Tunisiens Libres: تحالفات الظلام بين الاخوان والامريكان لحكم مصر

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

mercredi 22 janvier 2014

تحالفات الظلام بين الاخوان والامريكان لحكم مصر

تحالفات الظلام بين الاخوان والامريكان لحكم مصر




انهم يعلمون جيدا ومقتنعون باستحالة وصولهم للحكم إلا عن طريق ايجاد الأرضية المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة العصا الغليظة فى المنطقة والآمرة الناهية فى شئون أمتنا العربية.....علاقة الإخوان بأمريكا هى علاقة حساسة ومن طراز فريد يحكمها المصلحة من ناحية والرعب والخوف من الشارع المصرى الذى يرفض أمريكا من ناحية أخرى....سعد الدين إبراهيم رئيس مركز بن خلدون للأبحاث تحرك منذ سنوات ليرعى لقاءات بالقاهرة بين دبلوماسيين غربيين وعدد من قادة الإخوان ولم يكن ذلك عفوياً أو عشوائياً فهو معروف عنه "خاطبة أمريكا" فى الشرق الأوسط ولم يكن ذلك إلا بضوء أمريكى بعدما وجدت ثمة تجارب إسلامية مشجعة بالنسبة للأمريكيين مثل حزب العدالة فى تركيا وغيره...وهذا أكده أيضا من قبل (ريتشارد هامس) مدير إدارة التخطيط السياسى بوزارة الخارجية الامريكية من أن الولايات المتحدة لا تخشى وصول تيارات إسلامية إلى السلطة لتحل محل الأنظمة القمعية العربية التى تتسبب بتكميمها الأفواه فى اندلاع أعمال الارهاب ولكن شريطة أن تصل للحكم بوسائل ديمقراطية.....

لانهم يعلمون علم اليقين بانه ليس هناك أمل فى وصول الإسلاميين فى مصر أو غيره للحكم بدون تجهيز الأرض في العلاقة مع أمريكا وأوروبا سواء فى التنظيم الدولى أو الأرخبيل أو محيط تلك العناصر التى تتحرك فى أوروبا من منطلق إسلامى وخاصة أن تلك الشخصيات لها علاقات تاريخية مع هذه البلاد التى أقامت فيها مثل أ/ طارق رمضان وغيره وبعضها يذهب لأمريكا ويتعامل مع شخصيات لها بوابات لواشنطن فبعض هؤلاء الأشخاص يقومون بهذا الدور وكثير من تلك المحاولات مستمرة ومتواصلة من جانب شخصيات بعينها لمحاولة التأسيس لفكرة علاقات طبيعية بين الحركات الإسلامية فى العالم العربى والأوروبيين والأمريكان..... فهذه الفكرة موجودة فى محيط التنظيم الدولى للاخوان المسلمين وليس بالضرورة من خلال التنظيم الدولى للاخوان.....

ملف الإخوان مع أمريكا هو ملف شائك وحساس والمصلحة هى الفيصل فى إيجاد وجود للجماعة فى مصر وفى الشرق الأوسط فالإخوان المسلمين أيضا هم ورقة لن تتخلى عنها أمريكا فإذا كانت أمريكا قد أدارت ظهرها للاخوان المسلمين الذين كانوا خنجرها الذى غرزته فى خاصرة عبد الناصر فلن تتخلى عنهم الفترة المقبلة خاصة على شاشة الشرق الأوسط وهناك تقارير أمريكية تشير إلى أن أمريكا فى طريقها لبلورة استعادة تحالفها القديم مع الاخوان المسلمين وقوى تيارات الإسلام السياسى إلى مراحل تأهيلية وعلى طريقة بعض المراحل المدروسة حتى ولو كانت لاستخدام تلك الحركات للضغط على بعض الأنظمة العربية التى يراها الأمريكان أنظمة متخلفة.... 

هناك نقطة مهمة يجب أن يعرفها القاصي والداني وهي أن اتصالات الإخوان بأمريكا ليست حديثة وإنما هي اتصالات قديمة وبدأت مع حسن البنا عندما قابل السكرتير الأول للسفارة الأمريكية في شقته بالزمالك [ رجل المخابرات ألأمريكية] وهذا ليس افتراء علي أحد وإنما هذا مسطر بأيدي الإخوان أنفسهم فقد كتب الدكتور محمود عساف والذي يوصف برئيس جهاز المخابرات في جماعة الإخوان في كتابه: «مع الإمام الشهيد حسن البنا» (344 صفحة) ورقم الإيداع بدار الكتب والوثائق المصرية 1993/4415 في ص 13 و14 وتحت عنوان: سكرتير السفارة الأمريكية ما نصه: ( إن فليب ايرلاند السكرتير الأول للسفارة الأمريكية بالقاهرة أرسل مبعوثا من قبله للاستاذ الإمام كي يحدد له موعدا لمقابلته بدار الإخوان ووافق الأستاذ علي المقابلة ولكنه فضل أن تكون في بيت ايرلاند حيث إن المركز العام مراقب من القلم السياسي وسوف يؤولون تلك المقابلة ويفسرونها تفسيرا مغلوطا ليس في صالح الإخوان)...

وتم في هذا اللقاء تدشين أول تحالف بين الإخوان والأمريكان لمحاربة التيار الشيوعي في مصر .... حيث يقول محمود عساف: إن السفير الأمريكي قال لمؤسس الإخوان بلغة عربية سليمة إن موقفكم من الشيوعية معروف لنا ولقد عبرتم كثيرا عن أن الشيوعية إلحاد يجب محاربته وأضاف السفير الأمريكي إن الأساليب البوليسية لن تجدي في محاربة الشيوعية، بل ستزيد الشيوعيين إصرارا وتجعل الناس يتعاطفون معهم باعتبارهم معتدي عليهم....( وكأن التاريخ يعيد نفسه عندما استخدم الاخوان العمل السرى ..واستخدم النظام المصرى الاساليب البوليسية لمحاربة الاخوان ... فازداد الاخوان اصرارا على اصرارهم ..وتعاطف الناس معهم باعتبارهم معتدى عليهم ... فاكتسبوا ارضية فى الشارع المصرى !!! )...

فرد البنا علي السفير الأمريكي بقوله : إن الشيوعية التي بدأت تنتشر في بلادنا العربية وتعتبر خطرا كبيرا علي شعوب المنطقة شأنها في ذلك شأن الصهيونية بل هي أخطر في المدي القريب ولدينا معلومات كثيرة عن التنظيمات الشيوعية في مصر فقال ايرلاند: لقد طلبت مقابلتكم حيث خطرت لي فكرة وهي لماذا لا يتم بيننا وبينكم تعاون في محاربة هذا العدو المشترك وهو الشيوعية؟ أنتم برجالكم ومعلوماتكم ونحن بمعلوماتنا وأموالنا.!!! قال البنا : لا مانع لدينا من مساعدتكم بأن نمدكم بالمعلومات المتوافرة عنها وحبذا لو فكرتم في إنشاء مكتب لمحاربة الشيوعية فحينئذ نستطيع أن نعيركم بعض رجالنا المتخصصين في هذا الأمر، علي أن يكون ذلك بعيدا عنا بصفة رسمية ولكم أن تعاملوا هؤلاء الرجال بما ترونه ملائما دون تدخل من جانبنا غير التصريح لهم بالعمل معكم....ولكن لأسباب خاصة بالأمريكان لم يرسلوا للبنا بتجهيز رجاله للعمل معهم وإن كان هو قد انتظر ذلك طويلا بحسب ما قاله القريبون منه....

وفي عهد المستشار حسن الهضيبي المرشد الثاني قام بالاتصال بالسفارة الأمريكية في مصر بعد قيام ثورة يوليو 1952 بعدة شهور وطلب من المسئولين في السفارة الأمريكية في اجتماع دام ثلاث ساعات تصفية بعض عناصر قيادة الثورة خاصة جمال عبد الناصر وانسحاب العسكريين من الحكم وطالب الهضيبي عن طريق ممثله الشخصي لدي الخارجية الأمريكية بتأييد الإخوان لمساعي التوصل لتسوية مع إسرائيل من خلال اتصالاتهم بزعماء اليهود في الخارج وفي إسرائيل..... المصادر التي استقينا منها هذه المعلومات هي عبارة عن الوثائق الأمريكية السرية لوزارة الخارجية الأمريكية والتي أفرج عنها في أغسطس سنة 1984 واتيح للباحثين الإطلاع علي ملفاتها من الوثائق السرية الأمريكية غير المنشورة ابتداء من عام 1945 وحتي عام 1956 في الأرشيف القومي الأمريكي بواشنطن ومن الملفات المركزية لوزارة الخارجية التي تضم مئات من الملفات والآلاف من الوثائق المتصلة باتجاهات السياسة الخارجية لأمريكا نحو مصر في تلك الفترة ... أن اتصالات مندوب حسن الهضيبي الذي تربطه علاقة مصاهرة بالهضيبي لم تتم مع السفارة الأمريكية بالقاهرة فحسب بل مع إدارة الشرق الأدني بوزارة الخارجية الأمريكية ليؤكد الفائدة من توثيق صلات الولايات المتحدة بالإخوان وهذا من خلال التقارير المرسلة من السفارة الأمريكية وليس هذا فحسب بل إن أحد نواب المرشد الأول حسن البنا في الأربعينيات كان عميلا للسفارة الأمريكية في مصر ولشدة حرصه كان يلتقي بمندوب السفارة في منزل أحد الصحفيين ليسلم هذا المندوب التقارير المطلوبة عن نشاط الإخوان وهذه التقارير بخط يده.....

في دراسة أعدتها الجماعة حول استراتيجية تعاملها مع الولايات المتحدة الأمريكية تحمل عنوان : (رؤية الإخوان للسياسة الأمريكية وكيفية التعامل معها) انتهت الجماعة إلي وجوب استمرارية الإعلان عن معارضة الجماعة لسياسة الإدارة الأمريكية، مع استمرار السعي لفتح قنوات اتصال معها في ذلك الوقت ... فى ( أواخر 2004) عقد التنظيم الدولي للإخوان اجتماعا في العاصمة التركية اسطنبول، شارك فيه ممثلو الأجنحة الإخوانية بكل مصر ( مصر ـ فلسطين ـ الأردن ـ الجزائر) تمت خلاله مناقشة الانفتاح علي الإدارة الأمريكية انطلاقا من العلاقة القديمة والمستمرة بينهما....

كما استغلت الجماعة سماح السلطات للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح للسفر خارج البلاد بالنظر لموقعه كأمين اتحاد الأطباء العرب للمشاركة في حضور المؤتمرات التي يشارك فيها مسئولون أمريكيون ومن بينها مؤتمر عقد بالعاصمة التركية اسطنبول نهاية شهر أبريل عام 2005 تحت عنوان (الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني) شارك فيها من الجانب الأمريكي، ريتشارد ميرفي (المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكي لشئون الشرق الأوسط) وجورج تينت (الرئيس السابق للمخابرات الأمريكية)، ومن الإخوان الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح، كما التقي أيضا الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح ومهدي عاكف، بالأمريكي جون شانك وهو شخصية بارزة بالكونجرس الأمريكي خلال شهر سبتمبر عام 2004، والذي أبلغهما استعداد السفير الأمريكي بالبلاد لاستقبال قيادات الجماعة والاستماع لوجهة نظرهم واقتراحه بتشكيل وفد إخواني لزيارة أمريكا والالتقاء بالمسئولين بوزارة الخارجية، كما عقد ممثلو الحكومة الامريكية عدة لقاءات مع العديد من الرموز الإخوانية ونوابها بمجلس الشعب من بينها لقاء النائب محمد سعد الكتاتني (مسئول الكتلة البرلمانية للإخوان) بزعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس النواب الأمريكي "ستاني هويد" بمنزل السفير الأمريكي بالقاهرة في 2007/4/4 خلال حفل الاستقبال الذي أقامه السفير الأمريكي بالبلاد بمناسبة زيارة وفد الكونجرس للقاهرة، وسبق هذا اللقاء، لقاء آخر للنائب سعد الكتاتني بالمستشار السياسي للسفارة الأمريكية بالقاهرة للحصول علي تأشيرة دخول للولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر مارس 2007، حيث أبلغه الدبلوماسي بإختياره كمندوب اتصال بين جماعة الإخوان والإدارة الأمريكية!!!!!!.... الجدير بالذكر ان الكتاتنى هو رجل امريكا داخل الجماعة !!!!

من المضحكات المبكيات ان تجد بعض من المحللين السياسيين يصف الإخوان باعتبارهم جماعة معتدلة!!!!......هذا ليس صحيحا ومن يقول ذلك إما لا يعرفهم حق المعرفة أو انه يقول ذلك لأنه مرتبط معها بمصالح معينة ...... لأن كل الأحداث تؤكد ان هذه الجماعة ليست معتدلة في تصرفاتها وهذا ما أكده علي عشماوي آخر قادة التنظيم الخاص لجماعة الإخوان حيث أوضح ان العنف الذي حدث في الجزائر سببه أن رئيس جامعة الجزائر لفترة طويلة استطاع أن ينفذ خطة الإخوان في تربية مجموعات جبهة الإنقاذ الجزائرية مستعينا بخبرته القديمة باعتباره أحد رجال الجهاز السري للإخوان ...... ويقصد به الشيخ محمد الغزالي الذي تولي رئاسة جامعة الجزائر لمدة طويلة ... ويوضح عشماوي: لم يكن الإخوان المسلمين في يوم من الأيام تيارا معتدلا ولن يكونوا .... لأن ذلك ضد طبيعة تكوينهم ونشأتهم وتاريخهم فالتيار معتدل في الحقل الإسلامي هم آباؤنا وإخوتنا الذين يؤدون فروض الإسلام ويرتادون المساجد آناء الليل وأطراف النهار دون أن يكون لهم هدف آخر غير رضا الله، وهم يمثلون الغالبية العظمي من المسلمين الموجودين في ديار الإسلام علي اتساعها دون صخب أو ضجيج.....

إنني أتخوف من الإخوان لأنهم نسخة من النظام السابق، فالأنظمة غالبا ما تنتج معارضات تشبهها...... والإخوان شبه نظام حسني مبارك تنظيميا وقياديا.... في العهد السابق تعوّد النظام والإخوان أن يدخلوا معاركهم ويعقدوا صفقاتهم تحت الطاولة!!!....ولأن هؤلاء تعوّدوا أن يطبخوا صفقاتهم في الظلام، فإن هذا النور الزائد على الحد الذي اعتادوه والذي أشعلته الثورة سيجعلهم يتخبطون ...... سياسة التخبط هذه هي التي تخيفني على مستقبل مصر، فمن تعوّد أن يكسب في الظلام لن يكسب في النور، ولكن إن كسب فسيكون على حساب الناس الغلابة الذين داستهم الأرجل التي لا تعرف طريقها في النور......معروف عن الأمريكان، على الأقل في سياستهم تجاه العراق، أن نتيجة هذه السياسة دائما تصب في مصلحة أعداء الحرية، فتقريبا أمريكا قد قضت في حربها على الإرهاب على نظامين يسيطر عليهما السنّة، رغم قبح النظامين، وهما نظام صدام في العراق ونظام طالبان في أفغانستان، وبهذا كانت نتيجة السياسة الأمريكية على الأرض عكس شعارات الإدارة في الفضائيات........ ففي الفضائيات والصحف كانت أمريكا ضد نظام الملالي في طهران، ولكن في الواقع كانت نتائج الحرب على الإرهاب في الشرق الأوسط هي أن الأمريكان وبالوكالة عن طهران قد قضوا على كل أعداء النظام الإيراني في المنطقة......

هل هي سذاجة أمريكية مطلقة، أم حسابات خفية لا نعرفها، فما زلت أفكر في صفقة إيران كونترا، كيف تحالف الإيرانيون والإسرائيليون والحزب الجمهوري على إسقاط الرئيس الأسبق جيمي كارتر؟ كيف أن إيران اشترت سلاحا من إسرائيل في سبيل تعطيل صفقة إطلاق الرهائن؟ تلك هي الحسابات التي نضعها أحيانا في إطار تفسيرات المؤامرة....ولكن ما أود قوله هنا هو أنه وبنفس الطريقة التي أتت نتاج حرب أمريكا على العراق في مصلحة النظام الإيراني، أو بالأحرى أدت إلى تسليم عراق ما بعد صدام لإيران، قد تسلّم أمريكا ومعها المجلس العسكري الحاكم، قد يسلّمون مصر ما بعد ثورة 25 يناير للإخوان المسلمين....

وتلك هي الكارثة الدولية الكبرى في منطقة الشرق الأوسط. أقول كارثة وأعي أن الإخوان سيصرخون غدا ويقولون هذا نقد غير مبرر وسيشتموننى وسيسلطون على رجالهم او مخابراتهم لاخوانية التى تعمل على كل المواقع لشتمى وسبى ونعتى بكل نقيصة وعيب ..... وهنا أقول إنني لست ضد أن يشارك الإخوان في حكم مصر ككل قطاعات المصريين كل حسب تأييده الشعبي، ولكن أن يأخذ الإخوان مصر كلها، ليس عن طريق صندوق الاقتراع فقط ولكن عن طريق تحالفات في الظلام مع المجلس العسكري في الداخل ومع الأمريكان في الخارج فهذا ليس مقبولا أبدا.....
حمدى السعيد سالم

أخبار متفرقة للإستفادة

كشف النقاب عن أول رئيس لجهاز مخابرات جماعة الاخوان المسلمين وبداية الاتصال بالادارة الامريكية


ان أخطر الأجهزة داخل جماعة الإخوان المسلمين هو جهاز مخابرات الجماعة ولا يعلم الغالبية اسم أول قائد ورئيس لهذا الجهاز وهو الدكتور محمود عساف الذي حاولت الجماعة طوال تاريخها الطويل أن يظل الرجل خارج بؤرة الأضواء بعيداًعن المشاهد السياسية والمواجهات لما يتمتع به عساف من عبقرية فذة دفعت الشيخ حسن البنا لاختياره لأخطر مهمة في تاريخ الجماعة وهي رئاسة جهاز مخابرات الإخوان وهو الجهاز الأرفع والأقوي من التنظيم الخاص للجماعة. 
وسنزيح الستار لأول مرة عن شخصية الدكتور محمود عساف والمناصب التي شغلها قبل وأثناء رئاسته لجهاز مخابرات الإخوان وكيف نجح عساف في اختراق أجهزة سيادية ومنشآت حيوية داخل الدولة دون أن ينجح أحد في كشف هويته قبل كتابة «الموجز» لهذه السطور وبعد رحيل «عساف» بعدة سنوات.
ولد الدكتور محمود عساف في 12 يناير عام 1921 بمحافظة الشرقية حصل علي بكالوريوس التجارة قسم إدارة أعمال عام 1943 ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال عام 1953 ودبلوم عال في الإدارة والتنظيم في نفس العام ودبلوم عال في البورصات عام 1954 ودبلوم في التسويق عام 1955 كما حصل الدكتور عساف علي درجة الدكتوراة في فلسفة إدارة الأعمال عام 1963 ودبلوم اتحاد الإعلام بلندن عام 1968.
عمل عساف مديراً لشركة الإعلانات العربية في الفترة من عامي «1945-1950» ثم مديراً للمبيعات بشركة مصر للمستحضرات الطبية في الفترة من «1950-1954» ثم مديراً عاماً لشركة النيل للإعلان في الفترة من «1954-1955» ومديراً لشركة الإعلانات المصرية من «1955- 1957».
كما عمل عساف مديراً عاماً للشركة العربية للإعلان والنشر ببيروت ودمشق وبغداد والكويت «1957-1958» ثم مديراً لشركة النصر للتصدير والاستيراد منذ عام 1958 حتي عام 1970 وهي إحدي الشركات الاستراتيجية والأماكن الحيوية التي نجح عساف في اختراقها باعتبار أن هذه الشركات هي إحدي شركات المخابرات العامة المصرية وهي من أفضل وأهم الشركات التي أسندت لها أعمال مهمة واستراتيجية خاصة في القارة الإفريقية ودول منابع حوض النيل.
كما عمل أستاذاً لإدارة الأعمال بجامعة عين شمس فرع الزقازيق وعميداً لكلية التجارة بالمنصورة وتم انتدابه للتدريس بقسم الصحافة كلية الآداب ومعهد التعاون والمعهد العالي للسينما.
ولم تقتصر اختراقات عساف وعبقريته علي العمل بالمؤسسات الحيوية أو التدريس في الجامعات الكبري ولكنه كان عضواً أيضاً بأكاديمية الإعلان بلندن وعضواً بالمجلس الأعلي للإذاعة والتليفزيون وعضواً بمجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب والمجلس الأعلي للجامعات وعضواً بالجمعية العمومية ممثلاً للحكومة في شركات الغزل والنسيج صاحبة الرقم القياسي في عدد العمالة في ذلك الحين.
وكل هذه المناصب والاختراقات والقدرة علي تنفيذ المهام الموكلة إليه دون أن ينكشف أمره لأكثر من نصف قرن تؤكد أن حسن البنا كان يُحسن اختيار رجاله.
أيضاً هذه المناصب المتفردة والمتنوعة رأينا أنه من الضرورة ذكرها تفصيلاً وبالتواريخ للتأكيد علي أننا أمام جهاز مخابرات فولاذي يرأسه رجل فولاذي صاحب عقلية متفردة.
وللكشف عن عدد من المهام الخطرة والاستراتيجية التي أشرف عليها عساف ونقطة الانطلاق نبدأها من لقاء تاريخي عُقد في سرية تامة حيث أرسلت السفارة الأمريكية عن طريق السكرتير الأول لها في ذلك الحين وهو فيليب أيرلاند مبعوثاً لحسن البنا لتحديد موعد مع رأس الجماعة بدار الإخوان وفور تلقي البنا للرسالة وافق علي اللقاء بشرط أن يكون بعيداً عن مقر الجماعة حتي لا يتم رصده من جهاز القلم السياسي فتم الاستقرار علي أن يكون اللقاءفي منزل «فيليب أيرلاند» شخصياً.
ولأن المهمة صعبة وخطيرة ومن المؤكد أنها ستشهد عقد صفقات من العيار الثقيل فكان حتماً علي المرشد العام أن يصطحب معه رجل المهام الصعبة «عساف» قائد جهاز مخابراته.
ذهب البنا لمقابلة أيرلاند برفقة عساف ومحمد الحلوجي وهذا الرجل كان يعمل مترجماً فورياً لـ«البنا» وتم اللقاء في إحدي العمارات بالزمالك، وطلب أيرلاند صراحة من البنا ورجاله التعاون المشترك بين الجماعة والأمريكان للقضاء علي الشيوعية لأن الشيوعيين باتوا هدفاً مشتركاً للجماعة والأمريكان.. والغريب أن البنا وعساف اكتشفا أن أيرلاند يجيد اللغة العربية وقال لهما أعلم جيداً موقفكم من الشيوعية وأنها إلحاد يجب محاربة خطره الداهم وقال إنه اطلع علي جريدة «الإخوان المسلمين» اليومية التي أكدت أن الشيوعية تحرض علي الثورة المسلحة واعتناقها مذاهب هدامة إلي جانب نشر الإباحية التي تستهوي كثيراً من الشباب.
وقال أيرلاند لـ«البنا»: قلتم إن الحل لتلافي أخطار الفكر الشيوعي المنحرف هو الإصلاح الاقتصادي وتحديد الملكية الزراعية والعودة إلي تعاليم الإسلام وأن الأساليب البوليسية لن تجدي في محاربة الشيوعيين بل ستزيدهم إصراراً وتكسبهم تعاطفاً شعبياً عارماً.
أنهي أيرلاند عرضه فرد عليه البنا قائلاً بأن الشيوعية التي بدأت تنتشر في بلادنا العربية تعتبر خطراً علي شعوب المنطقة شأنها في ذلك شأن الصهيونية بل هي أخطر علي المدي القريب ولدينا معلومات سرية كثيرة عن هذه التنظيمات في مصر.
فرد أيرلاند: لقد طلبت مقابلتكم حيث خطرت لي فكرة وهي لماذا لا يتم التعاون بيننا لمحاربة هذا العدو المشترك؟!.. أنتم برجالكم ومعلوماتكم ونحن بأموالنا!!
فقال البنا: فكرة التعاون جيدة غير أن الأموال لا محل لها لأننا ندافع عن عقيدة ولا نتقاضي أجراً علي ذلك ولا مانع لدينا في مساعدتكم بالمعلومات المتوافرة لدينا وحبذا لو فكرتم في إنشاء مكتب لمحاربة الشيوعية ووقتها يمكن أن نعيركم بعض رجالنا المتخصصين في هذا الشأن علي أن يكون هذا الأمر بعيداً عنا بصفة رسمية ويمكنكم أن تتصلوا بمحمود عساف فهو المتخصص في ذلك.
ومع مرور الوقت اشتد عداء الشيوعيين لجماعة الإخوان المسلمين وشنوا هجوماً شديداً في نشراتهم الدورية عليهم الأمر الذي دفع محمود عساف في عام 1946 لزرع أحد المتعاطفين مع فكر الإخوان وهو «أستاذ جامعي» لإمداده بجميع المعلومات عنهم وكان يتقاضي مقابل ذلك خمسة جنيهات شهرياً وتركزت المعلومات في هذا الشأن علي جانبين:
الأول: ما يخص السهرات التي كانت تتم في فيللا لليساريين بشارع قصر العيني ويجتمع فيها الأولاد والبنات الداعون للتحرر ونبذ فكر جماعة الإخوان المسلمين.
الثاني: يخص الجزء المخابراتي للإخوان حول دعم الشيوعيين في مصر والجهات التي يتلقون منها الأموال وأفكارهم المختلفة والخطط التي يتدارسونها في الاجتماعات المغلقة.
ثم يقوم عساف بإعداد ملف كامل بهذه المعلومات ويخطر بها مدير الأمن العام فوكيل الداخلية ويدعي «أحمد مرتضي المراغي» آنذاك.. وحاول المراغي في ذلك الوقت أن يعرف مصدر عساف في تلك المعلومات لكنه رفض رفضاً قاطعاً.
ولعل من أخطر الملفات أو المهام التي قام بها عساف أيضاً هي تقديم تقارير للمرشد تكشف عن هوية جواسيس القلم السياسي في الجماعة وكان حسن البنا إذا اكتشف بعضاً ممن يعملون مع القلم السياسي «المباحث العامة حالياً» يبعث إليهم تباعاً ويجلس مع كل منهم علي إنفراد ثم يقول له: عرفت أنك تعمل لحساب القلم السياسي.. فيرد عليه الآخر منكراً بشدة فيقول البنا له: أنا أعلم ذلك يقينا ولم أحضرك هنا للتحقيق معك، بل لأحل لك المال الذي تأخذه من الحكومة فأنت تتجسس علينا وهذا حرام وتتقاضي أجراً نظير تجسسك فهذا الأجر حرام وأنت لا تعلم شيئاً ذا قيمة من أخبار الإخوان فتؤلف لرئاستك في القلم السياسي أية أخبار من عندك وهذا كذب وهو حرام.. أريد أن أبعدك عن هذا الحرام كله، وأسمح لك بأن تتقاضي ما شئت من أجر من الحكومة بشرط أن تخبرهم الأخبار الصحيحة التي نريد أن نوصلها إليهم.. اذهب إلي محمود عساف في شركة الإعلانات العربية وهو مديرها وسيعطيك الأخبار الصحيحة مرتين كل أسبوع.
وأبلغ البنا عساف بهذا الاتفاق وكان يبعث له كل يوم بأهم الأخبار في ظرف مغلق أو يبلغها له في آخر الليل حين يصحبه إلي داره، وكان عساف يعيد كتابة وإعداد هذه الأخبار من جديد علي الآلة الكاتبة كل منها يحتوي علي خمسة أو ستة أخبار، بحيث يكون هناك خبر مكرر عند كل اثنين وذلك لكي يصادق كل منهما علي تقرير الآخر المرفوع للقلم السياسي.
كانت تلك الأخبار تتعلق غالباً بالأشخاص المهمين الذين يزورون البنا وما يدور معهم من مناقشات وكذا أخبار أقسام المركز العام للإخوان كالجوالة وقسم الطلاب وقسم العمال مما كان يهتم به رجال القلم السياسي وكان عساف يحرص علي أن ينال هؤلاء الجواسيس ثقة رجال القلم السياسي.
عدد هؤلاء الجواسيس كان سبعة منهم ثلاثة يعملون موظفين بالمركز العام لجماعة الإخوان المسلمين أحدهم كان بوابا وعامة الإخوان لا يعرفون أنه موظف فكانوا يقولون: إن أبوخضرة رجل منقطع للدعوة يجلس دائماً علي الأريكة الخشبية علي باب المركز العام وكان الثاني ملتحياً ووجهه يشبه وجه النمر وعيناه ضيقتان تلمعان اسمه «عشماوي».. أما الثالث فكان اسمه توفيق موظف بمكتب حسن البنا يحتفظ بصور الخطابات ويعيد البريد للتصدير ويطلع علي جميع مكاتبات الإخوان الصادرة من وإلي مكتب المرشد العام.
وذات مرة قال عساف لـ«البنا»: لماذا لا نتخلص من هؤلاء ونريح أنفسنا؟!.. فقال البنا: يا عبيط هؤلاء نعرفهم وإذا تخلصنا منهم سيرسلون إلينا غيرهم ممن لا نعرفه وقد يؤدي ذلك إلي اختراق الملفات السرية للجماعة والاطلاع علي جميع الأخبار أولاً بأول.
وبعد ذلك هاجم الإخوان اليهود وبخاصة الذين يتبرعون بأرباحهم التي يحصلون عليها من مصر لصالح العصابات الصهيونية أثناء حرب فلسطين، الأمر الذي دفع مسيو «حاييم» رئيس مجلس إدارة شركة الإعلانات الشرقية -آنذاك- لأن يقول لمحمود عساف الذي حل مكانه عام 1955: أنت تعرف أن العملاء الكبار للإعلانات هم اليهود «شيكوريل - أريكو عمر أفندي - داود عدس - بنزايون» غير المحلات الصغيرة الكثيرة وقد طلبوا مني عدم نشر أي إعلان في مجلتك إن لم تتوقف عن مهاجمة اليهود.
فعرض عساف ما دار بينه وبين مسيو «حاييم» فقال له: نحن أصحاب رسالة والصحافة من وسائلنا وليست غاية لنا لا نستمع إليه وليكن ما يكون.. ولم تمض 4 أشهر بعد ذلك وأغلقت المجلة لكثرة خسائرها لكن حسن البنا أسند مهمة تأسيس مجلة أخري لمحمود عساف وقد صدر العدد الأول من مجلة «الكشكول الجديد» يوم الاثنين 8 سبتمبر 1947 في حجم المجلة «ربع الجريدة».
واستمر هذا الشكل إلي يوم الاثنين 22 ديسمبر 1947 ثم أمر البنا محمود عساف بتغيير هذا الشكل إلي حجم التابلويد «نصف الجريدة» لتخفيض نفقات الطباعة بالألوان واستمر الصدور إلي العدد 59 الصادر في 27 نوفمبر 1948 أي قبل حل جماعة الإخوان المسلمين بأيام قلائل.
وكانت الهيئة التحريرية لجريدة «الكشكول الجديد» تتكون من محمود عساف «صاحب الامتياز» وعبدالله حبيب صاحب باب «مجلس نوابهم في المنام» ومحمد مصطفي حمام صاحب باب «البلاء» وحسين ثابت محرر باب «نحاسيات» ومدير الإدارة ومحمود يوسف المسئول عن باب «شموع تحترق» وطوغان «رسام الكاريكاتير» وعبدالله نوار وكان يتولي «سكرتارية التحرير» ومحمد علي أبوطالب «رئيس التحرير المسئول» وأخيراً أمين إسماعيل «مدير التحرير والسياسة».

تفاصيل العلاقات السرية بين الإخوان والمخابرات الأمريكية والبريطانية بالوثائق والمستندات الرسمية يكشفها كاتب بريطاني في كتاب جديد

لقد اعتبرت بريطانيا 
مصر مصر بمثابة رمانة الميزان لمكانتها في الشرق الأوسط فأعلنت حمايتها عليها خلال الحرب العالمية الثانية وسمحت لشركاتها بالسيطرة على الحياة التجارية فيها وتمركزت أكبر قوة عسكرية بريطانية في منطقة قناة السويس، لكن ذلك كله وجد مقاومة من قوتين: قوة الحركة القومية وقوة الحركة الدينية متمثلة في الإخوان.

وكانت سياسة بريطانيا تجاه الإخوان سياسة قمعية سعت للقضاء عليهم وكان الإخوان يحظون بحماية الملك الذي كان يمولهم في الأربعينيات، فقد اعتبرهم قوة يواجه بها الوفد والشيوعيين.. حسب تقرير للمخابرات البريطانية عام 1942.

أما أول اتصال بين الإخوان والإنجليز فكان في عام 1941، وهو العام الذي ألقى فيه القبض على حسن البنا، مؤسس الجماعة، ولكن مع إطلاق سراحه سعت بريطانيا للاتصال بجماعته، وحسب بعض المصادر فإن بريطانيا عرضت على الإخوان تمويلا ماليا مقابل تأييد لبريطانيا منهم، لكن ليس هناك ما يثبت أو ينفي أنهم قبضوا التمويل فعلا، على أنه لوحظ هدوء نسبى في نشاط الإخوان المضاد لبريطانيا بعد العرض بقليل، ومن ثم فإن من المرجح أن العرض البريطاني حظى بقبول.

وبحلول عام 1942 أصبح من المؤكد أن بريطانيا تمول الجماعة، ففي 8 مايو عقد مسئولو السفارة البريطانية اجتماعا مع رئيس الوزراء المصري في ذلك الوقت أمين عثمان باشا وناقشا العلاقة مع الإخوان واتفقا على عدة نقاط منها تقديم مساعدات مالية لهم من حزب "الوفد" على أن تتولى الحكومة بشكل سري التمويل الذي تأخذه من السفارة البريطانية، كما وافقت الحكومة على دس مخبرين في الجماعة ومعرفة أسرارها ونقلها إلى السفارة البريطانية، يضاف إلى ذلك خلق شقاق بين حسن البنا وأحمد شكري، زعيمي الجماعة، دون اللجوء إلى ممارسات عنيفة ضد الجماعة، لقد تبنت بريطانيا سياسة "القتل الرحيم".

ونوقش في الاجتماع أيضا دور جماعة الإخوان في التصدي للحركات القومية المصرية المعادية للاستعمار، ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية كانت بريطانيا تتعاون مع الإخوان على الرغم من إدراكها خطورتهم.

وفي يونيو عام 1952 صدر تقرير عن الخارجية البريطانية تحت عنوان "مشكلة القومية" رصد مخاطر المد القومي على المصالح البريطانية، وبعد شهر من صدور هذا التقرير اندلعت ثورة يوليو أو ثورة جمال عبدالناصر الذي شكل تهديدا لبريطانيا، خاصة بعد تبنيه سياسة عدم الانحياز، وقد وصفت الخارجية البريطانية سياسته بفيروس القومية العربية، وفي محاولة للتصدي له سعت بريطانيا لاستغلال العناصر الدينية متمثلة في الإخوان المسلمين للقضاء عليه.

في ذلك الوقت كان مرشد الجماعة حسن الهضيبي الذي عرف عنه عدم اللجوء إلى العنف، لكنه لم يكن قادرا على إحكام سيطرته على تيارات العنف داخل الجماعة، فأحيت الدعوة إلى الجهاد ضد البريطانيين، لكن تقريرا من السفارة البريطانية في القاهرة صدر عام 1951 أكد عدم جدية الإخوان في شن هجوم على التواجد البريطاني بمصر، وأشار تقرير آخر إلى أن بعض العمليات التي قام بها الإخوان ضد الإنجليز هى نتاج عدم انضباط داخل الجماعة ووجود تضارب بين سياسات القادة.

وكشفت وثائق بريطانية سرية عن محاولات لعقد اجتماع مع الهضيبي وعقدت بالفعل اجتماعات مع أحد مستشاريه، وهو ما يثبت أنهم علنا كانوا يعلنون الجهاد ضد الإنجليز وسرا يلتقون بهم، ووفقا للخارجية البريطانية فإن هذه الفترة شهدت تلقي الإخوان رشاوى ضخمة من الحكومة المصرية من أجل عدم إجرائهم أعمال عنف ضد النظام.

ومع قيام ثورة يوليو سارع الإخوان لتأييد الضباط الأحرار معتمدين على وسيط سابق هو أنور السادات، وفي بداية 1953 عقدت لقاءات مباشرة بين مسئولين بريطانيين وحسن الهضيبي، ولأن بعض الوثائق لا تزال سرية فإن المناقشات التي دارت بين الطرفين لم يكشف عنها بعد، إلا أن ريتشارد ميتشيل، المحلل الشهير لشئون الإخوان، أشار إلى أن هدف اللقاءات كان دفع الإخوان للمشاركة في مفاوضات الجلاء البريطاني عن مصر، مع ضمان وقوفهم ضد عبد الناصر الذي أدان هذه اللقاءات واتهم الهضيبي بقبول بعض الشروط البريطانية للجلاء وهو الأمر الذي صعب من موقف الحكومة المصرية في المفاوضات، ومارست بريطانيا سياسة "فرق تسد"، وتشير مذكرة رسمية إلي أنها هى التي أبلغت عبدالناصر بلقاءات الهضيبي معها.

وتتضمن الملفات البريطانية أيضا إشارة لحدوث لقاءات بين الإنجليز وقيادات إخوانية في 7 فبراير عام 1953، وفيها أبلغ شخص يدعى أبو رقيق المستشار السياسي تريفور إيفانز رسالة مفادها "إذا بحثت مصر في العالم بأجمعه عن صديق لها لن تعثر على صديق سوى بريطانيا"، وهى رسالة اعتبرتها السفارة البريطانية بمثابة إعلان عن وجود قادة داخل الإخوان لديهم الاستعداد للتعاون مع بلادها.

وفي عام 1954 أعلن جمال عبدالناصر حل الجماعة وفي أكتوبر من نفس العام تعرض عبد الناصر لمحاولة اغتياله على يد التنظيم السري للإخوان في حادثة المنصة بالمنشية، وألقى القبض على مئات من الإخوان وتعرض أغلبهم للتعذيب وهرب البعض الآخر للخارج، وفي ديسمبر تم إعدام ستة إخوان وتعرضت الجماعة إلى انتكاسة كادت تقضي عليها.

وبعد فشل محاولة اغتيال عبدالناصر أرسل ونستون تشرشل رسالة شخصية إليه قال فيها: "أهنئك على نجاتك من محاولة الهجوم المشينة عليك بالإسكندرية"، والمثير أنه بعد فترة وجيزة كانت بريطانيا تتحالف مع نفس الأشخاص لأداء نفس المهمة.

واعترفت الوثائق البريطانية بأن الثورة المصرية حققت إنجازات لم يستطع غيرها تحقيقه من قبل، وقال سفير بريطانيا في القاهرة سير رالف سيفنسون بأن القادة الجدد في مصر يستحقون مساعدة جادة من بريطانيا العظمي، لكن بعد 9 أشهر من تلك الشهادة قررت بريطانيا وفق وثائقها التخلص من عبدالناصر.

في ذلك الوقت كانت بريطانيا والولايات المتحدة تدبران محاولات للانقلاب في سوريا ومصر، ووفقا لوثيقة علي درجة عالية من السرية فإن الرئيس الأمريكي ايزنهاور وصف الوضع للإنجليز قائلا: "نحن في حاجة لخطة ماكيفيلية تساعد على الوصول إلى شكل للشرق الأوسط يصب في مصلحتنا".

العديد من الوثائق تؤكد ضلوع المخابرات البريطانية في محاولات قتل عبد الناصر والقضاء على نظامه ويشير بعضها إلى اتصال بين مسئولين بريطانيين ومنهم نورمان داربيشير، رئيس مكتب المخابرات البريطانية، في جينف مع الإخوان المسلمين في سويسرا في إطار محاولات قلب نظام الحكم في مصر.

وهناك أدلة أخرى على اتصال بريطانيا بالإخوان في عام 1955، عندما زار عدد من الإخوان الملك فاروق في منفاه للتعاون معا ضد عبد الناصر، وكان الملك حسين ملك الأردن منح الإخوان جوازات سفر لتسهيل عملية انتقالهم وسفرهم من أجل العمل ضد النظام المصري بينما دعمت السعودية هذه التحركات الإخوانية بالتمويل المالي، وكان عميل المخابرات المركزية الأمريكية السابق روبرت بيار أكد أن الولايات المتحدة وافقت على تمويل السعودية لنشاط الإخوان ضد عبدالناصر.

وفي أغسطس عام 1956 ألقت السلطات المصرية القبض على دائرة جاسوسية بريطانية مكونة من أربعة أفراد اتصلوا بعناصر طلابية بتوجهات دينية بهدف التشجيع على القيام بأعمال تخريبية تمنح أوروبا مبرراً للتدخل العسكري لحماية رعاياها.

وعلى الرغم من تعاون بريطانيا مع الإخوان المسلمين، فإنها كانت مدركة لخطورة الجماعة وخطورة وصولها للحكم في مصر ولهذا فهى كانت لا تمانع في استغلالها لتحقيق أهدافها في المنطقة لكنها بالتأكيد لم تكن تدعم وصولها للحكم.

وعندما طرد جمال عبد الناصر الإخوان المسلمين من مصر سافر العديد منهم إلى السعودية بمساعدة المخابرات المركزية الأمريكية ونجح الإخوان في الاندماج سريعا في المجتمع السعودي واحتلوا مناصب عليا في القطاعين المصرفي والتعليمي، أما الإخوان الذين سافروا إلى أوروبا فقد بدأوا في تأسيس شبكات دولية مقرها ميونخ برئاسة سيد رمضان.

السعودية كانت معادية للحركة القومية، وفي هذا الإطار صرح راي كلوز، رئيس مكتب المخابرات الأمريكية في الرياض، بأن المملكة استقبلت الإخوان بترحاب كبير وشجعت نشاطهم في مصر والسودان ولكنها في نفس الوقت كانت معارضة لنشاطهم داخل المملكة.

وفي نهاية الخمسينيات بدأت المخابرات المركزية الأمريكية في تمويل الإخوان، في إطار التعاون بين الشركة الأمريكية للبترول "أرامكو" والسلطات السعودية قامت المخابرات الأمريكية برعاية تأسيس خلايا دينية صغيرة في السعودية معادية لحركة القومية العربية، ويقال إن السعودية دفعت رشوة قدرها 2 مليون استرليني لعدد من الضباط السوريين لكي يسقطوا طائرة جمال عبد الناصر أثناء زيارته لدمشق.

وخلال الستينيات استمرت المواجهات بين تيار القومية العربية بقيادة مصر والملكية الإسلامية بقيادة السعودية وهى مواجهات أخذت من اليمن مسرحا لحرب دموية استمرت عدة سنوات ودعمت بريطانيا التي تتحكم في 40% من بترول الخليج السعودية خوفا على مصالحها وإن انسحبت في النهاية من عدن عام 1967 أمام قوى التحرر المدعومة من مصر.

في تلك الفترة بدأت السعودية في نشر الفكر الوهابي لمنع المد الناصري، وساندتها بريطانيا في ذلك حدث ذلك في عام 1962 عندما أعلن ولي العهد الأمير فيصل بن سعود عن تأسيس جامعة العالم الإسلامي التي تديرها وتمولها المؤسسة الدينية السعودية ونشرت الدعوة وبنت مساجد في مختلف أنحاء العالم، وكان من ضمن العاملين الأوائل فيها قيادات من الإخوان الذين ذهبوا إلى السعودية في الخمسينيات وساعدهم حاج أمين الحسيني، مفتي القدس، وسيد رمضان، رئيس التنظيم الدولي للإخوان، الذي كتب دستور المنظمة، بعد ذلك دعمت بريطانيا إقصاء الملك سعود وتصعيد الملك فيصل بدلا منه عام 1964.

مع نهاية هذا العقد كان الملك فيصل ساهم بالفعل في تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1969 كما بدأت السعودية في تمويل خلايا الإخوان المسلمين في أوروبا، وكان من ضمن من لجأوا إلى السعودية الإخواني الفلسطيني عبدالله عزام الذي عمل مدرسا في جامعة جدة واكتشف أسامة بن لادن ووجهه إلى فكرة الجهاد الإسلامي وهو نفسه في الثمانينيات كان ضمن جبهة المجاهدين المسلمين في أفغانستان، مدرس آخر في جامعة جدة هو المصري محمد قطب شقيق سيد قطب، تلك العناصر الإسلامية هى التي ساهمت في وضع الأسس الفكرية والاستراتيجية لتنظيم القاعدة.

وهناك مصادر تؤكد أن المخابرات الأمريكية نقلت عشرات الملايين من الدولارات إلى رمضان في فترة الستينيات، وهناك وثائق أخرى في الأرشيف السويسري تؤكد أن السلطات السويسرية كانت تنظر بعين الرضا إلى أنشطة رمضان المعادية للشيوعية، نفس الوثائق تشير إلى أنه كان عميلاً للمخابرات البريطانية والأمريكية، في هذا الإطار كانت الجريدة السويسرية "Le Temps الزمن" نشرت أن ملفات رمضان لدى الحكومة السويسرية تتضمن الإشارة إلى علاقاته مع العديد من أجهزة الاستخبارات الغربية.

وقد توثقت علاقة السعودية بعد وصول فيصل إلى الحكم مع عناصر الإخوان باعتبارهم وسيلة القضاء على عبد الناصر الذي شن حملة جديدة لتفكيك الجماعة في منتصف ستينيات القرن الماضي وحوكم قيادات من الإخوان بمن في ذلك رمضان الذي حكم عليه غيابيا بالسجن المؤبد وأعدم عدد آخر منهم كان من بينهم سيد قطب الذي كانت كتاباته إلهاما للإخوان في العالم ولأجيال جديدة مثل أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بعد أسامة بن لادن، والذي كان في ذلك الوقت عضوا في الجماعة رغم أن عمره لم يتجاوز الرابعة عشرة، لكن ما فعله عبد الناصر بالإخوان لم يخفف من أهميتهم لدى المخابرات الغربية التي واصلت الاتصالات معهم.

إن علاقات بريطانيا مع الجماعات والعناصر الإسلامية لم تكن في بلدان الشرق الأوسط فقط وإنما كانت داخل بريطانيا نفسها.

أكبر مثال على ذلك "أبوحمزة" الذي طلبت مصر عام 1995 ترحيله من لندن إلى مصر لمحاكمته في جرائم إرهابية، ولكن السلطات البريطانية رفضت تماما كما رفضت الطلب الذي تقدمت به اليمن عام 1999 لتسليم نفس الشخص.

والوثائق البريطانية تشير إلى أن المسئولين هناك اتصلوا بأبوحمزة عام 1997 عندما كان إمام مسجد "ليوتن" وطلبوا منه العمل مخبرا ينقل لهم أخبار باقي المجاهدين وكان اسمه الحركي "دامسون بري"، وبدون علم الشرطة البريطانية التقت المخابرات البريطانية معه كما عقد عدة لقاءات لصالح المخابرات الفرنسية التي كانت تريد معلومات حول الجماعات الإسلامية في الجزائر.

هناك نموذج آخر هو "أبو قتادة" الذي وصفه القاضي الذي يراجع أوراق الهجرة الخاصة به بأنه يشكل خطراً كبيراً، وهو الأب الروحي لتنظيم القاعدة في أوروبا وقبل أحداث 11 سبتمبر تجاهلت المخابرات البريطانية تحذيرات العديد من الدول بشأنه، فقد أرادت استخدامه مصيدة معلومات عن باقي التنظيمات الإسلامية.

وبعد تولي السادات الحكم تغير المشهد السياسي وانحاز السادات للولايات المتحدة وأعاد بدعم من السعودية الإخوان إلى مصر وارتبط بعلاقة صداقة مع كمال أدهم، مدير المخابرات السعودية، وتأسست الجماعة الإسلامية برعاية محمد عثمان إسماعيل وبقى شهر العسل بين الطرفين إلى أن سافر السادات إلى إسرائيل.

وتكشف الوثائق البريطانية أن المسئولين هناك كانوا يشككون في قدرة السادات على السيطرة على الإخوان كما أكد سير ريتشارد بومونت السفير البريطاني لوزارة الخارجية الخارجية في تقرير يفيد أن السادات استغل الإخوان لمواجهة التيارات اليسارية ولكنه يبدو غير قادر على السيطرة على الإخوان.

في هذا الإطار ظلت بريطانيا حريصة على الحفاظ على علاقاتها بالإخوان ولكن الوثائق البريطانية لا تكشف إذا كان اتصالات مباشرة قد تمت بين المسئولين البريطانيين وحسن الهضيبي الذي كان لا يزال يحتل رئاسة الجماعة إلى وفاته عام 1973.

مع الألفية الثالثة وبعد أحداث 11 سبتمبر تغيرت صورة التحالفات في الشرق الأوسط، في أغسطس 2006 ألقي توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني، خطبة حول الشرق الأوسط قسم فيه المنطقة بين دول تنتمي لمعسكر الحداثة وأخرى لا تزال يسيطر عليها الاتجاهات الإسلامية الرجعية، وفي معسكر الحداثة نجد دولا مثل الإمارات والبحرين والكويت وقطر وفي المعسكر الآخر نجد القاعدة وحماس وحزب الله وطالبان.

وثائق حكومية في الفترة من عام 2004 إلى 2006 تضيف المزيد، واحدة منها تحمل عنوان "العمل مع المجتمع الإسلامي" يعود تاريخها إلى يوليو 2004 تشير إلى أن جذور الإسلام الحديث من الممكن ربطها بالإخوان والجماعة الإسلامية وهما منظمتان اعتادت بريطانيا التعاون معهما في الماضي، كاتب هذه المذكرة هو "أنجيس ماكي" وهو أحد العملاء في إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزراة الخارجية البريطانية وهو مهندس العلاقات التي ربطت بين السياسة البريطانية والجماعات الإسلامية.

وتضمنت هذه المذكرة عدة ملاحظات حول وعي الجماعات الإسلامية بنوايا القوى الغربية واستعداد هذه الجماعات الإسلامية للتغاضي عن الأهداف الحقيقية للغرب وصنع تحالفات معها من أجل تحقيق مصالحها وأكدت نفس المذكرة أن الجماعات الإسلامية في العديد من الدول العربية وبالأخص شمال أفريقيا تمثل جبهة المعارضة الأقوى للأنظمة الحاكمة وأن هذه الجماعات تتسم بالتنظيم.

في نفس الوقت، اشترك باسيل إيستوود، السفير البريطاني السابق في سوريا، مع ريتشارد ميرفي، مساعد وزير الخارجية في عهد ريجان، في كتابة تقرير لحكومة الدولتين تحت عنوان "علينا التحدث مع الإسلام السياسي في الشرق الأوسط وليس في العراق فقط"، هذه المذكرة خرجت بنتيجة أن حكومات مجموعة الثمانية يجب أن تدخل في حوار مع الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط، ولو بشكل غير مباشر.

أحد المعارضين لهذه الاستراتيجية هو السفير البريطاني في القاهرة سير ديرك بلونبلي والذي يرى أن هناك قوى أخرى في مصر غير الإخوان على بريطانيا التواصل معها ويؤمن بأن الإخوان معادون للغرب، ولكن الواقع يؤكد أن بريطانيا تدرك هذه الحقيقة ولكن هذا لم يمنعها من التعاون معهم سواء في الماضي أو في الوقت الحاضر، وفيما يبدو أن الحكومة البريطانية تغاضت عن ملاحظات سفيرها في القاهرة وقررت الارتباط بالإخوان.

في يناير 2006 كتبت جولي ماكجروير من مكتب وزارة الخارجية لشئون العالم العربي وإسرائيل وشمال أفريقيا لوزير الخارجية البريطاني بضرورة رفع معدلات الاتصالات الدورية مع أعضاء البرلمان المصري من الإخوان، وأضافت أنها اتصلت بالفعل بعدد من أعضاء البرلمان من الإخوان ولكن هذه الاتصالات قطعت تحت ضغط من النظام المصري، ومنذ عام 2002 وهناك اتصالات متقطعة مع أعضاء البرلمان من الإخوان، في مايو أكد كيم هولز، وزير الخارجية، أمام البرلمان البريطاني أن المسئولين البريطانيين يتواصلون مع أعضاء الإخوان المسلمين منذ عام 2001 وأن مسئولين آخرين التقوا مع ممثلين للإخوان في الأردن والكويت ولبنان واتصلوا بشكل محدود مع الإخوان المسلمين في سوريا.

وفي يونيو 2005، وضع السفير ديرك بلونبلي مذكرة توضح بعض الأسباب التي تقف وراء حرص بريطانيا على التواصل مع الإخوان ومنها أن هذا التواصل من شأنه تزويد بريطانيا ببعض المعلومات المفيدة، وهو الأمر الذي يتفق مع سياسة بريطانيا طويلة الأمد في التعامل مع المتطرفين كعملاء ومخبرين يمدوها بما تريده من معلومات.

وأضاف: "إن هدف بريطانيا هو دفع النظام المصري لتحقيق إصلاح سياسي وإن كان يرى أن الطريق الذي تسلكه بريطانيا غير مضمون".

وهناك سبب آخر لذلك هو رغبة بريطانيا في تأمين نفسها في حالة حدوث أي تغيير في نظام الحكم بمصر، فمستقبل مصر غير مضمون بعد رحيل مبارك أو سقوط حكمه وسواء حدث التغيير نتيجة لثورة أو لا، فمن المحتمل أن يلعب الإخوان دورا في المرحلة الانتقالية والمخاطرة كبيرة في دولة محورية مثل مصر، كما تملك بريطانيا العديد من المصالح في مصر بوصفها أكبر مستثمر أجنبي باستثمارات تصل إلى 20 مليار دولار.

وفي الخمسينيات من القرن الماضي كان التحالف البريطاني مع الإخوان وسيلة للقضاء على الحركات القومية العربية اليوم بعد مرور عقود من الزمن على انهيار القومية العربية تواجه لندن وواشنطن مرة أخرى موقفا يائسا من جديد في الشرق الأوسط، فسياساتهما تتعرضان للتحديات في أغلب الجبهات ولهذا فإنهما تبحثان عن حلفاء لهما وبالتالي فإن علاقة بريطانيا اليوم مع الإخوان هى استمرار لحرصها على استخدام الإسلاميين كأداة مباشرة في سياستها الخارجية الساعية لصنع تحالفات تواجه أعداء محتملين.

الاخوان المسلمون صناعة امريكية سعودية ضد الديمقراطية تخدم اهداف اسرائيل بالمنطقة


. 1.جماعة الاخوان المسلمون صنعتها الولايات المتحدة الامريكية وبدات اتصالاتها بامريكا وبريطانيا منذ الخمسينات على اساس المصالح المشتركة وقد ساهمت وكالة الاستخبارات المركزيةc I a والمخابرات السعودية فى صناعة تلك الجماعة من اجل ضرب الحركات الاسلامية والجهادية فى العالم العربى والشرق الاوسط وضرب التيار السلفى والجماعة الاسلامية من خلال الاخوان

2.
استئناف الولايات المتحدة للحوار مع جماعة الاخوان المسلمين هدفه الاستعانة بهم لضرب كافة التيارات الليبرالية داخل مصر بعد ثورة 25 يناير لان امريكا تتخوف من امكانية قيام نظام ديمقراطى حر بمصر يهدد جارتها اسرائيل حال تحول مصر الى قوة بالمنطقة وبالتالى تسعى الى ابقاء مصر تحت سيادتها بكافة السبل

3.
عدد كبير من قيادات الاخوان المسلمون والتنظيم الدولى للجماعة يرتبط بشبكة مصالح مشتركة مع امريكا لان عدد كبير من قيادات تلك الجماعة عبارة عن شركاء تجاريون بشركات النفط الامريكية بمنطقة الخليج ويمتلكون اسهما فيها اضافة الى انهم تيار راسمالى يمينى خالص يلعب على وتر الاسلام

4.
السيناريو الذى ترسمه واشنطن هو اقامة نظام برلمانى اسلامى من خلال الاخوان وامكانية سيطرتهم على الانتخابات البرلمانية القادمة وذلك باستخدام راس المال السياسى وشراء الاصوات الانتخابية اضافة لشعار الاسلام هو الحل

5.
علاقة الاخوان المسلمون باللوبى اليهودى داخل مصر بدات من خلال مؤسستهم التجارية بالجيزة عام 1954 وكان التاجر اليهودى فيكتور نجرين هو من يتولى التوريدات التجارية لمؤسستهم اضافة الى تردد قياداتهم انذاك على بيوت الدعارة انذاك وعندما قامت حرب 1956 قام الاخوان بتهريب عشرات اليهود من داخل مصر الى خارجها عبر السويس وغيرها وبذلك فهى او جماعة طبعت مع اسرائيل منذ قيامها عام 1948 ولا يجب ان ننخدع بخطاب الاخوان الزائف التمويهى

6.
العلاقة بين جماعة الاخوان والمؤسسة العسكرية فى مصر حقيقية لان الاخوان كانت لهم تشكيلات فى القوات المسلحة المصرية منذ عام 1948 بمعنى انهم اخترقوا بالفعل تلك المؤسسة وحاولوا الانقلاب على عبد الناصر وقتله

7.
خلال عام 1958 حاول بعض معتقلى الاخوان بسجون الواحات الارتداد عن الاسلام الذى يرفعوا شعاره الان والتحول الى المسيحية بسبب التعذيب بسجون عبد الناصر مما يدل على تقلب مواقفهم وزيف شعاراتهم

8.
ظلت جماعة الاخوان تعمل باستيراتيجية التنظيمات السرية طوال تاريخها وهى استيراتيجية تمتاز بالديكتاتورية المطلقة وطاعة المرشد بصورة عمياء وعدم الخروج عنه ولو كان فاسدا فالعمل السرى لا يحتمل المناقشات والعلنية


9.
خلال الخمسينيات واوائل الستينيات وبسبب حالة العداء بين نظام عبد الناصر والاردن والسعودية شكل الاخوان لوبى عربى اخوانى بالسعودية والاردن وسوريا وفلسطين بعد هروب معظمهم من مصر

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire