Tunisiens Libres: التكفير يؤدي إلى التفجير

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

vendredi 24 janvier 2014

التكفير يؤدي إلى التفجير

التكفير يؤدي إلى التفجير
للكاتب : ناجح ابراهيم | 21 / فبراير / 2013

إذا كان الفكر صحيحاً سليماً أنتج مردوداً إيجابياً صالحاً ومصلحاً.. والعكس صحيح.. وليس هناك فكر على وجه الأرض لا مردود له في الواقع العملي. والتكفير لابد أن يؤدي حتماً إلى التفجير.. هذه قاعدة مهمة يعرفها كل من يدرس أفكار التكفير، والتكفير لابد أن يؤدي إلى الاستحلال، فالذي يكفر المسلم ويستحل عرضه ويرميه بالكفر من اليسير عليه أن يستحل دمه وماله. وأريد فى هذا المقال أن أعرض لسوءات فكر التكفير في نقاط مختصرة 
أولاً: التكفير يعد أسوأ لوثة أصابت العقل المسلم فى مقتل وقد بدأت منذ أيام الخليفة الراشد علي بن أبي طالب 
ثانياً: لوثة التكفير ليست لوثة في العقل فقط ولكنها أيضاً فى القلب والفؤاد، فالقلوب الغليظة الجافة التي لا تعرف الرحمة هي التي يسكنها فكر التكفير والتي تستكثر على رحمة الله الواسعة أن ترحم عاصيا أو تدخل مقصراً الجنة ناسياً أن الله أدخل بغياً «أى مومساً» الجنة لأنها سقت كلباً كان يلهث من العطش حيث نزلت البئر وغامرت بنفسها وملأت حذاءها بالماء لتسقيه 
شكر الله لها هذا الصنيع فغفر لها كما ورد في الحديث الصحيح وقد قال ابن القيم «إن نور التواضع والرحمة الذي سكن قلب هذه البغى أحرق كل معاصيها السابقة» 
ثالثاً: العقل التكفيري ينتمي لمن قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عنهم «من قال هلك الناس فهو أهلكهم».. فهم لا يعجبهم أحد.. يكفرون الحاكم وأعوانه.. والشرطة والجيش.. ويكفرون البرلمان أيضاً.. ويكفرون الصوفية ويكفرون بعض الحركات الإسلامية.. فالناس جميعاً عندهم هلكى 
وكان صديقي وحبيبي الشيخ حمدي عبد الرحمن يمزح مع أحدهم فيعطيه ورقة صغيرة ويقول له مازحاً: «أكتب لي في هذه الورقة أسماء المسلمين في العالم من وجهة نظرك».. وكان هذا أكبر تعبير عن نظرية «هلك الناس».. فهو شامخ بنفسه مغتر بإيمانه.. يرى نفسه أفضل من الآخرين.. وقد بشره الرسول صلى الله عليه وسلم «بأنه أهلكهم» بضم الكاف أي هو أسوأ منهم.. أو بفتح الكاف أي أهلكهم يترك دعوتهم والاستطالة والتكبر عليهم 
رابعا: التكفير ينتشر فى البيئات قليلة العلم جافة الطبع، ولذلك انتشر بين الصيادين في الفيوم في إحدى الفترات وفي سيناء وينتشر بين القرويين والشباب أحادي التفكير. 

خامساً: هو فكر انشطاري يفرق ولا يجمع ويمزق ولا يوحد.. فكل خلاف بين أصحابه هو كفر وإيمان.. ليصبح أحدهما كافراً والآخر مسلما.. أو يكفر أحدهما الآخر.. وهذا عكس الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم الذي كان خلافهم دوماً ليس في الحق والباطل والكفر والإيمان.. ولكن في الراجح والمرجوح.. فالآراء الفقهية المعتبرة ليس فيها حق وباطل.. وكفر وإيمان.. ولكنه راجح ومرجوح. 
سادساً: تأملت معظم جماعات التكفير التي رأيتها فوجدت أنها سطحية الفكر لا تحب العلم وتكره الاستزادة منه وتحب الطاعة العمياء والتلقين. 

سابعاً: التكفير يعنى تكفير المسلم بالمعصية أو الذنب.. وجماعات التكفير تكفر الحاكم والمحكوم والشرطة والجيش والبرلمان والقضاء.. ومازالت حتى اليوم على نفس أفكارها ولم تستفد شيئاً من الحريات الديمقراطية.. ولكنها اتخذتها وسيلة لنشر أفكارها في ظل أجواء مهيئة من التكفير السياسى والاستقطاب الحاد. 

ثامناً: المعصية تنقص الإيمان ولكنها لا تنقضه.. والفرق بينهما «نقطة على الضاد».. فالإيمان يزيد ولا ينقص. 

تاسعاً: مصيبة التكفير أنه يجعل من نفسه إلها على الأرض يحكم على من يشاء بالكفر ثم ينفذ الحكم بنفسه ثم يدخله النار أيضاً.. كل ذلك يفعله فى هدوء.. ناسياً أنه يستلب حق الله فى الدنيا والآخرة. وأخيراً لا يدرك هؤلاء أن الحكم على الناس ليس من صميم عمل الدعاة.. فضلاً عن عوام الناس.. والدعاة لا يكفرون الناس، ولكنهم مصدر هداية ورشاد ورحمة لهم، كما أن الفرق بين فكر التكفير وفكر واعتقاد أهل السنة هي «نقطة الصاد» كما كنا قديما نعلم أبناءنا.. فأهل السنة والجماعة يقولون إن المعصية تنفي الإيمان ولا تنقصه من أساسه.. أما جماعات 
التكفير فيقولون إن المعصية تنفي الإيمان وتنقضه

(كما قال الدكتور ناجح إبراهيم، إن عام 2013 هو أصعب عام مر على المصريين فى التاريخ المصري فهو عام الحرق، مؤكدا أن مصر حرق فيها مالم يحرق طوال تاريخها كله مقرات الحرية والعدالة و 63 كنيسة فى يوم واحد، حرق 200 جسم والتمثيل بجثث بعض الضباط، حرق 10 محافظات فى وقت واحد و50 محكمة ونيابة، مضيفا أن الحرق بالنار شئ اختص اله به نفسه دون سوءة ولم يبحه لأحد من العالمين.
وأضاف في لقائه مع الإعلامية رشا نبيل فى برنامج "مصر كل يوم"، أن 2013 هو عام الدماء، فالدماء أريقت من كل أطياف الشعب المصري الإسلاميين، والشرطة توفى منها 450 شخص وجرح 4000 فرد أمن، والجيش لم يعلن عن القتلى فى صفوفه، ولكن التفجيرات الكثيرة تؤكد أن هناك عددا كبيرا من القتلى فى صفوف القوات المسلحة، مشيرا إلى أن الأصل فى الدماء العصمة ولم يبح الله لأحد أن يهدم هذا البنيان.
وأكد إبراهيم، أن الحركات الجهادية تكفر كل الناس، والأصل فى الناس الكفر حتى يثبت العكس، مضيفا أن التكفير قتل معنوي للمسلم بإخراجه عن دينه والتفجير إخراجه من الحياة، مستشهدا أن الجماعات التكفيرية كفرت قديما عليا بن أبى طالب ثم قتلوه، وهذا الذي تسبب في ضياع الخلافة، مؤكدا أن التكفير أسوأ لوثة أصابت العقل الإسلامي فأهلكته.)


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire