبد الناصر وأطماعها في السودان) قرر مجلس قيادة الثورة في 14 يناير 1954 حل فرقة أو حزب جماعة الإخوان المسلمين، ( كانت صيغة قرار المجلس أن قرار حل الأحزاب ينطبق على جماعة الأخوان) كما أرسل المجلس بعض أعضاءه إلى السودان لمواجهة المؤآمرة المشتركة بين الإستعمار الإنجليزي وجماعة الإخوان للفصل بين الكفاح المشترك لشعبي السودان ومصر، ووضع (ذنب) الإنفصال في ذمة جمال عبدالناصر وتحطيم شعبيته وتقويض هيمنته وإنهاء الحكم الجديد و(إجراءاته ).
في بداية النصف الأخير من القرن العشرين رغم كل تشبثات بريطانيا بمستعمراتها ومحاولاتها القوية المتنوعة لتثبيت الموالين لها كحكام جدد للمستعمرات المتجهة إلى الإستقلال، كان واضحاً في كافة دول العالم الحرة وبلاده المستعمرة إكتمال حقيقة تاريخية كبرى هي بداية أفول الدور الإستعماري البريطاني القديم، وبداية دور إمبريالي أمريكي وبريطاني جديد لتطويع مصر والشرق الأوسط بعيداً عن ثقافة ومهمات التنمية الوطنية الديمقراطية والأفكار الجمهورية والتقدمية والإشتراكية تكريساً للمصالح الإمبريالية والصهيونية في الشرق الأوسط وتدويرهم العالم بنفطه وأمواله.
هذا العرض العام لأمور السياسة الإمبريالية في المنطقة قد يساعد على إيضاح الدور العالمي أو العولمي الجديد لشكل مصري من دور "لونس العرب"، وهو دور سعيد رمضان نسيب ورئيس وزراء وسفراء حسن البنا ويُمكن من فهم طبيعة نشاطه فى جسر أعمال جماعة الإخوان والجهات المفيدة بها بين القارات الأربعة: ففي سنة 1953 كان قيام "حلف بغداد " بين القوى الرجعية في الشرق الأوسط ودول حلف الأطلسي وكان تفتح الدوائر الأكاديمية والمخططة للإمبريالية بالمقال القريظي للفيلسوف البريطاني برنارد لويس Bernard Lewis "الإسلام والشيوعية" الذي تكلم عن إمكان تخديم قوى الإسلام في الحرب ضد الأفكار والنشاطات الشيوعية. ومن ذا كله قامت هيئات الإستراتيجية الأمريكية بقيادة الأخوين الشقيقين جون فوستر دالاسDulles John F. وزير الخارجية وجهاز الـCIA بقيادة شقيقه آلان دالاس Alan F. Dulles قامت بالتعاون مع جهد اليهودي برنارد لويس في جامعة برينستون بدعوة وإحضار بعض قادة الإخوان والجماعات إسلامية إلى أمريكا لـ(حضور مؤتمر عن الثقافة الإسلامية) وقد كان بين المدعويين الكبار المحتفى بهم نجم سعد الإمبريالية في الشرق العربي الشاب الظريف الأنيق الهندام سعيد رمضان الذي يشغل كل الوظائف العليا الحساسة في تنظيم الإخوان المسلمين وهي وظائف نسيب وحاجب ومدير ووزير وسفير حسن البنا.
بعد قيام مسؤولي الخارجية، والتجسس، والإستخبارات، والعمليات الخارجية، بعقد لقاءات وتدبيرات عددا مع سعيد وبقية هؤلاء الإسلاميين وتوثيق إنتظامهم في حلف بين مع قوى وأهداف (الغرب الكافر) كانت قيادته الفاعلة والفعلية لدى ، العلم الماسوني والصهيوني الكبير العزيز نيلسون روكفلر Rockefeller Nelson وهو التابع الشهير لأسد الإستعمار العالمي والصهيونية البارون روتشيلد.
كان منصب روكفلر الرسمي هو رئاسة كيان الإمبريالية والإستعمار الحديث المعروف بإسم "مجلس إدارة التنمية العالمية" International Development Board وقد كان هدف ذلك المجلس الشيطاني ، ولم يزل، إلى وضع دول العالم الحديثة الإستقلال تحت السيطرة الأمريكية (الصهيونية) مع تمييز موجب لإسرائيل وباكستان وإيران الشاهنشاه، وبقية العقد الأمريكي الجديد حينذاك ، وقد نما ذلك المجلس الإستعماري الحديث من كونه منفذاً ومقاولاً إقتصاديا سياسياً وإعلامياً لمشروع الرئيس الأمريكي ترومان الإستعماري المعروف بإسم "النقطة الرابعة" ليضحى منذ ستة عقود عصب إدارة وسياسة البنك الدوليWorld Bank ومشروعاته الخُلب لـ(تعمير) العالم.
A. P. Thornton , Imperialism in the 20th Century, University of Minnesota Press, 1978
Victor Perlo, American imperialism, International Publishers, 1951
مع وبعد تلك الترتيبات الإستخبارية والجاسوسية التخريبية المتقدمة قامت الوحدة المشتركة بين مسؤولي هيئات الإستخبارات والدفاع والخارجية المكلفة بموضوع إستثمار وترقية أعمال بعض قادة الأخوان المسلمين ومن لف لفهم في مصر والعالم العربي قامت تلك الوحدة بتقديمهم فرادى وجماعة إلى مقر الحكم الأمريكي ورئاسته في البيت الأبيض فى 23 سبتمبر 1953 حيث (حظوا) هناك بمقابلة علانية مع الرئيس الأمريكى الجنرال السابق داويت ديفيد أيزنهاور Dwight D. Eisenhower فائزين بإعتماد معلن منه لمهامهم .
http://www.nybooks.com/blogs/nyrblog/2011/feb...-muslim-brotherhood/
وبينما كان بعض الزعماء العرب والإسلاميين أعداء بريطانيا وإسرائيل يلقون مصرعهم بأشكال شتى في أنحاء العالم العربي والإسلامي مثل مناضل حكم المجالس الشعبية المحلية الجنرال الإيراني حاج علي رزمار Ali Razmara ورفيقه الدكتور محمد مصدق Mohammed Mossadegh في إيران الخمسينيات حيث قام حكم المجالس الشعبية المحلية بقيادة البطل محمد مصدق بتأميم أعمال النفط قامت ضده مليشيا "فتوات الإسلام" التابعين لعدو الخميني الإمام الكاشاني (= مودود حسن البنا ونسيبه سعيد رمضان) وحاربت الفتوات التأميم وحكوماته بالتحالف مع الجيش الإيراني بقيادة الجنرال زاهدي الموالي آنذاك للشاه إيران وأمريكا وإسرائيل، فتأمل . . .
ضد ذلك الفشل نجحت ثورة 23 يوليو سنة 1952 التي قادها الضباط الأحرار في خلع الطبقة الرجعية الحاكمة التي تنصبت مصر بإسم الدين منذ عهد المماليك ثم محمد علي باشا وأبناءه وأحفاده وديونهم وشراكاتهم الأجنبية ودفعهم لإحتلال البلاد ثم لحماية الإمتيازات الأجنبية فيها، وبحكمة قادت الثورة صراعها مع قوى الإستعمار لأخراج قواته العسكرية ولتأميم موارد حياة المجتمع وتحويل ملكيتها وقرارات إنتاجها وعملها إلى الشعب المصري.
بعدما خلعت ثورة مصر حكم الظالمين المصريين في سنة 1952 قامت تلك الثورة التاريخية بإيقاع ضربة كبرى جديدة ضد نظم وقوى الرجعية والإستعمار بل ضد كل النظام السياسي العالمي القديم: فبعد مفاوضات مُحكمة تميز فيها الجانب المصري بالإتساق الشديد الجماهيري والعسكري والسياسي والديبلوماسي والتفاوضي، وبقدر عال من الإصرار المبدئي والمرونة الموضوعية حدث في تاريخ 19 أكتوبر 1954 أن نجحت ثورة 23 يوليو المصرية بالتفاوض وفق خط إستراتيجي شمولي منظوم في إجبار بريطانيا العظمى على إجلاء كل قوات الإحتلال البريطاني من جمهورية مصر.
http://www.youtube.com/watch?v=fmCbJGxypUg
http://it.scribd.com/doc/13890527/%D8%A7%D8%A...A7%D9%86%D9%8A%D8%A
http://naseryeldakahliya.alafdal.net/t437-topic
http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=334986&eid=1247
أثر ذلك إعلان ذلك الحدث الثوري المهيب (إجلاء قوات الإستعمار البريطاني من منطقة قناة السويس) للعالم وإنشغال شعوب وحكومات العالم به، وإرتفاع رايات حركة التحرر الوطني في كل عوالم المستعمرات، بإمكان إنجاز المناضلين لإستقلال البلدان لأهدافهم في طرد الإستعمار، ووضوح ضعف إمكانات وحيل الدول الإستعمارية عن مواجهة إنتظام شعب واحد ضده، غضبت قوى الرجعية والإستعمار والإمبريالية وبناء على أوامر لندن قام قائد محطة الإستخبارات البريطانية في القاهرة جورج يونج George Young بتكليف جماعة الأخوان المسلمون بمهمة إغتيال جمال عبد الناصر الذي كانت الأجهزة البريطانية والامريكية قد إتجهت إلى تصنيفه شخصاً وحكماً وأهدافاً تصنيفاً شيوعياً، بينما كان أقرب للصحة أن تصنفه وطنياً ديمقراطياً.
فور ذلك قام "التنظيم الخاص" لحزب الإخوان المسلمين بإعداد وتنفيذ عملية إغتيال رئيس مجلس قيادة الثورة جمال عبد الناصر فى 26 أكتوبر 1954 -وبدء محاولة متسلسلة لإغتيال أكبر القيادات اليسارية (العلمانية) في مصر- ولكن فشلت تلك المحاولة السريعة الخرقاء لإغتيال جمال عبدالناصر قائد ثورة يوليو المصرية، وقائد إتجاهها البطل ضد حلف الملكية والإستعمار،وهو ذات جمال عبدالناصر موقع إتفاق إخراج الإستعمار البريطاني وتحقيق الهدف الذي ناضل المصريون أكثر من سبعين عاماً لتحقيقه.
ومن عجائب الصدف أن بعض الرصاصات التي أطلقها الشاب محمود عبداللطيف لإغتيال عبد الناصر بيد مهتزة من تدافع وهتاف الجماهير وهديرها وحركتها، قد أصابت الأديب المهندس والسياسي السوداني ميرغني حمزة وهو قيادي حزبي كبير من لدن آل بيت الطائفة الختمية التي كانت أول جماعة إسلامية في العالم تحتفي بجماعة الإخوان المسلمون، في زاوية الميرغنية في الإسماعيلية.
وقد أدت محاولة قوى الإستعمار والرجعية التي نفذها الجهاز الخاص للإخوان المسلمين وركوز جمال عبد الناصر فيها، وشجاعته إزاءها، وبلاغته في التصدي لدوي رصاصاتها، بل مواصلته لخطابه وجولته للإحتفاء ببداية خروج الإستعمار البريطاني، بل وحتى عفوه عن بعض صغار منفذي الجريمة ، أدت تلك البسالة والشجاعة والفصاحة والمروءة، مع تصاعد هجوم الإذاعات الإمبريالية: البريطانية والأمريكية والإسرائيلية عليه ادى كل هذا الإختضام إلى إرتفاع شعبية أهداف الثورة وتيقن جماهير مصر آنذاك من صدق عزمها، ونما إدراكهم للطبيعة الشعبية لمعدنها السياسي .http://www.youtube.com/watch?v=58Q0ARGnbM8
مع هذا التحول السياسي الكبير من إنجاز الأوليات والأسس إلى تحقيق الأهداف العامة تحول الكلام العام في أمور مصر وأحوالها من موضوع الإستقلال من بريطانيا إلى موضوع العدالة الإجتماعية، وإنتقل الإعلام المصري وثقافته ومثقفيه من بدائيات الدعوة إلى القضاء على الإستعمار وأعوانه، إلى طرح وشرح إقتصاديات وإجتماعيات الإصلاح الزراعي وبناء الحياة الحديثة وتوفير الطاقة والمياه والتعليم والإسكان وخروج جماهير الشعب في مصر من حالة الجهل والحفاء والمرض وسياط الإقطاعيين والهجانة وملاهي الأجانب إلى عصر الخدمات والصناعات الكبرى.
http://naseryeldakahliya.alafdal.net/t437-topic
http://ar-ar.facebook.com/note.php?note_id=133654362516
http://www.youtube.com/watch?v=V8smmu-ZT9I
لعل في خضم عواقب تلك الأحداث أن وحدة متصلة بقوة الإستخبارات البريطانية في القاهرة قامت بسرعة بإخراج الشاب سعيد رمضان من مصر وتهريبه إلى القاعدة الإمبريالية في الجزء الغربي من ألمانيا المحتل آنذاك وإلى الآن بواسطة أمريكا وبريطانيا ومن هناك أنفذت الإمبريالية سعيداً إلى سويسرا .
في سويسرا المال وليوبولد فايس Leopold Wisess (محمد أسد) وبحماية أمريكية وبريطانية ذات جوازت ديبلوماسية أردنية وباكستانية وسعودية يحوطها تعاون حلف بغداد وحلف الأطلسي والإتحاد الهاشمي ضداً لإعلان الإتحاد بين مصر وسوريا وقيام الجمهورية العربية المتحدة وبداية تأسيس إتحاد الجمهوريات العربية ( 1958)، قام سعيد رمضان صاحب جوازات االسفر الأربعة بتأسيس وإدارة ((المركز)) بغرض ((إستقبال المسلمين المهاجرين إلى أوربا وحل قضاياهم)) ! وفي ذا الهدف المعلن خداع كبير : فالمسلمين المهاجرين إلى أوربا لا يصلون إلى سويسرا أولاً فهي تقع داخل داخل أوربا ! كذلك في ذلك الزمن الإستعماري الصليبي لم تكن هناك هجرات مسلمين إلى أوربا مثلما حدث بداية من نهاية الثمانينيات وحتى العقد الأول من القرن الواحد والعشرون وما بعده، حيث يهاجر كثير من المسلمين إلى بعض دول أوربا (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وشمال أوربا ) بعداً وخروجاً وهرباً من إضطهاد حكومات وتنظيمات المسلمين للمسلمين في دول المسلمين! .
لعل الحقيقة أن تأسيس ذلك (المركز) كنواة تمركز لتدوير ما يسمى (الأنشطة الدولية)!!؟ لحزب الإخوان المسلمين، أو لتغطيها به، أو تغطيه بها، شيء يتعلق كما قال كمال الهلباوي مسؤول التنظيم في (التنظيم الدولي) بالمناخ الديمقراطي في الغرب ! وبالطبع مزيات النظم الإشتراكية الديمقراطية في تأمين الإقامة والسكن والعلاج والتعليم المجاني لللاجئين، لا القمع والطرد الذي تمارسه ضد اللاجئين دول الخليج وغيرها.
والمركز الإسلامي الأول في جنيف في بنيته العامة ليس إلا تكية وقهوة سياسة حزبية لوجوه الإخوان في أوربا ، وبالتحديد لسعيد رمضان وجماعته وأسرته، وقيل أن خلاف يتعلق بملايين أو بلايين الفرنكات السويسرية بين آل رمضان وأل سيف الإسلام حسن البنا وكثير من قادة الإخوان حول الأموال المودعة لحساب أصحاب المركز المدني وطبيعة التصرف فيها، وهو مركز وساطة مالية-تجارية سياسية بإسم الدين. ولكن ورغم ضخامة الكلام عن المركز الإسلامي في جنيف، فإن بكان المركز في حد ذاته عبارة عن بناء بسيط صغير مكون من طابقيين علويين وطابق أرضي، وهو ملاصق لمبنى مجلس الكنائس العالمي الفخم الضخم، وخلاصته "كيان علاقات عامة" ربما غطاء لمكتب إرتباط إستخباري أو العكس واجهة إستخبارية (حزبية مصرية) لنشاط علاقات رأسمالية عالمية فيها السياسي والمالي والعسكري. ولكن بطبيعة نشاط المركز وإخوانه فلا بد أن تكون له أماكن أخرى مواشجة لأموره.
وبالتعاون مع الأمن الأمريكي والبريطاني والألماني التابع لهما ومشورة أستاذه اليهودي المسلم Leopold Wisess (محمد أسد)، وبعناية راعيهم الحاخام الإسكندر الأصفري Alexander Safaran ، وضع سعيد رمضان جزءاً من نشاطه (السياسي) في دولة ألمانيا الغربية التابعة لأمريكا وبريطانيا، حيث نُصب هناك سيداً على مسجد ميونخ.
وفي تينك البلدين الفرحين به، سويسرا وألمانيا، ظل نشاط سعيد رمضان السياسي والمالي والإجتماعي قائماً كوسيط أو عميل مثلث بين ثلاثة: 1- القوى الإمبريالية، و2- قوى الإقطاع الحاكمة في الخليج ومواليها في باكستان، و3- مصريي الإسلام السياسي الرجعيين المضادين للثورة المصرية، بإسم ((جمع الطلبة المسلمين الدارسين في أوروبا، ورعايتهم دينيا، واجتماعيا، حتى إذا عادوا إلى بلدانهم، أمكنهم التأثير في مستقبل تلك البلدان)) !! وبقى سعيد رمضان برعاية حاخام جنيف الإسكندر الأصفري Alexandru Safran يدأب في (المركز) حتى وفاته (يوليو 1995 .
في ذلك العام الذي شع فيه الإترنت كشف مقال كتبه إيان جونسون فى صحيفة Wall Street Journal أن الإخوان المسلمين يعملون يقوة مع أجهزة الإستخبارات الأمريكية، وأن وثائق أمن ألمانيا أكدت أن مخابرات الولايات المتحدة تقوم بتغطية تنقلات وأعمال سعيد رمضان بجواز سفر دبلوماسي أردني، وإنه بجهد المخابرات البريطانية مع المخابرات الباكستانية صار مع سعيد رمضان جواز سفر ديبلوماسي آخر باكستاني، إضافة إلى جواز آخر سعودي!!
وإذ كان الضباط الأمريكان والبريطانيين والألمان يتكفلون بتخطيط بعض الأعمال السياسية والتظيمية والإعلامية وحتى العسكرية لتنظيم الإخوان مثلما تتكفل أجهزتهم الخاصة بنفقاته في متابعة ذلك، فقد أظهر مقال مستند لأرشيف الأمن السويسري أن سعيد رمضان كان بمثابة "عنصر معلومات إستراتيجي" لأجهزة إستخبارات وحكومات بريطانيا وأمريكا (وعنصر إستراتيجي تسمية حديثة للمخبر أو الجاسوس القائم برعاية عمل سياسي كبير كزعيم أوأمين لحزب أو كان خازن أسرار) وقد زاد تورط سعيد رمضان مع المخابرات الأمريكية وإرتكازها إليه حتى أن ضباط ألمانيا الغربية بتعليمات من CIA قاموا فى ديسمبر 1963 بمنع سعيد من الإشتراك فى مهرجان ضد الاتحاد السوفيتى، حماية لمستقبل العمليات التي تولاها أو سيتولى أمرها سعيد رمضان مع أطراف حلف الأطلسي في الشرق الأوسط. ويمكن العثور على معلومات أخرى عن الشأن الإستخباري لسعيد رمضان والـCIA في الحافظة E4320 من الأرشيف السويسري الفدرالي بمدينة بيرن، كذلك ترخيص سيارته الكاديكلاك.
في كانتون جنيف كان أكبر قادة سعيد ومشيريه شخصان:
الأول فيهما هو الإسكندر الأصفر Alexandru Safran وكان حاخاماً يهودياً سياسياً (صهيونياً) عظيم العلم والمعرفة والإتصالات ، وقد كان حاخاماً لرومانيا بل راعياً ومستشاراً لملكها، ولهجرته من رومانيا قصة: فبعد قيام الرومانيين الشيوعيين بتحرير رومانيا من إحتلال قوات النازية الألمانية، وكنسهم الحكومة وأجهزة الدولة الفاشية التي كانت موالية لنظام هتلر وقوات إحتلاله، تم بإستفتاء شعبي مبين إلغاء النظام الملكي الإقطاعي ورواكزه الماثلة في المؤسسات الدينية السياسية للجباية والتنظيم والتوجيه، ومن ثم فرضت الحكومة الرومانية الجديدة الحمراء أسس وأشكال السياسة المدنية والعلمانية والديمقراطية الشعبية على كل أمور الدولة. وبذا التحول من الإقطاع إلى الديمقراطية الشعبية في رومانيا لم يجد الحاخام الأصفر وضعاً مريحاً له فرحل سنة 1948 من رومانيا الخبز والحرية إلى مدينة جنيف الرأسمالية العالمية وقد كان رحيله إلى جنيف في ذلك العام الذي كان عاماً عرمرماً للشرق الاوسط وللشرق الأدني .
هناك في جنيف رجع الحاخام الآسكندر الأظفر حبراً أعظم من جديد لكل جنيف وضواحيها ومصارف اليهود فيها، ونفذ بحنكة في أمور هيئة الأمم المتحدة وشؤونها ومقرها الأوربي لإدارة شؤون العالم، مهتماً بإنتظامات وإتصالات جمعيتها الأممية، وبشؤون أعمال هيئات الصليب الأحمر، وبالنشاط الإمبريالي العالمي ضد الحكومات والقيم الإشتراكية، في خضم ذا الدور الصهيوني المعروف كان إحتضانه الحاخام الأصفر لسعيد رمضان وتوطيده الصلة بتأسيس وأعمال مركزه (الإسلامي) الذي يديره الآن - بحكم الإرث والوراثة- الإخواني هاني، إبن سعيد رمضان.
الرجل الثاني الذي حاط سعيد رمضان بعنايته فقد كان زعيماً كاثوليكياً إسمه المعلن هنري بابال ولكن لا يعرف عنه أي شيء في عصر الإنترنت، ولم أجد شيئاً عنه في كل كانتون جنيف!!!
بيد أن أشهر منظري الإسلام السياسي وسعيد رمضان كان هو اليهودي النمساوي Leopold Wisessليوبولد فايس المسلم بإسم "محمد أسد"، وهو كما أوردت يذكر بقصص اليهودي النمساوي الباشا رودولف سلاطين الذي أسلم للثورة المهدية في السودان ودعم ثورتها ضد الخلافة الإسلامية العثمانية ، كما يذكر بقصة موسى بن ميمون وتحويله الأيوبيين وعامة المسلمين إلى مُخَلِصين ليهود فلسطين من عذاب المتشددين الكاثوليك، كما يذكرني هذا الأسد بقصص آل بخيتشيوع مستشاري خلفاء الدولة العباسية بعد إغتيال أبو مسلم الخراساني، وقبلهم تجئي للذكرى قصص إبن آثال مستشار معاوية بن أبي سفيان وتوارث المستشارية والخلافة في أنجالهم، وكذا الذكرى بقصص شخصيات كعب الأحبار وعبدالله بن سبأ والصحيح (صفا) وآخرين..
كذلك فالدور الدولي المشهود للأستاذ اليهودي ليوبولد فايس Leopold Wiess والمسلم بإسم محمد أسد يكشف جانباً في العلاقة التي تصورتها القوى الصهيونية والإمبريالية في القرن الماضي بين بعض دوائر العلوم السياسية والدين ودوائر السياسة والمخابرات والإسلام وتحقيق المصالح الإمبريالية ؟ ففي تلك العلاقة التواشجية التي يتم فيها تلبيس المصالح الإمبريالية بلبس إسلامي فإن الأستاذ اليهودي ليوبولد فايس Leopold Wiess لا يختلف كثيراً عن تلميذه برنارد لويس كاتب مقال "الإسلام والشيوعية" ، وفي ذا الصدد يمكن للمهتم أن يراجع كتاب كريمر ولويس:الإكتشاف اليهودي للإسلام المصدر من مركز موشي دايان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، جامعة تل أبيب،1999
بين خيرات الجمهورية الإسلامية في إيران، والمملكة العربية السعودية، ودوائر وحسابات شركات النفط، والبنوك الصهيونية العالمية في سويسرا ، كانت أكبر إنجازات سعيد رمضان هي إشتراكه مع الأمير محمد الفيصل في تأسيس دار المال الإسلامي في جنيف كشركة سويسرية مصرفية قابضة توالي بنهجها الإسلامي رأس المال العالمي الصهيوني في سويسراً ، وبفتات دار المال السويسرية أسهم سعيد رمضان مع سعيد ندا وآخرين في تأسيس "بنك التقوى" للتمول الإسلامي ومقره المعلن في جزر البهاماس المعروفة بحرية الجنس والمخدارات، وقد قوى فيها سعيد والبنك وندا علاقاته مع بنوك العالم الصهيونية السيطرة. يلاحظ أن النشاط الرأسمالي هنا يضاعف عناصر التوجهات الدينية وعناصر التوجهات الدنيوية التكاثرية معاً وهذا التركيب التمييزي يشتت عناصر التناسق في كل من الثقافتين المعيشيتين ويثبت عناصر التنافر: كدين من العبث وكعبث بإسم الدين.
من ذلك الجد والعبث الرأسمالي وإنقساماته الطبقية والفئوية الدينية والطائفية المثيرة في العالم نبتت كثير من الصلات العائلية السياسية بين القيادات العليا لتنظيم الأخوان المسلمون حيث قديماً كان زعيم الجماعة حسن الهضيبي نسيباً لمحمد نجيب سالم باشا كبير خاصة ديوان الملك فاروق، وكذلك كان الشيخ أحمد حسن الباقورى زوج ابنة عبداللطيف دراز وكيل ديوان الملك فاروق في نفس ذلك الزمن ، و لكن الآن في القرن الواحد والعشرون نجد حالات نسب أو مصاهرة جديدة منها:
1- قيام الأخت المسلمة همة أو حمى عابدين Huma Abedin وصيفة ثم مشيرة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلري كلينتون بزواج السياسي اليهودي الصهيوني النائب النيويوركي في الكونغرس الأمريكي أنتوني ديفيد Anthony David Weiner
- 2- محمد مرسي رئيس جمهورية مصر صهر أحمد فهمي رئيس مجلس الشوري في ذات (الجمهورية)،
- 3- المرشد العام السابق مهدي عاكف صهر محمود عزت أمين عام الجماعة حينها، وصهر المرشد الحاضر مرسي،
-4- المرشد الحاضر خيرت الشاطر صهر محمود غزلان الناطق بإسم الجماعة،
(بيع كل معالم سيناالإقتصادية لقطر وقطر مشاركة أسرائيل)
- 5- محمد الحديدي أمين شباب االجماعة في لقاهرة صهر المرشد الحاضر خيرت الشاطر،
-6- محمد علي بشر عضو مكتب الإرشاد صهر محمود حسين الأمين العام للجماعة،
-7- فؤآد جاب الله قانوني مجلس المرأة القطري نسيب أحمد منصور إعلامي قناة التلفزيون القطرية "الجزيرة "،
-8- مصاهرة الأخ الرأسمالي حسن مالك صهر للأخ الرأسمالي محمد عليوة،
و..إلخ
أهم ما يلحق بهذه الأنساب والتصاهرات ما يقوله الأخ المسلم أحمد شعراوي المسئول الأول عن ما يسميه (قسم الأخوات) داخل جماعة الإخوان المسلمين: دور القسم هو تأهيل المقبلات علي الزواج بالتعارف لتختار الزوج المناسب من كل النواحي !! لكن هذا الشعراوي المجهز للتعارف بين الأخوات اللائي هن مقبلات على الزواج والأخوان الذين يتأهلون للزواج من واحدة أو أكثر منهن، يدفع لسؤآل: هل يدري هذا الشعراوي شيئاً عن طبيعة الزواج نصف السري ونصف العلني بين قيادة الأخوان وقيادات أمريكا الصهيونية ؟ وإنه بفضل جهود خليجية في السنوات بين 2003 و2008 تواصلت اللقاءات بين ممثلين لحزب الإخوان المسلمين ، وآخرين للإدارة السياسية الأمريكية، حتى توجت تلك اللقاءات بحفل زفاف كبير يوم 3 سبتمبر 2009 بين الأخوان و إدارة الرئيس الأمريكي أوباما ومدير الـCIA كرر فيه الإخوان تعهدهم الزواجي بنبذ العنف كطريق للوصول والسيطرة على السلطة في مصر (إلا في وجه معارضيهم)، وبالتعامل السلمي مع إسرائيل، وبإستمرار تنسيقهم مع أجهزة وخطط الولايات المتحدة االعلنية وغير العلنية، وبترسيخ ما يسمى عولمياً بــ"ضمان الإستقرار" (= ديكتاتورية السوق + مكافحة النشاطات الشيوعية) في المنطقة.
وقديماً إذ كان المستشار الهضيبي والشيخ الباقوري نسيبان معروفان لكبير مشيري الديوان الملكي سالم نجيب باشا ولنائبه الشيخ الأزهري العتيد عبداللطيف دراز، (على التوالي)، الآن يعتقد أن (المصرية) مستشارة أوباما للشؤون الإسلامية الأخت داليا مجاهد (مواليد 1974) هي أحد صلات الوصل والهيام بين إدارة أوباما والإخوان و(السلام) ، والقوسين السابقين أخذتهما من اللغة العبرية إشارة لإسرائيل... كذلك يأتي للأضواء إختلاط وعشق وزواج الأخت المسلمة همة أو حمى عابدين Abedin Huma مشيرة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من النائب النيويوركي في الكونغرس الأمريكي، اليهودي الصهيوني أنتوني فاينر أو واينر Anthony David Weiner .
http://www.shoebat.com/documents/Huma_Brotherhood_Connections_072412.pdf
http://www.nationalreview.com/articles/312211/huma-abedin-s-muslim-brotherhood-ties-andrew-c-mccarthy
كل هذه الزواجات الملتبسة بزواج السياسة والدين والبنوك وديكتاتورية السوق تذكر بالمناسبات والمصاهرات القديمة التي تمت في القرنين السابع عشر و الثامن عشر بين بعض التجار اليهود الإندلسيين العثمانيي الجنسية (حين كان مقام التابعية العثمانية في دول العالم مثل مقام الجواز الأمريكي حاضراً) فمع تعدد الزواجات بين أولئك التجار والحرفيين اليهود وبنات الإمبراطورية الرومانية المقدسة من خادمات ووصيفات وأميرات العوائل الحاكمة لضواحي وقرى ومدن ومقاطعات تلك الإمبراطورية في بعض البلقان ،والنمسا ،وبعض ألمانيا، والمجر، ورومانيا) تمكن الأندلسيين اليهود بشكل وئيد من إختراق مجتمعات الطبقة العليا الأوربية وبأثر تعدد تلك المناسبات وأثرها الموجب في دفع تحول التنظيم المعيشي الأوربي من الإقطاع الديني إلى الحرية الرأسمالية، تمكن الرواد اليهود من النفوذ إلى أعمق مواقع السيطرة والقرار السياسي في الدول الأوربية متقدمين بها إلى حال الإستعمار العالمي والإمبريالية .
الآن العثمانيون الجدد بإسم الخضوع لله وأحكامه التي يستخلصونها يريدون إعادة مصر والعالم العربي والإسلامي إلى عصر الإقطاع حيث بعض الباشاوات ومواليهم الأجانب والصهاينة الممولين لهم يتملكون أكثر موارد وخيرات المجتمع، بينما أكثرية المجتمع مواطنين كادحين ليس لهم وفق إصطلاح الشريعة الإسلامية إلا السمع والطاعة لـ(أولياء الأمور) وبنوكهم وقواتهم وإعلامهم.
أي بلغة سلفية: التحول من الشكل العلماني للطاغوت حيث قيام البشر أرباب البنوك وأرباب المصانع وأرباب مشروعات الزراعة وأرباب الخدمات بمشاركة الله بعض صفاته الدينية في السيطرة على معيشة أكثرية الناس، والإنتقال من ذا إلى الشكل الإسلامي لنفس الطاغوت الرأسمالي، حيث تقوم الجماعات السياسية الدينية الإسلامية بالسيطرة على السوق المحلي والتعامل بإسمه وإسم الله مع السوق العالمية، حيث القوة الأكبر لرأس المال العالمي ورؤوسائه الصهاينة.
هنا يبدو أن توليد أو تصنيع الرضا الديني بحكم السوق وديكتاتورية حريتها في التملك وجني الأرباح بإفقار وإستضعاف وتهميش البشر ونشره كمسألة طبيعية أو قدرية إلهية مسألة إمبريالية صهيونية عالمية معروفة تقصي كل مقاومة حقيقية ضدها ولكن في إطارها وتسييرها وإنفاذها منذ عشرات السنين يتحرك قادة جماعة الأخوان المسلمين، أو بعضهم على الأقل، بعلم أو بلا علم، كنتيجة لبعدهم عن أبجديات علم الإقتصاد السياسي أو غضبهم من دراسة المادية الجدلية والمادية التاريخية.
كذلك من خبرة البلاد التي تحكمها أو تتحكم فيها جماعات الإسلام السياسي، يبدو ان مناخ الرضا الديني الإسلامي السياسي بديكتاتورية السوق وسياسات دولها وحكوماتها القائمة على ربا المال وربا العمل، و(إجازة) وتبرير الظلم الطبقي والدولي وتفاوتاته يشكل أمراً مدمراً لوعي المجتمعات بإمكانات ومراحل تطورها وحيثياتها التاريخية وانه مبيد لقيم التعاضد البشري والإنسانية وللأشكال الموضوعية للتفكر فيها، مبيد قوي ضد البداوة السمحة وضد الحضارة المنظومة لا يترك للبشر سوى الفساد في الأرض بالإختطاف والإغتيال والذبح، والتفجير والدماء والحروب .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire