جون ماكين «الأب الروحي» للإرهاب بالمنطقة

بالصور.. جون ماكين «الأب الروحي» للإرهاب بالمنطقة.. مهندس صفقة خفية بين واشنطن و«إخوان مصر».. أشعل الصراع بسوريا.. كرم سجينًا سابقًا بـ«جوانتانامو» في ليبيا

الأحد 22/ديسمبر/2013 - 10:33 م

مصطفى بركات

 

السيناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين، اسم بات يعرفه المواطن العربي، وخاصة في الدول التي شهدت ثورات أطاحت بأنظمة سابقة، وصعد بها نجم التيارات التي تسمي نفسها بـ«الإسلامية» وتتبنى العنف والإرهاب.

وعلى الرغم من أن "ماكين" كان مجرد منافس خاسر، أمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية خلال فترته الأولى، وأصبح بعدها عضوًا بالكونجرس ممثلا عن الحزب الجمهوري؛ إلا أن دوره المتنامي في ملفات دولية كبرى لا تتلائم مع منصبه المحدود الصلاحيات.

وطبقا للأعراف الدولية فإن منصب ماكين لا يؤهله للدور الخفي الذي يقوم به بدول المنطقة.. خاصة زيارته الخفية لسوريا، ومقابلاته السرية بقيادات جماعة الإخوان في مصر، بل وتكريمه لعبدالكريم بلحاج القيادي بالجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا والسجين السابق بـ "جوانتانامو" إبان عهد العقيد الراحل معمر القذافي.

تكشفت خيوط المؤامرة التي يقودها ماكين، والاتصالات السرية التي يقودها بين أمريكا والتنظيمات الإسلامية المقاتلة بالمنطقة، من خلال زيارته إلى الأراضى السورية، في ذروة الحرب الطاحنة، بين النظام والمليشيات المسلحة، وبشكل سري ومفاجئ وصل عضو الكونجرس الأمريكى، وأجرى مقابلات مع قيادات بالجيش السوري الحر.

وعقب زيارة ماكين إلى سوريا انفجرت الأوضاع داخليا، وتطورات مجريات الأحداث، وظهر السلاح الكيماوي، ودخلت دولة الشام والعراق الإسلامية المعروفة اختصار بـ«داعش»، ونقلت دفة الأحداث من يد الجيش السوري الحر الذي تقابل «ماكين» مع قياداته إلى تنظيم القاعدة، التي نجحت في الإطاحة بنفوذ الجيش السوري الحر، وبسطت نفوذها على كامل المناطق التي سبق لـ"الحر" السيطرة عليها، ووصلت إلى مخازن تسليحه، وانتهى الأمر بما يشبه زوالا كاملا لكيانه، وخرج من معادلة الحرب السورية، وانتهى المطاف بقياداته إلى الفرار من داخل سوريا.

دور ماكين الخفى في تأجيج الأوضاع بسوريا، ليس اقل أهمية عن الحرب الطاحنة التي تبناها ضد النظام المصري الجديد، عقب عزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسي، واعتقال قيادات الجماعة "المحظورة" في 30 يونيو.

وحرص مهندس الاتصالات الأمريكية مع قيادات الجماعة على زيارة القاهرة، في أعقاب الإطاحة بحكم "المحظورة" وتسربت أنباء تؤكد أسباب دفاعه المستميت عن الجماعة، بسبب صفقات سرية عقدها ماكين، مع نائب المرشد العام خيرت الشاطر، جميعها تتعلق بتأجيج الصراع بالمنطقة، وخلق تنظيمات إسلامية مسلحة، تبدأ في سوريا وتنتهى بالجزائر، مقابل دعم واشنطن للجماعة في التربع على عرش الدول العربية.

عزل مرسي واعتقال جماعته، لم يدفع السيناتور الأمريكى إلى التراجع عن مخططه الهادف إلى نشر الفوضى، وتعاظم دور جماعات الإرهاب المسلح، وشهدت العاصمة الليبية طرابلس، "مصافحة باليد" بين ماكين والقيادي السابق بالجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا عبدالكريم بلحاج، والسجين السابق بسجن "جوانتانامو" على خلفية التورط في أعمال إرهابية.

وكان اللقاء بين بلحاج وماكين كاشفًا على مدى تواطئ الإدارة الأمريكية، مع جماعات العنف المسلح مقابل تنفيذ الصفقات الخفية.