حركة النهضة حركة فاشية
حركة
النهضة حركة فاشية في خدمة الرأسمال الفاسد و الرجعية العربية و الإمبريالية
واستمدّت طبيعتها من التربة التي تربت فيها (أحضان التجمع شق الصياح)و من مصدر المال المغدق عليها(أموال خليجية و من التنظيم الدولي للإخوان و من كبار رؤوس الأموال موغلة في الرجعية و أصحاب المال الفاسد) و من الأهداف التي تعمل لها (إقامة نظام استبدادي تيوقراطي في خدمة الإمبريالية و الرجعية الخليجية و الرأس االمال المرتبط بهم و المال الفاسد المحليين)و يمكن ان نقسم تاريخهم في تونس الى ثلاث مراحل او محطات اساسية: المرحلة الاولى من أواسط الستينات بعد أن أعطى بورقيبة الجنسية التونسية لمسؤول العلاقات العامة للإخوان المسلمين المصرية يوسف الندى الى 1981 ، وبدأ نشاطهم في أحضان التجمع الدستوري في " جمعية االمحافظة على القرآن الكريم" و بمباركته و مدّه يد المساعدة لهم كطبع مجلتهم في مطبعة الحزب الحاكم على أن يقوموا بمحاربة اليسار الماركسي و البعثيين و القوميين و خاصة الناصريين منهم و هذا ما تم فعله فقد كانوا ضد تحركات الطلبة و العمال و ندّدوا بها و كفّروا شعاراتها و خوّنوا قياداتها و قاموا بمحاضرات و ندوات في الجيش و المعاهد الثانوية يذمون و يتقولون فيها عن الفكر القومي و الماركسي و المرحلة الثانية مرحلة العمل السياسي المباشر لمّا اشتدّ عودهم و بدأ الصراع مفتوح لخلافة بورقيبة و لسد الباب أمام تأثير اليسار على الحركة العمالية و الطالبية و أمام تنامي الإحتجاجات الشعبية أعلنوا عن تأسيس حزبهم وافتتح الاتجاه الاسلامي هذه المرحلة بالاحتفال الضخم بتوديع القرن الرابع عشر للهجرة ( في ذكرى الهجرة ) في صورة استعراض هائل للقوة ، نظمته في الجامعة والمعاهد العليا وفي المساجد ، احتفال تم تنظيمه تحت شعار " القرن الخامس عشر للهجرة امل الشعوب المستضعفة في الثورة الاسلامية " . لقد مثلت سنوات 79 و 80 و 81 السنوات الخصبة للنشاط السياسي للاتجاه الاسلامي . ففي تلك الفترة ، طغت المسائل السياسية على الاعداد الاخيرة لمجلة " المعرفة " التي كانت الى ذلك الحين منبرا دعويا ، كما تم اصدار جريدتي " الحبيب " و " المجتمع " وهما اسبوعيتان سياسيتان . من جهة اخرى فان الخطب والدروس المسجدية التي اصبح يحضرها المئات من الانصار والوافدين الجدد ، صار خطابها موجها ضد السلطة ، وضد الحكم ، و مساندة الثورة الايرانية التي أعطتها زخما ملحوظا ، هذا زيادة على اعمال التمرد على المناسك الرسمية ، والتقاليد المرعية للنظام ، مثل اتباع الرؤيا في صوم رمضان ، ومحاولات اغلاق المطاعم والمقاهي المفتوحة في شهر رمضان ، والتصدي لتنصيب أئمة رسميين في المساجد . هذه المرحلة التي توّجتها المحاكمات الواسعة التي شملت قيادتهم وإطاراتهم في صيف 1983 . والمرحلة الثالثة التحالف مع حكومة مزالي ثم الزين ثم سرعان ما تقوم المواجهة بينهم
و السؤال ما هي منطلقاتهم و غاياتهم؟
نؤكد على إنّ هذه الحركة هي حركة فاشية مثلها مثل الأحزاب الفاشية الغربية و هي صنيعة أمريكا و دول الخليج و اسرائيل خارجيا و في خدمة جزء من أصحاب الثروات الكبيرة المرتبطة مصالحهم بالدوائر الخليجية و الغربية و المغرقين في الرجعية و أصحاب المال المتأتي من المال الفاسد محليا و هذا ما يفسر الحجم المرتفع للتمويلات التي يحظون بها أما هدفها فهو قبر تطلعات الشعب في التحرر و الإنعتاق و التمتّع بخيرات أراضيه و بحره والعيش الكريم و هم يغلفون أهدافهم الرجعية هذه بغلاف ديني ليسهل عليهم النفاذ للأوساط الشعبية الواسعة في المدينة و الريف في شكل حمل وديع يحمل الخير و الجنّة و الهداية للضالين و هم في حقيقة الأمر ذئاب مفترسة لطموحات تلك الفئات التي قاموا بتضليلها أيضا و ليحموا أنفسهم من خصومهم أي كل من يريد فضح مراميهم و حقيقتهم ينعتونه بأنه ضد الإسلام و كفى
فالإخوانجية بكل تلويناتهم يبدؤون بخلق مجتمع صغير يعزلون فيه كل وافدة أو وافد جديد له عاداته الخاصة وعلاقاته وتقاليده ، سواء في الحفلات او في المآتم ، في اللباس والمظهر وفي طريقة العيش ، مجتمع يعيش القرون الغابرة ، وعلى هامش المجتمع القائم الذي يقيمون معه علاقة اتصال / انعزال .
و يستعملون كلمة حق أريد بها باطل وهي كلمة الجهاد و هي المفتاح السحري في يدهم يغزون بها عقول مريديهم و يطوعونها حسب المراحل فتبدأ بجهاد النفس و تنتهي بجهاد الطاغوت
و يقسّمون الواقع التونسي المعاصر إلى ثنائية بسيطة، أولها أولياء الرحمان: >>و مهمّتهم الجهاد من أجل الإسلام والحريّة»(. وثانيها أولياء الشيطان: وهم فئة المارقين عن الدين، الذين يعكسون «موجات الإلحاد التي مثلت على حدّ سواء إيديولوجيّة الدولة وإيديولوجيّة المعارضة اليساريّة وهي المعارضة الفاعلة والنافذة في أوساط نخبة الفكر والسياسة ومؤسسات المجتمع المدني». فيخرجون بذلك أي تعارض من الحقل السياسي إلى الحقل الديني. ويسعون إلى ترسيخ ثنائيّة مقدسة، بمقتضاها، يسوّقون لأنفسهم مهمّة رافعي راية الإسلام، ويحشرون معارضيهم داخل ظلام العداء للدين. بمعنى ما، أنّ أي متعبّد يشعر باغتراب مع الواقع الراهن، باعتباره واقع الكفر والإلحاد والجاهلية المعاصرة، ويرى في المسلك العنيف نهجا نحو تطهير العالم، سيتعرّف من خلال خطاب هذه الحركات على أهدافه، حتى ولو لم يكن منتسبا لأحد لتنظيماتهم. إنه تهييج للعنف المقدّس داخل المجتمع.
ختاما إننا لم نجانب الحقيقة في ما كتب أعلاه فممارستهم للحكم تدلل على صدق رأينا و على خسّة منبتهم و رجعية أفكارهم و عمالة ممارساتهم وفساد أخلاقهم و فاشية أفعالهم
لكم جردا لبعض ممارساتهم في المرحلتين :
-*-*-* أمثلة عن بعض ممارساتهم لما كانوا في خدمة التجمع الحاكم:
فخلال مرحلتهم الأولى هذه وقفوا مع بورقيبة في صراعه ضد عبد الناصر،وكفّّروا الديمقراطية و الديمقراطيين و العمل النقابي و النقابيين في الجامعة و البلاد، و ساندوا المحاكمات السياسية التي تعرض لها اليسار و القوميين و البعثيين، و وقفوا مع الهادي نويرة ضد مشروع الوحدة الاندماجية المجهضة بين تونس وليبيا ، و شنوا الهجمات و التشويه ضد النضالات التي كانت تخوضها الحركة الطلابية من أجل الحريات و الديمقراطية بالجامعة ، والمعاهد العليا ضد السلطة والحكم القائم ، وضد الامبريالية ومناصرة القضية الفلسطينية ، والقضايا القومية العربية والأممية ، كما كانوا ضدّ النضالات التي بدأ يخوضها الشغالون والعمال منذ سنة 1976 ، والتي تصاعدت عموديا الى حدود الاضراب العام الذي دعت اليه النقابة العمالية سنة 1978 ، هذا الحدث الهام الذي كان الاتجاه الاسلامي الاخواني مناهضا له، حيث اعتبره صيحة مفتعلة لإجهاض التجربة الديمقراطية الفتية في تونس و اصطفافهم مع مزالي ضد الإنتفاضة الشعبية المعروفة بإنتفاضة الخبزفي جانفي 84 و كانوا يقيمون الولائم لبوليس الزين في انتفاضةالحوض المنجمي5 جانفي 2008 تاريخ انطلاقها ، وصولا إلى غيابهم الكلي عن الإنتفاضة الشعبية التي بدأت من سيدي بوزيد في17ديسمبر و توجت بهروب المخلوع يوم 14 جانفي 2011
-*-*-* أما جرائمهم في مراحل الصدام مع الحاكم:
الجرد التاريخي لأهم جرائم العنف التي اقترفتها حركة النهضة التونسية ما بين سنة 1981 وسنة 1991:
20 فيفري 1981_ «احتجاز عميد كليّة العلوم بتونس علي الحيلي والتهديد بتفجير مختبر الكلية» (11) وقد اعترف راشد الغنوشي بمشاركة الإسلاميين في عملية الاحتجاز، إذ يقول: «بخصوص حدث كليّة العلوم في فيفري كان لأفراد من قيادات الحركة الاتجاه دور ضمن آخرين قد يكون فعّالا في حجز عميد كليّة ومجموعة من الإداريين وتهديدهم المختبر كلّه بالتفجير» (12)
02 أوت 1987_ «تفجير مفرقعات بـ 4 نزل سياحيّة ليلة عيد ميلاد بورقيبة. وقد شارك في هذه العمليّة كل من محرز بودقة وبولبابة دخيل بتحريض من عبد المجيد الميلي المسؤول عن التنظيم (حركة النهضة التونسية) بجهة جمّال بالمنستير» وأسفرت عن بتر ساقي سائحتين أجنبيتين. وقد جاءت الأحكام تبعا لهذه القضيّة وتهم أخرى ذات صبغة سياسيّة بـ« الإعدام شنقا: محرز بودقة- بولبابة دخيل- علي العريض- حمادي الجبالي- صالح كركر- عبد المجيد الميلي- فتحي معتوق. والأشغال الشاقة مدى الحياة: راشد الغنوشي وفاضل البلدي» (13) هذا، وقد تحصن صالح كركر وحمادي الجبالي وعلي العريض وعبد المجيد الميلي وفتحي معتوق بالفرار. وعن هذه الحادثة، يقول راشد الغنوشي: «كما وجهت تهمة القيام بأعمال عنف محدّدة إلى شابين صدر بعد ذلك حكم بإعدامهما ونفّذ فيهما رحمهما اللّه» والمفزع، أنّ الرجل يعلّق في هامش الصفحة، قائلا: «هما الشهيدان: محرز بودقة، وبولبابة دخيل»(14). هو ينكر بشكل متكرّر مسؤوليته عن هذا الجرم، لكن لا يمنعه هذا من اعتبار أصحاب هذا الفعل الشنيع شهداء الدين.
06 نوفمبر 1987_ التحضير لانقلاب يوم 08 نوفمبر 1987 حيث: «انعقدت يوم 06 نوفمبر، جلسة عامة أخيرة في مسكن العسكري أحمد الحجري، حضرها الثالوث المساعد لمحمد شمام والمتألف من المنصف بن سالم وبلقاسم الفرشيشي وسيّد الفرجاني وحضرها من العسكريين أحمد الحجري (حركيا عبد الحفيظ) صالح العابدي (حركيا يحي) ابراهيم العموري (سالم) جمعة العوني (سعد) عبد الله الحريزي (عمار) لزهر خليفة (حسين) وكمال الضيف وتغيّب عن هذا الاجتماع لضرورة العمل الضابطان أحمد السلايمي والبشير بن أحمد. بدأ الاجتماع بتقرير رفعه سيّد الفرجاني عن مهمّته وتقديم الفتوى التي حفظها عن صالح كركر ثم عرض مشروع البيان الانقلابي الذي جاء به من لندن وقد تضمن تطمينا للجيران في المغرب العربي وتطمينا للرأي العام الدولي عن طريق التعهّد باحترام العقود والمواثيق الدوليّة، وتطمينا لرؤوس الأموال على ممتلكاتهم. أما التوصية الأخيرة التي أبلغها كركر إلى المجموعة الانقلابية فهي تتعلّق بضرورة الاستفادة من أسلحة وفرها محفوظ نحناح على الحدود الجزائريّة التونسية لتكون عونا للتنظيم التونسي في مشروعه الانقلابي.» (15) « لكن هذه المحاولة الانقلابية رغم أنها استكملت كل مراحل الإعداد والتنفيذ. لم تقع. وهناك احتمالان وراء إلغاء هذه العملية:
الاحتمال الأول: هو افتضاح أمر هذه المجموعة يوم 06 نوفمبر 1987 على الساعة الحادية عشر والنصف صباحا كما يفترض ذلك حسن الغضباني، وافتضاح أمر هذه المجموعة يعني إيقاف أبرز رؤوس المدبرة في ظرف ساعات قليلة مما قضى على حظوظ هذه العمليّة.
الاحتمال الثاني: هو وقوع تغيير في أعلى هرم السلطة بإزاحة الرئيس بورقيبة العدو اللدود للإسلاميين وتولي الوزير الأول زين العابدين بن علي مقاليد السلطة بناء على الفصل 51 من الدستور الذي يضبط طريقة الخلافة عند حالات الشغور. وقد أدى التغيير في نظام الحكم إلى تخلّي المجموعة الأمنية عن محاولتها. وسواء صحّ الاحتمال الأول أو الثاني فإن الثابت أن البلاد كانت ستشهد حماما من الدم لو لم يقع الإسراع بالتغيير في الحكم.»(16)
** ويقول راشد الغنوشي عن هذا الانقلاب: «لولا أن انقلابا أطاح به (يعني بورقيبة) يوم 7 نوفمبر مستبقا انقلابا آخر خطّط له عدد من الضباط الوطنيين الشبّان» من تجربة الحركة الإسلامية... ذكر أعلاه، ص123. لم يكن ثمّة خيار للتونسيين: إمّا انقلابا يرفع حكما دينيا وإمّا انقلابا يرفع حكما أمنيّا جاء مستعجلا ليردّ على الانقلاب الآخر.
02 أكتوبر 1989_ أصدر «التنظيم بلاغا حكم فيه بتكفير وزير التربية لأنه عقد ندوة صحفية شرح فيها مثلما اقتضت العادة مع بداية كلّ سنة دراسيّة الظروف المادية المتعلّقة بالمجال التربوي والإصلاحات المزمع إدخالها على القطاع، مع ما يتبع ذلك من نقد للسلبيات وعرض للأخطاء. فاعتبر التنظيم أن عرض الوزير على الرأي العام نماذج مما كان يُدرّس من نصوص موغلة في الانغلاق وحاثة على التباغض والحقد مع تجاهل روح الرحمة والتسامح، ضرب من السخرية بالدين، لأنه ليس من حقّ الإنسان أن يخاطب المسلمين بأن دينهم دين رحمة وإن فعل أصبح مستهترا بالدين مفصحا ضمنيّا عن كفره (جريدة الصباح 03 أكتوبر 1989)» (17)
** و يعرّف راشد الغنوشي محمد الشرفي على النحو التالي: «محمد الشرفي علماني فرنكفوني متطرّف شيوعي، قاد الحرب في مجال التعليم ضدّ الإسلام والإسلاميين والثقافة العربية عامة عندما شغل خطّة وزير التربية وله كتاب تحت عنوان: «الإسلام والحريّة: سوء التفاهم التاريخي» من تجربة الحركة الإسلامية ... ذكر أعلاه، ص 126. ولا يفوتني أن أقدّم، في هذا الإطار، فهم محمد الشرفي للإسلام كدين ينتمي إليه قوامه السلم لا التطرّف والقتل، يقول:«فالإسلام هو عندنا معشر المسلمين دين شعبي هادئ، إذ هو أوّلا وأساسا دين، أي عقيدة وإيمان، بل إجابة عن سؤال مؤرّق يخصّ الحياة والموت، وهو سبيل ناجعة لتهدئة قلق الوجود، وهو الأمل في حياة بعد الموت ملؤها العدل والسعادة، ثمّ هو يعني ببساطة أنّ القوّة العظمى التي خلقت هذا العالم، أي اللّه، قد أوحت إلى محمّد، وهو بشر "يأكل الطعام ويمشي في الأسواق" كبقيّة البشر، رسالة محبة ومساواة، رسالة إخاء وسلام وقد تجرّع ذلكم الرجل الويلات، فسخر منه قومه وطاردوه وكادوا يقتلونه، فدافع عن نفسه وإذا ما استثنينا ذلك الدفاع عن نفسه فإن رسالته إنما هي رسالة سلام ووفاق» الإسلام والحرية: الالتباس التاريخي، نشر الفنك الدار البيضاء، 2000، ص49.
17 فيفري 1991_ «حادثة باب سويقة... والمتمثلة في قيام عناصر من حركة النهضة باحتلال مقر خلية للحزب الحاكم في قلب العاصمة وشد وثاق حارسي المقرّ ثم سكب مادة حارقة على جسمهما أودت بحياة أحدهما وبقاء الآخر يعاني من عاهة مستديمة. وقد اعترف الغنوشي في بيان أصدره من الخارج بمسؤولية الحركة عن هذه الحادثة واعتبر ذلك ردّ فعل على العنف المسلّط عليها. كما تسببت هذه الحادثة كذلك في تجميد عبد الفتاح مورو لعضويته بالحركة وإدانته لهذه العمليّة.» ويقول راشد الغنوشي، على نحو عجيب، معلّقا على الحادث: «هذا الحادث الأليم الذي ذهب ضحيّته ثلاثة تونسيين على الأقل، حارس أحد مقرات الحزب الحاكم وشابان نفذ فيهما حكم الإعدام رحمهم اللّه جميعا». هو يساوي بين المجرميْن والمقتول، وينعتهم جميعا بالضحايا.
**. اعلية علاني، الحركات الإسلامية ... ذكر أعلاه، ص 184. عبد الله عمامي، التنظيمات الإرهابية في العالم الإسلامي: أنموذج النهضة، الدار التونسية للنشر، 1992، ص 264. في حين، يكتب توفيق المديني: «الشخصان اللذان أعدما في إطار قضية 1987 الكبرى، في 8 تشرين أول أكتوبر هما محرز بودقة وديخيل بولبابة، ينتميان إلى مجموعة صغيرة أطلقت على نفسها اسم »الجهاد الإسلامي«. وكانت هذه المجموعة قد شنت هجوماً على نطاق ضيق (على مكتب بريد ومخفر شرطة) وتم إلقاء القبض على كيلاني الشواشي (الملازم بالجيش التونسي) وحبيب الضاوي (واعظ معروف في منطقة صفاقس) والأزرق (مناضل قومي قديم وعضو سابق في حركة الاتجاه الإسلامي) في صيف سنة 1986، وحكم عليهم بالإعدام في نهاية شهر آب من سنة 1986. وأعلنت المجموعة نفسها مسؤوليتها عن أخطر عملية عنف حدثت في تاريخ تونس، تمثلت بوضع أربع قنابل يدوية في 2 آب 1987 (تاريخ ميلاد بورقيبة) في أربعة فنادق في سوسة والمنستير (مسقط رأس بورقيبة أيضاً)» توفيق المديني، المعارضة التونسية: نشأتها وتطورها، منشورات اتحاد كتاب العرب، دمشق 2001، النسخة الالكترونية، ص 303.
**. بعد أن منعت السلطات البريطانية يوسف القرضاوي من دخول أراضيها نظرا لفتاويه التحريضية على العمليات الانتحارية، تكفّل راشد الغنوشي في ندوة "تجديد التفكير في الجهاد" التي عقدها "مركز الدراسات المتقدّمة للعالم العربي" بجامعة العاصمة الاسكتلندية في 7-9 سبتمبر 2009، بإلقاء كلمة عن كتاب "فقه الجهاد" ليوسف القرضاوي مدافعا عنه.
واستمدّت طبيعتها من التربة التي تربت فيها (أحضان التجمع شق الصياح)و من مصدر المال المغدق عليها(أموال خليجية و من التنظيم الدولي للإخوان و من كبار رؤوس الأموال موغلة في الرجعية و أصحاب المال الفاسد) و من الأهداف التي تعمل لها (إقامة نظام استبدادي تيوقراطي في خدمة الإمبريالية و الرجعية الخليجية و الرأس االمال المرتبط بهم و المال الفاسد المحليين)و يمكن ان نقسم تاريخهم في تونس الى ثلاث مراحل او محطات اساسية: المرحلة الاولى من أواسط الستينات بعد أن أعطى بورقيبة الجنسية التونسية لمسؤول العلاقات العامة للإخوان المسلمين المصرية يوسف الندى الى 1981 ، وبدأ نشاطهم في أحضان التجمع الدستوري في " جمعية االمحافظة على القرآن الكريم" و بمباركته و مدّه يد المساعدة لهم كطبع مجلتهم في مطبعة الحزب الحاكم على أن يقوموا بمحاربة اليسار الماركسي و البعثيين و القوميين و خاصة الناصريين منهم و هذا ما تم فعله فقد كانوا ضد تحركات الطلبة و العمال و ندّدوا بها و كفّروا شعاراتها و خوّنوا قياداتها و قاموا بمحاضرات و ندوات في الجيش و المعاهد الثانوية يذمون و يتقولون فيها عن الفكر القومي و الماركسي و المرحلة الثانية مرحلة العمل السياسي المباشر لمّا اشتدّ عودهم و بدأ الصراع مفتوح لخلافة بورقيبة و لسد الباب أمام تأثير اليسار على الحركة العمالية و الطالبية و أمام تنامي الإحتجاجات الشعبية أعلنوا عن تأسيس حزبهم وافتتح الاتجاه الاسلامي هذه المرحلة بالاحتفال الضخم بتوديع القرن الرابع عشر للهجرة ( في ذكرى الهجرة ) في صورة استعراض هائل للقوة ، نظمته في الجامعة والمعاهد العليا وفي المساجد ، احتفال تم تنظيمه تحت شعار " القرن الخامس عشر للهجرة امل الشعوب المستضعفة في الثورة الاسلامية " . لقد مثلت سنوات 79 و 80 و 81 السنوات الخصبة للنشاط السياسي للاتجاه الاسلامي . ففي تلك الفترة ، طغت المسائل السياسية على الاعداد الاخيرة لمجلة " المعرفة " التي كانت الى ذلك الحين منبرا دعويا ، كما تم اصدار جريدتي " الحبيب " و " المجتمع " وهما اسبوعيتان سياسيتان . من جهة اخرى فان الخطب والدروس المسجدية التي اصبح يحضرها المئات من الانصار والوافدين الجدد ، صار خطابها موجها ضد السلطة ، وضد الحكم ، و مساندة الثورة الايرانية التي أعطتها زخما ملحوظا ، هذا زيادة على اعمال التمرد على المناسك الرسمية ، والتقاليد المرعية للنظام ، مثل اتباع الرؤيا في صوم رمضان ، ومحاولات اغلاق المطاعم والمقاهي المفتوحة في شهر رمضان ، والتصدي لتنصيب أئمة رسميين في المساجد . هذه المرحلة التي توّجتها المحاكمات الواسعة التي شملت قيادتهم وإطاراتهم في صيف 1983 . والمرحلة الثالثة التحالف مع حكومة مزالي ثم الزين ثم سرعان ما تقوم المواجهة بينهم
و السؤال ما هي منطلقاتهم و غاياتهم؟
نؤكد على إنّ هذه الحركة هي حركة فاشية مثلها مثل الأحزاب الفاشية الغربية و هي صنيعة أمريكا و دول الخليج و اسرائيل خارجيا و في خدمة جزء من أصحاب الثروات الكبيرة المرتبطة مصالحهم بالدوائر الخليجية و الغربية و المغرقين في الرجعية و أصحاب المال المتأتي من المال الفاسد محليا و هذا ما يفسر الحجم المرتفع للتمويلات التي يحظون بها أما هدفها فهو قبر تطلعات الشعب في التحرر و الإنعتاق و التمتّع بخيرات أراضيه و بحره والعيش الكريم و هم يغلفون أهدافهم الرجعية هذه بغلاف ديني ليسهل عليهم النفاذ للأوساط الشعبية الواسعة في المدينة و الريف في شكل حمل وديع يحمل الخير و الجنّة و الهداية للضالين و هم في حقيقة الأمر ذئاب مفترسة لطموحات تلك الفئات التي قاموا بتضليلها أيضا و ليحموا أنفسهم من خصومهم أي كل من يريد فضح مراميهم و حقيقتهم ينعتونه بأنه ضد الإسلام و كفى
فالإخوانجية بكل تلويناتهم يبدؤون بخلق مجتمع صغير يعزلون فيه كل وافدة أو وافد جديد له عاداته الخاصة وعلاقاته وتقاليده ، سواء في الحفلات او في المآتم ، في اللباس والمظهر وفي طريقة العيش ، مجتمع يعيش القرون الغابرة ، وعلى هامش المجتمع القائم الذي يقيمون معه علاقة اتصال / انعزال .
و يستعملون كلمة حق أريد بها باطل وهي كلمة الجهاد و هي المفتاح السحري في يدهم يغزون بها عقول مريديهم و يطوعونها حسب المراحل فتبدأ بجهاد النفس و تنتهي بجهاد الطاغوت
و يقسّمون الواقع التونسي المعاصر إلى ثنائية بسيطة، أولها أولياء الرحمان: >>و مهمّتهم الجهاد من أجل الإسلام والحريّة»(. وثانيها أولياء الشيطان: وهم فئة المارقين عن الدين، الذين يعكسون «موجات الإلحاد التي مثلت على حدّ سواء إيديولوجيّة الدولة وإيديولوجيّة المعارضة اليساريّة وهي المعارضة الفاعلة والنافذة في أوساط نخبة الفكر والسياسة ومؤسسات المجتمع المدني». فيخرجون بذلك أي تعارض من الحقل السياسي إلى الحقل الديني. ويسعون إلى ترسيخ ثنائيّة مقدسة، بمقتضاها، يسوّقون لأنفسهم مهمّة رافعي راية الإسلام، ويحشرون معارضيهم داخل ظلام العداء للدين. بمعنى ما، أنّ أي متعبّد يشعر باغتراب مع الواقع الراهن، باعتباره واقع الكفر والإلحاد والجاهلية المعاصرة، ويرى في المسلك العنيف نهجا نحو تطهير العالم، سيتعرّف من خلال خطاب هذه الحركات على أهدافه، حتى ولو لم يكن منتسبا لأحد لتنظيماتهم. إنه تهييج للعنف المقدّس داخل المجتمع.
ختاما إننا لم نجانب الحقيقة في ما كتب أعلاه فممارستهم للحكم تدلل على صدق رأينا و على خسّة منبتهم و رجعية أفكارهم و عمالة ممارساتهم وفساد أخلاقهم و فاشية أفعالهم
لكم جردا لبعض ممارساتهم في المرحلتين :
-*-*-* أمثلة عن بعض ممارساتهم لما كانوا في خدمة التجمع الحاكم:
فخلال مرحلتهم الأولى هذه وقفوا مع بورقيبة في صراعه ضد عبد الناصر،وكفّّروا الديمقراطية و الديمقراطيين و العمل النقابي و النقابيين في الجامعة و البلاد، و ساندوا المحاكمات السياسية التي تعرض لها اليسار و القوميين و البعثيين، و وقفوا مع الهادي نويرة ضد مشروع الوحدة الاندماجية المجهضة بين تونس وليبيا ، و شنوا الهجمات و التشويه ضد النضالات التي كانت تخوضها الحركة الطلابية من أجل الحريات و الديمقراطية بالجامعة ، والمعاهد العليا ضد السلطة والحكم القائم ، وضد الامبريالية ومناصرة القضية الفلسطينية ، والقضايا القومية العربية والأممية ، كما كانوا ضدّ النضالات التي بدأ يخوضها الشغالون والعمال منذ سنة 1976 ، والتي تصاعدت عموديا الى حدود الاضراب العام الذي دعت اليه النقابة العمالية سنة 1978 ، هذا الحدث الهام الذي كان الاتجاه الاسلامي الاخواني مناهضا له، حيث اعتبره صيحة مفتعلة لإجهاض التجربة الديمقراطية الفتية في تونس و اصطفافهم مع مزالي ضد الإنتفاضة الشعبية المعروفة بإنتفاضة الخبزفي جانفي 84 و كانوا يقيمون الولائم لبوليس الزين في انتفاضةالحوض المنجمي5 جانفي 2008 تاريخ انطلاقها ، وصولا إلى غيابهم الكلي عن الإنتفاضة الشعبية التي بدأت من سيدي بوزيد في17ديسمبر و توجت بهروب المخلوع يوم 14 جانفي 2011
-*-*-* أما جرائمهم في مراحل الصدام مع الحاكم:
الجرد التاريخي لأهم جرائم العنف التي اقترفتها حركة النهضة التونسية ما بين سنة 1981 وسنة 1991:
20 فيفري 1981_ «احتجاز عميد كليّة العلوم بتونس علي الحيلي والتهديد بتفجير مختبر الكلية» (11) وقد اعترف راشد الغنوشي بمشاركة الإسلاميين في عملية الاحتجاز، إذ يقول: «بخصوص حدث كليّة العلوم في فيفري كان لأفراد من قيادات الحركة الاتجاه دور ضمن آخرين قد يكون فعّالا في حجز عميد كليّة ومجموعة من الإداريين وتهديدهم المختبر كلّه بالتفجير» (12)
02 أوت 1987_ «تفجير مفرقعات بـ 4 نزل سياحيّة ليلة عيد ميلاد بورقيبة. وقد شارك في هذه العمليّة كل من محرز بودقة وبولبابة دخيل بتحريض من عبد المجيد الميلي المسؤول عن التنظيم (حركة النهضة التونسية) بجهة جمّال بالمنستير» وأسفرت عن بتر ساقي سائحتين أجنبيتين. وقد جاءت الأحكام تبعا لهذه القضيّة وتهم أخرى ذات صبغة سياسيّة بـ« الإعدام شنقا: محرز بودقة- بولبابة دخيل- علي العريض- حمادي الجبالي- صالح كركر- عبد المجيد الميلي- فتحي معتوق. والأشغال الشاقة مدى الحياة: راشد الغنوشي وفاضل البلدي» (13) هذا، وقد تحصن صالح كركر وحمادي الجبالي وعلي العريض وعبد المجيد الميلي وفتحي معتوق بالفرار. وعن هذه الحادثة، يقول راشد الغنوشي: «كما وجهت تهمة القيام بأعمال عنف محدّدة إلى شابين صدر بعد ذلك حكم بإعدامهما ونفّذ فيهما رحمهما اللّه» والمفزع، أنّ الرجل يعلّق في هامش الصفحة، قائلا: «هما الشهيدان: محرز بودقة، وبولبابة دخيل»(14). هو ينكر بشكل متكرّر مسؤوليته عن هذا الجرم، لكن لا يمنعه هذا من اعتبار أصحاب هذا الفعل الشنيع شهداء الدين.
06 نوفمبر 1987_ التحضير لانقلاب يوم 08 نوفمبر 1987 حيث: «انعقدت يوم 06 نوفمبر، جلسة عامة أخيرة في مسكن العسكري أحمد الحجري، حضرها الثالوث المساعد لمحمد شمام والمتألف من المنصف بن سالم وبلقاسم الفرشيشي وسيّد الفرجاني وحضرها من العسكريين أحمد الحجري (حركيا عبد الحفيظ) صالح العابدي (حركيا يحي) ابراهيم العموري (سالم) جمعة العوني (سعد) عبد الله الحريزي (عمار) لزهر خليفة (حسين) وكمال الضيف وتغيّب عن هذا الاجتماع لضرورة العمل الضابطان أحمد السلايمي والبشير بن أحمد. بدأ الاجتماع بتقرير رفعه سيّد الفرجاني عن مهمّته وتقديم الفتوى التي حفظها عن صالح كركر ثم عرض مشروع البيان الانقلابي الذي جاء به من لندن وقد تضمن تطمينا للجيران في المغرب العربي وتطمينا للرأي العام الدولي عن طريق التعهّد باحترام العقود والمواثيق الدوليّة، وتطمينا لرؤوس الأموال على ممتلكاتهم. أما التوصية الأخيرة التي أبلغها كركر إلى المجموعة الانقلابية فهي تتعلّق بضرورة الاستفادة من أسلحة وفرها محفوظ نحناح على الحدود الجزائريّة التونسية لتكون عونا للتنظيم التونسي في مشروعه الانقلابي.» (15) « لكن هذه المحاولة الانقلابية رغم أنها استكملت كل مراحل الإعداد والتنفيذ. لم تقع. وهناك احتمالان وراء إلغاء هذه العملية:
الاحتمال الأول: هو افتضاح أمر هذه المجموعة يوم 06 نوفمبر 1987 على الساعة الحادية عشر والنصف صباحا كما يفترض ذلك حسن الغضباني، وافتضاح أمر هذه المجموعة يعني إيقاف أبرز رؤوس المدبرة في ظرف ساعات قليلة مما قضى على حظوظ هذه العمليّة.
الاحتمال الثاني: هو وقوع تغيير في أعلى هرم السلطة بإزاحة الرئيس بورقيبة العدو اللدود للإسلاميين وتولي الوزير الأول زين العابدين بن علي مقاليد السلطة بناء على الفصل 51 من الدستور الذي يضبط طريقة الخلافة عند حالات الشغور. وقد أدى التغيير في نظام الحكم إلى تخلّي المجموعة الأمنية عن محاولتها. وسواء صحّ الاحتمال الأول أو الثاني فإن الثابت أن البلاد كانت ستشهد حماما من الدم لو لم يقع الإسراع بالتغيير في الحكم.»(16)
** ويقول راشد الغنوشي عن هذا الانقلاب: «لولا أن انقلابا أطاح به (يعني بورقيبة) يوم 7 نوفمبر مستبقا انقلابا آخر خطّط له عدد من الضباط الوطنيين الشبّان» من تجربة الحركة الإسلامية... ذكر أعلاه، ص123. لم يكن ثمّة خيار للتونسيين: إمّا انقلابا يرفع حكما دينيا وإمّا انقلابا يرفع حكما أمنيّا جاء مستعجلا ليردّ على الانقلاب الآخر.
02 أكتوبر 1989_ أصدر «التنظيم بلاغا حكم فيه بتكفير وزير التربية لأنه عقد ندوة صحفية شرح فيها مثلما اقتضت العادة مع بداية كلّ سنة دراسيّة الظروف المادية المتعلّقة بالمجال التربوي والإصلاحات المزمع إدخالها على القطاع، مع ما يتبع ذلك من نقد للسلبيات وعرض للأخطاء. فاعتبر التنظيم أن عرض الوزير على الرأي العام نماذج مما كان يُدرّس من نصوص موغلة في الانغلاق وحاثة على التباغض والحقد مع تجاهل روح الرحمة والتسامح، ضرب من السخرية بالدين، لأنه ليس من حقّ الإنسان أن يخاطب المسلمين بأن دينهم دين رحمة وإن فعل أصبح مستهترا بالدين مفصحا ضمنيّا عن كفره (جريدة الصباح 03 أكتوبر 1989)» (17)
** و يعرّف راشد الغنوشي محمد الشرفي على النحو التالي: «محمد الشرفي علماني فرنكفوني متطرّف شيوعي، قاد الحرب في مجال التعليم ضدّ الإسلام والإسلاميين والثقافة العربية عامة عندما شغل خطّة وزير التربية وله كتاب تحت عنوان: «الإسلام والحريّة: سوء التفاهم التاريخي» من تجربة الحركة الإسلامية ... ذكر أعلاه، ص 126. ولا يفوتني أن أقدّم، في هذا الإطار، فهم محمد الشرفي للإسلام كدين ينتمي إليه قوامه السلم لا التطرّف والقتل، يقول:«فالإسلام هو عندنا معشر المسلمين دين شعبي هادئ، إذ هو أوّلا وأساسا دين، أي عقيدة وإيمان، بل إجابة عن سؤال مؤرّق يخصّ الحياة والموت، وهو سبيل ناجعة لتهدئة قلق الوجود، وهو الأمل في حياة بعد الموت ملؤها العدل والسعادة، ثمّ هو يعني ببساطة أنّ القوّة العظمى التي خلقت هذا العالم، أي اللّه، قد أوحت إلى محمّد، وهو بشر "يأكل الطعام ويمشي في الأسواق" كبقيّة البشر، رسالة محبة ومساواة، رسالة إخاء وسلام وقد تجرّع ذلكم الرجل الويلات، فسخر منه قومه وطاردوه وكادوا يقتلونه، فدافع عن نفسه وإذا ما استثنينا ذلك الدفاع عن نفسه فإن رسالته إنما هي رسالة سلام ووفاق» الإسلام والحرية: الالتباس التاريخي، نشر الفنك الدار البيضاء، 2000، ص49.
17 فيفري 1991_ «حادثة باب سويقة... والمتمثلة في قيام عناصر من حركة النهضة باحتلال مقر خلية للحزب الحاكم في قلب العاصمة وشد وثاق حارسي المقرّ ثم سكب مادة حارقة على جسمهما أودت بحياة أحدهما وبقاء الآخر يعاني من عاهة مستديمة. وقد اعترف الغنوشي في بيان أصدره من الخارج بمسؤولية الحركة عن هذه الحادثة واعتبر ذلك ردّ فعل على العنف المسلّط عليها. كما تسببت هذه الحادثة كذلك في تجميد عبد الفتاح مورو لعضويته بالحركة وإدانته لهذه العمليّة.» ويقول راشد الغنوشي، على نحو عجيب، معلّقا على الحادث: «هذا الحادث الأليم الذي ذهب ضحيّته ثلاثة تونسيين على الأقل، حارس أحد مقرات الحزب الحاكم وشابان نفذ فيهما حكم الإعدام رحمهم اللّه جميعا». هو يساوي بين المجرميْن والمقتول، وينعتهم جميعا بالضحايا.
**. اعلية علاني، الحركات الإسلامية ... ذكر أعلاه، ص 184. عبد الله عمامي، التنظيمات الإرهابية في العالم الإسلامي: أنموذج النهضة، الدار التونسية للنشر، 1992، ص 264. في حين، يكتب توفيق المديني: «الشخصان اللذان أعدما في إطار قضية 1987 الكبرى، في 8 تشرين أول أكتوبر هما محرز بودقة وديخيل بولبابة، ينتميان إلى مجموعة صغيرة أطلقت على نفسها اسم »الجهاد الإسلامي«. وكانت هذه المجموعة قد شنت هجوماً على نطاق ضيق (على مكتب بريد ومخفر شرطة) وتم إلقاء القبض على كيلاني الشواشي (الملازم بالجيش التونسي) وحبيب الضاوي (واعظ معروف في منطقة صفاقس) والأزرق (مناضل قومي قديم وعضو سابق في حركة الاتجاه الإسلامي) في صيف سنة 1986، وحكم عليهم بالإعدام في نهاية شهر آب من سنة 1986. وأعلنت المجموعة نفسها مسؤوليتها عن أخطر عملية عنف حدثت في تاريخ تونس، تمثلت بوضع أربع قنابل يدوية في 2 آب 1987 (تاريخ ميلاد بورقيبة) في أربعة فنادق في سوسة والمنستير (مسقط رأس بورقيبة أيضاً)» توفيق المديني، المعارضة التونسية: نشأتها وتطورها، منشورات اتحاد كتاب العرب، دمشق 2001، النسخة الالكترونية، ص 303.
**. بعد أن منعت السلطات البريطانية يوسف القرضاوي من دخول أراضيها نظرا لفتاويه التحريضية على العمليات الانتحارية، تكفّل راشد الغنوشي في ندوة "تجديد التفكير في الجهاد" التي عقدها "مركز الدراسات المتقدّمة للعالم العربي" بجامعة العاصمة الاسكتلندية في 7-9 سبتمبر 2009، بإلقاء كلمة عن كتاب "فقه الجهاد" ليوسف القرضاوي مدافعا عنه.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire